أخبار لبنان..إسرائيل تظهر «اليد العليا» في تنفيذ اتفاق وقف النار بـ..النار..طهران مرتاحة لوقف النار وتدعمه و«الحرس الثوري» يعلن «حزب الله» انتصر..هوكشتاين سيتولى إدارة الإشراف على تنفيذ الـ 1701 وملحقاته..لبنان يبدأ تنفيذ البنود غير المكتوبة لاتفاق وقف النار..إسرائيل تحاول تثبيت «حرية العمل» كأمر واقع عبر الغارات والقصف وحظر التجول..لجنة المراقبة تبدأ عملها اليوم..وجلسة الرئيس بعد 42 يوماً..نتنياهو: أمرت الجيش بالاستعداد لـ«قتال ضار» في لبنان إذا انتُهك وقف النار..«حزب الله» أمام ضغوط غير مسبوقة بعد الضربات الإسرائيلية المدمّرة..أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية..الجيش الإسرائيلي: قتلنا أكثر من 3 آلاف عنصر من «حزب الله»..انطلاق دراسات إعادة إعمار لبنان..والكلفة تتجاوز الـ6 مليارات دولار أميركي..
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024 - 4:47 ص محلية |
بري يُحدّد «بتفاؤل» التاسع من يناير موعداً لجلسة انتخاب رئيس جديد..
إسرائيل تظهر «اليد العليا» في تنفيذ اتفاق وقف النار بـ..النار..
الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |
- طهران مرتاحة لوقف النار وتدعمه و«الحرس الثوري» يعلن «حزب الله» انتصر
- اتفاق وقف النار «أطفأ» الوظيفة الإقليمية لجنوب لبنان كجبهة أمامية للنفوذ الإيراني
- لا سلاح إلّا سلاح الشرعية... شعار المعارضة في معركتها المبكرة بملاقاة انتخاب رئيس الجمهورية
- لودريان باشر كـ «ناظِر» سياسي الإشراف على ترتيبات إنهاء الفراغ الرئاسي «تتمة» لوقف النار
- إسرائيل تفرض بالنار ما يشبه المنطقة العازلة على الحافة الحدودية مع لبنان في انتظار انتشار الجيش
- في ترجمة مبكرة لـ «حرية الحركة» إسرائيل شنّت غارة في منطقة صيدا بعد إخطار واشنطن
- هوكشتاين سيتولى إدارة الإشراف على تنفيذ الـ 1701 وملحقاته
- البرلمان اللبناني يمدّد لقائد الجيش عاماً إضافياً
فيما كان لبنان «اليوم التالي» لوقف النار مُنْهَمِكاً بـ «معركة جانبية» عنوانها «انتصار أو انكسار» حزب الله في الحرب الأكثر توحُّشاً التي وضعت البلاد «بين أنياب» اسرائيل، أمعنتْ الأخيرةُ في تظهيرٍ «عن سابق تَصَوُّر وتصميم» ليدها العليا في مرحلة الستين يوماً الانتقالية وما بعدها على صعيد ضمان تنفيذ مندرجاتِ اتفاقٍ لا يترك مجالاً للشك في أنه يضع الوطن الصغير (والحزب) بين خياريْ إما إنهاء «الوظيفة الإقليمية» لمنطقةِ الجنوب كجبهةٍ أمامية للمحور الإيراني و«الحلقة الأخيرة والأقوى» في قوس نفوذ طهران المترامي حتى حدود اسرائيل، وإما إحياء تل أبيب «كوابيس» أكثر من شهرين فُتح خلالهما «صندوق باندورا» وفظائعه وذلك على قاعدة «إن عُدْتُم (إلى الوضعية العسكرية لِما قبل 27 نوفمبر) عدنا وبقوة أكبر». ومن قَلْبِ غبار سجالات «الربح والخسارة»، والتي تستنبط «تَطاحُناً سياسياً» على الأبواب تحت شعار «لا سلاح بعد اليوم إلا سلاح الشرعية» والذي بدأت قوى في المعارضة ترفعه، وفي الوقت الذي كان الموفد الرئاسي الفرنسي جان - إيف لودريان يطلّ كـ «ناظِرٍ» للإشراف السياسي على اتفاق وقف النار و«ملحقه» الدستوري الضمني أي الإفراج عن الانتخابات الرئاسية التي أعطاها رئيس البرلمان نبيه بري دفعاً بارزاً بتحديد 9 يناير 2025 موعداً لجلسةٍ أوحى بأنها محكومة بتصاعُد «الدخان الأبيض»، ووعد بأن يدعو «سفراء الدول لحضورها»، كان الميدانُ في «اليوم الثاني هدنة» ينطبع، إلى جانب مضيّ آلاف المهجّرين في «رحلة العودة» إلى البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، بفرْض اسرائيل نَسَقاً عسكرياً ذا دلالات على خطيْن، بدت معهما وكأنها تتعمّد خرق الهدنة في الوقت الفاصل عن إنجاز «المراسيم التطبيقية» للآليات التي نصّ عليها الاتفاق، وذلك لهدفيْن:
«المنطقة العازلة»
- الأوّل فرْضُ ما يشبه «المنطقة العازلة» بالنار (بعمقٍ قد يصل الى 6 كيلومترات) يُمنع أي عودةٍ للسكان إليها، قبل أن يدخلها الجيش اللبناني من ضمن مهمة واضحة هي جعْل جنوب الليطاني «ابتداءً» منطقة خالية من «حزب الله» سلاحاً ومقاتلين وبنية تحتية ومنشآت عسكرية وتدميرها أو نقلها الى شمال الليطاني، على أن يقوم خلال ستين يوماً وفي شكلٍ تدريجي بانتشارٍ، كلما شمل رقعة ينسحب الجيش الاسرائيلي من بلدات ونقاط احتلّها خلال المواجهات. وفي هذا الإطار يأتي القَصْفُ المتكرر للعديد من البلدات المحاذية للخط الأزرق واستهداف تجمّعات لمواطنين في عدد منها، ما أدى الى وقوع جرحى (كما في الطيبة ومركبا التي تم استهداف سيارة فيها من مسيّرة)، بالتوازي مع تحذير الجيش الإسرائيلي سكان 10 بلدات في الجنوب من العودة إليها أو الى اي قرية تقع جنوبها، كما الحظْر المتجدد على «التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة الخامسة مساء (17:00) وحتى الساعة السابعة صباحاً (07:00)».
- والثاني: إظهار «العين الحمراء» أكثر حيال مرحلةِ «الهدنة التجريبية» التي تُعدّ اختباراً حقيقياً للبنان الرسمي وحكومته وجيشه لجهة القدرة على تنفيذ دقائق الاتفاق الذي سيواكب المجتمع الدولي تطبيقه «خطوة خطوة»، كما إرساء «قواعد التصرّف» في ما بعدها بإزاء أي انتهاكٍ لشرطيْ «تفكيك كل المنشآت غير المرخصة القائمة والتي تعمل في إنتاج الأسلحة والمواد ذات الصلة، ومنع إنشاء مثل هذه المنشآت في المستقبل» و«تفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة كل الأسلحة غير المرخص بها والتي تتعارض مع هذه الالتزامات» مع مراقبة لصيقة لكافة المعابر والمرافق لمنع معاودة تسليح «حزب الله». وفي «ترجمة مبكّرة» لـ «حق حرية الحركة» في لبنان للتصدّي لأي «تهديد وشيك» أو في طور التحوّل خطراً أكبر، الذي تلقت اسرائيل ضمانات أميركية مكتومة في شأنه في ملحقٍ جانبي «بالحبر السري» بينها وبين الولايات المتحدة، وذلك ما لم تتم معالجة الانتهاك المزعوم من قِبل الجيش اللبناني بعد «توجيهه» إلى موقع الشكوى من اللجنة الخماسية (بقيادة الولايات المتحدة)، هاجَمَ الطيران الحربي أمس منطقة صيدا (بين البيسارية وتفاحتا) وسط زعم الجيش الاسرائيلي أنه «تم رصد نشاط إرهابي داخل موقع لحزب الله كان يحتوي على قذائف صاروخية متوسطة المدى في جنوب لبنان. وتم إحباط التهديد من خلال غارة لطائرات حربية».
