أخبار لبنان..حزب الله يعلن استهداف قواعد بحيفا.. وإسرائيل تؤكد سقوط جرحى..ورقة «وقف النار» تحرق «الأخضر واليابس» في لبنان..رئيس الأركان الإسرائيلي: سنواصل شنّ ضربات في العمق اللبناني..إسرائيل تضغط على المفاوضات مع لبنان بتوغلها في «الصف الثاني» وقصف صور..لاريجاني صوّب الموقف الإيراني بتأييده موقف لبنان بتطبيق الـ«1701»..
الأحد 17 تشرين الثاني 2024 - 5:07 ص 258 محلية |
حزب الله يعلن استهداف قواعد بحيفا.. وإسرائيل تؤكد سقوط جرحى..
مقتل 6 وإصابة 11 في غارة إسرائيلية على قرية الخريبة في بعلبك
العربية نت– وكالات.. أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، أن حزب الله شن "هجوماً صاروخياً كبيراً" على مدينة حيفا (شمال غرب)، ما أسفر عن إصابة شخصين وتضرر كنيس. وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل إلى إطلاق "نحو عشرة مقذوفات" على خليج حيفا، تم اعتراض بعضها. وقال متحدث باسم خدمة الإسعاف الإسرائيلية في بيان، إن فرقها في حيفا لم ترصد سقوط "أي ضحية" جراء شظايا صواريخ، لكن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح "طفيفة" أثناء مسارعتهم إلى الملاجئ للاحتماء. من جهته، أكد حزب الله اللبناني أنه أطلق، مساء السبت، عددا من "الصواريخ النوعية" على قواعد عسكرية في مدينة حيفا وفي جوارها. وعدد الحزب في بيان خمس قواعد استهدفها في حيفا والكرمل هي "قاعدة حيفا التقنية وقاعدة حيفا البحرية وقاعدة ستيلا ماريس وقاعدة طيرة الكرمل.. وللمرة الأولى قاعدة نيشر". هذا وأعلن حزب الله، مساء السبت، أنه استهدف دبابة إسرائيلية توغلت داخل الأراضي اللبنانية وكانت على بعد بضعة كيلومترات من الحدود، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية برية منذ نهاية أيلول/سبتمبر. وقال حزب الله في بيان إن مقاتليه استهدفوا "دبابة ميركافا عند الأطراف الشرقية لبلدة شمع بصاروخ موجّه، ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح". من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن حزب الله اللبناني أطلق نحو "80 مقذوفا" من لبنان باتجاه إسرائيل السبت. في سياق آخر، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن ستة أشخاص قتلوا، السبت، بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 11 آخرون في غارة إسرائيلية على قرية الخريبة في بعلبك اللبنانية. وأضافت أن من بين المصابين "خمسة أطفال، اثنان منهم بحالة خطرة". وتابعت أن غارات في وقت سابق من السبت أسفرت عن مقتل مسعفين اثنين في جنوب لبنان، أحدهما في برج رحال والآخر في كفرتبنيت، وإصابة أربعة آخرين من موظفي الإنقاذ، ولا يزال اثنان في عداد المفقودين. كما استهدفت ضربات جوية إسرائيلية أنحاء من الضاحية الجنوبية لبيروت لليوم الخامس على التوالي. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن الهجمات استهدفت مواقع بنية تحتية لحزب الله، منها منشأة لتخزين الأسلحة ومركز للقيادة. هذا وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل جندي خلال اشتباك في جنوب لبنان. كما أعلن الجيش الإسرائيلي شن هجمات على منشآت عسكرية لحزب الله في مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان. وقال المكتب الصحفي للجيش في بيان "شن سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الضربات على مراكز للقيادة ومستودعات للأسلحة ومنشآت البنية التحتية" لحزب الله في صور. وشنت إسرائيل هجومها البري والجوي على حزب الله في أواخر سبتمبر/أيلول بعد نحو عام من اندلاع أعمال قتالية عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة. ووجهت الحملة الإسرائيلية ضربات قوية لحزب الله، كما أجبرت ما يربو على مليون لبناني على النزوح لتتفجر أزمة إنسانية. وتقول وزارة الصحة اللبنانية إن الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 قتلت ما لا يقل عن 3452 شخصاً حتى يوم الجمعة، معظمهم منذ أواخر سبتمبر/أيلول.
«لعم» لبنانية لمقترح الـ 13 بنداً في الـ48 ساعة المقبلة
ورقة «وقف النار» تحرق «الأخضر واليابس» في لبنان
الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |
- إصرارٌ على تفتيش فريق الحماية لـ لاريجاني في مطار بيروت... وجنبلاط رَفَضَ استقباله
- غارات «على مد النظر» وضحايا في كل مكان... كأن الحرب بدأت للتو أم أنها فظائع الطلقة الأخيرة
- الجولة الأكثر تَوَحُّشاً في الحرب الطاحنة... سيدة البحار «صريعة» والضاحية مستودع ركام
- مخاوف من ان يكون المقترح المتداول مجرد مسودة لمشروع حل يحتاج إلى الكثير من «الكيّ بالنار»
- سيناريو غزة التفاوضي يتكرر في بيروت... إسرائيل شاركت في صياغة المقترح وتنتظر الإرتداد عليه
- الرد اللبناني على مشروع وقف النار... اسئلة لا أجوبة تفادياً لتحميل بيروت «وزر» سقوطه
- «حق الدفاع عن النفس للطرفين» و«لجنة مراقبة الـ 1701» لغمان اندسّا في مقترح وقف النار!
