الإنسحاب الأميركي من سوريا ومستقبل الدور الإيراني في سوريا ولبنان ..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 12 آذار 2019 - 7:27 ص    عدد الزيارات 1558    التعليقات 0

        

الإنسحاب الأميركي من سوريا ومستقبل الدور الإيراني في سوريا ولبنان ..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات .. حسان القطب..بحث ينشر بالتزامن مع مجلة صوت الدبلوماسية...

بشكلٍ مفاجيء وبخلاف التوقعات والتصريحات السابقة، اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترمب، عزمه على الانسحاب من سوريا، في تصريحٍ نشره موقع روسيا اليوم وقال فيه: "الولايات المتحدة خسرت سوريا منذ وقت طويل، وبالإضافة إلى ذلك فإننا نتحدث هناك عن الرمل والموت، لا نتحدث عن ثروات ضخمة، الحديث يدور عن الرمل والموت"! واعتبر أن الأكراد يقاتلون بصورة أفضل بكثير عندما يقودهم العسكريون الأمريكيون، مشددا على أن الولايات المتحدة تريد حمايتهم لأنهم حلفاء، واستطرد بالقول: "لا أريد البقاء في سوريا للأبد، إنها رمل وموت"! كما أشار سيد البيت الأبيض، موضحا قراره بسحب قوات بلاده من سوريا، أن الوجود العسكري الأمريكي هناك ضد "داعش" كان بشكل أكبر في مصلحة إيران روسيا، مضيفا: "فهما تكرهان داعش أكثر منا".[i]

تصريح ترامب هذا ممكن ان نقرا فيه نقطتين :

  • ترامب ينسحب من سوريا معترفاً بالدور الروسي الاساسي فيها، والذي قد يكون نتيجة توافق بين القيادتين الروسية والاميركية.. مسلماً بان الولايات المتحدة قد خسرت سوريا منذ زمن الرئيس السابق اوباما..! مع الاشارة الى ان روسيا اعلنت مراراً ان امن اسرائيل يعتبر بالنسبة اليها اولوية..؟؟ وهذا ما يعني الادارة الاميركية.. اكثر مما هي معنية بمستقبل سوريا السياسي وكذلك الشعب السوري..!!
  • اعتراف ترامب باهمية دور القوات الاكراد في مواجهة تنظيم داعش ولكن تحت قيادة خبراء ومستشارين اميركيين. يعود بنا الى الاستراتيجية الاميركية التي اعتمدت قبل سنوات، وهي الاعتماد على القوى المحلية لمواجهة التنظيمات المتطرفة..والصراعات الاقليمية..؟؟ والاكتفاء بدعمها ومساندتها بعدد قليل من الجنود والخبراء والمستشارين..؟

صحيح ان الوجود الاميركي العسكري في سوريا محدود العدد ولكن له رمزية مهمة، إذ ان الولايات المتحدة قد قامت بتاسيس قواعد عسكرية متعددة في شمال سوريا وعلى المثلث الحدودي بين سوريا والاردن والعراق..كما قامت بتدريب قوات ضخمة تابعة لجبهة سوريا الديمقراطية (قسد) التي تضم اكراداً وعرب، وزرودتها بالاسلحة والمعدات، وهذا ما اثار استياء تركيا الشديدة القلق من نمو القدرات الكردية في شمال سوريا...فقد أعرب المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم، (عمر جليك)، عن استياء بلاده الشديد من الأنباء حول تدريب الولايات المتحدة 35-40 ألف شخص شمال شرقي سوريا، بحسب وكالة الأناضول التركية.

المتضررون والمستفيدون من الانسحاب الاميركي:

الانسحاب الاميركي في حال حصوله سوف يترك فراغاً كبيراً وسوف يتحرك من له مصلحة لسد هذا الفراغ..

كذلك آثار الاعلان عن الانسحاب الاميركي استياء وقلق الاكراد من عودة تنظيم داعش الى التحرك بقوة ومن ان يتعرضوا لهجوم تركي، لذلك اعلنت الولايات المتحدة انها لن تسمح لتركيا بضرب الاكراد، ولكن تنظيم داعش قد يجد الفرصة مناسبة لاستعادة دوره وحضوره على الساحة السورية وربما التمدد من جديد نحو الساحة العراقية...مستفيداً من التناقضات السياسية وتعدد القوى العسكرية المتنافسة المحيطة به..؟؟

