ملف الهجوم الاسرائيلي على ايران..بعد الضربة الإسرائيلية.. هل ترد إيران؟..ضربات..أرضت الجميع..
بايدن: نأمل أن تكون الهجمات الإسرائيلية على إيران هي النهاية...
الجريدة...قال الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم السبت إن الهجمات الإسرائيلية على إيران ضربت أهدافا عسكرية فقط على ما يبدو، وأضاف أنه يأمل أن تكون الهجمات هي «النهاية»....
بايدن يأمل أن تُمثّل الضربات الإسرائيلية لإيران نهاية فترة التصعيد
الراي.... أعرب الرئيس جو بايدن، عن أمله في أن تمثل الضربات الإسرائيلية على إيران نهاية فترة التصعيد في منطقة الشرق الأوسط. وقال للصحافيين في فيلادلفيا، «يبدو أنهم لم يضربوا أي شيء آخر غير الأهداف العسكرية. أملي أن تكون هذه هي النهاية»، مشيراً إلى أنه أمضى وقتاً في وقت سابق من أمس، للإطلاع على تحديثات مجتمع الاستخبارات. وأجاب بايدن، بـ «نعم»، عندما سُئل عما إذا كان تلقى إشعاراً مسبقاً قبل الضربة. وقال مسؤولون في إدارة بايدن إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة بشكل مباشر في الضربة، لكنها كانت تتشاور عن كثب مع إسرائيل. وتوقع مسؤولون أميركيون أن ترد إيران على الهجوم في الأيام المقبلة ولكن بطريقة محدودة تمكن إسرائيل من وقف دورة «العين بالعين». وحضت الولايات المتحدة، إيران على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دوامة العنف. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت إن «ردهم (الإسرائيليون) كان دفاعاً عن النفس وقد تجنب عمداً المناطق المأهولة وركز حصراً على أهداف عسكرية». وشدد سافيت على أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات، مؤكداً أن «هدفنا هو في تسريع المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط»...
معطيات تكشف خفايا الغارات الإسرائيلية «المُهندَسة أميركياً» لتكون «مبلوعة» إيرانياً
ضربات..أرضت الجميع
الراي... | كتب محمد إبراهيم |..... بعد 25 يوماً تخللتها مداولات مكثفة سياسية وعسكرية أفضت إلى تحديد أميركي لـ«السقوف» مع «بلاغات مُسبقة» عبر وسطاء، ردّت إسرائيل على إيران بقصف مواقع عسكرية، في ضربات بدت «مُهندسة بدقة»، بحيث تجعل كل الأطراف رابحة وراضية، ولا تُفضي إلى توسع الصراع في الإقليم.
وعلى الرغم من الحديث الإسرائيلي عن «رد شديد وقاسٍ» على الضربات الصاروخية التي وجّهتها إيران للدولة العبرية في 1 أكتوبر الجاري، إلا أن ما جرى لم يكن كذلك، بل كان محسوباً بدقة وبرعاية أميركية جليّة، بحيث يسمح لإسرائيل بالقول إنها نفذت وعيدها ولإيران بالتقليل من أهميته، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى خفض التصعيد والحؤول دون الدخول في دوامة من الردود والردود المضادة.
وبالنظر إلى المعطيات الأولية لما بعد الضربات التي شنتها إسرائيل فجر السبت وما تلاها من ردود، يمكن إيراد 5 معطيات أساسية كفيلة برسم المشهد الكلي:
1 - إسرائيل أعلنت أن أكثر من 100 طائرة ومُسيّرة شاركت في الضربات «الدقيقة والموجهة»، على 3 دفعات، وأنها طالت نحو 20 موقعاً في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، وبذلك يمكنها القول إن ردها كان واسعاً وليس ضعيفاً.
2 - إسرائيل أعلنت أنها قصفت أنظمة دفاع جوي وقواعد الصواريخ والطائرات المسيّرة ومواقع إنتاج الأسلحة، وبذلك حيّدت المنشآت النفطية والمواقع النووية، وكذلك الشخصيات السياسية والعسكرية، واكتفت بمواقع عسكرية، كما فعلت إيران عندما قصفتها في الأول من أكتوبر.
وفي هذا المعطى، بعثت تل أبيب رسالة لطهران بأنها لا تريد التصعيد، وأرضَتْ واشنطن التي كانت تخشى هجمات أوسع وأكثر قوة.
3 - لم توضح إسرائيل مسار طائراتها الحربية التي قطعت ما لا يقل عن 1500 كيلومتر للوصول إلى الأراضي الإيرانية، فيما أعلنت طهران أن الهجمات الإسرائيلية تمت من خارج الأجواء الإيرانية، في إشارة إلى أن الطائرات الإسرائيلية لم تخترق أجواء البلاد.
4 - أفادت تقارير أميركية بأن إسرائيل أرسلت رسائل إلى إيران، عبر أطراف ثالثة، قبل الغارات، «وأوضحت مسبقاً ما الذي ستهاجمه بشكل عام وما الذي لن تهاجمه»، وهو ما سمح عملياً بتفادي وقوع الكثير من الضحايا، إذ أعلنت طهران عن سقوط قتيلين فقط من العسكريين، وأن دفاعاتها الجوية تصدّت بنجاح للهجوم وأن بعض المواقع تعرضت «لأضرار محدودة».
5 - بالنظر إلى «محدودية» الضربات، لم تُسارع إيران إلى إلزام نفسها بالرد، بل اكتفت بتأكيد أنها تملك «الحق والواجب في الدفاع عن نفسها ضدّ الأعمال العدوانية الأجنبية»، في حين أعلنت إسرائيل، بالتوازي، أن «المهمة أُنجِزَت»، وإن كانت هددت بضربات جديدة إذا ردت إيران عليها، معتبرة أنها باتت «تتمتع بهامش تحرك أوسع في أجواء إيران». في المحصلة، خرج الكل «راضياً» من جولة التصعيد، وتبيّن أن «المهندس» الأميركي يبقى صاحب اليد العليا في ضبط الوضع بالمنطقة، من خلال انتهاج سياسة تقوم على الترغيب والترهيب، في ظل التقارير التي كشفت عن «جوائز ترضية» أُعطيت لإسرائيل كـ«مكافأة» لموافقتها على «هندسة الضربات».
الكويت: العدوان على إيران يعكس سياسة الفوضى للاحتلال
دانت دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة الضربات الإسرئيلية على إيران، محذّرة من عواقب استمرار الصراعات العسكرية.وأكدت الكويت إدانتها ورفضها الشديدين للعدوان الإسرائيلي الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشددة على أنه يعكس «سياسة الفوضى التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال انتهاك سيادة الدول وتعريض أمن المنطقة للخطر وتجاوز مبادئ القانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية».وذكرت وزارة الخارجية، في بيان، أن دولة الكويت تُجدّد مطالبتها للمجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم لوقف هذه الممارسات التي تُهدد مستقبل المنطقة وشعوبها، وتؤكد ضرورة اتخاذ خطوات جادة للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية.بدورها، أعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها للاستهداف العسكري الذي تعرّضت له إيران، واصفة إياه بأنه «يُعد انتهاكاً لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية».وأكدت المملكة موقفها الثابت في رفضها لاستمرار التصعيد وتوسع رقعة الصراع، محذرة من عواقب استمرار الصراعات العسكرية في المنطقة.وفي حين شدّد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي على موقف المجلس «الرافض لهذه العمليات العسكرية»، دانت الإمارات بشدة «الاستهداف العسكري» الذي تعرّضت له إيران، معربة عن القلق العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.كذلك، أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للانتهاك الصارخ لسيادة إيران، مبدية قلقها البالغ إزاء التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على هذا التصعيد، فيما عبّرت سلطنة عُمان عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف الأراضي الإيرانية، مؤكدة أنها «تشجب هذه الممارسات» التي تُهدّد بجر المنطقة نحو مزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار.كذلك، دانت البحرين العملية العسكرية التي تعرّضت لها إيران، معربة عن قلقها العميق إزاء استمرار تصاعد التوترات في المنطقة.
للمرة الأولى... يلتزم نتنياهو بضوابط واشنطن
أكدت مصادر أميركية التزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيهات الإدارة الأميركية، خلال الرد الإسرائيلي على إيران، وذلك للمرة الأولى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.ونقلت «سكاي نيوز عربية» عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومي عملوا مع الإسرائيليين خلال الأسابيع الماضية لتشجيعهم على رد يتسم بالتناسب والدقة، وهذا ما تحقق فجر السبت.وأضاف أن بايدن ناقش الوضع مع نتنياهو، الأسبوع الماضي، وحثه على اتخاذ إجراءات تردع الهجمات على إسرائيل، مع الحرص على تجنب المزيد من التصعيد، وهو هدف مشترك بين الطرفين.وأكد المسؤول أنه في حال ردت إيران، فإن الولايات المتحدة مستعدة تماماً للدفاع عن إسرائيل، وأن إيران ستواجه عواقب نتيجة أي هجوم آخر، معتبراً أن الرد الإسرائيلي يجب أن يكون خاتمة للتبادل المباشر للضربات بين الجانبين.