- تفاهم مكتوم لا مكتوب بين واشنطن وتل أبيب على حرية الحركة لإسرائيل في لبنان على غرار الإتفاق المشابه بين روسيا وإسرائيل في... سورية؟
... «احتراقٌ مبكّرٌ» لمقترَحِ وَقْفِ النار الذي تبلّغه لبنان عبر الولايات المتحدة، أو تثبيتٌ لـ «قواعدِ اشتباكٍ» ستَحْكُمُ مرحلةً هي الأخطر من «التفاوض تحت النار» حتى حصول «الاختراق المتأخّر»، قليلاً وربما لِما بعد 20 يناير الأميركي... هكذا بدا المشهدُ أمس في لبنان مع سُحُبِ الدخان الأسود التي لفّتْ البلادَ من الجنوب والبقاع إلى ضاحية بيروت الجنوبية بزنارٍ من غاراتٍ ومواجهاتٍ ضاريةٍ في الميدان وكأن الحربَ بدأت للتوّ أو أنها على مشارف نهاياتٍ لن تطلّ إلا بعد أن تخرج أبشع الفظائع من «صندوقة باندورا» التي فُتحت بالكامل قبل شهرين بالتمام والكمال. وفي الوقت الذي انشدّت العيون إلى الردّ الذي يعدّه لبنان الرسمي - ومن «خَلْفِ الستارة» إيران عبر «حزب الله» - على المسودة التي حملتْها السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون إلى رئيس البرلمان نبيه بري لاتفاق وقف نار من 13 بنداً، وسط تقديراتٍ بأن يكون الجواب جاهزاً خلال الساعات الـ 48 المقبلة وبلغةِ «لعم» في كل نقطة – لغم تفادياً للظهور في موقع مَن «ضَغَطَ على زرّ» تفجير الحلّ، إذا كان هذا هدف بنيامين نتنياهو، فإن «القلبَ» كان على مناطق ومدن تُحرَق وتُدمّر وضحايا يَسقطون في كل مكان، في جولةٍ يُخشى أنها الأكثر وحشيةِ من الحرب الطاحنة في الميدان كما الأكثر شراسة في مفاوضاتٍ مرشّحة لفصولٍ من الأخذ والردّ... فوق الجمر. ... من مدينة صور ومحيطها التي احتجبَ كل تاريخها ومعالمها التراثية والسياحية وراء جدارٍ من دخان غاراتٍ مكثّفة وبعضها مُتزامِن و«متعدد الرأس» (عدد الصواريخ) قَسَتْ على «سيدة البحار»، بالتوازي مع تعميق الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في نطاقٍ غير بعيد عنها من ضمن مرحلةٍ جديدةٍ من «اختراقاتٍ» ومحاولات توغّلٍ بهدف «المحاصَرة» (لوحدات حزب الله) أو «الضرب والخروج» وليس بالضرورة أن تشمل هذه المرة كل الحدود الجنوبية (من الناقورة إلى شبعا)، إلى الضاحية الجنوبية التي انهمرتْ عليها الغارات التدميرية من ساعات الصباح الأولى مع تركيزٍ مستجدّ على منطقة الشياح أيضاً، مروراً بالبقاع خصوصاً بعلبك التي مازالت في عين الاعتداءات الدموية وليس آخرها في بلدة الخريبة (سقط ما لا يقل عن 5 أطفال في إحدى الغارات)... شريطٌ مُرْعِبٌ من استهدافاتٍ هي الأعتى في موجات التصعيد الذي يُخشى هذه المرة أن يكون تمهيداً لـ «تسونامي» يسبق الحلّ الآتي ولو بعد حين. وفيما كانت الشاشاتُ لا تتسع لمشاهد الدمار الذي «يمتطي» طائراتٍ تضرب بلا هوادة، ولا لـ «عواجل» إنذاراتِ الإخلاء المتوالية لعشرات القرى في الجنوب والأبنية في صور، وصولاً إلى الضاحية الجنوبية وأطرافها، أبدت أوساط واسعة الاطلاع قلقها البالغ من المناخات التي عوض أن تكون متحفّزة لردِّ لبنان وإسرائيل على مقترح الحلّ وكيفية سدّ الفجوات، إذ بها تتمحور حول محاولاتٍ لتقديم التحفّظات حول المسودة وبعض بنودها «التي لا تمرّ» في شكل «ينفض اليد» من المسؤولية عما سيأتي بعد انقشاع أن المقترح لا حظوظ له كما هو، وأن تدوير زواياه يحتاج لمزيدّ من «الكيّ بالنار». وفي حين استغربت الأوساط الجو الذي أشاع أن ثمة انتظاراً لجواب إسرائيل على المقترح، في الوقت الذي يُفترض أنها صاغت مع الولايات المتحدة المسودّة، وإلا ما سرّ كل الكلام عن اتفاقٍ مع واشنطن على صيغةٍ إبان محادثات رون ديرمر فيها، أعربت عن الخشية من أن يكون «سيناريو غزة» التفاوضي يتكرر مع لبنان بحيث يطرح الأميركيون صيغةً هي «وليدة» تفاهُم مزعوم مع تل أبيب ليرتدّ عليها بنيامين نتنياهو أو تَسبقه «حماس» إلى حيث يريد أن ترفضها، فتتجدّد «فترة السماح» في الميدان.
