أخبار لبنان..القمة العربية- الاسلامية..دعم مطلق للبنان: وقف النار وتعزيز الجيش وانتخاب الرئيس..وليد جنبلاط: الحرب طويلة وتسريبات التسوية مجرّد شائعات..تايوان تغلق قضية «بيجر حزب الله»..ميقاتي غَمَزَ من قناة إيران: ندعو بلدان الإقليم والعالم لعدم التدخل بشؤون لبنان عبر دعم هذه الفئة أو تلك..لبنان لم يتسلم أي مسودة اتفاق مع إسرائيل..وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي: الحرب مع «حزب الله» لم تنته بعد..الأمم المتحدة: انعدام الأمن الغذائي «يتفاقم» في لبنان والحرب كلفتها 12 مليار دولار..
الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2024 - 2:21 ص محلية |
القمة العربية- الاسلامية..دعم مطلق للبنان: وقف النار وتعزيز الجيش وانتخاب الرئيس..
توسيع العملية البرّية يستهدف جنوبي الليطاني.. وأكثر من 230 صاروخاً على مواقع الإحتلال..
اللواء....من المؤكد ان لبنان، سواء في ما خص الحرب التي تشنها عليه اسرائيل، او ما خص إنهاء الوضع غير الصحي على مستوى اعادة بناء المؤسسات، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية (مع التأكيد ان الشق الداخلي شأن لبناني) حظي باهتمام القمة العربية - الاسلامية غير العادية، التي انهت اعمالها في الرياض امس، وسجلت خطوة مهمة في إطار دعم مطالب لبنان والوقوف الى جانبه، تمثلت باللقاء بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس ميقاتي، حيث جرى البحث في الوضع الراهن بكل عناصره، لا سيما لجهة الحرب الاسرائيلية ضده، وما يترتب لوقف النار ومساعدة النازحين واستعادة سلطة الدولة في الجنوب عبر القرار 1701. وفي بيروت، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من رهان على وقف إطلاق النار اقله في الفترة الراهنة، وهناك اخبار بتم تداولها انما لا تمت إلى الواقعية بصلة. وبالنسبة إلى الموقف الرسمي فعبر عنه سابق لجهة وقف إطلاق النار . وقالت إن بيان القمة الإسلامية العربية كان متوقعا، واشارت إلى أن ألية التنفيذ مرتبطة بأمكانيات محددة. إلى ذلك، لم تتضح الصورة بشأن انعقاد جلسة نيبابية قريية لأقرار بعض المواضيع، وليست هناك من دليل بأنتظار مواقف الكتل والأهم موقف الرئيس نبيه بري.
ميقاتي: التزام لبنان بالقرار 1701
واعلن الرئيس ميقاتي في القمة العربية والاسلامية: التزام الحكومة اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دولياً. وقال رئيس الحكومة: أخاطبكم اليوم من هذا المنبر باسم لبنان، للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الايام. أضاف «يمرُّ لبنان بأزمةٍ تاريخيَّةٍ مصيرية غيرِ مسبوقةٍ تُهَدِّدُ حاضره ومستقبلَهُ، فهو يُعاني من اعتداءٍ إسرائيليٍّ صارخٍ ينتهكُ أبسطَ قواعدِ القانونِ الدوليِّ الإنسانيِّ واتفاقياتِ جنيفَ، التي وُضِعَتْ لحمايةِ المدنيِّينَ في النزاعاتِ المسلَّحة. وهذا الاعتداء يأتي ليضاف الى كمّ من التحديات البنيوية والازمات المتراكمة والملفات الشائكة. وبطبيعة الحال، لا يجوز ولا يمكن أن تستمر اسرائيل في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه، وانتهاك سيادته وتهديد علة وجوده من دون حسيب أو رقيب. هذا الوطن- الرسالة الذي يعتبره الاشقاء والاصدقاء بمثابة حاجة للامن والسلم والامان والاستقرار والازدهار في المنطقة. وتابع: «لقد تسبَّبَ العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان بخسائر انسانية فادحة، فتجاوز عدد الضحايا حتى الآن أكثر من ثلاثة الآف شهيد، والجرحى أكثر من ثلاثة عشر الف شخص. وقد تسبب هذا التصعيد باجبار حوالى مليون ومئتي الف لبنانيٍّ، على النُّزوحِ في غضونِ ساعاتٍ معدودةٍ ممَّا أضافَ عبئًا جديدا على كاهلنا وعلى وضعنا الداخلي المثقل بالازمات المتتالية. وتأتي الآثارُ الاقتصاديَّةُ لهذا التصعيدِ العسكريِّ لتزيدَ من حجمِ المأساةِ، إذ، وفقًا لتقديراتِ البنكِ الدوليِّ الأخيرةِ، قدِّرَت الأضرارُ والخسائرُ المادية لغاية اليوم بثمانية مليار و500 مليون دولار، منها ثلاثة مليارات واربعمئة مليون دولار تشمل تدميرا كليا او جزئيا لمئة ألف مسكن، فيما الخسائر الاقتصادية بلغت خمسة مليارات ومئة مليون دولار وتشمل التربية والصحة والزراعة والبيئة وقطاعات أخرى. باسم جميع اللبنانيين انتهز هذه المناسبة لاوجه كلمة شكر وامتنان لكل الدول التي دعمت لبنان وتدعمه باستمرار، مثنيا على الروابط التي تشُدُّكم دوما إلى لبنان وتشدنا دوما اليكم. ونحن في صدد إنشاء صندوق تمويلي يتغذى من اسهامات الدول الشقيقة والصديقة باشراف ادارة اممية على أن يكون الانفاق لاعادة الاعمار، خاضعا للتدقيق الدولي الموثوق.
بن فرحان: تنسيق مرتفع حول لبنان
وقال وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان: هناك تنسيق عالي المستوى بين الدول العربية والاسلامية حول تطورات الوضع في لبنان، وهناك تواصل على أعلى المستويات لبحث كيفية دعم صمود لبنان ودعم خروج لبنان من الفراغ السياسي، ولكن في النهاية هذا قرار لبناني.
دعم مطلق
وأكد البيان الختامي للقمة على «الدعم المطق للجمهورية اللبنانية وأمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة مواطنيها»، وأدان بشدة العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان»، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار. وشدد على أهمية الإسراع في انتخاب رئيس للبنان ودعم القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها الضامن لوحدته واستقراره. ودعا البيان الختامي الى توسيع جهود اللجنة الوزارية لتشمل مشاركة اسرائيل بأنشطة الامم المتحدة.. والتي تضم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والاتحاد الافريقي.
المفاوضات: غموض
على صعيد المفاوضات التي يكتنفها الغموض على رغم استمرار لضخ الايجابي الاسرائيلي حول «تقدم الاتصالات بين واشنطن وتل ابيب وعواصم اخرى بشأن وقف اطلاق النار» وتحضير مسودات بمقترحات من هنا وهناك، فإن الثابت حسب ما قالت مصادر متابعة لـ «اللواء» ان شيئاً لم يصل الى لبنان لابشكل رسمي ولا بشكل اتصالات مع الجانب اللبناني حول ماهو الجديد في مسودة المقترحات، وكلما يتم تداوله تسريبات للإعلام العبري حول تضمن المسودة طلبات وشروط اسرائيل السابقة بإبعاد قوات المقاومة عن الحدود الى ما وراء نهر الليطاني وضمان عدم دخول السلاح اليه عبر سوريا وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من نقاط تواجدها مقابل الحدود اللنانية مع حقها بالقيام بعمليات في لبنان في حال خرق الاتفاق. وكل هذه شروط وصلت سابقا الى الرئيس نبيه بري وميقاتي وعبرهما الى حزب لله وتم رفض كل هذه الشروط. ومع ذلك لا بد من انتظارما تردد عن زيارة للموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى تل بيب وبيروت، والتي لم يتم تحديد موعدها بعد لمعرفة ما هي المقترحات الجديدة، لاسيما بعدمادخل الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب على خط الاتصالات مع نتنياهو وهوكشتاين وشجع الاخير على المضي في مسعاه لعقد صفقة تنهي الحرب. واعلن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ان لبنان يرفض ما وصله من شروط اسرائيلية لوقف النار.
شنكر يستبعد وقف النار
وقال مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق ديفيد شنكر ان الآلية وراء القرار 1701 نشر 7 الى 10 آلاف جندي في الجنوب والتفكيك الفعال لبنية حزب الله التحتية ومصادرة الاسلحة، مستبعداً التوصل الى وقف النار، لأن اسرائيل لن تسمح لحزب الله بإعادة تجميع نفسه وجزء من العمل على الحدود للتأكد من ان الاسلحة المهربة لن تجد طريقها مرة اخرى الى البلد، وسيطلب من لبنان ان يطبق سيادته على حدوده واراضيه. وقال: لا اعلم من سيخلف هوكشتاين، ربما مسعد بولس، وقد لا يكون هناك مبعوث للبنان بل مساعد وزير ويقوم بالعمل نفسه.
