أخبار لبنان..خميس المفاجآت: مسيّرات انتحارية واستهداف 19 موقعاً دفعة واحدة..مطالبة أميركية لنصر الله بعدم التصعيد.. و4 شهداء للحزب..واشنطن لطهران: تصعيد نصرالله إعلان حرب.. إسرائيل تعلن وصول لواء إيراني إلى جنوب لبنان دعماً للحزب.. 3 قتلى بقصف إسرائيلي..إسرائيل تغرق في «طوفان تحليلات» وأكثرها إثارة «سيناريو أرماغدون»..وزير الدفاع الفرنسي في بيروت «تأكيد تمسك باريس باستقرار لبنان ودعم جيشه»..CNN: الأسد وافق على إرسال نظام صاروخي لحزب الله اللبناني بمساعدة فاغنر..جعجع: إذا أدخلنا الحزب في الحرب سيكون قد ارتكب جريمة كبرى..طلبات أوروبية غريبة لـ«حماية» الرعايا الأجانب: قوات عسكرية ومدرّعات وقنّاصون!..الإمارات «تطرد» الحريري..

تاريخ الإضافة الجمعة 3 تشرين الثاني 2023 - 4:31 ص    عدد الزيارات 783    القسم محلية

        


خميس المفاجآت: مسيّرات انتحارية واستهداف 19 موقعاً دفعة واحدة..

مطالبة أميركية لنصر الله بعدم التصعيد.. و4 شهداء للحزب..

اللواء....يمكن اعتبار يوم امس، وعشية كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يوم المفاجآت العسكرية، سواء على مستوى الهجمات او استهداف المواقف (19 موقعاً) بأسلحة نوعية وقذائف قاتلة، واستخدام نوع جديد من المسيرات الانتحارية، التي تنقض على الهدف مباشرة. واستأثر التصعيد في خميس الثاني من ت2، اي بعد مرور 27 يوماً على بدء المعارك في قطاع غزة، باهتمام محلي سياسي وشعبي، ومتابعة دبلوماسية، لا سيما من الجانب الاميركي، الذي اعلن على لسان اكثر من مسؤول ان واشنطن تنتظر ما سيقوله السيد نصر الله اليوم، في كلمته عند الثالثة من بعد ظهر اليوم. وقال المتحدث باسم مجلس الامن للقومي الاميركي جون كيري: سننتظر ما سيقوله الامين العام لحزب، ورسالتنا له ولأي طرف آخر بأن عليه ألا يوسع الصراع. واعتبرت مصادر سياسية التصعيد العسكري الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية هو بمثابة رسالة إسرائيلية واضحة عشية الكلمة التي يلقيها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، ولاعطاء انطباع بأن اي تهديد او رفع سقف المناوشات وعمليات القصف المحدودة او توسعها إلى مناطق أخرى، سيواجه برد عسكري إسرائيلي واسع النطاق، الا انها استبعدت ان يكون التصعيد الحاصل مؤشرا، على توسيع الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة. وتوقعت المصادر ان يكون خطاب نصرالله اليوم ،داعما حتى النهاية لعملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس منذ ما يقارب الشهر ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شريط غزّة وعالي النبرة ولاسيما ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما، لدعمهم المفتوح للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وتعاميهم عن المجازر والاعتداءات ضد المدنيين والاطفال، ومحملا بسلسلة من التهديدات ضد كل من يشارك بالعدوان الاسرائيلي الذي سينعته بأبشع الاوصاف. وبالرغم من السقف العالي لكلمة نصرالله التي يفيد فيها أيضا مؤثرات المواجهة المحتدمة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية اللبنانية، في دعم مقاومة حماس في الحرب الدائرة، وارهاق الجيش الاسرائيلي،الا انها استبعدت ان يتخطى نصرالله حدود المناوشات وعمليات القصف وتبادل اطلاق النار على الحدود الجنوبية، باتجاه توسيع نطاقها باتجاه مناطق واسعة،او اعلان المشاركة الواسعة في نطاق الحرب ضد حركه حماس والشعب الفلسطيني، لاعتبارات عدة، اولها نجاح الحركة بمواجهة العدوان الاسرائيلي والتصدي له بمفرده، وثانيا عدم وجود رغبة بتوسيع نطاق الحرب الدائرة، محليا واقليميا ودوليا، وثالثا، الخشية من انعكاسات الحرب على الداخل اللبناني والتدخلات الخارجية. وكشفت المصادر عن تلقي لبنان تطمينات وضمانات خارجية، باستبعاد توسع نطاق المواجهات العسكرية على الحدود الجنوبية اللبنانية، الى حرب واسعة النطاق لتشمل لبنان كله، ونقلت عن سفراء الدول الكبرى والعربية والصديقة المؤثرة، التي شملتها اتصالات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية، بأن مسار الاتصالات والمشاورات الديبلوماسية الجارية، يشمل ابعاد لبنان عن الانجرار الى الحرب، بالرغم من كل التصعيد الحاصل جنوبا، والاهم ان مسار الحلول الديبلوماسية انطلق من خلال المباشرة ببحث عملية إطلاق المحتجزين المدنيين لدى حركة حماس بوساطة قطرية، على أن يشمل لاحقا تنفيذ هدنه انسانية ووقف اطلاق النار ووضع اسس الاتفاق المستقبلي للقطاع. وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن القوى السياسية تترقب كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من أجل تقييم توجه المرحلة المقبلة وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه هناك استبعادا أي إعلان بوقف المعركة في الجنوب على ما يبدو. إلى ذلك رأت أن تعيين رئيس هيئة الأركان في الجيش سيوضع على نار حامية وقد يمر من دون التعيينات الأخرى لأعضاء المجلس العسكري بصفته الاكثر إلحاحا إلا أن هناك من يقول أن لا فصل للتعيينات وان رئيس هيئة الأركان «الدرزي» يمر مع مدير عام الإدارة «الكاثوليكي» والمفتش العام «الأرثوذكسي» وإن هناك دورا لوزير الدفاع وقائد الجيش في هذا الملف. وبقي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على موقفه الذي ابلغه للسفراء الذين التقاهم، من ان لبنان الرسمي مع «السلام ونبذل كل المساعي لوقف اطلاق النار في غزة، ووقف التعديات الاسرائيلية على جنوب لبنان». وكانت السفيرة الاميركية دورثي شيا من ابرز زوار السراي الكبير، لتسأل عمّا بلغته الاتصالات من اجل تبريد الوضع، وان بلادها ليست مع تصعيد العمليات، حتى بين اسرائيل وحماس في غزة. واحتلت خطة الطوارئ حيزاً من لقاءات ميقاتي الدبلوماسية، مع كل من سفيرة كندا ستيفاني ماكولم، والمبعوثة الالمانية للشؤون الانسانية ديك بوتزل، لجهة ما يمكن ان تقدمه الدول المانحة للبنان في حال فرضت اسرائيل الحرب على لبنان. وحسب ما فهم كانت بوتزل تخصص جزءاً من مباحثاتها للنازحين السوريين. وفي السياق، كان اللقاء مع سفير تركيا باريش اولو صوي، وسفير قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، الذي جاء للمتابعة في ما خص ما اتفق عليه خلال زيارة ميقاتي الاخيرة الى الدوحة. وفي السياق الدبلوماسي، اعرب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقاءاته الثنائية مع سفراء كل من هنغاريا، وتشيكيا، والنمسا، والباراغواي، عن اسفه لإنقسام أوروبا والعالم حول التصويت ضد هذا القرار، أو لنأي بعض الدول بنفسها وامتناعها عن التصويت». وختم «نحث الدول الغربية واصدقاء اسرائيل الضغط عليها لوقف تهديداتها اللفظية بتدمير لبنان وإعتداءاتها العسكرية على الجنوب اللبناني». ورأى وزير الجيوش الفرنسية ان بعثة الامم المتحدة في لبنان لا يجب ان تكون في موقف المتفرج، كاشفاً عن آلية بارسال حاملة طائرات الهيلوكبتر «ديكسمو» لساحل غزة

اللقاء الديمقراطي: لمنع الفراغ في الجيش

شددت كتلة اللقاء الديمقراطي في اجتماعها برئاسة النائب تيمور جنبلاط «على ضرورة التنبّه والوعي للنوايا الإسرائيلية المبيَّتة بتدمير لبنان، وبالتالي الحرص على عدم الانجرار إلى الحرب بالمعنى الأوسع، وعلى ضرورة ألا تتخطى الاشتباكات الضوابط الراهنة درءاً للمخاطر الجسيمة المتأتية عن عدوان إسرائيلي لا قدرة للبنان على تحمّل تداعياته». وجددت الكتلة «دعوتها الى القوى السياسية جميعها دون استثناء للارتقاء إلى مستوى خطورة المرحلة التي تستدعي مسؤولية استثنائية في معالجة الاستحقاقات كافة، وأهمها انتخاب رئيس للجمهورية، وبالوقت نفسه تفعيل عمل الحكومة القائمة، ومنع الفراغ في الجيش والمؤسسات الأمنية، ووقف مسلسل الشغور الذي يضرب المؤسسات تباعاً، ويهدد في ظل التحديات الخطيرة الراهنة وجودية الدولة برمتها».

جعجع لمنع وصول الحرب

وفي الاطار، دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى عدم وصول الحرب الى لبنان «لأنها ستقضي على البلد، ويجب ان نفعل المستحيل لمنعها»، مضيفاً: اذا ادخلنا في الحرب، فإن حزب الله سيكون ارتكب جريمة كبرى، وموقفنا الانساني من المواطنين الشيعة امر وموقفنا السياسي من الحزب امر مختلف كلياً. وقال جعجع: يا ريت السيد نصر الله ينسحب من الجنوب، ويسلم للجيش بدلا من ان يلقي كلمته وافلامه الدعائية «ما كان وقتها» (بتعبيره).

تجهيزات

وعلى صعيد الجهوزية لمواجهة المستجدات، اكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي في صيدا والنبطية ان تفعيل خطة الطوارئ في جميع المحافظات أمر ضروري وهدف هذا الموضوع ليس التخويف بل طمأنة الشعب. لبنان بلد الإيمان والحكومة متضامنة مع الجنوب وهو جزء من أهلنا. موقفه جاء خلال زيارة قام بها اليوم الى سرايا صيدا ، قبل ان يزور السراي الحكومي في النبطية متفقدا جهوزيتها لتطبيق خطة الطوارئ.

