أخبار لبنان..جبهة جنوب لبنان تتمدّد وتهزّ «الضمانات» بعدم انفجارها..«حزب الله» يرفض مجدداً إسكات «جبهة لبنان» وإسرائيل تسعى إلى إحياء أو توسيع الـ «1701» ..الجيش الإسرائيلي يعلن قصف منظومة صواريخ أرض - جو لـ«حزب الله» في لبنان..القصف الإسرائيلي يصل إلى عمق النبطية في جنوب لبنان..مواقف جنبلاط ضد الدخول في الحرب لا تنعكس على علاقته بـ«حزب الله»..
الأحد 19 تشرين الثاني 2023 - 3:49 ص 642 محلية |
اسرائيل تتمادى في العمق اللبناني..و«حزب الله» يعمّق جراحَها بإسقاط مسيّرة قتالية..
جبهة جنوب لبنان تتمدّد وتهزّ «الضمانات» بعدم انفجارها
الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |.... مع كل «تَمَدُّدٍ» لقواعد الاشتباك على الجبهة الجنوبية وتَوَغُّلِ الاستهدافات الاسرائيلية في العمق اللبناني والارتقاءِ الكمي والنوعي في عمليات «حزب الله»، «تهتزّ» اقتناعاتٌ بأنّ الحدودَ المترامية على امتداد أكثر من 100 كيلومتر من شبعا حتى الناقورة، ستبقى محكومةً بضوابط تردع خروجها عن السيطرة والتحاقها بـ «أم المعارك» في غزة. ومن خلف دخان أول استهدافٍ اسرائيلي منذ حرب يوليو 2006 لعمق منطقة النبطية حيث أطلقت مسيّرة فجر أمس، صاروخين باتجاه معمل الومينيوم (يقع على طريق تول - الكفور) ما أدى لاحتراقه بكامل معداته، في مقابل إسقاط الحزب مسيَّرة اسرائيلية «هيرميز 450» بصاروخٍ عَكَسَ قدراتٍ نوعيةً جديدة على صعيد منظومة الدفاع الجوي، عادت الضبابية لتكتنف ما كان يُعتقد أنه بات ثوابتَ يَنتظم تحتها العمل العسكري على الجبهة الجنوبية ربْطاً بخيْط سياسي «مربطه» الأساسي استراتيجيةٌ إيرانية ارتأت تجزئة ساحات «محور الممانعة» واعتماد ضغطٍ «بالمفرّق» على جبهات إسنادٍ ومشاغلةٍ من دون الانغماس بالحرب. فحجمُ العمليات التي نفّذها الحزب، أمس، على طول الحدود مستهدفاً مواقع عسكرية، وبعضها مستحدَث، والقصف الاسرائيلي والغارات المكثفة التي ألهبت شريط البلدات الحدودية وصولاً إلى النبطية، جَعَلَ أطرافاً سياسية في لبنان تتحرى مجدداً عما إذا كان ثمة سرٌّ ما وراء اندفاعة النار يؤشر إلى قرارٍ بالضغط على زرّ التفجير الكبير مع استمرار العدّ التنازلي لمهلة الأسبوعيْن لاسرائيل لـ «إنجاز مهمتها» في شمال غزة قبل ترْك الضغط الدولي يفعل فعله، إذا صحّ هذا التقدير. على أن أوساطاً مطلعة، مازالت تعتبر أن إبرازَ كل من اسرائيل و«حزب الله» المزيد من «الأنياب» في المواجهات على مقلبيْ الحدود لن يَخرج عن الحدود المرسومة لاعتباراتٍ ثابتة، تبدأ:
- من قرار إيراني، جرى التعبير عن حيثياته بلسان أكثر من مسؤول وآخِرهم العضو البارز في مجمع تشخيص مصلحة النظام غلام علي حداد عادل، الذي قال «إن إيران رفضتْ المشاركة في حرب غزة لتجنُّب الحرب مع الولايات المتحدة».
