نقاشات في جامعات طهران: الأولوية للدراسة وحلّ مشاكل البطالة والادمان

تاريخ الإضافة الإثنين 19 تشرين الأول 2009 - 6:51 ص    عدد الزيارات 1137    التعليقات 0

        

{ طهران - فاطمة الصمادي
Related Nodes: 

< قبل بدء الجامعات عامها الدراسي الجديد في إيران، كانت توقعات كثيرة انطلقت من هنا وهناك تنذر بأن التظاهرات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية ستندلع مجدداً. لكن الجامعات - وإن لم تخل من تجمعات خضر وغير خضر، وتجاذبات بين مؤيدي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من طرف ومناصري مير حسين موسوي من طرف آخر- شرعت باستقبال الطلبة الذين أرسلوا رسالة للجميع بأنهم معنيون بالاستمرار بالتحصيل العلمي وغير مستعدين لدفع أثمان باهظة.

«دعوني أقل شيئاً»، ينبه أحد الطلبة، بينما يحتسي الشاي برفقة صديقه الباسيجي، «الشباب في إيران لديهم مشاكل ومطالب ومعضلات لا تحل بالنوايا الحسنة والشعارات السياسية». ويتابع محسن علايي الذي منح صوته لموسوي: «اي حكومة ستأتي ستواجه التحديات ذاتها بالنسبة للشباب، وسيكون عليها أن تواجه تحديات البطالة والإدمان على المخدرات وارتفاع نسب الانتحار والكثير الكثير من المشكلات لعل الفقر أسهلها».

ويتذكر الشاب الذي يدرس هندسة الكومبيوتر، أن ما طرح من شعارات في يوم القدس وبخاصة شعار «لا غزة ولا لبنان روحي فداء إيران»، ليس شعاراً جديداً، ويزيد: «مقولة ان الإيرانيين هم الأولى بالمال الذي يدفع للخارج قديمة داخل المجتمع الإيراني، يدعمها مثل شعبي يقول إن المصباح الذي يحتاجه البيت يحرم على المسجد». وهنا يقاطعه مهتدي الشاب الباسيجي الذي منح صوته لنجاد فيزداد النقاش حماوة، فذلك من وجهة نظره «يوجه ضربة لمفهوم التكافل والإيثار والأخوة في الإسلام»، ويستشهد بالآية القرآنية: «يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة».

ولا ينكر الشاب الذي يدرس الهندسة أيضاً معضلات تهدد الشباب الإيرانيين، لكنه يرى أن التحدي الأساسي هو إعادة القيم الإسلامية إلى صلب حياة الشباب، ويؤكد أن ذلك هو الضمانة لمستقبل إيران، ولا يخفي قلقه من تراجع مستويات التدين بين هذا القطاع، ويرجع ذلك إلى «عدد من السياسات التي يجب تغييرها». ويسترعي انتباه هذا الشاب أن عدد المشاركين في صلاة الجمعة كان يصل في السابق إلى ثلاثة ملايين في حين لا يتجاوز حالياً مليوناً.

ومع الاختلاف في الرأي والموقف، يشعر الشابان بأنهما شخصياً خرجا من الأزمة التي شهدتها بلادهما بسلام، ويقول محسن: «لقد حدث شرخ في البلاد وهذا أمر لا يمكن انكاره، لكننا استطعنا أن ننجو بصداقتنا... وهذا لم يكن سهلاً».

وإن كانت الأجندات السياسة الخاصة لم تغب عن القادة الذين أداروا دفة التظاهرات التي شهدتها طهران بعد الانتخابات الرئاسية، إلا أن كثيراً من الشباب الذي اندفعوا للتظاهر لديهم رؤيتهم الخاصة، ولا يرون في اي من قادة هذا التحرك الزعيم التي ينشدونه.

ويعتبر أحد الطلاب - فضل عدم كشف اسمه - إن القادة لم يصنعوا التحول لكنهم أحدى نتائجه: «خاتمي لم يخلق هذا التحرك، لقد كان فوزه في الرئاسة سابقاً نتيجة من نتائج التغيير الذي اوجده الشباب بفعل الأمر الواقع». ولذلك، كما يرى هذا الشاب وغيره، فإن حركة الشباب وإن كانت تفتقد إلى القيادة، «تسير وتجاوزت خاتمي وموسوي وكروبي».