الخروج او الانسحاب الاميركي، يعطي روسيا الفرصة لممارسة دورها في التوسع الميداني على الساحة السورية وزيادة هيمنتها على الشان السوري لغياب المنافسة الاميركية المباشرة، ولكنها لا تملك قوات برية تسمح لها بالسيطرة المباشرة على الاراضي السورية، لذلك فهي محتاجة لزيادة عديد القوات السورية الحكومية التي تخضع لسيطرتها، والتفاهم مع الفصائل المعارضة والكردية ايضاً للانخراط في مصالحة مع النظام في دمشق ورسم دور جديد لهذه القوى الى جانب القوات الحكومية تحت عنوان مواجهة التطرف والقضاء على التنظيمات المتشددة ومحاربة داعش، وصولاً الى حين وضع دستور سوري جديد كما تم الاتفاق مع الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي..

ايران قد تكون المستفيد الاكبر من غياب الولايات المتحدة عن الساحة السورية نظراً لامتلاكها وجود عسكري مباشر يتمثل في الميليشيات الشيعية المتعددة التي استحضرتها طهران الى سوريا للدفاع عن نظام بشار الاسد، (حزب لله اللبناني، الحشد الشعبي العراق، الميليشيات الشيعية الافغانية والباكستانية، وقوات الحرس الثوري الايراني الى جانب الخبراء والمستشارين الايرانيين).. اضافةً الى كل هذا فإن ايران قامت بتجنيد مجموعات سورية تحت امرتها لخدمة وجودها ودورها والدفاع عن مصالحها..لذا فإن هذا الحضور المسلح سوف يسمح لايران بالتمدد والانتشار على الساحة السورية وتعزيز حضورها ودورها.

اسرائيل من جهتها اعتبرت ان الانسحاب الاميركي سوف يتركها وحيدة في مواجهة التمدد العسكري الايراني في سوريا مما يزيد من الخطر على جبهتها الشمالية التي اصبحت تمتد من بلدة الناقورة جنوب الى لبنان الى مرتفعات الجولان في جنوب سوريا مع انتشار القوى الموالية لايران على هاتين الجبهتين وبالتالي فإن العمق الاسرائيلي سوف يكون اكثر عرضة للهجمات وتحمل الخسائر المادية والبشرية.. لذلك اعتبرت اسرائيل نفسها معنية بتصعيد المواجهة ضد الوجود الايراني في سوريا والمطالبة علناً بضرورة خروج ايران وميليشياتها من سوريا كلياً..بعد ان كانت في السابق تطالب بانسحاب لقوات الايرانية وتلك المؤيدة لها الى مسافة 140كلم عن الحدود الشمالية لاسرائيل...!! لذلك فقد عززت اسرائيل من عمليات القصف الجوي والصاروخي على المواقع الايرانية وتلك التابعة لحزب الله والميليشيات المؤيدة لايران بشكلٍ غير مسبوق..وبعد ان كانت الغارات او عمليات القصف تتم دون اعلان رسمي في السابق، فإن الغارات الاخيرة قد تم الاعلان عنها رسمياً والتاكيد على استمرارها حتى خروج ايران من سوريا.. فقد اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "إن الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا استهدفت أساسا مواقع عسكرية أقامتها إيران في دمشق. وقال نتنياهو، في كلمة له: "نعمل ضد إيران والقوات السورية التي تتواطأ في العدوان الإيراني… سنضرب كل من يحاول الإضرار بنا. من يهدد بمحونا عليه تحمل المسؤولية كاملة"...[ii] وتجدر الاشارة الى ورود انباء عن سقوط قتلى وجرحى من الجنود والمستشارين الايرانيين...؟؟؟

قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا، واكبه جملة مواقف وقرارات تجعل من الاستراتيجية الاميركية في منطقة الشرق الاوسط وسوريا والعراق اكثر وضوحاً، وتلقي بالضوء على سياسة الولايات المتحدة التي انتهجها الرئيس الاميركي ترامب في مواجهة ايران وتمددها وتوسعها في دول المنطقة مستفيدةً من الصراعات المحلية ومن الحروب الداخلية وحتى من دور التحالف الدولي في ضرب واضعاف الفصائل المتطرفة (داعش والقاعدة)... حيث استفادت ايران من ضعف هذه التنظيمات نتيجة الضربات الجوية الاميركية والدولية، ومن الدعم الاميركي للجيش العراقي في حربه على تنظيم داعش خاصةً وان القيادة العراقية توازن في علاقاتها بين طهران وواشنطن، مما سمح بتوسع نطاق عمليات وحضور وقوة ميليشيات الحشد الشعبي العراقية المدعومة من ايران، والتي تتعاون مع الجنرال قاسم سليمان قائد فيلق القدس الايراني الذي مهمته رسم خطط التوسع الايراني في دول المنطقة..؟؟

