قراءة في تداعيات ونتائج انتفاضة الشعب الايراني..

تاريخ الإضافة الجمعة 5 كانون الثاني 2018 - 6:38 ص    عدد الزيارات 3749    التعليقات 0

        

قراءة في تداعيات ونتائج انتفاضة الشعب الايراني..

بقام مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات ... حسان القطب..

ثروة الشعب الايراني التي يتم تبديدها من قبل النظام الحاكم في طهران، لم تزرع العداء فقط بين ايران وسائر شعوب دول الجوار وخاصةً العربية منها، ولا بين السنة والشيعة ايضاً، بل اسس سوء استعمالها واستغلالها وانفاقها المتهور لانتفاضة شعبية في الداخل الايراني، ضد نظام الحاكم الديني الفاسد، الذي يبدد ثروة الشعب الايراني بالاستثمار في الحروب والتدمير والخراب وزرع الفرقة والانقسام بين مكونات الامة وشعوبها ودولها...بدل ان يستثمرها في بناء وتطوير ايران، وتحسين الظروف المعيشية للشعب الايراني، والنهوض بالقطاعين الصحي والتربوي، ورفع مستوى دخل الفرد، مستبدلاً هذه الاولويات الاساسية بزيادة الانتاج العسكري من صواريخ وغيرها، ودعم الميليشيات الطائفية في دول متعددة والانخراط في الحروب العبثية الذي تزهق ارواح كثيرين وتزرع الفرقة والانقسام...وهذا يدل على ان نظام طهران الذي انفق اموال الشعب الايراني لتدمير دول الخارج وتنفيذ طموحاته التاريخية، استنهض من حيث لا يدري الداخل الايراني وايقظ الروح الوطنية وحب الحياة لدى الشعب الايراني.. فقد ادرك الشعب ايراني بعد اربعة عقود من سلطة رجال الدين ان السلطة الامبراطورية السابقة التي انتفض عليها قد استبدلها بسلطة ولاية الفقيه الحاكم الاوحد للبلاد دون منازع.. ملتحفاً سلطة الهية تعصمه من المساءلة والمحاسبة... وان جهاز المخابرات الايراني السابق خلال عهد الشاه (السافاك) الذي تم حله عقب الثورة، قد استبداله بالحرس الثوري الايراني، وسلطة قضائية تمارس العدالة من منظور حماية السلطة الحاكمة مهما كانت تجاوزاتها وفسادها وهدرها المالي على حساب مصالح الشعب.... وقضية الشاب اللبناني نزار زكا المعتقل في ايران بتهمة التجسس خير دليل على عدم عدالة الاجهزة القضائية الايرانية...وخضوعها للاجهزة المخابراتية...

مشهد هذه الانتفاضة وطبيعة شعاراتها جعل من المؤكد ان الواقع الايراني سوف يتغير على المستوى القريب قبل البعيد..سواء استمرت هذه الانتفاضة او استطاع النظام الحاكم قمعها الى حين، لذا لا بدا لنا هنا ان نقف عند اهم تداعياتها:

