ضربات "مجهولة المصدر" تستهدف القوات التركية في سوريا....

تاريخ الإضافة الأربعاء 12 أيار 2021 - 9:57 م    عدد الزيارات 1238    التعليقات 0

        

ضربات "مجهولة المصدر" تستهدف القوات التركية في سوريا....

الحرة....ضياء عودة – إسطنبول... تصاعد الهجمات التي تستهدف القوات التركية في شمال سوريا...

تتصاعد الهجمات "مجهولة المصدر" ضد القوات التركية المنتشرة في الشمال السوري، ووصلت في الأيام الماضية إلى مستويات "خطيرة"، بعد تهديدها للمعبر العسكري الذي تدخل من خلاله التعزيزات شبه اليومية من الأراضي التركية إلى محافظة إدلب. المعبر العسكري يسمى محليا "كفرلوسين"، ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من معبر "باب الهوى" الحدودي، وشهد مساء الثلاثاء تفجير عبوة ناسفة برتل للجيش التركي أثناء دخوله المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة آخرين. ولم تحدد وزارة الدفاع التركية بالاسم الجهة المسؤولة عن تفجير العبوة الناسفة رغم تأكيدها حجم الخسائر التي لحقت بقواتها في المنطقة، وهو الأمر الذي انطبق أيضا على الفصائل العسكرية التي تدعمها في المنطقة، والمتمثلة بـ"الجبهة الوطنية للتحرير" (تحالف عسكري يتبع للجيش الوطني السوري). في المقابل، تبنى فصيل مجهول يطلق على نفسه اسم "سرية أنصار أبو بكر الصديق" عملية تفجير العبوة، وتحدث عن قتلى وجرحى بين الجنود الأتراك، وإعطاب عربة كانت تقلهم. وكان هذا التشكيل الذي يعتقد أنه "وهمي"، بحسب مراقبين، قد تبنى في أوقات سابقة أكثر من عشر عمليات من هذا النوع، واستهدف بها بشكل مركّز قواعد وأرتال الجيش التركي. ولا ينفصل ما سبق عما تشهده جبهات إدلب السورية، والتي تصل لها باستمرار تعزيزات عسكرية غير مسبوقة من جانب الجيش التركي، وتتموضع في أقصى الجنوب المتاخم لمناطق سيطرة النظام السوري. هذه التعزيزات تدخل في بعض الأحيان بشكل منفرد، وأحيانا برفقة فصيل "فيلق الشام" وهو أبرز الفصائل العسكرية التي تتلقى دعما عسكريا من الجانب التركي، وكان قد اتجه في الأيام الماضية لتمشيط الطرقات من العبوات الناسفة والألغام، في خطوة استباقية تندرج في إطار تأمين الحماية لمرور الأرتال العسكرية والعناصر.

"التقديرات تختلف"

حتى اليوم لم تتضح تبعية وهوية المجموعات المقاتلة، والتي بات خطرها يهدد انتشار الجيش التركي في إدلب في عدة مناطق، لكن وبحسب المنشورات الإعلامية التي تخرج عنها بين الفترة والأخرى عبر تطبيق "تلغرام"، يبدو أنها لا تخرج عن إطار التبعية لجهتين، حسب مراقبين. الأولى هي تنظيم "داعش"، والثانية تنظيم "القاعدة". وسبق وأن أشار بيان يتبع لإحدى المجموعات المسلحة (سرايا أبو بكر الصديق) نشرته عقب استهداف نقطة للجيش التركي في محيط "m4"، فبراير الماضي، إلى أن الاستهدافات تأتي لمنع فتح الطريق الدولي حلب- اللاذقية، واصفة الجيش التركي بأنه "جيش حلف الناتو الصليبي". قيادي عسكري في "الجبهة الوطنية للتحرير" فضّل عدم ذكر اسمه، قال إن محافظة إدلب التي يطلق عليها اسم منطقة "خفض التصعيد" تشهد خلال المرحلة الحالية بروز بعض المجموعات "التي لها نشاطات معادية للقوات التركية". ويضيف القيادي في تصريحات لموقع "الحرة": "تختلف أهداف مجموعات العمل ضد تركيا في منطقة خفض التصعيد بين مجموعة وأخرى. كما تختلف التقديرات الأمنية التركية بخصوص هذه العمليات، نتيجة طريقة العمل المختلفة ووجود أكثر من جهة مستفيدة من هذه العمليات". وتعتبر "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) الجسم العسكري الأبرز الذي يسيطر على محافظة إدلب، إلى جانب تحالف "الجبهة الوطنية للتحرير"، والتي تتلقى دعما لوجستيا وعسكريا من الجانب التركي. وإلى جانب هذه التشكيلات هناك مجموعات عسكرية تتبع لتنظيم "القاعدة"، ويتصدرها تنظيم "حراس الدين"، والذي كان قد تلقى عدة ضربات "موجعة" من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، وأسفرت عن مقتل قادة الصف الأول فيه. واللافت في الوقت الحالي هو أن المجموعات التي تستهدف الانتشار التركي في إدلب لم يسبق وأن ورد ذكرها ضمن الخارطة العسكرية لإدلب، خلال السنوات الماضية، بشقيها "المعتدل" والمحسوب على التيارات "الجهادية".