ولعل اول مؤشرات ذلك التغيير جاء حين انتخب خاتمي بعشرين مليون صوت غالبيتها من الشباب والنساء على وجه التحديد. وفي تلك الفترة كان أكثر من 65 في المئة من الشباب في إيران تقل أعمارهم عن 25 سنة، وعندما بدأ خاتمي فتح حوار مع تلك الفئة وجدها تتوجه نحوه بشكل غير مسبوق مستجيبة لمبادرته.

والتغيير الذي ينشده الشباب في إيران متعدد الأوجه، وأعقد من توصيفه بمسميات سطحية. فهؤلاء لديهم اليوم اسئلة تتعلق بتعريف هويتهم وما يريدونه لمستقبلهم والطريقة التي تدار بها بلادهم. وإن كانت الحكومة تطلق على الشابات اللواتي لا يلتزمن شروط الحجاب تسمية «صاحبات الحجاب السيء»، فهن يتحدثن بلغة أخرى، لغة الحريات الفردية وحرية اللباس.

وتعلق فرشته التي تدرس الترجمة في «جامعة العلامة الطباطبائي» على قرار الحكومة الإيرانية سحب «دوريات الإرشاد من الشوارع»، فتقول: «أدركو أخيراً أن الحجاب والفضيلة وسلامة المجتمع لا تكون بالإكراه». وتشير الشابة التي ترتدي شالاً وردياً لا يروق للحرس الجامعي على مدخل الكلية، أن مشكلات الفتيات أعقد بكثير من مشكلات الذكور من الشباب، وعلى رغم أنهن يشغلن 75 من مجموع المقاعد الجامعية وهن الأكثر تخصصاً وتحصيلاً، يعانين من بطالة أكثر وتمييز أكبر وحقوق أقل. ولعل هذا يفسر سعي النساء من كل الانتماءات السياسية في إيران إلى التغيير.

«هل تابعت الجدل الذي حدث في شأن توزير النساء؟»، تتساءل صديقتها تهمينة التي تدرس اللغة الإسبانية. وتتابع: «من وجهة نظري المشكلة ثقافية بالدرجة الأولى وليست سياسية، لقد قرر الرئيس أن يعين نساء في طاقم وزرائه وهن متخصصات وكفوءات ومحجبات مما يجعل اعتراض عدد كبير من المراجع الدينية مسألة محيرة! هم يرون أن المرأة التي قال الخميني «ان من ثوبها يصعد الرجل إلى المعراج» لا تصلح لمنصب الوزارة وهم في الوقت نفسه يدعون أنهم تلاميذ الخميني وسائرون على طريقه».

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن الشباب الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين سنة يشكلون ما نسبته 68 في المئة من المجتمع الإيراني، وهي نسبة آخذة بالارتفاع علماً أن المجموع الكلي للسكان يقترب من 74 مليون نسمة.

وتحذر استاذة عـــلم الاجتـــماع الدكتورة مريم يوسفي من النظر إلى قطاع الشباب على أنه تهديد للمجتمع، وتعتقد أن ذلك من شــــأنه أن يجعلهم يحـــسون بالتهميش والإقصاء، داعية إلى التعامل معهم على أنهم «فرصة نادرة لا تستطيع الكثير من المجتمعات امتلاكها، فهو قطاع مليء بالحيوية والطاقة لكـــنه في الوقـــت ذاته أكثر عرضة للإصابة والخطر لذا لا بد من الاعتراف بحــــقوق هؤلاء الشباب واحترام مشاركتهم ومكانتهم في الحياة العامة ووضع برامج صحيحة لتوظيف تلك الطاقة واستثمارها وحمايتها».

وتشدد على ضرورة أن يدرك المسؤولون أن وضع الخطط الخاصة بالشباب ليس دعاية انتخابية وأمراً عرضياً يخضع للرغبة الآنية.

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,683,147

عدد الزوار: 7,611,796

المتواجدون الآن: 0