«الكمائن»
من هنا، ترى هذه الأوساط أن مقترحَ الحلّ الذي ظهّر بري نقطتين رئيسيتين تحتاجان لنقاشٍ وإعادة نظر فيه، ليس جاهزاً بعد لعبور سريع من نفق المناورات وبالونات الاختبار وربما «الكمائن» التي أشيع أن لبنان الرسمي «تَحَسَّب» لها وسيقوم بتقديم جوابه في شكلٍ «لا يقفل الباب» على الحلّ بمقدار ما يفتح على أسئلة «مشروعة» حول «ما بين السطور» وربما العبارات المتروكة لـ «ملء فراغاتٍ» حمّالة أوجه. وفي هذا الإطار ترى الأوساط نفسها أن تشكيل لجنة لمراقبة تنفيذ القرار 1701 التي وردتْ في المسودة ولا يسير بها لبنان والتي أفيد أنها يُراد أن تكون مولجة الإيعاز بالتدخل، عبر الجيش اللبناني المنتشر جنوب الليطاني بمؤازرة قوة «اليونيفيل» للتصدي لأي خرق أو معالجة أي شكوى و«إزالتها»، ليست مسألة تفصيلية، وأن ثمة فارقاً بين مثل هذه اللجنة وبين تلك الثلاثية التي تتولّى منذ 2006 الاجتماع دورياً في الناقورة لمناقشة الخروق للخط الأزرق والـ 1701، والتي لم يمانع بري توسيعها لتضمّ الولايات المتحدة وفرنسا ولكن «تحت المظلة» نفسها وإن مع إمكان أن تتخذ شكل مجموعة مراقبة تطبيق تفاهم أبريل 1996 (ضمّت حينها أيضاً سورية مع لبنان وإسرائيل وأميركا وفرنسا). وبحسب الأوساط فإن لجنة الناقورة تضم ضباط ارتباط وهي أقرب إلى «صندوق شكاوى» تتولى معالجتها بالاتصالات، في حين أن اللجنة المطروحة لتكون «قائمة في ذاتها» (ويُقترح ضم ألمانيا وبريطانيا إليها وهو ما يرفضه بري مفوضاً من حزب الله)، فيتعيّن أن يكون لها إشراف على تنفيذ الـ 1701 بكل مندرجاته أي ليس فقط رقابة بل أن تنشأ مع آليات تنفيذية واضحة لمعالجة الشكاوى «من جذورها»، وإن بقي التنفيذ على عاتق الجيش اللبناني و«اليونيفيل» التي لا يسير لبنان أيضاً بتغيير طبيعة مهمتها وتوسيع صلاحياتها، رغم إسقاط طروحات قوة متعددة الجنسية لضمان تطبيق القرار 1701. كما لا تقلل الأوساط مما يمكن أن يكون «مندساً» بين سطور عبارة «حق الدفاع عن النفس للطرفين إذا لزم الأمر» الواردة في المقترح، وسط خشية من أنها «تحايُل» على شرط «حرية الحركة والتصرف» لإسرائيل في لبنان للتصدي لأي تهديد وشيك أو في طور التشكُّل والذي جزم بري أنه غير وارد في المقترح، الأمر الذي يستوجب «استفساراتٍ» دقيقة جداً من بيروت في الردّ المنتظَر. وترى هذه الأوساط أنه في ضوء سؤالِ رئيس البرلمان السفيرة الأميركية عما إذا كان هناك أي ملحق أو اتفاق جانبي بين واشنطن وتل أبيب يتضمّن «حق حربة الحركة والتصرف» لإسرائيل كما كان سُرب سابقاً، وهو ما نفته جونسون، فإن الانطباع يزداد في أن هذه النقطة تحديداً ستسلك، عندما يحين موعد الحل، مسار تفاهم ضمني وربما شفوي غير معلَن أميركي – إسرائيلي، على غرار التفاهم المكتوم بين تل أبيب وموسكو حول حرية تدخل الأولى في سورية ضد كل ما تعتبره خطراً على أمنها القومي ولا سيما شحنات الأسلحة لحزب الله أو أي بنية تحتية لصناعة الصواريخ أو تطويرها أو تخزينها. وتذّكر الأوساط بأن إسرائيل لم تضرب مرة وحدات لحزب الله معنية بالقتال إلى جانب النظام السوري في حربه الداخلية، ولكنها لم توافر الحزب ولا إيران في غاراتٍ مازالت مستمرة ضد ما تراه تل أبيب تهديداً وشيكاً أو أبعد مدى لها، من دون إغفال أن دخول روسيا على خط وقف حرب لبنان الثالثة مازال مطروحاً كـ «ضامن» لمنْع إعادة تسليح حزب الله عبر الحدود مع سورية، وإن كان هذا الأمر يحتاج انتظار ما بعد تسلُّم دونالد ترامب مفاتيح البيت الأبيض وإمكان تشابُكه مع ملفات أخرى عالقة دولياً مع موسكو.
لاريجاني وميقاتي
وليس روسيا وحدها في انتظار ترامب، بل إيران ايضاً التي تم التعاطي مع مواقف علي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الأعلى السيد علي خامنئي من بيروت على أنها في إطار إبعاد أي شبهة عن بلاده في «نسف» مقترح الحل الأميركي، والذي يبارك مساره الرئيس الأميركي المنتخَب، وفي الوقت نفسه رسالة ضمنية لترامب بأن طهران التي جمعت أوراق قوتها و«فعّلتها» في مختلف الساحات تتحفّظ في استخدامها ريثما يقوم الرئيس الجمهوري بالخطوة الأولى تجاهها ويتبيّن كيف ستكون، وهل بنسخة 2017 – 2021 الأكثر تشدداً. وكان لاريجاني، الذي لم يكتم ابتساماته خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «متجهّماً»، أكد أنّ إيران تدعم أيّ قرار تتخذه الحكومة ولا سيما القرار 1701، و«الهدف الاساس والرئيس لزيارتنا أن نقول بملء فمنا نحن سنقف إلى جانب جمهورية لبنان حكومة وشعباً وفي كافة الظروف»، كاشفاً أنه اطّلع على المسوّدة التي تسلّمها لبنان، وقال إن فيها بنوداً إيجابية، ولكنّ القرار في النهاية يعود إلى الفرقاء اللبنانيين. كما أشار إلى أن إيران ستظل إلى جانب المقاومة. وفيما حرص ميقاتي خلال استقبال لاريجاني على توجيه رسائل جديدة لإيران طالبها فيها بـ «عدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى أي فريق من اللبنانيين وتكون لصالح فريق على حساب الآخَر»، مؤكداً «أن الحكومة اللبنانية تعطي الأولوية لوقف العدوان الإسرائيلي، والتوصل إلى وقف النار وتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، من دون أي تعديلات أو تفسيرات مغايرة لمضمون القرار ومندرجاته»، لم يكن عابراً حصول إشكال مع وصول لاريجاني إلى مطار بيروت بعدما رفض فريق الحماية الأمني التابع للسفارة الإيرانية والذي حضر لمرافقته خضوعه للتفتيش ليصرّ رئيس جهاز أمن المطار على العكس ويصدر قراراً بقفل بوابات صالون الشرف ومنع عناصر المرافقة من الدخول إلا بعد أن يخضعوا للتفتيش وفق الترتيبات الأمنية الأخيرة التي اتُخذت بعد قرار مجلس الوزراء تسليم أمن المطار بالكامل للجيش وهو ما حصل.
جنبلاط يرفض
ولم يقلّ دلالة رفْض الزعيم الدرزي وليد جنبلاط استقبال لاريجاني. وأكدت صحيفة «الأنباء» الإلكترونية التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي، أنها «المرة الثانية التي يرفض فيها جنبلاط لقاء مسؤولين إيرانيين بعدما كان أعلن بنفسه رفضه دعوة للقاء مسؤول إيراني رفيع المستوى في السفارة الإيرانية»...