قال وزير خارجية الولايات المتحدة بومبيو: نعمل على تشكيل تحالف ضد إيران و"داعش" ..أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن الإدارة الأميركية تعمل على "مواجهة مغامرات النظام الإيراني"، من خلال تشكيل تحالف يستهدف طهران وكذلك تنظيم "داعش". وقال بومبيو: "سنحتاج إلى تحالفات لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط". وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن "إيران تسعى جاهدة للحد من حرية واستقلال العراق". كما لمح بومبيو إلى "تفاؤل كبير بإمكانية إحراز تقدم في اليمن". وعن ملف التسوية في الشرق الأوسط، أوضح بومبيو أن “هناك طرق لتشجيع إسرائيل والفلسطينيين على الجلوس سوياً”...[iii] هذا الموقف نستشف منه ان الصراع بين الولايات المتحدة وايران قد بدأ يتطور من الساحة الاقتصادية بين البلدين حيث تفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية قاسية على دولة ايران، الى الساحة الدولية، إذ جاء هذا الاعلان، عن العمل على انشاء جبهة تحالف دولية ضد ايران امر بالغ الخطورة اذ يذكرنا بالمرحلة التي سبقت اجتياح العراق..؟؟ كما من الملفت للانتباه الى ان دور التحالف المفترض اقامته، مواجهة طموحات ايران الاقليمية، وتنظيم داعش الارهابي، في آنٍ معاًن وهذا معناه ان سلوك النظام الايراني يوازي تصرفات وممارسات تنظيم داعش الذي اجمع العالم على انه تنظيم ارهابي..؟؟

من هنا فقد حرص وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال جولته الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط على الترويج لمؤتمر "وارسو"، والمقرر انعقاده في بولندا يومي 13 و14 شباط/فبراير. ويهدف المؤتمر، بحسب بومبيو، إلى بحث تعزيز الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط والتصدي للممارسات الإيرانية...

الملاحظ ان هذا المؤتمر يعقد بالزامن مع الذكرى الاربعون لانتصار الثورة الايرانية بقيادة الامام الخميني، كما انه ينعقد عقب مرحلة قاسية من تشديد العقوبات على طهران لتغيير سياساتها وليس لتغيير النظام كما اكدت الولايات المتحدة في اكثر من مناسبة، فقد نشر موقع (CNN).. ما يلي: " قال برايان هوك، مدير تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية، إن استراتيجية بلاده تجاه إيران ليست لتغيير النظام في البلاد، لافتا إلى أن النقاط الـ12 التي حددها الوزير، مايك بومبيو، هي لتحقيق مستقبل افضل للإيرانيين.."[iv].ومن نتائج هذه العقوبات، ما ذكره (موقع العربية نت...المصدر: لندن – رويترز).." استناداً الى ما ذكرته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، من أن إيران لم تجد أي مشتر، في أحدث محاولاتها لبيع النفط إلى شركات خاصة في البورصة لتصديره، في انتكاسة لجهود طهران الرامية لتجاوز العقوبات الأميركية. وتسيطر الدولة على تجارة النفط في إيران، إذ لم يتقدم أي مشتر، أمس، لشراء مليون برميل عرضتها طهران في البورصة، بسعر مبدئي قدره 52 دولاراً للبرميل.." ونقلاً عن جريدة «الحياة» ... "أقرّ محمد باقر نوبخت، مساعد الرئيس الإيراني حسن روحاني رئيس منظمة التخطيط والموازنة، بأن بلاده تواجه «مأزقاً جدياً» و«أوضاعاً صعبة تُعتبر سابقة» في تاريخها. يأتي ذلك بعدما فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات مشددة على طهران.." هذا الى جانب هبوط سعر الريال الايراني امام الدولار، حيث يتفاوت السعر الحقيقي بين التسعيرة الرسمية التي لا تتجاوز 42 الف ريال للدولار مقابل اكثر من 100 الف ريال للدولارالواحد في السوق السوداء.. كما نقلت العربية عن العربية.نت -.. "نقلاً عن "هيومن رايتس ووتش" انها ذكرت في تقريرها العالمي 2019 إن السلطات الإيرانية قتلت 30 متظاهرا على الأقل، خلال الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد مطلع العام الماضي..." هذه الازمات الداخلية في ايران هي نتيجة انغماس ايران في صراعات المنطقة وانفاقها المتزايد لتغطية نفقات هذه الحروب كما لدعم الحلفاء مما ترك اثراً سلبياً على الوضع الداخلي..انعكس في صورة مناكفات سياسية بين مراكز القوى الايرانية وعلى المستوى الشعبي هناك استياء بالغ من تدني الخدمات وعجز السلطات عن رفع مستوى المعيشة للمواطن الايراني ناهيك عن فرص العمل.. وزاد من حدة الازمة العقوبات الاقتصادية الاميركية غيرالمسبوقة..؟؟

امام هذا الواقع الايراني المرير...ما هي خطة ايران لمواجهة محاولات اخراجها من سوريا والمنطقة...!

