أخبار لبنان..مجزرة أطفال في عيناتا.. وقواعد اشتباك جديدة!..ميثاقية التمديد عند البطريرك: من المُعيب إسقاط قائد الجيش..هنيّة في بيروت وإبراهيم في قطر..مواجهة إسرائيل و«حزب الله» تهز قواعد الاشتباك..تأكيد لبناني ــ أردني على تكثيف الجهود لوقف حرب غزة..مصالح متبادلة تعيد النبض إلى علاقة «حزب الله» و«الوطني الحر»..شغور قيادة الجيش: لا أحد يعرف ماذا في اليوم التالي؟..

تاريخ الإضافة الإثنين 6 تشرين الثاني 2023 - 3:39 ص    عدد الزيارات 738    القسم محلية

        


مجزرة أطفال في عيناتا.. وقواعد اشتباك جديدة!...

باسيل يستدرك «خطأه الرئاسي».. وقائد الجيش يشكو «مظالم الأقربين» للراعي..

اللواء...شكلت جريمة استهداف سيارة مدنية بعد ظهر امس بين عيترون وعيناتا من قِبل جيش الاحتلال الاسرائيلي عنصراً ضاعطاً على قواعد الاشتباك في الجنوب. ومع أن المقاومة سارعت الى الرد في كريات شمونة الحدودية، لكنها اكدت في بيانها لها ان جريمة قتل الاطفال واستهداف المدنيين لن تمر. فيما كشف وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب عن المباشرة بتحضير شكوى جديدة عاجلة لمجلس الامن الدولي، ستقدم اليوم، رداً على جريمة اسرائيل في عيناتا بحق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة. وجاء التوجه لتقديم شكوى بعد اتصال بين الرئيس نجيب ميقاتي، الذي اكد ان الجريمة لن تمر مرور الكرام، داعياً الى اعتبار هذه الجريمة برسم مَنْ يدعون الى التهدئة.

لقاءات ميقاتي

وفي التحركات، التقى الرئيس ميقاتي في الاردن الملك عبد الله الثاني، ثم وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن، بمشاركة مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارة ليف، قبل ان ينتقل الى مصر حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأكد ميقاتي خلال الاجتماع «أولوية العمل للتوصل الى وقف اطلاق النار في غزة لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الارض المحروقة التي تتبعها اسرائيل باستخدام الاسلحة المحرّمة دوليا للامعان في احداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية». وشدد على«أن لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات الاسرائيلية اليومية على ارضه وسيادته برا وبحرا وجوا».

بلينكن

بدوره شدد وزير الخارجية الاميركية على انه يبذل جهده لوقف العمليات العسكرية لغايات انسانية على ان يترافق ذلك مع بدء البحث في معالجة ملف الأسرى. ونشر بلينكن منشورا عبر حسابه على منصة «إكس»، تحدث فيه عن اللقاء الذي جمعه بميقاتي. وفي منشوره، كتب: «من المهم أن نتأكد من عدم إنتشار الصراع بين إسرائيل وحماس إلى أماكن أخرى في المنطقة. لقد ناقشتُ مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي السُّبل لمنع حدوث ذلك وتأمين المساعدات الإنسانيّة للشعب الفلسطيني، كما ناقشنا حاجة لبنان المُلحة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية»... بدورها، اعلنت الخارجية الأميركية ان بلينكن شدد خلال لقاء مع ميقاتي بعمّان على أهمية عدم اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وحماس وأعرب عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار على طول حدود لبنان مع إسرائيل. ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة لا تزال محور تقييم في الداخل في الوقت الذي ينتظر البعض اطلالته الثانية وما إذا ستكون مستنسخة عن الأولى أم ان هناك مفاجآت معينة يعلنها مع العلم أن حزب الله يرصد ردات الفعل على كلمة السيد نصرالله. وقالت هذه المصادر أنه في الوقت نفسه يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاته الهادفة الى إبقاء الاستقرار قائما في البلاد وأشارت إلى أن خشية اللبنانيين من اندلاع الحرب لم تتضاءل لاسيما أن التطورات قد لا تحافظ على وتيرة معينة. إلى ذلك افادت أن ملف تعيين رئيس هيئة الأركان يشهد تزخيما له في المرحلة المقبلة في ضوء ارتفاع المطالبة بمعالجة الشغور في قيادة الجيش والمواقف من التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. رئاسياً، برز موقف جديد لرئيس التيار الوطني الحر، بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليل امس من ان كتلته النيابية على للالتزام بميثاق شرف لدعم أي رئيس جمهورية يتم انتخابه بجلسة انتخاب مفتوحة، في حال لم يتمّ التوافق قريباً على اسم جامع، اذا كان هذا الامر يساعد بإنهاء الفراغ ووقف تحلّل الدولة. توافقنا على انّه من واجب مجلس النواب انهاء الفراغ الرئاسي بسرعة وبحسب الدستور. واعتبرت مصادر سياسية ان موقف باسيل جدي، ولا يدخل اطار المناورة، وهو محاولة لاستدراك خطأه الرئاسي. وفي سياق سياسي متصل، اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موقفاً متضامناً مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، بعدما استمع الى محاولات استبعاده عن القيادة العسكرية في هذه المرحلة البالغة الصعوبة، لا سيما في ضوء حملات النائب باسيل وفريقه السياسي والنيابي. ودعا الراعي في عظة الاحد بعد لقاء عون الى انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول. مثل هذا الكلام يحطّ من عزيمة مؤسّسة الجيش التي تحتاج إلى مزيد من المساعدة والتشجيع والإصطفاف حولها. وهي في الوقت عينه منبع ثقة المواطنين واستقرارهم النفسيّ والأمنيّ».