رئيس الأركان الإسرائيلي: سنواصل شنّ ضربات في العمق اللبناني
الجريدة....قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن تل أبيب ستواصل القتال وشن ضربات في العمق اللبناني وضرب حزب الله بشكل قاسٍ جداً. وأضاف هاليفي، في جولة ميدانية في منطقة كفركلا جنوب لبنان «حزب الله يدفع ثمناً باهظاً، سلسلة القيادة لديه انهارت، هناك العديد من القتلى في صفوف عناصره، والبنية التحتية لديه مدمرة». وأضاف «ما دام هذا التنظيم يواصل إطلاق النار، فنحن سنواصل القتال والمضي قدمًا إلى الأمام وتنفيذ الخطط وشن ضربات في العمق اللبناني، وضرب حزب الله بشكل قاسٍ جداً، سنتوقف فقط عندما نعلم أننا نُعيد السكان بأمان»....
إسرائيل تضغط على المفاوضات مع لبنان بتوغلها في «الصف الثاني» وقصف صور
الجريدة....استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية كثيفة ضاحية بيروت الجنوبية، أمس، فيما خاض مقاتلو حزب الله معارك عنيفة مع القوات الإسرائيلية البرية على عدة محاور في جنوب لبنان، بعد أن توغل الجنود الإسرائيليون إلى بلدة شمع في القطاع الغربي للحدود المحاذي للساحل، بين مدينتي صور والناقورة، في عمق 6 كيلومترات، مما يعني أن إسرائيل بدأت بتنفيذ المرحلة الثانية من عملياتها البرية التي تقوم على استهداف الخط الثاني من القرى الحدودية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأنّ غارات الجديدة استهدفت الشياح وبئر العبد وبرج البراجنة في الضاحية بعد إصدار الجيش الإسرائيلي تعليمات بإخلاء عدة مبان. كما شن الجيش الإسرائيلي أكثر من 10 غارات على مدينة صور الجنوبية. من جهته، تحدث تلفزيون «المنار» الناطق بلسان جماعة «حزب الله» اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي جدد توغله باتجاه أطراف بلدة شمع في جنوب لبنان. وقال إن ذلك جرى تحت غطاء ناري واسع على بلدة شمع المتصلة ببلدة طيرحرفا. ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، السبت، تدور اشتباكات عنيفة إثر محاولة إسرائيلية للتسلل مجدداً إلى الأراضي اللبنانية عبر بلدات جنوبية. وأفادت الوكالة بأن «العدو يحاول التسلل مجدداً إلى الأراضي اللبنانية عبر بلدة الضهيرة ومحور طيرحرفا والجبين، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي». وأشارت الوكالة إلى أن «البلدات المذكورة تتعرض لقصف معاد». وقالت الوكالة: «جدد جنود العدو توغلهم في اتجاه أطراف بلدة شمع المتصلة ببلدة طيرحرفا، وهي منطقة غير مرئية للقرى المقابلة، تحت غطاء ناري واسع». وفي جنوب لبنان، شنت إسرائيل غارات، خلال ليل الجمعة ـ السبت وفجر أمس، استهدفت قرى عدة، لا سيما في منطقة بنت جبيل، وفق الوكالة اللبنانية. ووجّه المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تهديداً جديداً إلى «سكان جنوب لبنان في القرى التّالية: كفر حمام، كفر شوبا، برج الملوك، الخيام، بلاط، دبين، أرنون، يحمر، دير سريان، الطيبة، قصبية، مزرعة كوثرية الرز، الحميري، مطرية الشومر، وكفر تبنين»، قائلاً: «عليكم إخلاء منازلكم فوراً، والانتقال إلى شمال نهر الأوّلي». من ناحيته، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية وأصاب مبنى بشكل مباشر في نهاريا بعد أن صعّد استهدافاته في الأيام الماضية. يأتي التصعيد، فيما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أن حظوظ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل تتجاوز 50 في المئة، بعد تسلمه مسودة اتفاق أميركية أفادت التقارير بأنها مكونة من 13 بنداً يدعو أحدها إلى «حق الدفاع عن النفس للطرفين»، وهو ما اعتبره البعض إشارة إلى حق إسرائيل في العمل العسكري داخل لبنان في حال تعرضت لأي هجوم من حزب الله.
إسرائيل تجدد محاولات التوغل في جنوب لبنان بعد فشل الاختراق بالقطاع الغربي
تضغط على المفاوض اللبناني بقصف مدينة صور والضاحية الجنوبية
بيروت: «الشرق الأوسط».. جدد الجيش الإسرائيلي، السبت، هجومه على القطاع الغربي في جنوب لبنان، في محاولة لتحقيق اختراق فشل في تحقيقه يومي الخميس والجمعة، وكثف غاراته الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى مدينة صور الجنوبية التي تعد معقلاً لـ«حركة أمل» التي يترأسها رئيس البرلمان نبيه بري، في ظل مفاوضات يتولاها لوقف إطلاق النار. وقال النائب سيمون أبي رميا، بعد لقائه بري، السبت، إن هناك «اقتراحاً جدياً لوقف إطلاق النار برعاية أميركية ومواكبة أوروبية وبالتحديد فرنسية». وأضاف: «انطلاقاً من المعطيات، نستطيع القول اليوم إن هناك تقدماً، لكن الأمور لم تحسم حتى هذه اللحظة بانتظار المفاوضات التفصيلية حول آليات تطبيق الاقتراح الذي قدم إلى لبنان، وبانتظار الملاحظات التي ستأتي من الأطراف المعنية».