بين الرغبة الاسرائيلية لاخراج ايران من سوريا واضعاف حليفها حزب الله في لبنان.. وبين التحرك الاميركي على مستوى اقليمي ودولي لمواجهة الطموحات الايرانية ..؟؟ كيف يمكن لايران مواجهة هذا الصراع المفتوح على كافة الاصعدة..؟؟

عقب انتصار الثورة الايرانية على اسس عقائدية ودينية والاعلان عن التزام النظام الايراني بمبدا ومفهوم ولاية الفقيه.. بدأ تظهير وتنفيذ الاستراتيجية التوسعية الايرانية... حيث عمل النظام الايراني على استقطاب جمهور الشيعة ليس في ايران فقط بل في مختلف انحاء العالم، وبعد ان احكم الخميني سلطته السياسية في الداخل الايراني واصبح مرجعاً سياسياً وملهماً ثورياً لكافة اتباع المذهب الشيعي في العالم العربي والاسلامي وحتى في كافة دول العالم، تم العمل على جمع الولاية الدينية والسياسية لكافة اتباع الطائفة الشيعية في العالم في ايران، وإذا كانت النجف منافساً لمدينة قم في احتواء ورعاية معظم ابناء الطائفة الشيعية في العالم دينياً، في مرحلة ما قبل الاحتلال الاميركي للعراق، فإنها لم تعد كذلك مع تراجع دور المرجعيات الدينية العربية في العراق.. في مرحلة ما بعد الثورة الايرانية ولتعزيز حضورها ودورها ونشر ثورتها في العالم العربي والاسلامي..

  • عملت ايران على تبني القضية الفلسطينية لما لها من بعد ديني وعاطفي وانساني لدى كافة المسلمين وخاصة العرب منهم، فكان افتتاح سفارة فلسطين في طهران على انقاض سفارة اسرائيل، وتم استقبال رمز الثورة الفلسطينية ياسر عرفات (ابو عمار) في طهران واعلنت ايران عن دعمها للشعب الفلسطيني وثورته..
  • التفتت ايران الى لبنان وكان ساحة صراعٍ مفتوح مع إسرائيل فكان تاسيس منظمة حزب الله برعاية وتمويل وتدريب ايراني بموافقة ومواكبة سورية، فكانت سوريا الممر الالزامي للدعم الايراني لحزب الله، ومع انسحاب اسرائيل من لبنان عام 2000، الذي اعتبر انتصاراً لمشروع حزب الله وايران، تم اعتبار حزب الله نموذجاً يقتدى ويمكن تكرار هذا النموذج في كل بلدٍ يضم اقلية شيعية او مواطنين شيعة.. فكان تنظيم انصار الله في اليمن، وفصائل الحشد الشعبي المتعددة في العراق، وتم تاسيس فصائل عسكرية تضم شيعة وغير شيعة في سوريا..
  • احتلال الولايات المتحدة للعراق فتح الباب على مصراعيه امام ايران للدخول الى نسيج العراق ومع دخول ايران بشكل مباشر الى العراق.. عملت على تعزيز حضورها ودورها ورعايتها دينياً وسياسياً وامنياً وشاركت بقوة في دعم النظام العراقي الجديد بموافقة اميركية وهو القائم على تقسيمات دينية وعرقية وليس على اسس مدنية...!!
  • إن من مصلحة ايران استمرار نفوذها في العراق كما في سوريا ولبنان بحيث يبقى خط الامداد من طهران الى بيروت مفتوحاص دون عوائق...