الوضع الميداني

ميدانياً، لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على الجنوب حيث قام مساء امس الاحد باستهداف سيارة ابنة شقيقة المصور الصحفي سمير ايوب التي استشهدت والدتها واطفالها الثلاثة ، بعد ان كانت صباح امس استهدفت سيارتي اسعاف لكشافة الرسالة والى جرح عناصرها وسقوط شهداء، وطاولت القذائف والغارات الاسرائيلي العديد من القرى اللبنانية. وكان الاحتلال استهدف فجراً سيارتين تابعتين لكشافة الرسالة الاسلامية كانتا تحاولان اجلاء مصابين في اطراف بلدة طيرحرفا. واعلنت المقاومة الاسلامية انها لن تتسامح ابدا بالمس والاعتداء على المدنيين، وسيكون ردها حازما وقويا. وقالت المقاومة الاسلامية في بيان لها رداً على الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو بعد ظهر امس، وأدت الى استشهاد سيدة وثلاثة أطفال من أحفادها، قصف مجاهدو المقاومة مستمرة كريات شمونة بعدد من صواريخ غراد (كاتيوشا). والطفلات الشهيدات هن: ريماس محمود شور ١٤ سنة، تالين محمود شور ١٢ سنة، ليان محمود شور ١٠ سنوات، أمَّا الجدة فهي سميرة عبد الحسين أيوب. والسبت المقبل في 11 الجاري، يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمناسبة يوم الشهيد، وسيتطرق السيد نصر الله الى استهداف المدنيين، ودخول الجنوب مرحلة جديدة، ربما من قواعد الاشتباك. وفي التطورات العسكرية، ادخل حزب الله صاروخ «بركان» الى استهدافات العدو، وهو يصل مداه الى 10 كلم، ويحمل رأساً متفجراً يتراوح وزنه بين مئة وخمسمائة كلغ من المتفجرات. واعتبرت اسرائيل ادخاله تصعيداً في المواجهة.

ميثاقية التمديد عند البطريرك: من المُعيب إسقاط قائد الجيش

نداء الوطن...بعد غياب طويل نسبياً عن لبنان، عاد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليتصدر المشهد الداخلي، وتحديداً من باب تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون. وأتى الموقف الحاسم الذي أعلنه الراعي في عظة الأحد، ليضع حداً لمحاولة قادها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل وجاراه فيها رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية لتعطيل التمديد. ولإبعاد موقف البطريرك عن الشخصنة، حرص رئيس الكنيسة المارونية على إبلاغ العماد عون في أثناء لقائهما أمس على أبعاد موقفه من مسألة الفراغ. وعلمت «نداء الوطن»، أنّ البطريرك بعدما أعرب لضيفه عن إحترامه لشخصه، أثنى على «الأداء في المؤسسة العسكرية». وناقش الراعي مع عون الوضع الأمني جنوباً، وملف النازحين والنشاط الذي يقوم به الجيش في هذا الإطار والإستمرار بضبط الأمن في الداخل. وأكد الراعي «دعمه المطلق لقائد الجيش، ورفضه أن يمتد الفراغ إلى منصبه، ورغبته في التمديد له وإستخدام كل الوسائل القانونية من أجل تحقيق هذا الهدف، وعدم مقايضة هذا الملف بملفات أخرى أياً يكن حجمها، إذ لا يجوز أن يمتد الفراغ إلى المؤسسة العسكرية، فيما المنطقة تعيش الحرب. كما أنّ الفراغ في قيادة الجيش بالنسبة إلى بكركي هو خط أحمر. وتم الإتفاق بين الراعي والعماد عون على إستمرار التواصل في المرحلة المقبلة». في أي سياق أتى موقف البطريرك في عظته، وقد جاء فيها: «من المعيب حقاً أن نسمع كلاماً على إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعامله مع الدول؟». وفق المعلومات، موقف الراعي هو صدى للقاء البطريرك بباسيل عشية العظة، والذي لم يتردد في المجاهرة بموقفه الرافض التمديد لقائد الجيش، إذ قال: «إن وزراءنا ووزيري فرنجية يرفضون التمديد. وإذا ما تم تجاوزهم، فسيكون ذلك عملاً غير ميثاقي». وبدا موقف باسيل وكأنه يسعى الى إفقاد الطائفة المارونية المركز الثاني الأهم في الدولة، ألا وهو قيادة الجيش، بعدما فقدت منصب رئاسة الجمهورية منذ شغوره العام الماضي. وتفيد المعلومات أنّ الراعي أكد في عظته أن موقع قيادة الجيش يخصّ الموارنة تحديداً، وأنه في غياب رئيس الجمهورية، صارت بكركي هي المرجعية لتقرر في هذا الشأن. ويشير المتابعون الى أنّ الأنظار ستتجه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل إقناع فرنجية كي يشارك وزيراه في جلسة الحكومة للتمديد، بعدما صار واضحاً أنّ التمديد منوط بمجلس الوزراء. ولفت هؤلاء الى أنّ ما سيسهل مهمة بري هو أن موافقة فرنجية مع باسيل في رفض التمديد، كان «متسرعاً ومجانياً لم تقابله تنازلات من باسيل لفرنجية رئاسياً». وخلصت المصادر الى القول إنّ ما يعطي التمديد أهمية إضافية، هو أن قطر تربط المساعدات التي تقدمها للجيش حالياً بوجود جوزاف عون على رأس المؤسسة العسكرية. وهذه المساعدات تتمثل بـ 30 مليون دولار محروقات و100 دولار شهرياً لكل فرد في المؤسسة العسكرية. ومن ملف التمديد لقائد الجيش، الى ملف الجنوب، الذي كان حاضراً في جولة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في عطلة نهاية الأسبوع المنصرم. وشملت الجولة لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني عبدالله الثاني ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة الأردنية. ويقول المطلعون على الاتصالات الدولية والإقليمية، أنّ هناك مساعي لتكريس وقف إطلاق النار قبيل موعد القمة العربية، ولكن لم يعرف بعد ما إذا كانت هذه المساعي ستنتج هدنة إنسانية أم وقفاً شاملاً لإطلاق النار. ويشيرون إلى أنّ لبنان لا يزال ضمن خانة «التحييد الهش» الذي تقطعه المناوشات التي يشهدها الجنوب. وربطاً بعبارة «التحييد الهش»، بدا أمس هذا التحييد أمام اختبار دقيق بعد قصف إسرائيلي أدى الى مقتل أربعة أفراد من عائلة واحدة، هم شقيقة الصحافي سمير أيوب، وأحفادها الثلاثة (14 و12 وعشرة أعوام). وأصيب الصحافي الذي كان يقود سيارته على طريق عيناتا –عيترون المحاذية لبنت جبيل في القطاع الأوسط. وكان أفراد من عائلة شقيقته يسيرون خلفه في سيارة أخرى. وأدت جريمة مقتل أفراد من أسرة الصحافي ايوب الى موجة استنكار داخلية عارمة بينها مواقف لبري وميقاتي. وباشر وزير الخارجية عبدالله بو حبيب «تحضير شكوى جديدة عاجلة لمجلس الأمن»، ستقدم اليوم «رداً على جريمة اسرائيل في عيناتا في حق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة»، كما قال بو حبيب. كما أصيب صباح أمس أربعة مسعفين في قصف إسرائيلي على سيارتي إسعاف. وليلاً، أصدر «حزب الله» بياناً حول «الجريمة الوحشية البشعة»، معلناً «قصف مستعمرة كريات ‏شمونة بعددٍ من صواريخ غراد (كاتيوشا)».‏ وقال: «إنّ المقاومة الإسلامية تُؤكد أنها لن تتسامح أبداً بالمسّ والاعتداء على المدنيين، وسيكون ردّها ‏حازماً وقوياً». وعلى الجانب الإسرائيلي، أعلنت وسائل الإعلام «مقتل مدني إسرائيلي في هجوم صاروخي موجّه مضاد للدبابات أطلق من لبنان على منطقة بالقرب من بلدة كيبوتس يفتاح الشمالية»، يوم أمس الأحد. كذلك انفجر مساءً صاروخ أطلق من لبنان على إسرائيل في كريات شمونة، أدى إلى «اشتعال النار في سيارة، ولم يبلّغ عن وقوع إصابات»، كما ذكرت هذه الوسائل. ووسط هذا المشهد الجنوبي المأزوم ميدانياً، يطل الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله عند الثالثة عصر يوم السبت المقبل لمناسبة «يوم شهيد الحزب» التي يحييها سنوياً في مثل هذا اليوم. وفي انتظار الوقوف على مواقف نصرالله من تطورات الجبهة الجنوبية، تأتي اطلالته الجديدة بعد مرور أسبوع على الخطاب عصر الجمعة الماضي لتكريم ضحايا «الحزب» في المواجهة جنوباً المرتبطة بحرب غزة.