عراقجي: إيران ليس لها حدود في الدفاع عن وحدة أراضيها
الجريدة...نقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن وزير الخارجية عباس عراقجي قوله اليوم السبت إن إيران لا حدود لها عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحها وسلامة أراضيها وشعبها. وجاءت تصريحات عراقجي بعد أن قصفت إسرائيل مواقع عسكرية في إيران في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، ردا على هجوم إيراني على إسرائيل أوائل هذا الشهر.
إيران: هجوم الاحتلال انتهاك للقانون الدولي.. ولدينا الحق في الدفاع عن النفس
الجريدة....دانت وزارة الخارجية الإيرانية بأشد العبارات هجوم الاحتلال الإسرائيلي على مواقع عسكرية إيرانية عدة اليوم السبت قائلة إنه انتهاك واضح للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وإن لديها الحق في الدفاع عن النفس. وذكرت «الخارجية» الإيرانية في بيان أن طهران تعتبر نفسها «محقة وملزمة بالدفاع عن نفسها ضد الأعمال العدائية الأجنبية ولديها الحق في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي وكما هو منصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة». وشددت على «المسؤولية الفردية والجماعية لجميع دول المنطقة لحماية السلام والاستقرار الإقليميين»، معربة في الوقت ذاته عن تقدير طهران لجميع الدول «المحبة للسلام في المنطقة والدول الأخرى التي دانت واستنكرت العدوان الإسرائيلي». وعلى صعيد جرائم الاحتلال ضد أهالي غزة ولبنان، قالت «الخارجية» الإيرانية إن «استمرار الاحتلال وأعماله وجرائمه غير القانونية في المنطقة خاصة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والعدوان على لبنان هو السبب الرئيسي للتوتر وانعدام الأمن في المنطقة». ودعت إلى ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات فورية وعاجلة لإيقاف الإبادة الجماعية والحرب والعدوان على غزة ولبنان و«كبح جماح الاحتلال الإسرائيلي المثير للحروب». وأعلنت إيران في وقت سابق اليوم عن تعرضها لهجوم عسكري جوي من الاحتلال الإسرائيلي استهدف مواقع عدة ما أسفر عن مقتل عسكريين اثنين و«تسبب في أضرار محدودة»....
ضربة إسرائيلية منسقة أميركا وضعت السيناريو وروسيا أَبلغت بحيثيات الهجوم وإيران أخلت المواقع
• خامنئي وبزشكيان وافقا على الاستهداف مع اشتراط وقف الاغتيالات وحربي غزة ولبنان
• بوتين تدخَّل للجم التوتر وبايدن تعهد بوقف حروب المنطقة أياً كان الرئيس الأميركي الجديد
• الكويت: العدوان يعرض المنطقة للخطر وغزة شاهد على أكبر مآسي التاريخ الحديث
الجريدة...طهران - فرزاد قاسمي ....شنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً غير مسبوق وصفه بالدقيق ضد مواقع عسكرية بإيران وسط تضارب بشأن استهداف مواقع في سورية والعراق، رداً على وابل الصواريخ الذي تعرضت له الدولة العبرية من قبل طهران مطلع أكتوبر الجاري، في وقت هونت السلطات الإيرانية من أضرار الهجوم الذي أُبلغت بأهدافه عبر وسطاء. بمشهد متفق عليه مسبقاً وقابل للتأويل، وبسيناريو كتبته الولايات المتحدة، مع دور روسي تمثل في إبلاغ طهران بحيثيات الهجوم عليها، ووسط تحذيرات من عشرات الدول، نفذت إسرائيل ضد إيران فجر أمس، ضربة في رد منها على هجوم صاروخي إيراني تعرضت له مطلع الشهرالجاري. وخلال الضربة «المنسقة»، قصفت إسرائيل عشرات المواقع في إيران وسجلت نقاطاً بشأن قدرتها على اختراق الدفاعات الإيرانية ووصول مقاتلاتها إلى عمق الجمهورية الإسلامية، التي يمكن أن تقول إنها تصدت للهجوم وأفشلته، وهكذا بات بإمكان المنطقة والعالم تنفس الصعداء، مع انحسار شبح الحرب الإقليمية الشاملة الجاثم على المنطقة منذ أشهر، أقله حتى التنسيق للرد الإيراني غير المرجح على إسرائيل. وكشف مصدر عسكري في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ«الجريدة» أن الروس قاموا بتنسيق العملية بين الإسرائيليين والإيرانيين، الذين تلقوا عروضاً وطلبات من الأميركيين لقبول استهداف بعض المواقع مقابل امتيازات مثل تعليق بعض العقوبات. ووفق المصدر، فإنه في ظل عدم استجابة الإيرانيين للرسائل الأميركية المتعددة لتمرير الهجوم دون رد، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال استقباله نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في قازان، الوساطة والتنسيق بين إيران وإسرائيل للجم التصعيد في المنطقة ووقف إطلاق نار في غزة ولبنان. وأوضح المصدر أن بزشكيان وافق شخصياً على الوساطة الروسية، على أن يبحث الموضوع مع المرشد الأعلى علي خامنئي، وبالفعل حصل على موافقته فور عودته إلى طهران. وأشار إلى أن الإيرانيين أبلغوا الأميركيين الخميس الماضي قبولهم التنسيق بشأن الرد الإسرائيلي بشرط الحصول على ضمانات بوقف إطلاق النار في لبنان وغزة ووقف العمليات الإسرائيلية ضدهم ومن ضمنها الاغتيالات، مبيناً أن الأميركيين أجابوا على الفور وخلال أقل من ساعة بأنهم مستعدون لتقديم كل الضمانات اللازمة بهذا الشأن، وطلبهم الوحيد من إيران هو وقف التصعيد قبل الانتخابات الأميركية وانتهاء الأمر باستهداف عدد من المواقع الخالية مع تعهد إدارة الرئيس جو بايدن بإجبار إسرائيل على وقف الحرب على لبنان وغزة وتوقف عملياتها ضد إيران بمجرد انتهاء الانتخابات، سواء انتخبت نائبته كامالا هاريس أم لا. وقال المصدر إن الرسالة الأميركية نصت صراحة على أن بايدن سيكون لديه سلطة كاملة خلال الفترة الانتقالية بعد الانتخابات، أياً كان الرئيس المنتخب، تخوله فعل العديد من الأشياء التي لم تسمح له الظروف بفعلها خلال الفترة الماضية بسبب الظروف الانتخابية وضغط اللوبي اليهودي عليه، ولكن بمجرد الانتهاء من الاستحقاق ستكون يده مطلقة لفعل العديد من الأشياء، ومن ضمنها وقف الحرب في الشرق الأوسط، حتى العودة للاتفاق النووي الإيراني، وعليه سيسعى كي يسجل هاتين النقطتين في مسيرته الرئاسية قبل إنهائها. وأضاف أنه بعد هذه الرسالة أبلغت إيران الأميركيين عن 3 مواقع عسكرية خالية يمكن للإسرائيليين استهدافها وتم التنسيق مع الروس الذين طمأنوا بأن دفاعاتهم الجوية المنتشرة بإيران والموجودة في بحر قزوين جاهزة لمساعدتها للتصدي لأي هجوم على أي موقع آخر عدا الثلاثة المحددة، وقام الروس بربط أنظمة أقمارهم الصناعية التجسسية المتمركزة على منطقة الشرق الأوسط بالأنظمة الإيرانية، حيث تمكن الإيرانيون من رصد كل التحركات الإسرائيلية لحظة بلحظة. وأكد المصدر أن إسرائيل بدأت العملية فور تلقيها إحداثيات المواقع الخالية، وأبلغت الروس الذين أعلموا الإيرانيين بدورهم، بزمان بدء الهجوم وطريقة تنفيذه والنقاط المستهدفة، لافتاً إلى أن المرشد أمر الجيش الإيراني بإطلاق صواريخه البالستية المجهزة برؤوس متفجرة، تجاه إسرائيل لو قامت باستهداف أي مواقع غير الخالية، لكن الإسرائيليين لم يقوموا باستهداف غير الأماكن المحددة والمنسقة مسبقاً. ورغم أن العديد يعتبرون أن العملية انتهت، أشار المصدر إلى أن الجيش الإيراني لم يلغ قرار الجهوزية القصوى، تحسباً لأن تكون هذه العملية الاسرائيلية خدعة لعملية أخرى. ومع توالي التحذيرات الخليجية والعربية والدولية من الحرب الإقليمية، دانت الكويت العدوان الإسرائيلي على إيران ورفضته بشدة، معتبرة أنه يعكس «سياسة الفوضى التي تنتهجها قوات الاحتلال من خلال انتهاك سيادة الدول وتعريض أمن المنطقة للخطر وتجاوز مبادئ القانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية». وشدد وزارة الخارجية على أن دولة الكويت تجدد مطالبتها للمجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم لوقف هذه الممارسات التي تهدد مستقبل المنطقة وشعوبها وتؤكد ضرورة اتخاذ خطوات جادة للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية. وفي الأمم المتحدة، قال الملحق الدبلوماسي بوفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة علي القلاف مساء أمس الأول إن اعتداءات الاحتلال على الشعب الفلسطيني جعلت قطاع غزة شاهداً على إحدى أكبر المآسي في التاريخ الحديث، واصفاً عدم تحرك المجتمع الدولي بأنه «وصمة عار» لن يمحوها التاريخ. وفي تفاصيل الخبر: نفذ الجيش الإسرائيلي هجوماً جوياً انتقامياً طال انتظاره ضد إيران ووصفه بالدقيق، فجر أمس، فيما سعت طهران إلى التهوين من تأثيره وأضراره بعد أن تردد أنها أُبلغت به مسبقاً عبر وسطاء دوليين لتفادي انزلاق المنطقة إلى أتون حرب إقليمية شاملة. وقال الجيش الإسرائيلي، إن هجومه العلني الأول تم بمشاركة 100 طائرة مقاتلة وجاء على 3 موجات واستهدف 20 موقعاً داخل إيران، رداً على وابل الصواريخ البالستية التي أطلقتها طهران ضد الدولة العبرية في أبريل الماضي ومطلع أكتوبر الجاري. وأكد أن جميع الطائرات عادت إلى قواعدها بسلام، موضحاً أن الغارات شملت عدة مواقع عسكرية لإنتاج الصواريخ والمسيّرات والدفاعات الجوية بناء على معلومات استخباراتية دقيقة. وزعم أن إسرائيل فعّلت بعض قدراتها العملياتية الهجومية لاستهداف مواقع استراتيجية داخل إيران، التي اتهمها بدعم الإرهاب وتهديد أمن المنطقة برمتها. وصرح المتحدث باسم الجيش دانييل هغاري بالقول: «يوجد حالياً لدولة إسرائيل حرية عمل جوي أكبر، في إيران» بعد تحييد كامل لبطريات الدفاع الجوي الإيرانية. وأطلق على حملة القصف اسم «أيام التوبة». وقال إن الجيش لديه مجموعة واسعة من الأهداف التي يمكنه ضربها في المستقبل إذا لزم الأمر. تفاصيل وأضرار وفي وقت سعت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي امتنعت عن استهداف منشآت طاقة أو نووية، لمنح مساحة من الغموض تمكن إيران من عدم الرد على الضربة العلنية غير المسبوقة، قال مسؤول إسرائيلي إن بلاده استهدفت غالبية قدرات طهران على إنتاج صواريخ أرض - أرض. وشبه المسؤول تأثير الضربات بتدمير خط إنتاج الصواريخ بـ»شركة رفائيل»، في إشارة إلى شركة تكنولوجيا الدفاع الكبرى في إسرائيل. واستهدفت بحسب المواقع العبرية الموجة الأولى من الضربات قدرات الدفاع الجوي، حيث أغلقت إيران مجالها الجوي طوال مدة الهجوم الذي امتد لعدة ساعات وتم الإبلاغ عن ضربات في مناطق طهران وكرج وأصفهان وشيراز. وضربت الموجات التالية مواقع تصنيع الطائرات بدون طيار والصواريخ البالستية. وذكرت تقارير أن الهجوم الذي تم بمشاركة طائرات تزود بالوقود للقيام بالمهمة التي تبعد مسافة 1600 كيلومتر عن الدولة العبرية وتسبب بإلحاق أضرار جسيمة بصناعة الصواريخ الإيرانية التي تمثل عمود القدرات الدفاعية لها. وبينما كانت الحملة جارية، أفادت السلطات السورية الرسمية بأن إسرائيل ضربت عدة مواقع عسكرية في جنوب ووسط البلاد، وهو الإجراء الذي ربما تم اتخاذه لتمكين القوات الجوية الإسرائيلية من العمل بحرية أكبر ضد إيران. وفي حين نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين إسرائيليين أن الهجوم على طهران شمل بطاريات دفاع جوي ورادارات في سورية والعراق دون تأكيد عبري رسمي، نفى مصدر أمني عراقي تعرض أي منشآت عسكرية أو اقتصادية أو مدنية عراقية لأي ضرر خلال حملة القصف الإسرائيلية التي واكبتها بغداد بإغلاق مجالها الجوي مؤقتاً. انتقاد وتنسيق في غضون ذلك، انتقد زعيم المعارضة يائير لبيد «الرد العسكري المحدود» الذي أبلغت حكومة نتنياهو واشنطن به بعد قليل من انطلاقه، قائلاً إن طهران «هي رأس محور الشر ويجب أن تدفع ثمناً باهظاً لعدوانها». وأضاف لبيد: «كان قرار عدم مهاجمة أهداف استراتيجية واقتصادية في إيران خاطئاً. كان بوسعنا وكان ينبغي لنا أن نطالب إيران بثمن أثقل كثيراً»، فيما أظهر استطلاع رأي أن أغلب الإسرائيليين يفضلون إجراء انتخابات مبكرة وسط انخفاض الثقة في نتنياهو. وأتى الانتقاد الإسرائيلي الداخلي للضربة التي بدت أنها استعراضية غداة اختتام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة شرق أوسطية لاحتواء خطر اندلاع حرب شاملة، بينما أكدت مصادر أميركية أن نتنياهو التزم بتوجيهات الإدارة الديموقراطية للرئيس جو بايدن بشأن ضرورة توجيه رد متناسب لا يؤدي إلى تصعيد أكبر. ووفق للمصادر، فإنها المرة الأولى التي يلتزم فيها نتنياهو بضوابط واشنطن منذ هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر الماضي. وأكد مسؤول أميركي أنه في حال ردت إيران، فإن الولايات المتحدة مستعدة تماماً للدفاع عن إسرائيل، وأن طهران ستواجه عواقب نتيجة أي هجوم آخر. ورأى المسؤول الأميركي أن الرد الإسرائيلي يجب أن يكون خاتمة للتبادل المباشر لإطلاق النار بين الجانبين، داعياً جميع الدول ذات التأثير إلى الضغط على إيران لوقف هجماتها على إسرائيل، بهدف إنهاء سلسلة الهجمات المتبادلة. وأشار إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لقيادة جهود تفضي إلى إنهاء النزاع في لبنان، عبر اتفاق يتيح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق العودة بأمان إلى منازلهم. كما أعلن استعداد واشنطن لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة وتأمين عودة الرهائن، مؤكداً أن الخطوط العريضة لهذه الترتيبات جاهزة وينبغي تنفيذها دون تأخير. ولفت إلى أن واشنطن تتواصل مع طهران «بشكل مباشر وغير مباشر» لمنع «سوء الفهم»، نافياً أي مشاركة لواشنطن في الهجمات. بلاغ وادعاء وفي حين، كشف موقع «أكسيوس» الأميركي، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن إسرائيل بعثت رسالة بلاغ مسبق إلى طهران، أمس الأول، قبل غاراتها الجوية، ادعت «يديعوت أحرنوت» العبرية، أن طهران أبلغت تل أبيب عبر وسيط أجنبي بأنها لن ترد على موجة الهجمات على أراضيها. وأشار «أكسيوس» إلى أنّ الرسالة الإسرائيلية التي نقلت إلى الإيرانيين من خلال عدة أطراف ثالثة كانت «محاولة لمنع تصعيد أوسع». وقال أحد المصادر: «أوضح الإسرائيليون للإيرانيين مسبقاً ما الذي سيهاجمونه بشكل عام، وما الذي لن يهاجموه». وذكر مصدران آخران، أنّ «إسرائيل حذّرت الإيرانيين من الردّ على الهجوم، وأكدت أنّه إذا ردّت إيران، فإنها ستنفذ هجوماً آخر أكثر خطورة، خاصة إذا قُتل أو جُرح مدنيون إسرائيليون». وقالت إيران إنّها لا تريد حرباً شاملة، لكنها سترد إذا تعرضت للهجوم فتاك. تهوين إيراني على الجهة المقابلة، بدت السلطات الإيرانية كما لو كانت تسعى إلى التهوين من حجم وأضرار الضربة التي تعد أكبر من سابقتها التي شنت في أبريل الماضي ضد منشأة دفاعية في أصفهان ولم تعلن إسرائيل تبنيها رسمياً في حينها. وأقر الجيش الإيراني، بمقتل اثنين من جنوده «أثناء التصدي للقذائف التي أطلقها النظام الصهيوني المجرم»، فيما تحدثت وزارة الداخلية عن مصرع 10 من حرس الحدود في هجوم منفصل بمدينة تفتان بمحافظة سيستان وبلوشستان المضطربة. وجاء ذلك بعد أن أعلن مقر الدفاع الجوي أن الهجوم الإسرائيلي استهدف أجزاء من المراكز العسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، حيث «اعترضت منظومة الدفاع الجوي الموحدة للبلاد العمل العدواني وتصدت له بنجاح». وتحدث الدفاع الإيراني عن أضرار محدودة لحقت ببعض النقاط في قواعد «الحرس الثوري»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في أبعاد الاعتداء. ونقلت وكالة «تسنيم» عن مصدر إيراني أن بلده سترد «بما يناسب» مع الهجوم، ووصف الحديث عن استهداف 20 موقعاً بأنه حرب نفسية، نافيا أن تكون 100 طائرة شاركت بالهجوم. في موازاة ذلك، شددت وزارة الخارجية الإيرانية على أن طهران ملزمة بالدفاع عن سيادة البلاد ضد «الأعمال العدوانية الأجنبية». وأضافت أن «استمرار جرائم الاحتلال والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والعدوان على لبنان في ظل دعم أميركا والغرب هو سبب التوتر بالمنطقة»...