حزب الله ينفي
ونفى المسؤول الاعلامي في حزب الله محمد عفيف ان يكون هناك شيء محدد في ما خص المفاوضات، ولم يصل للمقاومة اية اقتراحات، معتبراً ان «الحديث الحالي عن حراك سياسي سببه صمود ابطال المقاومة في الميدان»، مؤكداً على العلاقة بين الجيش والمقاومة.
توسيع العملية البرية
ونقل عن مصدر اسرائيلي قوله: اذا لم يقبل حزب لله وقف اطلاق النار، فستوسع اسرائىل عملياتها البرية. ودعا تقرير نشرته «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية الى توسيع ما اسمته «المناورة الى نهر الليطاني»، مشيراً الى انه يجب على اسرائيل تأمين المنطقة حتى الليطني، وتعيينها كمنطقة عازلة منزوعة السلاح خالية من السكان المدنيين ومحصنة بحاجز امني اضافي.
الوضع الميداني
ميدانياً، وسع الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على لبنان بعدظهر امس ليشمل غارة من مسيّرة استهدافت منزل المواطن حسين هاشم في بلدة عين يعقوب في عكار تقطنه عائلة سورية نازحة، وذلك بعد تجدد الغارات على قرى وبلدات الجنوب.. وافيد عن ارتقاء نحو 30 شهيداً من المدنيين في الغارة على عين يعقوب، وتناثرت اشلاء الشهداء في المكان.كما أستهدفت مسيرة سيارة في عكار تزامناً مع استهداف المنزل في بلدة عين يعقوب. والبيت المستهدف في عين يعقوب العكارية هو لمسؤول في الحزب القومي السوري سابقا المرحوم احمد الهاشم ويأوي عائلة نازحة من عربصاليم وافيد عن غارة عنيفة شنها الطيران الحربي المعادي في المنطقة الواقعة بين الصرفند والسكسكية.وافيد بان الحصيلة الاولية للغارة التي استهدفت منزلا في السكسكية، بلغت 11 شهيداً معظمهم من الاطفال والنساء. وعملت فرق الانقاذ بظروف صعبة بحثا عن المزيد من المفقودين تحت الركام. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة وعلى دفعتين مستهدفا وسط بلدة انصار في قضاء النبطية.كما أغار على منزل في بلدة ياطر ودمره بالكامل.والقى الجيش الاسرائيلي قنابل عنقودية عند أطراف بلدة فرون. وسجلت غارات على صريفا حيث سقط 3 شهداء، وعلى السماعية والخيام وبرج قلالويه وشقرا والمنصوري وعلى محيط باتولية قرب مخيم الرشيدية في صور وعلى بلدة دبين في قضاء مرجعيون، وعلى النبطية حيث دمر مسجد حي البياض الاثري وعلى حي الراهبات في النبطية، وعلى يحمر الشقيف وارنون وعلى زوطر الغربية. وسجلت غارة عنيفة بين الرمادية وصديقين واطراف شبعا. ومساء شن العدو غارات على بلدات عيتا الجبل، و صديقين، وشقرا وبرج قلاويه وياطر ادت الى ارتقاء 5 شهداء. وقصف معاد استهدف وادي الحجير وكفرشوبا.كما شن قبيل الثامنة غارة على مدينة صور.ثم على حداثا وصديقين. وغارة بثلاث صواريخ على المنصوري وغارة بصاروخين على أطراف الحنية.
الميدان: كثافة عمليات
وفي هذا المجال اعلنت المقاومة في بيانتها تباعاً: انه دفاعًا عن لبنان وشعبه، استهدف مجاهدوها قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المحتلة بصليةٍ صاروخية.و قصفت المقاومة منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا المُحتلّة بصليةٍ صاروخيّة.كما قصفت قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا المحتلة بصليةٍ صاروخية. وقصفت قاعدة عميعاد (مقر قيادة الفيلق الشمالي) جنوب مدينة صفد المحتلة، بِصليةٍ صاروخية كبيرة. وفي إطار التحذير الذي وجّهته المقاومة الإسلامية لعددٍ من مستوطنات الشمال،إستهدف مجاهدوها مستوطنة حتسور هاجليليت. ومستوطنة كتسرين في الجولان، ومستوطنة روش بينا، ومستعمرة ميرون، ومستعمرة يسود هامعلاه ، بصليات صاروخية. وفي إطار سلسلة عمليات خيبر، وردًا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، وبنداء «لبيك يا نصر لله»، شنّت المُقاومة الإسلاميّة هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة رغفيم (قاعدة التدريب الأساسية للواء غولاني) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 65 كلم، جنوب مدينة حيفا المحتلة، وأصابت أهدافها بدقّة. ثم شنت هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة لوجستية للفرقة 146 (شمال بلدة الشيخ دنون) شرقي مدينة نهاريا، وأصابت أهدافها بدقّة. وفي تطور ميداني جديد ومهم في المواجهات الحدودية المباشرة، استهدفت المقاومة الساعة 04:35 من بعد الظهر، منزلاً يتحصّن فيه جنود جيش العدو الإسرائيلي في مرتفع ساري عند الأطراف الشمالية الغربية لبلدة كفركلا، بصاروخ موجّه، وأوقعوهم بين قتيل وجريح. وبعد هذه الضربة تحدثت وسائل إعلام إسرائيليةعن «حدث أمني صعب ضد قوات الجيش الإسرائيلي جنوبي لبنان، والتفاصيل ستُنشر لاحقًا».ولاحقا اعلنت عن وقوع قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي. والى ذلك، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء عن إصابة 26 جنديًا إسرائيليًا خلال الـ24 ساعة الماضية(بين الاحد والاثنين)، بينهم 15 جندياً عند الجبهة الشمالية و11 جندياً في قطاع غزة. وليلاً شنت المقاومة الاسلامية هجوماً بالمسيرات على قاعدة لوجستية للفرقة 146 في نهاريا، كما استهدفت مستوطنتي ميرون ويسود هامعلاه بالصواريخ. وقالت وسائل اعلام العدو ان اكثر من 230 صاروخ اطلقت على مراكز ومؤسسات الجيش الاسرائيلي والصناعات العسكرية والحربية في يافا وصفد ونهاريا وعكار ومستعمرات الجليل.
وليد جنبلاط: الحرب طويلة وتسريبات التسوية مجرّد شائعات
الاخبار..مقابلة وفيق قانصوه .... لا نعرف من نحاور بعد اغتيال نصر الله... رفضت لقاء مسؤول إيراني وضدّ استخدام العراق واليمن.. مستعدّ للقاء جعجع لأحاوره حول الطائف ولا أخاف من حرب أهليّة..
لا يخفي وليد جنبلاط تشاؤمه، ولا يرى حتى الآن بصيص أمل للخروج من «الحرب المفتوحة» بين إيران وإسرائيل في لبنان، مشيراً إلى أنه بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيّد حسن نصر الله، «الذي كان يحترم الحيثية اللبنانية، لم يعد هناك من نحاوره في الحزب». وفي ما يأتي نص الحوار:
هل لا تزال عند رأيك بأن الحرب طويلة؟
من قال إن الحرب ستتوقف، باستثناء بعض الشائعات التي نسمعها من هنا وهناك حول وجود مفاوضات، لم أسمع شيئاً جدّياً في هذا الشأن، وليست لديّ معطيات بأن الحرب ستنتهي قريباً.
أليست نتائج الانتخابات الأميركية عنصراً مستجدّاً؟
ماذا تغيّر؟ برأيي لا شيءَ مهم.
إذاً، كيف ترى المخرج؟
هناك أمر أساسي ومهم. قبل اغتيال السيد حسن نصر الله كانت هناك فرصة للتحاور بين حزب الله وبعض اللبنانيين بشكل مباشر. أنا كنت أحاوره بالواسطة عبر (رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب) وفيق صفا. كان السيد نصر الله يتمتع بالحد الأدنى من التفهّم لوضع لبنان ووضع الجنوب. بعد 27 أيلول، عندما قتله الإسرائيليون، تغيّر كل شيء. لم يعد هناك محاور محلي، ولبنان اليوم ساحة لحرب مفتوحة بين الجمهورية الإسلامية في إيران وإسرائيل. أذكّر بأنه أيام السيد حسن، وهذا مهم، أنجز الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ترسيم الحدود البحرية، ثم حاول الرئيس بري، خصوصاً عبر عاموس هوكشتين، ترسيم الحدود البرية وحل مسألة النقاط الـ 13. هنا أذكّر أيضاً بأن موقفي كان ولا يزال أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي أرض سورية حتى هذه اللحظة، تُرسّم فقط بين الدولتين اللبنانية والسورية عندما يقبل الفرقاء من الجهتين. أقول ذلك لأشير إلى أننا لا نعرف من نحاور اليوم، وأرى أنه بعد اغتيال السيد نصر الله أصبحت الحرب مفتوحة.
