الإيرانيات يواصلن الاحتجاجات..وطهران تحذر أوروبا..

تاريخ الإضافة الخميس 6 تشرين الأول 2022 - 6:06 ص    عدد الزيارات 670    التعليقات 0

        

الإيرانيات يواصلن الاحتجاجات..وطهران تحذر أوروبا..

توسع الشعارات ضد خامنئي و«الباسيج» > استدعاء السفير البريطاني > وجهاء بلوشستان يطالبون بإقالة المحافظ

لندن - طهران: «الشرق الأوسط».... بعد نحو 3 أسابيع من تفجر أحدث موجة احتجاجات شعبية في إيران، لم يختلف الوضع كثيراً في البلاد، وواصل المحتجون، خصوصاً النساء، الإصرار على تحدي القبضة الأمنية، في وقت حذرت فيه طهران القوى الغربية من تبني أي عقوبات ضد قمعها الاحتجاجات. وقال شهود في طهران إن السلطات نشرت رجال شرطة مكافحة الشغب بكثافة في مدن عدة الأربعاء؛ لا سيما حول الجامعات، التي تمثل مواقع محورية للاحتجاجات. وأظهرت مقاطع فيديو تدوولت على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء فتيات من مدارس ثانوية في طهران وهن يخلعن الحجاب ويرددن: «الموت لخامنئي»، و«كلنا مهسا... سنحاربكم»، وكذلك: «نحن لا نريد متفرجين... التحقوا بنا» في استمرار لمناشدات المحتجين الإيرانيين توسيع نطاق الحراك الاحتجاجي. واجتاحت الاحتجاجات إيران؛ كالنار في الهشيم، في غضون ساعات، عقب اندلاع شرارتها في جنازة الشابة الكردية مهسا أميني، بمدينة سقز في محافظة كردستان، لتتحول إلى مسيرات منددة بالسلطات. وفارقت أميني الحياة في ظروف غامضة أثناء اعتقالها لدى الشرطة. ومع دخول الاحتجاجات يومها الـ19 أمس، ردد المحتجون شعارات جديدة إلى جانب الشعارات التي فرضت نفسها بقوة على أحدث احتجاجات عامة تشهدها البلاد، تندد بـ«الحرس الثوري». وفي أحد الفيديوهات يردد المحتجون شعار: «إذا لم نتوحد؛ فسنقتل فرداً فرداً». وقال أحد الطلاب في طهران: «هناك كثير من قوات الأمن حول جامعة طهران، لدرجة أنني خشيت مغادرة الحرم الجامعي. ينتظر العديد من مركبات الشرطة في الخارج لاعتقال الطلاب» وفق «رويترز». وأعرب وزير التعليم عن غضبه من التطورات في المدارس، متهماً «الأعداء» بالوقوف وراء دخول المدارس الثانوية على خط الاحتجاجات. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن وزير التعليم قوله إن «العدو استخدم كل قوته لاستهداف التعليم والطلاب». ونشرت وكالة «هرانا»؛ التي تراقب انتهاكات حقوق الإنسان وأوضاع السجون في إيران، تسجيل فيديو على «تويتر» يظهر اشتباك ضباط يرتدون ملابس مدنية مع طالبات في «معهد شريعتي للتدريب التقني والمهني»، في منطقة خاني آباد جنوب طهران. وفي أصفهان؛ قامت 3 فتيات بتدوير أوشحة الرأس في الهواء فوق جسر للمشاة، أثناء رفعهن لافتة رسمت فيها خريطة إيران وأثار أيد دامية وكتب عليها: «التالي واحد منا». وفي مدينة يزد، حذرت نقابة الطلبة من اقتحام جامعة يزد. وقالت النقابة في بيان: «هل تريدون تكرار كارثة المهجع الطلابي لجامعة طهران في 1999 واقتحام جامعة شريف الصناعية في جامعة يزد».

إجراءات متماثلة

تجددت الاحتجاجات الليلية في طهران مساء الثلاثاء وفق ما أظهرت تسجيلات فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي. وردد المحتجون حتى وقت متأخر شعار «الموت للديكتاتور» في إشارة إلى المرشد علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في نظام الحكم، كما رددوا شعار: «الموت لولاية الفقيه، بسبب سنوات من الجرائم». وتعالت أبواق السيارات في شارع شريعتي الذي يربط منطقة تجريش في شمال ويمتد ومنطقة بهارستان مقر البرلمان الإيراني وسط طهران. وتظهر نساء من دون حجاب في سوق تجريش. وفي مقطع فيديو قيل إنه جرى تصويره بمدرسة في شيراز الثلاثاء، أحاط نحو 50 طالبة بعنصر من «الباسيج» جرت دعوته لإلقاء كلمة، وهتفن: «اغربوا عن وجوهنا يا باسيج» و:«الموت لخامنئي». وهدد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان باتخاذ إجراءات مماثلة إذا أقر الاتحاد الأوروبي عقوبات على طهران. وقال: «إذا أراد الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراء متسرع وغير مدروس بمضاعفة الموقف، يجب أن تنتظر عملاً فعالاً ومتبادلاً من جمهورية (إيران الإسلامية)». وقالت وسائل إعلام إيرانية، الأربعاء، إن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير البريطاني للمرة الثانية منذ اندلاع الاحتجاجات في أنحاء البلاد الشهر الماضي. واستدعت الخارجية البريطانية، القائم بالأعمال الإيراني فيما يتعلق بالتعامل القمعي مع الاحتجاجات التي قالت جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إنها شهدت إلقاء القبض على الآلاف وتسببت في إصابة المئات، كما أسفرت عن سقوط أكثر من 150 قتيلاً. من جهتها، نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن مسؤول كبير بوزارة الخارجية قوله إن «التصريحات أحادية الجانب» لبريطانيا تظهر أن «لها دوراً في السيناريوهات العدائية للإرهابيين الناشطين ضد الجمهورية الإسلامية».

