لنتمكن من مواجهة الصفقة الكبرى...

تاريخ الإضافة الأربعاء 24 كانون الثاني 2018 - 6:25 ص    عدد الزيارات 1198    التعليقات 0

        

لنتمكن من مواجهة الصفقة الكبرى...

الحياة...راسم المدهون .. لأسباب يعرفها الجميع لا يستطيع الفلسطينيون اليوم تحقيق أهدافهم الوطنية والوصول إلى دولة مستقلة وعاصمتها القدس غير أنهم يستطيعون رفض «صفقة القرن» التي يتحدث عنها دونالد ترامب وأركان إدارته.

يستطــــيع الفلسطينيون ذلك لا لأنهم يمتلكون جيوشاً جرارة وأساطيل محملة بصواريخ عابرة للقارات، ولكن لأنهم هم ولا أحد غيرهم الضحية التي لا يمكن أحداً أن يفرض حلاً سياسياً للصراع في غيابها، مثلما لا يستطيع استبدالهم بتزوير من ينوب عنهم ويوقع باسمهم على صك تصفية قضيتهم والتنازل عن حقوقهم الوطنية والتاريخية في وطنهم وأرضهم.

لا أحد يستطيع أن يفرض على الضحية أن تتنازل عن دورها التاريخي. ربما يستطيعون تجفيف منابع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» المالية واعتبارها تعرقل تحقيق السلام وتهديد من يناصر الفلسطينيين ويصوت لمصلحة قضيتهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والانسحاب من منظمة اليونيسكو وما قد يخطر لهم من إجراءات قراقوشية أخرى قد تعبر عن غضبهم كثيراً أو قليلاً لكنها لا تغير من حقيقة أنهم – أياً تكن صيغة الحل ومضمونه– لا بد لهم من توقيع الضحية.

نعم، الفلسطينيون حسبهم أن يقولوا لا وأن يتمسكوا بها. لا نعني هنا الرفض السلبي بل الرفض الثابت والفاعل الذي ينطلق بعدها لاستعادة حيوية قضيته في فضاء السياسة الدولية على أسس واضحة لا يمكن تحقيقها من دون تحقيق استعادة حيوية بيتهم الداخلي سواء تعلق الأمر بالعلاقة بين فصائلهم وأحزابهم أو بينها جميعاً وبين مجموع الشعب الفلسطيني في فلسطين وخارجها وعلى نحو يسمح للجميع بالمشاركة الحقيقية في الكفاح الوطني كما في صنع القرار الذي لا يحق لأحد احتكاره مهما ساق من أسباب أو تبريرات.

هي مرحلة مواجهة حقيقية مع الذات أولاً، كي يمكن تطوير أدوات ووسائل المواجهة مع الاحتلال والسياسات المنحازة للاحتلال في الساحة الدولية وهي تفترض تطوير التحرك الفلسطيني في الاتجاهات كلها من أجل ترجمة قرار رفض اعتبار الولايات المتحدة وسيطاً بالنجاح في جعله رفضاً دولياً يستقطب إرادة دولية أكبر إلى جانب الحقوق الفلسطينية وقادراً في الوقت نفسه على تأمين الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بعيداً من تهديدات الإدارة الأميركية وربطها مساعداتها برضوخ الفلسطينيين لإملاءاتها وشروطها التي تحاول في هذه الأيام تسويقها تحت عنوان خادع باعتبارها صفقة القرن. وفي هذا السياق لا بد من التأكيد العلني الدائم والمستمر على ضرورة إلزام الدول العربية بتقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، لأننا نعرف أن عدداً محدوداً من الدول العربية تدفع ما عليها من التزامات مالية للسلطة فيما تقدم دول أخرى وعوداً تنساهاً غالباً بعد دقائق معدودة من إطلاقها.

السلطة الفلسطينية ليست هبة من أحد بل هي مكتسب حققته الانتفاضة الفلسطينية الكبرى والتي أجهضتها الاتفاقات التي لم ترتق إلى حقيقة عظمتها، ولأنها ليست هبة من أحد لا يجوز لنا الانسياق وراء الانفعال والدعوة لحلها، بل على العكس تماماً نرى أهمية تحويلها إلى سلطة مؤسسات يشارك فيها الكل الفلسطيني وتقوم على الشفافية وملاحقة كل مظاهر الفساد من أجل الحفاظ على المال العام وإنفاقه في مجالات رفع العوز عن غالبية المواطنين الفلسطينيين الذين تعيش النسبة الأكبر منهم تحت خط الفقر ويواجهون ظروفاً بالغة الصعوبة في مجالات الحياة كافة وبالذات في الصحة والتعليم خصوصاً في قطاع غزة الذي عانى طويلاً ويلات الحروب الإسرائيلية وويلات الانقسام ولم يتمكن حتى اليوم من التقاط أنفاسه والحصول على الحدود الدنيا للعيش الإنساني والحياة الكريمة.

* كاتب فلسطيني

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,782,649

عدد الزوار: 6,914,731

المتواجدون الآن: 116