«ترسيم بالنار»
وإذ ترافق ذلك مع تأكيد الجيش الاسرائيلي أنه «منتشر في منطقة جنوب لبنان ويعمل ويُحْبِط كل خرق لاتفاق وقف النار»، جرى التعاطي مع هذا الاستهداف الذي وَقَعَ شمال الليطاني، على أنه محاولةُ «ترسيم بالنار» لحدود الاتفاق «العابرة» لجنوب الليطاني، وفق مضامين وقف النار وبنوده ذات الصلة بتفكيك المنشآت العسكرية لحزب الله ومواقع الإنتاج والبنى التحتية ومصادرة الأسلحة والتي صيغت بلغة «بدءاً من جنوب الليطاني» ومن ضمن روحية، عبّر عنها بوضوح الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي سيكون لفترة رئيس لجنة الإشراف والرقابة على تنفيذ الاتفاق، تقوم على معالجة كل الوضعية العسكرية لـ «حزب الله» خارج الدولة، وليس فقط جنوب الليطاني. ولم يكن عابراً في سياق متصل، توالي الكشف عن «بنود سرية» في كتاب الضمانات الأميركية التي مهّدت لاتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل وخصوصاً التي تتعلق بإيران، وسط حديث إعلام اسرائيلي عن «التزام أميركي بالتعاون مع إسرائيل في شأن الملف الإيراني وتعهُّد واشنطن بمنع طهران من زعزعة استقرار المنطقة، والتصدي لأي محاولات إيرانية لتوسيع نفوذها في لبنان، سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها». وحرصت القناة 12 الاسرائيلية على تظهير موضوع «حرية الحركة في لبنان» بعد «ان تبلغ تل ابيب واشنطن في الوقت المناسب» (قبل التحرك) على «أن تكون كل الإجراءات الإسرائيلية متطابقة مع القانون الدولي، لتقليل أكبر قدر ممكن من الضرر الذي سيلحق بالمدنيين أو البنية التحتية المدنية»، وكذلك الحديث عن أن «الكتاب» ورد فيه أيضاً «أن دور الولايات المتحدة كرئيسة لآلية الرقابة، يجعلها تقوم بقيادة وتوجيه القوات المسلحة اللبنانية لمنع الانتهاكات وتوفير مراقبة فعالة». وأشارت القناة إلى ما قاله وزير إسرائيلي اطلع على الوثيقة، ووصفها في مجلس الوزراء بأنها «إنجاز عظيم»، لأنها تضمن إدخال الولايات المتحدة إلى لبنان بحكم الأمر الواقع، باعتبارها الطرف المسؤول الرئيسي في تنفيذ ومراقبة الاتفاق. وكان هوكشتاين أكد في تصريحات صحافية «ان (حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك» معلناً «أن لبنان أمام وقف دائم للنار، وليس فقط أمام هدنة لستين يوماً، وكل ما في الأمر أن مهلة الستين يوماً هي للجيش اللبناني للانتشار في الجنوب»، ومؤكداً أن «الولايات المتحدة لن تسمح لجنوب لبنان أن يكون بنية تحتية للإرهابيين، والجيش اللبناني سيكون مسؤولاً عن الأمن والنظام (...) وإذا أشارت إسرائيل لوقوع خرق أمني، فسيعمل الجيش اللبناني فوراً على التحقق منه والتعامل معه كي لا يصبح خطراً أكبر». وأوضح أن واشنطن لديها فريق يصل (خلال ساعات) إلى المنطقة ليجري مشاورات للحفاظ على تنفيذ الاتفاق، مبينا «أن على الجيش اللبناني التأكد من انسحاب حزب الله من المناطق التي نص عليها الاتفاق، وعلى الجميع التعلم من بعض أخطاء 2006 بتنفيذ الاتفاق كاملا». وإذ رأى أن الاتفاق «نجح في تأمين الالتزام من حزب الله بالابتعاد إلى ما وراء نهر الليطاني ووقف إطلاق الصواريخ، مع نشر قوات الجيش اللبناني وعودة السكان إلى الجنوب تدريجاً» وهذا أفضل «من منطقة عازلة ستتطلب بقاء إسرائيل في لبنان كقوة احتلال، وهو أمر لن تقبله أي دولة ذات سيادة»، أشار إلى أن الإسرائيليين طلبوا من المواطنين اللبنانيين عدم الاقتراب من مناطق وجودهم لتجنب أي صراع، مشدداً على «ان على اللبنانيين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة تعكس رغبتهم في التغيير بعيداً عن حزب الله وعلى الأخير وبقية الأطراف احترام دولة القانون (...) ووقفُ النار فرصةٌ للبنان للنهوض وعلى حكومته قول إنها ستفرض سيطرتها على كل البلاد وليس فقط في الجنوب، وهذه لحظة تمنح لبنان فرصة لتأكيد سيادته ليس فقط ضد غزاة خارجيين بل داخليين أيضاً». وأضاف إن «ملف اسرى (حزب الله) لم يتم تغطيته في المفاوضات، وسنرى كيفية حلّ المشكلة». وفي الوقت الذي أكد نائب «حزب الله» حسن فضل الله ان قرار الحرب «بيد العدو الاسرائيلي وعندما يعتدي علينا سنقاومه، ولن يكون هناك اي مشكلة بين المقاومة والجيش. ونحن نريد أن تبسط الدولة سلطتها على كل لبنان»، كان بارزاً توجيه القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي رسالة إلى أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم قال فيها أنّ اتفاق لبنان هزيمة استراتيجية لإسرائيل. وأشار سلامي إلى أنّ «حزب الله انتصر وفرض وقف إطلاق النار على إسرائيل التي عجزت عن تحقيق أهدافها»، وقال:«قبول إسرائيل وقف النار رغم ضرب الحزب أهدافاً استراتيجية درس لداعميها»، لافتاً إلى أنّ وقف النار في لبنان يمكن أن يكون بداية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة.
بوحبيب وعراقجي
وفي إطار متصل، تلقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، اتصالاً من نظيره الإيراني عباس عراقجي، الذي أعرب عن ارتياح ودعم إيران لوقف النار في لبنان. وإذ أكد عراقجي «دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته وعديده كي يتمكن من حفظ الأمن والاستقرار جنوب نهر الليطاني»، توافق الوزيران أيضاً، بحسب المكتب الإعلامي لبو حبيب «على أهمية استقرار وبسط سلطة الدولة السورية على كامل أراضيها».
انتخاب رئيس للجمهورية
وفي حين كانت الأحداثُ المتدحرجة في حلب تطرح علامات استفهام حول توقيتها وإمكان ارتباطها، في جانبٍ منها، بضغوط على النظام السوري لفكّ دور بلاده كممرّ لنقل السلاح إلى «حزب الله»، وسط تأكيد أن هذا سيكون جزءاً من الجهود لضمان عدم معاودة تسليح الحزب، فاجأ بري الجميع أمس بتحديد 9 يناير المقبل موعداً لجلسة جديدة، ربما تكون الأخيرة، لانتخاب رئيس بعد انقطاع لنحو 19 شهراً (عن آخِر جلسة). وإذ جاء هذا الإعلان في مستهل جلسة التمديد لرتبة عميد وما فوق في كل الأسلاك الأمنية لسنةٍ، ما عنى التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون لعام إضافي، فإن بري وضعه في سياق «أنني آليتُ على نفسي أنه فور وقف النار سأحدد موعداً لجلسة لانتخاب رئيس، وجلسة 9 يناير ستكون مثمرة وأعطينا مهلة شهر للتوافق في ما بيننا، وسأدعو سفراء الدول لحضورها». واكتسب هذا التطور أهميته لأنه ترافق مع زيارة لودريان لبيروت ولقائه كبار المسؤولين والقادة السياسيين، هو الذي أصرّ لبنان (والولايات المتحدة) على أن تكون بلاده جزءاً من الآلية الخماسية (تضم ايضاً لبنان واسرائيل واليونيفيل وأميركا) للإشراف على تطبيق وقف النار والقرار 1701 كاملاً، وسط أسئلةٍ حول هل يكون «تَراجُع» طهران الواضح الذي أمْلى عليها السير بوقف نارٍ بشروطٍ قاسية، ستشرف عليها واشنطن، وتعني واقعياً «سحب حزب الله ولبنان من وحدة الساحات» وتالياً طيّ الدور الإقليمي للسلاح، أنها ستكمل بهذا المسار في الأزمة الرئاسية وتُنهيها قبل دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، كـ «هدية حسنِ نيةٍ ثانية» وربط نزاع إيجابي معه، وهو ما يمكن أن يجعل قائد الجيش صاحب حظوظ مرتفعة، أم ستصرّ على التشدّد تحسباً لجعل بنيامين نتنياهو إيران «أولويته التالية» فيتمسك «حزب الله»، بسليمان فرنجية.
صاروخ اعتراضي بسبب طائر!
تساءلت وسائل إعلام عبرية «لا نعرف ما المحرج أكثر للإخفاء ما أُطلق من لبنان أو إطلاق صاروخ اعتراضي قيمته 50 ألف دولار بسبب طائر»....