هل تقول إنه لم تعد هناك قيادة في حزب الله؟
برأيي أن المحاوِر الذي كان يفهم لبنان لم يعد موجوداً. اليوم، قال (مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله) محمد عفيف إنهم لم يسمعوا بمفاوضات. أنا يمكن أن أقول ذلك لأنني بعيد عن المفاوضات، أما هو فينطق باسم حزب الله. في رأيي أن الأفضل أن نحاور الجمهورية الإسلامية. وبالمناسبة، طلب مسؤول في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقائي قبل حوالي ثلاثة أسابيع، لكنني رفضت.
لماذا؟
لست مستعداً لذلك طالما أن الجمهورية الإسلامية تعتبر لبنان ساحة مفتوحة للصراع أو للحرب بالواسطة مع الولايات المتحدة وإسرائيل. كفانا حروباً بالواسطة، منذ أيام الفلسطينيين مروراً بأيام النظام السوري.
الحزب يعيد اليوم تنظيم وضعه الداخلي، وبدأ بإعادة التواصل مع بقية الأحزاب والقوى. هل حدث تواصل معكم؟
هناك تواصل بين نواب اللقاء الديموقراطي والنائبين حسن فضل الله وأمين شري حول موضوع النازحين فقط. في الموضوع السياسي العام، ليس هناك تواصل. لا أفهم سبب الاعتراض على التمديد لقائد الجيش باستثناء الأسباب الداخلية السخيفة..
تحمّلون إيران المسؤولية، لكن ألا يشير حجم العدوان وما يعلنه نتنياهو بأن هدف الحرب تغيير وجه المنطقة إلى أن هذا مخطط إسرائيلي معدّ مسبقاً؟
لم أغيّر رأيي في ما يتعلق بالعنوان الإسرائيلي، ولا في النظرة التوراتية التي يمارسها الإسرائيليون اليوم تجاه الفلسطينيين في غزة والضفة وشرق الأردن. ما من أحد في إسرائيل منذ أيام بن غوريون حتى يومنا هذا اعترف يوماً بالواقع الفلسطيني أو بالهوية الفلسطينية في الضفة. ظنّ بعض العرب، ومنهم ياسر عرفات، بأن إسحق رابين رجل سلام. ما أراده رابين هو تسوية الصراع مع سوريا وليس مع الفلسطينيين. في الأدبيات الصهيونية، ليس هناك شيء اسمه فلسطين في فلسطين أو في الضفة الغربية. بعضنا، إما عن جهل أو نتيجة تسوية كامب ديفيد، قبل بما يسمّى حلّ الدولتين. ولكن، فليقل لنا أحد أين ستقوم الدولة الفلسطينية اليوم؟ هذا غير موجود في الأدبيات الصهيونية. وحتى لو قبلنا بها نحن، على الأرض في الضفة الغربية نحو 600 ألف مستوطن. أيّ إدارة دولية أو أميركية قادرة على إخراج هؤلاء؟
إذا أخذنا هذه المطامع في الاعتبار، ما هي الخيارات الأخرى غير المقاومة؟
هناك الحدّ الأدنى من احترام الإرادة اللبنانية. هناك لبنانيون، ربما يمثلون نصف لبنان، مع تثبيت القرارات الدولية في الجنوب ومع نشر الجيش في الجنوب وضد استخدام لبنان مجدداً كساحة صراع مفتوح. رأيي قد يكون مختلفاً. أنا مع خطوات الرئيس بري بتثبيت الحدود. أذكّر هنا بأنه بعد عملية حماس في 7 تشرين الأول 2023، حرص السيد نصر الله في خطابه الأول على التمايز، وفهمت من الخطاب أنه لم يكن على علم بعملية حماس. في الخطاب الثاني، لم يتمايز وأصبحنا ساحة واحدة. كان جوابي بتصريحاتي العلنية وبالرسائل عبر وفيق صفا: حاولوا ألّا تجرّونا إلى الحرب.
لكن الحزب عمل على مدى سنة تحت سقف احترام قواعد الاشتباك؟
صحيح، لكن كان هناك شخص كان يمكن أن يحافظ على قواعد الاشتباك ويحترم شيئاً من الحيثية اللبنانية. اغتاله الإسرائيلي وأطاح بكل شيء. لم يعد هناك من يستطيع أن يسيطر على قواعد اللعبة، وأصبحت الحرب مفتوحة. بغيابه فقدنا المُحاور، ولم يعد قرار المواجهة بالمطلق في لبنان.
هل تعتقد بأن الحرب قد تمتدّ إلى سوريا والعراق وإيران؟
أعتقد أن نتنياهو يتمنّى أن يجرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران. لا أعرف. كما أننا لا نريد أن نبقى أرضاً مفتوحة. أرفض استخدام إيران لبعض المجموعات العراقية أو للحوثيين في حربها مع إسرائيل. في لبنان، أنا ضد الجبهة المفتوحة ومع ترسيم الحدود وتثبيت الهدنة ومع إرسال الجيش الى الجنوب بعد تعزيزه. وأستغرب هنا الموقف العبثي لوزير الدفاع (موريس سليم) الذي يرفض تطويع الحدّ لأدنى من العسكريين.
أين الدور الأميركي والأوروبي في هذه الحرب؟
- فليتفضّل الأميركي الذي يقول إنه مع تطبيق القرارات الدولية. هل يمكن أن يطبّق وقف إطلاق النار ويمنع الاعتداءات على القوات الدولية ويسلّح الجيش بشكل جدي؟ طبعاً لا أقصد الأسلحة التي تضاهي ما تملكه إسرائيل لأنّ أحداً في العالم العربي لا يملك ذلك. لكن على الأقل الحدّ الأدنى من التسلح حتى تكون لدينا قوة تمسك الأرض في جنوب الليطاني وتساعد القوات الدولية وتثبّت اتفاقية الهدنة، مع تطويرها قليلاً، لأن هناك فارقاً بين اليوم وبين عام 1949. أما أوروبياً، فليس هناك أيّ تمايز باستثناء الموقف الفرنسي، لكنه قبل اتضاح الموقف الأميركي غير قادر على شيء. بقية الدول الأوروبية منحازة بالمطلق لإسرائيل، باستثناء من أيّدوا القضية الفلسطينية كالإيرلنديين والإسبان والبلجيكيين.
هل سيزور هوكشتين لبنان وهل هناك رهان على ما يمكن أن يأتي به؟
لا أعرف. التقيته مرة واحدة. مهمته مع الرئيس بري، الذي أثق به ثقة كبيرة، وأنتقد من يتجاهلون دوره من بعض فريق الممانعة.
ماذا عن دور الرئيس ميقاتي؟
دوره ممتاز.
هل أنت مع انتخاب رئيس للجمهورية قبل وقف إطلاق النار أم بعده؟
الأولوية لوقف إطلاق النار. لكن هذا لا يلغي أهمية وجود رئيس كي تستكمل السلطة التنفيذية وكي يفاوض عن لبنان لأننا اليوم نفاوض بالوكالة، والبعض العبثي ينظّر علينا من بعيد.
اعتبر سمير جعجع أن لا مشكلة في انتخاب رئيس للجمهورية من دون حضور النواب الشيعة؟
أخالفه في هذا، وأنا على استعداد لمحاورته وحتى اللقاء به.
تحاوره على ماذا؟
حول هذا الأمر. هذا موضوع ميثاقي وسياسي كبير لا علاقة له بالعدد.
ألا تخشى على اتفاق الطائف من مثل هذه الدعوات؟
ما من أحد «يفتح سيرة» الطائف. جعجع يعتبر أن الإسرائيلي سيتكفل بالقضاء على حزب الله، ما يعني أفول الشيعية السياسية إلى جانب أفول السنّية السياسية بعد اعتكاف الرئيس الحريري، الأمر الذي يخلي الساحة له. أنا مستعد لأن التقِيَه لأناقشه في الطائف إذا كانت لديه ملاحظات حوله. لا أحد يمكنه أن يلغي دور أيّ طائفة أو أيّ مكوّن. أما في ما يتعلّق بحزب الله، فالحزب لا يزال موجوداً، لكن نريد أن نعرف مع من سنتحاور. هل هناك أحد على الأرض، أم نتوجّه إلى إيران؟
هل تخشى حرباً أهلية؟
لا لست خائفاً، لكن لا بد من أن يلتقي الجميع للتخلص من هذه المخاوف، وللاتفاق على ثوابت تقوية الجيش والأمن الداخلي والأجهزة الأمنية، والتصدي لبعض كبار المنظّرين إعلامياً حول الحرب الأهلية من كلتا الجهتين.