اختراقات برية
وبموازاة المفاوضات، تضغط إسرائيل برياً في محاولة لتحقيق اختراق في قرى الخط الثاني على الحدود، وهو ما فشلت فيه خلال اليومين الماضيين، حين تصدى لها مقاتلو «حزب الله» على محور شمع، ما اضطرها للانسحاب ليل الجمعة. وجدد الجيش محاولات التوغل باتجاه المنطقة نفسها السبت، حيث أفيد عن «قتال عنيف جداً في شمع»، وتجدد الاشتباكات على محور بلدات شمع - طيرحرفا – الجبين، وهي البلدات التي تحاول فيها إسرائيل التوغل. وتحدث إعلام «حزب الله» عن تجدد محاولات التوغل «تحت غطاء ناري واسع»، وذلك «باتجاه أطراف بلدة شمع المتصلة ببلدة طيرحرفا، وهي منطقة غير مرئية للقرى المقابلة»، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف منطقة «حامول»، والأطراف الغربية لبلدة طيرحرفا وعلما الشعب. ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، السبت، دارت اشتباكات عنيفة إثر محاولة إسرائيلية للتسلل مجدداً إلى الأراضي اللبنانية عبر بلدات جنوبية. وأفادت الوكالة بأن «العدو يحاول التسلل مجدداً إلى الأراضي اللبنانية عبر بلدة الضهيرة ومحور طيرحرفا والجبين، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي». وأشارت الوكالة إلى أن «البلدات المذكورة تتعرض لقصف معاد». وقالت الوكالة: «جدد جنود العدو توغلهم في اتجاه أطراف بلدة شمع المتصلة ببلدة طيرحرفا، وهي منطقة غير مرئية للقرى المقابلة، تحت غطاء ناري واسع». وتزامن تلك المحاولات مع غارات للطيران الحربي استهدفت بلدات مجدل زون والحي الغربي في طيرحرفا، والمنصوري وياطر والجبين، وهي مناطق ملاصقة لمحور الهجوم، إضافة الى قصف فوسفوري طال مجدلزون والناقورة والجبين.
تشتيت التجمعات
وفي المقابل، كثف «حزب الله» وتيرة القصف التي استهدفت البلدات والمستعمرات والمدن الواقعة على الساحل في الجليل الغربي، ومن ضمنها قواعد عسكرية بحرية تصل إلى عكا وحيفا، في محاولة لامتصاص زخم الهجوم، وتشتيت القوة المهاجمة التي لم تستخدم الدبابات بشكل مكثف حتى الآن، حسبما تقول مصادر في الجنوب. وأعلن الحزب في بيانات متعاقبة عن أن مقاتليه أطلقوا هجوماً جوّياً بسربٍ من المسيّرات الانقضاضيّة على مقر وحدة المهام البحريّة الخاصة «الشييطت 13» في قاعدة عتليت، جنوب مدينة حيفا، كما استهدفوا قاعدة «ستيلا ماريس» البحريّة (قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي) تبعد عن الحدود اللبنانيّة 35 كلم، شمال غربي حيفا، بصليةٍ صاروخيّة، فضلاً عن استهداف قاعدة «شراغا» (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمال مدينة عكا، بصليةٍ صاروخية.
القطاع الأوسط
وتزامنت تلك الوقائع، مع محاولات توغل إسرائيلية من القطاع الأوسط، حيث أفادت وسائل إعلام لبنانية بـ«قتال عنيف بجميع أنواع الأسلحة في مارون الراس»، متحدثة عن «أصوات انفجارات ورشقات نارية» في المنطقة، فيما أعلن الحزب عن استهداف مقر قيادة كتيبة المشاة التابعة للواء الشرقي 769 في ثكنة راميم، وعن استهداف تجمعات في المستوطنات والمواقع الشرقية في أفيفيم ويرؤون والمنارة، إلى جانب تجمعات في الأراضي اللبنانية على الحافة الحدودية في مارون الراس ومركبا. وتوسع القصف الجوي إلى بنت جبيل والقرى المحيطة، كما إلى قرى في العمق، فيما تكثف على مدينة صور، وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأن غارة إسرائيلية استهدفت حيّاً في وسط مدينة صور، يقع قرب منطقة تضم مواقع أثرية، وقالت الوكالة إنّ الغارة «استهدفت حي الآثار؛ ما أدى إلى تدمير مبنيين وتضرّر مجموعة أبنية». كما استهدفت غارات إسرائيلية جديدة ضاحية بيروت الجنوبية، السبت، بعد إصدار الجيش الإسرائيلي تعليمات بإخلاء أحد أحيائها، وتكررت أوامر الإخلاء ثلاث مرات خلال ساعات النهار.
الضحايا
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في التقرير اليومي لحصيلة العدوان الإسرائيلي على لبنان، أن الغارات الإسرائيلية أمس الجمعة أسفرت عن 7 قتلى و 65 جريحا، وبلغت الحصيلة الإجمالية لعدد القتلى والجرحى منذ بدء العدوان حتى يوم أمس 3452 قتيلا و 14664 جريحاً.
مقتل 6 أشخاص في بعلبك وغارة إسرائيلية «عنيفة» على الضاحية الجنوبية
بيروت: «الشرق الأوسط».. أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، مساء السبت، بأن غارة إسرائيلية وصفتها بأنها «عنيفة جداً»، استهدفت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تتعرض منذ الصباح لغارات متتالية. وقالت الوكالة إن «الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة عنيفة جداً على حارة حريك»، فيما نقل مصور فيديو يعمل لصالح «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن الضاحية الجنوبية تعرضت لثلاث ضربات متتالية. في سياق متصل، أفادت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان نقلته وكالة «رويترز»، بأن ستة أشخاص قتلوا بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 11 آخرون في غارة إسرائيلية على قرية الخريبة في بعلبك اللبنانية شرقي لبنان. في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فتح «حزب الله» جبهة عبر الحدود إسناداً لحركة «حماس» في قطاع غزة. وبعد عام، كثفت الدولة العبرية بدءاً من 23 سبتمبر (أيلول) غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية «محدودة».
لاريجاني صوّب الموقف الإيراني بتأييده موقف لبنان بتطبيق الـ«1701»
حضر لتبديد التساؤلات بترك «حزب الله» وحيداً في المواجهة
الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. الجديد في زيارة مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت يكمن في أنه توخّى من لقاءاته إعادة تصويب الموقف الإيراني الذي عبّر عنه وزير الخارجية عباس عراقجي، ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، في زيارتيهما الأخيرتين، وأحدث ردود فعل سلبية، عبّر عنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وقيادات في المعارضة؛ كانت وراء اضطرار قاليباف إلى توضيح ما قصده بقوله إن بلاده تتفاوض مع فرنسا لتطبيق القرار الدولي «1701».
