محاولة عباس الأخيرة لحماية السلطة ومؤسساتها...

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 كانون الثاني 2018 - 7:05 ص    عدد الزيارات 897    التعليقات 0

        

محاولة عباس الأخيرة لحماية السلطة ومؤسساتها...

الحياة...القدس المحتلة - امال شحادة ... «خطاب مهووس وخسيس»، «كشف عن وجهه الحقيقي برفضه السلام»، «خطاب مضلل»، «خطاب الخاسر». صفات كثيرة أطلقها الإسرائيليون على كلمة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وكما يتصرف الإسرائيليون، منذ إقامة إسرائيل، تصرفوا بعد هذا الخطاب. فعلى رغم الخلافات الكبيرة بينهم والصراعات المتفاقمة إلا أنهم اتحدوا في وجه أول طلقة من الخارج. اليمين واليسار هاجموا الرئيس الفلسطيني بل إن اليمين استعرض كافة النقاط التي تعرض من خلالها الرئيس الفلسطيني إلى تاريخ الصهيونية والمستوطنات وعملية السلام والدور الأميركي ليعلنوا :»جاء من يثبت لكم أن سياسة اليمين هي السياسة الصحيحة القادرة على ضمان أمن ووحدة الدولة العبرية». السياسيون الحاليون والسابقون، اتحدوا، أما العسكريون والأمنيون الحاليون فعبروا عن موقفهم من طريق الخبراء العسكريين، وجاءت مغايرة. وفي القيادة الإسرائيلية لم يقتصر الأمر على مجرد التعليق أو التعبير عن الرأي بل سعوا إلى تجنيد دولي لدعم الموقف الإسرائيلي المحرض على أبو مازن، فالتقت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل عمانوئيل جوفرا، وطالبت بشجب تصريح أبو مازن بأن إسرائيل هي مشروع استعماري أوروبي، معلنة أن تصريحات أبو مازن خطيرة وتدمج بين الأكاذيب وشجب الإدارة الأميركية، وتستحق الانتقاد البالغ. ووفق حوطوبيلي، «لا يمكن الفلسطينيين تمويل الإرهاب وطلب الدعم والاحتضان من قبل الأوروبيين». ومن الجهة الثانية من الخارطة السياسية الإسرائيلية، خرجت نغمة التحريض ذاتها، فوصفت النائب تسيبي ليفني أبو مازن، بالكاذب وأعلنت متحدية الرئيس الفلسطيني: «لن تغير التاريخ الصهيوني، ولن تحدد مستقبلنا، لا يهمني بيت ترامب، وإنما يهمني بيتنا، ومصلحتنا». وأضافت أن «إسرائيل نشأت على الرغم من أن العرب لم يرغبوا بذلك، ويجب أن تبادر إسرائيل لكي تبقى دولة الشعب اليهودي بدون ضم الملايين من الفلسطينيين، سواء أراد عباس ذلك أم لا». ولكن تصريحات حوطوبيلي لم تبق مدوية بل تلقت رداً في صحيفة «هآرتس»، تحت عنوان «صرخة يأس». حذرت الصحيفة من ردود الإسرائيليين داعية الحكومة الإسرائيلية إلى اعتبار خطاب عباس تحذيراً نهائياً قبل انهيار السلطة الفلسطينية، وخطوة تحملها المسؤولية عن حياة الفلسطينيين في كل مجال، قائلة «لن