نتنياهو: اخترنا الأهداف في إيران بناء على مصالحنا
دبي - العربية.نت.. صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت، أن إسرائيل اختارت أهدافها التي هاجمتها في إيران بناء على مصالحها وليس وفقاً لما أملته عليها واشنطن. وأصدر مكتب نتنياهو البيان رداً على ما وصفه بتقرير "كاذب تماماً" لقناة تلفزيونية محلية يقول إن إسرائيل تجنبت مهاجمة منشآت الغاز والنفط الإيرانية، بسبب الضغوط الأميركية، حسب رويترز. كما أضاف المكتب أن إسرائيل اختارت مسبقاً أهداف الهجوم وفقاً لمصالحها و"ليس وفقاً للإملاءات الأميركية. هكذا كان، وهكذا سيكون".
اقتصرت على "أنظمة رادار"
أتى ذلك فيما أفادت القوات المسلحة الإيرانية بوقت سابق السبت أن الأضرار الناتجة من الضربات الإسرائيلية على أهداف عسكرية داخل البلاد اقتصرت على "أنظمة رادار". وقالت هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقله التلفزيون الرسمي إنه "بفضل أداء الدفاع الجوي للبلاد في الوقت المناسب، تسببت الهجمات بخسائر محدودة ولم تتضرر سوى بعض أنظمة الرادار".
خسائر محدودة
من جهتها أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أن الضربات الإسرائيلية تسببت في خسائر محدودة. وشددت في تصريحات على أن الأوضاع العامة في البلاد عادية، مضيفة أن حركة الطيران استؤنفت بشكل طبيعي، بعدما علقت لساعات فجراً. فيما أكدت أن إيران قاطبة فخورة بالدفاعات الجوية، قائلة: "نحيي قوات الدفاع الجوي، ونؤكد اعتزازنا بها"، وفق وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية. جاء ذلك بعدما أعلن الدفاع الجوي الإيراني أنه تصدى لمحاولة إسرائيل مهاجمة بعض الأماكن في البلاد لا سيما على الحدود الغربية والجنوبية الغربية. وأضاف أن الطائرات الإسرائيلية هاجمت مواقع عسكرية في طهران وعيلام والأهواز، إلا أنه شدد على أن الأضرار كانت محدودة.
ضربات دقيقة
من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ بنجاح ضربات دقيقة على مواقع عسكرية في عدة مناطق إيرانية. وأردف أن الهجمات طالت نحو 20 موقعاً، وهو ما نفاه لاحقاً مصدر إيراني. فيما حثت الولايات المتحدة الإيرانيين على التهدئة وعدم الرد وتجنب التصعيد في المنطقة، محذرة من الانزلاق إلى دوامة الردود المتبادلة. كما اشارت إلى أن الرد الإسرائيلي أتى متناسباً ومحدوداً، في" إطار الدفاع عن النفس".
بعد أسابيع من التهديدات المتبادلة
يذكر أن تلك الضربات أتت بعد أسابيع من التهديدات المتبادلة بين تل أبيب وطهران، حين نفذت طهران هجوماً في الأول من أكتوبر الحالي بأكثر من 180 صاروخاً على قواعد عسكرية إسرائيلية. في حين شجعت واشنطن حليفتها على اقتصار ردها على المواقع العسكرية دون محطات الطاقة أو النفط، والنووي بالتأكيد. كذلك كثفت الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية مشاوراتها مع تل أبيب، من أجل التنسيق حول هذا الرد الإسرائيلي الذي أتى فجر السبت.
هجوم إسرائيل على إيران.. مصادر تكشف تفاصيل جديدة
دبي - العربية.نت... كشفت 3 مصادر إسرائيلية السبت تفاصيل جديدة عن الهجوم الإسرائيلي على إيران. حيث قالت لموقع "أكسيوس" الأميركي إن ضربات إسرائيل استهدفت منشأة لإنتاج الوقود الصلب في إيران. وأضافت أن "إيران بحاجة لعام على الأقل لاستئناف عمل منشأة الوقود الصلب". كما لفتت إلى أن "إسرائيل هاجمت مصنعاً لإنتاج المسيّرات في بارشين"، وهي قاعدة عسكرية تقع على بعد نحو 30 كيلومتراً شرق طهران. كذلك أردفت أن "بطاريات S300 الإيرانية كانت هدفاً لضربات إسرائيل". من جهته قال مسؤول أميركي كبير لـ"أكسيوس" إن "استهداف الوقود الصلب يقلل من قدرة إيران على إنتاج الصواريخ".
المنشآت النووية "لم تتأثر"
من جانبها أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المنشآت النووية الإيرانية "لم تتأثر" بالضربات الإسرائيلية التي طاولت مواقع عسكرية. وكتب المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة رافايل غروسي على منصة "إكس": "أدعو إلى الحذر وضبط النفس في ما يتصل بأعمال يمكن أن تعرض أمن المواد النووية ومواد أخرى مشعة للخطر"، وفق فرانس برس.
أضرار محدودة
يأتي ذلك فيما أعلن الدفاع الجوي الإيراني بوقت سابق السبت أنه تصدى لمحاولة إسرائيل مهاجمة بعض الأماكن في البلاد لا سيما على الحدود الغربية والجنوبية الغربية. كما أضاف أن الطائرات الإسرائيلية هاجمت مواقع عسكرية في طهران وعيلام والأهواز، إلا أنه شدد على أن الأضرار كانت محدودة. من جهتها أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أن الضربات الإسرائيلية تسببت في خسائر محدودة. وشددت في تصريحات على أن الأوضاع العامة في البلاد عادية، مردفة أن حركة الطيران استؤنفت بشكل طبيعي، بعدما علقت لساعات فجراً. فيما أكدت أن إيران قاطبة فخورة بالدفاعات الجوية، قائلة: "نحيي قوات الدفاع الجوي، ونؤكد اعتزازنا بها"، حسب وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية.
اقتصرت على "أنظمة رادار"
بدورها أفادت القوات المسلحة الإيرانية أن الأضرار الناتجة من الضربات الإسرائيلية على أهداف عسكرية داخل البلاد اقتصرت على "أنظمة رادار". وقالت هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقله التلفزيون الرسمي إنه "بفضل أداء الدفاع الجوي للبلاد في الوقت المناسب، تسببت الهجمات بخسائر محدودة ولم تتضرر سوى بعض أنظمة الرادار".
ضربات دقيقة
إلى ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ بنجاح ضربات دقيقة على مواقع عسكرية في عدة مناطق إيرانية. وأردف أن الهجمات طالت نحو 20 موقعاً، وهو ما نفاه لاحقاً مصدر إيراني. فيما حثت الولايات المتحدة الإيرانيين على التهدئة وعدم الرد وتجنب التصعيد في المنطقة، محذرة من الانزلاق إلى دوامة الردود المتبادلة. كما أشارت إلى أن الرد الإسرائيلي أتى متناسباً ومحدوداً، في" إطار الدفاع عن النفس"...
