غالبية عناصر «داعش» و «القاعدة» مغاربة يحملون جنسيات أوروبية

تاريخ الإضافة الجمعة 15 كانون الأول 2017 - 7:11 ص    عدد الزيارات 1469    التعليقات 0

        

غالبية عناصر «داعش» و «القاعدة» مغاربة يحملون جنسيات أوروبية...

الحياة....محمد خلف ... في رسالة تعكس خيبة أملها، نشرتها إحدى الصحف الإسبانية، كتبت معلمة الشبان المغاربة الذين نفذوا الهجوم الإرهابي في برشلونة قبل أشهر ركيل رول متسائلة: «أمنية بعضكم في أن يصبح طياراً ومعلماً وطبيباً تبخرت في لحظة واحدة من عدم اليقين؟ ما الذي فعلناه بحقكم لتعاقبونا بهذه الأفعال الدنيئة؟ كنتم شباناً يافعين ومفعمين بحب الحياة التي كانت للتو قد فتحت أحضانها لكم، كانت لدى كل واحد منكم آلاف الأمنيات التي تتطلعون لتحقيقها. لا أفهم لماذا وبسرعة تحولتم إلى قتلة بدم بارد وانتحاريين؟». يتضح من دراسة استقصائية أجراها معهد إسباني متخصص في العلاقات الدولية «أن المغاربة يتصدرون البلدان التي تكره إسبانيا في العالم». يوجد ما بين 2000-2500 من المغاربة وربما أكثر مسجلين في قائمة الإرهاب الدولية، وهذا الرقم يشكل ما بين 9-11 في المئة من مجموع إرهابيي العالم من الأصول الإسلامية والعربية». وتشير دراسة نشرتها صحيفة «ألف بوست» وقدمتها إلى مؤتمر للإنتربول (الشرطة الدولية) عقد في إشبيلية إلى «أن قرابة 1500 مغربي توجهوا للقتال في سورية في صفوف داعش والنصرة، وحوإلى 500 آخرين في حروب العراق وأفغانستان وليبيا واليمن». وكشفت بيانات الشرطة الأوروبية (يوروبول) أن ما بين 300–500 مغربي معتقلون في السجون الأوروبية بتهمة الإرهاب «فيما لا توجد معلومات عن عدد المتشددين والجهاديين المعتقلين في المغرب». إلا أن دراسات ميدانية أخرى أجرتها مراكز أوروبية متخصصة أشارت إلى أن عدد المغاربة من الداخل وأوروبا في سورية والعراق يصل إلى 4 آلاف جهادي». أقر المغرب رسمياً على لسان وزير داخليته بأن «128 من المغاربة الذين قاتلوا في سورية والعراق عادوا إلى بلدهم ويجري التحقيق معهم، فيما قتل أكثر من 200 جهادي مغربي في القتال في هذين البلدين. وقدر عدد الجهاديين المغاربة الأوروبيين في الشرق الأوسط بنحو 2000 مقاتل». لم توقف أزمة اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا خلال السنوات الأخيرة وما أثارته من تصدعات سياسية ومجتمعية في الاتحاد الأوروبي وغليان شعبي ضد وجودهم والسماح بدخولهم عبر الحدود، تدفق المغاربة إلى أوروبا التي قالت وكالاتها للهجرة الوطنية إن قائمة الحاصلين على الجنسيات الأوروبية من المغاربة هي الأعلى مقارنة بدول الشرق الأوسط الأخرى. وكشف التقرير الأخير الذي أصدره معهد الإحصاء الأوروبي حول حصيلة المهاجرين من المجنسين الجدد بإحدى جنسيات الاتحاد الأوروبي للفترة 2012-2014 عن ارتفاع قرارات التجنيس التي حصل عليها المغاربة إلى 86 ألفاً و500 قرار تجنيس لمهاجرين مغاربة من أصل 985 ألف مجنس جديد داخل دول الاتحاد الأوروبي. وبحسب التقرير فإن أكثر من 35 في المئة منهم حصلوا على الجنسية الإسبانية، وأكثر من 29 في المئة على الجنسية الإيطالية، وأكثر من 19 في المئة حصلوا على الجنسية الفرنسية، فيما يتوزع العدد المتبقي بين الجنسية البلجيكية (17 في المئة) والنسبة نفسها الجنسية الهولندية.