رسالة إيرانية إلى الداخل اللبناني
فالموفد الإيراني حضر خصوصاً إلى بيروت لاستيعاب ردود الفعل وسحبها من التداول، وبادر إلى إطلاق مجموعة من المواقف، رغبة منه في تمرير رسالة إيرانية إلى الداخل اللبناني، ومن خلاله إلى المجتمع الدولي، بتأكيده، وللمرة الأولى بلا أي مواربة، أن طهران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة و«المقاومة» لتطبيق القرار «1701»، وتؤيّد انتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون. وحرص لاريجاني، في معرض إعادة تصويبه الموقف الإيراني حيال الوضع السائد في لبنان، في ضوء تصاعد وتيرة الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل، على تجنّب أي ذكر لربط جبهة الجنوب بغزة و«وحدة الساحات»، بخلاف ما شدّد عليه عراقجي وقاليباف في هذا الخصوص؛ لأنه لا مصلحة لإيران بالدخول في اشتباك سياسي مع غالبية القوى السياسية اللبنانية التي تعدّ أن الربط بين الجبهتين لم يعد قائماً وأصبح من الماضي، ولا يمكن صرفه سياسياً في ظل تفرّد الحزب في إسناده لغزة من دون أن يلقى الدعم المطلوب من «محور الممانعة»، مع خروج النظام السوري منه فعلاً لا قولاً.
حرص على تأييد موقف الحكومة
كما حرص لاريجاني على تأكيد وقوف إيران خلف الحكومة في مفاوضاتها لتطبيق الـ«1701» لقطع الطريق على اتهامها بأنها تسبّبت بتعطيل تنفيذه للتوصل لوقف النار، بدلاً من تحميل المسؤولية لإسرائيل التي تضع شروطاً يستحيل على لبنان الأخذ بها. وبكلام آخر، فإن إيران، بلسان لاريجاني، سعت لاستيعاب التوتر الذي سيطر على علاقتها بميقاتي، على خلفية اعتراضه الشديد على ما سمعه من عراقجي وقاليباف، خصوصاً بالنسبة إلى إصرارهما على الربط بين جبهتي الجنوب وغزة؛ مما يؤدي إلى تعطيل الجهود للتوصل لوقف النار ونشر الجيش في الجنوب تمهيداً لتطبيق الـ«1701»، وبالتالي فإنها بتصحيحها لموقفها أرادت إعلام الولايات المتحدة الأميركية، ولو بطريقة غير مباشرة، استعدادها للانخراط في المساعي الدولية لإنهاء الحرب في لبنان.
لقاء مع ممثلي «محور الممانعة»
وفي هذا السياق، التقى لاريجاني، بالإضافة إلى رئيسي البرلمان نبيه بري، والحكومة نجيب ميقاتي، ممثلين عن «محور الممانعة»، بشقَيه اللبناني والفلسطيني، في حين اعتذر نواب «اللقاء الديمقراطي» عن عدم الحضور، انسجاماً مع قرار جنبلاط الأب بمقاطعة لقاءات الموفدين الإيرانيين إلى لبنان؛ احتجاجاً على استخدام إيران الورقة اللبنانية لتوظيفها في مفاوضاتها مع واشنطن. لذلك، شملت لقاءات لاريجاني أهل البيت من المنتمين إلى «محور الممانعة»، وتوخى من خلالها -كما علمت «الشرق الأوسط»- طمأنة «حزب الله» بأن إيران تواصل دعمها له، ولم تتركه وحيداً في المواجهة، وذلك رداً على التساؤلات التي أخذت تتفاعل داخل حاضنته الشعبية، وتدور حول الأسباب الكامنة وراء عدم مبادرتها لمناصرة حليفها الأول على امتداد المنطقة العربية في تصديه للعدوان الإسرائيلي، خصوصاً أنها كادت تخرج عن السيطرة وتظهر للعلن مع دعوة طهران إلى عدم توسعة الحرب الدائرة في لبنان لتشمل الإقليم، وكأنها تستخدم، من وجهة نظر المعارضة، الورقة اللبنانية لتحسين شروطها في مفاوضاتها غير المباشرة مع واشنطن التي لم تنقطع، وهي تترقّب مدى استعداد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإعادة تحريكها.
مساعدة النازحين وإعادة الإعمار
فإيران -حسب المصادر السياسية- تصر على تثبيت حضورها في الساحة اللبنانية، لتأكيد شراكتها في الجهود الرامية للتوصل لوقف النار، وهي أعادت صياغة موقفها بما يتناسب والتوجه اللبناني الرسمي لإنهاء الحرب بتطبيق القرار «1701»، لعلها تتمكّن من الدخول في مصالحة مع المجتمع الدولي على قاعدة التعاون معه لنزع فتيل التفجير في لبنان. وكشفت عن أن لاريجاني أبلغ ممثلي «الممانعة» أن طهران أعدّت العدة لتقديم المساعدات إلى النازحين في أماكن إيوائهم؛ لكن الحصار البحري والبري والجوي المفروض عليها حال دون إيصالها إلى بيروت، ونقلت عنه استعداد طهران لتكون شريكة في إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي على لبنان، لافتة إلى أنه لم يتطرّق إلى كل ما يمت بصلة إلى المفاوضات الإيرانية - الأميركية، ولا إلى الاستعدادات الإيرانية للرد على استهداف إسرائيل عدداً من المنشآت الإيرانية، مكتفياً بالقول إنها تمكّنت من ترميم ما أحدثه العدوان من دمار. وعليه، فإن لاريجاني، كما تقول المصادر، أراد بالدرجة الأولى من لقائه مع «الممانعة» التوجه بخطاب مباشر إلى جمهور «حزب الله» لطمأنته بأنه لن يُترك وحيداً، وأن لا صحة لكل ما يُشاع بخلاف ذلك. فهل نجح في إيصال رسالته، بالإنابة عن المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى جمهور «المقاومة»؟..