تكون إسرائيل قادرة على غسل أيديها والتمسك بخطاب عباس كلائحة دفاع». ورأت الصحيفة أنه يتوجب أن يدوي هذا الخطاب في واشنطن وتل أبيب وبين عامة الناس في إسرائيل. ظاهراً، أعلن عباس الطلاق مع إدارة ترامب، وقال بملء فمه إن إسرائيل هي التي دمرت اتفاقات أوسلو، وإنه منذ الآن سيرفض أي وساطة أميركية. من الناحية العملية، يحدد عباس أنه لا توجد فرصة في المستقبل المنظور لبدء مفاوضات حقيقية يمكن أن تسفر عن نتيجة سياسية مستدامة». واعتبرت الصحيفة أن هذا «ليس تحطيم آليات تكتيكي يهدف إلى حشد الضغوط الدولية، وإنما صرخة يائسة من قبل رئيس فلسطيني يرى كيف وصلت الدولة الفلسطينية المستقلة إلى باب مغلق. ومقابله تقف حكومة إسرائيلية تستمد هويتها القومية من الاستيطان المتواصل في الأراضي المحتلة، والتي تختلق صباح مساء الحجج لتجنب أي عملية ديبلوماسية، ورفضت منذ البداية الاعتراف بعباس كشريك للمفاوضات. على يمينها تقف الولايات المتحدة، التي أصبحت شريكاً تفاوضياً عندما اعترفت، خلافاً لسياستها السابقة ولقرارات الأمم المتحدة، بالقدس عاصمة لإسرائيل. الإدارة الأميركية التي تعتزم خفض المساعدات كثيراً إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، والرئيس الأميركي الذي يهدد بخفض المساعدات للسلطة الفلسطينية إذا لم تمتثل لأوامره». «هآرتس» عبرت عن رأي مغاير للردود الإسرائيلية مجتمعة، ضد خطاب أبو مازن، وحرص اليمين على أن يروج لانتصاره بعد هذا الخطاب فكتبت الصحيفة «اليمين الإسرائيلي، الذي يعتبر اتفاقات أوسلو جريمة، ويعتبر عباس إرهابياً، وترامب كأفضل رئيس أميركي عرفته إسرائيل، سيعتبر، بالتأكيد، استنتاجات الرئيس الفلسطيني القاتمة، كدليل على انتصار سياسة إسرائيل، أو على الأقل، كمصادقة على إعفاء إسرائيل لنفسها من التعامل مع النزاع، ففي نهاية الأمر، كان عباس هو الذي حرر نفسه من الشراكة. لكنه سيكون من الخطأ الكارثي أن نرى في الخطاب مبررا للتخلي عن أي مبادرة سياسية. في غياب الأفق السياسي، تزداد قوة التيار الراديكالي، الديني والعلماني، ويصبح بديلاً أكثر شرعية، كما يمكن التعاون العسكري مع السلطة الفلسطينية أن يتعرض للتقويض، ويزداد زخم فرص المواجهة العسكرية الشاملة. وهذه ليست لعبة نتيجتها صفر، ويعتبر فيها اليأس الفلسطيني تفوقاً لإسرائيل. بل على العكس. يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تعتبر بيان عباس تحذيراً نهائياً قبل انهيار السلطة الفلسطينية، وخطوة تحملها المسؤولية عن حياة الفلسطينيين في كل مجال. ولن تكون إسرائيل قادرة على غسل أيديها والتمسك بخطاب عباس كلائحة دفاع».

