«قصور» استخباراتي إيراني..وتبعات اغتيال زاهدي في دمشق..
«قصور» استخباراتي إيراني..وتبعات اغتيال زاهدي في دمشق..
الراي.. تعكس الاستهدافات المتتالية للقادة العسكريين الإيرانيين في سورية، قصوراً أمنياً واضحاً في مناطق النفوذ التي يتم رصد الأهداف بداخلها اعتماداً على معلومات دقيقة. وأعاد الاستهداف الدقيق للمبنى الملاصق لسفارة إيران في دمشق، إلى الأذهان ما تم تداوله أخيراً عن آليات تسريب المعلومات الأمنية عن أماكن تواجد القادة الإيرانيين في سورية وطبيعة اجتماعاتهم. وأفادت تقارير صحافية خلال فترة التصعيد الأخيرة، بأن الحرس الثوري نقل للجانب السوري «مخاوفه من تورط قوات الأمن السورية في تسريب معلومات عن قواته». وقالت مصادر مطلعة إن الحرس الثوري قلص نشر كبار ضباطه في سورية بسبب سلسلة من الضربات القاتلة، وسيعتمد أكثر على فصائل متحالفة مع طهران للمحافظة على نفوذه. وأبلغت ثلاثة مصادر «رويترز»، أنه بينما يطالب غلاة المحافظين في طهران بالثأر، فإن قرار إيران سحب كبار الضباط مدفوع جزئياً بحرصها على ألا تنجر إلى صراع يحتدم في أنحاء الشرق الأوسط. وأضافت أن إيران لا تنوي الانسحاب الكامل من سورية، وستعتمد على إدارة عملياتها عن بعد بمساعدة «حزب الله». من جانبها، ركزت الصحف الغربية على الهجوم الإسرائيلي في دمشق ومقتل القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي. واعتبرت «واشنطن بوست» أن الهجوم يبرز عن الغارات الإسرائيلية السابقة في سورية، سواء من حيث موقعه أو من حيث أهمية الهجمات، مشيرة إلى أن المجمعات الديبلوماسية كانت تقع تقليدياً بعيداً عن مناطق القتال. وبحسب «نيويورك تايمز»، استهدفت الغارة اجتماعاً «سرياً» بين مسؤولي الاستخبارات الإيرانية وقادة من حركة «الجهاد الإسلامي» في المبنى الملاصق لمبنى السفارة الإيرانية في دمشق. ورأى موقع «اكسيوس» الأميركي، أن «هذه ضربة كبيرة لإيران، ومن المرجح أن تؤدي إلى تصعيد حرب الظل بين إيران وإسرائيل التي اشتدت في السنوات الأخيرة». ولفتت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن هذه الضربة قد تؤدي إلى «رد فعل إيراني من خلال وكلاء»، معتبرة أنه «سيتعين على إيران معايرة ردها بعناية بينما تسعى جاهدة لمواصلة صراعها مع إسرائيل من خلال وكلائها الإقليميين دون الانزلاق إلى حرب شاملة». وأشارت «الغارديان» إلى أن «أهمية الحادث على المدى الطويل تكمن في اعتبار إيران للغارة الجوية هجوماً على الأراضي الإيرانية، وهو ما قد يمثل تصعيداً»، مشيرة إلى أنه «من المرجح أن تراقب طهران عن كثب الرد الأميركي وتراقب أي علامات على موافقة الرئيس جو بايدن على الهجوم أو إذا تم إخطاره ببساطة عندما بدأ». وأوردت صحيفة «جيروزاليم بوست»، «هذه خسارة كبيرة لإيران وانتكاسة كبيرة للنظام في محاولته السيطرة على سورية وبسط نفوذه في العراق ولبنان». وبحسب «هآرتس»، فإن اغتيال زاهدي، «الحلقة الأخطر على الجبهة الشمالية منذ بدء الحرب في قطاع غزة». وأشارت إلى أن إسرائيل توسع من هجماتها في الشمال ولا تكتفي فقط في استهداف نشطاء من «حزب الله»، بل امتدت لتطول قيادات في الحرس الثوري الإيراني وكذلك في «قوة الرضوان» التابعة للحزب. واعتبرت الصحيفة، أن «ذلك جزء من محاولات إسرائيل لجبي الثمن من حزب الله وإيران». ورأت «لوريون لوجور» أن «مهاجمة ممثلية ديبلوماسية، تتمتع مبانيها عادة بالحماية والحرمة، ويتمتع مسؤولوها بالحصانة، يبعث برسالة قوية إلى الجمهورية الإسلامية»...