لبنان يبدأ تنفيذ البنود غير المكتوبة لاتفاق وقف النار
إسرائيل تحاول تثبيت «حرية العمل» كأمر واقع عبر الغارات والقصف وحظر التجول
الجريدة - بيروت ....شهد لبنان يوماً ثانياً من اتفاق وقف إطلاق النار، مع خروقات أكبر من اليوم الأول لم تؤثر على صمود الهدنة، لكن ديناميكية أمنية وسياسية جديدة بدأت تظهر، لناحية التزام بيروت بتطبيق الاتفاق ومندرجاته وبنوده غير المكتوبة مثل انتخاب رئيس للجمهورية والتمديد لقائد الجيش. وعلى الرغم من استمرار الخروقات الإسرائيلية في الجنوب من خلال عمليات قصف واستهداف للسكان ومنعهم من التحرك في القرى الحدودية، باشرت الوحدات العسكرية للجيش اللبناني تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة، في موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، في بيان، أنّ «هذه المهمات تأتي في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم». إلى ذلك، مدد مجلس النواب أمس لقائد الجيش العماد جوزيف عون لمدة سنة من ضمن تمديد سن التقاعد للضباط من رتبة عميد، وقد صوت حزب الله على القانون بخلاف التمديد السابق. وترافق ذلك مع تصريحات إيجابية من قبل النائب عن حزب الله حسن فضل الله تجاه الجيش ومسألة انتشاره في الجنوب، الا أن صحيفة «الأخبار» الموالية للحزب واصلت حملتها اللاذعة ضد الجيش وقائده بما يوحي بأن الحزب يوازن موقفه تجاه الجيش مع تجنب الوصول إلى حد تصادم مباشر من أي نوع. يبقى الأساس في التركيز على دور الجيش اللبناني لجهة وضع آلية واضحة لدخوله إلى جنوب نهر الليطاني وخطة انتشاره هناك، وذلك يحتاج إلى فترة لتوفير العدد اللازم والعتاد المطلوب. فعلى صعيد العدد اتخذت الحكومة قراراً بإدخال 1500 عسكري جديد لإرسالهم إلى الجنوب، تبقى هناك حاجة إلى حوالي 4500 عنصر جديد سيتم العمل على التحضير لضمهم إلى الجيش، في موازاة دور مساند ستلعبه مصر، والأردن والإمارات في إطار تجهيز العديد من الكتائب باللوازم العسكرية واللوجستية ليصبح جاهزاً لإتمام عملية الانتشار. النواب يمددون لقائد الجيش وبري يحدد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في يناير وبحسب المعلومات، فإن اتفاق وقف النار الذي تم التوصل اليه بوساطة أميركية وفرنسية، ينص على تقسيم عملية انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب على ثلاث مراحل في القطاعات الثلاث. إذ يفترض بعد تجهيز الجيش أن تبدأ القوات الإسرائيلية بالانسحاب من القطاع الغربي لمدة عشرين يوماً، وبعدها من القطاع الأوسط لمدة عشرين يوماً، وأخيراً من القطاع الشرقي لمدة عشرين يوماً، ويفترض أنه مع بدء الخروج الإسرائيل أن يعزز الجيش اللبناني خطة انتشاره وبناء المواقع والثكنات في مختلف المناطق الجنوبية. على جبهة أخرى، عقدت جلسة التمديد لعون تحت أنظار وبمشاركة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الذي زار بيروت بهدف تنشيط مساعي انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وعقد لودريان لقاءات مكثفة مع مختلف الكتل النيابية في دفع سياسي جديد تجاه الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، وسط معلومات تتحدث عن ضغوط دولية أميركية فرنسية بالتحديد لإنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل انتهاء فترة الستين يوماً وتشكيل الحكومة أيضاً. في هذا السياق جاء تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً لعقد جلسة انتخابية في التاسع من يناير المقبل، في محاولة لإنجاز الاستحقاق أيضاً قبل دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وعبر بري عن أمله أن تكون جلسة انتخاب الرئيس مثمرة، مضيفاً أنه سيدعو إليها سفراء الدول، وأنه أعطى مهلة شهر للتوافق. وسيكون بري نفسه وحزب الله أمام التحدي الكبير في مسألة انتخاب رئيس بعد أن حال تمسكهما بترشيح حليفهما الوفي سليمان فرنجية أمام انتخاب رئيس لمدة سنتين بسبب رفض القوى المسيحية الأساسية لفرنجية. وعمل لودريان على التشاور مع الكتل في محاولة لحصر الترشح بمجموعة أسماء و»جوجلتها» لاحقاً مع الدول الخمس المعنية بلبنان فإما يكون هناك توافق بين القوى على اسم واحد، أو الاتجاه إلى جلسة الانتخاب بعدد محصور من الأسماء والاستمرار في عقد الجلسات إلى حين انتخاب الرئيس. في مقابل ذلك، تبرز تحديات اخرى أمام حزب الله أبرزها إتمام مراسم تشييع أمينه العام السابق حسن نصرالله التي يريدها مناسبة لإعادة إظهار القوة الشعبية الكبيرة للحزب، بالإضافة إلى تحدي آلية الخروج من الجنوب من دون أن يتأثر الحزب سياسياً أو يضعف، وثالثاً تحدي إعادة الإعمار الذي سيكون مرتبطاً بالحصول على مساعدات خارجية مشروطة بالوصول إلى تسوية سياسية شاملة تنتج رئيساً للجمهورية وتتشكل بموجبها حكومة تحظى بثقة المجتمع الدولي وتكون قادرة على عقد المؤتمرات للحصول على المساعدات. وقال محللون إن الحزب يجد نفسه منقسماً بين الحاجة الى المكابرة لإعادة ترميم صورته التي انكسرت وبين الاعتراف بالوقائع الجديدة والدفع باتجاه مشهد سياسي جديد. وبرز هنا كلام النائب عن حزب الله حسن فضل الله الذي رفض أمس أي كلام عن سلاح حزب الله معتبراً أن «سلاح وحق المقاومة هي حق إنساني وضمن المواثيق الدولية واتفاق الطائف والبيانات الوزارية التي حولت الحق في المقاومة إلى عرف دستوري وحقنا في الدفاع المشروع عن أنفسنا». وفي الجنوب، جدد الجيش الإسرائيلي حظر الانتقال الليلي في جنوب نهر الليطاني، فيما شن قصفاً مدفعياً على عدة مناطق بينها ساحة بلدة الطيبة، ومرتفعات بلدة حلتا قضاء حاصبيا والخيام وسهل مرجعيون والبيسارية. وقال الجيش الاسرائيلي، إنه «رصد وصول عدد من المشتبه فيهم بعضهم كانوا يستقلون مركبات إلى عدة مناطق في جنوب لبنان وأنه أطلق النار صوبهم لإبعادهم»، متحدثاً عن خرق لاتفاق وقف النار. وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن قوات الجيش هاجمت بطائرة مقاتلة منطقة صيدا في جنوب لبنان بعد «رصد تهديد». وكان الجيش الإسرائيلي رسم حدود منطقة فاصلة بعمق نحو 6 كيلومترات وقال إنه محظور على سكانها العودة إليها «حتى إشعار آخر». ويبدأ الخط شرقاً من شبعا والهبارية ومرجعيون وأرنون ويحمر والقنطرة ثم يربط الوسط عبر شقرا وبرعشيت وياطر وصولا إلى المنصوري غرباً. وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افي بيات انه «تم رصد نشاط إرهابي داخل موقع لحزب الله الارهابي كان يحتوي على قذائف صاروخية متوسطة المدى في جنوب لبنان. وتم إحباط التهديد من خلال غارة لطائرات حربية»، مضيفاً أن «جيش الدفاع منتشر في منطقة جنوب لبنان، ويعمل ويحبط كل خرق لاتفاق وقف اطلاق النار». وقال مراقبون إن إسرائيل تحاول فرض ما كانت تطلق عليه «حرية العمل في لبنان» كأمر واقع، وتختبر اذا كان حزب الله سيرد.