هل أنت مع التمديد لقائد الجيش؟
لا أفهم سبب كل هذه الضجة حول قائد الجيش. الرجل خدم الوطن وأمسك بالجيش بأفضل أداء. لماذا هذا الاعتراض عليه غير الأسباب الداخلية السخيفة؟
إذاً أنت راضٍ عن أداء القائد؟
طبعاً عن أداء قائد الجيش وأداء الجيش الذي يُستشهد منه عسكريون. هل سننتقد الجيش أثناء الحرب؟ هذا عبث وجنون! ....
هل هذا الإطراء ينسحب على ترشيحه لرئاسة الجمهورية؟
موضوع رئاسة الجمهورية يعود إلى طاولة الحوار عند الرئيس بري. لن أدخل في تسمية أحد في الموضوع الرئاسي. ويعود هذا الأمر على أيّ حال للقاء الديموقراطي.
هل سيتمّ تثبيت تعيين رئيس الأركان؟
طلبت ذلك، إلّا أنّ وزير الدفاع معارض. لكن رغم ذلك، لا مفرّ من تثبيت رئيس الأركان الذي يعطي وجوده حرية تحرّك لقائد الجيش.
أكدت أن الأجهزة ليست من صنع شركاتها..
تايوان تغلق قضية «بيجر حزب الله»..
انفجار أجهزة «البيجر» أوقع آلاف الضحايا في لبنان..
الراي.... توصل محققون تايوانيون، إلى أن لا دليل على ضلوع أفراد أو شركات تايوانية في تفجير أجهزة اتصالات عائدة لـ «حزب الله» في سبتمبر الماضي. ونتيجة لذلك، أُغلقت القضية، وفق مكتب المدعي العام. وأوضح المدّعون في بيان، أمس، «أثبت تحقيقنا عدم ضلوع أي مواطن أو شركة محلية في حوادث تفجير أجهزة اتصال لاسلكية - بايجر - في لبنان». وقال ممثلو الادعاء في تايبه، في بيان، إن أجهزة البيجر من طراز «إيه.آر-924» من تصنيع «فرونتير غروب إنتيتي»، وهي شركة خارج تايوان وقامت أيضاً بالتجارة في تلك الأجهزة وشحنها. لكنهم أضافوا أن شركة «غولد أبوللو» التايوانية، سمحت لتلك الشركة باستخدام علامتها التجارية. والأحد، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه أعطى الضوء الأخضر للهجمات على الأجهزة. في 17 و18 سبتمبر، انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية مفخّخة محمولة في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه، كان يستخدمها عناصر من الحزب المدعوم من إيران، ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة نحو 3 آلاف، بحسب السلطات اللبنانية.
ميقاتي غَمَزَ من قناة إيران: ندعو بلدان الإقليم والعالم لعدم التدخل بشؤون لبنان عبر دعم هذه الفئة أو تلك
«عمى ألوان» في بيروت حيال مسوَّدة حلٍّ... كأنها بين التنقيح و«التنقيب» عنها
الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |..... لم تحجب مشهديةُ التضامن العربي - الإسلامي مع غزة ولبنان التي ارتسمتْ من الرياض مع القمة غير العادية التي استضافتْها وتوحّدت خلْف وجوب وقْف العدوان الإسرائيلي «الآن وليس غداً»، لوحةً بالغةَ التعقيد والتناقض أطلّت من خلف سِباقٍ بين «النار والماء» لم يكن ممكناً التكهّن بخط نهايته وهل سيَحمل إعلان «إطفاء محركات» الحرب المروّعة التي تمزّق القطاع إرباً منذ أكثر من 13 شهراً و«بلاد الأرز» منذ 56 يوماً أم سيشكّل جولة جديدةً من «الفرص الضائعة» وشراء الوقت فوق أشلاء من بشر و... حجر. وفي وقت كانت قمة الرياض، وبلسان وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، تعلن «بأعلى صوت» الإدانة العميقة للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت الأراضي اللبنانية و«رفْض تهديد أمن لبنان وانتهاك سلامته الإقليمية واستقراره وتهجير مواطنيه»، قبل أن توجّه إشارةً قويةً بتوسيع مَهمة اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية المكلّفة من القمة الاستثنائية المشتركة التي عُقدت العام الماضي (بشأن التطورات في غزة) لتشمل «العمل على وقف العدوان على لبنان»، عاشتْ بيروت مناخاً بدتْ معه وكأنها في مهبّ «رياح متعاكسة» عَكَسَتْ «عمى ألوان» حيال «زوبعة» التفاؤل الإسرائيلي بقرب بلوغ اتفاقٍ على جبهة الشمال. وفي حين كان الميدانُ يشتعل، من إسرائيل التي وسّعتْ حزام المَجازر والتدمير المتنقّل، و«حزب الله» الذي أبْقى على صلياته التي أغرقت مستوطنات الشمال وصولاً إلى حيفا بـ 230 صاروخاً، منذ صباح أمس، أقساها كان بنحو 100 «معاً»، فإن تَفَلُّتَ الجبهة من «توقيت» الإيجابية «من جانب واحد» التي مَضَتْ تل أبيب في ضخّها، اعتُبر مؤشراً مزدوجاً:
أولاً إلى رغبةِ الأخيرة في رفْع الضغط العسكري لإجبار لبنان والحزب على القبول بما تَجري هنْدسَتُه خلْف الأبواب المغلقة كمخرج لوقف الحرب «لمرة واحدة وأخيرة» وإلا تَحمّلا مسؤولية إجهاض الحلّ.
وثانياً إلى أن «حزب الله» ليس في وارد التسليم بتفاوضٍ «تحت النار» وكأنه «هُزم» بمعنى أن التسويةَ ستأتي لتترجم وقائع الميدان وميزان الربح والخسارة بالمفهوم الإسرائيلي.
مسودة وقف الحرب!
وغداة ما بدا في بيروت «ليلة القبض» (أو محاولة القبض) على مسودة وقف الحرب التي نُشرت في تل أبيب خطوطُها العريضة وتحدّثت تقارير في موازاتها عن مواعيد مفترضة لهدنة محتملة تبدأ في 20 الجاري ولمدة تراوح بين 6 أسابيع و60 يوماً يجري خلالها المباشرة بتنفيذ مندرجات الاتفاق، في مقابل تسريباتٍ عن مسؤولين لبنانيين أنهم لم يتلقوا أي أوراق، فإن أوساطاً مطلعة تشير إلى أن المناخات التي تُشاع تعكس عمليةَ «تنقيح» مسودات بين الولايات المتحدة (بجناحيْها جو بايدن - دونالد ترامب) وبين إسرائيل عبر الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي ذكر المعنيون في بيروت أيضاً أنهم لم يُخطروا بموعد زيارة له للعاصمة اللبنانية كما أشيع. وبحسب الأوساط، فإن هذا التبادل، والذي دخل على خطه وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الذي يزور واشنطن، يُنتظر أن يُفْضي إلى أن يصبح بين يدي هوكشتاين، صيغة مقبولة، ولو بالحد الأدنى، من الولايات المتحدة التي يسعى بنيامين نتنياهو إلى التعاطي معها على طريقة «إمساك العصا من الوسط» بين إدارة راحلة لا يريد استفزازَها وإدارة آتية من المبكر «وضع كل بيضه في سلّتها» قبل 69 يوماً من تسلُّم ترامب منصبه في 20 يناير.
«لاعب احتياط»
وفي «المقاعد الخلفية» لهذا المسار، تجلس روسيا كـ«لاعب احتياط» جرى اعتماده و«جس نبضه» من تل أبيب، ويمكن استدعاؤه مع انتقال «صفارة» البيت الأبيض إلى ترامب على قاعدة وعده «انتهى وقت الحروب». وفي رأي الأوساط أن هذا المسار محفوف بالتعقيدات، فهو حتى الآن «أحادي الجانب»، معتبرة أنه «كي يعود هوكشتاين وتكون مهمته «قابلة للحياة» يتعيّن أن يقاطع الصيغة المطروحة مع لاءات لبنان الرسمي و«حزب الله» وإيران التي تحتلّ مقعداً متقدماً في أي تسوية يُحكم إمساكها «بالقيادة والسيطرة» على مجريات الحرب في لبنان منذ اغتيال السيد حسن نصر الله في 27 سبتمبر وعلى مقتضيات الحلّ واتجاهاته بما يتلاءم مع موجبات حفْظ نفوذها و... رأسها. وبهذا المعنى يُفترض أنه تراعي التسوية المفترضة أو أن تمرّ مما يشبه «إبرة بثقبين»:
الأول يقتضي أن يوفّق بين شروط إسرائيل وأبرزها إيجاد آلية تضمن الرقابة «السياسية والميدانية» لمنْع إعادة تسليح «حزب الله» والاحتفاظ بحق التصدي «بيدها» لأي تهديد وشيك أو خطر أبعد والطلعات الجوية وإن بارتفاعاتٍ تصبح معها «غير مرئية»، وبين الخطوط الحمر للبنان الرسمي حيال هذا الأمر «الخارق للسيادة».
