نطنز.. روايات إيرانية متضاربة حول حقيقة الانفجار قرب المفاعل النووي...

تاريخ الإضافة الأحد 5 كانون الأول 2021 - 5:10 ص    عدد الزيارات 709    التعليقات 0

        

نطنز.. روايات إيرانية متضاربة حول حقيقة الانفجار قرب المفاعل النووي...

التلفزيون الرسمي أكد أن الدفاعات الجوية الإيرانية أطلقت صاروخا في إطار تدريب فوق مدينة نطنز..

العربية.نت، وكالات... تضاربت الروايات الإيرانية حول حقيقة ما حدث في المفاعل النووي السبت. وذكر التلفزيون الرسمي أن الدفاعات الجوية الإيرانية أطلقت صاروخاً في إطار تدريب فوق مدينة نطنز التي تقع في وسط البلاد وتضم منشآت نووية. جاء الإعلان عن التدريب بعد أن قال سكان محليون إنهم سمعوا دوي انفجار ضخم. وقال التلفزيون إن وحدات الدفاع الجوي أطلقت الصاروخ لاختبار قوة رد سريع تعمل فوق نطنز. من جهته، قال المتحدث باسم الجيش شاهين تقي خاني للتلفزيون "مثل هذه التدريبات تُنفذ في بيئة آمنة تماما.. وليس هناك ما يدعو للقلق". وفي وقت سابق اليوم، نقلت مواقع إلكترونية إيرانية عن وكالة الطلبة الإيرانية قولها إن دوي انفجار ضخم سُمع في سماء مدينة نطنز مضيفة أنه لم يرد تفسير رسمي لذلك. ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية قول مراسلها في بدرود القريبة إن دوي انفجار سٌمع أعقبه وميض قوي في السماء. وكانت منشأة نطنز قد تعرضت لعدة هجمات، وتعد من أهم المنشآت النووية، التي يتم فيها تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%. وقد كان آخر هجوم تعرضت له هذه المنشأة النووية في أبريل الماضي، واتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم.

الموساد يجند علماء نوويين

وكان جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد قد جند عدداً من العلماء النوويين الإيرانيين لتفجير واحدة من أكثر المنشآت النووية أماناً في إيران، الذي وقع بالفعل في أبريل الماضي، بحسب تقرير أفاد به موقع «The Jewish Chronicle». وبحسب التقرير اتصل عملاء إسرائيليون بما يصل إلى 10 علماء إيرانيين، وتم تجنيدهم للمشاركة على تدمير قاعة الطرد المركزي (A1000) الموجودة تحت الأرض في مدينة نطنز، حيث اعتقد العلماء الإيرانيون أنهم يعملون لصالح منظمات إيرانية معارضة للنظام تعمل من الخارج. وأشار التقرير إلى نقل المتفجرات المستخدمة بواسطة طائرة من دون طيار جمعها العلماء الإيرانيون، وتم تهريب بعض المتفجرات مخبأة في صناديق طعام داخل شاحنة تموين. وأضاف التقرير أن الدمار الذي أعقب ذلك تسبب في حدوث فوضى في أعلى مستويات القيادة الإيرانية. بعدما دمر الانفجار 90 في المئة من أجهزة الطرد المركزي في المحطة النووية، مما أدى إلى تأخير التقدم نحو إنتاج قنبلة نووية وإيقاف المجمع الرئيسي عن العمل لمدة تصل إلى تسعة أشهر. وبناءً على التقرير، تعتبر التفاصيل الجديدة عن العملية من بين الأسرار المذهلة لثلاث عمليات متصلة للموساد حدثت على مدار 11 شهراً من التخريب في إيران (غارتان على مجمع نطنز باستخدام متفجرات، في يوليو/ تموز 2020 وأبريل 2021. ثم غارة على شركة تكنولوجيا الطرد المركزي الإيرانية TESA، في مدينة كرج، التي تقع على بعد 30 ميلا شمال غربي طهران). وأشار التقرير إلى بعض النقاط التي ساعدت في تفجيرات المنشأة النووية ومنها:

* إخفاء العملاء المتفجرات في مواد البناء المستخدمة في بناء قاعة نطنز للطرد المركزي منذ عام 2019. ثم قاموا بتفجيرها في عام 2020.