هنيّة في بيروت وإبراهيم في قطر

نداء الوطن...يصل الى بيروت خلال أيام رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» اسماعيل هنيّة لمتابعة ملف الأسرى، وفق معلومات أذيعت مساء أمس، وتأتي زيارته بعد طهران حيث استقبله المرشد الإيراني علي خامنئي. وعلى صعيد متصل، أوضح مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» أنّ «وجود اللواء عباس ابراهيم في العاصمة القطرية مشاركاً في المفاوضات الدائرة حول ملف تبادل الأسرى والمعتقلين بين «حماس» وإسرائيل، هو دخول مباشر لـ»حزب الله» على هذا الملف، لضمان «استغلال قيادة «حماس» في الخارج هذا الملف الأساسي في تحقيق أقصى المكاسب الممكنة». وقال المصدر إنّ اللواء ابراهيم الذي اعتاد نقل الرسائل بين «الحزب» والأميركيين، خصوصاً في ملفي الحدود البحرية والبرية، «يسعفه في مهمته الحالية أنّ صديقه أموس هوكشتاين منخرط في ملف المفاوضات حول عملية التبادل المفترضة، وهذا ما يجعله أكثر حضوراً في هذا الملف».....

جنوب لبنان.. حزب الله يصف مقتل 4 مدنيين بقصف إسرائيلي بـ"التطور الخطير"..

الحرة...أسرار شبارو – بيروت... شهدت الجبهة الجنوبية اللبنانية تطورا خطيرا تمثل باستهداف مسيرة إسرائيلية سيارة مدنية كانت تقلّ عائلة في بلدة عيناتا، وكذلك استهداف سيارتين تابعتين للدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية في أطراف بلدة طير حرفا. وسقط أربعة قتلى في عيناتا (قضاء بنت جبيل)، هنّ ثلاث شقيقات تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عاماً وجدتهن، كما أصيب اثنان بالقصف. وفي معرض رده على سؤال عن قصف السيارة الذي أودى بحياة مدنيين في جنوب لبنان، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، إن "الجيش يعمل بناء على معلومات المخابرات ويفحص جميع الوقائع في لبنان بدقة". وأضاف في مؤتمر صحفي "في ما يتعلق بلبنان، ننفذ هجماتنا استناداً إلى معلومات المخابرات وسنواصل شن هجمات. هذه هي مهمتنا. سنهاجم كل من يهددنا"، مشدداً "ندرس بالطبع جميع الأحداث في لبنان لفهم التفاصيل. هذا ما يمكنني قوله في هذه المرحلة". عضو كتلة حزب الله في مجلس النواب، النائب حسن فضل الله اعتبر قتل المدنيين "تطوراً كبيراً وخطيراً"، مشدداً على أن الجيش الإسرائيلي "سيدفع ثمن جرائمه ضد المدنيين". من جانبه وصف رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ما حصل في عيناتا بـ "الجريمة النكراء"، واضعاً إياها "برسم من يطالبون بالتهدئة ويتغاضون عما ترتكبه إسرائيل بحق لبنان"، مشدداً على أن "هذه الجريمة النكراء لن تمر مرور الكرام، وستكون مدار متابعة من قبل الحكومة، عبر اتصالات دولية، وأيضاً عبر تقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل الى مجلس الأمن على خلفيتها". وطالب ميقاتي في بيان، دول القرار في مجلس الأمن "العودة إلى تطبيق شرعة الأمم المتحدة والتحرك للجم الاعتداءات وإنقاذ ما تبقى من إنسانية وعدالة كي لا تبقى هذه الشكاوى حبراً على ورق". أما رئيس مجلس النواب، نبيه بري، فاعتبر أن ما حصل "يؤكد أن ما تقوم به إسرائيل من غزة إلى جنوب لبنان هو سياق واحد". وباشر لبنان تحضير شكوى جديدة "عاجلة لمجلس الأمن الدولي" سيقدمها يوم الاثنين، بحسب ما ذكرت وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب. من جانبه، دعا وزير التربية، الدكتور عباس الحلبي، جميع المسؤولين عن إدارة المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة إلى الوقوف صباح غد الاثنين دقيقة صمت حداداً على أرواح القتلى، حيث إن من بينهن ثلاث تلميذات من مدرسة القلبين الأقدسين في عين إبل.