أطفال ضمن قوات القمع

وأصدرت «جمعية الإمام علي» الخيرية بياناً تدين فيه استخدام الأطفال في قوات قمع الاحتجاجات، محذرة بأن «هذا الإجراء الحكومي يعدّ انتهاكاً واضحاً لحقوق الطفل، ويتعارض مع اتفاقية حقوق الطفل». وذلك بعدما تدوولت في الأيام الأخيرة صور لأطفال يرتدون ملابس عسكرية، مزودين بهراوات ودروع إلى جانب ميليشيات «الباسيج» ووحدة مكافحة الشغب. وقال الجمعية: «نسمع من بعض الأطفال أن زملاءهم في المدارس جرى استدعاؤهم للقمع في الشوارع مقابل إعطائهم بعض أكياس من الطعام، لكي يدافعوا عن الظلم بدلاً من حقهم». ولعبت «الباسيج»، وهي ميليشيا متطوعين تابعة لـ«الحرس الثوري»، دوراً كبيراً في حملة القمع إلى جانب الشرطة. ودافع المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، عن قطع الإنترنت وحجب منصات التواصل الاجتماعي، قائلاً إن «إنستغرام» و«واتساب» تقام فيهما «دروس لارتكاب الجرائم والفسق والفجور». بدورها، دعت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيرانيين إلى استخدام تطبيقات «روبيكا» و«إيتا» بدلاً من و«اتساب» و«إنستغرام». وحذر خبراء أمن الإنترنت من خطورة نسخ محلية إيرانية لبرامج التواصل الاجتماعي على أمن المستخدمين. وأقر منتظري بتأثير حجب المنصات على معيشة الإيرانيين. وكانت هيئة التجارة الإلكترونية في البلاد قد حذرت الأسبوع الماضي من انهيار 400 ألف وظيفة وزيادة مليون شخص على العاطلين عن العمل في البلد الذي يعاني من أزمة فائقة في البطالة منذ سنوات. وقال منتظري إنه «كان ينبغي أن ننظر للبعيد بإنشاء شبكة داخلية للإنترنت بدلاً من استخدام البرامج الخارجية عندما لم تكن معيشة الناس متصلة بالإنترنت». ومن جانب آخر، انتقد منتظري محامي عائلة أميني لإدلائه ببيانات «دون دليل»، بعد أن نُقل عنه قوله إن «أطباء يحظون باحترام» يعتقدون أنها تعرضت للإيذاء البدني في الحجز. وفتحت السلطات القضائية الإيرانية تحقيقاً لتحديد سبب وفاة مراهقة قد تكون قُتلت خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد في أعقاب وفاة مهسا أميني، على ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية «إرنا». ونقلت الوكالة عن المدعي العام بالعاصمة، علي صالحي، قوله الثلاثاء: «فتحت محكمة جنايات طهران تحقيقاً لتحديد سبب وفاة نيكا شاكرمي». وأضاف: «صدر أمر بالتحقيق في ذلك، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد». وقال صالحي إن السلطات أطلقت سراح 400 معتقل بعدما أمر خامنئي بفرز الموقوفين. ولم يشر المسؤول الإيراني إلى إحصائية المعتقلين في العاصمة.

رعب في زاهدان

تضاربت المعلومات أمس عن عدد القتلى في مدينة زاهدان، ففي وقت ذكرت فيه «حملة نشطاء البلوش» أن عدد القتلى وصل إلى 64 شخصاً، ذكرت وكالة محلية في محافظة بلوشستان جنوب شرقي إيران أن عدد القتلى وصل إلى 88 شخصاً. ونقلت قناة «بي بي سي» الفارسية عن شهود عيان في محافظة بلوشستان أن زاهدان ومدناً أخرى في هذه المحافظة «دخلت في أجواء أمنية وعسكرية بعد إطلاق النار المباشر على المصلين والمتظاهرين الجمعة الماضية، بالقرب من الجامع المكي». وأشار شاهد عيان إلى انتشار واسع للعسكريين في المدينة لمنع أي تجمعات في الشوارع. وقال: «ضباط الأمن يرتدون ملابس محلية ويطلقون النار على الناس حتى لو كانوا في طوابير أمام المخابز. أشعلوا النار في المتاجر... البعض أخفى الجثث في المنازل لكيلا تحدد هوياتهم خشية اعتقال الشباب والرجال». ووصف شاهد عيان آخر أوضاع مدينة زاهدان بـ«الحربية». وقال: «يقومون بالتخريب مرتدين ملابس البلوش للزعم أن المدينة تواجه تهديدات إرهابية». والتقى عدد من المسؤولين الإيرانيين وجهاء في محافظة بلوشستان الأربعاء في مسعى لإعادة الهدوء إلى المحافظة المتوترة، ونقلت «دويتشه فيله - فارسي» عن مصادر محلية أن الوجهاء طالبوا بإقالة محافظ بلوشستان. وكان إمام جمعة زاهدان، ومفتى أهل السنة في إيران عبد الحميد ملازهي، قد اتهم القوات الأمنية الإيرانية بنشر قناصة لاستهداف المحتجين في مظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة في زاهدان إثر سخط شعبي تزامن مع قيام قائد في شرطة مدينة تشابهار باغتصاب فتاة عمرها 15 عاماً من أقلية البلوش السُنية. وبحسب ملازهي قتل 40 شخصاً في الاحتجاجات. ويقول الناشطون إن الأحداث خلفت 100 جريح؛ بعضهم في حالة حرجة. وأظهرت تسجيلات الفيديو حشوداً من المتظاهرين أمام مركز للشرطة بالقرب من مقر صلاة الجمعة في زاهدان، قبل أن يسمع دوي إطلاق النار من داخل مركز الشرطة.