المهاجرون المغاربة في الصدارة

صنف التقرير المجنسين المغاربة في صدارة قائمة المجنسين الجدد من منطقة المغرب العربي والقارة الأفريقية والعالم العربي. فمن أصل أكثر من 34 ألف جنسية جديدة منحتها بلجيكا لمهاجرين جدد، حصل المغاربة على 6 آلاف قرار، بما يمثل 17 في المئة من قرارات التجنيس الجديدة، متصدرين القائمة قبل الأتراك والإيطاليين، مقابل 7 آلاف و700 مجنس في 2012-2013. وفي إسبانيا التي صنفت من بين الدول الأوروبية الخمس الأولى التي منحت جنسيتها لمهاجرين أجانب في 2013-2014، بما يمثل 225 ألف مجنس جديد، حصل المغاربة على 16 ألفاً و805 قرارات تجنيس (المرتبة الثالثة بعد الكولومبيين والإكوادوريين). وارتفع عدد المقيمين المغاربة في العاصمة البلجيكية بروكسيل وحدها إلى أكثر من 400 ألف شخص». وكان المجلس العام الإسباني للهجرة المخول من طرف وزارتي العدل والداخلية في إسبانيا بتلقي ودراسة وإصدار قرارات منح الجنسية الإسبانية، قد أبدى موافقته على 71 ألفاً و383 طلباً للحصول على الجنسية الإسبانية، بلغت حصة المغاربة 7 آلاف و436 مجنساً جديداً بالجنسية الإسبانية. وقد ارتفعت هذه الحصة في 2013-2014 بأكثر من الضعف. وتصدر المغاربة قائمة المجنسين بالجنسية الفرنسية للسنة الخامسة على التوالي بحصولهم على 16 ألفاً و539 قرار تجنيس جديد قبل الجزائريين والأتراك، مقابل 13 ألفاً، بما يمثل ارتفاعاً تبلغ نسبته 25 في المئة. ومن أصل 100 ألف و712 قرار تجنيس جديد في إيطاليا، حصل المغاربة على أكثر من 17 ألف قرار تجنيس جديد، متصدرين قائمة المجنسين الأجانب الجدد قبل الألبان والهنود، مقابل أكثر من 13 ألف مجنس جديد. واحتلوا الرتبة نفسها في هولندا التي منحت 25 ألفاً و882 جنسية جديدة، حصل منها المغاربة على 3 آلاف و882 جنسية مما يجعلهم يتصدرون القائمة قبل الأتراك والعراقيين.

وتائر التطرف الديني

تتزايد وتائر التطرف في الدول المغاربية بحسب الباحثة الأميركية فيش سكثيفيل في معهد واشنطن، مشيرة إلى «أن الجهاديين يحتفظون بمعاقل في أجزاء من بلادهم بينما كان الكثير منهم ينتقل إلى سورية». ومع ذلك رأت «أن وجود الجهاديين في المغرب شهد أدنى مستوياته بسبب سياسة عدم التسامح التي تنتهجها الحكومة ضد الجماعات الإسلامية المتشددة، ما دفع المتطرفين المغاربة إلى البحث عن ملاذات آمنة في أماكن أخرى مثل الجزائر وسورية». وكان إبراهيم بن شقرون الملقب (أبو أحمد المهاجر) وهو معتقل مغربي سابق في غوانتانامو، يتخذ من سورية مقراً لنشاطاته الإرهابية، أعلن عن إنشاء «حركة شام الإسلام»، وهي منظمة جهادية تتكون من المغاربة في شكل كامل. وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية الجهادية عبدالله رامي: «إن المجموعة لا تهدف إلى تجنيد مقاتلين في سورية فحسب، بل إلى إقامة منظمة جهادية داخل المغرب نفسها». ويظهر بن شقرون كزعيم للحركة السلفية المغربية. وترى سكثيفيل أن «الأيديولوجية ليست الوحيدة التي تدفع المغاربة إلى الالتحاق بتنظيم «داعش»، بل الرواتب وغيرها مما يسمى بغنائم الحرب المعروضة في ساحات الحروب، وذلك نظراً للفقر وحالة اليأس المنتشرة على نطاق واسع». ويؤكد مراقبون أن «المغرب يعاني من البيانات العملية الصعبة حول المحفزات التي تدفع إلى الهجرة».

