هل تتسبب الأزمة التركية الأميركية بشرخ في حلف الناتو؟...

تاريخ الإضافة الخميس 18 نيسان 2019 - 4:38 م    عدد الزيارات 1798    التعليقات 0

        

ذا هيل: هل تتسبب الأزمة التركية الأميركية بشرخ في حلف الناتو؟...

المصدر: العربية.نت... تواجه العلاقات الأميركية-التركية أزمة، لأنه لم يعد لدى أنقرة أصدقاء أقوياء في واشنطن، على عكس الماضي. كما أنه إذا قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسي طراز إس-400 S-400، تنفيذاً للصفقة التي تعارضها واشنطن بشدة، فستؤدي تلك الخطوة إلى تمزق تاريخي بين الحلفاء، بحسب ما جاء في مقال الباحث الأكاديمي سونر كاغابتاي، زميل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، المنشور في صحيفة "The Hill". يقول كاغابتاي، وهو أيضاً مؤلف كتاب "السلطان الجديد: أردوغان وأزمة تركيا الحديثة"، إنه عندما بدأ العمل كمحلل سياسي عام 2002 في واشنطن، كان العسكريون الأميركيون هم أكبر معجبين بتركيا، بينما هم اليوم أكبر خصوم لأنقرة. وترجع المسؤولية عن حدوث هذا التحول للطرفين على حد سواء، وكذا نتيجة للعديد من النقاط الخلافية، بما فيها الخلاف بشأن ما دار خلال حروب في بلدين من جيران تركيا، هما العراق في عام 2003 وسوريا منذ عام 2012.

سقوط مدوٍّ في البنتاغون

وفي الآونة الأخيرة، تشهد رؤية البنتاغون لتركيا هبوطاً عمودياً. فمنذ عام 2014، اعتمدت الولايات المتحدة على وحدات حماية الشعب الكردي السوري YPG لمحاربة تنظيم "داعش". وتعد YPG أحد أفرع حزب العمال الكردستاني PKK، الكيان الذي صنفته واشنطن وأنقرة "إرهابياً". وشن حزب العمال الكردستاني هجمات عديدة ضد أنقرة والمدنيين الأتراك منذ الثمانينيات، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف. وتعتبر تركيا PKK تهديداً وجودياً. وابتداءً من عام 2016، شنت أنقرة عمليات توغل في سوريا لتقويض YPG الحليف لحزب العمال الكردستاني PKK، إلا أن الكثيرين في الجيش الأميركي يعتبرون أن استهداف أنقرة لوحدات حماية الشعب YPG يعد تقويضاً لمعركة أميركا ضد "داعش". وأدت هذه التطورات إلى إعادة صياغة تصور البنتاغون التاريخي لتركيا، لتتحول من حليف في الناتو إلى "قوة معوقة". علاوة على ذلك، يكره الكونغرس الأميركي الرئيس التركي بسبب انتهاكاته، بداية من سجن مواطنين أميركيين، مروراً بالتفاصيل الأمنية التي قام خلالها بضرب المتظاهرين الأميركيين في شريدان سيركل في واشنطن في مايو 2017، ووصولاً إلى انتهاكاته الواسعة النطاق لحقوق الإنسان في تركيا.

تركيا "قوة معوقة"

وباستثناء مجموعة صغيرة من الضباط في وزارة الخارجية وأماكن أخرى، انتشرت رؤية البنتاغون لتركيا باعتبارها "قوة معوقة" في جميع فروع الحكومة الأميركية. وتختمر عاصفة كاملة في واشنطن، حيث إن نفس الدوائر التي لا تحب تركيا تعارض بشدة قرارها بشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي الصنع. وتعترض واشنطن على شراء تركيا للصواريخ الروسية طراز S-400 لأنها تشكل تهديداً لمشروع المقاتلات الشبح طراز F-35 الرائد في الولايات المتحدة، والذي يهدف إلى توفير ميزة عالمية لأميركا وحلفائها، بينما يزيد من تعقيد المشكلة أن نظام S-400 الروسي تم تصميمه ليكون كعب أخيل لمقاتلات F-35 الأميركية. وتخشى واشنطن من أن تواجد النظامين معاً في موقع واحد في تركيا من شأنه أن يسمح للجيش الروسي "بنسخ" صورة المقاتلة الشبح على أنظمة رادار موسكو، مما يعرض مشروع مقاتلات F-35 للخطر.