طهران تتحدث عن «أضرار محدودة» في محافظات العاصمة وخوزستان وإيلام وتؤكد «واجبها الدفاع عن نفسها»
«أيام القصاص» الانتقامية الإسرائيلية تستهدف 20 هدفاً إستراتيجياً في إيران
- 3 موجات رئيسية من الغارات ضربت منشآت صاروخية وللمسيّرات ومنظومات أرض جو وقدرات جوية
- تل أبيب: بات لدينا هامش تحرك أوسع في الأجواء الإيرانية
الراي...بعد أسابيع من الترقب، شن الجيش الإسرائيلي، أمس، ضربات «دقيقة وموجهة» على مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران، رداً على هجوم الأول من فبراير الجاري، مهدداً الجمهورية الإسلامية بجعلها تدفع «ثمناً باهضاً» في حال قررت الرد، بينما أعلنت طهران أن الهجوم أدى إلى «أضرار محدودة»، وأكدت «الحق في الدفاع عن نفسها وملزمة به»، لكنها «تدرك مسؤولياتها تجاه السلام والأمن بالمنطقة»، وذلك في بيان اتسم بلهجة تصالح أكبر من البيانات الصادرة في موجات سابقة من التصعيد. وأدى خطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً بين الخصمين المدججين بالسلاح إلى توتر في المنطقة التي تشهد تصعيداً بالفعل في ظل حربي غزة ولبنان، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية ستؤدي لمزيد من التصعيد، في ظل الرسائل الإسرائيلية لإيران، قبل الهجوم، الذي لم يستهدف مواقعها النفطية والنووية بعد دعوات ملحة من الحلفاء ودول الجوار لضبط النفس. واستهدفت عملية «أيام القصاص» الانتقامية 20 هدفاً إستراتيجياً على مسافة نحو 1600 كيلومتر داخل الأراضي الإيرانية. وتمت العملية على ثلاث موجات رئيسية، ابتداءً من الساعة 02:00 فجراً، حيث استهدفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، منشآت تصنيع صواريخ أنتِجت فيها صواريخ أطلقتها إيران على إسرائيل خلال العام الماضي، ومنشآت المسيرات، ومنظومات صواريخ أرض - جو وقدرات جوية إضافية، «كانت تهدف إلى تقييد حرية عملية إسرائيل الجوية في إيران». وأكد الناطق باسم الجيش دانيال هغاري في بيان منفصل أنّه أن إيران «دفعت الثمن، والآن نحن نركز على أهداف الحرب في غزة ولبنان». وتابع «إذا ارتكب النظام الإيراني خطأ ببدء دورة تصعيد جديدة، سنضطر إلى الرد». وقال «باتت إسرائيل الآن تتمتع بهامش تحرك أوسع في أجواء إيران أيضاً». وانتهى الهجوم الذي شاركت فيه مقاتلات وطائرات للتزود بالوقود وطائرات جمع المعلومات والإلكترونيات وطائرات القيادة والسيطرة، في الساعة 06:00 عندما عادت كل الطائرات بسلام إلى قواعدها، بحسب إسرائيل. وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى تقييماً أمنياً في قاعدة سلاح الجو في تل أبيب خلال تنفيذ الهجوم، بحضور وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز «الموساد» ديفيد برنياع ورئيس جهاز «الشاباك» رونين بار. كما تحدث غالانت إلى نظيره الأميركي لويد أوستن بعد بدء الضربات بفترة وجيزة. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية إن أوستن أكد على تعزيز وضع القوات الأميركية للدفاع عن الجنود الأميركيين وإسرائيل والشركاء في أنحاء المنطقة. وفي طهران، أعلنت وزارة الخارجية في بيان «تعتبر إيران أنّ من حقّها وواجبها الدفاع عن نفسها ضدّ الأعمال العدوانية الأجنبية، على أساس الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة». وفيما أكدت طهران أنّ الهجوم «تسبّب بأضرار محدودة»، ذكر الجيش الإيراني، إنّه «فَقَد 4 من جنوده الذين كانوا يتصدّون لقذائف الكيان الصهيوني المجرم دفاعاً» عن الأراضي الإيرانية. وأفاد التلفزيون الرسمي عن سماع دوي «ستة انفجارات» قرب العاصمة «مرتبطة بتفعيل منظومة الدفاع الجوي ضد عملية الكيان الصهيوني الذي هاجم ثلاثة مواقع في ضواحي طهران». وبعد الانفجارات الستة التي، كان بالإمكان سماع ومشاهدة انفجارات متواصلة مصحوبة بشهب ضوئية من العاصمة الإيرانية. وذكرت قوات الدفاع الجوي في بيان إنّ إسرائيل قامت «بمهاجمة مراكز عسكرية في محافظات طهران وخوزستان (جنوب غرب) وإيلام (غرب)» عند الحدود مع العراق «في خطوة تثير توتراً». وأضافت «بينما تم اعتراض هذا العمل العدواني ومواجهته بنجاح من قبل المنظومة الشاملة للدفاع الجوي، فقد لحقت أضرار محدودة ببعض النقاط، ويجري التحقيق في أبعاد الحادث». وذكرت «وكالة تسنيم للأنباء» أن قواعد الحرس الثوري التي جرى استهدافها لم تتعرض لأضرار.
كيف نُفّذت الضربة؟
أعلنت إسرائيل أنها نفذت ردها على إيران عبر أكثر من 100 طائرة بينها مقاتلات منها «إف - 35»، فضلاً عن مسيّرات، مشددة على أن كل الطائرات عادت بسلام إلى تل أبيب. في المقابل، نقلت وسائل إعلام إيرانية، عن مصادر مطلعة، أن العملية الإسرائيلية نفذت «بأجسام طائرة صغيرة» أحبطت بنجاح. وأكدت «وكالة تسنيم للأنباء» نقلاً عن مصدر مطلع أن الهجوم تم من خارج الحدود الإيرانية. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الهجوم بدأ بعد تمهيد بغارات على منظومات دفاع جوي مع تجنب البنية التحتية للطاقة. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، بأن التمهيد بدأ بقصف بطاريات دفاع جوي ورادارات في سورية والعراق.
هل كانت طهران تعلم؟
أورد موقع «أكسيوس» الأميركي، أن إسرائيل أرسلت رسالة إلى إيران، الجمعة، مُحذرة من الرد، وأوضحت ما الذي ستهاجمه أو تتجنبه. وتابع الموقع أن الرسالة نقلت عبر قنوات عدة، بينها وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب الذي كتب على منصة «إكس» قبل ساعات من الهجوم «تحدثت مع وزير الخارجية الإيراني (عباس عراقجي) عن الحرب والتوترات المتزايدة في المنطقة. حثثت على ضبط النفس، يجب على جميع الأطراف العمل لمنع مزيد من التصعيد». كما أفادت مصادر موثوقة بأن وسيطاً عراقياً نقل إلى طهران رسالة أميركية تضمنت «معلومات عن الخطوط الحمراء التي استثناها الرد الإسرائيلي على إيران». وشددت الرسالة على المسؤولين الإيرانيين، حسب المصادر، «عدم الخوض مجدداً في لعبة الرد والرد المضاد».
إنكار حجم الأضرار!
أكدت إيران أن الدفاعات الجوية تعاملت بيقظة وأحبطت العملية الهجومية في الوقت المناسب. ونقلت «وكالة تسنيم للأنباء» عن مصدر إيراني أن إسرائيل تسعى لتضخيم حجم هجومها «الضعيف». بالمقابل، اعتبرت إسرائيل أن ردها حقق كل أهدافه وكان دقيقاً ومدروساً باستهداف مواقع عسكرية فحسب. وأفاد موقع «واللا»، نقلاً عن مصادر، أن إسرائيل خططت هجومها بما يتيح لطهران إنكار حجم الأضرار وإخفاءها. كما نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول أميركي أن الضربات الإسرائيلية كانت واسعة النطاق ودقيقة.
إيران بعد الهجوم
بدت المدن الإيرانية التي تعرضت للهجوم طبيعية صباح أمس، باستمرار الأعمال وحركة السير بشكل روتيني. كما استؤنفت رحلات الطيران في الساعة التاسعة صباحاً، من دون أن تتأثر المطارات بالهجوم. وقلل المسؤولون ووسائل الإعلام من أهمية الهجوم، ولكن في شوارع طهران أعرب مثيرون عن قلقهم من أن الضربات شكلت تصعيداً جديداً وخطوة نحو حرب مفتوحة.