والثاني أن تؤمن أي تسوية تقاطُعاً بين مجمل هذا المسار وبين ما تتطلّع إليه إيران التي تتهيأ لمرحلةٍ من الضغوط الأشد -قابلتْها حتى الساعة بخطوة إلى الوراء على طريقة عدم حرق المراحل- مع انتخاب ترامب الذي كسر قواعد اللعب معها التي قامت طويلاً على الاحتواء فاختار المواجهة بأدوات موجهة، ولا يبدو أنه عدّل في موقفه من طهران وخصوصاً الملف النووي ونفوذها بقوةِ أذرعها في المنطقة. وكانت آخِر «نسخ» التفاؤل الإسرائيلي عبّرت عنها القناة 12 بنقلها عن مصادر قريبة من نتنياهو أن «المفاوضات حول لبنان تحصل بمشاركة إسرائيل ولبنان وروسيا وأميركا وإيران، والجدول الزمني يتناسب مع استبدال الحُكْم في البيت الأبيض، وهو ينص على وقف النار 60 يوماً، يتواجد خلالها الجيش الإسرائيلي بأعداد قليلة في مناطق قريبة من الحدود في لبنان إلى أن ينتشر الجيش اللبناني». وفي إطار متصل، تحدّثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن «تبادل لمسوّدات اتفاق وقف النار في لبنان، بين إسرائيل والولايات المتحدة، ومع مسؤولين لبنانيين، وسط تقدّم في مفاوضات التسوية»، ناقلة أن «ثمة تقدّماً كبيراً في المحادثات، وهناك فرصة جيدة للاقتراب من الاتفاق». وأكمل وزير الخارجية جدعون ساعر هذا الجو، بإعلانه «هناك تقدم في محادثات وقف النار على جبهة لبنان ونعمل مع الأميركيين في هذا الصدد لكن التحدي الرئيسي سيكون تطبيق ما يتم الاتفاق عليه»، لافتاً إلى «أننا سنكون جاهزين للتسوية إذا أصبح حزب الله بعيداً عن حدودنا وتراجع إلى ما وراء الليطاني، وجيشُنا يواصل العمل على تفكيك البنية التحتية للحزب في جنوب لبنان وهو أصبح في وضع مختلف ولا يمكنه الآن تنفيذ ما كان ينوي فعله ضد إسرائيل». وفي موازاة استمرار آلة الحرب بعمليات قتل وتدمير ممنهَجة في الجنوب والبقاع وتلويح بإنجاز الاستعدادات لتوسيع العملية البرية، وارتقاء «حزب الله» في عملياته كماً ونوعاً، أعلن مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف من قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، متوجهاً إلى الإسرائيليين «لن تكسبوا حربكم بالتفوق الجوي ولا بالتدمير وقتل المدنيين من النساء والأطفال، وما دمتم عاجزين عن التقدم البري والسيطرة الفعلية فلن تحققوا أهدافكم السياسية أبداً ولن يعود سكان الشمال إلى الشمال أبداً». وإذ ردّ «على تخرّصات عدد من مسؤولي العدو حول أن مخزوننا الصاروخي تراجع إلى نحو 20 % من قدراتنا الفعلية، وجوابنا الفعلي هو في الميدان (...) واستخدام صاروخ الفاتح 110 ولدينا المزيد وما يكفي من السلاح والعتاد حرباً طويلة»، أكد «أن الميدان قادر على تغيير المعادلات السياسية وإذا سمعتم يوماً ما عن مفاوضات سياسية لوقف النار، كما يحصل الآن، فاعلموا أن سبَبها الوحيد هو الميدان وصمود أبطال المقاومة».
ميقاتي في الرياض
في هذا الوقت حَمَلَت إطلالة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمام قمة الرياض، أكثر من إشارةٍ بارزة، ولا سيما غمزه من قناة إيران، حين دعا «بلدان الإقليم والعالم إلى احترام خصوصية لبنان ودعْمه كنموذج تعدّدي يُقتدى به في كل المجتمعات التعددية، وإلى الامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية عبر دعم هذه الفئة أو تلك بل دعم لبنان الدولة والكيان». وبينما اعتبر أن «لبنان يمر بأزمة غير مسبوقة تهدد حاضره ومستقبله»، قال «يبقى الأساس هو وقف العدوان المستمر على لبنان فوراً واعلان وقف النار، وإرساءِ دعائمِ الاستقرارِ المستدامِ، مع تأكيد التزام الحكومة الثابت والراسخ بالقرار 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دولياً». وأكد «إننا بصدد إنشاء صندوق تمويلي يتغذى من إسهامات الدول الشقيقة والصديقة بإشراف إدارة أممية على أن يكون الإنفاق لإعادة الإعمار خاضعاً للتدقيق الدولي الموثوق»، كاشفاً أنّ «العدوان تسبَّبَ بخسائر إنسانية فادحة، فتجاوز عدد الضحايا حتى الآن أكثر من 3200 شهيد، بينهم أكثر من 775 طفلاً وسيدة، والجرحى أكثر من 14 ألف شخص، وبإجبار نحو مليون و200 ألف لبنانيٍّ على النُّزوحِ في غضونِ ساعاتٍ». وأضاف «تأتي الآثارُ الاقتصاديَّةُ للتصعيدِ العسكريِّ لتزيدَ من حجمِ المأساةِ، إذ وفق تقديراتِ البنكِ الدوليِّ، قُدِّرَت الأضرارُ والخسائرُ المادية لغاية اليوم بـ8.5 مليار دولار، منها 3 مليارات و400 مليون دولار تشمل تدميراً كلياً أو جزئياً لمئة ألف مسكن (...)»...
لبنان لم يتسلم أي مسودة اتفاق مع إسرائيل
تل أبيب تسعى لتحييد روسيا عن إيران مقابل مكاسب من ترامب بأوكرانيا
الجريدة... بيروت - منير الربيع ...تكرر إسرائيل آلياتها التفاوضية المعتادة، وتكثّف من التسريبات وعمليات الضخ الإعلامي حول الوصول إلى اتفاق جديد على وقف إطلاق النار مع «حزب الله» على الجبهة اللبنانية. إنها محاولة جديدة لتحميل لبنان مسؤولية فشل المفاوضات، خصوصاً أن بنود الاتفاق التي يسرّبها الإسرائيليون تدمج ما بين اتفاقين، الأول جانبي بين تل أبيب وواشنطن ولم يطلع عليه لبنان، ولا يمكن أن يتبناه أو يوافق عليه، والثاني هو جزء من البنود التي جرى التوافق عليها بين المسؤولين اللبنانيين والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين. طريقة التسريب كانت مفخخة، أولاً من خلال دمج الاتفاقين مع بعضهما، وثانياً من خلال تمرير عبارة أن الجيش اللبناني سيتولى مهمة تدمير البنى التحتية ومراكز «حزب الله» في الجنوب. لبنان لم يتسلّم أي مسودة من المسودات التي جرى تسريبها من الإسرائيليين، بل يمتلك نص الاتفاق الذي أبرم مع المبعوث هوكشتاين، الذي ينص على تطبيق القرار 1701، وتوفير الضمانات لآلية تطبيقه، بما فيها تشكيل لجنة مراقبة أميركية - فرنسية، مع لبنان، إسرائيل والأمم المتحدة، إلى جانب كل البنود التي نُشرت سابقاً، وتتعلق بدخول الجيش إلى الجنوب، وتعزيز عمل قوات «يونيفيل»، وانسحاب «حزب الله»، وإطلاق مسار ترسيم أو تثبيت الحدود البرية بما يضمن تكريس استقرار طويل الأمد. من ضمن التسريبات الإسرائيلية أيضاً، هي محاولة لإشراك روسيا في أداء دور أساسي حول الوصول إلى اتفاق، وأن تكون طرفاً ضامناً من الجهة السورية. ولهذا السبب جاءت زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل رون ديرمر إلى موسكو، كما ستكون له زيارة للولايات المتحدة الأميركية للقاء مسؤولين أميركيين وأعضاء من فريق ترامب، لا سيما أن ديرمر هو الشخصية التي تتولى منذ أكثر من 10 سنوات العلاقة بين نتنياهو والحزب الجمهوري الأميركي ومع ترامب تحديداً. لذا، فإن زيارة ديرمر إلى واشنطن لا تتعلق فقط بالملف اللبناني، بل بمناقشة ملفات المنطقة كلها، خصوصاً في ظل ترقب إسرائيل لتغير في مستوى العلاقات الروسية - الأميركية، إذ كل المؤشرات تفيد بأن ترامب سيجدد علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للبحث في ملفات كثيرة، تريد إسرائيل أن تؤدي دوراً فعالاً بين أميركا وروسيا، خصوصاً بعد قطيعة بين البلدين خلال ولاية جو بايدن وعلى خلفية الحرب الروسية - الأوكرانية، كما أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي سيناقش مع فريق عمل ترامب الملف الإيراني ويقدّم تقريراً مفصلاً حول المشروع النووي سعياً وراء طموح نتنياهو في توجيه ضربة ضد إيران. الأهداف الإسرائيلية الموضوعة لهذه الحرب كبيرة جداً، ولم تتحقق حتّى الآن، لذا فإن لبنان يتعاطى مع ما يفتعله الإسرائيليون من إيجابيات بأنه نوع من المناورات الإسرائيلية الجديدة، وانتهاج آلية التفاوض تحت النار، خصوصاً في ضوء التسريبات التي تحدثت عن مصادقة رئيس الأركان الإسرائيلي على توسيع العملية البرّية. ويهدف سعي إسرائيل للتواصل مع روسيا وأميركا إلى تغيير وقائع كثيرة في المنطقة، لا تشتمل على جنوب نهر الليطاني فقط، بل على لبنان كله وعلى الحدود اللبنانية - السورية، وتصل إلى إيران أيضاً، خصوصاً من خلال تركيز إسرائيلي على التواصل مع ترامب لتوجيه ضربة إلى إيران، مع محاولة لتحييد روسيا مقابل أثمان في أوكرانيا.