تشدد أوروبي وعقوبات مرتقبة لمواجهة القمع في إيران

«قمة براغ» غداً ستنظر في تطورات ملف طهران

الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم... قطعاً؛ لم يعرف البرلمان الأوروبي مطلقاً بادرة كالتي شهدها أعضاؤه، خلال اجتماعهم في مقره بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، الثلاثاء، عندما صعدت النائبة عن حزب الوسط السويدي «رينيو» عبير السهلاني، لتلقي كلمة عن تطورات الوضع في إيران عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 من الشهر الماضي بعد 3 أيام من قبض «شرطة الأخلاق» عليها بسبب «سوء الحجاب». وبعد أن اتهمت السهلاني النظام الإيراني بـ«ارتكاب جرائم ضد شعبه»، دعت الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ مواقف أكثر تشدداً إزاء إيران والتعبير عن دعمه المرأة الإيرانية، وتوجهت بكلامها مباشرة إلى جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، قائلة له: «لقد خانتك الشجاعة عندما لم تستفد من وجودك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى تدافع عن حقوق المرأة الإيرانية». واستطردت النائبة الأوروبية قائلة: «كفى بيانات. كفى وشوشات. حان وقت التحرك». ثم عمدت إلى قص خصلات من شعرها وهي على المنبر وسط انبهار النواب الحاضرين الذين عجل كثير منهم ومنهن لتهنئتها وللتعبير عن تضامنهم وتأييدهم لما طالبت به. ما قامت به عبير السهلاني كان بمثابة استنساخ لما قامت به كثير من الشابات الإيرانيات، الذي فتح الباب لمبادرات مماثلة كالتي قامت بها المغنية التركية ملك موسو وسط حفلة غنائية كانت تحييها. والأربعاء، عمدت 50 ممثلة ومغنية فرنسية إلى بث فيديو على شبكة «إنستغرام» يظهرن فيه وهن يقصصن خصلات من شعرهن للتعبير عن دعمهن المرأة الإيرانية. كذلك؛ فإن ألفاً من شخصيات الفن السابع؛ بينهم ممثلون ومخرجون مشهورون، دعوا في بيان تحت عنوان «المرأة... الحياة... الحرية»، نشر أمس، إلى «دعم انتفاضة النساء في إيران». وجاء في البيان: «ندعو كل الذين يستهجنون علانية اغتيال مهسا أميني والقمع الجماعي والوحشي والدموي الذي أمرت به السلطات الإيرانية، إلى أن يعبروا بصوت عالٍ وقوي عن تضامنهم مع الشعب الإيراني». وأضافوا أن «النضال (...) من أجل المرأة والحياة والحرية هو أيضاً نضالنا». ما سبق ليس سوى غيض من فيض من التحركات التي قام بها المجتمع المدني في أوروبا من مظاهرات احتجاجية ملأت الشوارع وبيانات وتصريحات وتحليلات تنديداً بأداء السلطات الإيرانية. كذلك؛ فإن الوسائل الإعلامية، على اختلاف مشاربها، كرست كثيراً من الوقت والمساحات لتغطية ما عدّتها «الثورة النسائية» في إيران وللتنديد بالطريقة التي تجيدها السلطات للتعامل مع مواطنيها؛ ألا وهي اللجوء إلى العنف الجسدي واتخاذ الإجراءات والتدابير القمعية. ويقدر عدد ضحايا القمع بأكثر من مائة منذ بدء الحركة الاحتجاجية عقب وفاة مسها أميني. يبدو تحرك المجتمع المدني متقدماً وأكثر تشدداً قياساً بردود الفعل الأوروبية الرسمية الفردية أو الجماعية. وبحسب الناشطين المدنيين؛ فإن الرد الأوروبي على انتهاك حقوق الإنسان في إيران ما زال «باهتاً» ولا يرتقي إلى مستوى خطورة الأحداث. وكانت الولايات المتحدة سباقة، بلسان رئيسها، في الإعلان عن عزمها على فرض عقوبات على المسؤولين عن القمع في إيران، وقد تبعتها كندا. وكانت وزيرة الخارجية الألمانية سباقة في المطالبة بفرض عقوبات على إيران. فقد دعت أنالينا بيربوك، منذ 29 سبتمبر (أيلول) الماضي إلى فرض عقوبات على إيران، وقالت وقتها: «أنا أقوم بكل ما أستطيعه داخل الاتحاد الأوروبي من أجل فرض عقوبات على الذين يأمرون بضرب النساء حتى الموت ويقتلون المتظاهرين باسم الدين»، مضيفة أنه يتعين على السلطات الإيرانية أن «توقف فوراً عمليات القمع الأعمى». وفي السياق عينه، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، في كلمة لها أمام مجلس النواب، إن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن حملة القمع وذلك عن طريق تجميد الأصول التي يمتلكونها في دول