الوضع الميداني

ميدانياً، وسّع جيش العدو من رقعة اعتداءاته للمرة الثانية خلال أسبوع وطاول للمرة الأولى منذ حرب تموز 2006، الاطراف الغربية لبلدة يحمر - الشقيف، حيث سقطت قذيفتان مدفعيتان على طريق الوادي المؤدية الى النهر في منطقة مفتوحة وعلى مسافة قريبة من المنازل السكنية من دون وقوع اي اصابات. وأفادت وسـائـل إعـلام العدو، بأن «25 صاروخاً وقذيفة استهدفوا مواقع للجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان في نفس التوقيت». وبعد ظهر امس، هاجمت المقاومة الاسلامية 19 موقعا ونقطة عسكرية اسرائيلية بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية والاسلحة المباشرة، وحققوا فيها اصابات مباشرة، حسب بيان حزب الله. ومن المواقع التي ذكرها البيان: المرج، المالكية، رجل الدير، رأس الناقورة البحري، خربة زرعيت والظهيرة. وكشف الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ان الطائرات الحربية هاجمت مواقع لحزب الله، مشيرا الى ان الرد سيكون قائماً. واعلنت كتائب القسام في لبنان قصف مستوطنة كريات شمونة ومحيطها بـ12 صاروخاً. ونعى حزب الله اربعة شهداء هم: هشام محمد اسماعيل من بلدة ميس الجبل وعلي ملحم ومحسن عياش من بلدة حاروف وعلي كاظم فتوني من بلدة الصوانة.

واشنطن لطهران: تصعيد نصرالله إعلان حرب

• الأصابع على الزناد مع انتهاء مهلة وضعها «حزب الله» وإيران لوقف النار في غزة

• إسرائيل تعلن وصول لواء إيراني إلى جنوب لبنان دعماً للحزب • أميركا تلوّح برد مباشر على إيران وضرب مخازن الصواريخ واغتيال جنرالات «فيلق القدس»