تسعى ايران الى الاستثمار في هذا الوجود الشعبي المؤيد او الذي ينتمي عقائدياً وفكرياً للمذهب الشيعي او الذي يرى في النموذج الايراني مثالاً يحتذى.. وبعض هذه المجموعات او الميليشيات اصبحت عامل مؤثر في السياسية الداخلية والخارجية لدولها مثل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، وكليهما خاضع سياسياً وعسكرياً وعقائدياً وحتى ادارياً لايران وهم بادارة فيلق القدس الذي يراسه الجنرال قاسم سليماني..؟؟ وهذا ما يصرح به قادة هذه المجموعات او الميليشيات... نصر الله يقول للعالم كله: ":نحن يا خيي على راس السطح موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران، تمام؟". لا علاقة لأحد بهذا الموضوع، طالما يوجد في إيران "فلوس" يعني نحن لدينا "فلوس"، هل تريدون شفافية أكثر من هذا، ومالنا المقرر لنا يصل إلينا، وليس عن طريق المصارف، وكما تصل إلينا صواريخنا التي نهدد بها إسرائيل يصل إلينا مالنا، ولا يستطيع أي قانون أن يمنع وصول هذا المال إلينا.."[v]... في العراق نشر موقع ايلاف، خبراً مفاده: "تحاول كتل سياسية عراقية مقربة من إيران استثمار إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترمب المفاجئ حول سحب قواته من سوريا واستخدام العراق "كقاعدة" لاستهداف الجهاديين، لتجديد المطالبة بجدولة انسحاب القوات الأجنبية وفي مقدمتها الأميركية من البلاد.."..موقع العربية نت..ذكر التالي: " قال حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، إن "إيران تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية كمال قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو". ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن مصلحي تناغم تصريحاته مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بقوله إن "تصريحات نتنياهو تبين مدى تنامي قوة إيران في المنطقة". وبحسب مصلحي، فإن "الثورة الإيرانية لا تعرف الحدود وهي لكل الشيعة"، مؤكداً أن "جماعة الحوثيين في اليمن هي إحدى نتاجات الثورة الإيرانية"..[vi]

بناءً على هذه التصريحات نجد ان ايران مستعدة لاستغلال هذه المجموعات المؤيدة لها لمواجهة التحديات التي يفرضها المشروع الاميركي – الاسرائيلي الهادف الى اجبارها على الخروج من سوريا والعراق..مستفيدة من هذ الميليشيات والمجموعات المسلحة ..لتهديد الوجود الاميركي العسكري او تهديد إسرائيل في امنها على الجبهتين اللبنانية والسورية ويمكن استخدام جبهة غزة لتسخين الحدود الشمالية لاسرائيل من قبل حلفاء ايران في قطاع غزة.. وبحسب صحيفة الجمهورية اللبنانية.. فقد "اشتكت إسرائيل على إيران في مجلس الأمن الدولي، وأكد المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، أن طهران تحاول فتح جبهة عسكرية رابعة ضد إسرائيل في الضفة الغربية. وأبلغ المندوب الإسرائيلي مجلس الأمن بأن إيران تصرف سنويا 7 مليارات دولار على "منظمات إرهابية بهدف القضاء على دولة إسرائيل".."[vii]

لذلك فإن الحديث عن اقتلاع وجود ايران من المنطقة من خلال بعض الضربات الجوية او حتى بعمليات عسكرية محدودة هو كلام مبالغ فيه، او يفتقد للموضوعية، لأن الوجود الايراني تم ترسيخه عقائدياً وشعبياً بانتماء بعض هذه الاقليات الى المشروع الديني الايراني من منطلق عقائدي وسياسي.. وانسحاب قوات الحرس الثوري الايراني من بعض المواقع في سوريا او العراق سوف تغطيه المجموعات المحلية التابعة لها محلياً واقليمياً.. من بيروت ذكرت وكالة (رويترز) – "أظهر مقطع فيديو أن زعيم جماعة عراقية مدعومة من إيران زار منطقة الحدود بين لبنان وإسرائيل برفقة حلفائه في جماعة حزب الله اللبنانية وتعهد بالوقوف مع القضية الفلسطينية ضد إسرائيل. وأعرب قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق العراقية عن استعداد جماعته ”للوقوف صفا واحدا مع الشعب اللبناني مع القضية الفلسطينية أمام الاحتلال الإسرائيلي الغاشم“..[viii].. استطاعت ايران ان تجعل من هذه المجموعات جيشاً رديفاً لها.. واستطاعت ان تحصل على شرعية امنية بقوة الحضور والسلاح والامر الواقع..وتجاوزت الحدود الدولية والاقليمية لتتحرك عبر الحدود وحيث يجب او تلزم كما سبق واشار نصر الله حين قال في خطابٍ له (نكون حيث يجب ان نكون)...