- واستطراداً امتناع «حزب الله» عن أي عمل يكون فيه المبادِر لكسْر الخطوط الحمر واكتفائه بمحاولة ترسيم قواعد الاشتباك على نحو يومي بما ينسجم مع وقائع الميدان وسلوك اسرائيل تجاهه بما في ذلك داخل سورية.
- وصولاً إلى ثبات عدم الرغبة الأميركية في اتساع رقعة الحرب، وحرص واشنطن على ردع «حزب الله» وإيران، سواء بديبلوماسية الأساطيل وحاملات الطائرات أو «الهاتف الأحمر»، وهو ما جَعَلها قبل أيام تشكّل ما يشبه «خلية طوارئ» اندفعت لتواصل على عَجَل مع مسؤولين كبار في بيروت للاستفسار عن أبعاد الخشونة الزائدة من «حزب الله» تجاه اسرائيل غداة مقتل 7 من عناصره بغارة في سورية، وإذا كان ذلك في إطار معاودة تثبيت قواعد الاشتباك أو يعبّر عن نية حربية، وحين أتاه الجواب بأن لا قرار بدخول الحرب تولّت لجْم خياراتٍ اسرائيلية كانت وُضعت على الطاولة وأُبلغت بها واشنطن وانطوتْ على سيناريوهات عدوانية موسّعة.
وفي حين استوقف دوائر متابعة ارتفاع منسوب الانتقادات في وسائل إعلام أميركية بارزة، وأبرزها «سي ان ان»، لبنيامين نتنياهو وحكومته على خلفية مجمل أدائه لاسيما في الضفة الغربية «والذي سيعود لينفجر في وجهنا ويجعل حل الدولتين مستحيلاً»، ما يؤشر إلى أن «إطلاقَ يد» تل أبيب في غزة والذي تحوّل غطاءً لتمرير مخطط خبيث في الضفة بدأ يتحوّل عنصراً ضاغطاً أكثر على الإدارة الأميركية لفرْملة نتنياهو ومساره التدميري لأي حل سياسي، فإن أوساطاً أخرى لم تُسقِط بالكامل احتمالات مفاجأةٍ ما قد تطلّ على الجبهة اللبنانية المشتعلة حالياً ولكن بـ «أعواد ثقاب» محسوبة حتى الساعة. وتخشى هذه الأوساط، وكما في كل حرب مفتوحة تتطور ديناميتها الميدانية على مدار الساعة، ليس أن يؤدي خطأ غير محسوب إلى فتْح جبهة جنوب لبنان، ما دام طرفاها ملتزمان قرار «ضبط النفس» و«يَفهمان تماماً على بعضهما البعض» في حدود العمليات «المقبولة» والردود «المسموحة»، بل الخشية أن يبلغ الجنون الاسرائيلي حدّ تَجاوُز واشنطن وعدم إبلاغها مسبقاً بأي خيار حربي تجاه لبنان، على قاعدة محاولة فرْض أمر واقع عليها وإطلاق عملية «إزالة خطر حزب الله» من ضمن المسار نفسه المعتمَد مع «حماس» فيكون أي مرتكز سياسي لإنهاء المعارك «موْصولاً» بالحزب ووجوده جنوب الليطاني. ولم تحجب هذه القراءات الوقائع الميدانية التي انطبعت بقصف الجيش الاسرائيلي شريطاً واسعاً من القرى الحدودية، من أطراف رأس الناقورة ومحيطها وجبل اللبونة وأطراف بلدتي مجدل زون والناقورة، إلى قرى شمع، طيرحرفا، علما الشعب، عيتا الشعب ورامية ودبل، مروراً بأطراف المنصوري والجبين، وشيحين وغرب تل نحاس وخراج دير ميماس منطقة الخرايب، وتلة حمامص ووطى الخيام وديرميماس حرش هورا، والمناطق السكنية في محيبيب ومركبا وكفركلا. في المقابل، أعلن «حزب الله» تنفيذ سلسلة عمليات «أوقعت إصابات مؤكدة في صفوف العدو» وأبرزها ضد «تجمع لجنود الاحتلال الإسرائيلي في خلة وردة»، و«مقر القيادة العسكرية المستحدث في وادي سعسع بالنيران الصاروخية»، وموقع الراهب، و«تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي في حرج شتولا»، وموقع بياض بليدا، وثكنة راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة) «بالصواريخ والقذائف المدفعية». وكان الحزب أعلن أنه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة... تعلن المقاومة الاسلامية إسقاط طائرة إسرائيلية معادية نوع هيرميز 450 وهي طائرة مسيرة قتالية متعددة المهام بواسطة صاروخ أرض جو أطلقه مجاهدوها عند الساعة 1:45 فجر السبت. وقد شوهد حطامها يتساقط فوق منطقة أصبع الجليل». في موازاة ذلك، أعلن رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين، أنه «طالما هناك حرب على غزة وتهديد لأهلها وقتل للأطفال والنساء، فإن كل قوى المقاومة الشريفة في منطقتنا تبقى تضغط على الإسرائيلي بأي وسيلة، وهذا لن يتوقف، ولا مجال اليوم للتحدّث عن وقف جبهة دون جبهة، وعن وقف ضغط مع إعطاء الإسرائيلي كامل الحرية في القتل واستهداف غزة، وبالتالي، فإن الضغط المستمر من أطراف المقاومة في منطقتنا على الإسرائيلي والأميركي، هو في الحقيقة قوة إضافية لكل محور المقاومة»....
«حزب الله» يرفض مجدداً إسكات «جبهة لبنان» وإسرائيل تسعى إلى إحياء أو توسيع الـ «1701»
• غارة إسرائيلية على النبطية للمرة الأولى منذ حرب 2006 بعد إسقاط مسيرة
الجريدة...منير الربيع... تتواصل الضغوط الدولية والدبلوماسية على لبنان لمنع حصول تصعيد أكبر على الجبهة الجنوبية. رسائل كثيرة توجه إلى حزب الله لضرورة وقف عملياته العسكرية أو بالحد الأدنى إبقائها عند مستوى منخفض ضمن قواعد الاشتباك، وعدم توسيع إطار الجبهات كي لا تتطور الأمور إلى معركة عسكرية واسعة. في المقابل، تؤكد مصادر متابعة أن حزب الله يردّ على هذه الرسائل سياسياً وميدانياً. سياسياً يطلق حزب الله مواقف واضحة يبلغها للوسطاء الدوليين بضرورة أن تضغط واشنطن على إسرائيل لوقف الحرب والعمليات العسكرية في قطاع غزة، والذهاب إلى وقف إطلاق نار ومفاوضات سياسية. وبحسب المعلومات، فإن الحزب يُضمّن هذه الرسائل، تهديدات بأنه لا يمكن أن يضمن أن تقف عملياته العسكرية عند المستوى الحالي، في حال استمرت إسرائيل بحربها ضد غزة، وبأنه لن يسمح بكسر حركة حماس عسكرياً. وفق هذه المعطيات فإن الحزب يبقي خيار التصعيد جاهزاً لديه، وقد حدد بنك أهداف جديد بخلاف المواقع العسكرية الإسرائيلية التي يستهدفها منذ 8 أكتوبر مقابل الحدود اللبنانية، لاستهدافها في «التوقيت المناسب» وإذا دعت الحاجة. أما الرسائل التي يوجهها الحزب ميدانياً، فهي تتطابق مع ما يطلقه في السياسة، من خلال عملياته العسكرية المستمرة ضد مواقع الإسرائيليين، والتي تتصاعد أو تتضاءل وفق ما تقتضيه المصلحة. ولذلك كان لافتاً شن الحزب عمليات مكثفة يوم الجمعة باتجاه المواقع الإسرائيلية تزامناً مع زيارة قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي إلى اسرائيل للبحث في كيفية منع انتقال الحرب الى «جبهة لبنان». والرسالة الأساسية التي أراد الحزب إيصالها مباشرة للأميركيين هي أن وجودهم ودعمهم لإسرائيل لا يردعه عن الاستمرار في عملياته، وهو يعلم أن إدارة الرئيس جو بايدن لا تريد توسيع نطاق الصراع في لبنان. وقال رئيس المكتب التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين خلال احتفال تأبيني في جنوب لبنان أمس «طالما هناك حرب على غزة وتهديد لأهلها (...) فإن كل قوى المقاومة الشريفة في منطقتنا سوف تبقى تضغط على الإسرائيلي بأية وسيلة ممكنة». وأضاف: «هذا لن يتوقف، ولا مجال اليوم للتحدّث عن إيقاف جبهة دون جبهة». ويحاول الحزب فرض إيقاعه العسكري في الجنوب وإحراج تل أبيب، وفي تقديره أن الإسرائيليين غير قادرين على التصعيد، ويجدون أنفسهم محاصرين في عمليات إجلاء المستوطنات الشمالية وعدم رغبة سكانها بالعودة طالما الحزب قادر ولو نظرياً على تنفيذ عملية شبيهة بعملية 7 أكتوبر. هذا الأمر قابل لأن يقود إلى مسارين، الأول تفاعل الاتصالات الدولية للوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار ومنع استمرار الجبهة مع لبنان، والذهاب إلى اتفاق سياسي دولي كبير يعيد إحياء عمل القرار 1701 وتطبيقه سياسياً، والثاني فهو احتمال يبقى ضئيلاً في أن يفتعل الإسرائيليون معركة كبرى مع لبنان واستهداف مواقع استراتيجية للحزب في العمق اللبناني وبعدها الذهاب إلى مفاوضات لتجديد العمل بالقرار 1701 أو توسيعه بطريقة تقنع سكان الشمال بالعودة. وينص القرار الذي أوقف حرب 2006 على ضرورة أن ينتقل مقاتلو حزب الله ومعداته العسكرية إلى شمال نهر الليطاني. وأمس استهدفت غارة إسرائيلية مصنعاً في جنوب لبنان يقع على بعد حوالى 15 كيلومتراً من الحدود بين الجانبين. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن الضربة هي الأولى لمنطقة النبطية منذ حرب 2006، مضيفة أنها استهدفت مصنعاً للألمنيوم. وبحسب المعلومات فإن هذه الضربة تأتي رداً على اسقاط الحزب مسيرة إسرائيلية من طراز «هيرميس 450»، بواسطة صاروخ أرض جو، حسب ما أعلن الحزب.
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف منظومة صواريخ أرض - جو لـ«حزب الله» في لبنان
تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم (السبت)، إن الطيران الإسرائيلي قصف أهدافاً عدة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، منها منظومة متقدمة لـ«صواريخ أرض - جو». وأضاف أدرعي، على منصة «إكس»، أن هذا القصف جاء رداً على إطلاق صاروخ أرض - جو على طائرة تابعة للجيش الإسرائيلي الليلة الماضية، مشيراً إلى أنه تم اعتراض الصاروخ. وفي وقت مبكر من صباح اليوم، أعلن «حزب الله» أن عناصره أسقطت مسيّرة إسرائيلية بصاروخ أرض - جو جنوب لبنان، وفقاً لوكالة «أنباء العالم العربي». وقال «حزب الله»، في بيان، إن المسيّرة التي تم إسقاطها من نوع «هيرمز 450»، ووصفها بأنها «مسيّرة قتالية متعددة المهام»، مشيراً إلى إسقاطها بواسطة «صاروخ أرض - جو»، الساعة 1.45 بعد منتصف الليل. وأشار البيان إلى أن حطام المسيَّرة شوهد يتساقط فوق منطقة إصبع الجليل في شمال إسرائيل. وتشهد الحدود اللبنانية - الإسرائيلية اشتباكات تتصاعد حدتها بين «حزب الله» وفصائل فلسطينية من جهة، والقوات الإسرائيلية من الجهة الأخرى؛ حيث يستهدف المقاتلون اللبنانيون والفلسطينيون المواقع الإسرائيلية من جنوب لبنان بالصواريخ، وترد القوات الإسرائيلية بقصف مدفعي وجوي يطال بلدات لبنانية.