بين مسعفين.. وخلية مخربين

قبل استهداف السيارة المدنية، مساء الأحد، استهدف الجيش الإسرائيلي فجراً، سيارتين تابعتين للدفاع المدني "أثناء قيامهما بواجبهما الإنساني بإجلاء عدد من المصابين من أحد المنازل التي استهدفتها قوات إسرائيلية في أطراف بلدة طير حرفا قضاء صور"، ما أدى إلى إصابة أربعة مسعفين بحسب ما جاء في بيان صادر عن جمعية "كشافة الرسالة الإسلامية". ودعت الجمعية المجتمع الدولي إلى التحرك فورا لوقف "خرق القوانين والأعراف والمواثيق الدولية التي تحظر على أي كان إعاقة عمل المسعفين تحت أي ظرف من الظروف". المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أكد أن الغارة كانت تستهدف خلية مخربين ولم تستهدف السيارتيْن، شارحاً عبر تغريدة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" بالقول "أغار جيش الدفاع في وقت سابق اليوم على خلية مخربين حاولت إطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الإسرائيلية في منطقة رأس الناقورة. خلال الغارة تم رصد سيارتيْن تصلان إلى المنطقة التي عملت منها الخلية". ودانت وزارة الصحة اللبنانية ما حصل، معتبرة أنه "لا يمثل فقط انتهاكاً صارخاً للقوانين الإنسانية الدولية، بل يُعد أيضاً استهتاراً بأبسط مبادئ الإنسانية والأخلاق". وذكّرت الوزارة في بيان "جميع الأطراف والجهات الدولية المعنية، وعلى رأسها منظمات الأمم المتحدة، ومنها منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بواجباتها وبضرورة تحمل مسؤولياتها لضمان حماية العاملين في المجال الصحي والمنشآت الصحية". وشددت على أن "الهجمات المتكررة على الطواقم الطبية والمرافق الصحية تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، والتي تنص على حماية واحترام العاملين في المجال الصحي وتوفير الأمان لهم خلال النزاعات المسلحة". ودعت "المجتمع الدولي وكافة الجهات المعنية لاتخاذ الخطوات الفورية والحازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال، ولمحاسبة المسؤولين عنها، وضمان الحماية الكاملة للطواقم الطبية التي تسعى جاهدة لإنقاذ الأرواح في ظروف بالغة الصعوبة" مؤكدة على أنها لن تتوانى عن تأدية واجبها الإنساني والوطني.

تصعيد ميداني

ميدانياً، ارتفعت حدة التوتر على الجبهة الجنوبية للبنان، حيث أعلن حزب الله عن قصفه كريات ‏شمونة بعددٍ من صواريخ غراد(كاتيوشا)، رداً على استهداف السيارة التي كانت تقل مدنيين، مشيراً في بيان الى أنه لن يتسامح أبداً بالمسّ والاعتداء على المدنيين وسيكون ردّه ‏حازماً ‏وقوياً. ‏ وكان حزب الله أعلن الأحد عن إسقاطه، مسيّرة إسرائيلية بصاروخ أرض - جو، سقطت أجزاء كبيرة منها فوق أحياء في بلدتي زبدين وحاروف، واستهدافه ثكنة أفيفيم ومواقع جل الدير ومسكاف عام والضهيرة، وآلية عسكرية إسرائيلية في موقع بياض بليدا، وكذلك نعى أربعة من قتلاه. في المقابل أعلن أدرعي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" الأحد عن "رصد مسيرة تقترب من داخل الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الإسرائيلية حيث تابعتها أنظمة الرصد والمراقبة وتم اعتراضها بنجاح في عمق الأراضي اللبنانية"، بحسب قوله. وفي السياق ذاته، أعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن قصفت الجيش الإسرائيلي أطراف بلدات محيبيب وبليدا ومروحين والضهيرة وتلبسين، ومحيط موقع جلّ العلام الواقع بين بلدتي علما الشعب والناقورة.