إسرائيل وحزب الله يتبادلان الاتهامات بخرق وقف النار
قصف إسرائيلي بالدبابات والطائرات في جنوب لبنان
العربية.نت – وكالات.... قال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو قصف، الخميس، منشأة تستخدمها جماعة حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان بعد أن تبادل الجانبان اتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الهادف إلى وقف القتال الدائر منذ أكثر من عام. وقالت إسرائيل إنها فتحت النار، الخميس، أيضا على ما وصفتهم بأنهم "مشتبه بهم" قدموا في مركبات إلى بضع مناطق في جنوب لبنان، وأضافت أن هذا يمثل خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه الأربعاء مع جماعة حزب الله اللبنانية. واتهم حسن فضل الله النائب البرلماني عن حزب الله إسرائيل في المقابل بانتهاك الاتفاق. وقال فضل الله للصحفيين بعد جلسة للبرلمان "العدو الإسرائيلي يعتدي على العائدين إلى القرى الأمامية". واتهم الجيش اللبناني لاحقا إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار عدة مرات الأربعاء والخميس. وسلط تبادل الاتهامات الضوء على هشاشة وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا لإنهاء القتال الذي اندلع بالتوازي مع حرب غزة. ويستمر اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما على أمل التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية. والضربة الجوية الإسرائيلية أمس الخميس هي الأولى منذ بدء سريان الاتفاق صباح الأربعاء. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن الغارة وقعت قرب منطقة البيسارية شمالي نهر الليطاني. ويشترط اتفاق وقف إطلاق النار تفكيك المنشآت العسكرية غير المصرح بها جنوبي نهر الليطاني لكنه لا يذكر المنشآت العسكرية شمالي النهر. وقالت وسائل إعلام رسمية ومصادر أمنية لبنانية في وقت سابق إن الدبابات الإسرائيلية قصفت خمس بلدات وحقولا في جنوب لبنان مما أدى إلى إصابة شخصين على الأقل. وتقع جميع المناطق على بعد كيلومترين من الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل في نطاق أعلنه الجيش الإسرائيلي منطقة محظورة على طول الحدود، حتى بعد الاتفاق. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه رصد عددا من الأنشطة المشتبه بأنها تشكل تهديدا وتنتهك شروط اتفاق وقف إطلاق النار. وقال رئيس هيئة الأركان للجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي "أي انحراف عن هذا الاتفاق سيُقوم بالنار".
" استعدوا لحرب ضروس"
وفي وقت لاحق من الخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أمر الجيش بالاستعداد لقتال ضار إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار. وقال نتنياهو في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية "نحن ننفذ ذلك بقوة... لكن إذا لزم الأمر، أصدرت توجيها للجيش الإسرائيلي: كونوا على استعداد في حالة حدوث انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.. لحرب ضروس". وحاولت أسر لبنانية نازحة من منازلها قرب الحدود الجنوبية العودة للاطمئنان على ممتلكاتها. لكن القوات الإسرائيلية لا تزال متمركزة داخل الأراضي اللبنانية في بلدات على الحدود. وسمع مراسلو رويترز طائرات مسيرة استطلاعية تحلق فوق أجزاء من جنوب لبنان. وجدد الجيش الإسرائيلي الخميس حظر التجول الذي يقيد حركة سكان جنوب لبنان جنوبي نهر الليطاني بين الساعة الخامسة مساء (1500 بتوقيت غرينتش) والساعة السابعة صباحا.
شروط وقف إطلاق النار
وأنهى الاتفاق، وهو إنجاز دبلوماسي نادر في منطقة منكوبة بالحروب، أعنف مواجهة بين إسرائيل والجماعة المسلحة المدعومة من إيران منذ سنوات. لكن إسرائيل لا تزال تخوض حربا ضد حركة (حماس) في قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة اللبنانية الخميس إن الضربات الإسرائيلية على لبنان أسفرت عن مقتل 3961 شخصا على الأقل وإصابة 16520 آخرين على الأقل منذ أكتوبر 2023. ولا تميز الأرقام بين المدنيين والمقاتلين. وتسببت ضربات حزب الله في مقتل 45 مدنيا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة. وذكرت السلطات الإسرائيلية أن 73 جنديا إسرائيليا قُتلوا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان وأيضا جراء القتال مع حزب الله في جنوب لبنان. وبموجب شروط وقف إطلاق النار، يمكن للقوات الإسرائيلية أن تستغرق ما يصل إلى 60 يوما للانسحاب من جنوب لبنان، لكن لا يمكن لأي من الجانبين شن عمليات هجومية. وقال نتنياهو إن الهدف من الهجوم الإسرائيلي على حزب الله هو تمكين الإسرائيليين في شمال البلاد من العودة بعد نزوحهم بسبب إطلاق الجماعة اللبنانية لصواريخ صوب إسرائيل. ولم يتم إصدار أوامر بعد لنحو 60 ألف إسرائيلي نازح للعودة إلى الشمال. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء خلال الإعلان عن وقف إطلاق النار إنه سيجدد الآن مساعيه للتوصل إلى اتفاق مماثل في قطاع غزة، وحث إسرائيل وحماس على اغتنام الفرصة. وقال مسعفون إن ضربات عسكرية إسرائيلية قتلت 26 فلسطينيا على الأقل في أنحاء قطاع غزة الخميس مع تكثيف إسرائيل قصفها على مناطق وسط القطاع وتوغل الدبابات في شمال القطاع وجنوبه.
لجنة المراقبة تبدأ عملها اليوم..وجلسة الرئيس بعد 42 يوماً..
ماكرون الى السعودية الشهر المقبل..وخروقات الإحتلال إحتواء للتحريض الإسرائيلي الداخلي..
اللواء.....تحت ضغط التحريض الداخلي في اسرائيل، وبعد تأخير بإنشاء اللجنة الدولية الخماسية لوقف اطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 ت2 الجاري بين الجيش الاسرائيلي وحزب لله، استمر الاحتلال بخرق النار في غير منطقة، بما في ذلك شن غارة بمسيرة على البيسارية التي تبعد 60 أو 70 كلم عن الحدود الشمالية. ولم يكتفِ الاحتلال بالخروقات، بل لجأ على لسان رئيس حكومته بنيامين نتنياهو لدعوة الجيش الاسرائيلي للاستعداد لحرب قوية ضد لبنان، اذا ما استمر خرق وفق النار (مع العلم ان الاحتلال هو مَن يخرق هذا الوقف)، فضلا على عودة وزيري اليمين بن غفير وسميريتش (وزير المالية) الى التصعيد بتصحيح الخطأ والعودة الى الحرب. وقال نتنياهو أنا لم أقل ان ما يجري هو وقف للحرب، بل وقف لاطلاق النار، وقد يكون قصيراً. وكشفت القيادة 13 الاسرائيلية ان نتنياهو عقد مشاورات أمنية لبحث مواصلة الحرب على جهات عدة. وعلم ليلاً (الانتشار) ان الضابط الأميركي المكلف بترؤس لجنة المراقبة الخماسية لمراقبة وقف النار، وصل الى بيروت امس، ويلتقي اليوم العماد عون، لتباشر اللجنة عملها فوراً. وفيما ندّد الرئيس نجيب ميقاتي بهذه الخروقات، سجل الجيش اللبناني خرق الاتفاق مرات عدة امس الاول وأمس، مشيرا الى متابعة الخروقات بالتنسيق مع المراجع المختصة. ويحضر الملف اللبناني، خلال زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى المملكة العربية السعودية الشهر المقبل، حيث سيعقد سلسلة اجتماعات مع القيادة السعودية.
الجلسة
في مستهل الجلسة، التي افتتحت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وبعد مداخلة للنائب ملحم خلف، قال بري «كنت آليت على نفسي انه فور وقف اطلاق النار، سأحدد موعداً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فأنا أعلن منذ الآن تحديد جلسة في 9 ك2 المقبل».
واكد بري ان الجلسة ستكون مثمرة، وقال: اعطينا مهلة شهر للتوافق في ما بيننا، وسأدعو سفراء الدول لحضورها. ورأت مصادر نيابية ان تقصّد بري الاعلان عن دعوته سفراء الدول لحضورها دليل على جدية التوجه لانتحاب رئيس للجمهورية وحسم الملف إيجابياً حيث انه في الجلسات السابقة لم يكن يدعو السفراء ليقينه بتعذّر التوافق السياسي وبالتالي تعذّر الانتخاب. كما أقرّ المجلس اقتراح بند التمديد لأعضاء مجلس القضاء الأعلى للأعضاء المنتهية ولايتهم لمدة ستة أشهر، وأقرّ اقتراح تعليق المهل القانونية والقضائية والعقدية وفق الصيغة المقدمة من رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان.