* تسلل العملاء بطائرة «كوادكوبتر» مفككة ومسلحة إلى داخل إيران واستخدموها لإطلاق صواريخ على موقع TESA في كرج في يونيو (حزيران).

* تم التخطيط للعمليات الثلاث معاً على مدار 18 شهراً من قبل فريق مكون من 1000 فني ومحلل وجاسوس، بالإضافة إلى عشرات العملاء على الأرض.

وأشار التقرير إلى أن تنفيذ الهجوم المكون من ثلاثة أجزاء على البنية التحتية النووية الإيرانية من قبل (الموساد) دون التعاون مع الولايات المتحدة. وبحسب التقرير، قال مصدر إن دوافع العلماء الإيرانيين كلها مختلفة، فقد اكتشف الموساد ما يريدونه بشدة في حياتهم وقدمه لهم. كانت هناك دائرة داخلية من العلماء الذين يعرفون المزيد عن العملية، ودائرة خارجية ساعدتهم، ولكن كانت لديهم معلومات أقل. وبعد الانفجار، تم نقل العلماء المسؤولين إلى مكان آمن. وأضاف المصدر: «كلهم بخير اليوم».

أنباء عن سماع دوي انفجار عنيف في سماء نطنز وسط إيران حيث أهم المنشآت النووية...

المصدر: RT.. أفادت أنباء غير رسمية بسماع دوي انفجار عنيف في سماء نطنز وسط إيران، حيث أهم المنشآت النووية الإيرانية. ونقل حساب "ناشونال نيوز" عبر "تويتر" عن مصادر محلية قولها إن شدة الانفجار أدت إلى تدمير أبواب بعض المنازل". وأفاد حساب "ائتلاف 10" بأنه تم رصد إطلاق صواريخ الدفاع الجوي فوق منشأة نطنز النووية".

ارتفاع سعر الدولار في إيران نتيجة للتشاؤم من المفاوضات النووية

كان دبلوماسيون غربيون أكدوا أن مطالب إيران في جولة محادثات فيينا "مقلقة" و"محبطة"

العربية نت... دبي – مسعود الزاهد... بعد أن وصلت مفاوضات فيينا النووية إلى باب مطالب إيرانية الموصد والتي وصفتها وزارة الخارجية الأميركية بـ"استفزازات إيران المقلقة"، ساد اليأس والتشاؤم من احتمال حدوث انفراج في الوضع الاقتصادي المتأزم في إيران، مما انعكس مباشرة على سوق العملات في هذا البلد ليرتفع سعر الدولار ومثيلاته بسرعة. وقال الخبير في الشؤون المصرفية وشؤون النقد الأجنبي الإيراني أحمد مجتهد: "بينما في بدايات تشكيل الحكومة الجديدة كانت هناك آمال في إحياء الاتفاق النووي، إلا أن مواقف الدول بشأن استمرار المفاوضات أدى إلى تشاؤم بشأن فيينا، وانعكست عملية التفاوض في بلدنا، من خلال سوق الصرف الأجنبي، وأصبح الناس والسوق يشعرون أن مفاوضات لن تصل إلى نتيجة في الوقت القريب". وكان دبلوماسيون غربيون أكدوا أن مطالب إيران في جولة محادثات فيينا "مقلقة" و"محبطة"، مشيرين إلى أن "إيران أوجدت فجوة في محادثات فيينا ولا نعرف كيف ستعالج". إلى ذلك علق مجتهد في مقابلة مع وكالة "إيلنا" العمالية الناطقة بالفارسية على ارتفاع سعر الدولار ومروره 30 ألف تومان اليوم السبت بعيد انتهاء مفاوضات فيينا، فقال: "في هذا الظرف الاقتصادي، يسعى الناس إلى استثمار رؤوس أموالهم في سوق أكثر ربحية، وتوقعات العملاء من الأسواق ليست واحدة، في حين لا يوجد تفاؤل بشأن سوق الأوراق المالية أيضا وسوق الإسكان في حالة ركود، لذلك يقرر الناس الدخول إلى سوق الذهب وسوق الصرف الأجنبي". هذا وارتفع سعر الدولار الواحد 653 تومان اليوم ليبلغ 28 ألف تومان، ويتوقع المراقبون أن يتجاوز 30 ألف تومان قريبا في حال فشل المفاوضات النووية في فيينا. وتابع مجتهد: "بسبب التضخم الذي تجاوز 40٪، فإن الناس قلقون بشأن قيمة أموالهم (بالعملة الإيرانية)، وفي الوقت الذي تخصص فيه البنوك فائدة 18٪ للودائع المصرفية في أحسن الأحوال، فإن الناس يفضلون استثمار رؤوس أموالهم في سوق الصرف الأجنبي لأنها أكثر ربحية". وبعد أن أوضح أن تقلبات سوق الصرف تخضع لعملية العرض والطلب، أضاف في الوقت نفسه "إن جزءا من تقلب الأسعار في سوق الصرف الأجنبي يرجع إلى السياسات الاقتصادية للحكومة وإلى توقعات الناس من الصراعات السياسية والاقتصادية والظروف الدولية، وحاليا يسود التشاؤم في بلادنا بشأن مسار محادثات فيينا النووية، وأصبح كل من الناس والسوق يشعرون أن المفاوضات النووية لن تأتي بنتيجة في الوقت القريب. وفي وقت سابق، قال موقع "أكسيوس" AXIOS الإخباري الأميركي، نقلاً عن مفاوضين غربيين، القول إن الوفد الإيراني قدم طلبات متطرفة لرفع العقوبات، كما طالبوا بتخفيف التزامات طهران بموجب الاتفاق النووي. وأبلغ المفاوضون الغربيون نظراءَهم الإيرانيين أن عرضهم غير جاد وغير مقبول، وقالوا إن الموقف الإيراني يعد تراجعا عما تم التوصل إليه سابقا. وأفادت مراسلة "العربية" و"الحدث" أن الجلسة الختامية للجولة الحالية بشأن محادثات فيينا انعقدت، مضيفة أن المشاركين في الجلسة غادروا إلى عواصمهم لمزيد من التشاور.