وسائل إعلام عبرية: إسرائيل تتعرض لهجوم كبير من الشمال
الجريدة....وسائل إعلام عبرية: إسرائيل تتعرض لهجوم كبير من الشمال.... أفادت وسائل إعلامية عبرية بدوي صفارات الإنذار في حيفا وشفاعمرو وعكا والكريوت ومناطق أخرى في الجليل، إثر قصف عنيف على شمال إسرائيل. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه تم تسجيل العديد من اعتراضات الصواريخ في سماء حيفا والكريوت. وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه، تم الإبلاغ عن أضرار نتيجة سقوط صواريخ في كريات آتا، حيث اشتعلت النيران في السيارات هناك. ولفتت «يديعوت أحرونوت» إلى أن الهجوم وقع في كريات آتا عند محطة للحافلات في أحد شوارع المدينة، حيث أصيب فتى يبلغ من العمر 17 عاماً بجروح طفيفة بشظايا، وتم تسجيل أضرار جسيمة في المحطة نفسها وفي السيارات المجاورة. كما أفادت الجبهة الداخلية الاسرائيلية بأن نحو 80 صاروخاً أطلق باتجاه حيفا والجليل الأعلى خلال الرشقة الصاروخية الأخيرة، فيما تمت معالجة 28 شخصاً إثر هذه الرشقة وآثارها. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لاحقا، أنه تم إطلاق نحو 90 صاروخاً على الشمال في القصف الأخير، لافتاً إلى أنه خلال القصف الأول، الذي أطلق فيه حوالي 80 صاروخاً، تم اعتراض معظم الصواريخ وتحديد إصاباتها، بينما في القصف الثاني، الذي تم فيه إطلاق حوالي 10 صواريخ، تم اعتراض بعض الصواريخ ورصد سقوط في مناطق مفتوحة. هذا ونشرت منصات إخبارية إسرائيلية على «تلغرام»، مشاهد من احتراق السيارات وآثار سقوط الصواريخ في الكريوت.
وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي: الحرب مع «حزب الله» لم تنته بعد
قوة الحزب تقلصت بشدة وجرى تدمير غالبية قدراته الصاروخية
• لا أعتقد أن إقامة دولة فلسطينية أمر واقعي
الجريدة... رويترز ....قال وزير خارجية إسرائيل الجديد، جدعون ساعر، إن الحرب مع «حزب الله» لم تنته بعد، مؤكداً أن قوة الحزب تقلصت بشدة، وجرى تدمير غالبية قدراته الصاروخية. وأضاف أن الروس موجودون في سوريا، ويمكنهم المساهمة في هدف منع حزب الله من إعادة التسلح. وقال جدعون ساعر إن أي دولة فلسطينية ستكون دولة لحماس، ولا أعتقد أن إقامة دولة فلسطينية أمر واقعي. وأضاف أن سكان شمال غزة سيتمكنون من العودة إلى منازلهم عند انتهاء الحرب.
غارة إسرائيلية تستهدف منطقة عكار في أقصى شمال لبنان
وزارة الصحة اللبنانية تؤكد أن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أودت بحياة 3243 منذ 7 أكتوبر 2023
العربية.نت – وكالات.. استهدفت غارة إسرائيلية، مساء الاثنين، منزلا في قرية تقع في منطقة عكار في أقصى شمال لبنان، كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية. وقالت الوكالة إن الغارة استهدفت منزلاً في بلدة عين يعقوب في محافظة عكار، وهي منطقة حرجية وجبلية نائية ذات غالبية من السنة ومن المسيحيين، وهذه أول ضربة تتعرض لها البلدة. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط ثمانية قتلى وأربعة عشر جريحاً في حصيلة أولية للغارة. من جهته، قال ماجد درباس رئيس بلدية بلدة عين يعقوب إن 14 شخصا على الأقل قُتلوا وأصيب 15 آخرون في الضربة الإسرائيلية. وذكر درباس لوكالة "رويترز" أن الهجوم استهدف مبنى يقيم فيه 30 شخصاً ومنهم لاجئون سوريون. وأضاف أن بعض الأشخاص لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض. ويمثل الهجوم استهداف القوات الإسرائيلية أبعد نقطة في شمال لبنان منذ اندلاع الأعمال القتالية في أكتوبر/تشرين الأول 2023. من جهته، أكّد رئيس اتحاد بلديات عكار روني الحاج لوكالة "فرانس برس" أن الغارة استهدفت "منزلاً من طابقين يقطنه نازحون"، مضيفاً أن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة البعيدة أكثر من مئة كيلومتر عن حدود لبنان الجنوبية. وقال المسؤول المحلي إن "عملية رفع الأنقاض لا تزال مستمرة". وتشنّ إسرائيل بين الحين والآخر غارات دامية على بلدات وقرى تقع خارج المعاقل التقليدية لحزب الله، تستهدف سيارات أو أفراداً أو شققاً سكنية. وتحدثت تقارير مرات عدة عن ارتباط الأهداف بحزب الله. ويثير ذلك حساسيات وارتيابا وتوترات في المناطق التي يريد سكانها أن يبقوا في منأى من الحرب. هذا وقالت وزارة الصحة اللبنانية، الاثنين، إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أسفرت عن مقتل 3243 شخصاً وإصابة 14134 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأضافت الوزارة أن 54 قتلوا وأصيب 56 آخرون أمس الأحد. يذكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي بشن سلسلة واسعة من الغارات لا تزال مستمرة حتى الساعة، استهدفت العديد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والعاصمة بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت وجبل لبنان وشمال لبنان. وبدأ الجيش الإسرائيلي في أول أكتوبر/تشرين الأول الماضي عملية برية مركزة في جنوب لبنان. في سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إن حزب الله اللبناني أطلق نحو 165 صاروخاً على شمال إسرائيل. وبحسب خدمة الإسعاف الإسرائيلية، أصيب ستة أشخاص، من بينهم طفل، في منطقة كرمئيل بالجليل وفي منطقة كريات آتا، شرق حيفا. وقال الجيش الإسرائيلي إن بعض المقذوفات تم اعتراضها بواسطة منظومة الدفاع الصاروخي، والبعض الآخر أصاب مناطق مفتوحة. من جانبه، أعلن حزب الله مسؤوليته عن عدة هجمات. كما قال حزب الله، الاثنين، إنه استهدف منزلاً يتحصن فيه جنود إسرائيليون عند الأطراف الشمالية الغربية لبلدة كفركلا في جنوب لبنان، بصاروخ موجه. كما أعلن الحزب في بيان أن عناصره استهدفوا، الاثنين، قاعدة عميعاد الإسرائيلية جنوب مدينة صفد، برشقة صاروخية. وكان حزب الله قد أعلن في بيانات سابقة استهداف قوات إسرائيلية عند الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس في جنوب لبنان، وفي موقع العباد الإسرائيلي، كما استهدف مدينة صفد ومستوطنة معالوت ترشيحا الإسرائيلية بشرقات صاروخية، واستهدف أيضاً قاعدة تدريب إسرائيلية للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل الإسرائيلية.