رغم كل هذا المشهد والحضور القوي لايران، لا بد من القول انه يجب الانتباه الى ان تقلص او تراجع القدرات المالية الايرانية لن تسبب لها ازمات في الداخل الايراني فقط بل ايضاً في علاقتها مع المجموعات المؤيدة لها، التي قد ترى في انخفاض الدعم الايراني مؤشرات على قرب انهيار المشروع الايراني او حتى الدولة الايرانية ونظامها الحاكم..حتى لو اكدت الولايات المتحدة انها لا تستهدف اسقاط النظام الايراني بل تصويب سياساته...إذ إن ضعف ايران قد يدفع هذه المجموعات الى الانخراط في مفاوضات لتغيير مواقفها وسلوكها او الانكفاء الى العمل السياسي دون الامني والعسكري..ولكنها حتى الان وفي حالتها الراهنة لا زالت تشكل خطراً حقيقياً على الوجود العسكري الاميركي في سوريا والعراق، كما تؤرق اسرائيل على حدودها الشمالية مع لبنان وسوريا...

كيف نقرا المشهد الحالي مع تصاعد وتيرة القصف الاسرائيلي على سوريا..والى اين يمكن ان يؤدي...

بداية يجب الاعتراف بان الولايات المتحدة قد استفادت من الدورالايراني في محاربة التنظيمات المتطرفة، ومن التمويل الايراني لكثير من المعارك والصراعات..خاصةً في العراق.. كما روسيا هي الاخرى حضرت الى سوريا وانخرطت في الحرب على الثورة السورية، تحت شعار محاربة داعش والقاعدة..بناءً على دعوة مباشرة من ايران، بعد ان شعرت إيران انها عاجزة عن هزيمة الفصائل الثورية المعتدلة وكذلك المتطرفة دون غطاء جوي فاعل، وقد استجابت روسيا للطلب الايراني واعتبرت مشاركتها فرصة لتجربة سلاحها وتسويق منتوجاتها العسكرية .. إذ :"أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اختبرت فى سوريا 231 نموذجا من الأسلحة الحديثة، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة أثبتت فاعلية عالية.."[ix].. وزير الخارجية الروسي لافروف ذكر في مؤتمر صحافي: "إننا واثقون من أن قرارنا كان صائبا، عندما استجبنا لطلب حكومة سوريا الشرعية، علما بأن عاصمة هذه الدولة العضو في الأمم المتحدة، كان يفصلها آنذاك أسبوعان أو 3 أسابيع عن السقوط بأيدي الإرهابيين. وذكر بأن روسيا ساعدت الجيش السوري في صد الهجوم على دمشق، وفي تحرير حلب. وأوضح قائلا: "اعتقد أنه أمر مهم للغاية، مهم بالدرجة الأول، للحفاظ على سوريا كدولة علمانية متعددة الاثنيات والطوائف، وفق ما يقتضي به قرار مجلس الأمن الدولي"...[x]....كلام لافروف يؤكد نقطتين اساسيتين قد لا تعجبان طهران:

  • إن انقاذ نظام سوريا وهزيمة الثورة كانا بفعل التدخل الروسي لا الدعم الايراني..!!
  • الاشارة الى ان سوريا دولة علمانية متعددة الاثنيات والاديان وهذا يتناقض مع طبيعة وثقافة واسس الدولة الايرانية القائمة على مباديء وثوابت دينية..

بما ان المصلحة الروسية فوق كل اعتبار وبما ان التباين في الالتزامات والتوجهات بين موسكو وطهران قد بدا واضحاً، لذا فإن التنسيق بين الجيشين الاسرائيلي الروسي في سوريا تجنباً لاي احتكاك مسلح ياتي في هذا السياق... إذ نقلاً عن موقع (ميدل ايست اونلاين): "فقد أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أن ضباطا إسرائيليين وروسا عقدوا اجتماعات بهدف "تحسين" التنسيق بين الجيشين و"تجنب الاحتكاك" خلال العمليات الإسرائيلية ضد إيران في سوريا. ويشير اللقاء بين الوفدين إلى تساهل روسي مع استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا، وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن هذه اللقاءات هدفها "تطوير وتحسين الآلية لتجنب الاحتكاك بين الجيشين في القطاع الشمالي وأثناء تحرك الجيش الإسرائيلي ضد ترسيخ وجود إيران في سوريا وتسليح حزب الله". وأضاف البيان "لقد توصل الوفدان إلى اتفاقات ووافقا على مواصلة العمل المشترك" دون المزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه الاتفاقات، موضحا أن المناقشات جرت وسط "أجواء مهنية جيدة"..[xi]..من هنا يمكن ان نفهم عدم تدخل الجيش الروسي المتواجد في سوريا للرد على الغارات الاسرائيلية التي تستهدف الحرس الثوري الايراني والميليشيات المؤيدة لها.. لان اضعاف الوجود الايراني سوريا يخدم مصلحة روسيا ولكن بيد اسرائيل وبفعل قرار اميركي لا روسي..؟؟؟

