... ويُشغِل بندر العالم مجددًا! الطيار المقاتل السفير عداء المسافات الطويلة والقصيرة أيضًا

تاريخ الإضافة الخميس 14 شباط 2019 - 8:28 م    عدد الزيارات 1473    التعليقات 0

        

... ويُشغِل بندر العالم مجددًا! الطيار المقاتل السفير عداء المسافات الطويلة والقصيرة أيضًا...

ايلاف.....نصر المجالي... كما شغل العالم لربع قرن من الزمن حين كان السفير الأبرز في العاصمة الأميركية واشنطن، في سنوات غليان حرجة عالميًا وإقليميًا، فإن الأمير بندر بن سلطان عاد ليخطف انتباه العالم ثانية "على حين غرّة" مفجّرًا قنابل وأسرارًا وألغازًا ظلت تحيّر كل عواصم القرار والعواصم التابعة المنتصرة منها والمهزومة.

إيلاف: حيث قيل إن العود أحمد، فإنه يتضح أن العودَ الحقيقي المؤثر والمثير هو "بندر و.. سلطان"، فخزنة الأسرار العتيقة العميقة نفثت بعض ما تملكه من "ما خفي وهو أعظم" وأخرجت أثقالها، لتكشف حقيقة مواقف كثيرين وتعرّّي على الطرف الآخر "سذاجة وهشاشة وبشاعة" آخرين من ذوي العاهات والعنتريات التي ظلت عالة قاتلة على الحال الدولية. وجد بندر بن سلطان "الطيار المقاتل" وعدّاء المسافات الطويلة والقصيرة أيضًا، ضالته في النسخة العربية من صحيفة (إندبندانت) البريطانية، ليقول كلمته ويبث تجربته العميقة بلا رتوش أو "تزويق" كعادة الدبلوماسيين، في أول مقابلة تُجريها عبر حوار امتد لأكثر من 14 ساعة.

السبق الأهم

لقد حققت الصحيفة من خلال رئيس تحريرها الزميل عضوان الأحمري قصب السبق المهني و"خبطة" العصر الصحفية في لقاء بندر، وكان الحوار شيقًا للبعض، وشاقًا على البعض الآخر، ممن هبّوا كالعادة "مستبسلين" بتصريحات النقد والشتم والاتهام للأمير الخبير وخزنة الأسرار و"ملتبسين" بمواقفهم المهزومة، التي لم تعد إلا بالعار والشنار والهزائم والقتل والرعب ضد الشعوب وعرقلة المسار وتهديد السلم والأمن الإقليمي في كل مواقفهم لنصف قرن من الزمن. كان حديث "الحلقات الخمس" اللافت الخاطف منصبًّا حول المنطقة العربية وإيران وممارساتها وسوريا وخطايا نظامها والسياسات الأميركية والخلاف مع قطر وغيرها من الملفات الشائكة، فضلًا عن كواليس اللقاءات مع الزعماء والرؤساء من عالميين ومسلمين وعرب.

من أبحر يبحر

من قصره في "أبحر" في محافظة جدة على ساحل البحر الأحمر، أبحر الطيار القبطان السفير المولود في الطائف 1949 وخريج الكلية الملكية للقوات الجوية في كرونويل البريطانية في الجواب و"الكلام"، وكان القول الفصل في كل مفصل أثاره معه المحاور الأحمري. يوم 24 أكتوبر عام 1983، كان مشهودًا في التاريخ الدبلوماسي، بولادة نجم، حيث عيّن الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز ابن شقيقه الأمير بندر بن سلطان سفيرًا لدى واشنطن. وفي غضون 22 عامًا كسفير، شهد ولاية خمسة رؤساء أميركيين، وعشرة وزراء خارجية، وأحد عشر مستشارًا للأمن القومي.

ثقة خاصة

خلال السنين، كان بندر من أقرب الدبلوماسيين العالميين وممثلي الدول الكبرى إلى الإدارة الأميركية، ويحظى بثقة خاصة، فقد كانت له صلات ممتازة بالرؤساء وكبار المسؤولين في الإدارات الجمهورية خلال سنوات عمله الماضية، مما ساهم في وضع العلاقات السعودية الأميركيّة في مرتبة عالية. صدق المحلل السياسي الأميركي في صحيفة "ذا ويكلي ستاندر"، اليوت إبرامز، حين كان وصفه بـ"الرجل ذي المهمات الصعبة والدبلوماسي صاحب الحضور القوي". وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، شهدت العلاقات الأميركية السعودية عواصف شديدة، كادت تطيح كل بناء امتد منذ روزفلت وعبدالعزيز، لكن الأمير بندر بن سلطان كان الرافعة الحقيقية التي دافعت في مختلف المحافل والندوات والمناسبات، مبيّنًا للشعب الأميركي وللمسؤولين أهمية ومتانة العلاقات الأميركية السعودية، وجهود الحكومة السعودية في مكافحة العنف ومحاربة الإرهاب، ولذلك فإنه يعتبر بجدارة "العراب الحقيقي" للعلاقات السعودية الأميركية في مرحلة اتسمت بشدة الحساسية.