"الأرض المحروقة"

دبلوماسيا، التقى ميقاتي، ملك الأردن عبد الله الثاني، في حضور ولي عهد المملكة الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وأكد في خلال اللقاء على "ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب على غزة ومنع توسع دائرة الصراع في الإقليم، والتوصل إلى حل يبقي الفلسطينيين في أرضهم لتبقى قضيتهم حيّة ويصار إلى التوصل إلى حل عادل ونهائي". وسيتقدم لبنان "بشكوى موثقة ضد سياسة الأرض المحروقة واستخدام الفوسفور التي ينتهجها" الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أشار وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور ناصر ياسين، شارحاً في تغريدة عبر صفحته على منصة "إكس" "4.6 مليون متر مربع (462 هكتاراً) حرقتها قذائف الجيش الإسرائيلي وأسلحته الفوسفورية على البلدات الحدودية في جنوب لبنان، والتي أشعلت أكثر من 100 حريق وامتدت على مساحات حرجية شاسعة ذات أهمية بيئية عالية وأراض زراعية وعشرات آلاف أشجار الزيتون". يذكر أن حسن نصر الله، قال الجمعة، إن التصعيد على الحدود اللبنانية "سيتوقف على الأحداث في غزة والأفعال الإسرائيلية تجاه لبنان"، وذلك في أول خطاباته منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس. وقالت إسرائيل إن "لا مصلحة لها في دخول صراع على جبهتها الشمالية"، بينما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الشهر الماضي، حزب الله من "فتح جبهة ثانية للحرب"، قائلا إن فعل ذلك "سيستدعي ضربات إسرائيلية مضادة بحجم لا يمكن تخيله" سيجلب "الدمار" على لبنان.

الجيش الإسرائيلي: مقتل مواطن في هجمات لـ«حزب الله» اليوم

بيروت: «الشرق الأوسط»... قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن جماعة «حزب الله» اللبنانية هاجمت، اليوم الأحد، مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية عدة، وإن إحدى الهجمات أسفرت عن مقتل مواطن إسرائيلي. وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إن «حزب الله» يواصل «زعزعة الاستقرار الأمني على الحدود الشمالية ويستهدف سكان الشمال دون تمييز، ويخاطر بالاستقرار في جنوب لبنان»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي». وفي وقت سابق اليوم، أعلن «حزب الله» مقتل 3 من عناصره بنيران إسرائيلية، وذلك مع تواصل القصف المتبادل مع الجيش الإسرائيلي عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. وذكرت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام»، في وقت سابق اليوم، أن الجيش الإسرائيلي قصف مجدداً بلدات حدودية بجنوب البلاد. وتفجر القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي من جهة؛ وجماعة «حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة من جهة أخرى عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، في أعقاب اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقالت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام»، مساء اليوم، إن مواطنة لبنانية وأحفادها الثلاثة لقوا حتفهم بعدما استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة كانوا يستقلونها على طريق عيناثا - عيترون بجنوب لبنان.

مواجهة إسرائيل و«حزب الله» تهز قواعد الاشتباك

تنذر بتصعيد خطير بعد مقتل جدة وأحفادها الثلاثة بضربة مسيّرة

بيروت: «الشرق الأوسط»... شهدت نهاية الأسبوع الثاني من المواجهات «المضبوطة» بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني تطوراً سلبياً مع هجمات إسرائيلية استهدفت سيارات إسعاف صباح أمس، وسيارة مدنية في المساء، قتل فيها 3 أطفال وجدتهم. ووصف «حزب الله» ما حصل بأنه «تطور خطير»، ردّ عليه بإطلاق 10 صواريخ غراد على مستوطنات إسرائيلية قريبة مع الحدود، وهو سلاح يستخدمه الحزب لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات الحدودية في اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى». وقال عضو كتلة الحزب البرلمانية، حسن فضل الله، لوكالة «رويترز»، إن «هذه الجريمة تطور خطير في العدوان الإسرائيلي على لبنان، والعدو سيدفع ثمن جرائمه ضد المدنيين». وعلى أثر هذا التطور الأمني، طلب الجيش الإسرائيلي من المواطنين في القطاع الشرقي عند الحدود مع لبنان البقاء قرب الأماكن المحمية، فيما سمعت صافرات الإنذار تدوي في مستعمرات المطلة وكفر جلعادي وكريات شمونة. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة باستهداف مسيراته سيارة مدنية على طريق عيناثا - عيترون في قضاء بنت جبيل. وأوضحت أن سيارتين كانتا تسيران معاً، الأولى يقودها الصحافي سمير أيوب (مراسل قناة روسية، وهو من بلدة عيناثا)، وخلفه سيارة تقودها ابنة أخته المواطنة هدى حجازي، وبرفقتها والدتها وأولادها الثلاثة، عندما تعرضوا لغارة من مسيرة إسرائيلية، فأصيبت السيارة الثانية إصابة مباشرة، وانقلبت إلى جانب الطريق واندلعت فيها النيران. وأدت الغارة إلى مقتل كل من الجدة سميرة أيوب (شقيقة أيوب) وأحفادها الأشقاء ريماس محمود شور (14 عاماً) وتالين محمود شور (12 عاماً) وليان محمود شور (10 أعوام)، فيما أصيبت والدتهم هدى أيوب والصحافي سمير أيوب بجروح.