الاتحاد ومنعهم من السفر إليه، مضيفة أن الإجراءات سوف تستهدف أيضاً الشخصيات التي ترسل أبناءها للعيش في الدول الغربية. من جانبه، قال بوريل أمام النواب الأوروبيين في ستراسبورغ، إن الاتحاد ينظر في جميع الخيارات المتاحة؛ ومنها فرض «إجراءات تقييدية»، موضحاً لاحقاً أنه يعني بها فرض عقوبات. ورجحت مصادر رئاسية فرنسية، الأربعاء، رداً على سؤال في سياق تقديمها القمة غير الرسمية التي ستستضيفها براغ يومي الخميس والجمعة، أن يناقش القادة الأوروبيون الـ27 الملف الإيراني من زاوية ما يتعين القيام به للرد على قمع السلطات الإيرانية. والأمر الثابت؛ أن ينظر وزراء خارجية الاتحاد، بمناسبة اجتماعهم يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في دراسة مسألة العقوبات التي يتطلب إقرارها إجماعاً وزارياً. وكما كان منتظراً؛ فإن طهران ردت على المواقف الأوروبية باستدعاء السفير البريطاني والقائم بالأعمال الفرنسي وغيرهما من الدبلوماسيين الأوروبيين للاحتجاج على التدخل في شؤونها الداخلية، فيما أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن المظاهرات تم التخطيط لها من الخارج، محملاً الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية الكبرى. وإذا عمد الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات جديدة؛ وهو المتوقع، فإنها لن تكون الأولى من نوعها التي يتم اعتمادها في ملف حقوق الإنسان في إيران. فالعقوبات الأولى تعود لشهر أبريل (نيسان) من عام 2011، التي أعقبتها تدابير إضافية في العام التالي. وهذه العقوبات الصالحة حتى عام 2023، يتم تجديدها سنوياً، وهي تتناول 90 شخصية إيرانية. وحقيقة الأمر؛ فإن طبيعة هذه العقوبات تبقى إلى حد بعيد «رمزية»، وثمة اتفاق بين المحللين على أنها لن تؤثر على أداء النظام الإيراني. بيد أن أهميتها تكمن في أنها تعكس «يأس» الأوروبيين من أداء النظام الإيراني ليس فقط في ملف حقوق الإنسان؛ بل أيضاً في الملف النووي، حيث تعدّ مصادر أوروبية في باريس أن «التشدد الإيراني أجهض الجهود التي بذلتها الدول الأوروبية الثلاث المعنية بالمفاوضات (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، وهي فقدت الأمل، إلى حد بعيد، من إمكانية إعادة إحياء اتفاق 2015 في المستقبل القريب». وحتى اليوم، كان الأوروبيون حريصين على المحافظة على التواصل مع طهران؛ الأمر الذي يفسر «تساهلهم» معها بمناسبة الاجتماع الأخير لمجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة النووية»، حيث امتنعوا، بموافقة الولايات المتحدة، عن طرح مشروع قرار يندد بعدم تعاون طهران مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ويمتلك الغربيون سلاحاً فتاكاً في وجه طهران، وهو إعادة نقل الملف النووي إلى مجلس الأمن الدولي وإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران. وتسعى طهران، رغم تشددها وتحميلها مسؤولية وصول المفاوضات إلى طريق مسدودة، إلى المحافظة على تفاؤلها. والدليل على ذلك تصريح وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، الاثنين، حيث أعلن أنه «من الممكن» التوصل إلى اتفاق إذا استمرت واشنطن في نهجها «الواقعي»، مشيراً إلى أن إجراءات رفع العقوبات «تسير في الطريق الصحيحة». والمرجح أن عبد اللهيان كان يلمح لاحتمال استعادة طهران 7 مليارات دولار من كوريا الجنوبية بموافقة واشنطن، وإلى اتفاق الطرفين على تبادل أسرى. وتقول طهران إن تبادل الرسائل بينها وبين واشنطن «متواصل» إما عبر الوسيط الأوروبي (بوريل) وإما عبر أطراف أخرى. لكن «التفاؤل» ليس جديداً ودرجت طهران على اعتماد الازدواجية: التفاؤل كلامياً، والتشدد عملياً. من هنا؛ فإن القمع الذي انطلق قبل 3 أسابيع من شأنه مفاقمة العراقيل التي تحول دون التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي، خصوصاً مع اقتراب استحقاق الانتخابات النصفية الأميركية، واشتداد الحملة الدبلوماسية الإسرائيلية المعارضة، وعجز إيران عن توفير أجوبة شافية للوكالة الدولية تكون بمثابة جواز السفر للاتفاق الموعود.