• نصرالله يخطب اليوم «كقائد لمحور المقاومة» وحزبه يلوّح باستهداف أميركيين

طهران - فرزاد قاسمي و منير الربيع و AFP و DPA و رويترز.... طوّق الجيش الإسرائيلي مدينة غزة عاصمة القطاع الساحلي، الذي يحمل الاسم نفسه وسط مقاومة شرسة من مسلحي «حماس» الذين استخدموا قذائف مورتر، ومضادات دروع، وهجمات كر وفر من الأنفاق، في حين أيّد البيت الأبيض إعلان هدنة لساعات، لإدخال المزيد من المساعدات عبر مصر، وسط ارتفاع عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي الجوي. أكد مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية، أن طهران تلقت تحذيراً أميركياً موجهاً للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قالت فيه واشنطن إن إعلان الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله في خطابه المنتظر اليوم، الحرب الشاملة على إسرائيل أو أي خطوة عدائية تصعيدية تجاه تل أبيب أو واشنطن، فإن إدارة الرئيس جو بايدن ستعتبرها «إعلان حرب من جانب طهران»، بما يعنيه ذلك من أن احتمال توجيه رد إلى إيران نفسها بشكل مباشر لن يكون مستبعداً. وكانت «الجريدة» نقلت عن مصادر إيرانية، أمس الأول، أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تبنى ليل الثلاثاء ــ الأربعاء اقتراحاً من قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني لتصعيد الجبهات ضد الأميركيين في المنطقة، للضغط على واشنطن للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني الذي يشهد عدواناً إسرائيلياً وحشياً منذ 27 يوماً. وقال المصدر إن إيران و«حزب الله» أبلغا واشنطن أنه في حال لم يتم التوصل إلى أي نوع من وقف إطلاق النار قبل الجمعة، فإن الأمين العام للحزب سيعلن في كلمته، النفير العام، وستبدأ العمليات ضد إسرائيل من شتى الاتجاهات. وفي بيروت، أكدت مصادر دبلوماسية أن «حزب الله» وخلفه طهران حددا اليوم (الجمعة) مهلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار أو هدنة من أي نوع، ولكن بحسب تلك المصادر، فإن المهلة، التي أصبحت معروفة في الأوساط الدولية، تنتهي بنهاية كلمة نصرالله لا قبلها، وبالتالي فإنه في حال فشلت المساعي في التوصل إلى هدنة مع انتهاء يوم الجمعة، سيكون هناك تدخل كبير من جانب الحزب. وعشية عودة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، دعا الرئيس بايدن، أمس الأول، بشكل صريح إلى هدنة إنسانية بعد أن صدت واشنطن محاولات دولية لفرض وقفٍ لإطلاق النار. في المقابل، نقلت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية عن مصادر إسرائيلية قولها، إن تل أبيب قد توافق على هدنة إنسانية محددة ببضع ساعات، وذلك مع استمرار خروج الأجانب من قطاع غزة إلى مصر، بعد فتح معبر رفح لليوم الثاني على التوالي. وحسب مصدر «الخارجية» الإيرانية، فقد شدد التحذير الأميركي على أن واشنطن لا تريد إشعال فتيل الحرب مع إيران، وأنها سعت ولا تزال لتجنب حرب إقليمية مدمرة، لكن على طهران وحلفائها عدم اختبار الصبر الأميركي، وأن استمرار استهداف القوات والمصالح الأميركية في المنطقة سيؤدي إلى إجبار الولايات المتحدة على الرد ليس فقط على مصادر الهجمات المتواصلة في سورية والعراق بل أيضاً على الطرف الذي يعطي الأوامر، أي طهران. ووفقاً للمصدر، تم إرفاق التحذير الأميركي بصور أقمار صناعية وتجسسية عن مخازن ومواقع الصواريخ والمسيّرات والأسلحة الإيرانية في لبنان وسورية والعراق واليمن، في إشارة ضمنية إلى أنها ستكون أهدافاً محتملة، وكذلك أرفق صوراً لقائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني وبعض قادة «الحرس الثوري» العاملين في سورية ولبنان، في تهديد غير مباشر بمصير الجنرال قاسم سليماني. كما تضمن التحذير تهديداً للحوثيين لضرورة عدم المس بأمن الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ووقف إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل. ومع استمرار المواجهات العسكرية في جنوب لبنان، تحذر أوساط من أن «حزب الله» قد يتحرك هذه المرة ضد الأميركيين في خطوة غير مسبوقة منذ سنوات طويلة، لا سيما في ظل وجهة نظر تعتبر أن واشنطن حشدت عسكرياً ببنية هجومية لا بنية ردعية أو دفاعية. وبحسب معلومات «الجريدة» فإن قآني يعتقد أن المسيّرات التي تضرب «حزب الله» على الحدود مع إسرائيل، والتي كانت العامل الأساسي في نسبة الخسائر العالية في الأرواح التي تكبدها الحزب، يتم تشغيلها أو توجيهها من سفن أميركية راسية في البحر المتوسط. وتقول هذه الأوساط المتابعة، إن نصرالله سيتحدث اليوم كقائد لـ «محور المقاومة» لا لـ «حزب الله» فقط، وكلمته ستكون استثنائية، وذات سقف مرتفع جداً، ومن المفترض أن ترسم الخطوط الحمر للمرحلة المقبلة، وتضع معادلات جديدة لمنع الأميركيين والإسرائيليين من تنفيذ مخططاتهم في غزة. وقد أعلن «حزب الله» أمس أنه هاجم للمرة الأولى موقعاً عسكرياً إسرائيلياً بمسيّرتين انتحاريتين. في المقابل، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، أمس، أن إسرائيل مستعدة على الحدود الشمالية مع لبنان «للرد بقوة على كل من يحاول تقويض الوضع الأمني في الشمال». أما المتحدث العربي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فقد أطلق عدة تصاريح عن لبنان، كان أبرزها إعلان وصول ميليشيات إيرانية إلى لبنان. وقال أدرعي: «بعد سلسلة الإخفاقات التي مني بها حزب الله في تحقيق إنجاز ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وصلت إلى جنوب لبنان ميليشيا لواء الإمام الحسين الإيرانية بقيادة المدعو ذي الفقار، والتي أسست في الأصل في سورية لتقديم المساعدة للمحور الإيراني في السنوات الأخيرة، لتقديم المساعدة لحزب الله»، مؤكداً أن عناصر الميليشيا يشاركون في المواجهات الدائرة مع الجيش الإسرائيلي على الحدود. وحذر أدرعي من أن «حزب الله وميليشيا لواء الإمام الحسين يجرّان لبنان إلى دفع ثمن باهظ من أجل حماس ــ داعش»، مشدداً على أن «جيش الدفاع على أتم الاستعداد للرد بقوة». وفي العراق، حيث أعلن فصيل «حركة النجباء» المنضوي ضمن تحالف «المقاومة الإسلامية العراقية»، أنه بدأ حرب تحرير العراق من القوات الأميركية، وجّه رئيس أركان الحشد الشعبي عبدالعزيز المحمداوي (أبو فدك)، أمس، برفع حالة الإنذار القصوى استعداداً للتعامل مع أي طارئ خلال الأيام المقبلة، مشيداً بنتائج «ملحمة طوفان الأقصى». ولم يصدر أي توضيح من الحكومة العراقية حيث يعتبر «الحشد» مؤسسة حكومية خاضعة للحكومة. من ناحية أخرى، أكد المصدر الإيراني أن الصين صدت ضغوطاً أميركية تدعوها إلى وقف شراء النفط الإيراني لإجبار طهران على وقف دعم التنظيمات المسلحة في المنطقة خصوصاً في غزة، وتهدد بإلغاء القمة التي يتم العمل على انعقادها بين بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ في الولايات المتحدة، وكذلك الضغط على مزيد من الدول الصديقة لواشنطن لوقف أي عقود اقتصادية واستثمارية مع بكين إذا لم تضغط الأخيرة على إيران للتصرف بعقلانية. وأشار المصدر إلى أن الصين صدّت هذه الضغوط وستمضي قدماً في شراء النفط الإيراني وأنها حقيقة لا تولي الاهتمام بالتهديدات الأميركية، لا سيما أنه، للمرة الأولى، بات الاتجاه السائد لدى الرأي العام الصيني داعماً للقضية الفلسطينية ومنتقداً لإسرائيل. وفي تفاصيل الخبر: في وقت تدخل أسوأ حرب بين إسرائيل و»حماس» يومها الـ28، وسط غياب أي أفق دبلوماسي لوقفها، تقدمت قوات الجيش الإسرائيلي بمساندة جوية وبرية وبحرية في عمق قطاع غزة، رغم تكبدها خسائر مؤلمة في الأرواح، وطوقت مركز القطاع الذي يحمل الاسم نفسه، أمس، من محوري شمال غرب وشمال شرق، وسط مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية المسلحة التي استخدمت قذائف مضادة للدروع ومورتر وهجمات كر وفر باستخدام الأنفاق الأرضية. وقال قائد الجيش الإسرائيلي البريغادير جنرال إيتسيك كوهين: «نحن على أبواب مدينة غزة» المركز السكاني الرئيسي في شمال القطاع الذي أمرت الدولة العبرية سكانه بالمغادرة في إطار سعيها للقضاء نهائياً على «حماس». ووقعت اشتباكات استخدم فيها الجيش الإسرائيلي نيران المدفعية والدبابات، وسط تعزيزات من الجو والبحر بهدف قطع مدينة غزة عن المناطق الجنوبية للقطاع. وزعم الجيش أنه وجه ضربة جوية من مروحية وضربة صاروخية من زورق بحري، وقُتل العشرات من مسلحي أكبر حركة فلسطينية مسلحة خلال المعارك ليل الأربعاء ـ الخميس. وأوضح قائد سلاح المهندسين في الجيش الإسرائيلي البريغادير جنرال إيدو مزراحي أن القوات تقوم حالياً بمرحلة أولى لفتح مداخل في غزة، مضيفاً أن «هذه منطقة تضاريسية بالطبع مليئة أكثر من قبل بالألغام والأفخاخ... حماس تعلمت وأعدت نفسها جيداً». بايدن يؤيد هدنة إنسانية... وتل أبيب قد تقبل بـ «بضع ساعات» وفي خطوة رأى البعض أنها تهدف للضغط على المزيد من السكان لدفعهم للنزوح باتجاه جنوب القطاع، أعلن سلاح الطيران الحربي الإسرائيلي أنه سيشن حملة قصف قوية على «مقار أعضاء حماس في شمال غزة». حرب عصابات في المقابل، نجحت المقاومة الشرسة في إبقاء القوات الإسرائيلية البرية المتوغلة منذ 5 أيام في القطاع بدعم ناري من قصف جوي ومدفعي وبحري، خارج مدينة غزة عبر اعتماد أسلوب «حرب العصابات» بهدف إيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف القوات الغازية التي أقرت حتى أمس بمقتل 18 بينهم ضابط برتبة مقدم ويشغل منصب قائد الكتيبة 53. وأطلقت الفصائل الفلسطينية في شمال قطاع غزة خلال الليل، صواريخ مضادة للدبابات، وفجرت عبوات ناسفة، وألقت قنابل يدوية على قوات الجيش الإسرائيلي التي تقدمت إلى مناطق بيت حنون ومخيم الشاطئ جنوب مدينة غزة، إضافة إلى حي الزيتون. وأعلنت «كتائب القسام» تدمير ناقلة جند إسرائيلية قرب مسجد الخالدي شمال غربي غزة بقذيفة «الياسين 105»، إضافة إلى تدمير نحو 4 دبابات و3 جرافات على عدة محاور. تل أبيب تتعهد للقاهرة وواشنطن ولندن بالسماح لأي جريح يخرج من غزة للعلاج بالعودة إليها وأظهرت لقطات فيديو من الجانبين أن مقاتلي «حماس» و«الجهاد» يخرجون من أنفاق لإطلاق قذائف على الدبابات ثم يختفون مجدداً في شبكة الأنفاق في عمليات أشبه بحرب العصابات في مواجهة جيش أقوى بكثير ومدعوم من الولايات المتحدة بشكل شامل. ونشرت «حماس» تسجيل فيديو يظهر طائرة مسيرة وهي تسقط قنبلة يدوية. وتزامن ذلك مع إعلان وزارة الصحة ارتفاع عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي إلى 9063، إضافة إلى إصابة وجرح أكثر من 23 ألف شخص، في وقت حذرت من أن القطاع الصحي سينهار بالكامل بعد توقف المولد الرئيسي لمستشفى الإندونيسي جراء نفاد الوقود الذي تمنع سلطات الاحتلال دخوله للقطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. في غضون ذلك، أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الجيش الإسرائيلي أسقط أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على القطاع، ما يعادل قنبلتين نوويتين، فيما أكدت منظمة العفو الدولية، استخدام الدولة العبرية لذخائر الفسفور الأبيض، المحرمة دولياً، في غزة ولبنان. معبر رفح وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة مجندة بجروح خطيرة على الحدود المصرية دون توضيح لملابسات الحادث، نشرت هيئة المعابر الفلسطينية قائمة ثانية بأسماء نحو 600 من حاملي الجنسيات الأجنبية، بينهم 400 من حملة الجنسية الأميركية، سمح لهم بالعبور إلى مصر أمس عبر معبر رفح البري. رفض مصري - تركي - إيراني - «حمساوي» لوضع القطاع تحت إدارة دولية ـ إسرائيلية وجاء ذلك في وقت حذرت وزارة الصحة المصرية من أن حالة 81 جريحاً ضمن أول مجموعة تم نقلها إلى مستشفيات في شمال سيناء لعلاجها صعبة جداً ومعقدة بشكل غير معتاد، لافتة إلى احتمال وفاة العديد منهم. واستقبلت مصر 46 جريحاً فلسطينياً من أصل 81، نقلوا إلى مستشفيات الشيخ زويد والعريش وبئر العبد أمس الأول. وقالت مصر، إنها وافقت على إخراج نحو 7000 أجنبي العديد منهم من مزدوجي الجنسية من غزة بعد 4 أسابيع من الحصار المطبق والكامل على القطاع. وكشف موقع أكسيوس أن تل أبيب أعطت تعهدات لمصر وواشنطن ولندن بالسماح لأي جريح يخرج من غزة للعلاج بالعودة إليها «بعد انتهاء الحرب». في السياق ذاته، أعلن الهلال الأحمر المصري، في بيان، عبور 55 شاحنة مساعدات إنسانية رفح لتسليمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين «الأونروا»، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. الهدنة وعشية بدء وزير الخارجية أنتوني بلينكن جولة جديدة في المنطقة، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى «هدنة انسانية» في غزة بعد أن قاطعته سيدة يهودية تطالب بوقف إطلاق النار خلال حملة لجمع التبرعات لحملته الانتخابية. وقال بايدن: «أعتقد أننا بحاجة إلى هدنة. الهدنة تعني إتاحة الوقت لإطلاق سراح» الأسرى والرهائن. وجددت الخارجية الأميركية أمس رفضها لوقف إطلاق النار وتأييدها هدنة مؤقتة لأغراض إنسانية، فيما نقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مصادر إسرائيلية أن تل ابيب قد تقبل هدنة لعدة ساعات فقط. البحرين وبعد سحب الأردن سفيره من تل أبيب والطلب من الأخيرة عدم إعادة سفيرها إلى عمان حتى وقف العدوان على غزة، أعلن مجلس النواب البحريني، أن السفير الإسرائيلي غادر المملكة، وأن سفير المنامة سيعود من تل أبيب إضافة إلى وقف العلاقات الاقتصادية دعماً للقضية الفلسطينية ورفضاً لاستمرار التصعيد الإسرائيلي. الإدارة الدولية من جهة ثانية، أعلنت «حماس»، رفضها فرض أي وصاية أميركية على غزة بما في ذلك التلويح بتوافق إقليمي دولي لإدارة القطاع بعد انتهاء الحرب، وذلك تعليقاً على تصريحات لوزير الخارجية الأميركي أشار فيها إلى احتمال إشراك وكالات أممية في إدارة القطاع مع دول إقليمية إذا تعذر تشكيل سلطة فلسطينية في حال نجحت اسرائيل في إسقاط حكم «حماس». «الحشد الشعبي» يتأهب في العراق وبكين تصد ضغوطاً للتأثير على طهران في السياق نفسه، نقلت قناة «العربية» عن مصادر قولها، إن القاهرة رفضت مقترحاً بأن تتم إدارة غزة بمشاركة إسرائيلية - دولية في المستقبل. وأبلغ «الجريدة» مصدر إيراني رافق وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الى تركيا أن الوزير الإيراني ونظيره التركي هاكان فيدان اتفقا على رفض البلدين أي مقترح يفرض إدارة دولية على قطاع غزة.

لبنان.. 3 قتلى بقصف إسرائيلي

بيروت - «الراي»...قُتل ثلاث أشخاص وجُرح آخران بقصف اسرائيلي على جنوب لبنان.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بسقوط شهيدين في وادي السلوقي من جراء القصف المعادي، وإصابة ثالث نقل إلى مستشفى تبنين الحكومي وحاله خطرة. وقبلها تحدثت للوكالة عن «استشهاد هشام اسماعيل، وهو صاحب المنزل في المرج الشمالي، في ميس الجبل، الذي استهدفته قوات الاحتلال، وإصابة شخص من آل حمود، ونقلا إلى مستشفى»ميس الجبل«الحكومي»...