القصف الإسرائيلي يصل إلى عمق النبطية في جنوب لبنان
استهدف منظومة صواريخ لـ«حزب الله» رداً على إسقاطه مسيّرة
بيروت: «الشرق الأوسط».. وصل القصف الإسرائيلي إلى عمق مدينة النبطية، في جنوب لبنان، عبر استهدافه معمل ألومنيوم بصاروخين، في ضربة على بعد حوالي 15 كيلومتراً من الحدود الجنوبية. وكانت غارة إسرائيلية استهدفت في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مركبة في عمق الأراضي اللبنانية في منطقة الزهراني على مسافة حوالى 45 كيلومتراً من الشريط الحدودي في ضربة كانت الأولى في هذا العمق من نوعها منذ بدء التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» على أثر عملية «حماس» في 7 أكتوبر. وأعلن «حزب الله» عن تنفيذه عدداً من العمليات وإسقاطه مسيّرة إسرائيلية، قبل أن يعود الجيش الإسرائيلي ويعلن عن قصف منظومة صواريخ أرض - جو تابعة للحزب. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بـ«أن الطيران الإسرائيلي استهدف فجر السبت عمق منطقة النبطية لأول مرة منذ حرب يوليو (تموز) 2006 بصاروخين أطلقتهما طائرة مسيّرة باتجاه معمل الألومنيوم ما أدى لاحتراقه بالكامل». وبعدما كان «حزب الله» قد أعلن الجمعة تنفيذه 13 هجوماً ضد مواقع عسكرية وتجمعات جنود على الجانب الإسرائيلي من الحدود، أحدها باستخدام طائرتين مسيرتين هجوميتين، أعلن السبت أن مقاتليه أسقطوا فجراً مسيّرة إسرائيلية، إضافة إلى شن هجمات أخرى على مواقع عسكرية إسرائيلية وتجمعات لجنود إسرائيليين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخاً أطلق على طائرة مسيرة إسرائيلية. وأشار الجيش الإسرائيلي عبر منصة «إكس» إلى أن التقرير الأولي لانطلاق صافرات الإنذار في الشمال أشارت إلى اعتراض الصاروخ الذي انطلق من لبنان. وذكر أن الأنظمة الدفاعية لم تسجل اختراق الصاروخ لأراضي إسرائيل. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن نحو 20 قذيفة صاروخية أطلقت من مناطق في جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، مشيرة إلى أن إطلاق القذائف جاء بعد تفعيل صفارات الإنذار في مناطق الجليل شمال إسرائيل. وقالت إن الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة ولم تقع إصابات، فيما بدأ الجيش الإسرائيلي رداً على مصادر النيران. وبعد الظهر قال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنّ «الجيش أغار قبل قليل على أهداف عدّة لـ(حزب الله) في الأراضي اللبنانيّة، من بينها مجمّعات عسكريّة». وكتب على حسابه على منصة «إكس» أنّ «مقاتلات سلاح الجوّ دمّرت منظومةً متقدّمةً لصواريخ أرض-جوّ، رداً على إطلاق صاروخ جو-أرض على طائرة للجيش اللّيلة الماضية، علماً بأنّه قد تمّ اعتراض الصّاروخ بنجاح». وفي بيانه قال «حزب الله» إن المسيّرة التي تم إسقاطها من نوع «هيرميز 450»، ووصفها بأنها «مسيرة قتالية متعددة المهام»، مشيراً إلى إسقاطها بواسطة صاروخ أرض-جو عند الساعة الثانية إلا الربع بعد منتصف الليل. وأشار البيان إلى أن حطام المسيّرة شُوهد يتساقط فوق منطقة إصبع الجليل شمال إسرائيل. ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مشاهد من إسقاط الطائرة المسيرة. وفي بيانات متفرقة أخرى، قال الحزب إن مقاتليه استهدفوا موقع بليدا وثكنة راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة) وموقع الراهب بالصواريخ والقذائف المدفعية، وحقّقوا فيها إصابات مباشرة. وأعلن أيضاً عن استهداف مقاتليه تجمّعين لجنود إسرائيليين؛ الأول في حرج شتولا والثاني في خلة وردة، إضافة إلى مقر القيادة العسكرية المستحدث في وادي سعسع، بالنيران الصاروخية محققين إصابات مؤكدة. كذلك نشر الإعلام الحربي لـ«حزب الله»، فيديو يظهر مشاهد من استهداف عدد المواقع التابعة للجيش الإسرائيلي. ولم يهدأ القصف الإسرائيلي منذ ساعات الفجر الأولى باتجاه المناطق الجنوبية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن القصف المدفعي طاول أطراف بلدة الجبين، وبلدتي طيرحرفا وشيحين. كما نفذ الطيران غارة جوية استهدفت رأس الناقورة وتواصل استخدام قذائف محرمة دولياً، حيث قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي قرابة العاشرة والثلث صباحاً أطراف بلدة مروحين بالقذائف الفوسفورية، كما نفّذ غارتين على شرق مروحين. كما أطلق الجيش الإسرائيلي، حسب «الوطنية»، القنابل المضيئة فوق سماء المنطقة المتاخمة للخط الأزرق وعلى الساحل البحري جنوب صور، وأطلقت قوات اليونيفيل أكثر من مرة صفارات الإنذار في مركزها محيط بلدة طيرحرفا وشمع والناقورة. واتسعت رقعة القصف الإسرائيلي حتى أطراف بلدة المنصوري بالقطاع الغربي، بعدما كان الطيران الاستطلاعي يحلق طيلة الليل وحتى الصباح فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط. ولفتت «الوطنية» بعد الظهر إلى أن صاروخ «باتريوت» انفجر فوق بلدة الحنية بالقطاع الغربي، كما انفجر صاروخان اعتراضيان فوق منطقة جب سويد خراج بلدة مجدلزون الجهة الشمالية الشرقية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الطيران الحربي نفذ قرابة العاشرة صباحاً غارة جوية استهدفت أطراف بلدة عيتا الشعب، وتبعتها غارة مماثلة على أطراف بلدة دبل، كما قصف أطراف بلدات عيتا الشعب ورامية ورميش وعيترون وجبل بلاط والقوزح ويارين وأطراف مارون الراس ويارون وطريق منطقة هرمون بقذائف من عيار 155ملم. وفي مرجعيون، طال القصف بلدات كفركلا ومركبا وبني حيان، وامتد إلى حولا، كما تم استهداف منزل عند أطراف بلدة مارون الراس، حسب «الوطنية».
مواقف جنبلاط ضد الدخول في الحرب لا تنعكس على علاقته بـ«حزب الله»
يعمل على خطة طوارئ مع الحزب لمواجهة التطورات
الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم... تمايز رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط منذ بدء حرب غزّة عن عدد كبير من الأفرقاء اللبنانيين بتأكيده «الوقوف إلى جانب الجنوبيين في لبنان وكل من يتعرض للاعتداء من قبل إسرائيل»، وإعطائه تعليمات لأهل الجبل لاستقبال النازحين. لكن هذه «المواقف الوطنية» التي لاقت ردود فعل إيجابية في بيئة الحزب وحلفائه، قابلتها رسائل واضحة من قبل جنبلاط والقياديين في حزبه لجهة الدعوة لعدم زج لبنان في الحرب، وهو ما يعكس تموضعاً ثابتاً بالنسبة إلى «الاشتراكي» حيال رفض السلاح خارج الدولة، وبالتالي لا ترتبط بالقضايا الداخلية اللبنانية ولا تغيّر منها شيئاً، حسب تأكيد «الاشتراكي». وكان جنبلاط قد أعلن أنه نصح بشكل رسمي وغير رسمي «حزب الله» بألا يُستدرج الى الحرب، وانتقد كلام رئيس كتلته النيابية محمد رعد عن أنه آن الأوان لزوال إسرائيل، واصفاً إياه