تأكيد لبناني ــ أردني على تكثيف الجهود لوقف حرب غزة

بيروت: «الشرق الأوسط»...شدد الأردن ولبنان على ضرورة تكثيف الجهود لوقف الحرب على غزة، ومنع توسع دائرة الصراع في الإقليم، وعلى أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. جاء ذلك بعد استقبال ملك الأردن عبد الله الثاني رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في عمّان، الأحد، بحضور ولي عهد المملكة الأمير الحسين، وذلك ضمن جولة ميقاتي العربية التي بدأها مطلع الأسبوع. ووفق بيان صادر عن الحكومة اللبنانية، جرى التشديد على «أهمية إيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع للأشقاء في غزة، ودعم المنظمات الإغاثية الدولية العاملة في القطاع». كما تناول اللقاء الأوضاع في لبنان؛ إذ أكد الملك عبد الله «دعم الأردن جهود الأشقاء اللبنانيين في تعزيز استقرارهم». ومن جانبه، أشاد ميقاتي بجهود الأردن بقيادة جلالة الملك في الدفاع عن القضايا العربية، والعمل نحو السلام والاستقرار، وشدد على «ضرورة الاستمرار في الجهود لوقف الحرب في غزة، والتوصل إلى حل يُبقي الفلسطينيين في أرضهم لتبقى قضيتهم حيّة، ويُصار إلى التوصّل إلى حل عادل ونهائي». كذلك اجتمع ميقاتي مع رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة في مقر رئاسة الحكومة الأردنية، وشارك في اللقاء وزير دولة الأردن لشؤون رئاسة الوزراء إبراهيم الجازي وسفير لبنان في الأردن يوسف إميل رجي. وجرى البحث، وفق بيان رئاسة الحكومة اللبنانية، في «ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ومنع توسيع دائرة الصراع في الإقليم»، وكان هناك تأكيد من الطرفين على «موقف البلدين الداعي إلى ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للأشقاء في غزة بشكل مستدام، والرفض المطلق للتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم». وعبّر ميقاتي «عن تقديره مواقف الملك عبد الله الثاني في دعم وإسناد القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية»، مؤكداً أن الجهود والاتصالات التي يقوم بها مع الأطراف العربية والدولية هي لضمان وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وتأمين وصول المساعدات بشكل مستدام، ورفض التهجير القسري». وبدوره، أكد الخصاونة أن الحصانة لإسرائيل في تجاوزها وانتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي بارتكاب المجازر واستهداف المدنيين يجب أن تنتهي وأن تتوقف، «فالقانون الإنساني الدولي يحرم ويجرم هذه الانتهاكات»، مشدداً على أن حياة الفلسطيني لا تقل أهمية عن حياة أي شخص آخر في العالم. وشدد الخصاونة: «الموقف المتقدم للملك عبد الله الثاني ومنذ اليوم الأول للعدوان على غزة بضرورة حشد الدعم الدولي لوقف العدوان على غزة والكارثة الإنسانية التي تواجه الأهل والأشقاء في قطاع غزة، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع». ولفت إلى «أن الدبلوماسية الأردنية التي يقودها الملك تؤكد دوماً أن حلقة هذا العنف لن تنتهي إلا بالتأسيس لأفق سياسي يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفي إطار حل الدولتين الذي يضمن الأمن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها».

ميقاتي يلتقي بلينكن والسيسي لحماية لبنان من الحرب

وتأتي لقاءات ميقاتي في الأردن بعدما كان قد بدأ جولته العربية بداية الأسبوع، والتقى السبت في عمان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وفي القاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مطالباً المجتمع الدولي «بالضغط على إسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات اليومية على لبنان». ويستكمل ميقاتي حراكه الدبلوماسي الأسبوع المقبل؛ حيث سيقوم أيضاً بزيارة المملكة العربية السعودية، للمشاركة في القمة العربية الطارئة، والقمة العربية الأفريقية، والسعي لشرح الموقف الداعي إلى «درء الأخطار الإسرائيلية، ومنع تمدد النيران باتجاه لبنان».

مصالح متبادلة تعيد النبض إلى علاقة «حزب الله» و«الوطني الحر»

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح...أعادت الأحداث والتطورات الأخيرة في غزة والمنطقة إحياء علاقة «حزب الله» - «التيار الوطني الحر»، التي شهدت تدهوراً غير مسبوق في العام الماضي، على خلفية قرار الحزب ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اللبنانية، وهو ما يعارضه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي تقاطع مع قوى المعارضة لإسقاطه بتبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. ولم يؤد الحوار، الذي انطلق بين الطرفين الصيف الماضي لمحاولة الوصول إلى تسوية تؤدي لانتخاب رئيس، إلى أي نتائج في ظل تمسك الحزب بفرنجية وترويج باسيل لمرشح آخر. وعلى وقع حرب غزة، عاد بعض النبض إلى علاقة الطرفين مع مبادرة باسيل للتواصل مع معظم القوى السياسية، ومن ضمنها «حزب الله». وسُجل اتصال هاتفي بين باسيل وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله قيل إنه بحث «حماية لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية». وليس خافياً أن من مصلحة «حزب الله» اليوم التقرب مجدداً من باسيل للحصول على غطاء مسيحي لعملياته في جنوب لبنان، باعتبار أن كل القوى المسيحية الأخرى تعارض بشدة أي نشاط للحزب جنوباً دعماً لغزة أو غيرها، في وقت يؤيد «الوطني الحر» الاستنفار العسكري جنوباً «بإطار الدفاع عن النفس لا الهجوم». ويدرك الحزب أن البيئة الحاضنة له ولجمهوره، في حال توسع رقعة الحرب، لن تكون بحجم ما كانت عليه في عام 2006، خاصة بعدما بينت حادثة الكحالة (حين سقط قتيلان أحدهما من الحزب على خلفية انقلاب شاحنة أسلحة في المنطقة) أن حتى البيئة «العونية» لم تعد تحتضنه، لذلك يسعى لاجتذابها مجدداً إليه. ويحاول باسيل بالمقابل أن يستثمر مواقفه من قتال الحزب جنوباً، بملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وحتى بملف رئاسة الجمهورية، إذ يرفض رفضاً قاطعاً طرح تمديد ولاية العماد عون التي تنتهي مطلع العام المقبل، وهو يعتمد على «حزب الله» لإحباط ذلك، خصوصاً في مجلس النواب بعدما تقدم نواب «القوات اللبنانية» باقتراح قانون للتمديد لقائد الجيش. وتستبعد مصادر مطلعة على جو «حزب الله» أن يغطي الحزب التمديد لعون من منطلق أنه لم يؤيد لا التمديد لحاكم مصرف لبنان (السابق رياض سلامة) ولا للمدير العام للأمن العام (السابق اللواء عباس إبراهيم). ولفتت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحزب «يفضل أن تُترك الآليات القانونية تأخذ مجراها كما حصل في الحالتين السابق ذكرهما». ويدفع باسيل لأن يتولى العميد بيار صعب مهام قائد الجيش؛ كونه الأعلى رتبة، وهو طرح ترفضه معظم القوى السياسية ولم يعلق «حزب الله» عليه. وقد عبّر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عن حقيقة ما يحصل لجهة المصالح المتبادلة بين «التيار» والحزب، إذ قال في مقابلة تلفزيونية أخيراً: «يبدو أن (حزب الله) يتفق مع النائب باسيل على عدم التمديد لقائد الجيش، وبعدما ابتعد باسيل عن (حزب الله)، يُريد الأخير أن يُعيده، فعدنا إلى لعبة الابتزاز، و(حزب الله) وباسيل محشوران، الحزب يُريد حليفاً مسيحياً». ويصف مصدر قيادي في «التيار الوطني الحر» العلاقة مع الحزب بـ«الفاترة»، مؤكداً أن «التيار» لم يطلب شيئاً بما يتعلق بالتمديد للعماد عون. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «موقفنا واضح لجهة رفض التمديد وننتظر ما سيفعله الحزب في هذا المجال علماً بأننا فهمنا منهم أنهم هم أيضاً لا يريدون التمديد. لكن إذا وافق رئيس البرلمان نبيه بري على وضع هذا الاقتراح على جدول أعمال أي جلسة مقبلة، فذلك سيعني عملياً تغطيتهم التمديد». ويشير المصدر إلى أن «التيار واضح تماماً بما يتعلق بالوضع جنوباً. هو غير موافق على أي عمليات عسكرية إلا بإطار الدفاع عن النفس، ولكن إذا دخلنا في الحرب فلا شك أننا سنكون إلى جانب الحزب». وأدى خطاب نصر الله الأخير إلى نوع من الاسترخاء في بيئة «التيار الوطني الحر» التي كانت تخشى الحرب المفتوحة وتجاهر برفضها. ويصف الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير العلاقة بين الحزب و«التيار» بـ«الجيدة حالياً»، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» عن «تواصل وتقارب بينهما ازدادت وتيرته بعد حرب غزة». ولا يرى قصير أن «العلاقة بين الطرفين قائمة على مصالح متبادلة حالياً إنما على رؤية وطنية مشتركة للتطورات».