التلفزيون الإيراني: إسرائيل تنفذ خططها في إيران بالاستعانة بعدد من البلطجية وأصحاب السوابق

المصدر: RT... بث التلفزيون الإيراني اعترافات عدد من البلطجية شاركوا في أعمال تخريبية، وقاموا بتهديد عدد من العلماء النوويين بتعليمات إسرائيلية، دون أن يعرفوا مصدر هذه التعليمات. وبحسب وكالة "إيسنا" الإيرانية، قال "كاظم أحد البلطجية الذين عملوا مع الموساد، أنا متهم بالفساد في الأرض وقد ارتكبت أعمالا ضد الأمن". وأضاف: "اتصل بي شخص من ألمانيا على (إنستغرام) وقال إن أحدهم تحرش بزوجته، وأعطاني رقما على (واتس أب) وأرسل لي بعض المال". وتابع: "طلب مني لاحقا أن أخذ شخصا وأضربه، أو أشعل النار في سيارة أحدهم كما عرض مبلغا من المال جيدا، وكان يتواصل معي ويرسل لي بصمات صوتية عبر (واتس أب)". وأوضح المتهم، أنه "أخذت معي 7 أو 8 أشخاص لتنفيذ المهام. كما أمرونا بخطف العلماء. بالطبع، أدركت تدريجيا أن القضية كانت أكثر من مجرد تسوية شخصية، وقد تكون قضية سياسية، لكني كنت أوهم نفسي بالأمر". وأشار المتهم إلى أنه تعاون مع الشخص المتصل لمدة عام تقريبا، وبعد القبض عليه اكتشف أنه من "عملاء الموساد"، ووجد أنه كان يهدد النخب والعلماء، وقال: "شعرت بالخيانة". وبحسب القناة الإيرانية، أمر "الموساد فريقا آخر من البلطجية بإضرام النار في مصنع لإنتاج مساعدات تنفسية لمرضى الشريان التاجي، والذي كان محليا في إيران"، واعتقل هذا الفريق من قبل قوات الأمن الإيراني لاحقا.