  • انتهاء نظرية النظام الديني وعدالة حكم الولي الفقيه، كما اكدت ذلك انتفاضة الشعب الايراني بكافة مكوناته واعلان رفضه للنظام الديني الحاكم منذ اربعة عقود
  • ظهر جلياً ان النظام الديني الحاكم لم يستطع ان يقدم صورة ناصعة او على الاقل مقبولة لنظام ديني عادل ومسؤول ويمكن تقديمه نموذجاً لدول وامم اخرى
  • اوضح النظام الايراني الحاكم ان ممارساته القمعية وتعاطيه الامني مع مطالب المحتجين تؤكد عدم احترامه لحقوق الانسان ولا حتى للمباديء الدينية التي يرفعها
  • لم يستمع النظام وقادته لمطالب المحتجين، ليعمل على معالجتها، بالرغم من التراشق الاعلامي بين القيادات الايرانية التي تتهم بعضها بالفساد والهدر وحماية الفاسدين..بل توجه مباشرةً الى اتهام المواطنين بالعمالة للغرب واتهمهم بالخيانة....؟؟
  • استدعاء نظام طهران على عجل، ممثل الولي الفقيه (الخامنئي) في لبنان حسن نصرالله، ليشرح للشعب الايراني قبل الشعب اللبناني كم يتقاضى شهرياً من مال الشعب الايراني ... وخلال لقاء متلفز مع محطة الميادين، قال الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، إنه يتقاضي راتبًا يتراوح بين 1300 و1400 دولار عن عمله في الحزب... وهذا رقم لا يقبله عقل ولا يتمتع بحد ادنى من المنطق.. ولكنه يكشف عمق ازمة طهران مع شعبها...؟؟؟
  • اول نتيجة مباشرة لرضوخ السلطة لمطالب المحتجين هو ان نظام ايران بدا يدرس بعد الاحتجاجات شطب بنود غير شعبية...في الموازنة لامتصاص النقمة ..
  • يبقى من الاكيد ان نظام طهران وبعد هذه المظاهرات والانتفاضات الشعبية سوف يتوقف عن الانفاق بشكل ضخم على تاجيج الصراعات في دول المنطقة، بل سوف يكون لزاماً عليه تخصيص مبالغ اكبر لانفاقها على تحسين الخدمات وزيادة فرص العمل في الداخل الايراني...مما يعني تضعضع وتراجع حضور وقوة المجموعات المؤيدة له ...
  • التدخل الايراني في الخارج، بهدف تاجيج الصراعات كان يستند الى استقرار الداخل الايراني وخضوعه لسلطة نظام الحكم الديني بشكل صارم، اما الان ومع تفجر الاوضاع وانهيار الاستسلام للمشروع الديني في الداخل الايراني فإن نظام طهران سوف يكون عليه مراقبة الداخل وحماية نظامه واستقراره قبل العبث باستقرار دول الجوار وامنها...
  • انسحاب ايران كلياً او جزئياً من الدول العربية التي تتدخل في شؤونها وخاصة سوريا سوف يكون له تاثير كبير على مجريات الاحداث.. إذ أفادت مصادر خاصة لـ "العربية.نت" أن إيران سحبت قسما من قوات الحرس الثوري المنتشرة في سوريا، وأعادتها إلى البلاد للمشاركة في قمع الاحتجاجات المتواصلة..
  • ان مجرد انسحاب ايران ولو جزئياً من الساحة السورية سوف يترك موسكو وحيدة في الساحة السورية وهذا ما لا يريده بوتين... والموقف الروسي المرتبك من ازمة ايران يدل على ذلك..
  • التضامن التركي مع نظام ايران، ترك تساؤلات كثيرة دون اجوبة، لدى مؤيدي اردوغان والمنظرين له...حتى ان التعليقات اختفت...
  • سياسة القمع قد تخمد انتفاضة او تؤخرها ولكن لا يمكن قتل ارادة شعب يتطلع للحرية والنهوض والعيش بطريقة افضل..

هذه بعض النقاط التي يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار على كنتيجة طبيعية للحراك الشعبي في ايران ضد السلطة الحاكمة والشعارات التي رفعت للتنديد بالفساد والهدر والبطالة والتدخل في دول الخارج واضطهاد الاقليات العرقية والدينية.. لن ينفع معه استدعاء بعض المؤيدين من الخارج لزيارة ايران والترويج لنظامها الحاكم.. بل اصبح لزاماً على نظام طهران الالتفات الى الداخل ومعالجة مشاكلة الداخلية المتفاقمة قبل ان يكون مصيره كمصير من سبقه من الديكتاتوريات... وما على اتباع ايران في الخارج الا السعي والبحث عن مصادر تمويل جديدة...؟؟؟ للاستمرار في تادية واجباتهم او ان مصيرهم سوف يكون الانكفاء والتراجع والانهيار...؟؟؟؟؟

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,133,905

عدد الزوار: 6,755,752

المتواجدون الآن: 120