لودريان من اللقاءات الى الشرفة
وبانتظار جلسة الخميس في التاسع من كانون الثاني في العام 2025 التي حدد موعدها امس الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية، شارك الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في الجلسة التشريعية للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون والعسكريين من رتبة عميد وما فوق في كافة الأجهزة الامنية والعسكرية لمدة عام، من على الشرفة العليا في المجلس. وبعد يومين من وقف النار الذي تعرض لخروقات، شهد لبنان دفعا دبلوماسيا فرنسيا ودوليا جديدا نحو إنجاز الاستحقاق الرئاسي عبر زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان، الذي اجرى في اول يوم من تحركه الرئاسي في بيروت، لقاءات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وبعض الكتل النيابية، لبحث الموقف من قرار وقف اطلاق النار والدفع بإتجاه التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. وحسبما نقلت مصادر التقت لودريان فإن «فرنسا ستساعد في ترميم الدولة عبر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتطبيق برنامج إصلاحي وترميم الإدارات والمؤسسات، وان أوساطا فرنسية أبلغت مرجعيات سياسية لبنانية أنّ زيارة لودريان هذه المرّة «تحمل منحى حاسماً في الملف الرئاسي».. وقال النائب سيمون ابي رميا لـ«اللواء» بعد لقائه لودريان مع وفد من «اللقاء التشاوري النيابي المستقل: ان الموفد الفرنسي لم يطرح اي مقترحات جديدة بل جاء مستطلعاً مواقف الكتل النيابية مما جرى على صعيد وقف اطلاق النار وعلى صعيد الدفع لانتخاب رئيس للجمهورية. وبعدما اعلن الرئيس بري موعداً جدياً لجلسة انتخابية اعتقد ان زيارته لن تكون الاخيرة للبنان، لا سيما وان كل الكتل بدأت تتحرك بعد اعلان بري وزيارة لودريان، واعتقد انه سيكون لنا رئيس في 9 كانون الثاني. واوضح اننا لم نطرح اسماء مرشحين للرئاسة برغم أن لدينا كوسطيين على علاقة جيدة مع كل الاطراف مرشحاً تنطبق عليه المواصفات المطلوبة هو النائب ابراهيم كنعان لكن تركنا امر التسمية للنقاشات والتوافق.
تفاصيل لقاءات لودريان
كذلك اجرى الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان في اول يوم من تحركه في بيروت لقاءات مع بعض الكتل النيابية في قصر الصنوبر لبحث الموقف من قرار وقف اطلاق النار والدفع باتجاه التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، واستهلها بلقاء مع وفد نيابي الى مائدة افطار صباحي، ضم عضوي «كتلة تجدد» النائبين فؤاد مخزومي وميشال معوض، والنائبين سليم الصايغ وميشال الدويهي من النواب المعارضين. وأكد الوفد دعمه للاتفاق، وطالب بـ«تطبيقه كاملا عبر ضرورة الانتقال من وضعية وقف الاعتداءات إلى وقف اطلاق نار مستدام وهدنة دائمة تحفظ سيادة لبنان وتؤمن الاستقرار على طرفي الحدود، استناداً للدستور وتطبيق القرارات الدولية بكل مندرجاتها، واعتبر أن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة خلال مهلة الستين يوماً، هو جزء لا يتجزأ من آلية إنجاح الاتفاق وتطبيقه فعلياً». والتقى لودريان في قصر الصنوبر صباحاً «اللقاء التشاوري النيابي المستقل» الذي ضم النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا، بحضور السفير الفرنسي في لبنان إرفيه ماغرو، فيما غرّد رئيس المجلس التنفيذيّ لـ«مشروع وطن الإنسان» النائب نعمة افرام بعد لقائه لودريان قائلاً: لقاء ممتاز هناك شعور بضرورة ملحّة للغاية لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بقدر ما هناك حاجة لتثبيت اتّفاق وقف إطلاق النار. كذلك التقى لودريان النائب سجيع عطية، ممثل كتلة «الاعتدال الوطني». واوضح المكتب الاعلامي للنائب عطية في بيان ان «النقاش تركز على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وسط تأكيد الدفع الأقوى من قبل اللجنة الخماسية الدولية لحل الأزمة اللبنانية. كما تم تقييم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ، بعد عدوان إسرائيلي دام شهرين، مؤكدين أهمية استمرارية التهدئة واستثمارها في تعزيز الاستقرار. وشدد لودريان على أهمية متابعة المبادرة الفرنسية ودعمها، داعياً المستقلين والوسطين إلى ممارسة الضغط على الأحزاب لفتح أبواب المجلس النيابي وتمكين العملية الانتخابية». وحضر لودريان الى مبنى المجلس النيابي وشارك في حضور جلسة مجلس النواب التي ناقشت التمديد لقائد الجيش والقادة الامنيين، ثم عقد اجتماعاً مع الرئيس نبيه بري. في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفية ماغرو والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان. وتناول البحث آخر المستجدات السياسية وملف انتخابات رئاسة الجمهورية فضلا عن تطورات الأوضاع العامة على ضوء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. وبعد اللقاء تلقى الرئيس بري اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جرى خلاله «عرض للأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي انتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية كذلك التحضيرات للانتخابات الرئاسية». كما التقى لودريان الرئيس ميقاتي في الثالثة من بعد الظهر. شارك في اللقاء سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو والوفد الفرنسي، ومستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر. وتم خلال اللقاء، البحث في الوضع في لبنان بعد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. وتركز البحث على موضوع اولوية انتخاب رئيس للجمهورية. واوضح الموفد الفرنسي انه «بعد كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من «إن استعادة سيادة لبنان تتطلّب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير، أردت القيام بهذه الجولة لاستطلاع الاوضاع والبحث مع مختلف الاطراف في امكان التفاهم على انتخاب رئيس، خصوصا وان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا الى جلسة انتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل». كما تلقى ميقاتي اتصالا من الرئيس ماكرون، جرى خلاله البحث في الوضع الراهن في لبنان بعد سريان قرار وقف اطلاق النار، ومتابعة تنفيذ المقررات التي صدرت عن مؤتمر دعم لبنان الذي عقد أخيرا في باريس. وفي خلال الاتصال «شكر الرئيس ميقاتي الرئيس الفرنسي على اهتمامه الدائم بلبنان ومساعدته على وقف العدوان الاسرائيلي والتوصل الى تفاهم في هذا الصدد. واوضح أن الجيش باشر تنفيذ مهامه في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، والتحضير لتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني. وجدد الدعوة الى الضغط على اسرائيل لوقف خروقاتها لقرار وقف النار والتي تسببت اليوم بسقوط جرحى واضرار مادية جسيمة». كما التقى الموفد الفرنسي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وحضر اللقاء، الذي استمر نحو ساعة، الوفد المرافق الذي ضم السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، الملحق السياسي والإعلامي رومان كالفاري والملحقة السياسيّة ماري فافرال، ومن الجانب القواتي: نائبا تكتل الجمهوريّة القويّة ستريدا جعجع وبيار بوعاصي، رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان والمسؤول في الجهاز طوني درويش. كما استقبل النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط لودريان بحضور النائب وائل ابو فاعور حيث جرى البحث في اتفاق وقف اطلاق النار، والاستحخقاق الرئاسي، واختتم لورديان لقاءاته مساء باجتماع مع سفراء اللجنة الخماسية في قصر الصنوبر. وقال السفير المصري في بيروت علاء موسى ان اي اسم يحظى على توافق سيحصل على الدعم والهدف انتخاب رئيس يجمع عليه اللبنانيون، مشيرا الى ان الدول المانحة والمنظمات الدولية لن تذهب باتجاه اعادة الاعمار بغياب رئيس وحكومة كاملة الصلاحيات. وطالب الاتحاد الاوروبي السياسيين اللبنانيين بانتخاب رئيس بسرعة لبناء دولة قوية ذات سيادة بعد عامين من الفراغ.
إعادة الحياة.. وحركة المطار
على الارض، تفقد مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك الاضرار التي لحقت بمحطات وشبكات الكهرباء في صور وضواحيها. وقال الحايك الهدف الاول تصليح الخطوط في الجنوب التي توصل محطات التحويل، وطلب من اتحاد بلديات صور حسين دبوق المساعدة على تحديد الاولويات، وكشف عن اعادة التيار الى حاصبيا الاسبوع المقبل. حول حركة المطار، اعلن رئيس مطار بيروت فادي الحسن ان كل شركات الطيران العربية والاجنبية من المفترض ان تكون عاودت تسيير رحلاتها بشكل طبيعي من والى مطار ابتداء من 5 الى 15 ك1.