ردود فعل

لقد جوبه الحوار المفاجأة مع الأمير بندر بن سلطان بردود فعل ومتابعات غير مسبوقة في العمل الإعلامي والسياسي والدبلوماسي لسنين مضت، حتى إن وسائل إعلام ومنصات اتصال تناولت كل حسب وجهة نظرها ما ورد في الحديث الشامل الذي يعطي آفاق المستقبل سواء بسواء الماضي الذي لا يزال قائمًا بنتائجه. هنا يشار إلى أن الأمير بندر بن سلطان كان مُنح لقب العميد للسلك الدبلوماسي في واشنطن، حين كان سفيرًا للمملكة هناك، وهو لقب يناله السفير صاحب أطول مدة خدمة في العاصمة المعنية. كما كان السفير الوحيد في واشنطن الذي تخصص له حراسة دائمة من الحرس الرئاسي الأميركي. بعد دوره الذي أدى فيه قسطه للعلا كسفير لبلاده لدى دهاليز السياسة الأميركية، عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، يوم 16 أكتوبر 2005، لبندر بمهمة الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي بمرتبة وزير. كانت أولى مهام الأمير بندر بن سلطان بعد تسلمه رئاسة الاستخبارات العامة في يوليو 2012، هي التعامل مع الملف السوري الشائك، بكل ما فيه من تفاصيل وعقبات وتحديات، أبرزها الدور الإيراني في دعم النظام السوري. وتشير تقارير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما كانت عبّرت عن غضبها من سياسة الأمير بندر بن سلطان في الملف السوري، ولها قناعة بأنه يدير الملف خلافًا لسياستها بتواطؤ واتفاق مع جماعات المحافظين الجدد في واشنطن، الذين يسعون إلى إفشال سياسة أوباما في كل ما يتعلق بسوريا وإيران، وحتى روسيا، في آسيا الوسطى وفي الشرق الأوسط.

مقتطفات

إلى ذلك، نورد بعض أبرز ما ورد في تصريحات الأمير بندر من خلال الحوار الذي بثت فيه غالبية ما تحويه "خزنته" من معلومات عبر خبرات كامنة متراكمة لربع قرن أو يزيد. في الشأن الإيراني، عرض الأمير بندر وصول الخميني إلى الحكم، وتأسيس نظام "ولاية الفقيه" في إيران، موضحًا أن السعودية انتظرت بعد وصول الخميني إلى الحكم، ولم تأخذ موقفًا، حتى خرج يُهدّد باجتياح العراق، ومن بعده دول الخليج. وفي حين وصف السياسي السعودي المخضرم شاه إيران بأنه "عدو عاقل"، ملمّحًا إلى أنه كان "أفضل من صديق جاهل"، أشار إلى النظام الإيراني الحالي والخلاف المحتدم منذ مجيء الخميني. عرض السفير السابق مواقف عدة بين الشاه والملك فيصل، كان أبرزها رغبة الشاه في ضمّ البحرين إلى بلاده، كاشفًا عن الجهود السعودية التي أدت في نهاية المطاف إلى عدوله عن الفكرة في النهاية. أضاف: "أما الجاهل عدوّ نفسه (الخميني) فكان قيد الإقامة الجبرية لدى صدام حسين، وكان يُصدر أشرطة كاسيت تحريضية ضد الشاه، ما دفع الشاه إلى تهديد صدام باحتلال شط العرب، ما لم يُخرجه من العراق، وانتهى الأمر بانتقاله إلى باريس بالفعل".

دعم صدام

ولفت في الحديث إلى أن الرياض اضطرّت "لاختيار أحد الخيارات السيئة (دعم صدام حسين في حربه ضد إيران)"، مُشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الرياض رعت لاحقًا المفاوضات السرية بين بغداد وطهران في جنيف، وكذلك في قصر لولي العهد السعودي الراحل سلطان بن عبد العزيز. عن العلاقة المتوترة مع نظام الرئيس بشار الأسد و"تضخيم إعلام النظام السوري" لأي حضور أو دور للأمير بندر، وربطه بما يجري على الأرض في سوريا، أوضح الأمير السعودي أنه "لأنني أعرف بشار قبل أن يصبح شيئًا، ثم بعدما ظنّ أنه أصبح شيئًا"، نافيًا أي دور له في تأسيس تنظيم "داعش"، ومفصّلًا الاتهامات الموجّهة إليه في هذا الشأن.

الرئيس الولد

ووصف بندر بن سلطان الرئيس السوري بـ"الولد"، بينما لفت إلى أن والده حافظ الأسد كان "رجلًا مُحاطًا برجال، وقادرًا على اتخاذ القرارات خلافًا لابنه"، معتبرًا أن "لديه عقدة لم يتخلّص منها اسمها باسل حافظ الأسد". وكشف الأمير السفير السابق في الحوار كيف توسط لمصلحة بشار الأسد لدى الحكومة البريطانية عقب تخرّجه للحصول على دورة متخصصة في طب العيون في لندن.