الدفاع المدني اللبناني..ضحية الحرب الإسرائيلية
مديره العام لـ«الشرق الأوسط»: لا مبرر لاستهداف مركز مخصص لإنقاذ الناس ومساعدتهم
الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. تركت المجزرة التي اقترفتها إسرائيل، ليل الخميس، باستهدافها في مدينة بعلبك، شرق لبنان، مركز الدفاع المدني، وهو جهاز رسمي تابع لوزارة الداخلية، والتي ذهب ضحيتها 13 عنصراً على الأقل، علامات استفهام حول خلفية هذا الاستهداف الذي هو الثاني من نوعه بعد غارة طالت مركز دردغيا في قضاء صور، جنوباً، وقد أدى وقتها إلى مقتل 5 عناصر. وإذا كان إصرار الجيش الإسرائيلي، خلال الشهر الماضي، على استهداف المستشفيات والطواقم الطبية كما عمّال الإغاثة وسيارات الإسعاف في جنوب لبنان، خصوصاً في القرى الحدودية، مرتبطاً بسعيه لإنهاء كل مظاهر الحياة والاستمرارية، خصوصاً في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، فإن انتقال هذه العمليات إلى شرق لبنان يثير كثيراً من التساؤلات.
برسم المجتمع الدولي
لا يرى المدير العام للدفاع المدني، العميد ريمون خطار، أي سبب أو مبرر لاستهداف «مركز مخصص لإنقاذ الناس ومساعدتهم»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «استهداف إسرائيل، وللمرة الثانية على التوالي، مراكز الدفاع المدني اللبناني، خلافاً للاتفاقات الدولية، هو برسم المجتمع الدولي والمعنيين بحقوق الإنسان، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق، ولن يزيدنا إلا عزيمة وإصراراً على القيام بالواجب». ومن المرجح أن يرتفع عدد قتلى الدفاع المدني في بعلبك، على أساس أنه لا يزال هناك 4 مفقودين وأشلاء تخضع لفحوص الحمض النووي.
عنف متمادٍ
وأدانت وزارة الصحة العامة ما سمته «الاعتداء الهمجي» على مركز صحي تابع للدولة اللبنانية، علماً أنه الاعتداء الإسرائيلي الثاني على منشأة إسعافية صحية في أقل من ساعتين، وشددت على أن «أدنى واجبات المجتمع الدولي وضعُ حد لهذه الانتهاكات الخطرة التي تهدد القيم الإنسانية بالزوال أمام العنف المتمادي من دون أي رادع». وكان وزير الصحة فراس الأبيض، اتهم، الشهر الماضي، إسرائيل باستهداف الطواقم الطبية «بشكل مباشر وممنهج»، كاشفاً في حينه عن «خروج 13 مستشفى عن العمل، واستشهاد أكثر من 150 شخصاً من العاملين في المجال الصحي، بالإضافة إلى استهداف 100 مركز طبي و130 سيارة إسعاف»، وكل هذه الأرقام ارتفعت منذ حينه. وتتذرع إسرائيل بأن المراكز الطبية وسيارات الإسعاف التي تستهدفها تخفي أسلحة ومسلحين. وظهر أحد عناصر الدفاع المدني في بعلبك في أحد الفيديوهات وهو يبكي زملاءه في المركز، مؤكداً أن كل ما فيه هو خراطيم مياه وعدة إسعاف.
سيناريو غزة في لبنان
ويرى وزير الداخلية السابق مروان شربل أن رسالة إسرائيل من استهداف الدفاع المدني واضحة ومفادها: «من نقتلهم لا يجب نقلهم أو إسعافهم»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ما يحدث في لبنان اليوم هو نفسه ما حدث في غزة، حيث إنه من أصل 53 مستشفى هناك لم يعد يعمل إلا 3 مستشفيات في القطاع». ويضيف شربل: «وعدنا نتنياهو بتحويل لبنان لغزة، وها هو يحوّل مناطق عدة في لبنان لغزة، وهو يدرك أن لديه مهلة حتى آخر السنة؛ لذلك سيعمد لتصعيد إضافي». ويستغرب شربل «الصمت الدولي المريب إزاء ما يحدث».
إعاقة عمليات الإنقاذ
من جهته، يرجح الاختصاصي في إدارة وطب الكوارث الدكتور جبران قرنعوني، أن يكون استهداف مراكز الدفاع المدني يندرج في إطار «إعاقة عمليات الإنقاذ والإسعاف، كما لتوجيه رسالة للدولة اللبنانية على أساس أنه يتم التعرض لمراكز وأجهزة تابعة مباشرة لها». ويشدد قرنعوني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «ما يحدث في هذا المجال خرق للقوانين الدولية ولاتفاقية جنيف التي تفرض على كل الأطراف المسلحة خلال النزاعات والحروب عدم قصف الأجهزة الصحية والطبية وسيارات الإسعاف».
الورقة الأميركية... 13 بنداً بينها «الدفاع عن النفس»
رئيس البرلمان اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: لا حرية حركة لإسرائيل... ولا قوات أطلسية
بيروت: ثائر عباس.. أفادت مصادر دبلوماسية في بيروت «الشرق الأوسط»، أمس، بأن الورقة الأميركية التي تسلمها لبنان والهادفة إلى وقف الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» في الجنوب، مكونة من نحو 13 بنداً، أكثرها جدليةً بندٌ يعطي للطرفين «حق الدفاع عن النفس». ويخشى لبنان تحوُّل هذا البند إلى «حرية الحركة» التي طالبت بها تل أبيب ورفضتها بيروت. ونفى رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن يكون المقترح الأميركي الذي تسلمه لوقف النار، يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول، ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه «لا يمكن أن نقبل بأي مسّ بسيادتنا». كما نفى برّي أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان. وكشف برّي أن المقترح يتضمن نصاً «غير مقبول لبنانياً»، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار «1701»، تضم عدداً من الدول الغربية. ومع توسع المعارك في لبنان حيث تسعى إسرائيل للسيطرة على شاطئ بحري بطول 9 كلم، أغارت إسرائيل مجدداً على حي المزة في دمشق، في حين تحدثت مصادر عن اتباع روسيا سياسة «إدارة التوتر»؛ لمنع انجراف سوريا بالحرب الإقليمية.
«توسعة عملية» لصلاحيات «اليونيفيل» تشمل ملاحقة الأسلحة في جنوب لبنان..