إسرائيل بعد الهجوم
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لم يطرأ أي تغيير على القيود المفروضة لضمان السلامة العامة في أنحاء إسرائيل، في إشارة إلى أنه لا يتوقع رداً إيرانياً فورياً. لكن القناة الـ12، ذكرت أن أنظمة الدفاع الجوي في حال تأهب قصوى. وأضافت أن تل أبيب نشرت مظلة دفاعية واسعة بدعم من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، وتشمل منظومات «حيتس» 2 و3 و«مقلاع داود» و«القبة الحديدية» و«ثاد».
الأردن «لم يسمح» بعبور أجوائه
دان الأردن، الضربات الإسرائيلية على إيران، محذراً من العواقب الخطرة للهجوم الذي يدفع «باتجاه المزيد من التوتر» في المنطقة. وأكد مصدر في القوات المسلحة، أنه «لم يُسمح لأي طائرة عسكرية بالعبور من الأجواء الأردنية من قبل الأطراف المتصارعة في المنطقة» في إشارة إلى إسرائيل وإيران. وصرح المصدر لقناة «المملكة» بأن «سلاح الجو الملكي كان يراقب الأوضاع باهتمام بالغ وعلى أهبة الاستعداد لحماية الوطن»...
قدرات إيران وإسرائيل العسكرية حال اندلاع حرب جوية طويلة المدى
الراي... ضربت إسرائيل مواقع عسكرية في إيران صباح أمس، رداً على هجمات صاروخية شنتها طهران على إسرائيل في الأول من أكتوبر الجاري، في أحدث تطور في الصراع المتصاعد بين الخصمين بمنطقة الشرق الأوسط. وفي ما يلي نظرة على إمكانيات القوات الجوية وأنظمة الدفاع الجوي في كلا البلدين:
إيران
تضم القوات الجوية 37 ألف فرد، لكن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن يؤكد أن العقوبات الدولية المستمرة منذ عقود حجبت عن إيران إلى حد كبير أحدث المعدات العسكرية عالية التقنية. ولا تمتلك القوات الجوية سوى بضع عشرات من الطائرات الهجومية العاملة، بما في ذلك طائرات روسية وطرازات أميركية قديمة حصلت عليها البلاد قبل الثورة الإسلامية عام 1979. وأفاد المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بأن طهران لديها سرب من تسع مقاتلات من طرازي «إف-4» و«إف-5»، وآخر من طائرات «سوخوي-24» روسية الصنع، إلى جانب عدد من طائرات «ميغ-29» و«إف 7» و«إف - 14». كما يمتلك الإيرانيون طائرات مسيرة مصممة للتحليق صوب الأهداف والانفجار. ويعتقد المحللون أن أعداد ترسانة الطائرات المسيرة هذه لا تتجاوز عدة آلاف. وبالإضافة إلى ذلك، يقولون إن إيران تمتلك أكثر من 3500 صاروخ سطح - سطح بعضها يحمل رؤوساً حربية تزن نصف الطن لكن العدد القادر على استهداف إسرائيل قد يكون أقل. وقال قائد القوات الجوية الإيرانية في أبريل إن طائرات «سوخوي - 24» على «أهبة الاستعداد» لمواجهة أي هجوم إسرائيلي محتمل. لكن اعتماد إيران على «سوخوي - 24»، التي تم تطويرها للمرة الأولى في الستينيات، يظهر الضعف النسبي لقواتها الجوية. وفي مجال الدفاع، تعتمد إيران على مزيج من صواريخ سطح-جو وأنظمة دفاع جوي روسية ومحلية الصنع. وتلقت طهران شحنات من منظومة «إس -300» المضادة للطائرات من روسيا في عام 2016، وهي أنظمة صواريخ سطح - جو بعيدة المدى قادرة على التعامل مع أهداف متعددة في آن واحد، بما في ذلك الطائرات والصواريخ البالستية. وطورت إيران أيضاً منصة صواريخ سطح-جو من طراز «باور-373» إضافة إلى منظومتي الدفاع «صياد» و«رعد».
إسرائيل
تملك إسرائيل قدرات جوية متقدمة زودتها بها الولايات المتحدة، تضم مئات من المقاتلات متعددة الأغراض من طرازات «إف - 15» و«إف - 16» و«إف - 35». وكان لهذه الطرازات دور في إسقاط الطائرات المسيرة التي أطلقتها إيران في أبريل عندما شنت الجمهورية الإسلامية أول هجوماً مباشراً لها على إسرائيل بطائرات مسيرة وصواريخ. ويفتقر سلاح الجو إلى قاذفات بعيدة المدى لكن جرى تعديل أسطول أصغر من طائرات «بوينغ 707» بحيث يمكن استخدامه كناقلات للتزود بالوقود لتمكين المقاتلات من الوصول إلى إيران في طلعات جوية دقيقة. وأظهر سلاح الجو قدرته على ضرب أهداف بعيدة المدى في يوليو عندما قصفت مقاتلة تابعة له أهدافاً قرب ميناء الحديدة اليمني رداً على هجوم شنه الحوثيون على تل أبيب بطائرة مسيرة. ولدى إسرائيل، وهي رائدة في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيرة، مسيرات من طراز «هيرون» قادرة على التحليق لأكثر من 30 ساعة، وهو ما يكفي لتنفيذ عمليات بعيدة المدى. ويقدر مدى الصاروخ دليلة بنحو 250 كيلومتراً، وهو أقل بكثير من مسافة الوصول إلى منطقة الخليج، إلا أن القوات الجوية يمكن أن تعوض الفارق عن طريق نقل أحد الصواريخ بالقرب من الحدود الإيرانية. ومن المعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل طورت صواريخ سطح - سطح بعيدة المدى، لكنها لم تؤكد ذلك أو تنفيه. ويوفر نظام دفاع جوي متعدد الطبقات، تم تطويره بمساعدة الولايات المتحدة بعد حرب الخليج عام 1991، لإسرائيل خيارات إضافية عدة لإسقاط المسيرات والصواريخ الإيرانية بعيدة المدى. والنظام القادر على الوصول لأعلى ارتفاع هو آرو-3 ويستطيع اعتراض الصواريخ البالستية في الفضاء. ويعمل الطراز السابق له، وهو «آرو-2»، على ارتفاعات أقل. ويتصدى نظام «مقلاع داود» متوسط المدى للصواريخ البالستية وصواريخ كروز، في حين يتعامل نظام «القبة الحديدية» قصير المدى مع الصواريخ وقذائف الهاون التي تطلقها الجماعات المتحالفة مع إيران في غزة ولبنان. لكن يمكن أيضاً، من الناحية النظرية، استخدامه ضد أي صواريخ أقوى أفلتت من منظومتي «آرو» أو «مقلاع داود». وصُممت الأنظمة الإسرائيلية بحيث يمكن دمجها في الأنظمة الاعتراضية الأميركية في المنطقة من أجل دفاعات التحالف.