النزعات الجهادية وموجاتها في المغرب

توضح دراسات وبحوث أعدتها مراكز بحوث غربية عن تطور الحالة الجهادية في المغرب خلال العقود الأخيرة. ويشير مركز «ألف بوست» للدراسات والتحليلات إلى أن المغاربة شرعوا في الانتماء إلى الأفواج الجهادية المرتبطة بالدين التي نمت وتوسعت وانتعشت مع نشوب الحروب والنزاعات الأهلية في الشرق الأوسط، ورصد أن دورهم في البداية كان هامشياً وثانوياً، ولكنه بات محورياً خلال السنوات الست الأخيرة. بدأ أول انخراط كبير في الحركات الإسلامية المسلحة مع قيام الاتحاد السوفياتي بغزو أفغانستان، حيث طفى على السطح ما عرف آنذاك باسم الجهاد العالمي، حيث انطلقت الموجة الأولى من الجهاديين المغاربة متوجهة للقتال في أفغانستان. وبعد سقوط النظام السوفياتي عادت مجموعة كبيرة من الجهاديين إلى المغرب، فيما تبلورت الموجة الثانية مع اندلاع الحرب الأهلية في البوسنة بالتحاق المغاربة شأنهم شأن متطوعين من بلدان عربية وإسلامية أخرى بالقتال ضد الصرب. ووفقاً لتقرير صادر عن مركز»كارنيغي» فإن «حرب البوسنة أظهرت مدى الجاهزية لدى الشباب المغربي ومنهم من يحمل جنسيات أوروبية وغربية للانخراط في الحركات الإسلامية الجهادية العالمية أينما ظهرت ومتى حانت أمامهم الفرصة». الموجة الثالثة من الجهادية المغاربة تبلورت بعد التفجيرات الإرهابية في واشنطن ونيويورك في 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001، مع انضمام عدد من المتطرفين الإسلاميين لتنظيم «القاعدة» في أفغانستان، وبرأي التقرير نفسه «مثلت هذه المرحلة منعطفاً نوعياً مع تدفق الكثير من المتطوعين المغاربة من الداخل ومن الجاليات المغربية في أوروبا وأميركا إلى أفغانستان، وذلك في تطور جديد أشر إلى انتقالهم من المحلية والاقتصار على دفع وتقديم التبرعات والتمويلات إلى الجهادية العالمية». وارتبطت الموجة الرابعة بالحرب في سورية، إذ رصدت الهيئات المعنية ارتفاعاً لافتاً في نسبة مشاركتهم في الانتماء والقيام بعمليات انتحارية وقيادة الفرق المسلحة، إضافة إلى تولي مناصب قيادية بـ «داعش».

السلفية الجهادية و «القاعدة»

تعود علاقة المغاربة المهاجرين بالمنظمات السلفية التكفيرية العابرة للقارات وفي مقدمها تنظيم القاعدة إلى عام 1996، وهو ما تؤكده رسالة تأييد لزعيم التنظيم أسامة بن لادن من قبل مهاجرين مغاربة في بلجيكا اتهمت مواطنين من أصول مغربية بالانتماء لخلية تنتمي إلى «الجماعة المغربية للدعوة والقتال» ذات الصلات الوثيقة بـ «القاعدة» بتنفيذ اعتداء قطارات برلين في عام 2004. ويصنف الجهاديون من أصول مغربية في أوروبا إلى نوعين، الأول مغاربة مهاجرون جاؤوا للدراسة، أو كطالبي لجوء سياسي هاربين من اضطهاد حكومتهم ومنهم من عمل في سلك الأئمة أو الوظائف المدنية. أما الصنف الآخر فهم المهاجرون بالوراثة أي الذين ولدوا في أوروبا من الجيلين الثاني والثالث لآباء مهاجرين ويحملون جنسيات البلد الذي يقيمون فيه، وتعلموا في المدارس الأوروبية. يختلف الباحثون والمتخصصون في علم الإنثروبولوجيا الاجتماعية والإسلام السياسي في تفسير التحاق الأوروبيين من أصول عربية وإسلامية بالجهاد العالمي، ويرى بعضهم أنه لا يمكن الاعتماد على التفسيرات الثقافية وحدها لتبرير هذه الظاهرة، ويؤكد آخرون أن هاجس الهوية وكيفية التعاطي مع الثقافة الأصلية يؤرق الكثير من أفراد الجيل الثاني والثالث الذين لا يشعرون بالانتماء العرقي للوطن كما هي حال آبائهم، ويسرعون إلى استبداله بالهوية الدينية، ويتبنون نشاطاً دينياً يتجاوز الجيل الأول حيث يفتخرون بالانتماء إلى الإسلام والمجتمع الإسلامي العالمي، كما ويؤمن البعض بأن الانتماء إلى هذه الجماعات التي تدعي الشرعية الدينية يعزز هويتهم الإسلامية المفقودة، إضافة إلى شعورهم بالتهميش والإذلال ومشاعر الإسلاموفوبيا وارتفاع منسوب العنصرية في الغرب ضد العرب والمسلمين في شكل عام. وتربط مجموعة ثالثة التطرف بعوامل ذاتية مثل تحقيق الذات والبحث عن البطولة والمغامرة والرفاهية. ويؤكد الباحث بمعهد الدراسات الشرقية في أكاديمية العلوم الروسية نيكولاي سوخوف «أن عدم قدرة نسبة كبيرة من المغاربة على الاندماج في المجتمعات الغربية ورفضه لسلوكيات خارجة عن تربيتهم المنزلية الدينية، يسهل على الجماعات المتطرفة تجنيدهم في خلاياهم الجهادية». هذا فيما يشير الرئيس السابق لوحدة تنسيق مكافحة الإرهاب الفرنسية جاك بويناس في حديث لموقع «سبوتنيك نيوز» بالفرنسية إلى «أن من بين الأسباب التي جعلت المغاربة يكونون خلايا إرهابية في أوروبا هو التعامل العنيف والصارم للحكومة المغربية مع الجماعات الإسلامية التي تواجه صعوبة في تكوين نفسها في الداخل، فتلجأ إلى أوروبا حيث الهامش الديموقراطي واسع للغاية».

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,575,757

عدد الزوار: 6,901,906

المتواجدون الآن: 88