الانتشار.. والعودة
ويتم في الجنوب، وبموازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. اضافت قيادة الجيش - مديرية التوجيه ان في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم. وخرق العدو الإسرائيلي مجدداً امس اتفاق وقف اطلاق النار مرات عدّة، فأطلق قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب، ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الرأس وعيترون، في جنوب لبنان. وأفيد بأن اطلاق نار حصل على الاهالي الذين يحاولون الوصول الى منازلهم عند اطراف مدينة بنت جبيل من قبل جنود الاحتلال المتمركزين في مارون الراس. وظهراً افيد عن جرح شخصين في بلدة مركبا جراء استهداف العدو للساحة فيها، وعملت جمعية الرسالة - فوج بني حيان على نقلهما إلى المستشفى. كما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني. وافيد من حاصبيا، بأن دبابة للعدو استهدفت اطراف كفرشوبا بقذيفتين. كما استهدفت مدفعية العدو بعد الظهر بلدة شبعا بعدد من القذائف سقطت قرب المنازل. ولاحقاً نفّذ العدو غارتين من طيران حربي إسرائيلي، على منطقة قعقعية الصنوبر– قضاء صيدا.وزعمت القناة 14 الإسرائيلية: «ان قوات الجيش بطائرة مقاتلة منطقة صيدا في جنوب لبنان بعد رصد تهديد». وذكر موقع «اكسيوس» الاميركي: ان إسرائيل أبلغت واشنطن قبل الهجوم على منصة إطلاق صواريخ تابعة لحزب لله بالقرب من صيدا. وعصرا شن العدو غارة على محيط بلدة البيسارية بحجة انه «تم رصد نشاط إرهابي داخل موقع الحزب كان يحتوي على قذائف صاروخية متوسطة المدى في جنوب لبنان. وتم احباط التهديد من خلال غارة لطائرات حربية». كما قصفت المدفعية منطقة رأس الظهر- غرب ميس الجبل عصر اليوم. وكانت قد تعرضت بلدة عيتا الشعب ومدينة بنت جبيل ليل امس، لقصف مدفعي. وطالب الجيش اللبناني من أهالي الطيبة، مغادرتها، بعد قيام العدو الإسرائيلي باستهداف تجمعاتهم في الساحة ومحيط العين بصواريخ من مسيّرة على ثلاث دفعات، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح. واطلق العدو الاسرائيلي قذيفة باتجاه اطراف بلدة عيتا الشعب، ورشقات نارية باتجاه اطراف بلدتي مارون الراس وعيترون. ومساء، تلقى أبناء من بلدات قضاءي مرجعيون وحاصبيا اتصالات مسجلة من قبل العدو الصهيوني، يطلبون فيها «ممّن يتواجد في منطقة جنوب الليطاني بأن يبقى في داخلها ولا يغادرها، من الـ 5 مساء الخميس حتى السابعة من صباح الجمعة، وبأنه يمنع على أي أحد التوجه من شمال الليطاني إلى الجنوب، وبالعكس، وإلا سيعتبر هدفاً. وأدت الخروقات والتهديدات الى نزوح جديد للاهالي باتجاه مدينة صيدا. وليلاً، اطلق الجيش الاسرائيلي صاروخا اعتراضيا بحق اشتباه لهدف جوي داخل الاراضي اللبناني، تبيّن لاحقا انه طائر شتوي..
نتنياهو: أمرت الجيش بالاستعداد لـ«قتال ضار» في لبنان إذا انتُهك وقف النار
قال إن ظروف التوصل لاتفاق رهائن محتمل في قطاع غزة باتت أفضل
تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، إنه أمر الجيش بالاستعداد لقتال ضار مجدداً في لبنان، في حال انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ (الأربعاء) بين الدولة العبرية و«حزب الله». جاء ذلك في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وتوعد نتنياهو بـ«حرب شديدة»، وقال: «إذا تطلب الأمر، وفي حالة حدوث انتهاك للخطوط العريضة لوقف إطلاق النار، فقد أعطيت توجيهاتي إلى الجيش لشنّ حرب شديدة». وروى نتنياهو خلال المقابلة تفاصيل «عملية صنع القرار» التي سبقت ضربة القضاء على زعيم «حزب الله» حسن نصر الله قبل شهرين. ووفق رئيس الوزراء، فقد قال معارضو هذه الخطوة لمجلس الوزراء الأمني إن حرباً شاملة مع إيران يمكن أن تندلع، وإنه يجب إخطار الولايات المتحدة قبل الضربة. لكنه رفض هذا الشرط. وخلال رحلته إلى نيويورك في سبتمبر (أيلول)، وقبل خطابه أمام الأمم المتحدة، قال نتنياهو إنه قرر في هذه اللحظة القضاء على نصر الله. وأوضح «صعدت إلى (الطائرة الرئاسية الإسرائيلية) جناح صهيون، التي تحتوي على نظام اتصالات آمن... نمت ساعتين ثم رفعت الهاتف على وزير الدفاع ورئيس الأركان، وقلت: قررت. نحن نلاحقه. نحن نتحمل كل المخاطر، والأمر يستحق المخاطرة». وبعد وصوله إلى نيويورك، أجرى نتنياهو اتصالاً آخر لتأكيد الموافقة على القرار. وأضاف «قلت إنه يمكن إبلاغ الأميركيين، ولكن بشكل أو بآخر عندما تكون الطائرات في الجو بالفعل». ونفى نتنياهو النظرية القائلة بأن رحلته إلى الأمم المتحدة كانت تهدف إلى خداع نصر الله لحمله على التخلي عن حذره. وفي معرض رده على سؤال بشأن صفقة رهائن محتملة في قطاع غزة الفلسطيني، قال نتنياهو: «أعتقد أن الظروف تغيرت كثيراً للأفضل»، لكنه لم يذكر تفاصيل محددة. وأكد نتنياهو أنه سيفعل كل ما في وسعه لمنع إيران، العدو اللدود للدولة العبرية، من الحصول على سلاح نووي، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: «سأسخّر كل القوى الممكنة» لتحقيق هذا الهدف.
هاليفي: سننفذ الهدنة في لبنان «بالنار» لضمان عودة سكان الشمال إلى ديارهم
تل أبيب : «الشرق الأوسط».. قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن الجيش سينفذ وقف إطلاق النار مع «حزب الله» اللبناني «بالنار» لتمكين النازحين من الشمال من العودة إلى ديارهم، وفقاً لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وأضاف هاليفي: «هذا الاتفاق نتيجة أشهر من القتال وخاصة الأشهر الثلاثة الماضية، والكثير من الإنجازات في لبنان، والعمل المكثف، والعمل الحاسم للغاية، وقتل جميع قادة (حزب الله)». وتابع: «نحن ننتقل الآن إلى مرحلة أخرى، بنفس التصميم، وسننفذ ذلك بالنار، وبقوة شديدة جداً». وأضاف أن «السكان في الشمال ينظرون الآن ويريدون أن يرونا مصممين جداً على تنفيذ القانون حتى يتمكنوا من العودة، وهذا واجبنا تجاههم، وواجبنا تجاه أنفسنا».
ميقاتي يؤكد لماكرون ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لاتفاق الهدنة
بيروت: «الشرق الأوسط».. قال مجلس الوزراء اللبناني إن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تلقى، مساء اليوم الخميس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد خلاله ميقاتي أن الجيش باشر تنفيذ مهامه في جنوب لبنان، ويستعد لتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني، وأن ميقاتي جدد الدعوة إلى «الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها لقرار وقف النار التي تسببت اليوم بسقوط جرحى وأضرار مادية جسيمة». وأضاف المجلس في بيان: «شدد رئيس الحكومة على أن الجيش باشر تنفيذ مهامه في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، والتحضير لتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني». وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، صباح أمس الأربعاء، لينهي أحدث صراع بين إسرائيل و«حزب الله». وينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب قبل انتشار الجيش اللبناني. وسينسحب الجيش الإسرائيلي خلال 60 يوماً. ومن المقرر أيضاً أن يغادر مقاتلو «حزب الله» مواقعهم في جنوب لبنان إلى شمالي نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل.
إسرائيل تعلن حظر تجول ثانياً في جنوب لبنان بعد الهدنة
تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، فرض حظر تجول ليلي آخر في جنوب لبنان، بعد يوم من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الهشّ مع ميليشيا «حزب الله» المدعومة من إيران، وهو الثاني بعد الاتفاق. وقال متحدث إن الجيش منع الوصول إلى المناطق الحدودية جنوب نهر الليطاني بين الساعة الخامسة مساء (15:00 بتوقيت غرينتش) اليوم (الخميس) والسابعة صباح غد (الجمعة)، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف المتحدث مخاطباً اللبنانيين: «من أجل سلامتكم عليكم اتباع هذه التعليمات». وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن حظر تجول مماثلاً مساء أمس (الأربعاء). وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يتعين على «حزب الله» الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني الذي يتدفق على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال الحدود مع إسرائيل. ومن المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية تدريجياً من لبنان خلال 60 يوماً، غير أن الجيش الإسرائيلي يقول إنه لا يزال يتخذ حالياً إجراءات ضد أعضاء «حزب الله» الذين ينتهكون الاتفاق في المنطقة.