شغور قيادة الجيش: لا أحد يعرف ماذا في اليوم التالي؟

الاخبار..نقولا ناصيف ... ابواب البرلمان مقفلة فيما معضلة مجلس الوزراء في نصاب الثلثين المفقود ....

الطرق كلها تبدو، الى الآن في احسن الاحوال، شبه مقفلة في وجه التمديد لقائد الجيش في منصبه سنة اضافية. التوافق غير المبرم بين الافرقاء على تولي كل منهم إعطاب ما يريده الطرف الآخر والحؤول دونه، يوازيه الاسوأ وهو ان احداً لا يعرف ماذا ينتظر اليوم التالي؟.. توشك الابواب ان تمسي موصدة بازاء الحلول المقترحة لما ينتظر الساعات الاولى من 10 كانون الثاني 2024 مع احالة قائد الجيش العماد جوزف عون الى التقاعد. يشترك الافرقاء، كلٌ على طريقته، في تبادل سدّ المسارب المؤدية الى اي مخرج طبيعي او مفتعل لتفادي شغور منصب القيادة. يشتركون كذلك في تعذّر التقائهم، على الطريقة اللبنانية، على مفهوم جوهري واحد لمسألة الحتمية: مَن يُستغنى عنه ومَن لا يُستغنى عنه. الواقع ان في المقابر مَن لا يُستغنى عنهم اكثر ممَن في الحياة يُستغنى عنهم.

تقيم السدود المرفوعة في بت مصير قيادة الجيش في المعطيات الآتية:

1 - لا تمديد للقائد الحالي سواء باقتراح قانون او بمشروع قانون في مجلس النواب. قبل اكثر من اسبوعين رغب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في احالة مشروع قانون الى البرلمان يمدد سنّ تقاعد الضباط الكبار في رتبتيْ عماد ولواء سنة اضافية، يشمل - ناهيك بعون - الالوية قادة الاسلاك العسكرية والامنية الاخرى ما دام ليس سوى عماد واحد بغية تبديد حصر الامتياز بفرد. سرعان ما اخفق المسعى. بدورها كتلة حزب القوات اللبنانية ولجت الى الموضوع في 31 تشرين الاول من باب اقتراح قانون معجل مكرر يقصر تمديد سنّ التقاعد على قائد الجيش، فأغلق رئيس المجلس نبيه برّي الباب بإحكام. اعطب اقتراح القانون نفسه بنفسه: ان يصدر اولاً عن كتلة نيابية تجهر بمقاطعتها جلسات مجلس النواب ثم تلجأ اليه ببند وحيد، وان يشاع ثانياً عن حق او عن باطل ان السفيرة الاميركية دوروثي شاي اوعزت بوضعه ثم تكلمت مع عدد من النواب المستقلين - لئلا يقال تغييريين - حضتهم على تأييد الاقتراح والمشاركة في جلسة التصويت عليه. الصائب والمنطقي ان يكون رئيس الحزب سمير جعجع في قرارة نفسه متيقناً من عبثية الاقتراح وعدم جدواه كي «يمنّن» السفيرة بالاقدام على ما لا يسعه الوصول الى نهاياته. فكيف بصيغة متهورة باطنية استفزازية؟

2 - من الصعوبة بمكان امرار التمديد اياً تكن اجتهادات الصيغ المتداولة في السرايا عن ان المرجعية صاحبة الاختصاص الدستوري في التعيين تملك بالضرورة الاختصاص نفسه في تمديده. مع انه اجتهاد غير مسبوق ويتعارض مع ما ينيطه القانون بوزير الدفاع المنصوص عليه في قانون الدفاع، الا ان المشكلة الناشئة ليست في امرار ذلك الاجتهاد او صوابه، بل في توفير النصاب القانوني الموصوف في مجلس الوزراء من اجل التصويت على بقاء عون على رأس قيادة الجيش. وزراء التيار الوطني الحر المقاطعون في الاصل انضم اليهم وزيرا تيار المردة بعدما افصح رئيسه سليمان فرنجية عن رفضه التمديد، اضف وزيراً ثالثاً حليفاً لهما هو جورج بوشكيان.