مصادر: رسالة فرنسية بالقدرة على تنفيذ المطالب بعد الحرب
الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. عكس إعلان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، الخميس، عن الرد على مصادر النيران إثر تعرض إحدى دورياتها لإطلاق نار في جنوب لبنان، تحوّلاً في تجربتها منذ 18 عاماً، كونها المرة الأولى التي تقوم فيها بهذا التحرك، وذلك بعد اكتشاف مخزن للذخيرة في قرية جنوبية، مما رفع التقديرات بأن تكون البعثة «وسعت صلاحياتها» من جهة، و«دفعت برسالة سياسية مفادها أنها قادرة على ضبط الوضع في الجنوب بعد الحرب». ويأتي إعلان «اليونيفيل» عن هذه الحادثة، وسط مفاوضات لوقف إطلاق النار، تطالب فيها مسودات الاتفاق بـ«حرية الحركة» للبعثة الدولية بمعزل عن التنسيق مع الجيش اللبناني، علماً بأن هذا البند الذي لطالما ضغطت الولايات المتحدة وإسرائيل لتعديله في قرارات التمديد لها، لاقى معارضة، قبل أن يُدرج في قرار التجديد عام 2022، ثم يُعدل لاحقاً بقراري التجديد في 2023 و2024، وأرفق بعبارة «بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية».
أول استجابة
وعلى مدار 18 عاماً، تعرضت «اليونيفيل» لعدد من الاعتداءات على أيدي مواطنين لبنانيين في الجنوب بذريعة التصوير بمواقع في صور، أو الدخول في بلدات من دون مرافقة الجيش اللبناني لها. ونادراً ما أطلق جنودها النيران باتجاه المهاجمين، وكانت تنتظر دوريات الجيش اللبناني لإجلائها من مواقع الهجمات عليها. وكان لافتاً مساء الخميس، إعلانها عن أن دورية تابعة لها تبادلت إطلاق النار مع مجهولين في جنوب لبنان، بعدما تعرضت لإطلاق نار بعد اكتشافها مخزناً للذخيرة. وأوضحت القوة في بيان أن الدورية اكتشفت مخزن الذخيرة قرب الطريق بالقرب من قلاوية، الواقعة جنوب الليطاني، وأبلغت القوات المسلحة اللبنانية، مضيفة أن جنود حفظ السلام توقفوا بعد فترة قصيرة جانباً لإزالة بعض الأنقاض عن الطريق، قبل أن يتعرضوا لإطلاق النار من شخصين أو 3 أطلقوا نحو 30 طلقة باتجاههم. وذكر البيان أن جنود حفظ السلام ردوا بإطلاق النار من آلياتهم ثم تابعوا سيرهم دون إصابة أحد بأذى، كما لم تُسجل أي أضرار في الآليات. وأضافت أنه «من غير الواضح ما إذا كان اكتشاف مخبأ الذخيرة مرتبطاً بشكل مباشر بالهجوم».
رسالة فرنسية
ومع أن «الدفاع عن النفس» هو حق البعثة الدولية بالرد على مصادر النيران، إلا أن التوقيت بالتزامن مع المفاوضات، يضفي بُعداً سياسياً للحدث. وقالت مصادر لبنانية مواكبة لعمل «اليونيفيل» في الجنوب، إن الرسالة السياسية من هذا الإعلان، تفيد بأن القوات الدولية «قادرة على تنفيذ المهام، لجهة الكشف عن الأسلحة، في حال مُنحت غطاء دولياً»، مضيفة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الرسالة «فرنسية كون قواتها مضطلعة بمهام الدوريات»، وتتضمن بُعداً آخر يتمثل في أن القوة الحالية «قادرة على مداهمة مخازن الأسلحة، مما ينفي الحاجة لأي بدائل عن البعثة الدولية القائمة». غير أن تقديرات لبنانية أخرى تنظر إلى الحدث بوصفه انتقائياً، ويرى المنسّق السابق للحكومة اللبنانية مع قوات «اليونيفيل»، العميد المتقاعد منير شحادة، أنه «من الناحية الشكلية، عندما تتعرض (اليونيفيل) لاعتداءات متكررة ومباشرة من إسرائيل، منذ بداية الحرب في لبنان، ومن ضمنها تقصّدها بقصف أبراج المراقبة وقصف المواقع وتوغل دبابات، ولا تردّ، فهذا يعني أنها لم تعد محايدة»، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «من المفترض أن تكون محايدة وعلى مسافة واحدة من الطرفين»، من غير أن ينفي أنه يحق لها استخدام القوة بالدفاع عن النفس في جميع الحالات.
توسعة للصلاحيات
أما من الناحية العملية، فيرى شحادة أنه ما جرى يؤشر إلى تعديل على طريقة العمل، موضحاً أنه «في حال أرادت (اليونيفيل) مصادرة أسلحة، فيفترض بها التنسيق مع الجيش اللبناني، ويجب ألا تذهب إلا بمواكبة الجيش، حسب قرار ولايتها»، مفسراً اكتشاف الذخيرة وإبلاغ الجيش اللبناني حولها بأنها «بدأت تستغل هذه الحرب الدائرة، لتخرج من الروتين والعادات التي كانت سائدة منذ وجودها في الجنوب». ويرى شحادة أن البعثة الدولية «تحاول توسيع صلاحياتها، وتعدّل عملياً طريقة تطبيق القرار 1701»، مضيفاً: «بذلك تكون خرجت عن البروتوكولات المعمول بها، وأجرت تعديلاً في طريقة تطبيق القرار 1701»، مشيراً إلى أن صيغة التجديد الأخيرة للقرار «تنصّ على مداهمة مواقع الأسلحة بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية، التي يفترض أن الجيش يمثلها، وهو ما لم يحصل أخيراً». في المقابل، تقول المصادر المواكبة لعمل «اليونيفيل» في الجنوب، إن الجيش اللبناني «تقلصت حركته منذ بدء التوسعة الإسرائيلية للحرب، وقد تكون البعثة الدولية استغلت هذه النقطة للتصرف»، مشيراً إلى أنها «قالت في البيان إنها أبلغت القوات المسلحة اللبنانية حول مواقع الأسلحة، ولم تقل إنها صادرتها، ما يعني أنها لا تزال ملتزمة بقرار ولايتها، ولو أن ملف استكشاف الأسلحة يفترض أنه من ضمن ولاية الجيش». وسجلت خلال السنوات الماضية، مداهمات للجيش اللبناني بمعية «اليونيفيل» في الجنوب، لمواقع أسلحة، وجرت مصادرتها، حسبما تقول المصادر، لكنها تشير إلى أنها «المرة الأولى التي تستكشف فيها الأسلحة من دون الجيش».