«حزب الله» أمام ضغوط غير مسبوقة بعد الضربات الإسرائيلية المدمّرة
بيروت: «الشرق الأوسط»... بعد الضربات الدامية والمدمرة التي تعرض لها من إسرائيل، يبدو «حزب الله» اليوم تحت ضغط غير مسبوق بعد موافقته على اتفاق وقف لإطلاق النار ينص على انسحابه مع أسلحته من مناطق واسعة في جنوب لبنان، وفق تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ويبقى الحزب المدعوم من إيران، رغم ذلك، لاعباً أساسياً على الساحة السياسية اللبنانية، رغم الأصوات المتزايدة التي باتت تطالب بنزع ترسانته الضخمة من السلاح. وكان «حزب الله» القوة اللبنانية المسلحة الوحيدة التي احتفظت بأسلحتها بعد الحرب الأهلية (1975 - 1990) بحجة «مقاومة إسرائيل»، ما يطرح أسئلة حول ضرورة احتفاظه بسلاحه إن كان سينسحب من الحدود. ويتهم خصوم «حزب الله» في الداخل الحزب الذي يعتبر أيضاً أكثر القوى السياسية نفوذاً في البلد الصغير، باستخدام سلاحه للتحكّم بالحياة السياسية. وتقول الباحثة في معهد «تشاتام هاوس» لينا الخطيب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يتعرّض (حزب الله) لضغوط غير مسبوقة»، موضحة أن «بنود اتفاق وقف إطلاق النار تمهّد لتفكيك قدراته العسكرية». ودفع «حزب الله» ثمناً باهظاً لفتحه «جبهة إسناد» لقطاع غزة من جنوب لبنان، غداة اندلاع الحرب بين حركة «حماس» وإسرائيل إثر هجوم غير مسبوق لحركة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. فبعد قرابة سنة من تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي والحزب، بدأت إسرائيل في 23 سبتمبر (أيلول) حملة قصف مدمّر ضد مناطق تعتبر معاقل للحزب اللبناني في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها. وأطلقت في نهاية الشهر ذاته عمليات توغل بري في مناطق حدودية. وشنّت غارات دامية قتلت فيها قيادات عدّة من الصفّ الأول في الحزب على رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، والعديد من القادة العسكريين. وفجّرت إسرائيل قبل ذلك الآلاف من أجهزة اتصال يستخدمها عناصر في «حزب الله»، مخلّفة قتلى وجرحى. ويقول مصدر مقرّب من الحزب، من دون الكشف عن اسمه إن «حزب الله» خسر المئات من مقاتليه منذ نهاية سبتمبر. ويرى رئيس قسم العلاقات الدولية والسياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية عماد سلامة أن «الحرب من دون شك أضعفت (حزب الله) عسكرياً، بعدما مُني بخسائر كبرى على مستوى القيادة وتمّ تقليص قدراته التشغيلية»، لكنه «لم يُهزم».
«انتصار»
وتصدّى «حزب الله» بشراسة للقوات الإسرائيلية خلال تقدّمها إلى بلدات حدودية على محاور عدة في جنوب لبنان. ويقول الحزب إن الجيش الإسرائيلي لم يتمكّن من «تثبيت وجوده» في أي من هذه البلدات. ومنذ فجر الأربعاء، مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، يحتفل أنصار الحزب بـ«النصر» رغم الدمار واسع النطاق الذي خلّفته الغارات الإسرائيلية. ونظّم «حزب الله» جولات للصحافيين الأربعاء في جنوب لبنان، في مسعى لتأكيد حضوره ونفوذه في المنطقة. وردّاً على سؤال عمّا إذا كان الحزب يعتزم تفكيك بنيته العسكرية، قال النائب من «حزب الله» حسن فضل الله لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» من مدينة بنت جبيل القريبة من الحدود مع إسرائيل، إنه ليس «للمقاومة» أي «سلاح ظاهر أو قواعد منتشرة». وأكد في الوقت ذاته أنه لا يستطيع أحد أن يبعد مقاتلي «حزب الله» من القرى والبلدات التي يتحدّرون منها في جنوب البلاد. ويمتلك «حزب الله» ترسانة ضخمة من السلاح، تفوق بحسب الخبراء، ترسانة الجيش اللبناني. وينصّ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تمّ التوصل إليه برعاية فرنسية-أميركية ولم تُنشر بنوده رسمياً، على أن ينسحب «حزب الله» إلى شمال نهر الليطاني (30 كلم عن الحدود مع إسرائيل)، وأن يتسلّم الجيش اللبناني المواقع التي يسيطر عليها حالياً الجيش الإسرائيلي والحزب. ويستند الاتفاق إلى القرار الدولي 1701 الذي أنهى الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل في العام 2006. بعد حرب العام 2006، احتفظ «حزب الله» بوجود غير ظاهر في جنوب لبنان وعزّز ترسانته العسكرية وبنى شبكة من الأنفاق، وفق خبراء عسكريين. ونصّ القرار 1701 على حصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل). وقال مسؤول لبناني مفضّلاً عدم كشف اسمه إن انضواء فرنسا والولايات المتحدة في آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار قد يساعد على ردع «حزب الله» هذه المرة.
انتخابات رئاسية
وينصّ الاتفاق أيضاً على مراقبة الحدود بين لبنان وسوريا لمنع عبور شحنات السلاح لجماعة «حزب الله» عبر سوريا، بحسب خبراء عسكريين. ويرى عماد سلامة أن «حزب الله» «لا يمكن أن يتحوّل إلى حزب سياسي بحت، لأنه يستمدّ شرعيته ونفوذه من دوره أنه حركة مقاومة مسلحة». على المستوى الداخلي، يضيف سلامة أن «الحزب سيواصل استخدام نفوذه» للتحرك على الساحة السياسية اللبنانية، مستنداً إلى قاعدة شعبية واسعة في الطائفة الشيعية، وشبكة مؤسسات اجتماعية واقتصادية كبيرة. ويرى أن «حزب الله» قد يظهر «مرونة أكثر» في بعض الملفات لا سيما الانتخابات الرئاسية التي حدّد موعدها اليوم في التاسع من يناير (كانون الثاني). ومنذ اندلاع الحرب، تتزايد الأصوات الناقدة لجماعة «حزب الله» في الداخل والتي تحمّله مسؤولية جرّ لبنان إلى الحرب. وتعتبر لينا الخطيب أن «لبنان أمام فرصة لإعادة تركيب المشهد السياسي الداخلي للتخلص من هيمنة (حزب الله) للمرة الأولى منذ أن طغى الحزب على الحياة السياسية في البلاد قبل نحو عقدين». وتضيف «أن ذلك لا يمكن أن يحصل إلا من خلال حوار وطني حقيقي يضمّ الجميع، ويدعمه المجتمع الدولي».
أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية
صور لبنان: «الشرق الأوسط».... قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل. في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة. لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً». وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل». على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات». ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه». وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة. وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.
لن يحصل بنقرة
خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر». وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة. ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية». ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية. ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة». واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات. ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة. وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه. ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».
قهر ومسكّنات
بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة. ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي». وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم. بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان. ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل. ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب. ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».
الجيش الإسرائيلي: قتلنا أكثر من 3 آلاف عنصر من «حزب الله»..
تل أبيب: «الشرق الأوسط»... أشارت تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أنه قتل نحو 3500 من عناصر «حزب الله» خلال الـ14 شهراً الماضية من القتال، وأغلبهم قتل خلال العملية البرية في جنوب لبنان التي بدأت في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي. ووفقاً لتقديرات الجيش، هناك على الأقل ضعف هذا العدد جرحى، أي نحو 7 آلاف عنصر، في حالة خطيرة أو متوسطة، ولا يستطيعون المشاركة في القتال. وذكر موقع «تايمز أوف إسرائيل» أن الجيش الإسرائيلي يرى أن «حزب الله» قد ضعف بشكل كبير، لكنه لم يُدمر، حيث لا يزال يحتفظ بنحو نصف قدراته الأساسية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يعمل على «فرض وقف إطلاق النار بشدة»، ومنع «حزب الله» من إعادة التسليح وإقامة بنية تحتية في جنوب لبنان.
انطلاق دراسات إعادة إعمار لبنان..والكلفة تتجاوز الـ6 مليارات دولار أميركي..