احتواء أوضاع سوريا

تحدث رئيس الاستخبارات العامة السابق عن الدور الذي بذلته المملكة لاحتواء الأوضاع في سوريا، وعن الرسائل التي أرسلها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس السوري بشار الأسد، ينصحه فيها بأخذ إجراءات سياسية عاجلة لتهدئة الأمور. وقال الأمير بندر إن المملكة حذرت الأسد ثلاث مرات من انفلات الوضع في سوريا، وطلبت منه اتخاذ ما يمكن لإنقاذ الوضع وتطوراته، مبيّنًا أن الملك عبدالله أرسل مندوبًا إلى بشار الأسد برسالة مفادها أن عليه اتخاذ إجراءات لتهدئة الأمور، مشيرًا إلى أن الرئيس السوري وعده بفعل ذلك. أضاف إن الملك أرسل له مندوبًا مرة أخرى، حذره فيها من استمرار تدهور الوضع، فكان رد الرئيس الأسد "أنه يعي ما يحصل، وسيتخذ اللازم، لكن هذا يتطلب إصلاحات اقتصادية"، مؤكدًا أن عبد الله بن عبد العزيز أرسل إليه 200 مليون دولار كمساعدة عاجلة لتهدئة الوضع، والتعامل مع الأمور سياسيًا واقتصاديًا، لكنه لم يحرّك ساكنًا"، حسب ما جاء على لسانه.

انشقاق حجاب

كما تحدث رئيس الاستخبارات العامة السعودي السابق عن انشقاق رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، قائلًا: "سمعنا منه العجائب عمّا كان يحصل داخل النظام". وأضاف الأمير أن حجاب، وفي أول لقاء له مع الرئيس بشار الأسد بعد توليه رئاسة الوزراء، حاول شرح الوضع الداخلي في دير الزور، خصوصًا أن حجاب من تلك المدينة، وقد اتصل به العديد من أهالي المنطقة، يبلغونه بما يحصل فيها، فكان رد فعل الرئيس السوري أنه يعرف بالوضع وأن كل شيء تحت السيطرة. كما إنه سرد تفاصيل لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب الثورة السورية، موضحًا أن بوتين قال له آنذاك إن السعوديين هم من "كبّروا رأس الأسد" حين رتّبوا له لقاءات مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ومع مسؤولين في البيت الأبيض عقب توليه الرئاسة.

قطر والمملكة

في شأن دولة قطر واستهدافها للمملكة، اعتبر بندر بن سلطان أن "قطر تعاني من انفصام في سياساتها"، مشيرًا إلى أن "وجود قاعدة أميركية لا يعني حماية نظام الحكم في الدوحة، فهي قاعدة للاستخدام الأميركي، لا القطري". كما قال إنه وصف رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم، بـ "خبير نصف الحقيقة"، إذ إنه "متمرّس في الحديث عن أنصاف الحقائق"، مُستشهدًا بالتسجيل المسرّب، الذي تحدث فيه بن جاسم عن مخططات لاستهداف السعودية مع الأمير القطري السابق حمد بن خليفة والزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي. واعتبر الأمير بندر أن تبرير بن جاسم لهذا التسجيل كان "إخبارًا بنصف الحقيقة"، وأن الحقيقة كاملة هي أنه كان هناك تآمر وتخطيط، وليس "محاولة لاستدراج القذافي واستمالته"، كما برّرت الدوحة في وقت لاحق.

السياسات الأميركية

أما عن المملكة والسياسات الأميركية، فقد نوّه الأمير بندر بتفاصيل "الخلاف الكلامي" الذي وقع بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأميركي السابق جورج بوش في مزرعة الأخير في تكساس حول فلسطين. سرد السفير السعودي السابق لدى واشنطن أيضًا قصصًا ومواقف عدة جمعته بعدد من رؤساء الولايات المتحدة خلال فترة عمله، من جيمي كارتر وصولًا إلى جورج بوش الابن، مُعربًا عن عدم ندمه لعدم لقاء باراك أوباما، الذي "أعاد المنطقة عشرين عامًا إلى الوراء بسبب سياساته تجاه الشرق الأوسط"، على حدّ قوله. وفي مقتطفات، من الحوار، تحدّث بندر بن سلطان عن "جريمة" الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات بحق القضية الفلسطينية والفلسطينيين، والمتمثلة في رفضه مبادرة السلام والحلول التي قدمها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.

 

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك..

 الأحد 17 آذار 2024 - 5:24 ص

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك.. حملات خارجية «موجّهة» بتهمة إطالة أمد الحص… تتمة »

عدد الزيارات: 150,165,498

عدد الزوار: 6,680,294

المتواجدون الآن: 100