ماذا تعرف عن صواريخ إيران الباليستية وقدراتها؟
الجريدة....تشكل الصواريخ الباليستية جزءا مهما من ترسانة إيران التي استخدمت تلك الصواريخ في هجومها على «إسرائيل» في الأول من أكتوبر. ويقول مكتب مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية إن إيران مسلحة بأكبر عدد من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط. وفي ما يأتي بعض التفاصيل عن ترسانة إيران الصاروخية: نشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية في أبريل رسما بيانيا لتسعة صواريخ إيرانية قالت إنها قادرة على الوصول إلى «إسرائيل». ومن بين هذه الصواريخ، «سجيل» الذي يستطيع قطع أكثر من 17 ألف كيلومتر في الساعة وبمدى يصل إلى 2500 كيلومتر، و«خيبر» الذي يصل مداه إلى ألفي كيلومتر، و«الحاج قاسم» الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر، بحسب الوكالة. تقول رابطة الحد من الأسلحة، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من واشنطن مقرا، إن الصواريخ الباليستية الإيرانية تشمل «شهاب-1» الذي يقدر مداه بنحو 300 كيلومتر، و«ذو الفقار» «700 كيلومتر»، و«شهاب-3» «800- 1000 كيلومتر»، و«عماد-1» الجاري تطويره «يصل مداه إلى ألفي كيلومتر»«و»سجيل" الجاري تطويره أيضا «1500- 2500 كيلومتر». يقول فابيان هينتس الخبير في ترسانة الصواريخ الإيرانية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والمقيم في برلين، إن تقييمه هو أن إيران أطلقت مجموعة من الصواريخ ذات الوقود الصلب والسائل في هجوم الأول من أكتوبر، وذلك استنادا إلى مواقع مقاطع فيديو لعمليات الإطلاق المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.. وأضاف أن الصواريخ ذات الوقود الصلب، وهي الأكثر تقدما، تم إطلاقها من قاذفات متنقلة مائلة، بينما تم إطلاق الصواريخ ذات الوقود السائل من قاذفات عمودية. وذكر أن ثلاثة صواريخ مدفوعة بالوقود الصلب أُطلقت في الأول من أكتوبر قد تكون من نوع «الحاج قاسم» و«خيبر شكن» و«فتاح 1». وقال إن الصواريخ المدفوعة بالوقود السائل التي يُقال إنها أطلقت من مدينة أصفهان في وسط إيران يُحتمل أن تكون «عماد» و«بدر» و«خرمشهر». تقول إيران إن صواريخها الباليستية قوة مهمة للردع والانتقام في مواجهة الولايات المتحدة و«إسرائيل» وأهداف إقليمية محتملة أخرى. وتنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وذكر تقرير صادر في 2023 عن بهنام بن طالبلو، أحد كبار الزملاء في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها الولايات المتحدة، أن إيران تواصل تطوير مستودعات صواريخ تحت الأرض مجهزة بأنظمة نقل وإطلاق، وكذلك مراكز لإنتاج الصواريخ وتخزينها تحت الأرض. وأضاف التقرير أن إيران أطلقت في يونيو 2020 أول صاروخ باليستي من تحت الأرض. وورد في التقرير: «أعوام من هندسة الصواريخ عكسيا، وأيضا إنتاج فئات مختلفة من الصواريخ علّمت إيران تمديد هياكل الطائرات وبنائها بمواد أخف وزنا لزيادة مدى الصواريخ». في يونيو الماضي، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا» أن إيران أزاحت الستار عن ما وصفه المسؤولون بأنه أول صاروخ باليستي فرط صوتي من إنتاجها. يمكن للصواريخ فرط صوتية الانطلاق بسرعات تزيد بخمس مرات على الأقل على سرعة الصوت وفي مسارات معقدة، ما يجعل من الصعب اعتراضها. تقول رابطة الحد من الأسلحة إن برنامج الصواريخ الإيراني يعتمد إلى حد بعيد على تصميمات كورية شمالية وروسية، وإنه استفاد من مساعدة صينية. اعتمد الحرس الثوري الإيراني على الصواريخ في يناير، حين قال إنه هاجم مقرا للمخابرات الإسرائيلية في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، وقال إنه أطلق النار على مقاتلين من تنظيم الدولة في سوريا. وأعلنت إيران أيضا عن إطلاق صواريخ على قاعدتين لجماعة مسلحة من البلوش في باكستان المجاورة. وقالت السعودية والولايات المتحدة إنهما تعتقدان أن إيران كانت وراء هجوم بطائرات مُسيرة وصواريخ على منشآت نفطية سعودية كبيرة في 2019، وهو ما نفته طهران. في 2020، شنت إيران هجمات صاروخية على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، بما شمل مهاجمة قاعدة الأسد الجوية، ردا على هجوم أمريكي بطائرة مسيرة على القائد الإيراني قاسم سليماني.
سكان طهران يخشون التصعيد بعد الضربات الإسرائيلية
الراي.... استيقظ سكان طهران، أمس، بعد ليلة شابها القلق إثر الضربات الإسرائيلية التي تسببت في انفجارات تردد صداها في جميع أنحاء المدينة، وأدت إلى مقتل جنود وتسببت «بأضرار محدودة»، بحسب السلطات. وخلال الليل، سمع دوي انفجارات عدة مصحوبة بشهب ضوئية في العاصمة الإيرانية. لكن بحلول منتصف صباح أمس، عادت العاصمة الإيرانية إلى إيقاعها المعتاد وسارت الحافلات عبر الشوارع، لنقل إيرانيين قلقين إلى مراكز عملهم. قلل المسؤولون ووسائل الإعلام الإيرانية من أهمية الهجوم، ولكن في شوارع طهران أعرب مثيرون عن قلقهم من أن الضربات شكلت تصعيدا جديدا وخطوة نحو حرب مفتوحة. كان هومان البالغ 42 عاماً، وهو موظف في مصنع، في نوبة عمل ليلية في مكان عمله عندما سمع دوي الانفجارات. وقال لـ «فرانس برس»، «كان دوياً قوياً تردد صداه (..) ومروعاً ومرعباً». وأضاف «للأسف، الآن وبعدما اندلعت الحرب في الشرق الأوسط، نخشى أن تشملنا أيضاً، وأن ننجر إليها». وأعلن الجيش الإسرائيلي، من جهته، أنه نفذ ضربات «دقيقة وموجهة» على مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران رداً على الهجوم الذي شنته طهران عليها مطلع الشهر الجاري، مهدداً الجمهورية الإسلامية بجعلها تدفع «ثمنا باهضا» في حال قررت الرد. وكانت طهران أطلقت في الأول من أكتوبر نحو 200 صاروخ باتجاه إسرائيل اعترضت بغالبيتها.
«نتعرض للسحق»
وبينما أعرب البعض في شوارع طهران عن مخاوفهم من تصعيد الصراع، قال آخرون إنهم لم يكونوا على علم على الإطلاق بحدوث هجوم. وذكر محرّم، وهو عامل يبلغ الحادية والخمسين «إذا قاموا بالهجوم، فسنكون نحن العمال، من يتعرض للسحق.» وقللت وسائل الإعلام الإيرانية من أهمية الهجوم، الذي استهدف أيضاً مناطق في محافظتي خوزستان وإيلام الحدوديتين، وذكرت أنه تسبب في «أضرار محدودة» بفضل قوات الدفاع الجوي. وبثت وسائل الإعلام الرسمية لقطات تظهر حركة المرور تتدفق بشكل طبيعي في الكثير من المدن بينما كان الناس يمارسون أعمالهم اليومية. وأكد المسؤولون أن جميع الأنشطة المدرسية والفعاليات الرياضية ستقام كما هو مقرر. وتم تعليق الرحلات الجوية فوق إيران لفترة وجيزة لبضع ساعات بعد الهجوم، لكنها استؤنفت لاحقاً. وأشارت زبيدة البالغة 30 عاماً وهي مديرة تأمين أنها استيقظت صباح أمس، وهرعت كعادتها إلى العمل على الرغم من مخاوفها. وقالت «الحرب مرعبة. ولدى الجميع مخاوف بشأن ما يحدث أثناء الحرب. إن أضرار الحرب تؤرق الجميع، لكنني لا أعتقد أن حرباً مروعة ستندلع في إيران»....
بعد الضربة الإسرائيلية.. هل ترد إيران؟
الحرة...غادة غالب – واشنطن... الضربة الإسرائيلية على إيران أثارت تساؤلات بشأن رد الفعل المتوقع من طهران.
ردت إسرائيل، صباح السبت، على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي شُن ضدها في الأول من أكتوبر. وعلى النقيض التام من رد إسرائيل السابق في أعقاب الهجوم الإيراني في أبريل الماضي، فإن الرد هذه المرة كان هجوماً واسع النطاق وقوياً وكبيراً في مختلف أنحاء إيران، نفذته عشرات الطائرات وجاء في موجات متعددة. والضربة الإسرائيلية على إيران أثارت تساؤلات بشأن رد الفعل المتوقع من طهران، وعما إذا كانت يمكن أن تنجر إلى حرب أوسع.