الأجهزة الأمنية: أبو مازن يواصل محاربة الإرهاب

وفي صوت قريب لصحيفة «هآرتس»، ومن دون تصريح مباشر من أي مسؤول أمني أو عسكري، يعتبر موقف الأجهزة الأمنية من الخطاب معتدلاً. وفي مقال لبن كاسبيت، المقرب من المؤسسة الأمنية أعلن أن الأجهزة الأمنية لم تُفاجأ بخطاب أبو مازن. وكتب أن «الأجهزة الأمنية لم تعبّر عن هلعها من تصريحات عباس. كبار الشخصيات فيها لا يطلقون تصريحات حول الموضوع، لا للنشر ولا في الغرف المغلقة، ولكن رأيهم كما يتضح يختلف في ماهيته عن رأي غالبية التيارات السياسية التي تسابقت على من يوجه لـ «الرئيس» ركلة أقوى، في أعقاب خطابه. ويضيف: «الجيش والأجهزة الأمنية لم يعبرا عن هلعهما من عبارة «يخرب بيتك» والأجهزة الأمنية غير معنية في شكل خاص بالتوضيحات التاريخية الملتوية التي أطلقها أبو مازن حول الصهيونية والاستعمار، فيما يستخدم الجيش مقياساً واحداً فقط: ما الذي يحدث في الميدان عموماً، وبخاصة في مجال الإرهاب. كرر أبو مازن طوال خطابه، مواقفه القديمة ومعارضته للإرهاب بأي وسيلة. كما وأن التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية وبين منظومة الأمن الإسرائيلية، يتم في شكل معتاد وفي ذروة تصريحات الإدانة والشجب التي توجه إليه من إسرائيل. هذا هو ما يهم الجيش حقاً، وفي هذا الشأن، لم يغير مواقفه أبداً، الموقف الذي يتمسك فيه منذ الأيام التي كان فيها ياسر عرفات لا يزال على قيد الحياة: طريق الإرهاب مرفوض، الكفاح المسلح سيضر بمصلحة الشعب الفلسطيني بأكثر مما ينطوي على فائدة، لا ينبغي استخدام سلاح الإرهاب في أي شكل. في هذا السياق، يضيف بن كاسبيت، حين ننظر إلى اليوم الذي يتلو غياب أبو مازن، فما من شك تقريباً بأننا سنشتاق إليه». الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية كانت استعرضت في اجتماع مع القيادة السياسية تطورات الأوضاع الأمنية تجاه الفلسطينيين. وخلال الاجتماع قال مسؤول عسكري عن أبو مازن «أنه يقطع الشوط الأخير من الركض في الإستاد»، وحتى هذه اللحظة، لا يملك الزعيم الفلسطيني، وفق تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، أي نيات لتغيير إرثه وترك وسائل النضال السلمي لصالح الإرهاب. والأمر الوحيد الذي يقف حائلا بين عشرات الآلاف من حملة السلاح من أبناء تنظيم «فتح»، وبين استخدام سلاحهم ضد الإسرائيليين هو الأوامر الواضحة الصادرة من المقاطعة. ولأنه يدرك أنه بات في نهاية طريقه، يظهر أبو مازن نشاطاً وحيوية متجددين، فهو لا يتأخر في التفاوض على موضوع المصالحة مع «حماس»، وهو يكشف الآن عن فظاظة واستقلالية في وجه إدارة ترامب، التي يُنظر إليها كمعادية للقضية الفلسطينية»، وتشير التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية إلى أنه «حتى هذه اللحظة لا يرغب الزعيم الفلسطيني في إفساد إرثه المتمثل في سيرة كاملة ومتكاملة، في لحظاتها الأخيرة». وفي موقف قريب يقول الخبير في الشؤون العربية، نداف إيال، أن خطاب أبو مازن كان بمثابة علامة على اليأس والإحباط وهو محاولة أخيرة لحماية السلطة الفلسطينية من الاتهامات بأن فشلها هو الذي سبب الفشل الفلسطيني في الولايات المتحدة وعلى الحلبة الدولية. لكن المعارضين لهذا التوجه. ووفق إيال، فإن «اليمين الإسرائيلي والمستوطنون في شكل خاص، سيقولون العكس: أبو مازن كشف عن وجهه الحقيقي. لم يرغب أبداً في التوصل إلى اتفاق سلام، لم يكن مستعداً لدفع أي ثمن. وخطابه كان الحقيقة الرهيبة لصورته التاريخية». ويناقش إيال هذه المواقف بتأكيد أن أهم ما يتوجب علينا سؤاله اليوم هو الوضع الحالي. ويقول «صحيح أن الرئيس الأميركي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل من دون أن يطلب أو يتلقى أي مقابل من صناع القرار الإسرائيليين. إسرائيل انتصرت. لكن ماذا الآن»؟ ويتطرق إيال إلى سياسة حزب الليكود الحاكم في ما يتعلق بخطة الضم والاستيطان، فالحزب من المتوقع أن يستغل خطاب أبو مازن ليكثف نشاطه نحو تنفيذ هذه المشاريع. وفي رده على سؤال ما هو الوضع الآن يقول: لدى حزب الليكود جواب واحد: الضم. ويريد بينت والبيت اليهودي ضم المنطقة «C». وإضافة إلى ذلك، إذا ماتت عملية أوسلو، لا يوجد سبب حقيقي لوجود السلطة الفلسطينية. يجب على إسرائيل أن تعترف بإمكان فرض السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، بما في ذلك التعليم والشرطة والتخلص من القمامة. ويشعر الجهاز الأمني بقلق بالغ إزاء تدهور الحالة الإنسانية في غزة والتهديد الأمني الذي تشكله. وقد حذرت إسرائيل مراراً من كارثة إنسانية في قطاع غزة لأنها لا تريد إعادة تحمل المسؤولية عن الوضع هناك. هذا هو الوضع الآن، يقول إيال ويضيف «في الواقع الإسرائيلي هناك نوعان من الحلول الممكنة فيما يتعلق بالضفة الغربية وغزة. الأول هو مجموعة متنوعة من مقترحات الضم. والثاني هو الفصل- وفي ضوء خطاب أبو مازن، وعموماً الجمود في المفاوضات- الانفصال من جانب واحد. الانفصال من جانب واحد يحظى بدعم ضئيل بين الجمهور الإسرائيلي. ومن ناحية أخرى، فإن الضم أيضاً ليس شعبياً بين الجمهور في الوقت الحاضر. مؤيدو الضم لا يعرفون، على سبيل المثال، ما يجب عمله مع الفلسطينيين، وتتراوح مقترحاتهم بين الخطيرة (منحهم حق التصويت والتخلي عن الغالبية اليهودية لدولة إسرائيل) والأكثر خطورة (عدم منحهم الحق في التصويت وإقامة دولة الفصل العنصري رسمياً). وعادة ما يتعاملون مع هذه الأخطار بواسطة اللجوء إلى الخيال العلمي. لا توجد في مخططاتهم أي إشارة إلى الفلسطينيين كبشر حقيقيين يتمتعون بالتطلعات والرغبة في الحرية الوطنية والشخصية، هذا عيب كبير في نظريات الضم. المفاوضات بيننا وبين أنفسنا بالعبرية سهلة جداً. والحقيقة أن كل ما علينا القيام به هو عقد اجتماع لمركز الليكود. كما جرت العادة في عهد نتانياهو، المشكلة هي أنه لا توجد خطة أو مبادرة سياسية إسرائيلية. يحق لرئيس الوزراء أن ينسب إلى نفسه الانتصار على السلطة الفلسطينية». وفي مجمل قراءة الإسرائيليين لخطاب عباس لم يخرج أي موقف واضح وصريح وشجاع في انتقاد رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لعدم تحريكه العملية السلمية، كما فعل الكثيرون من سياسيين وخبراء وأمنيين، في أعقاب مواقف دولية أو فلسطينية ضد سياسة الحكومة الإسرائيلية. حتى الرئيس السابق لحركة «ميرتس» يوسي بيلين الذي يُعتبر أكثر السياسيين المثابرين على انتقاد سياسة اليمين في فشلها تحقيق أي تقدم في عملية السلام تصدى لخطاب عباس، مركزاً على موقفه من اتفاقية اوسلو. ووصف أبو مازن بالرئيس المضلل، وقال: «لقد أعلن أبو مازن أن أوسلو مات، ويحرر نفسه كما فعل في السابق. لكن أبو مازن يعتمد على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، ستبذل كل ما في وسعها لتزويد أوسلو بجهاز تنفس اصطناعي. لا توجد أي فرصة لأن تتخلى أكثر حكومة يمينية في إسرائيل عن ترسيخ اتفاق أوسلو «الموقت». وختم: «لا يزال عباس يتكلم كما لو أنه لا يملك الأوراق في يديه، لكن الحقيقة هي أن لديه أوراق قوية لكنه لا يستخدمها. يمكنه أن يعلن إلغاء الالتزام الفلسطيني باتفاق أوسلو وتفكيك السلطة الفلسطينية وعودة المسؤولية عن الأراضي إلى إسرائيل. ويمكن أيضا أن يعلن أن الفلسطينيين مستعدون للتخلي عن فكرة دولتين، وأن كل ما يطالبون به هو أن يكونوا جزءاً من إسرائيل، كمواطنين متساوين. لكن بدلاً من إحداث صدمة، يفضل التضليل وإشغالنا في تفسير لعناته».

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,213,051

عدد الزوار: 6,940,725

المتواجدون الآن: 128