"البيانات الإسلامية غطاء"

المشهد "الغامض" للتشكيلات التي تستهدف الوجود التركي يقود إلى معادلة يصعب حلها، خاصة في ظل الظروف الحالية، والتي لا تؤسس بحسب خبراء لأي مرحلة جديدة لمستقبل إدلب السورية. ولا تقتصر هذه التشكيلات على "سرايا أبو بكر الصديق" بل تنسحب إلى أخرى مثل "كتائب خطاب" و"الطليعة المقاتلة"، ويراها خبراء جهاديين أنها "تشكيلات غير أصيلة وحقيقية"، بمعنى أنها "مجرد أذرع لجهات فاعلة أخرى لا تريد الكشف عن نفسها". في غضون ذلك يعتبر القيادي في "الجيش الوطني"، مصطفى سيجري أن الوجود العسكري التركي في إدلب شكّل "حالة من الردع والحد من الأطماع الروسية والإيرانية لاستباحة المنطقة وتهديد حياة أكثر من أربعة ملايين مدني". ويقول سيجري في تصريحات لموقع "الحرة": "بالتأكيد لن يقف العدو مكتوف الأيدي وسيبذل جهده وإمكانياته للضغط على القوات التركية بهدف إخراجها من الأراضي السورية. لا يمكن أن نقرأ مثل هذه العمليات الارهابية إلا في هذا الإطار". ويشير سيجري إلى أن تلك الجماعات "تأتمر بأوامر خارجية، وتتخذ من الشعارات والبيانات الإسلامية غطاء وعباءة لتنفيذ المهام الإرهابية الموكلة إليها من الجهات المشغلة".

أطراف متهمة و"جهاز أمني"

رغم أن الهجمات باتت خطرا واضحا يهدد الجيش التركي في إدلب، إلا أن أنقرة لم تعلّق بالموقف الواضح عن تفاصيل الأمر حتى الآن. وسبق وأن وصف المتحدث باسم الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون إحدى الهجمات بـ"العمل الإرهابي"، وتوعد باستمرار العمليات العسكرية في المنطقة للقضاء على "الإرهاب" كاملا. الباحث السوري، أحمد الحسن المقيم في مدينة مرسين التركية يرى أن التحقيقات الحالية للقوات التركية تركّز على ثلاث شرائح باعتبارها "من التهديدات المحتملة في هذه العمليات". الشريحة الأولى هي "خلايا النظام السوري"، حيث تدرك تركيا بحسب الباحث السوري "وجود مجموعات مهمة من هذه الخلايا داخل مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام ومناطق سيطرة المعارضة، بسبب عدم وجود جهاز مخابرات قوي لهذين التشكلين في المنطقة". ويقول الحسن "بناء على معلوماته" أن تركيا تناقش حاليا تأسيس "جهاز أمني مشترك" مع الفصائل السورية العاملة في إدلب، على أن يتولى هذا الجهاز متابعة الملفات الأمنية في الداخل. هذا المشروع يحظى حاليا بجدية عالية داخل القوات التركية. ومن النادر أن تخرج أي تصريحات رسمية تخص العمل العسكري والأمني لتركيا في محافظة إدلب، وأيضا في المناطق التي تديرها في ريف حلب الشمالي، وبالتالي تبقى المعلومات المرتبطة بذلك مقتصرة على التسريبات من جهة، وعلى التلميحات غير المباشرة من جهة أخرى.