مرحلة جديدة من الصراع
المحلل الإيراني وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة ويستمينستر البريطانية، علي أبشيناز، قال لموقع "الحرة" إن "الضربة الإسرائيلية تشكل مرحلة جديدة من الصراع، لكنها لا تصل إلى حد الحرب الشاملة"، وحذر من المزيد من "التصعيد حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة". وأضاف "لقد أشار رد الفعل الأولي لإيران إلى أن الجانبين (إسرائيل وإيران)، نجحا مرة أخرى في تجنب حرب واسعة، حتى وإن كانت المناوشات بين الطرفين أصبحت أكبر من أي وقت مضى". ويرى أن "الهجمات الحالية بين الطرفين تعتبر مدارة بحذر ومدروسة جيدا"، لكنه حذر أن "الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل على إيران يمثل بداية مرحلة جديدة وأكثر خطورة في الصراع المستمر بين البلدين منذ سنوات". وقال إنه "بعد سنوات طويلة من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بتنفيذ مخططات معادية واغتيالات، هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية داخل إيران. وهذا بالطبع ورغم كل شيء يجعل طهران تشعر الآن بحرج داخلي وخارجي، لاسيما أنها لم تشهد عدوانا على أراضيها من قبل دولة أجنبية منذ عقود". وأشار إلى أنه "رغم أهمية ورمزية الهجوم الإسرائيلي، إلا أن طهران تحاول السيطرة على رد فعلها الانتقامي، وهذا ما تدركه إسرائيل والولايات المتحدة بالطبع، حيث لا يريد أي منهما اندلاع حربًا كبرى في الشرق الأوسط حاليا لا يمكن السيطرة عليها". وتطرق الخبير الإيراني إلى الدور الذي لعبته الإدارة الأميركية لاحتواء الأزمة، قائلا إنه "بعد أسابيع من الضغوط من الولايات المتحدة لتقليص نطاق هجومها، تجنبت إسرائيل ضرب مواقع تخصيب نووي حساسة ومرافق إنتاج النفط ردًا على وابل الصواريخ الباليستية الكبير الذي أطلقته إيران على إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر". وقال الصحفي الإيراني، إليا جزائري، لموقع "الحرة" إن "هناك استخفافا إيرانيا كبيرا بالضربة الإسرائيلية، ويقولون إنها ليست مؤثرة، ما يبين أن إيران لا تريد التصعيد، حتى أن الحكومة عادت إلى شعاراتها السابقة وهي الالتزام بالدفاع عن غزة والشعبين الفلسطيني واللبناني". وأضاف أنه "في نفس الوقت يتحدث المسؤولون الإيرانيون عن أن حق الرد مكفول، وأننا سوف نرد وتنتقم"، لكنه يرى "بشكل عام أن إيران ستحتوي الأمر". وأشار إلى أن "المسؤولين الإيرانيين والإسرائيليين وبالطبع الأميركيين لا يريدون حربا واسعة في الشرق الأوسط." ويرى أن "إسرائيل لا تحاول استفزاز إيران أو جرها إلى حرب أوسع، وهذا ظهر عندما كان الجميع على علم بموعد الضربة". وبشأن دلالة ومغزى الضربة الإسرائيلية، قال إنها "ليست مفاجئة، بل ضربة انتقامية استهدفت بها إسرائيل منظومة الصواريخ التي استخدمتها إيران ضدها سابقا، وهذا تحذير من إسرائيل لإيران بأنها تريد العودة إلى قاعدة التعامل التي كانت إيران تتبعها معها ". وأكد أن "إسرائيل مستمرة في حربها ضد حزب الله وحماس، وسوف تواجه أي تصعيد إيراني في الأيام المقبلة إن كان مباشرا أو من خلال ميليشياتها في سوريا والعراق ولبنان". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن شخص مطلع على خطط إسرائيل، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن إسرائيل خططت لضربتها بهدف تقليل الخسائر والحفاظ على التأثير عند مستوى يسمح لإيران بإنكار الأضرار الجسيمة واحتواء الموقف. وأضاف المسؤول أن هذه كانت نسخة أوسع نطاقا من الرد الذي أطلقته إسرائيل، في أبريل الماضي، عندما نفذت ضربة في وسط إيران قال مسؤولون إيرانيون إنها لم تسبب أي ضرر، وذلك بعد أن أطلقت طهران وابلا من الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل. وقصفت إسرائيل مواقع عسكرية في إيران، فجر السبت، عبر ثلاث موجات من الضربات على منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى في إيران، كرد على هجوم طهران الصاروخي على إسرائيل في مطلع أكتوبر. وتحدثت مصادر إسرائيلية عن مشاركة طائرات حربية وطائرات تزود بالوقود في الهجوم على إيران الذي شمل مواقع عسكرية. وفي وقت سابق، أعلنت إيران، أن ضربات إسرائيلية استهدفت قواعد عسكرية في محافظات إيلام وخوزستان وطهران، وتسببت في "أضرار محدودة". وقال الجيش الإيراني، إن دفاعاته الجوية "قلصت" من الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية لعدة مواقع في محيط العاصمة طهران ومناطق أخرى من البلاد، دون تقديم تفاصيل إضافية. وأعلن الجيش الإيراني، السبت، مقتل 4 عسكريين في الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في إيران. وشهدت المنطقة مؤخرا حالة من التوتر تحسبا للرد الإسرائيلي على هجوم شنته إيران في الأول من أكتوبر أطلقت خلاله نحو 200 صاروخ باليستي. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان فجر السبت إنه "يهاجم في هذه الأثناء بشكل موجه بدقة أهدافا عسكرية في إيران، وذلك ردا على الهجمات المتواصلة للنظام الإيراني ضد دولة إسرائيل على مدار الأشهر الأخيرة". وأضاف أنه استكمل هجماته "الموجهة" في إيران وقصف منشآت تصنيع صواريخ وصواريخ أرض جو، وأن طائراته عادت بأمان. وتابع "إذا اقترف النظام الإيراني خطأ بدء جولة جديدة من التصعيد، فسوف نكون ملزمين بالرد". وذكر مسؤول أميركي أن الأهداف لم تشمل بنية تحتية للطاقة أو منشآت نووية إيرانية. وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، السبت، إن الهجمات الإسرائيلية على إيران ضربت أهدافا عسكرية فقط على ما يبدو، وأضاف أنه يأمل أن تكون الهجمات هي "النهاية". وحذر بايدن من أن واشنطن لن تدعم أي هجوم على مواقع نووية إيرانية، وقال إنه يتعين على إسرائيل أن تدرس أهدافا بديلة للهجوم على حقول النفط الإيرانية. وحذرت السلطات الإيرانية إسرائيل مرارا من شن أي هجوم على البلاد. وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية نقلا عن مصادر، السبت، "تحتفظ إيران بحق الرد على أي عدوان، ومما لا شك فيه أن إسرائيل ستواجه ردا متناسبا على أي فعل تقترفه".
تحذيرات من حرب شاملة
وقال الخبير الإسرائيلي والمحاضر بجامعة "جورج تاون"، ديفيد ليفي، لموقع "الحرة"، إنه "يبدو أن إسرائيل ركزت على المواقع العسكرية فقط استجابة لطلبات الحكومة الأميركية، وفي محاولة لاحتواء التصعيد". وأضاف أنه "ليس من المستغرب أن تحاول وسائل الإعلام الإيرانية في تصريحاتها الأولية التقليل من حجم ونتائج هذا الهجوم لحماية صورة النظام. لكن حقيقة أن القيادة الإيرانية تقدمت خطوة والتزمت بالرد الفوري تزيد من احتمالات أننا ما زلنا في بداية جولة أخرى من الاشتباكات بين الدولتين". وتابع أن "الهجوم الإسرائيلي الأخير يعتبر حدثا غير مسبوق، فمنذ الحرب الإيرانية العراقية، لم تتعرض طهران لمثل هذه الهجمات على أراضيها. والواقع أن القيادة الإيرانية في مأزق حقيقي. فمن الواضح أن قادة إيران غير مهتمين بحرب إقليمية، ومن الواضح أيضاً أنهم يدركون أن أي رد أكبر سيقربهم من حرب إقليمية. وهم يخشون مثل هذا الصراع، خاصة في ضوء الوجود العسكري الأميركي واسع النطاق في الشرق الأوسط". لكن يبقى التساؤل بشأن هل يمكن لإيران استيعاب هذا الهجوم دون الرد وبالتالي التعرض لهجمات مستقبلية، ويجيب الخبير الإسرائيلي قائلا إن إسرائيل لم تهاجم البنية الأساسية أو المواقع النووية، وقد تفعل ذلك إذا ردت إيران. لكن من ناحية أخرى، كان هذا هجوماً واسع النطاق وليس رمزياً بالتأكيد من جانب إسرائيل. ومن وجهة نظر إيران، فإن الرد على إسرائيل من شأنه أن يوازن معادلة الردع ضد إسرائيل. لكن من الممكن أن يجر ذلك إيران إلى حرب كانت حذرة من خوضها منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر". ويرى "أننا أمام لحظة تاريخية، حيث أصبحنا أقرب من أي وقت مضى إلى حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران يمكن أن تمتد إلى حرب إقليمية. وتعترف إسرائيل لأول مرة بأنها هاجمت إيران من الجو، وحتى إذا تم احتواء هذه الجولة، فقد دخلنا حقبة جديدة في العلاقات بين إسرائيل وإيران سيكون لها تأثير كبير على مستقبلهما". وأشار إلى أن "حاجز الخوف الإسرائيلي لتنفيذ هجمات داخل إيران قد انكسر. وستوضح شدة وقوة رد إيران، ما إذا كان حاجز الخوف الذي تملكه طهران ضد حرب شاملة مع إسرائيل سوف ينكسر أيضًا. أو إذا ردت إيران بدلاً من ذلك بطريقة تفي بوعدها بالقيام بذلك، دون إشعال صراع أكبر".