ايران الان تغرد وحيدةً.. تعاني من حصار اقتصادي وفي غياب اي تحالفات وازنة باستثناء التنظيمات التي عملت على انشائها...تتزايد الغارات الجوية الاسرائيلية التي تهدف لاستدراج ايران الى معركة مفتوحة تضعها في موقعٍ حرج ومربك، والتصريحات العالية النبرة التي تصدر عن بعض المرجعيات العسكرية الايرانية هي بيانات اعلامية.. لان ايران تدرك ان خوضها لاية معركة ضد اسرائيل او الولايات المتحدة سوف تنتهي بهزيمتها واندحارها بل باندثار مشروعها، واستخدام اي مجموعة من الميليشيات المؤيدة لها سواء في لبنان او العراق او غيرها سوف يؤدي الى تورطها ايضاً في حربٍ مفتوحة لا طاقة لها بها، خاصةً مع الاستعدادات الاميركية الواسعة، والتحالف العربي الدولي المؤيد لضرب المشروع الايراني، وغض الطرف الروسي الواضح والعلني..رغم اعلان روسيا عدم مشاركتها في مؤتمر بولندا الشهر المقبل...

الا انه في نفس الوقت الذي تعزز فيه ايران الميليشيات المؤيدة لها فإنها تستخدم القوة الناعمة للتسلل والاندماج والتغلغل في المجتمعات العربية التي انتشرت فيها بقوة ميليشياتها وحرسها الثوري..؟؟ مستفيدةً من الفراغ الرسمي ومن الحاجة لدى المواطنين لتحصيل العلم او تحسين المستوى المعيشي لاسرهم.. إذ يقول أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض، رياض الحسن، في تصريح خاص لمدونة مصدر سوريا “إن ضغط الولايات المتحدة الأمريكية على طهران للخروج من سوريا جعلها “تبحث عن باب آخر لتثبيت احتلالها لسوريا، بعد أن شعرت بالخطر الذي يحوم حول وجودها العسكري”، وأضاف أنها “وجدت في التغلغل الثقافي وسيلة جديدة لتحقيق أهدافها”. إن من الواضح ان ايران تسعى لترسيخ وجودها في الاوساط الشعبية من خلال تثبيت حضورها الثقافي والتربوي، وفي توسيع البيئة الحاضنة لحضورها ودورها.. لذلك فقد وافق الرئيس السوري، بشار الأسد على افتتاح فروع لجامعة آزاد الإسلامية الإيرانية في مدن سوريا، مثل اللاذقية وحمص، وذلك حسب ما أعلنه رئيس الهيئة التأسيسية والأمناء في الجامعة، علي أكبر ولايتي. قال ولايتي، بحسب وكالة فارس الإيرانية.. كما افتتحت إيران مؤخراً ثلاث مدارس في مدينة البوكمال، ومدرسة واحدة في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي القريب من الحدود العراقية، بكادر تعليمي إيراني، وضمت المدارس 250 طفلاً أعمارهم تتراوح بين 8 سنوات و15 سنة، ويحصل كل طفل على 10 آلاف ليرة سورية (24 دولار أمريكي) كراتب شهري...ولا يمكن تجاهل توطين بعض العائلات الشيعية المؤيدة لايران في مناطق تم تهجير سكانها الاصليين منها..وشراء عقارات في مناطق متعددة من سوريا وبشكلٍ خاص في دمشق وعلى الحدود السورية – العراقية...

الخلاصة

إن إمكانية وقوع حربٍ شاملة بين ايران واسرائيل امر محتمل، ومرتبط بتصاعد وتيرة المواجهات وما قد تسفر عنها. والتصريحات والتهديدات المتبادلة والارتفاع في نسبة الخسائر قد تفرض تطورات خطيرة...وقد تتضح الصورة مع نجاح او فشل مؤتمر بولندا، واقامة التحالف الدولي الذي يتم الحديث عنه..ونتائج اية حربٍ محتملة سوف ترسم مستقبل سوريا ولبنان والعراق والمنطقة لاجيال مقبلة..سياسياً واقتصادياً...!!

