«السير إلى مصير مجهول»..حرب غزة تعيد «نكأ جراح» قديمة لفلسطينيي لبنان..

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 تشرين الثاني 2023 - 4:14 ص    عدد الزيارات 667    التعليقات 0

        

«السير إلى مصير مجهول»..حرب غزة تعيد «نكأ جراح» قديمة لفلسطينيي لبنان..

عمليات النزوح مستمرة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه

الراي... أعادت مشاهد نزوح عشرات آلاف المدنيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ذكرى آلام رحلة اللجوء التي عانى منها الكثير من الفلسطينين عقب خروجهم من أراضيهم عام 1948 متوجهين إلى لبنان، حيث يفتقدون للعديد من الحقوق، بحسب تقرير نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» اللندنية. ويقول المسن الفلسطيني داود ناصر، البالغ من العمر 81 عاماً، متحدثاً عن رحلة لجوئه مع عائلته عام 1948، حين كان عمره 6 سنوات «مشينا حتى نزفت أقدامنا، ونمنا في بساتين الزيتون على طول الطريق، وكنا جائعين ونشرب المياه القذرة، حتى وصلنا إلى جنوب لبنان». ووفقا للأمم المتحدة، فإن أكثر من 700 ألف فلسطيني لجأوا إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والبلدان العربية المجاورة، عام 1948. وهذا الأسبوع، نزح نحو 50 ألف فلسطيني من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، لينضموا إلى مئات الآلاف الذين سبقوهم منذ بدء التصعيد في السابع من أكتوبر الماضي.

«إقامة موقتة»

وعن رأيه بمشاهد النزوح في غزة، أضاف ناصر «انهم جميعاً يسيرون نحو مصير مجهول، تماماً كما حدث معنا... هذه نكبة جديدة». وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وصل إلى 5 ملايين. اعتقد الفلسطيني أحمد الشوا، أن انتقاله من حي تل الهوى في غزة، حيث يسكن، إلى مجمع الشفاء الطبي سيحميه من خطر القصف العنيف، لكنه فجأة وجد نفسه محاصرا هناك حيث باتت الدبابات الإسرائيلية على بعد أمتار. وحصل بعض الفلسطينيين على الجنسية، في البلدان المضيفة، مثل الأردن، ما منحهم حقوقاً متساوية، بيد أن نحو 250 ألف فلسطيني يعيشون في لبنان، مثل ناصر، ظلوا عديمي الجنسية. ويعيش نحو نصف هؤلاء في 12 مخيماً مكتظاً في جميع أنحاء الدولة الصغيرة الواقعة على البحر المتوسط. ويعاني معظمهم من الفقر المدقع. ولا يُسمح للفلسطينيين بامتلاك العقارات في لبنان، ولا العمل في العديد من المهن، كما أن حصولهم على الخدمات التي تقدمها الدولة «محدود للغاية»، حيث إن «المخاوف من الإخلال بالتوازن الطائفي الدقيق في البلاد، جعلت المفاوضات في شأن وضعهم من المحرمات إلى حد كبير»، وفق الصحيفة. وعن إقامته في لبنان، قال ناصر «كان من المفترض أن يكون كل هذا موقتاً... لم نعتقد أبداً أننا سنبقى هنا لمدة 75 عاماً». ويقيم ناصر حالياً في «دار الشيخوخة النشطة» بمخيم شاتيلا، وهو مركز يعتني باحتياجات كبار السن الذين يعيشون وحدهم، بسبب هجرة أولادهم أو مقتل بقية أفراد عائلاتهم في العديد من الحروب والاشتباكات التي شهدها لبنان. ومخيم شاتيلا، الواقع جنوب العاصمة بيروت، هو بقعة صغيرة تكتظ بالسكان، وتتألف من أزقة ضيقة وأبنية خرسانية تداعى الكثير منها. ولدى سكان ذلك المخيم أقارب كثر في قطاع غزة، ما جعل صبحية عودة (80 عاماً)، تقول وهي تتابع نشرات الأخبار بأسى: «ألمهم هو ألمنا»، لافتة إلى أنها تنتظر بفارغ الصبر كل يوم سماع أخبار عن أقاربها هناك. وأضافت عودة: «لم نعرف السلام منذ عام 1948»، مؤكدة أن أبناء شعبها تعرضوا إلى الكثير من العنف، وأنها فقدت العديد من أفراد عائلتها جراء ذلك، ومن بينهم ابنها وابن أخيها وصهرها. وقالت «عندما توفي والدي في المخيم (شاتيلا)، كانت يداه متشابكتين بإحكام حول مفتاح منزلنا في فلسطين». من جانبه، وصف سلمان لطفي، البالغ من العمر 25 عاماً، وهو أحد سكان مخيم شاتيلا، ما يحدث من نزوح في غزة، بقوله «إنه نوع آخر من المحو، محاولة أخرى لمحو فلسطين». وتابع لطفي بينما كان يتجه إلى متجر والده «الإسرائيليون يريدون تدمير غزة وتسويتها بالأرض وأخذها منا... وعندها لن يتبقى لنا نحن الفلسطينيين أي شيء». وأثارت الدعوات التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال الحرب، لسكان غزة من أجل «المغادرة»، رفض العديد من الدول، خوفاً من أن يبدد ذلك كل الآمال في إقامة دولة فلسطينية مستقبلية. وأطلق مسؤولو الأمم المتحدة والقادة الفلسطينيون وخبراء حقوق الإنسان ناقوس الخطر، إذ قالت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، مع بدء الحركة الجماعية للناس:«هناك خطر كبير من أن ما نشهده قد يكون تكراراً لنكبة عام 1948». في المقابل، تنفي إسرائيل عزمها القيام بأي عمليات تهجير قسري لسكان غزة إلى مصر، مشددة إلى أنها طلبت من السكان التوجه إلى جنوب قطاع غزة «للحفاظ على سلامتهم»....

تداعيات حرب غزة تَعمُّ الشرق الأوسط..

 الخميس 23 تشرين الثاني 2023 - 5:23 ص

تداعيات حرب غزة تَعمُّ الشرق الأوسط... مع استِعار الحرب في قطاع غزة، يستمر الصراع الإسرائيلي–الفل… تتمة »

عدد الزيارات: 141,022,383

عدد الزوار: 6,347,686

المتواجدون الآن: 64