إسرائيل تغرق في «طوفان تحليلات» وأكثرها إثارة «سيناريو أرماغدون»

نصرالله يرفع الصوت والسقف اليوم... تصعيدٌ مدروس

الراي.. بيروت من - وسام أبو حرفوش وليندا عازار

- «حزب الله» نفّذ أول عملية بمسيَّرات مفخَّخة في مزارع شبعا

- قصف للجنوب قرب موقع لـ «اليونيفيل» ألحق أضراراً جسيمة بجداره وطفيفة بآلية تابعة للقوة الدولية

- وزير الدفاع الفرنسي في بيروت «تأكيد تمسك باريس باستقرار لبنان ودعم جيشه»

عشية إطلالة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، غرقت إسرائيل في «طوفان» تحليلات وسيناريواتٍ لِما سيعلنه أو «يُطْلِقه» في اليوم 27 على حربٍ مسرحها الرئيسي غزة وحرّكت «خط الزلازل» في المنطقة وساحات «قوس النفوذ الإيراني». ولم تُخْفِ إسرائيل ولا حتى الولايات المتحدة أعلى درجات الترقب لإطلالة نصر الله التي سيواكبها جمهورُه في تجمعاتٍ شعبية في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، ما جَعَلَ حتى شَكْلَ أولِ كلامِ للأمين العام منذ بدء «طوفان الأقصى» يوازي في أهميّته مضمونَ ما سيتوجّه به إلى تل ابيب وواشنطن بالدرجة الأولى. وإذا كان وجود بيئة «حزب الله» في الشارع لمواكبة إطلالة نصرالله يعكس «ثقةً عاليةً» منه بتوازن الردع الذي يَعتبر أنه أرساه مع إسرائيل، ويؤشر في الوقت نفسه إلى أنه لن يَعمد اليوم إلى إعلان الدخول في الحرب بما هو أبعد من المواجهات المدوْزَنة التي تطبع الجبهة الجنوبية منذ 8 أكتوبر الماضي، فإن المقلبَ الاسرائيلي بدا في حال ارتباكٍ شديد بإزاء الخطاب المنتظَر الذي تَرافق مع زيادةٍ في منسوب التحوّط براً وبحراً خشية مفاجآتٍ غير محسوبة. ولم يكن عابراً أن تتحدّث صحيفةُ «هآرتس» في تقريرٍ لها عن تَوَقُّع أن يتجاوزَ متابعو خطاب نصرالله عدد مشاهدي الكلاسيكو الإسباني والكلاسيكو الإنكليزي مجتمعيْن، مع اعتبار أن ما سيعلنه قد يكون «المفتاح لفك شيفرة خريطة ما هو آت»، من دون أن يُسقِط في سياق محاكاة ما سيقوله الأمين العام لـ «حزب الله» ما أسماه «سيناريو أرماغدون. وهو أن يعلن نصرالله في الدقائق الأولى من خطابه أن الصواريخ الآن في طريقها إلى تل أبيب وأن قوات الرضوان قد أصبحت في الجليل»، متداركاً «مع أن هذا السيناريو غير مرجح، إلا أن المؤسسة الأمنية والعسكرية تحسب له ألف حساب منذ إعلان توقيت الخطاب». وبدا واضحاً أن «وهجَ» الخطاب أصاب اسرائيل مكمِّلاً في جانبٍ منه وظيفة تحريك الحدود الجنوبية لجهة تشتيتِ قوى الجيش الاسرائيلي وإشغاله على جبهتين لتخفيف الضغط عن غزة، حيث كانت تل أبيب أمس عيْناً على وقائع التوغل البري في القطاع المحاصَر بالنار وما تلاقيه قواتها من صعوباتٍ في ظل مؤشرات الى أنها تواجه أشباحاً «يخرجون من أفواه الأنفاق» وبتدريبٍ عالٍ وروح قتال أعلى، وعيْناً أخرى على ما يخبئه الأمين العام لـ«حزب الله» الذي سبقت إطلالته أشرطةٌ «ترويجية» في إطار الحرب النفسية. وحرص وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على التمهيد لخطاب الأمين العام بإعلانٍ بدا أقرب إلى طمأنة الاسرائيليين، وقال فيه «ان الحزب لا يريد تحويل بيروت إلى غزة، وهو مرتدع الآن»، قبل أن يوجّه المتحدث باسم جيشه دانيال هغاري رسالة إلى نصرالله قائلاً «نحن جاهزون»، ومؤكداً أن «الجيش الإسرائيلي على استعداد تام للرد بقوة على أي شخص يحاول تقويض الوضع الأمني في الشمال»، ومشيراً إلى أنه حتى الساعة الأخيرة «هاجم الجيش مواقع على الحدود اللبنانية أطلقت منها صواريخ باتجاه إسرائيل»، ومبيناً أن «الفِرق على الحدود تعرضت لهجوم أيضاً في الساعة الماضية». وعشية الإطلالة، قالت مصادر في «محور المقاومة» إن الخطوط العريضة المحتمَلة لما سيتناوله نصرالله ستركّز على الإشادة بالإنجاز النوعي والتاريخي الذي حققته المقاومة الفلسطينية في 7 اكتوبر رغم التفاوت الكبير في القدرات العسكرية مع اسرائيل، وعلى ما عبّر عنه «طوفان الأقصى» من هشاشتها و«جيشها الذي يُقهر» والذي يحاول تعويض هزيمته وما تتعرض له قواته داخل غزة من عمليات خاصة وبعضها «خلف الخطوط العدو» بالانقضاض الوحشي على المدنيين. كما يفترض وفق المصادر، أن يتطرق نصرالله إلى الأثر النفسي والمعنوي العميق و«الذي لا يُمحى» لما حصل في 7 اكتوبر لجهة انعدام أمن الاسرائيليين وفقدان الثقة بجيشهم وبالمؤسسة السياسية التي فشلت في توفير مقومات البقاء داخل الدولة العبرية، في موازاة مهاجمة الدعم الأميركي والغربي لاسرائيل في «عملية الإبادة» لغزة وشعبها. وإذ يُنتظر أن يُشير نصرالله إلى ان كلام تل أبيب عن عدم رغبتها في الحرب مع «حزب الله» رغم جهوزيتها لها هو دليل على عدم قدرتها ولا استعدادها للانخراط في الصراع الأوسع، فإنه سيعتبر نشْر حاملات الطائرات الأميركية في الشرق الأوسط وتدفق القوات الخاصة الأميركية إلى إسرائيل دليلاً على خوف الأخيرة من فتح جبهة ثانية، لاسيما ضد «حزب الله» الذي حرصت واشنطن على إعلان أن حضورها العسكري في المتوسط هو «لردعه». وفيما سيمرّ نصرالله على الاستنفار الدولي الديبلوماسي لمنْع «حزب الله» من فتْح جبهة ثانية وعلى التواصل الذي يحصل مع إيران ولبنان عبر وسطاء في هذا الإطار، فإنه وفق المصادر نفسها سيَعرض ما يجري على الحدود الجنوبية من مواجهات تُظْهِر قدرات الحزب والردع الذي أحدثه بوجه إسرائيل وصولاً إلى التحوّل الاستراتيجي الذي شكّله نقله القتال إلى داخل الأراضي الإسرائيلية على عكْس النهج التاريخي الذي كانت تتبعه تل ابيب في القتال على أراضٍ أجنبية. وبحسب المصادر عيْنها، فإن نصرالله لن يقدم لاسرائيل ولا الولايات المتحدة جواباً على «سؤال المليون» حول إذا كان سينخرط في حربٍ مع اسرائيل دَعْماً لغزة ومتى، وذلك أولاً على قاعدة «أننا صرنا في الحرب» أصلاً انطلاقاً من تطورات الجبهة الجنوبية ولو المضبوطة، وأيضاً بهدف إبقاء اسرائيل برمّتها على رِجْل نصف وتنتظر صفعةً أكبر بكثير مما تلقّتْه في 7 اكتوبر بحال تجرأت على العدوان الشامل على لبنان.

«لواء الإمام الحسين»

وفي انتظار ما سيعلنه نصرالله وفيما وصل الى بيروت أمس وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو «لإعادة تأكيد تمسك باريس باستقرار لبنان ودعم جيشه وإجراء محادثات مع مسؤوليه وتفقُّد أحوال القوات الفرنسية العاملة في«اليونيفيل»، فإن الميدانَ جنوباً انطبع بسخونةٍ على مقلبي الحدود بالتوازي مع إعلان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي عبر منصة«اكس» أنه«بعد سلسلة الإخفاقات التي مُني بها حزب الله في تحقيق إنجاز ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وصلت الى جنوب لبنان ميليشيا لواء الإمام الحسين الإيرانية بقيادة المدعو ذي الفقار، والتي أُسست في الأصل في سورية لتقديم المساعدة للمحور الايراني في الأعوام الأخيرة وذلك لمساعدة حزب الله». وقال ادرعي «دخلت هذه الميليشيا في مواجهة مع جيش الدفاع على الحدود اللبنانية في الأسابيع الأخيرة، وتشارك في الاعتداءات الهجومية على السيادة الإسرائيلية. وحزب الله وميليشيا «لواء الإمام الحسين» يجرّان لبنان لدفع ثمن باهظ من أجل حماس - داعش. وجيش الدفاع على أتم الاستعداد للرد بقوة على كل مَن يحاول المساس بسيادة الدولة في الشمال». وفي موازاة ذلك، عُثر صباح أمس على جثتي الراعيين اللذين قضيا بنيران القوات الإسرائيلية أول من أمس، أثناء رعيهما الماشية قرب نهر الوزاني. وكان الجيش اللبناني وقوة «اليونيفيل» والصليب الاحمر بحثوا عن ربيع الأحمد (20 عاماً) وأمجد المحمد (22 عاماً) لساعات ليل الاربعاء من دون ايجادهما فاضطروا لوقف البحث بسبب حلول الظلام.

تدمير مُسيّرة

وفي حين برز في السياق الميداني إعلان «حزب الله» تدمير طائرة إسرائيلية مسيّرة فوق جنوب لبنان بصاروخ أرض - جو، نفى الجيش الإسرائيلي الأمر مع تأكيده إطلاق الصاروخ، لكن المسيّرة لم تتعرض لأضرار، معلناً أنه «رداً على ذلك، ضرب الجيش الخلية الإرهابية التي أطلقت الصاروخ وموقع الإطلاق». وأشار لاحقاً الى «استهداف خلية كانت تهمّ بإطلاق قذائف مضادة للدروع من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية»، قبل أن يقوم بقصف بلدات لبنانية عدة مثل رامية، ومركبا (بالقذائف الفوسفورية والانشطارية) وطيرحرفا، بالتزامن مع شنّ طائرات مسيّرة أكثر من غارة على إقليم التفاح، واستهداف محور اللبونة – جل العلم (الناقورة)، ليشتدّ القصف عصراً بعد دويّ صفارات الإنذار في الجليل الأعلى. من جهته، أعلن «حزب الله» تنفيذ أو عملية من نوعها شكلتْها «مهاجمة مقر قيادة كتيبة الإحتلال في ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بواسطة مسيرتين انقضاضيتين هجوميتين مليئتين بكمية كبيرة من المتفجرات وأصابتا أهدافهما بدقة عالية داخل الثكنة المذكورة»، وذلك بعد استهدافه موقع العباد مقابل بلدة مركبا بصاروخ «كورنيت» موجّه وكذلك موقع رأس الناقورة، وموقع«المرج»الواقع في وادي هونين بين مستعمرتي مرغليوت ومسكاف عام.