حزب الله لا يخوض في تعيينات مسيحية لا يرضى بها باسيل وجنبلاط يربط تعيين رئيس الاركان بتعيين قائد للجيش

3 - لحزب الله موقف قاطع في مرحلة استعادة التحالف مع التيار الوطني الحر، مؤداه رفضه الخوض في تعيينات المراكز المسيحية الرئيسية بلا التفاهم والتنسيق المسبق مع رئيس التيار النائب جبران باسيل الرافض بقاء قائد الجيش في منصبه. اخيراً اصبح حزب الله معنياً ايضاً بمجاراة حليفه الآخر ومرشحه لرئاسة الجمهورية الزعيم الزغرتاوي الذي جهر بمعارضته التمديد.

4 - ليس خافياً ان رئيس حكومة تصريف الاعمال اكثر المتحمسين للتمديد لقائد الجيش ما حمله على عرقلة اي خيار بديل، بما في ذلك تعيين قائد جديد كان يجري الاعداد له من ضمن صفقة متكاملة. وفق ما يُنقل عن ميقاتي يروي امام وزراء دوافع اشتباكه مع وزير الدفاع موريس سليم في 25 تشرين الاول، وهو اليوم الذي التقى فيه باسيل وفرنجية على رفض التمديد: لأسبوع خلا على ذلك التاريخ اجتمع بوزير الدفاع وسأله عما يعتزم القيام به لتفادي الشغور في قيادة الجيش مع اظهار ميله الى التمديد لعون. رد انه وفريقه في صدد التفكير في صفقة شاملة للمجلس العسكري بتعيين قائد جديد ورئيس جديد للاركان الى العضوين الشيعي والارثوذكسي. وطلب مهلة عشرة ايام لبلورة مشروع التفاهم هذا. طلب ميقاتي ان يُحاط علماً بإسم القائد المقترح قبل ان يصير الى الخوض في الصفقة. في ما قاله للوزراء وهو يسرد هذه الوقائع انه توخى بالكتاب الذي ارسله الى سليم تسهيل مهمته. واقع الامر ان الاحالتين المرفقتين بالكتاب الى وزير العدل بصفته وزيراً للدفاع بالوكالة وهو في فريق التيار الوطني الحر كسليم، والى قائد الجيش، كافيتان لنسف الصفقة برمتها والعودة الى النقطة الصفر عند الجميع. لا سلة المجلس العسكري، ولا التمديد للقائد.

5 - ابلغ النائب السابق وليد جنبلاط مَن يعنيهم الامر انه لن يوافق على تعيين رئيس للاركان ما لم يسبقه تعيين قائد جديد للجيش. يطابق جنبلاط موقفه هذا الطريقة التي يقارب بها سائر الملفات الداخلية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية. التسوية عنده مصدر الحلول كلها بمشاركة الافرقاء المعنيين جميعاً. يعرف ايضاً ان من الصعوبة بمكان تعيين رئيس للاركان في معزل عن اي تسوية او على نحو منفصل بدعوى تفادي شغور القيادة.

6 - الاستعداد المعلن لباسيل للموافقة على تفاهم يشمل تعيين المناصب الاربعة الشاغرة في المجلس العسكري، يضاهيه الشرط الاكثر تعقيداً والاكثر استجلاباً لاستفزاز ميقاتي هو اقتران التفاهم على سلة التعيينات بتوقيع الوزراء الـ24 جميعاً مراسيم السلة. سبق ان فوتح ميقاتي اكثر من مرة بعرض كهذا ثمن استعادته وحدة حكومته لا يُستشم منه سوى الطعن بكل ما كان صدر عنها منذ الشغور الرئاسي من مراسيم لم تقترن بتواقيع الوزراء الـ24.



السابق

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..إسرائيل تركّز حربها على «أنفاق حماس»..غالانت يتعهد بالنصر ولو بعد سنة وبقتل السنوار..ويتحدث عن أيام وأسابيع صعبة..خامنئي يستقبل إسماعيل هنية في طهران..لندن تحث طهران على استخدام نفوذها لمنع تصعيد حرب غزة..القاهرة تدفع بقوافل مساعدات إنسانية جديدة لغزة..«كتائب القسام»: وثقنا تدمير 24 آلية عسكرية إسرائيلية خلال 48 ساعة..كيف تحولت «تحيا فلسطين» السويدية إلى أيقونة لدعم غزة في الغرب؟..الجوع والعطش يلاحقان السكان في غزة..«أونروا»: المواطن العادي يعيش على كسرتَي خبز ويبحث عن الماء..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مهلة عربية لهدنة في غزة قبل «قمة الرياض»..بلينكن يجدد من رام الله الالتزام بإقامة دولة فلسطينية..وعباس يشترط «حلاً شاملاً» لحكم القطاع..وزير إسرائيلي متطرف يقترح ضرب غزة بـ «النووي»..إسرائيل: قسمنا قطاع غزة إلى شطرين..ومستعدون لأي سيناريو..«حماس»: استشهاد 9770 فلسطينياً بينهم 4008 أطفال منذ 7 أكتوبر..وإسرائيل تقول إنها قتلت 20 ألفاً نصفهم قضوا «في أنفاق حماس»..1031 مجزرة ارتكبها الاحتلال في غزة خلال 30 يوماً..غزة..معارك ضارية ومحاولات توغل والقتال «من منزل إلى منزل»..هل تعد إسرائيل سلاحاً جديداً للتخلص من أنفاق غزة؟..أطباء إسرائيليون يدعون لقصف مستشفى الشفاء في غزة..حرب غزة ستكلّف إسرائيل أكثر من 51 مليار دولار..

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,547,405

عدد الزوار: 7,696,415

المتواجدون الآن: 0