حرب إرادات بين المحتجين والنظام الإيراني

محللون أميركيون لـ «الشرق الأوسط»: موت خامنئي قد يعجل تقويض النظام

الشرق الاوسط... واشنطن: إيلي يوسف.... من نافلة القول إن انفجار الاحتجاجات في إيران، على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى «شرطة الأخلاق»، يعكس المأزق الذي وصل إليه النظام الإيراني أخيراً، بعد عقود من التوترات، التي لطالما كانت تندلع على خلفية قضايا معيشية واجتماعية. اليوم، وسواء أستمرت الاحتجاجات أم نجح النظام في قمعها، فإنه لا يمكن إغفال أنها نجحت في هز جوهر النظام وشرعيته، في مواجهة سياسية لا يمكن التكهن بمآلاتها، حيث أصبحت الشعارات المرفوعة تدعو صراحة إلى إنهاء سلطة رجال الدين؛ من قبل المجتمع الإيراني أو على الأقل من «نصفه» الذي تمثله المرأة، مما يعطي الاحتجاجات ميزة مختلفة عمّا سبقها. في المقابل، تتصاعد الدعوات، كما الانتقادات، للإدارة الأميركية الراهنة، إلى اتخاذ موقف مختلف، متهمة الإدارة الديمقراطية بأنها لا تزال تراهن على إمكانية «جذب» إيران مرة أخرى للتوقيع على اتفاق نووي، ولو كان ذلك على حساب طموحات الإيرانيين ورغبتهم في العيش في دولة «طبيعية». بيد أن انتقاد الديمقراطيين قد لا يكون كافياً للوقوف على حقيقة الموقف الأميركي، بمعزل عن هوية ساكن البيت الأبيض. فالديمقراطيون منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما، الذي لم يدعم «الثورة الخضراء» في إيران عام 2009، وكذلك الجمهوريون مع الرئيس السابق دونالد ترمب و«ضغوطه القصوى»، الذي أحجم أيضاً عن دعم انتفاضتي 2017 و2019، أعربوا صراحة عن «يأسهم» من مواصلة الغرق في «رمال صحراء المنطقة»، وثوراتها التي لا تستحق التورط فيها، متمسكين، كل بطريقته، بمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية، بوصفه هدفاً رئيسياً. يقول سعيد قاسمي نجاد، الباحث في العقوبات والتمويل غير المشروع في إيران، لدى «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» في واشنطن، لـ«الشرق الأوسط»، إن «النظام فشل حتى الآن في إسكات احتجاجات الشعب الإيراني الأخيرة رغم أنه قتل ما لا يقل عن 154 متظاهراً واعتقل أكثر من 3 آلاف شخص... الإيرانيون يتظاهرون في جميع أنحاء البلاد منذ نحو 3 أسابيع، في جميع المحافظات، حيث شاركت أكثر من 140 مدينة في الاحتجاجات. وقد شكل هذا ضغطاً هائلاً على قوات أمن النظام. وكلا الجانبين منهمك في حرب إرادات. النظام لديه السلاح، لكن الغالبية العظمى من الناس تعارضه». والسؤال: «هل سيشعر المحتجون بالإحباط بشكل أسرع، أم إن المؤسسة الأمنية والعسكرية ستتصدع قبل ذلك؟». وحول موقف إدارة الرئيس بايدن، يقول قاسمي نجاد، إنه على الرغم من التصريحات والعقوبات التي فرضتها والجهود المبذولة لتسهيل الوصول إلى الإنترنت، والتي هي موضع ترحيب وإيجابية، فإن استجابتها كانت بطيئة وغير كافية. ومع ذلك، يضيف قاسمي نجاد، «ما دامت الولايات المتحدة تصر على منح النظام حق الوصول إلى مئات المليارات من الدولارات مقابل قيود مؤقتة وقابلة للانعكاس على برنامج طهران النووي، فإنها لا تستطيع دعم الشعب الإيراني بشكل فعال». ويرى قاسمي نجاد أن «المال لن يؤدي إلا إلى تقوية آلة قمع النظام. كما أن تطلع واشنطن لعقد صفقة مع النظام، يمنعها من تقديم دعم حقيقي وفعال للمتظاهرين، الذين هم حلفاؤنا الوحيدون في إيران»، داعياً إلى فرض أقصى قدر من الضغط على النظام وتقديم أقصى قدر من الدعم للمتظاهرين. من جهته، يقول باتريك كلاوسن، كبير الباحثين في الشأن الإيراني بمركز «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، إنه «من الصعب التنبؤ بمآل حركات الاحتجاج. ومع ذلك؛ فإن النظام على استعداد لاستخدام القوة المميتة ويمكنه الاعتماد على تأييد ربع السكان. لذلك من المرجح أن يبقى على المدى القصير. لكن آيديولوجية النظام تضررت بشدة. إذا ظهرت انقسامات في النخبة، وعلى الأرجح - عندما يموت المرشد الإيراني علي خامنئي - فإن عدم شعبيتها يمكن أن يقوض النظام». وأضاف أن «دعم فريق بايدن للمتظاهرين دون أن يوضح ما إذا كان سيواصل المحادثات النووية، لهو أمر رائع جداً... ويبدو أن بايدن يدرك أن هذا ليس الوقت المناسب لعقد اتفاق نووي». من ناحيته، يقول مايكل روبن، من معهد «أميركان إنتربرايز انستيتيوت»، إنه يتمنى الأفضل؛ «لكن هذا النظام لن يسقط من دون قتال». ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن وظيفة «الحرس الثوري» هي الدفاع عن الثورة، «مما يعني أن أعداءها هم الأجانب والإيرانيون معاً». وتوقع كلاوسن أن يكون عنف النظام «متطرفاً»، غير أنه تساءل عمّا إذا كانت القوات الأمنية، ومعظمها لديه عائلات، مستعدة للتخلي عن أسلحتها؟ وإذا حدث ذلك؛ «فقد نكون وصلنا إلى نقطة تحول، تشبه توقف الجيش الإيراني عن القتال خلال ثورة 1979». وأضاف: «ومع ذلك، أخشى أن يتحول هذا إلى سيناريو شبيه بما حدث في سوريا عام 2011». غير أن البديل، قد يكون تدهور صحة المرشد خامنئي. وإذا مات، «فلا أحد في أجنحة النظام لديه ولاء جميع القوى الأمنية». وانتقد كلاوسن ما وصفها بـ«محاولة بايدن تجزئة المسألة النووية ومعالجتها بشكل منفصل». وقال: «المشكلة أن (الحرس الثوري) الذي يسيطر على البرنامج النووي، هو نفسه المسؤول أيضاً عن قمع المحتجين. وإذا ألغى بايدن تجميد الأصول، أو رفض فرض مزيد من العقوبات، فسيساعد ذلك النظام بدلاً من المحتجين في وقت حاجتهم. وأخشى أن يؤدي هذا النهج إلى قلب الميزان لمصلحة النظام».

