المطلوب حكومة تحظى بقبول دولي وعربي لاخراج لبنان من ازمته..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 3 كانون الأول 2019 - 11:15 ص    عدد الزيارات 1164    التعليقات 0

        

المطلوب حكومة تحظى بقبول دولي وعربي لاخراج لبنان من ازمته..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب..

الوضع الاقتصادي اللبناني يتراجع بسرعة وتتفاقم معاناة اللبنانيين خاصةً ذوي الدخل المحدود، واصحاب المهن الصغير والحرف.. شريحة واسعة من اللبنانيين قد تخسر وظائفها او مصالحها وبالتالي تفقد الدخل المالي الذي يؤمن لها مستوى معين من الحياة المعيشية دون اللجوء الى المساعدة او تصبح في وضع اقرب الى ان تكون في حاجة الى مساعدة مالية او غذائية، ولن ندخل في تعداد ما تعانيه المؤسسات التجارية والتربوية وكذلك المصرفية وسائرالقطاعات الاخرى من ازمة عمل وازمة مالية نتيجة ازمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة في تاريخ لبنان القديم والحديث..

رغم كل ما يجري وما نعيشه من صعوبات حياتية جراء الواقع السياسي والاقتصادي البالغ الخطورة الا ان السياسيين في لبنان لا زالوا يتشاورون في شكل الحكومة المقبلة وفي تسمية من يراسها..ويتنافسون على تسميتها ما بين سياسية بالكامل او تكنو – سياسية.. او الى ما هنالك من تسميات قد ترضي هذا الفريق وقد لا يقبل بها ذلك الطرف...

حقيقة الازمة..

ولكن من الواضح جيداً ان هذه القوى السياسية على اختلاف مسمياتها لا تزال تتجاهل السبب الحقيقي للازمة الاقتصادية والتي ادت الى ازمة سياسية...!! وهي ان لبنان اصبح جزء من محور ايران في المنطقة بقوة سلاح الميليشيات والتحالف المعلن بين حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر... والذي اثمر لاحقاً تسوية رئاسية كما اطلق عليها..دخا اليها مكونات لبنانية اساسية (تيار المستقبل.. وليد جنبلاط.. القوات اللبنانية..المردة وغيرهم).. على قاعدة حفظ استقرار لبنان...؟؟؟ فالى اين وصلنا..!!!

تم الحكم تحت قاعدة تقاسم الحصص والمغانم والوظائف والثروات والوزارات والمواقع والمناصب والصفقات والعقود والمشاريع والمؤسسات، فادت هذه التسوية الى حجم غير مسبوق من الفساد والهدر في المال العام الى جانب التوظيف غير الشرعي في مؤسسات رسمية تنوء بموظفيها...!! لارضاء جمهور مؤيد وتقديم خدمات له على حساب الخزينة العامة..؟؟

وتمت شرعنة سلاح الميليشيات بطريقة غير معلنة اذ بالكاد لا يمر يوم لا نسمع او نقرا فيه عن اشكال امني او اطلاق نار او اشتباك بين عشيرتين او عائلتين او على الاقل حادث اختطاف لرجل اعمال او صاحب مهنة...؟؟

كما انتشرت زراعة المخدرات بشكل واسع وعلى اجزاء واسعة من شمال البقاع دون رادع او وازع وبذريعة الاهمال وعدم وجود الزراعات البديلة... وحتى ان المكافحة السنوية لهذه المساحات المزروعة توقفت...

اضف الى ذلك ان مشروعاً قانونياً قد اعد ليطرح على برلمان تشريعي تم انتخابه لحماية لبنان ومراقبة اداء حكومته، لاصدار عفو عام عن مزارعي المخدرات ومنتجي حبوب الكبتاغون المخدرة...؟؟

كما ان البعض من اصحاب القرار التشريعي قد تحدثوا صراحة عن ضرورة تشريع زراعة الحشيش والمخدرات لما قد تقدمه من دخلٍ للميزانية اللبنانية..؟؟

يضاف فوق كل هذا تدخل الميلشيات التابعة لحزب الله في حروبٍ اقليمية معادية للامة العربية وفي رسم علاقات خارجية للبنان على قياس الثنائي الحاكم وبما يخدم سياسات ايران فيالمنطقة...ولكن يدفع ثمنها في المقابل الشعب اللبناني برمته والكيان والوطن من الناقورة الى النهر الكبير...؟؟ وعلى طريقة ..... (انا محاصر .. اذا لبنان كله محاصر)...

في هذا الصدد قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ «المجتمع الدولي متخوّف جدّاً من حجم الأزمة التي بلغت الواقع في لبنان، وعلى مستقبل لبنان ومصيره، لأنّه يدرك أنّ كلّ فريق متمسّك بوجهة نظره ما بين الحكومة «التكنو-سياسية» وحكومة التكنوقراط، ما يجعل الأمور تتّجه من سيّئ إلى أسوأ، فيما لبنان في صلب الانهيار وهو يتّجه إلى مزيد من الإنهيارات»...

اذا كان المجتمع الدولي قلق علينا ونطالبه الى جانب المجتمع العربي بتقديم الدعم للبنان للخروج من ازمته... لماذا لا نسارع اذاً الى ولوج باب الحل الحقيقي..؟؟

الحل هو في اعادة النظر بالواقع اللبناني وتحديد اي مستقبل نريد للبنان.. ودراسة كيف يمكن مقاربة العلاقات اللبنانية – العربية... والعلاقات اللبنانية – الدولية... وكيف يمكن اعادة انتاج السلطة في لبنان... من حيث الاداء والدور والممارسة..

من غير الصحيح اننا بحاجة لسن قوانين جديدة ..اذ يكفي التشدد في تطبيق القوانين الناظمة لانها موجودة بالفعل ولكن لا يمكن تطبيقها لهيمنة عقلية الفساد المدعوم بسلاح الميليشيات وهيمنة منطق الطوائف المذاهب... اذ ليس المطلوب سوى تعديل بعضها لمواكبة التطورات التي طرات وتستدعي تعديل بعضها...

كل نقاش حول طبيعة الحكومة او من يراسها ولا يتوقف عند طبيعة الازمة التي نعيشها واسبابها الحقيقية.. هو مضيعة وهدر للوقت.. المطلوب قليلاً من التواضع والالتفات الى الحلول الواقعية والمنطقية...والا فإننا ندور في حلقة مفرغة ولن نخرج من ازمتنا الا بعد صدامٍ مكلف جداً .. مع المجتمع الدولي الحريص على ان لا يقدم دعماً لمن يواجهه او يناقضه او يستهدفه ويحاربه تحت اي مسمى والى اي محورٍ انتمى.....؟؟

لذلك المطلوب تشكيل حكومة تحظى بقبول دولي وعربي، لاخراج لبنان من ازمته..وعدم بلوغ مرحلة الصدام والاصطدام.. او الفقر وطلب المساعدات..؟؟

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,133,191

عدد الزوار: 6,755,639

المتواجدون الآن: 118