برنامج تلفزيوني يطرح سؤال عن دور وحجم انفاق حزب الله على حروبه الاقليمية ..؟؟

تاريخ الإضافة الخميس 19 تشرين الثاني 2020 - 9:32 م    عدد الزيارات 937    التعليقات 0

        

برنامج تلفزيوني يطرح سؤال عن دور وحجم انفاق حزب الله على حروبه الاقليمية ..؟؟

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب...

يقول الشاعر ابو الاسود الدؤلي .... لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه        عارٌ عليك إذا فعلت عظيم...

هذا البيت من الشعر ينطبق في معناه ومضمونه على حالنا مع حزب الله الذي يطلق العنان لقادته السياسيين واعلامه على اطلاق الاتهامات واصدار الاحكام بحق كل من يخاصمه او يرفض سياساته او لا يتماشى مع اهدافه الانجراف في مسيرته...؟؟ ومن هنا نبدأ....

مؤخراً بدا حزب الله ومن خلال تلفزيون الرسمي يبث برنامج اسبوعي وثائقي...تحت عنوان ...(اسرار التحرير الثاني)... وهي حلقات تتحدث عن دور حزب الله في الحرب على الشعب السوري...

رابط لاحدى الحلقات... https://program.almanar.com.lb/episode/134092

هذه الحلقات اللتلفزيونية الارشيفية يبدو ان الهدف منها هو التالي:

بث الرعب في قلوب اللبنانيين والعرب من خلال اظهار قدرات حزب الله القتالية

التأكيد على دور حزب الله الاقليمي والعابر للحدود دون ضوابط او التفات الى الداخل اللبناني، وما قد يتركه تدخل حزب الله في دول اخرى من انعكاسات سلبية على اللبنانيين ومصالحهم كما على تناغم النسيج اللبناني ومكناته الدينية والسياسية والعرقية... نصرالله يقول...(نكون حيث يجب ان نكون..)...

اثبات الدور الديني لحزب الله والتزامه بعقيدة دينية يقاتل من اجلها لتحقيق نفوذ سياسي على مختلف الساحات التي يقاتل عليها حزب الله لخدمة مشروع ولاية الفقيه الذي يفتخر نصرالله بانه يخدم في صفوفه وفي خدمته كجندي لا اكثر... اي انه يطيع الاوامر ويلتزم بالتوجيهات مهما كانت طبيعتها ونصرالله اكد هذا من خلال حديثه عن دور قاسم سليماني في مختلف معارك حزب الله...؟؟ ولكنه اي نصر الله يتصرف في لبنان وعلى الساحة اللبنانية كمرشد قادر على فرض نفوذه وشروطه وتحقيق طلباته ..وليس كجندي يخدم لبنان ومصالح شعبه ..؟؟؟

كل من يشاهد هذا المسلسل التلفزيوني الاسبوعي، يرى ان من واجبه ان يسأل حزب الله التالي:

هل يجرؤ حزب الله على تقديم كشف واضح وصريح بالكلفة المالية التي انفقها في حروبه المتعددة في سوريا والعراق ولبنان، خاصةً وان من يشاهد التجهيزات العسكرية التي يمتلكها او يستخدمها عناصر وميليشيات حزب الله وحجم وكمية الذخائر المستعملة في معاركه التي لا زالت متواصلة.. ولم تنته بعد ولن تنته قريباً..!!

هل  كانت الكلفة كافية لسداد ديون لبنان واخراجه من ازمته او على الاقل ان لا تتسبب المشاركة بهذه الحروب برفع مديونية لبنان نتيجة خسارة علاقاته الاقليمية والدولية وفقدانه لشباب منتج وفاعل من مواطنيه

هل يستطيع او يملك حزب الله الجراة على تقديم جردة رسمية وحقيقية بحجم خسائرة البشرية من قتلى وجرحى في حروبه المستمرة والمتواصلة في دول متعددة ..؟؟ خاصةً وان هذه الكلفة البشرية تصيب البيئة اللبنانية بخسارة بالغة في شبابٍ يافع كان يمكن ان يكون قوة انتاج وتطوير وبناء مستقبل واعد لعائلاتهم ومجتمعهم ووطنهم...!!

هل يملك حزب الله القدرة على مصارحة الجمهور اللبناني بعدد عناصر ميليشياته الذين اصيبوا بإعاقات دائمة ومستديمة والكلفة الحقيقية لمعالجتهم او الانفاق عليهم مدى الحياة لتامين حاجاتهم ومتطلبات عائلاتهم..؟؟؟

لقد لمس كل مواطن وطني اثناء مشاهدة هذا البرنامج ان الانتماء الديني وخدمة المشروع الديني كانت تقود هؤلاء الشباب وتدفعهم للقتال خارج حدود الوطن وليس الانتماء الوطني او بهدف حماية لبنان كما يقول حزب الله وامينه العام...