«اليونيفيل»

وأعلنت قوة «اليونيفيل» في بيان، أن «قذيفتين سقطتا وانفجرتا الأربعاء بعد الظهر على بعد 10 أمتار من موقع لليونيفيل قرب بلدة بيت ليف جنوب لبنان، ما ألحق أضراراً جسيمة بجدار وأضراراً طفيفة بآلية تابعة لليونيفيل. ولحسن الحظ، كان العناصر في الملاجئ في ذلك الوقت ولم يصب أحد بأذى، وقد فتحنا تحقيقاً». وأعربت مجدداً «عن قلقها البالغ إزاء تعرّض مواقعنا للقصف خلال تبادل إطلاق النار، ما يعرّض حفظة السلام وأي مدنيين قد يبحثون عن ملجأ هناك للخطر». ودانت «أي استخدام للمناطق القريبة من مواقعنا لشنّ هجمات عبر الخط الأزرق، وأي استهداف للمناطق القريبة من مواقعنا لأي سبب من الأسباب، ونذكّر الجميع بأن الهجمات على حفظة السلام جريمة وانتهاك للقانون الدولي». وختمت «رغم هذا الحادث والحوادث السابقة، لايزال حفظة السلام في مواقعهم ويقومون بمهامهم، ونعمل بنشاط على تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار على طول الخط الأزرق. كما أننا نواصل حضّ الجميع على وقف إطلاق النار ووقف أي أعمال قد تعرّض المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة للخطر»....

«فاغنر الروسية» تدرس تزويد حزب الله بأسلحة دفاع جوي

الجريدة... قالت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن معلومات مسرّبة من داخل الاستخبارات الإميركية، إنّ المجموعة الروسية «فاغنر» قد تقدم أسلحة دفاع جوي « SA-22» لحزب الله تزامناً مع اشتعال الحرب في غزة، واحتمال توسع الاشتباكات في الجنوب اللبناني عشية الكلمة المفصلية لأمين عام حزب الله حسن نصرالله.

CNN: الأسد وافق على إرسال نظام صاروخي لحزب الله اللبناني بمساعدة فاغنر

مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، التي تعمل في سوريا، تم تكليفها بتسليم نظام الصواريخ أرض جو SA-22

العربية .نت - شبكة CNN... قال مصدران، لشبكة CNN، إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على تزويد "حزب الله" اللبناني بنظام دفاع صاروخي روسي الصنع. وأضاف المصدران أن مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، التي تعمل في سوريا، تم تكليفها بتسليم نظام الصواريخ أرض جو SA-22. وليس من الواضح ما إذا كان قد تم تسليم النظام الصاروخي بالفعل أو توقيت تسليمه، وتابع المصدران أن هذا النظام كانت روسيا قدمته للحكومة السورية لتستخدمه. وقال مصدر إن الولايات المتحدة كانت تراقب التحركات الأخيرة للنظام الصاروخي، المعروف أيضا باسم "بانتسير". وذكر المصدر الآخر أن التقييم الأمريكي استند جزئيا إلى معلومات استخباراتية تم الحصول عليها حول المناقشات بين الأسد و فاغنر و"حزب الله" حول تسليم النظام الصاروخي. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت، في وقت سابق، أن فاغنر قد توفر النظام لـ"حزب الله"، ولم يتم ذكر دور الأسد من قبل. ويعمل مقاتلو فاغنر و"حزب الله" في سوريا منذ سنوات، جنبا إلى جنب مع القوات الروسية والسورية لدعم نظام الأسد ضد المعارضة، وبدأ "حزب الله" بسحب مقاتليه في السنوات الأخيرة. وقال مصدر ثالث مطلع على الاستخبارات الغربية إن هناك أدلة على زيادة التعاون بين "حزب الله" وفاغنر في سوريا. ويأتي احتمال حصول "حزب الله" قريبا على نظام دفاع جوي جديد وسط مخاوف من أن مسلحي "حزب الله" يفكرون في فتح جبهة جديدة في حرب إسرائيل على حركة "حماس"، في الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان. وقد حذرت الولايات المتحدة مرارا "حزب الله" والجماعات الأخرى المدعومة من إيران بالبقاء بعيدا عن الصراع ونشرت حاملات طائرات وقوات في المنطقة لمحاولة الردع ضد أي تصعيد محتمل. واستهدفت إسرائيل أيضا هذه الأنظمة الصاروخية داخل سوريا من قبل، كجزء من الهجمات الإسرائيلية الأوسع على المواقع العسكرية الإيرانية في البلاد. وليس من الواضح مدى تأثير روسيا على قرار توفير النظام الصاروخي لـ"حزب الله". ومنذ وفاة زعيم فاغنر، يفغيني بريغوجين، في أغسطس، قام الكرملين ببعض المحاولات لاستيعاب مرتزقة فاغنر لكن حتى أواخر سبتمبر، لم تشهد الولايات المتحدة تحولا حاسما فيما يتعلق بسيطرة الكرملين على المقاتلين، حسبما أفادت CNN سابقا. واستضافت روسيا قادة "حماس" في موسكو في وقت سابق من هذا الشهر، مما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية. وأفادت شبكة CNN، الخميس، بأن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن إيران ووكلائها يقيمون ردهم على التدخل العسكري الإسرائيلي في غزة لتجنب الصراع المباشر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة. ويشعر المسؤولون الأميركيون بقلق عميق من أن السياسة الداخلية لـ"حزب" قد تدفعه إلى تصعيد التوترات المتصاعدة، وقال أحد المسؤولين إنه من المقرر أن يلقي زعيم "حزب الله" حسن نصرالله، خطابا، الجمعة، حيث سيراقب مسؤولو الاستخبارات عن كثب أي إشارات حول نوايا "حزب الله".

حزب الله شنَّ هجمات متزامنة على 19 موقعاً في إسرائيل رويترز

الجريدة...ذكر مصدر كبير في حزب الله اللبناني لرويترز أن الجماعة المسلحة شنت اليوم الخميس هجمات متزامنة على 19 موقعا مختلفا في شمال إسرائيل على امتداد الحدود مع لبنان. وقال المصدر إن الأهداف شملت مواقع عسكرية. ولم يخض في التفاصيل.

"على الحكومة تطبيق القرار 1701"