لذا يجب الاشارة الى إن من جملة اسباب الصراع في المنطقة هو التهافت على الاستثمار في اعادة بناء سوريا والعراق واليمن من قبل ..وايران المحاصرة اقتصادياً لن يسمح لها بالاستثمار في اعادة البناء نظراً لحجم الكلفة المالية لاعادة البناء والتي تتجاوز مئات المليارات وانخراط ايران في هذ العملية قد يعطيها فرصة للتحايل او التخلص من العقوبات الاميركية، فقد نشرت صحيفة "المونيتور" الأمريكية تقريراً: " قدّرت فيه تكلفة إعادة إعمار المدن والمناطق العراقية التي تمّت استعادتها من تنظيم الدولة بنحو 100 مليار دولار أمريكي...".. ..في حين نشر موقع روسيا اليوم :.. "بأنه صرح رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسية سيرغي كاتيرين بأن تكلفة إعادة إعمار سوريا تقدر ما بين 200 و500 مليار دولار.." ، كذلك: " فقد قدّرت وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية، كلفة الأضرار في المرافق والأصول المادية التي سبّبتها الحرب، بنحو 25 مليار دولار، وكشفت أن متطلّبات التمويل لإعادة الإعمار والتعافي في اليمن تبلغ 88 مليار دولار حتى عام 2022".. ويجب الالتفات ايضاً الى تطور قطاع انتاج النفط العراقي بكميات ضخمة مع وجود احتياطيات مؤكدة تبلغ 143 مليار برميل.. لذلك فقد توجه وزير خارجية ايران الى العراق ساعياً الى تطويرالعلاقات الاقتصادية بين ايران والعراق في محاولة لتخفيف حدة الحصار.. لذا فإن الولايات المتحدة لن تترك العراق يقع في احضان ايران مع هذه الثروة النفطية الضخمة والتي قد تشكل دعماً مباشراً وغير مباشر لنظام طهران..ثم لا يمكن تجاهل مستقبل انتاج النفط والغاز في سوريا ولبنان، في حال استمرت ايران ومن يؤيدها في الهيمنة على السياسة الداخلية وكذلك الخارجية.. مع ما يشكله وجود حزب الله من تهديد دائم لامن اسرائيل كما كما تعتبره اسرائيل..؟؟

إن مستقبل انتاج النفط والغاز واعادة الاعمار في المنطقة يشكل اولوية للدول الكبرى وكذلك للدول الاقليمية الفاعلة ولم يعد مقبولاً بالنسبة لها وجود ميليشيات ومجموعات مسلحة خارجة عن السيطرة.. إذ إن الاستثمار في هذه القطاعات يتطلب استقرار سياسي وهدوء امني وتعاون دولي واقليمي، من هذه الزاوية تم طرح صفقة القرن وتم الحديث بصوتٍ عالٍ عن تسوية مرتقبة للصراع العربي – الاسرائيلي، وتسوية القضية الفلسطينية، ويصب في هذا المسار اقامة التحالف الدولي المرتقب لمواجهة ايران كما التنظيمات المتطرفة (داعش والقاعدة) الذي قد يكون مبرراً لتعاون عسكري وسياسي بين دول المنطقة من خلال تقديم مقاربة جديدة تتحدث عن التنمية واعادة البناء واحتواء ومعالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة لوقف حالة الهجرة غير الشرعية ورفع مستوى الاستثمار في منطقتنا لوقف الجنوح نحو التطرف عبر الالتفات الى الاعمار وتحسين مستوى التعليم والمعيشة...واعطاء مساحة من الحرية السياسية والاعلامية...

 

[i] https://arabic.rt.com/middle_east/992633-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8

[ii] https://arabic.sputniknews.com/world/201901211038420010

[iii] http://www.center-lcrc.com/news/19495

[iv] https://arabic.cnn.com/world/article/2018/07/03/us-state-department-iran-plan-list-12

[v] http://www.lebanonfiles.com/news/1053292

[vi] https://www.alarabiya.net/ar/iran/2015/04/02/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1

[vii] http://www.center-lcrc.com/s/28/28067

[viii] https://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKBN1E30G8

[ix] https://www.youm7.com/story/2018/8/22/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9

[x] https://arabic.rt.com/news/859045-%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%81-3

[xi] https://middle-east-online.com/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك..

 الأحد 17 آذار 2024 - 5:24 ص

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك.. حملات خارجية «موجّهة» بتهمة إطالة أمد الحص… تتمة »

عدد الزيارات: 150,150,170

عدد الزوار: 6,678,322

المتواجدون الآن: 90