إسرائيل تشعل كل محاور التوغل في جنوب لبنان
3200 قتيل... و«حزب الله» يستعد لـ«حرب طويلة»
بيروت: «الشرق الأوسط».... أعادت إسرائيل إشعال الجبهات على سائر محاور التوغل في المنطقة الحدودية مع لبنان، بقصف مدفعي وجوي عنيف، تزامن مع محاولات تسلل واختراقات لتلك البلدات بعد أسبوعين على تراجُع وتيرة العمليات العسكرية التي كانت تتركز على بعض المحاور بشكل متفرق، في وقت تواصلت فيه الغارات الجوية في العمق، والتي رفعت عدد القتلى إلى أكثر من 3200 قتيل منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وطبقاً لما أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الاثنين، فإن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أسفرت عن مقتل أكثر من 3200 شخص، وإصابة ما يزيد على 4 آلاف معظمهم من النساء والأطفال، بينما أكدت منظمة «اليونيسيف» أن «الهجمات المروعة التي شهدها لبنان، يوم الأحد، أودت بحياة 7 أطفال إضافيين، ليرتفع العدد إلى أكثر من 200 طفل»، مشيرة إلى أنه «بموجب القانون الإنساني الدولي، لا يجب أبداً أن يكون الأطفال أهدافاً»، وشددت على أن «حمايتهم هي التزام قانوني، ووقف إطلاق النار ضروري لإنهاء هذا العنف المدمر». ومع فشل المباحثات الساعية للتوصل إلى تسوية، أشعلت القوات الإسرائيلية سائر محاور القتال والتوغل في المنطقة الحدودية بقصف عنيف، هو الأول منذ أسبوعين الذي يشمل سائر قطاعات المنطقة الحدودية، (الشرقي والأوسط والغربي)، وتجددت الغارات الجوية على الحافة الحدودية، بعد تجميد لمدة أسبوعين استعاضت عنها القوات الإسرائيلية في وقت سابق بتفخيخ المنشآت والمباني وتفجيرها. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن، الاثنين، غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب الجنوبية، الواقعة في القطاع الأوسط، وهي المنطقة التي سبق أن دخلتها القوات الإسرائيلية، وفخخت منازل فيها، ومسحت مربعات سكنية بالمتفجرات. وجاءت بعد ساعات على غارات مشابهة على مارون الراس. كما عملت القوات الإسرائيلية على تفخيخ وتفجير عدد من المنازل عند أطراف بلدة عيتا الشعب الجنوبية الحدودية. وحاولت القوات الإسرائيلية التسلل إلى الأراضي اللبنانية من أكثر من موقع في القطاعين الغربي والأوسط، في جنوب لبنان، بينما استهدف مقاتلو «حزب الله» تجمعات القوات الإسرائيلية في محور رامية، القوزح، عيتا الشعب، وفقاً لـ«الوكالة الوطنية للإعلام». وفي القطاع الغربي، أطلقت القوات الإسرائيلية النار من الرشاشات الثقيلة في اتجاه الأحراج المتاخمة لبلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وعيتا الشعب. أما في القطاع الشرقي، فتجدد القصف المدفعي على بلدة الخيام التي حاول الجيش الإسرائيلي اقتحامها قبل أسبوعين، وانسحبت من أطرافها بعد مواجهات مع قوات الحزب. كما سُجل قصف طال بلدة كفرشوبا على السفح الغربي لجبل الشيخ، وقصف عنقودي استهدف أطراف بلدتي علمان والقصير. وفي السياق نفسه، أعلن «حزب الله» عن استهداف تجمعات لقوات إسرائيلية 3 مرات على الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس التي كانت أولى البلدات التي تخترق القوات الحدود اللبنانية منها. ولم تقتصر العمليات العسكرية على قرى وبلدات الحافة، إذ شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات في العمق استهدفت بلدتي مجدل سلم والجميجمة، وقصفت المدفعية الإسرائيلية خراج بلدتي شقرا وبرعشيت الجنوبيتين بعدد من القذائف المدفعية، فضلاً عن غارات جوية استهدفت بلدات البرغلية، والرمادية، والجميجمة، والشهابية، وباتولية، وقلاوية وبرج قلاوية، وحي عين التوتة بين بلدتي برج رحال والعباسية وطيردبا، وهي قرى واقعة عمق جنوب لبنان، ويبعد بعضها مسافة 25 كيلومتراً عن الحدود. وتحولت تلك البلدات إلى مناطق شبه عسكرية، بعدما تسببت الهجمات الإسرائيلية في نزوح مئات الآلاف من القرى والبلدات الواقعة على الحدود مع إسرائيل، وألحقت دماراً واسعاً في أنحاء مختلفة من لبنان.
«حزب الله»
ويقول «حزب الله» إن الجيش الإسرائيلي، بعد 45 يوماً من القتال الدامي و5 فرق عسكرية ولواءين، و65 ألف جندي، لا يزال الجيش الإسرائيلي «عاجزاً عن احتلال قرية لبنانية واحدة»، وفق ما أكّد مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف في مؤتمر صحافي. وتوجه إلى الجيش الإسرائيلي بالقول: «لن تكسبوا حربكم بالتفوق الجوي أبداً، ولا بالتدمير، وقتل المدنيين من النساء والأطفال، وما دمتم عاجزين عن التقدم البري والسيطرة الفعلية فلن تحققوا أهدافكم السياسية أبداً، ولن يعود سكان الشمال إلى الشمال أبداً». ورداً على معلومات إسرائيلية تفيد بأن مخزون الحزب الصاروخي تَرَاجَعَ إلى نحو 20 في المائة، قال إن «جوابنا الفعلي هو في الميدان عندما طالت صواريخنا، الأسبوع الماضي، ضواحي تل أبيب وحيفا، ومراكز ومعسكرات نقصفها لأول مرة في الجولان وحيفا، وقمنا باستخدام صاروخ (الفاتح 110)، ولدينا المزيد، وذلك بالإدارة المناسبة التي قررتها قيادة المقاومة»، وأكد أن «لدى المقاومين، لا سيما في الخطوط الأمامية، ما يكفي من السلاح والعتاد والمؤن ما يكفي حرباً طويلة نستعد لها على الأصعدة كلها».
صواريخ «حزب الله»
وأطلق «حزب الله» أكثر من 150 صاروخاً باتجاه العمق الإسرائيلي، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، كان أولها صباحاً باتجاه الجليل الغربي، وتحدثت عن وصول 28 مصاباً من قرية البعنة بينهم امرأة بحالة خطيرة إلى مستشفى نهاريا، وقُدِّر عددها بـ50 صاروخاً، بينما كان أعنف الرشقات بعد الظهر، بإطلاق 80 صاروخاً على شكل رشقات متزامنة، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى اعتراض بعضها وسقوط أخرى دون تسجيل إصابات، ما تَسَبَّبَ بدويِّ صفارات الإنذار في عكا وحيفا. وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد لسيارات تشتعل، ومبانٍ تضررت، جراء سقوط عدد من الصواريخ في الكريوت شمال حيفا. وتحدثت عن «أعنف قصف على منطقة كريوت منذ بداية الحرب»، وسقوط صواريخ في «كريات آتا» الواقعة شمال حيفا. وأعلن مركز «ألما» في تقريره الشهري، أن «حزب الله وسّع نطاق قصفه» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ «سقطت 296 من قذائفه على مسافة تزيد على 5 كيلومترات من الحدود، مقارنةً بـ160 قذيفة في سبتمبر (أيلول) و45 في أغسطس (آب)». وقال إن الحزب أطلق ما لا يقلّ عن 2291 صاروخاً باتجاه إسرائيل في أكتوبر، ولفت إلى أن معظم الهجمات كانت موجّهة نحو مستوطنات حدودية، بينما طالت 12 هجمة منطقتي تل أبيب وغوش دان، و25 على حيفا، و17 على كرمئيل.
الأمم المتحدة: انعدام الأمن الغذائي «يتفاقم» في لبنان والحرب كلفتها 12 مليار دولار
عدد النازحين وصل إلى نحو 1.4 مليون شخص منذ بدء الهجمات الإسرائيلية
بيروت: «الشرق الأوسط».. كشف تقرير للأمم المتحدة صدر اليوم الاثنين أن عدد النازحين في لبنان ارتفع إلى نحو 1.4 مليون شخص منذ بدء الهجمات الإسرائيلية. وقال التقرير إن واحداً من بين كل أربعة أشخاص في لبنان تضرر بفعل الصراع الذي تصاعد في 23 سبتمبر (أيلول) عندما انفجرت مئات من أجهزة الاتصال (البيجر) التابعة لجماعة «حزب الله» مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وقالت الأمم المتحدة في التقرير إن انعدام الأمن الغذائي «يتفاقم» في لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة، مشيرة إلى أن الحرب كلّفت اقتصاد لبنان نحو 12 مليار دولار. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم ارتفاع عدد القتلى منذ بدء الهجمات الإسرائيلية إلى 3243 والمصابين إلى 14 ألفاً و134. ووسعت إسرائيل حربها التي تشنها على قطاع غزة لتشمل لبنان في الأسابيع القليلة الماضية، وقتلت العديد من قيادات جماعة «حزب الله» التي تتبادل معها إطلاق النار منذ أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي.