قصص إيرانيات من ضحايا القمع تعمق مأساة مهسا أميني

لندن - باريس: «الشرق الأوسط»... في مقطع فيديو سجلته بنفسها بينما كانت تستعد للنزول إلى الشارع، قالت حديث نجفي (22 عاماً): «آمل فعلاً أن أشعر، بعد أن يكون كل شيء قد تغيّر بعد سنوات من اليوم، بالفرح لمشاركتي في هذا الاحتجاج». بعيد تسجيلها هذه الرسالة على هاتفها النقال، قُتلت نجفي أثناء مشاركتها في مظاهرة في الشارع في 21 سبتمبر (أيلول) في كرج خارج طهران. تقول منظمة العفو الدولية إن نجفي قتلت برصاصات عدة أطلقتها قوات الأمن عن قرب وأصابتها في الوجه والرقبة والصدر. ونجفي واحدة من عشرات الأشخاص الذين تقول منظمات حقوقية إنهم قُتلوا في قمع قوات الأمن الإيرانية للمسيرات المنددة بالحكام، التي اندلعت احتجاجاً على وفاة مهسا أميني في ظروف غامضة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق. وكسرت الاحتجاجات المحرمات في إيران، إذ تتردّد خلالها هتافات ضد النظام، فيما تخلع نساء حجابهن. لكن قوات الأمن ردّت مستخدمة قوة قاتلة تقول منظمة العفو الدولية إنها تثير مخاوف من وجود نية لقتل المتظاهرين. في مقطع فيديو سجلته عائلتها المكلومة، حملت شقيقة نجفي حقيبة ظهر كانت مع «حديث» لدى إطلاق النار عليها، وبدت مغطاة بالدماء. وقالت الشقيقة في مقطع الفيديو: «وقفت شامخة وخرجت بفضل مهسا أميني». وأضافت: «فقدنا (حديث)، ولا نخاف من أي شيء». وأكدت والدتها الثكلى: «ابنتي قُتلت بسبب الحجاب، ومن أجل مهسا أميني. فقدت حياتها من أجل مهسا. أرادت إبقاء اسم مهسا حياً».

في الطليعة

وتقول «منظمة حقوق الإنسان في إيران»، التي تتخذ من النرويج مقراً، إن أكثر من 154 شخصاً، بينهم سبع نساء، قتلوا في حملة القمع، بينما تشير منظمة العفو الدولية إلى أنها تأكدت من أسماء 52 قتيلاً بينهم خمس نساء وفتاة وخمسة فتيان. والنساء اللاتي قُتلن لم تكن لديهن خبرة سابقة في النشاط السياسي، حسب أقاربهن، وخرجن إلى الشوارع من أجل حركة يعتقدن أنها قد تجلب بصيص أمل غير مسبوق. وتقول المديرة التنفيذية لمركز عبد الرحمن برومند في واشنطن رؤيا برومند، لوكالة الصحافة الفرنسية: «كانت النساء في طليعة هذه الحركة وأول احتجاج نظمته نساء كرديات». وشهد تشييع أميني، وهي إيرانية كردية (اسمها الكردي زينة) في بلدتها سقز في محافظة كردستان، الاحتجاجات الأولى التي خلعت خلالها النساء الحجاب، في تحدٍّ لقوانين الحجاب في إيران. وقالت برومند إن قوات الأمن «قتلت من دون تردّد. أطلقت النار حتى قبل خروج الحركة عن السيطرة». وقُتلت مينو مجيدي (62 عاماً) برصاصة أطلقتها قوات الأمن خلال مظاهرة في 20 سبتمبر في مدينة كرمانشاه التي يقطنها أكراد في شمال غرب إيران، كما ذكرت منظمة «هينغاو» الحقوقية ومقرها النرويج. وفي صورة تنطوي على كثير من التحدي، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت إحدى بنات مجيدي بجانب قبر والدتها المغطى بالزهور، من دون شيء على رأسها، مرتدية اللون الأسود، بينما لفّت عنقها بوشاح أبيض. وبدت حليقة الرأس، فيما أمسكت بيدها خصلات الشعر الطويلة التي قصتها، في إشارة تضامن واضحة مع والدتها ومهسا أميني. كما أوردت حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي نبأ وفاة غزالة تشلوي (32 عاماً)، وهي متسلقة جبال قُتلت بالرصاص في 20 سبتمبر في مدينة آمل المطلة على بحر قزوين ونشرت لقطات مروعة لحزن عائلتها في جنازتها. أما حنانة كيا (23 عاما) فقتلت في اليوم نفسه في مدينة نوشهر، بحسب مصادر عائلية ونشطاء. وذكرت منظمة العفو الدولية أن صديقين قالا إنها قتلت بالرصاص وهي في طريقها إلى المنزل من زيارة الطبيب.