بـ«غير المفيد». وقال: «من حقي أن أخاف على المواطن اللّبناني، وفي النهاية إذا كان قدرنا حرباً جديدة، فيجب علينا توحيد أنفسنا وترك السجالات الداخلية التي عشناها في الملف الرئاسي لنتفرغ إلى حماية المواطن»، ومن ثم عاد جنبلاط وأثنى على خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله وكلامه حول الحرب في غزة وتدخل الحزب، واصفاً إياه بالموزون والواقعي. ومع تأكيد النائبين في «الاشتراكي» هادي أبو الحسن وبلال عبدالله على أن مواقف الرئيس السابق للحزب هي وطنية بامتياز مرتبطة بالوضع الحالي، ولا تنسحب على القضايا السياسية الداخلية التي يختلف حولها مع «حزب الله»، يعوّل البعض على أن مواقف جنبلاط من شأنها أن تبدّل في طبيعة هذه العلاقة في المرحلة المقبلة. وهو ما يشير إليه المحلل السياسي المقرب من الحزب قاسم قصير بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «جنبلاط عاد إلى لغة (الحزب التقدمي الاشتراكي) الأساسية في لحظة مهمة على الصعيد الفلسطيني واللبناني والعربي والدولي، وهو يتماشى اليوم مع الرأي العام العالمي والعربي والإسلامي، وبالتالي من شأن هذا الموقف أن يساعد في تطوير علاقته مع الحزب لاحقاً، ويؤسس لمرحلة جديدة بينهما». ويقول أبو الحسن لـ«الشرق الأوسط»: «موقفنا ينطلق من المشهد الإقليمي المتفجر حيث تقوم إسرائيل بإبادة غزة، الذي من شأن تداعياته أن تنعكس على باقي الساحات في المنطقة، وسبق أن بعثنا رسائل للحزب لعدم جرّ إسرائيل للمواجهة، وبالتالي ذلك لا يبدّل من مقاربتنا للقضايا الداخلية التي لا تزال كما هي، إنما الوضع الحالي يتطلب تواصلاً مع مختلف الأفرقاء». الموقف نفسه يعبّر عنه النائب بلال عبدالله، (النائب عن الشوف حيث أنشئت خلية أزمة). ومع تأكيده على أهمية القضية الفلسطينية المترسخة بالضمير والوجدان بغض النظر عن «حركة حماس» وغيرها، يقول: «منذ أكثر من أسبوعين أعطى رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط تعليماته وبدأنا العمل على خطة طوارئ عبر إنشاء خلايا للأزمة بالتنسيق مع اتحاد البلديات وكل الأحزاب في منطقة الشوف، وعلى رأسها (حزب الله) وحركة (أمل)، حيث نتشارك في اجتماعات دورية، لا سيما أن الحزب يملك الإمكانات اللوجستية اللازمة». ويجدد عبد الله تأكيد ما قاله جنبلاط بالقول: «من اليوم الأول للحرب تمنى رئيس الحزب ألا نستدرج إلى مواجهة شاملة، لأن لبنان في وضع لا يحسد عليه في غياب مقومات الصمود، ولكن في الوقت نفسه في حال وقعت الحرب سنكون إلى جانب أهلنا، وهذا الشعار بالتأكيد ليس إعلامياً، وهو ما يعكسه العمل على الأرض الذي أنجزناه». وعما إذا كان يغيّر هذا التعاون من طبيعة العلاقة مع «حزب الله» التي تشوبها خلافات حيال قضايا داخلية عدة من السلاح والانتخابات الرئاسية وغيرها، يؤكد عبد الله: «موقفنا وطني بامتياز، وليست له علاقة بالحسابات السياسية الكبرى، ولا ينعكس على موقفنا من القضايا الداخلية»، مضيفاً: «لا يزال موقفنا نفسه حيال ضرورة التقارب والتوافق لانتخاب رئيس للجمهورية، وإن كنا نتمنى أن يتجاوز الجميع هذه الانقسامات وننجز الانتخابات الرئاسية»، معتبراً أنه من الغباء التفكير بربط نتائج الحرب في السياسة، ويقول: «من يراهن على أن إسرائيل تميز بين مناطق وأخرى هو مخطئ، والاستثمار في السياسة ينم عن سطحية في التفكير».