نحو 50 ألف وحدة سكنية مدمَّرة كلياً
الشرق الاوسط....لا سؤال يعلو لدى اللبنانيين العائدين، في الساعات الماضية، إلى مُدنهم وقُراهم المدمَّرة بعد وقف النار، فوق سؤال «متى إعادة الإعمار وهل الأموال متوافرة ومن أين؟». فالمشهد والنتائج التي انتهت إليها حرب يوليو (تموز) 2006 ليسا هما ما انتهت إليها حرب سبتمبر (أيلول) 2024، رغم إصرار مناصري «حزب الله» على الترويج للعكس. فإلى جانب الشروط الدولية التي قد تكون قاسية جداً لمدّ لبنان بالمليارات اللازمة لإعادة الإعمار؛ وهي التي تدفقت تلقائياً قبل 18 عاماً، لن تكون الدولة اللبنانية قادرة على المساهمة بأي مبلغ؛ نظراً للانهيار المالي والاقتصادي الذي يعيشه البلد أصلاً منذ عام 2019، والذي تَفاقم بشدة نتيجة الحرب الأخيرة. أما عن جهة العمل الحكومي بشأن إعادة الإعمار، فقد رجح النائب السابق علي درويش، المقرَّب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أن يجري وضع خريطة طريق، خلال أسبوع؛ لتحديد اللجان التي ستُوثّق الأضرار، والصناديق التي ستتولى دفع التعويضات، وما إذا كان مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة سيتوليان هذا الموضوع، لافتاً، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الملف يُبحث راهناً مع الجهات الدولية المعنية والموفَدين الدوليين، على أن تتضح كل الأمور قريباً جداً على اعتبار أن الحلول تأتي على مراحل بدأت بوقف النار، ثم انتشار الجيش، وستستكمل لجهة إعادة الإعمار.
انطلاق دراسات إعادة الإعمار
وكان «حزب الله»، ولطمأنة جمهوره الذي دُمر قسم كبير من منازله، واضطر للنزوح إلى مختلف المناطق اللبنانية، وعده حتى قبل وقف النار بأن الأموال أصبحت جاهزة لإعادة الإعمار. وتتحدث مصادر من بيئته عن 5 مليارات دولار رصدتها طهران لهذه العملية، أصبح قسم منها مع «الحزب»، وسيصل الباقي تباعاً. ويقول الكاتب والباحث السياسي، الدكتور قاسم قصير، المطّلع من كثب على شؤون «حزب الله»، إنه «سيجري إنشاء صندوق لإعادة الإعمار يضم إيران ودولاً عربية وإسلامية ودولية ومرجعيات دينية ولبنانيين»، لافتاً، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «العمل التحضيري بدأ، وشُكلت لجان، وبدأت الدراسات التخصصية». ويتردد قسم كبير من المتضررين بإطلاق ورش إعادة الترميم والأعمار؛ كي يضمنوا استرداد المبالغ التي سيدفعونها. ففي حين تردَّد أن جهات حزبية طلبت من الناس عدم إحداث أي تغييرات في المنازل والأبنية المتضررة قبل توثيق الأضرار والكشف عليها من قِبل اللجان المعنية، قال مواطنون إنه جرى إبلاغهم بوجوب توفير الفواتير حصراً؛ أي أنه يمكن، لمن يستطيع، أن يدفع راهناً التكاليف ليحصل عليها بعد إبراز الفواتير بوقت لاحق. وقال أحمد م (40 عاماً)، وهو من مدينة صور، لـ«الشرق الأوسط»، إنه بدأ ترميم منزله المتضرر، وهو يدفع مبالغ مضاعفة؛ حرصاً على إنجاز الأعمال بسرعة؛ كون التكاليف التي يتكبدها في أحد الفنادق ببيروت كبيرة جداً ولم يعد يستطع تحملها.
من سيؤمّن الأموال؟
وبانتظار مسح أضرار رسمي، تتفاوت الأرقام لدى الخبراء والمعنيين، فيشير الباحث في الشركة «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين إلى أنه «حتى يوم الأحد الماضي، فإن عدد الوحدات السكنية المدمَّرة كلياً بلغ 48 ألفاً. أما المدمَّرة جزئياً فعددها 32 ألفاً، في حين يُقدر عدد الوحدات التي فيها أضرار بسيطة بـ150 ألفاً، وهذه الوحدات يمكن العودة سريعاً إليها بعد ترميمها»، لافتاً، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «وبالحد الأدنى، فإن كلفة إعادة أعمار المنازل تبلغ نحو 5 مليارات و500 مليون دولار».
حجم الدمار والخسائر
أما الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي فيشدد على أن الأرقام الدقيقة بانتظار تشكيل لجان مختصة تقوم بالكشف على الأرض عن حجم الخسائر وطبيعتها، متحدثاً عن «أرقام تقديرية لكلفة الدمار المرجحة بـ6 مليارات دولار، وكلفة الخسائر الاقتصادية المرجحة بـ7 مليارات دولار، ما يجعل الخسائر الإجمالية للحرب بحدود 13 مليار دولار، مقارنة بـ9 مليارات دولار خسائر إجمالية عام 2006 موزعة بين 3 مليارات دماراً، و6 مليارات خسائر اقتصادية». ويشرح جباعي، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حجم الدمار في حرب 2024 أكبر بكثير من عام 2006؛ لأن العمليات العسكرية كانت موسَّعة من حيث المناطق، فطالت الجنوب والبقاع وبيروت»، لافتاً إلى وجود «نحو 110 آلاف وحدة سكنية متضررة، ما بين 40 و50 وحدة سكنية دُمّرت بشكل كامل، و60 ألفاً متضررة بشكل شِبه كامل. أضفْ إلى ذلك أن هناك ما بين 30 و40 قرية أمامية دُمرت بالكامل». ويشدد جباعي على أنه «يفترض أن يضع لبنان خطة واضحة للتعاطي مع المجتمعين العربي والدولي اللذين يفضلان أن تأتي عملية إعادة الإعمار عبرهما، من خلال مؤتمر دولي يجري بعده إنشاء لجنة معنية للكشف عن الإضرار، والتأكد من الأرقام، لتأتي بعدها مبالغ الدعم»، مضيفاً: «كما أن شكل نظامنا السياسي وتطبيق القرارات الدولية سيسهمان إلى حد كبير في الدفع قُدماً بعملية إعادة الإعمار».
رئيس مطار بيروت: شركات الطيران العربية والأجنبية ستستأنف رحلاتها بين 5 و15 ديسمبر
بيروت: «الشرق الأوسط».. نقل تلفزيون (إل بي سي آي) اللبناني، اليوم (الخميس)، عن رئيس مطار بيروت، فادي الحسن، قوله إن كل شركات الطيران العربية والأجنبية ستستأنف رحلاتها من وإلى المطار في الفترة بين 5 و15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. كانت شركة «طيران الشرق الأوسط اللبنانية» أعلنت عودة العمل بجدول رحلاتها المعتاد، بدءاً من 12 ديسمبر المقبل. يأتي ذلك بعد يوم من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية، الذي دخل حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من فجر أمس الأربعاء بتوقيت لبنان.
«الأغذية العالمي» يدعو المانحين إلى زيادة الدعم لمتضرري الحرب في لبنان
بيروت: «الشرق الأوسط»... دعا برنامج الأغذية العالمي، اليوم (الخميس)، المانحين إلى تقديم المزيد من الدعم من أجل مساعدة المتضررين من الحرب في لبنان، وذلك بعد يوم من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله». وأكد البرنامج التابع للأمم المتحدة على منصة «إكس» أن وقف إطلاق النار يعني «الوصول إلى الأسر التي عزلها الصراع، وتقديم مساعدات غذائية عاجلة للمتضررين، ومساعدة مَن فقدوا بيوتهم وسبل عيشهم على اتخاذ خطوات لإعادة البناء». وقالت سيندي ماكين، الرئيسة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، أمس الأربعاء، إن وقف إطلاق النار في لبنان يوفر للأسر شريان حياة ضرورياً للغاية بعد الخسائر الفادحة. وأضافت أن البرنامج يعمل على توسيع نطاق عملياته لتلبية الاحتياجات العاجلة في الملاجئ والمناطق التي يمكن الوصول إليها مع بدء عودة الأسر اللبنانية إلى الجنوب. بدأ سريان وقف إطلاق النار في لبنان فجر أمس الأربعاء؛ لينهي أحدث صراع بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» بعد نحو عام من تبادل إطلاق النار بين الجانبين. وتسببت الهجمات الإسرائيلية التي زادت حدتها منذ أكثر من شهرين في مقتل الآلاف ونزوح مئات الآلاف من جنوب لبنان، وألحقت دماراً واسعاً في أنحاء مختلفة من البلاد.