لقد اعترض نصرالله على قرارات الرئيس الاميركي ترامب حين فرض عقوبات على الوزير السابق جبران باسيل، متسائلاً من الذي اعطى ترامب والولايات المتحدة هذا الحق لاتهام مواطنين غير اميركيين..؟؟؟ سؤال في مكانه...؟؟ ولكننا في المقابل نسأل ؟؟ من الذي اعطى نصرالله وحزبه ومرشده الحق في وصف الشباب السوري بعبارات واتهامات واوصاف خطيرة.. (تكفيريين، ومتشددين، ومتطرفين) وهو الشباب الذي انتفض على نظام حكمه رافضاً هيمنته وتوريث الحكم من الاب الى الابن في نظام جمهوري...

هل كان الهدف من هذه الاتهامات الخطيرة من خلال إضفاء الصبغة الدينية على المعارضة السورية تبرير التدخل المسلح في سوريا.. ولكن في المقابل لم نسمع من عناصر ميليشيات حزب الله في معاركها التي يبثها تلفزيون المنار الا الشعارات الدينية ورفع الرايات الدينية، مما يعني ان ما يتهم به نصرالله وحزبه المعارضة السورية، انما ينطبق عليه بالكامل...!! فهل يمكن وصف حزب الله بما يتم وصف المعارضة السورية به..؟؟

وهنا في معرض التعريف بطبيعة النظام السوري وحاكم سوريا...لا بد من الاشارة الى ما ذكره سام داغر، الذي عمل مراسلاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" من دمشق لسنوات. .." الذي يقول ان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حين كان يستعد ليخلف والده حافظ الأسد الذي حكم سوريا بنظام بوليسي منذ عام 1970، إنه "لا توجد طريقة أخرى لحكم مجتمعنا إلا بوطء رؤوس الناس بالحذاء"، أتى هذا الكلام بعد مرور عام على حادثة وفاة شقيقه الأكبر باسل الذي قضى في حادث سيارة عام 1994."...

في الخلاصة... نتوقف لنقول ونسأل التالي... ما الذي يجمع ايران وادواتها وحزب الله بشكل خاص للتحالف والقتال مع ديكتاتور لا يرى من طريقة مثالية او مناسبة لحكم شعبه الا بالدعس بالنعال....!!

هل طريقة التعامل هذه والنظرة الدونية للناس والمواطنين والبشر وعدم احترام الوطن والمواطنين بهذه المفردات التي اعلن عنها بشار الاسد.. تتماهى او تتماثل مع اخلاق وسلوك وسياسة آل البيت والنهج الحسيني الذي يحدثنا عنه نصرالله..؟؟؟ عند كل خطاب وكلمة ...!! وهل هذا الفكر والنهج والنظرة التي قدمها بشار الاسد تستحق او من الممكن ان تدفع مرشد ايران وحزب الله الى التضحية بآلاف الشباب من لبنان وايران وباكستان والعراق وغيرها وتدمير سوريا وتشريد اهلها وقتل مئات الآلاف وتهجير الملايين والاستعانة بالمحتل الروسي لتعزيز الاحتلال الاجنبي لارض الشام... واتهام اهلها بالتطرف والتكفير ....وقد أكد الخامنئي هذا المنطق علانيةً حين قال... "إيران تخوض "حرب الإسلام ضد الكفر" في سوريا.."...اذا هي حرب دينية... يخوضها حزب الله على الاراضي السورية، فكيف هذا الفريق تكفيري وذاك فريق مؤمن..؟؟؟ ومن يملك السلطة العليا او الحقيقة المطلقة ليحدد من هو المؤمن ومن هو الكافر..؟؟؟

لقد تخلى سيدنا الحسن بن علي رضوان الله عليه عن الخلافة ليحفظ وحدة الامة... ويبعد عنها كأس الصراع وسفك الدماء... واليوم نرى العكس تماماً...سفك الدماء باسم الدين وتحت رايات دينية ولخدمة افكار ومغتقدات دينية..

نشكر حزب الله وتلفزيون المنار على بث هذا البرنامج الذي لم ولن يخيفنا او يخيف شعبنا، بل زادنا وعي وفهم وادراك بحقيقة وخطورة هذا النهج وهذا الحزب وهذا المحور ...؟؟؟ ونتمنى منه بث المزيد...

وأخيراً يبقى سؤال لا بد من طرحه، كيف تسمح الاجهزة الامنية المعنية والمجلس الوطني للاعلام ووزارة الاعلام ببث برنامج يتضمن هذا الكم من مشاهد القتل والدم والتحريض واقارة الغرائز والتعصب..؟؟؟؟

 

 

 

 

 

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,169,845

عدد الزوار: 6,758,631

المتواجدون الآن: 128