سيواصلون إطلاق النار

ويقول ناشطون إن جميع الضحايا تقريباً قتلوا بعد إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة. لكن سارينا إسماعيل زاده (16 عاماً) على غرار حديث نجفي من كرج، قتلت بسبب ضربات على الرأس بالهراوات بأيدي قوات الأمن في 23 سبتمبر، حسب منظمة العفو الدولية. وقالت المنظمة إنه في إطار تكتيك يتبعونه بشكل متكرر، أخضع رجال الأمن والاستخبارات الإيرانية أسرة الفتاة لـ«مضايقات شديدة» لإجبارها على الصمت. وفُقدت نيكا شاكرمي، في 20 سبتمبر، بعد توجهها للانضمام إلى احتجاج في طهران، قبل أسبوعين من احتفالها بعيد ميلادها الـ17، كما كتبت عمتها آتش شاكرمي على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتبت شاكرمي أنه سُمح لعائلتها أخيراً برؤية وجهها فقط دون أن ترى جثتها، في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، وكان من المقرر أن تدفنها في مسقط رأسها في مدينة خرم آباد في محافظة لورستان في عيد ميلادها الـ17. لكن خدمة اللغة الفارسية في شبكة «بي بي سي» وشبكة «إيران واير» أفادتا بأن السلطات احتجزت الجثة ودفنتها سراً، الاثنين، في قرية أخرى لتجنب إقامة جنازة قد تثير احتجاجاً. وقالت الصحافية هدية كيميايي، على «تويتر»، إنه خلال الأيام العشرة التي فقدت فيها نيكا، توجهت أسرتها ثلاث مرات إلى سجن كهريزك في جنوب طهران، على أمل العثور عليها، لكن سلطات السجن أبلغتهم بأنها لم تكن هناك. وأضافت كيميايي: «لم ترَ أسرتها سوى جزء من وجهها ورأسها، وقد كسر أنفها وجمجمتها. كما سرقوا الجثة ودفنوها بأنفسهم، وظلت نيكا في أيدي الأجهزة الأمنية لمدة 10 أيام بعد اعتقالها في شارع كشاورز». ونشرت «بي بي سي» شهادة وفاة صادرة من مقبرة «بهشت زهرا» التابعة لبلدية طهران تشير إلى أن نيكا شاكرمي فارقت الحياة، إثر «إصابات متعددة ناجمة عن اصطدامها بجسم صلب». في الوقت نفسه، اعتقلت آتش شاكرمي، بحسب وسائل إعلام. وقد توقف نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي منذ الثاني من أكتوبر. وحاولت وكالة الأنباء الحكومية الإيرانية تقديم رواية جديدة عن مقتل شاكرمي الذي شكّل صدمة جديدة للإيرانيين. بموازاة ذلك، قالت السلطات القضائية الإيرانية، الأربعاء، إنها فتحت تحقيقاً لتحديد سبب وفاة شاكرمي. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن المدعي العام بالعاصمة علي صالحي قوله مساء الثلاثاء: «فتحت محكمة جنايات طهران تحقيقاً لتحديد سبب وفاة نيكا شاكرمي»، وأضاف: «صدر أمر بالتحقيق في ذلك وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد». وفي سياق الرواية الرسمية الإيرانية، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، بأن ثمانية أشخاص اعتقلوا على خلفية وفاة شاكرمي. وقالت تسنيم إن «التحقيق في القضية... يتواصل، وخبراء الطب الشرعي لم يقدموا بعد تقريرهم النهائي في الحادثة للسلطات القضائية». وقالت برومند: «هذه ليست النهاية. سيواصلون اعتقال الناس وسيواصلون إطلاق النار، طالما الناس يخرجون إلى الشوارع. ولا يوجد مكان آخر للتعبير عن المعارضة».

53 ممثلة ومغنية فرنسية تقص شعرها تضامناً مع الإيرانيات

باريس: «الشرق الأوسط»... أعلنت مجموعة من الفنانات الفرنسيات تضامنهن مع الانتفاضة النسائية والاجتماعية الجارية في إيران. ونشر تجمع «دعم نساء إيران» على موقع «إنستغرام» أمس، تسجيلاً لممثلات ومغنيات معروفات وهن يمسكن بالمقص ليقصصن خصلات من شعورهن، على غرار ما قامت به آلاف الناشطات الإيرانيات خلال الأيام الماضية، في رد على مقتل الشابة مهسا أميني. أشهر المتضامنات النجمة إيزابيل أدجاني، وماريون كوتيار، الحاصلة على «الأوسكار»، وجولييت بينوش، وشارلوت رامبلينغ، ومورييل روبن. وقد ظهرن في التسجيل بوجوه بلا مكياج ولا زينة، وهن يتشاركن في ترديد أغنية «بيلا تشاو» الإيطالية التي اشتهرت تعبيراً عن المقاومة. وجاء في بيان التجمع أنه من المستحيل عدم فضح هذا القمع الرهيب الحاصل في إيران، حيث فقد العشرات حياتهم وبينهم أطفال. كما أن الاعتقالات مستمرة حيث يتزايد احتجاز أعداد من النساء والرجال من دون وجه حق، وغالباً تعذيبهم. ولهذا قررنا تلبية النداء وقص خصلات من شعرنا على غرار الإيرانيات. تقف وراء التسجيل محاميتان ومحام، هم جولي كوتورييه، نقيبة محامي باريس، وكريستيان فيرال شول الرئيسة السابقة للمجلس الوطني للمحامين، وريشار سيديلو المحامي المتخصص في قضايا حقوق الإنسان. وسبق لسيديلو أن قام بتعبئة الرأي العام من أجل إطلاق سراح المحامية الإيرانية نسرين سوتودة. وقد أعرب عن أمله في أن تؤدي هذه البادرة إلى اتخاذ موقف سياسي فرنسي مما يجري في إيران. وقالت الممثلة جولي غاييه، شريكة حياة الرئيس السابق فرنسوا هولاند، إن هذا التسجيل «وسيلة لإرسال إشارة تضامن تقول للإيرانيات إننا هنا، ونأمل أن تكون هناك طريقة لأن يطلعن عليه».