"خلايا داعش"

شريحة ثانية قد تقف وراء الهجمات، وتشمل خلايا "داعش"، بعد استغلال التنظيم لشبكات التهريب التي تعمل بين المناطق السورية. ويوضح الباحث السوري في تصريحات لموقع "الحرة": "يستطيع التنظيم تنفيذ بعض النشاطات الأمنية والعسكرية، رغم عدم وجوده الفعلي في مناطق هيئة تحرير الشام والمعارضة، وذلك على صعيد الخلايا النائمة والعملاء". وطوال السنوات الماضية عرفت "تحرير الشام" (النصرة سابقا) بجهازها الأمني الذي استخدمته ضد نشطاء مدنيين وآخرين قالت إنهم يتبعون لتنظيم داعش، وكانت قد أطلقت في الأسابيع الماضية عدة حملات أمنية أعلنت فيها القبض على خلايا تتبع لداعش وأخرى تتبع لنظام الأسد. كما اتجهت مؤخرا للقبض على قياديين مرتبطين بتنظيم "القاعدة"، في كل من ريف حلب وأرياف اللاذقية وإدلب. وهناك من يرى من المراقبين أن "تحرير الشام" تفضّل أن تحدث هكذا هجمات في إدلب، "كي تحظى بفرصة للقول للأتراك بأنها جاهزة لمساعدتهم في المنطقة، مقابل غايات مرسومة". وفي حديث سابق لموقع "الحرة" لم يستبعد الباحث السوري، نوار شعبان أن تصب الهجمات في مصلحة "هيئة تحرير الشام". وأوضح أن "الجانب التركي لا يرغب بإرسال عناصره لتمشيط المنطقة، وهنا يأتي دور تحرير الشام من أجل فرض نفسها على أنها القوة المحلية الوحيدة القادرة على ضبط جميع المناطق".

"الجماعات الجهادية"

منذ مارس 2020 يحكم مشهد محافظة إدلب اتفاق سوتشي الذي وقعه الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين، ومنذ ذلك الوقت سير الجانبان عدة دوريات مشتركة على طريق حلب- اللاذقية، كبند أول من أجل الانتقال إلى بنود أخرى تتعلق بفتحه كاملا أمام حركة التجارة والمسافرين. وعدة مرات تعرضت هذه الدوريات لاستهدافات بالعبوات الناسفة وقذائف "الآر بي جي"، من قبل مجموعات عسكرية ترتبط بتنظيم "القاعدة"، هي مجموعات كانت قد أعلنت موقفا رافضا من دخول القوات الروسية بأي شكل إلى مناطق سيطرة المعارضة في إدلب. وفي 14 من أغسطس 2020، أعلنت روسيا تعليق الدوريات المشتركة، بسبب ما سمته "الاستفزازات المستمرة للمسلحين"، وتقف عند هذا الموقف حتى الآن. وقد تكون "الجماعات الجهادية" طرفا بالوقوف وراء الهجمات التي تستهدف الانتشار التركي في إدلب، وبالتالي تكون في خانة "الشريحة الثالثة" من الأطراف المتهمة. ويوضح الباحث السوري، أحمد الحسن أن "المجموعات الجهادية هي تلك التي كانت متعاونة سابقا مع هيئة تحرير الشام ثم انشقت عنها وأصبحت عدوة لدودة لها. سواء حراس الدين أو المجموعات القريبة من هذا التنظيم". وتتهم "تحرير الشام" باستثمار هذه الجماعات لمصلحة تحسين علاقاتها مع تركيا، وبعض الدول، ولهذا يلاحظ أن الاستهدافات الحالية للقوات التركية تكون في مناطق وجود "تخاذل أمني مقصود من قبل تحرير الشام". ويتابع الباحث السوري: "هذه الحركة بهدف استثمار هذه العمليات الأمنية لصالح تعاون تركيا مع الهيئة ضد هذه المجموعات، وخاصة أن أهم مناطق الاستهداف خلال الفترات السابقة يتم في محور سرمدا". و"محور سرمدا" يعتبر أهم المحاور التي تنشط فيها الأجهزة الأمنية لـ"هيئة تحرير الشام"، كونه منطقة حدودية مع الأراضي التركية، ويقع بالقرب منها معبر باب الهوى وإلى جانبه معبر كفرلوسين العسكري.

 

 

 

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,167,055

عدد الزوار: 6,758,465

المتواجدون الآن: 121