جعجع: إذا أدخلنا الحزب في الحرب سيكون قد ارتكب جريمة كبرى

نداء الوطن...أكد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع ان "قرار الحرب والسلم مخطوف من قبل "حزب الله" وإيران، ولكنه وفق الدستور يجب أن يكون مع الحكومة اللبنانية، ولذلك على حكومة تصريف الأعمال اتخاذ الترتيبات اللازمة لإخراج "لبنان الرسمي" من هذا الأمر والمطالبة بتطبيق القرار 1701"، مشددا على ضرورة عدم جر لبنان الى الحرب لأنها ستقضي عليه وبالتالي علينا القيام بالمستحيل لمنعها. ودعا للوصول إلى حل فعلي بشأن القضية الفلسطينية، فالتجارب السابقة بدءاً من جمال عبدالناصر إلى صدام حسين وغيرهما، أثبتت أن الحرب لا تؤدي إلى نتيجة فعلية". جعجع وصف أحداث 7 تشرين الأول بـ"البطولة الكبيرة"، ولكن في الوقت عينه، اشار الى انها انقلبت بشكل غير مباشر، من خلال دول عديدة، لدعم الحكومة الإسرائيلية والوقوف إلى جانبها بعد أن كانت تواجه معارضة كبيرة من الداخل والخارج". اضاف: "يجب البحث عن نتيجة ما حصل بعد 7 تشرين الأول. نظرياً ما قامت به حركة حماس هو عمل بطولي، ولكن هذه العمليات أثبتت على مر السنوات أنها لا تؤدي إلّا إلى الحروب والدمار وقتل الأطفال والنساء. أحد غير ضليع في القضية الفلسطينية أكثر من ياسر عرفات الذي وصل إلى قناعة بأهمية التوجه نحو "الطريق الآخر"". واذ اعتبر ان "هناك تشويها للقضية الفلسطينية، فهناك من يتاجر بها، سأل جعجع: "ماذا فعل محور الممانعة لهذه القضية؟ ماذا فعل من 80 سنة حتى الآن؟ القضية الفلسطينية "مش بالحكي"، بل هي تتمثل بإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، ونحن قلباً وقالباً معها". اما في ما يتعلق بمزارع شبعا، أكد جعجع ان "هناك غشا كبيرا، فهذه المزارع احتلتها اسرائيل خلال حرب الـ1967 من سوريا، وبالتالي عندما طبّقت الحكومة الإسرائيلية القرار 425 لم تنسحب منها، وفي سبيل إبقاء السلاح بيد "حزب الله" نشر جميل السيد خرائط جديدة تضم مزارع شبعا للبنان". تابع: "أنا مدرك لما سأتهم به غداً، ولكن اليوم إذا وقّعت الحكومتان اللبنانيّة والسوريّة محضرا بأن مزارع شبعا لبنانيّة تنتهي المسألة، ونذهب به إلى الأمم المتحدة عندها نكون قد "حشرنا" اسرائيل فعلاً وأصبح مطلبنا محقاً." "رئيس القوات" الذي أوضح ان "اسرائيل لم تقم بـ"7تشرين"، وبالتالي الكلام عن استدراجها لحماس غير صحيح"، شدد على ضرورة "ايجاد الأنسب للقيام به من أجل تجنّب "توحّش" اسرائيل. ولفت الى انه "اذا كنا نريد نداح القضيّة الفلسطينية من الواجب إزاحة الطارئين عليها، خصوصا ان بعض المنظمات التي تعتمد إديولوجيات لا يمكنها أن تحمل القضيّة الفلسطينيّة، فالعالم يواجه الإيديولوجيّة وليس القضيّة، علما ان معظم العرب يؤيّدونها ولكن ضد حماس، كما المشهدية التي نراها في لبنان: محاولة "حزب الله" تسويق بأننا ضد القضيّة الفلسطينيّة فيما نحن فعليا ضدّه". وفي اطار الرد على اتهام "القوّات" بالعمالة، قال: "لنتحدث بواقعية، منذ 18 عاماً الى الآن، قبضت القوى الأمنيّة على مئات الشبكات بجرم التعامل مع اسرائيل ولم يجدوا قواتيا واحدا، فيما جميعهم إما من بيئة "حزب الله" أو من بيئة قريبة منه". جعجع الذي اشار الى ان "المسألة الإنسانيّة والموقف من الاخوة الشيعة أمر وان الموقف من"حزب الله" أمرٌ آخر"، رأى انه "في حال أدخل الحزب لبنان في حرب فهذه جريمة موصوفة والحل يكمن في تطبيق القرار 1701 وتسليم الجيش اللبناني الذي عند المسّ به يكون الجميع خلفه، وبالتالي لن يعتدي أحد على لبنان في حال تسلّم "الجيش" وحيدا الامرة في الجنوب بالتعاون مع القوّات الدوليّة ". وأكد ان "من يمنع تطبيق القرار 1701 هو "حزب الله"، ولو انه يشيع بان المجموعات المسلّحة المتواجدة في الجنوب غير تابعة له، اذ لا فصائل فلسطينيّة هناك إنما هو من اتى بهذه المجموعات التي تساعد حماس في اشتباكات عين الحلوة". انطلاقا من هنا، آثر جعجع التشديد بضرورة "الحياد" من خلال تطبيق هذا القرار، فالمشكلة ليست مع المجموعات الفلسطينيّة بل مع "حزب الله"، الذي "ترجى" الرئيس فؤاد السنيورة في السابق لتطبيق هذا القرار، لذا المطلوب منه "يرتاح"." ولجهة رفض القوات لـ"وحدة الساحات"، علّق جعجع: "المسألة لا تتعلق برفضنا لها باعتبار ان معالجة الواقع لا يعتمد هذا الطريق، فعلى سبيل المثال، هل اطلاق الصواريخ من اليمن على بعد 170000 كلم لتسقط في البحر الأحمر أو في أحسن الأحوال في مصر؟ او فتح حرب جنوب لبنان لمواجهة مئات وآلاف الجنود الاسرائيليين في مقابل مقتل عشرات آلاف اللبنانيين هو الحل؟". ردا على سؤال، أجاب: "سنّة لبنان يناصرون القضيّة الفلسطينيّة ولكن من منهم يدعو الى فتح الحرب على جبهة الجنوب!؟ سمعنا مواقف كل القوى السنيّة ودعوتها، وحتى الجماعة الإسلاميّة، لا تؤيد بأكملها فتح الحرب". وعن رأيه بمضمون كلمة الأمين العام لحزب الله الجمعة والأفلام الدعائية لها، قال: "في نهاية المطاف سيطل "تيفنّص" قليلاً على الناس فالقرار ليس بيده إنما في طهران. حبذا لو السيد حسن "بيصرف وقتو بشيء جدي وبيترك الجنوب للجيش والقوى الدوليّة". الأفلام الدعائيّة "مش حلوة" في وقت يموت المئات في غزّة يوميا". اما عن حديث الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فسأل "رئيس القوات": "ما الجدوى من اللقاء مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اليوم، خصوصا انك تعرفه جيدا وتعرف ماذا يريد، يا بيك." وحول اتهام المسيحيين بعرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وضع جعجع هذا الاتهام في خانة "التجني"، مضيفا: ""القوات" و"الكتائب" وكل قوى المعارضة تقاطعوا مع "التيار الوطني الحر" على إسم الوزير السابق جهاد أزعور، فلماذا لم يصل الى سدّة الرئاسة؟ ومن يريد أن يأخذ رئاسة الجمهورية من الموارنة؟". اما عن جولة باسيل الاخيرة، فسأل جعجع: "هل المطلوب أن نضحك على اللبنانيين!؟ ماذا انتجت هذه الجولة!؟ لماذا عليّ أن أستقبله!؟ فهل يحمل طرحا ما؟". وتطرق "رئيس القوات" الى ملف رئاسة الجمهورية الذي اعتبره "جامدا" في الوقت الحالي، ومن كان يعطله سابقاً هو المعطل اليوم، مذكرا بأنها المرة الاولى التي تمكنت المعارضة من الوقوف في وجه "حزب الله" ومنعه من إيصال مرشّحه، رغم كل المحاولات الحثيثة. وعن امكانية تسليم الولايات المتحدة الاميركية لبنان الى ايران، اكتفى بالقول: "كم صوت لها في مجلس النواب؟ الولايات المتحدة لم تكن معارضة لسليمان فرنجيّة في المطلق، ولكن "شو قدرت تعمل؟" قوّة المعارضة في لبنان أنها سياديّة حرّة ولا يمكن لأحد التأثير عليها". وعن مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، جدد جعجع التأكيد ان "القوات اللبنانية ترفض التشريع، باستثناء الضرورة، ولكن في ظل الخطورة الأمنيّة المحدقة بلبنان، لا حل أمامنا سوى التمديد، فالمؤسسة العسكرية لا تدار بقائمقام بل تحتاج الى قائد. واذا كان هناك من يحاول إفراغ الدولة من الموارنة فهو جبران باسيل الرافض للتمديد". تابع: "حكومة تصريف الأعمال التي تنتمي بغالبيتها لمحور الممانعة ترفض التمديد للعماد عون، انطلاقا من هنا، نريد الذهاب إلى مجلس النواب لتحقيق هذه الخطوة المنسقة مع قوى المعارضة. "حزب الله" و"التيار" "ناويين عليه"، والأكثريّة لهما في مجلس الوزراء، وبالتالي طرح الشيخ سامي الجميل بعدم المشاركة في اي جلسة نيابية باستثناء جلسة رئاسية، غير قابل للتطبيق في ظل هذه الظروف". وفي حال حصل التمديد وطُعن به في المجلس الدستوري، قال جعجع: "هذا المجلس يتصرّف انطلاقا من قاعدة وطنيّة في العديد من الملفات". وردا على سؤال، لفت جعجع الى ان "جماعة "التيار الوطني الحر" "عايشي على غير كوكب"، فيما نحن لا نفكّر بالنكايات السياسيّة بل اننا ضنينون على المؤسسة العسكرية، خصوصا ان قائد الجيش استطاع تأمين الأمن على الحدود والأمن الداخلي في آن معا، دون ان ننسى اننا على أبواب خطر". تعليقاً على ما قاله الوزير السابق وئام وهاب، اجاب جعجع: "كلام وهاب لا يمثل اللبنانيين لأن هذه ليست عاداتنا وتقاليدنا، الدول العربية والخليجيّة كانت تساعدنا من كرم أخلاقها ومحبتها للبنان ليس ليخرج واحد منا ويسمعها هذا الكلام، لذا أتمنى على رئيس حكومة تصريف الاعمال تقديم اعتذار الى الدول العربيّة ودول الخليج باسم الشعب اللبناني الذي لا يمثله هذا الكلام إنما ينبع من محور الممانعة". جعجع رد على من انتقد اجراء "القوات اللبنانية" انتخابات الهيئة التنفيذية وتركزيها على الانتخابات الطالبية في خضم معركة غزة، بالقول: "على الفرد الإستمرار بما يتوجب القيام به. ولقد تم تأجيل الإنتخابات الداخلية اكثر من مرة بسبب التحضيرات اللوجيستية، وأخذت وقتاً طويلاً، كما ان البلد مقبل على المجهول وعلينا ان تكون تركيبة الحزب كاملة متكاملة".

طلبات أوروبية غريبة لـ«حماية» الرعايا الأجانب: قوات عسكرية ومدرّعات وقنّاصون!

الاخبار...رلى إبراهيم .... طلبُ السفارة الألمانية (راجع «الأخبار» الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023) موافقة مجلس الوزراء على نشر عناصر من الجيش الألماني على الأراضي اللبنانية لـ«منع الأذى عن المواطنين الألمان وإنقاذهم عندما يكونون في محنة»، لم يكن يتيماً. فقد تبيّن أمس، أن دولاً عدة طلبت السماح لطائراتها الحربية بالهبوط في مطار بيروت، أبرزها كندا التي حطّت طائرة عسكرية تابعة لها بالفعل في مطار بيروت في 25 من الشهر الماضي، حاملة أسلحة وموادَّ مصنّفة خطرة. وكان الملحق العسكري الكندي في لبنان طلب من قيادة الجيش منح الطائرة تصريح عبور في الأجواء اللبنانية، كما وصل إلى الجيش كتاب مماثل من وزارة الخارجية اللبنانية. بناءً عليه، أرسل قائد الجيش جوزيف عون كتاباً في 25 تشرين الأول إلى وزير الدفاع موريس سليم يعرض فيه هذه الطلبات، مشيراً إلى أن «منح التراخيص للطائرات التي تنقل موادَّ خطرة هو من صلاحية مجلس الوزراء». وحوّل سليم، بدوره، الكتاب إلى رئاسة الحكومة. وكانت السفارة الكندية أرسلت، في 21 تشرين الأول، كتاباً إلى وزارة الدفاع موقّعاً من الكولونيل جينو كريتيان يعرض فيه لائحة «الموادّ الخطرة» المطلوب إدخالها لدعم التحضيرات لإجلاء الرعايا الكنديين من لبنان. اللافت أن الطائرة حطّت في مطار بيروت من دون علم مجلس الوزراء الذي وضع رئيس الحكومة على جدول أعمال جلسته أول من أمس، بنداً يطلب «الموافقة على سبيل التسوية على عبور الأجواء اللبنانية والهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي». وتبيّن أثناء مناقشة البند أن الطائرة تحمل قنّاصات مع مناظير ليلية، وكواتم صوت، وصواعق وذخائر أخرى. ولم تتكلّف السفارة عناءً بتفسير حاجتها إلى هذا النوع من الأسلحة إلى لبنان، وما هي وظيفتها في عمليات الإجلاء. وبعد نقاش حادّ، عارضت غالبية الوزراء الحاضرين ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي السماح بتفريغ الطائرة، وأوصى المجلس بمنح الطائرة تصريحاً للتحليق في الأجواء اللبنانية «مع التأكيد على وجوب عدم إدخال الموادّ الخطرة والأسلحة». وطرح الطلبان الكندي والألماني علامات استفهام حول الهدف من ورائهما. وعلمت «الأخبار» أن السفارة الألمانية لم تكتف فقط بما أرسلته من طلب لنشر أفراد من الجيش الألماني على الأراضي اللبنانية، من دون تحديد الأسباب ومكان النشر، وماذا تعني عبارةُ «عندما يكون المواطنون الألمان في محنة»، بل طلبت أيضاً إدخال 5 مدرّعات عسكرية! وتحدّثت مصادر أمنية عن طلبات إضافية من سفارات مختلفة بإدخال مدرّعات يصل عددها إلى 50. في السياق نفسه طلبت السفارة البلجيكية الإذن بإدخال «موادّ خطرة» عبر مطار بيروت الدولي بتاريخ 14 تشرين الثاني الجاري. وبحسب الأمنيين، فإن لبنان لم يتلقَّ طلبات مماثلة منذ عام 2006، ومن الواضح أن الأمر مرتبط بالحرب الإسرائيلية القائمة على غزة ووضع لبنان الاستثنائي.