«الخارجية» الأميركية تؤكد السماح لمواطنها باقر نمازي بمغادرة إيران

الراي... صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس اليوم الأربعاء أنه سُمح للأميركي باقر نمازي بمغادرة إيران وأفرج عن ابنه المسجون أيضا، مؤكدا بذلك معلومات أعلنتها الأمم المتحدة من قبل. وقال المتحدث «سُمح للمواطن الأميركي المحتجز ظلما باقر نمازي بمغادرة إيران، وسمح لابنه المحتجز ظلما أيضا، بالخروج من السجن».

إيران تستدعي السفير البريطاني بعد «تعليقات تنطوي على تدخل»

الراي... أفادت وكالة أنباء «تسنيم» شبه الرسمية اليوم الأربعاء بأن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير البريطاني في طهران أمس الثلاثاء ردا على «تصريحات تنطوي على تدخل» من وزارة الخارجية البريطانية.

أكثر من 500 جريح في زلزال في شمال غرب إيران

الجريدة... المصدر... AFP... أصيب أكثر من 500 شخص بجروح طفيفة في زلزال بقوة 5,4 درجات وقع الأربعاء في شمال غرب إيران، كما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية. وقال محافظ أذربيجان الغربية محمد صادق معتمديان للتلفزيون الرسمي إن «الزلزال الذي وقع على عمق عشرة كيلومترات في محافظة أذربيجان الغربية أدى إلى جرح 528 شخصا نقل 135 منهم إلى المستشفى». وأضاف أن الزلزال وارتداداته «دمر خمسين منزلاً وألحق أضراراً بـ500 منزل في 12 قرية في المحافظة». وبث التلفزيون الحكومي مقاطع فيديو للدمار خلال الزلزال الذي وقع حوالي الساعة 00:00 بتوقيت «غرينيتش». وقال الناطق باسم إدارة الطوارئ في البلاد مجتبى خالدي لشبكة التلفزيون الحكومية إن «الكهرباء والمياه قطعتا في القرى» بالقرب مدينتي سالماس وخوي القريبتين من مركز الزلزال.

أميركا: جاهزون عسكرياً بالمنطقة إذا فشلت الدبلوماسية مع إيران

دبي - العربية.نت... أكد البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، أن الدبلوماسية مع إيران لا تأتي بنتيجة حالياً. كما قال "حريصون على ضمان جهوزيتنا العسكرية في المنطقة إذا فشلت الدبلوماسية مع إيران". يأتي ذلك بعدما باتت مسألة إحياء الاتفاق النووي الإيراني غير واضحة المعالم. فقد قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو الأسبوع الماضي، إن بلاده بحاجة إلى ضمانات أقوى من واشنطن لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مضيفاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يجب أن تتخلى عن "تحقيقاتها ذات الدوافع السياسية" بشأن أنشطة طهران النووية. وكان جون كيربي، منسّق الاتصالات في مجلس الأمن القومي قد أكد منذ أكثر من أسبوعين أن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من الوزارات وضع خيارات لمنع إيران من الوصول إلى سلاح نووي، مع تراجع الآمال بإعادة إحياء الاتفاق النووي. وفي هذا الشأن أكدت مصادر من داخل الحكومة الأميركية وخارجها لـ "العربية.نت"، بشبه إجماع أن لدى بايدن الكثير من الخيارات للتعامل مع طهران، وهي مرتّبة على الشكل التالي: أولاً متابعة العملية الدبلوماسية والتفاوض، ثانياً اللجوء إلى فرض عقوبات قاسية تدفع طهران للخضوع والالتزام بالعودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي، ثالثاً تصعيد العمل الاستخباراتي الأميركي والعمل المشترك مع الحلفاء مثل البريطانيين والإسرائيليين، ورابعاً وضع خطط عسكرية لقصف المنشآت الإيرانية، علما أن احتمال استعمال القوة العسكرية يأتي في ذيل الخيارات ومشروط بكثير من القيود. إلى ذلك، أكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي أن الإدارة الأميركية "مصرة على منع إيران من الحصول على سلاح نووي والدبلوماسية هي الطريق إلى ذلك". كما أضاف "أن طريق الدبلوماسية ما زال مفتوحاً".

مفاوضات طويلة

يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قدم في الثامن من أغسطس الماضي 2022، وبعد جولات ومفاوضات طويلة ومعقدة انطلقت في أبريل الماضي (2021) بفيينا، واستمرت 16 شهرا، نصاً نهائياً للتغلب على مأزق إحياء هذا الاتفاق. وقد تسلم جوزيب بوريل الرد الإيراني الأول في منتصف أغسطس، تلاه الرد الأميركي على الملاحظات والمطالب الإيرانية. ليأتي لاحقا رد طهران، الذي تضمن المطالبة بوقف تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول 3 مواقع إيرانية غير معلن عنها عثر فيها قبل سنوات على آثار يورانيوم، فضلاً عن التزام واشنطن بعدم الانسحاب ثانية من الاتفاقية كما حصل في 2018، ويضع المحادثات ثانية في مهب الريح.

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,523,498

عدد الزوار: 6,898,695

المتواجدون الآن: 99