مقتل 10 أشخاص بغارة إسرائيلية على منطقة عكار أقصى شمال لبنان
بيروت: «الشرق الأوسط».. استهدفت غارة إسرائيلية، مساء الاثنين، منزلاً بقرية تقع في منطقة عكار أقصى شمال لبنان، كما أفادت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» الرسمية. وقالت الوكالة إن «غارة معادية استهدفت منزلاً في بلدة عين يعقوب» في محافظة عكار. وأكّد رئيس اتحاد بلديات المنطقة التي تتبع لها القرية روني الحاج لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن الغارة استهدفت «منزلاً من طابقين يقطنه نازحون»، مضيفاً أن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة البعيدة أكثر من 100 كيلومتر عن حدود لبنان الجنوبية، وأن عشرة أشخاص على الأقل قُتلوا وأصيب 15 في ضربة إسرائيلية للبلدة اليوم الاثنين. وقال المسؤول المحليّ إن «عملية رفع الأنقاض لا تزال مستمرة». ولم ترد حتى الآن حصيلة لعدد القتلى. وأفاد سكان قرية مجاورة بسماع دويّ انفجار قوي وصوت سيارات الإسعاف. وأظهر مقطع فيديو نشرته صفحة محليّة على موقع «فيسبوك» ما بدا أنها أضرار في أحد البيوت التي تَكسّر زجاجها جراء الغارة. ولم يتسنّ لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» التحقق من صحته. وأطلقت الصفحة نفسها بثاً مباشراً لما بدا أنها عملية رفع الأنقاض من منزل سُوِّي بالأرض، فيما كان عدد كبير من الأشخاص يرفعون الركام بأيديهم وهم يستخدمون هواتفهم للإضاءة. وتشنّ إسرائيل بين الحين والآخر غارات دامية على بلدات وقرى تقع خارج المعاقل التقليدية لـ«حزب الله»، تستهدف سيارات أو أفراداً أو شققاً سكنية. وتحدثت تقارير مرات عدة عن ارتباط الأهداف بـ«حزب الله». ويثير ذلك حساسيات وارتياباً وتوترات في المناطق التي يريد سكانها أن يبقوا في منأى عن الحرب. وقُتل 23 شخصاً، الأحد، في غارة على بلدة علمات التي تقع في قضاء جبيل شمال بيروت، وفق ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية. وبعد عام من فتح «حزب الله» اللبناني جبهة عبر الحدود إسناداً لحليفته حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، كثفت الدولة العبرية في 23 سبتمبر (أيلول) غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية «محدودة». وقضى 3243 شخصاً على الأقل في لبنان غالبيتهم من المدنيين وفق وزارة الصحة اللبنانية، منذ بدء «حزب الله» تبادل القصف مع إسرائيل قبل أكثر من عام.
الجيش اللبناني ينتظر القرار السياسي لتطبيق الـ1701
تطويع 1500 جندي هو البداية
الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. مع ارتفاع منسوب التفاؤل بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار ما بين إسرائيل و«حزب الله»، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، يعود الرهان مجدداً على الجيش اللبناني ودوره في تنفيذ هذا القرار وحفظ الأمن في الجنوب، وتعزيز انتشاره بشكل فاعل على طول الحدود الجنوبية بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل». واستباقاً لهذه المرحلة، بدأت الحكومة اللبنانية تحضيراتها لتعزيز قدرات الجيش عبر تطويع 1500 جندي من أصل 6000 تحتاج إليهم المؤسسة العسكرية، وملاقاة نتائج مؤتمر باريس الذي انعقد في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وخصص مبلغ 200 مليون يورو لدعم الجيش اللبناني من أصل مليار يورو خصصت للشعب اللبناني بمواجهة الحرب الإسرائيلية. وتفيد المعلومات بأن الجيش بدأ استعداداته وتعزيز وضعه والتجهيز لتولي المهام التي ستوكل إليه بعد وقف إطلاق النار. وقال مصدر أمني إن «عدد الجيش اللبناني في منطقة جنوبي الليطاني يبلغ حالياً 4500 عنصر، والمؤسسة العسكرية بحاجة اليوم لتطويع 6000 عنصر حسب الخطة التي وضعتها القيادة، وصدر قرار عن الحكومة بتطويع 1500 عنصر حالياً وتأمين الرواتب لهم، كما أن مؤتمر باريس الأخير أقرّ بتأمين مبلغ للجيش (200 مليون يورو) لتوفير العتاد والجهوزية وإن كان ذلك لا يكفي».
بانتظار القرار السياسي
وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «انتشار الجيش بشكل فاعل في الجنوب مرهون بالقرار السياسي، وبحاجة إلى غطاء من الحكومة». وقال: «سيطبّق الجيش اللبناني القرار 1701 كما هو، وليس من الوارد الاصطدام مع أحد أو فتح جبهة، لكن إذا اعتدت إسرائيل على السيادة اللبنانية فسيتصدّى لها بكل قوّة». ويرفض «حزب الله» حتى الآن الانسحاب من منطقة جنوب الليطاني، وإسناد مهمّة حماية الحدود مع فلسطين المحتلّة إلى المؤسسة العسكرية وقوات «اليونيفيل»، بحجّة أن الجيش اللبناني لا يمتلك القدرة على حماية البلاد من العدوان الإسرائيلي. إلّا أن المصدر الأمني أوضح أن «قرار ردّ الجيش على أي اعتداء عند البدء بتطبيق القرار 1701، متخذ ومغطّى من رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والجيش لديه تفويض بالتدخّل فوراً لمنع أي اعتداء على الأراضي اللبنانية، لكن من دون أن يذهب إلى الانتحار ويفتح حرباً مع إسرائيل، مع التشديد على الاستعداد المطلق لمواجهة أي اعتداء».
الجيش جاهز
وأكد المصدر الأمني أن الجيش «لديه الجهوزية التامة والإرادة لتطبيق القرار 1701، ويعمل على تعزيز قدراته لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، سواء بتطويع العدد الكافي من الضباط والجنود لتولي هذه المهمّة، أو على صعيد الجهوزية اللوجيستية والتسليحية وبما يعزز انتشاره، إنما الجيش يحتاج إلى قرار سياسي، وعندما يتخذ هذا القرار بالانتشار سيسارع الجيش إلى التنفيذ من دون تردد»، لافتاً إلى أن تطويع العدد الكافي أمر مهمّ لنجاح الجيش في مهامه». وختم المصدر: «عندما يصدر قرار سياسي سيتمّ تنفيذه، لكن لا أحد يمكنه أن يضع الجيش بمواجهة أحد إلّا بمقتضى ما تقرره الدولة اللبنانية». ورغم أهمية الجهوزية العسكرية فهي لا تكفي وحدها لحماية لبنان. وأشار الخبير العسكري العميد وهبي قاطيشا إلى أن «نجاح مهمّة الجيش اللبناني في تطبيق القرار 1701 ليس بنشر آلاف الجنود على الحدود ولا بالسلاح المتطوّر والنوعي، بل برمزية ومعنوية وجود الجيش على الحدود كممثل للدولة اللبنانية». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «قبل عام 1970 لم تتجرّأ إسرائيل على الاعتداء على لبنان أو شنّ الحرب عليه، وكان عدد الجيش متواضعاً، والآن، حتى لو نشرنا 20 ألف جندي وبقي دور (حزب الله) العسكري فهذا لن يغيّر شيئاً ولن يجلب الأمن للبنان».
من اتفاق القاهرة إلى «حزب الله»
ومنذ إبرام اتفاق القاهرة في عام 1969 الذي أعطى منظمة التحرير الفلسطينية حقّ استخدام جنوب لبنان للقيام بأعمال عسكرية ضدّ إسرائيل، لم يُسمح للجيش اللبناني بأن يمارس دوره في حفظ الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلّة، وبعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في عام 1982، أوكل العمل المسلّح لحلفاء سوريا، خصوصاً «حزب الله» حتى 25 مايو (أيار) 2000، موعد خروج إسرائيل من الجنوب، وبعدها احتفظ الحزب بسلاحه وعمله العسكري في الجنوب. وبعد حرب يوليو (تموز) 2006 وصدور القرار 1701 الذي قضى بتسلّم الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» الأمن على الشريط الحدودي، ظلّ الحزب موجوداً عسكرياً، وأجرى مناورات تحاكي الحرب مع إسرائيل، فيما خرقت الأخيرة القرار الدولي آلاف المرات، إلى أن وقعت الحرب الأخيرة على خلفية تحويل جنوب لبنان إلى جبهة مساندة لغزّة.
الردع بالسياسة والدبلوماسية
ومقابل تأكيد جميع الأطراف على حتمية تطبيق القرارات الدولية كمدخل للحلّ ووقف الحرب، رأى العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أنه «لا طائل من التمسّك بتنفيذ القرار 1701 وتجاهل القرار 1559، خصوصاً إذا احتفظ (حزب الله) بصواريخه، وواظب على إطلاقها من شمالي الليطاني أو من العمق اللبناني»، مشدداً على أن «توازن الردع يكون بالسياسة وبالدبلوماسية وليس فقط بالسلاح». وأشار قاطيشا إلى أن «تطبيق القرارات الدولية، لا سيما الـ1701 و1680 و1559، وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، يجعل سيادة لبنان محروسة دولياً، ولا تجرؤ إسرائيل على اقتطاع أي شبر من الأراضي اللبنانية».