طلبات من سفارات مختلفة بإدخال 50 مدرّعة و«مواد خطرة»

وعلمت «الأخبار» أن ميقاتي سيعلن اليوم عن تشكيل لجنة برئاسته تضمّ ممثلين عن كل الأجهزة للتنسيق في شأن أي طلبات مماثلة. علماً أن قانون الطيران اللبناني واضح ولا يحتاج إلى لجان خاصة، إذ تنصّ المادة الثانية من القانون على «حصول أي طائرة تطير فوق الأراضي اللبنانية على ترخيص من وزير الأشغال العامة». وتحدّد المادة 57 ضرورة حصول الطائرات التي تنقل متفجّرات وأسلحة وذخائر حربية على موافقة مجلس الوزراء. أما في حال كانت الطائرة العسكرية لا تحتوي على عتاد عسكري، فتحتاج إلى موافقة وزير الدفاع وترخيص وزارة الأشغال بحسب المادة 27، وهو ما حصل عند هبوط الطائرة العسكرية السعودية في مطار بيروت. لذلك يبدو مستغرباً عدم الالتزام بالقانون الواضح والاستعاضة عنه بلجنة جانبية.

الإمارات «تطرد» الحريري

الاخبار... مع تداول معلومات عن استغناء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن 70 موظفاً من جهازه الإعلامي ومستشاريه، وبيعه مقر تيار المستقبل في منطقة سبيرز في بيروت، وشراء أحد المتموّلين سيارات موكبه لمصلحة جهة ثالثة، كشفت مصادر مطّلعة أن سلطات الإمارات العربية المتحدة طلبت من رئيس الحكومة اللبناني الأسبق مغادرة أراضيها «بإيعاز من المملكة العربية السعودية، من دون معرفة الأسباب، ولا تفسير للتوقيت». ومنذ أجبرت الرياض الحريري على «تعليق» مشاركته في الحياة السياسية ومغادرة لبنان، في كانون الأول 2022، أقام الأخير في منفاه الإماراتي حيث مُنع من ممارسة أيّ نشاط سياسي، وتفرّغ لتنفيذ مشاريع تجارية ومالية لتعويض بعض خسائره المادية ودفع ديونه. وبحسب المصادر، فقد زار الحريري تركيا أخيراً والتقى الرئيس رجب طيب إردوغان الذي تربطه به علاقة طيبة. وعُلم أن إردوغان عرض على الحريري تقديم مقر لإقامته في حال قرّر الإقامة في تركيا، فيما لم يُعرف بعد موعد مغادرته للإمارات ولا إذا ما كانت تركيا ستكون منفاه الجديد.

موظّفو المنظّمات الدولية: 90% غادروا لبنان

الاخبار..ندى أيوب .. اختلف أداء المنظّمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة والسفارات الأجنبية ربطاً بالمواجهات العسكرية على الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وانعكس ذلك على درجة التأهب وما تستتبعه من إجراءات اختلفت بين طرف وآخر. أكثر الجهات استنفاراً كانت المنظّمات الدولية العاملة في لبنان، كـ"Save The Children" و"IRC" و"NRC" و"DRC" و"USPEAK" التي أنجزت إجلاء موظّفيها الأجانب الراغبين بالمغادرة. ففي غضون 10 أيام من إبلاغ الموظّفين الأجانب بخطة المنظّمات لتسهيل سفرهم، غادر نحو 90% من هؤلاء. وطُلب من العدد القليل المتبقّي الابتعاد عن المناطق المصنّفة خطرة مع إرسال عنوان سكنه، على أن تتكفّل سفارة بلده بإجلائه في حال توسّعت الحرب. أما الموظّفون المحليون الذين حظرت المنظمات سابقاً مغادرتهم لبنان من دون إذن، فقد طلبت منهم تزويدها بإحداثيات عن أماكن سكنهم (share location)، ولكن من دون أي خطط لتوفير أماكن لجوء آمنة لهم، خصوصاً من يقيمون في مناطق عرضة للاستهداف، فيما يجري نقاش داخل بعض المنظمات الكبيرة باتخاذ إجراء كهذا في حال كانت ميزانياتها تسمح بذلك. كذلك تدرس بعض المنظمات استئجار مراكز جديدة لأن اندلاع الحرب سيفرض عليها تدخّلاً أكبر في مناطق مختلفة، ولا سيّما بعدما طلبت الحكومة اللبنانية من المنظمات المشاركة في خطة الطوارئ ووضع الميزانيات المتوقّعة للاستجابة. وقد أثار ذلك حفيظة الموظفين المحليين الذين اعتبروا أنّ أولوية استئجار المراكز تقدّمت لدى المنظمات على حساب توفير أماكن بديلة لطواقمها المحلّية التي ترزح تحت ضغط عمل مضاعف نتيجة مغادرة الموظفين الأجانب، وسيقع على عاتقها وحدها تنفيذ خطط الاستجابة لاحقاً. ومن ضمن الإجراءات، «التطمينية» المتّخذة، صرفت المنظمات رواتب موظفيها قبل نهاية الشهر الماضي بعشرة أيام، وعرضت على من يحتاج منهم إلى الخضوع لجلسات دعم نفسي، وزادت من مخزون ما يُعرف بـ«عدّة البقاء على قيد الحياة» (survival kit)، داخل المكاتب. وهذه الإجراءات تكون موحّدة في العادة بين كل المنظمات. بدورها، اتّخذت قوات الـ«يونيفل» والهيئات التابعة للأمم المتحدة إجراءات احترازية، بدرجة استنفار أدنى، وطلبت من العاملين لديها، لبنانيين وأجانب، نقل سكن عائلاتهم مؤقّتاً إلى مناطق شمال الليطاني. وصُرفت بدلات مالية لمن ليست لديهم مساكن في مناطق شمال الليطاني. وبالتوازي، خفّضت القوات الدولية حضور موظفيها إلى مراكز عملهم في جنوب الليطاني إلى الحد الأدنى، معتمدةً سياسة العمل عن بعد لمن تتيح له طبيعة مهامه ذلك. والأمر نفسه اعتمدته الهيئات التابعة للأمم المتحدة، كـ "UNICEF" و"UNHCR" و"WHO" و"UNDP" وسواها ممن لا تزال طواقم عملهم الأجانب موجودين في لبنان. إلى ذلك، يصل إلى بيروت اليوم قادماً من رام الله وكيل الأمين العام لشؤون السلامة والأمن في الأمم المتحدة جيل ميشو من ضمن جولة في المنطقة على المراكز التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية. وتهدف الزيارة إلى مراجعة خطط الطوارئ والإنقاذ التي وُضعت لإجلاء العاملين في هذه المنظمات والمكاتب والمؤسسات والتأكد من سلامتهم في حال تطوّرِ الأوضاع وتوسّعِ الحرب.

واشنطن ولندن «مطمئنتان»؟

اللافت وسط حفلة التهويل الدبلوماسي التي قادها سفراء الدول الغربية في بيروت، والموفدون الدوليون الذين زاروا لبنان في الأسابيع الثلاثة الماضية، أن سفارات أساسية بقيت تعمل، ولا سيّما سفارتا أميركا وبريطانيا بما يناقض السقف العالي لخطاب الدولتين، إذ، لم يُجلَ أيّ من الموظفين أو أسرهم، لا بل انضم إلى طواقم العمل في بيروت موظفون جدد، ضمن عملية تبديل روتينية.

سفارات الغرب تنتقل من التهديد إلى القبول بالأمر الواقع | خيبة أمل أميركية: اللبنانيون لم يخافوا!