إس-400 تقويض الناتو

وفي هذا السياق، هدد الكونغرس بفرض عقوبات شديدة ضد أنقرة، مثل طرد تركيا من برنامج F-35، من بين أمور أخرى. كما أعلن مجلس الشيوخ أن أنقرة ستخضع أيضاً لعقوبات قانون CAATSA، التي تستهدف صناعة الدفاع الروسية، إذا تم إبرام صفقة S-400. كما أن الرئيس دونالد ترمب لن يمنع فرض العقوبات ضد أنقرة، حيث إن وجهة نظر ترمب حول العلاقات الأميركية مع تركيا ترتبط بالصفقات، إذ يريد ترمب من أردوغان أن "يشتري من أميركا"، وألمح للتو إلى أن إدارته تستعد للتصعيد ضد أردوغان. لهذا السبب قام نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، بالتغريد في 3 أبريل قائلاً: "يجب أن تختار تركيا. هل تريد أن تظل شريكاً حاسماً في أنجح تحالف عسكري في التاريخ أم أنها تريد المجازفة بأمن تلك الشراكة من خلال اتخاذ مثل هذه القرارات الطائشة التي تقوض حلف الناتو؟".

انتصار ترمب على أردوغان

إن أحد نماذج ترمب للتعامل مع الرئيس التركي هو "أزمة القس برونسون" عام 2018 بشأن اعتقال القس الأميركي في تركيا، والتي فاز فيها ترمب على أردوغان بالنهاية، حيث أطلقت أنقرة سراح برونسون. في هذه الأثناء، وبعد أن فشل أردوغان في الرد على تعليق بنس في يوليو 2018، الذي طالب بإطلاق سراح برونسون، قام ترمب بتصعيد الضغط بسرعة، وفرض على تركيا عقوبات اقتصادية، مما دفع أردوغان للتراجع وأطلق سراح القس في أكتوبر.

أوراق الضغط الروسية

لكن هذه المرة، لا يوجد لدى أردوغان مجال للتراجع عن اتفاقه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. إذ يدرك بشكل تام أن شراء تركيا لنظام S-400 سيؤدي إلى تمزق الروابط بين أنقرة وواشنطن، مما يخلق صدعاً داخل الناتو. ولن يسمح بوتين لأردوغان بإلغاء صفقة S-400 دون استيفاء حقوقه. ويمتلك بوتين ورقة ضغط على أردوغان في سوريا، حيث إن العمليات العسكرية التركية هناك ضد وحدات حماية الشعب YPG تقع تحت سيطرة موسكو، التي تهيمن على المجال الجوي السوري. إذا ألغى أردوغان صفقة صواريخ S-400، فسيطلب بوتين من أنقرة إخلاء سوريا. وسيؤدي هذا التطور إلى إنشاء كيان صديق لحزب العمال الكردستاني يتاخم أطول حدود برية لتركيا، وهي نتيجة غير مقبولة في العاصمة التركية.

خطة طوارئ مقترحة

ما لم يتمكن الدبلوماسيون الأتراك والأميركيون من وضع خطة للطوارئ، يتم بمقتضاها تأخير استلام أنقرة نظام S-400 لأي عدد من الأعذار، وفي المقابل، تقوم واشنطن بتعليق العقوبات وتبدأ بهدوء في تزويد تركيا بضمانات أمنية قوية ضد روسيا وقوات حماية الشعب YPG، فلن يمكن بشكل واقعي تلافي حدوث صدع في العلاقات الأميركية التركية.

آثار سلبية عميقة

ووفقاً للمسار الحالي، فإنه سيزج بالعلاقات الثنائية إلى أزمة أسوأ من حرب قبرص عام 1974، والتي عاقبت واشنطن أنقرة بعدها بفرض حظر على الأسلحة. خلال صدع الحرب الباردة، كانت تركيا حريصة على العودة إلى حظيرة أميركا، وحتى ذلك الحين، استغرق الأمر نصف عقد لاستعادة العلاقات الثنائية بالكامل. هذه المرة، بينما تشير روسيا إلى استعدادها لتزويد تركيا بالأسلحة والأمن في سوريا، ودعم بوتين لأردوغان يومياً، سيكون الصدع في العلاقات الغربية-التركية أكثر عمقاً وسيستمر لفترة أطول.

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك..

 الأحد 17 آذار 2024 - 5:24 ص

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك.. حملات خارجية «موجّهة» بتهمة إطالة أمد الحص… تتمة »

عدد الزيارات: 150,144,184

عدد الزوار: 6,677,683

المتواجدون الآن: 84