الاخبار.. فراس الشوفي .. أجبرت تطوّرات الأحداث على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلّة، وردّ المقاومة المتواصل على الاعتداءات الإسرائيلية، سفراء الدول الغربية الأساسية، على تبديل لهجة التهديد والوعيد ضد اللبنانيين التي اعتمدوها في الأسبوع الأول من الحرب، وتقديم مقاربات مختلفة للوضع في لبنان. ويوماً بعد يوم، ينتقل الموقف الغربي من لعب دور ناقل لرسائل الوعيد الإسرائيلية، إلى السعي لإقناع اللبنانيين باكتفاء المقاومة بـ«هذا القدر» من التصعيد. بالتوازي، تنشغل السفارات بورشة تحضيرات لوجستية وعسكرية، تحسّباً لاندلاع حرب واسعة تضطّر معها الدول الغربية لتنفيذ خطط إجلاء وإخلاء للرعايا وأطقم السفارات على عجلٍ من الأراضي اللبنانية. خلال الأسبوعين الأول والثاني، وعلى جولات، انطلقت السفيرة الأميركية دوروثي شيا بشكل رئيسي، لممارسة ضغوط على رئيسَي المجلس والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون والنائب السابق وليد جنبلاط، مطالبة بالضغط على حزب الله لوقف استهدافه للعدو، ومرفقة ذلك بتهديدات مباشرة بتدمير لبنان وعدم تحييد أي منطقة فيه. ولم توفّر جولة شيا اقتصاديين ونقابيين وأكاديميين ورجال أعمال لبثّ الذعر بينهم. ومثلها فعل زملاؤها الغربيون الذين تولّوا إشاعة معلومات عن قرار إسرائيلي بتدمير لبنان في حال تدحرجِ الحرب. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن رئيسَي القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب النائب سامي الجميّل، تجاوبا بسرور، مع مطالب شيا، بإعلان مواقف تحمّل حزب الله مسؤولية الحرب، والمطالبة بسحب المقاتلين من الجنوب، بعدما حرّضت شيا على إصدار مواقف لبنانية رسمية تدعو المقاومة إلى عدم الانخراط في الحرب، وعلى إدانة حركة حماس وحزب الله، وهو ما لم تحصل عليه. اليوم، تشعر شيا بـ«خيبة أمل» من اللبنانيبين عموماً، لأنهم «لم يخافوا من التهديدات ولم يضغطوا على حزب الله»، مع رفض الرسميين الاشتراك في حفلة التحريض ضد المقاومة في لبنان وغزّة، واستشعار الأميركيين ومن خلفهم الغربيون، بوجود تضامن لبناني واسع مع قطاع غزّة وغضب من الغطاء الغربي المفتوح لإسرائيل للاستمرار في جرائمها ضد الفلسطينيين، إضافة إلى تبرير اللبنانيين لعمليات المقاومة ضد المواقع الإسرائيلية. ولوحظ في الأيام الأخيرة، أن سفراء الدول الغربية، وأوّلهم شيا، تخلّوا عن لغة التهديد ومطالبهم السابقة، وانتقلوا إلى القبول بالأمر الواقع باستمرار المقاومة في الردّ على العدوّ، مع الإعراب عن الخشية من توسّع المعركة، والمطالبة بحصر الردود ضمن الواقع الحالي. وقالت شيا لمسؤولين ولشخصيات لبنانية، إنه «في حال التزم حزب الله بالسقف القائم حالياً من العمليات على طول الحدود فسيكون الأمر مقبولاً، وإسرائيل تتحمّل هذا القدر»، وأن «الأمور ستختلف إن بادر الحزب إلى رفع السقف». ونُقل عن شيا وعن دبلوماسي بريطاني رفيع أن «البحث في الحل السياسي صار وشيكاً»، وأن «على لبنان عدم التورط في حرب تعقّد المساعي التي بدأت للوصول إلى حل في غزة، وأن زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن للمنطقة تهدف إلى الاتفاق مع إسرائيل على سقف سياسي وزمني للعملية العسكرية». فيما نُقل عن الدبلوماسي البريطاني تأكيده أن «بريطانيا تنصح لبنان بألا يقوم بعمل يمنعنا من الضغط على إسرائيل، وتنصح إسرائيل بعدم القيام بأي عمل استفزازي يقود إلى حرب واسعة مع لبنان». وتولّى دبلوماسيون آخرون توضيح موقف سفرائهم، والتأكيد على أن المقصود لم يكن تهديد لبنان بالمعنى الفعلي، إنّما التأكيد على أن «لبنان يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً، وبالتالي تخشى الدول الأوروبية من انهيار الأوضاع فيه مع وقوع الحرب، خصوصاً بوجود مليونَي نازح سوري». وعلمت «الأخبار»، أن السفراء الغربيين لا يزالون يبرّرون لإسرائيل مجازرها وجرائمها بحق أهل غزة والضفة الغربية، واستمرار دعمهم لما يسمّونه «دفاع إسرائيل عن النفس»، من دون طرح أيّ رؤية واضحة للحلّ السياسي للمعركة الحالية، والاكتفاء بالحديث عن هدن إنسانية ليس أكثر والإشارة إلى حلول سياسية مستقبلية.

الاتصالات الغربية شملت رسميّين وسياسيّين ورجال أعمال ولم يتجاوب معها إلا جعجع والجميل

أمّا بالنسبة إلى الحشود العسكرية الأوروبية، البريطانية والألمانية والإيطالية والفرنسية على وجه الخصوص، فيحرص الغربيون على توجيه رسائل التطمين. وأبلغ أكثر من دبلوماسي أن السفن الحربية والقوات الخاصة التي يتمّ تحضيرها ونشرها في أكثر من منطقة، مثل قبرص والأردن ولبنان وفي قواعدها في دولها، ليس لديها هدف الاعتداء على لبنان أو المشاركة في الحرب على غزّة، بل الاستعداد لتنفيذ خطط إخلاء مئات الآلاف من حملة الجنسيات المزدوجة في المنطقة، في حال اتّساع رقعة الحرب. ويبرّر الغربيون الاستعداد لمثل هذه الخطط في لبنان (طالما، كما يقولون، إن أحداً غير مهتم باندلاع الحرب في بيروت)، بأن تجربتَي أفغانستان والسودان لم تكونا مشجّعتين، حيث أصيبت الدول الأوروبية بالإرباك مع الانسحاب الأميركي المفاجئ واندلاع الحرب خلال ساعات في السودان، وهي لا تريد أن تعيد الكرّة وتعرّض حياة عشرات الآلاف من مواطنيها للخطر، فضلاً عن الخشية من عدم قدرة الدولة اللبنانية على تأمين الحماية الكافية وإدارة عمليات على هذا القدر من التعقيد، رغم أن الرئيس ميقاتي طلب رسمياً من الجيش اللبناني، تولّي التنسيق الميداني مع هذه البعثات. كما تقوم غالبية الدول الأوروبية برفع مستوى الإجراءات الخاصة بحماية مقرات بعثاتها. على صعيد الاتصالات، تولّى مندوبون عن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا واليابان وسويسرا ودول أسكندنافيا، الاتصال المباشر بحزب الله، مع تسليم الجميع بصعوبة الحصول على إجابات واضحة حول خطة الحزب ودوره في الحرب، فيما جاءت ردود الحزب قاسية على الدول التي أعلنت دعمها للعدوان على غزّة، فضلاً عن قيام بعض السفراء بزيارة دمشق واستطلاع الموقف السوري، بما يخصّ الجولان وجنوب لبنان. إلى جانب التبليغات اليومية التي تقوم بها البعثات لمواطنيها العاملين في لبنان أو للبنانيين من حملة جنسياتها، فإن جديداً طرأ على برامج سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا ودول من شمال أوروبا، تمثّل في التواصل مع عدد تم اختياره بعناية، من اللبنانيين العاملين معهم، تحت عنوان «عدم ترك الأصدقاء عرضة للمخاطر». وأوضح معنيون أن الأميركيين يسعون إلى توفير ضمانات للعاملين مع منظمة «usaid» وآخرين يعملون في جمعيات تُموّل من قبلهم أو من قبل الاتحاد الأوروبي، ويطلقون مواقف سياسية حادّة ضد حزب الله. وبحسب المعلومات، فإن البعثات الدبلوماسية، أعدّت خطة إجلاء سريعة لنقل هؤلاء في حالة الحرب إلى قبرص، وأنها طلبت منهم معلومات شخصية مفصّلة عنهم وعن أفراد عائلاتهم، وحدّدت لهم الأمكنة التي يجب أن يتواجدوا فيها في حالة الطوارئ. وتمّ اختيار فندق على الساحل اللبناني وآخر في المتن الشمالي كمراكز تجمّع، أما الفريق الإداري الرئيسي في الجامعة الأميركية في بيروت، فإن الخطة تقترح نقله إلى مقر الجامعة الجديد في قبرص رغم أنه ليس جاهزاً بصورة كاملة بعد.



السابق

أخبار وتقارير..دولية..«وول مارت» تتعهد بمليون دولار لمساعدة ضحايا إسرائيل..بايدن أمام تجمع لمناصريه: أعتقد أن هناك حاجة لهدنة في غزة..بايدن يعد بمكافحة الإسلاموفوبيا في خضم حرب غزة..المستشار الألماني يطالب نتنياهو بحماية المدنيين في غزة..واشنطن لا تدعم توطيناً دائماً لمواطني غزة خارج القطاع..واشنطن تدرس «بدائل محتملة» لمستقبل غزة بعد عزل «حماس»..إزالة اسم إسرائيل من الخرائط الرقمية في الصين..روسيا تشنّ الهجوم «الأوسع» على بلدات أوكرانية..زيلينسكي: نجحنا في تقليص القوة العسكرية لموسكو..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..حماس: نفذنا هجوماً غرب غزة ودمرنا 6 دبابات إسرائيلية..الجيش الإسرائيلي يعلن أنه يطوق مدينة غزة من كل الجهات..نتنياهو: الكثير من الخسائر بصفوف قواتنا لكننا مصممون على تحقيق أهداف حربنا..إدخال مساعدات ووقود وإطلاق رهائن..اقتراح هدنة مدتها 12 ساعة فقط في غزة..للمرة الثانية..سياسي إسرائيلي يدعو لضرب غزة بـ «النووي»..توافق مصري - إسرائيلي على إلغاء فكرة ترحيل سكان القطاع إلى سيناء..المنامة تُعيد سفيرها من إسرائيل وتوقف العلاقات الاقتصادية..بايدن يؤيد «فترة توقف» في الحرب للسماح بمغادرة الرهائن..وزير الدفاع الفرنسي: سيتم إرسال حاملة طائرات إلى ساحل غزة..جنرال أميركي: حرب غزة فيتنام جديدة ..إدارة بايدن تعتقد أن أيام نتنياهو السياسية باتت معدودة ..وزيرة الداخلية الألمانية تعلن حظر أنشطة «حماس» وحل شبكة «صامدون»..

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,547,931

عدد الزوار: 7,696,451

المتواجدون الآن: 0