رويترز: إيران تراجعت عن كافة التنازلات في المحادثات النووية

المصدر رويترز.. قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية اليوم السبت إن إيران تراجعت عن كل الحلول الوسط التي قدمتها في المحادثات السابقة التي استهدفت إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 . وأضاف المسؤول أن طهران أخذت التنازلات التي قدمها الآخرون وطلبت المزيد في أحدث مقترحات طرحتها. وقال المسؤول للصحفيين طالبا عدم نشر اسمه إن إيران تواصل تسريع برنامجها النووي بطرق استفزازية، مشيرا إلى أن الصين وروسيا فوجئتا بمدى تراجع إيران في المقترحات التي طرحت في محادثات الأسبوع الماضي في فيينا. وتابع المسؤول الكبير أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تقبل وضعا تواصل فيه إيران تسريع برنامجها النووي بينما تتلكأ في المفاوضات.

أميركا تتهم إيران بـ «الخداع» في مفاوضات فيينا النووية

الشرق الاوسط.. واشنطن: علي بردى... فيما يرقى إلى اتهامها بالخداع، رأى مسؤول أميركي رفيع أن إيران سرّعت برنامجها النووي {بطرق استفزازية} تحت غطاء أنها تريد وقتاً من أجل الاستعداد للعودة إلى محادثات فيينا الخاصة بعودتها المتزامنة مع الولايات المتحدة إلى {الامتثال التام} للاتفاق النووي لعام 2015. وقدم مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية إحاطة غلب عليها طابع قاتم حيال الجولة السابعة من المحادثات بين القوى الكبرى وإيران لإحياء الاتفاق النووي، مذكراً بأن حكومة الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي طلبت وقتاً من أجل {الاستعداد} للمفاوضات. غير أن الجانب الأميركي والمشاركين الآخرين، وبينهم ممثلو روسيا والصين {شهدوا ما تعنيه إيران بالاستعداد. كان يعني الاستمرار في تسريع البرنامج النووي بطرق استفزازية}، مضيفاً أن التقرير الأخير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء الماضي، أظهر عوض ذلك {الاستعداد لمضاعفة طاقتها الإنتاجية بنسبة 20 في المائة من اليورانيوم المخصب}، في منشأة فوردو بضواحي مدينة قم. ورأى أن إيران اختارت {عدم الإصغاء} للوكالة الدولية للطاقة الذريّة، رغم {الجهود البناءة} التي بذلتها أطراف النووي {مجموعة 5 + 1}، من أجل {إيجاد طريق للمضي قدماً} بين المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، والمسؤولين الإيرانيين. وفي المقابل، قدمت إيران في فيينا {مقترحات تراجعت فيها} عن التسويات التي كانت وافقت خلال الجولات الست السابقة، مضيفاً أن المفاوضين الإيرانيين {وضعوا في الجيب كل التنازلات التي قدمها الآخرون، بما في ذلك الولايات المتحدة، ثم طلبوا المزيد}. وأكد أن استقامة المبرر لدى إيران بأنه {يمكنها أن تواصل تقدمها النووي ما دامت الولايات المتحدة ليست في حال امتثال}، موضحاً: {إننا على استعداد للعودة إلى الامتثال إذا وافقت إيران على اتفاق معقول للعودة المتبادلة، وهذا ما لم تفعله}. ولفت المسؤول الأميركي إلى أن الشركاء التقليديين للولايات المتحدة والروس والصينيين وكذلك في دول مجلس التعاون الخليجي دعموا {الانخراط اقتصادياً ودبلوماسياً مع إيران من أجل ذلك}، مضيفاً أنه يجب على الأخيرة أن {تظهر جدية على الطاولة وأن تكون مستعدة للعودة في وقت قصير، امتثالاً للاتفاق}. وإذ أبدى استعداداً للعودة إلى فيينا، أكد أنه لا يعرف منى سيقرر المفاوضون الأوروبيون ذلك. وقال إن {موعد تلك المحادثات أقل أهمية مما إذا كانت إيران مستعدة للتفاوض بجدية، أم لا}. ورداً على سؤال، أجاب المسؤول الأميركي الرفيع أنه إذا تراجعت إيران عن كل التسويات السابقة {سيجري فرض مزيد من العقوبات}. وسئل عن رد فعل المفاوضين الروس والصينيين على الموقف الإيراني الجديد، فقال إنه {من الإنصاف القول إنهم فوجئواً أيضاً بدرجة تراجع إيران}، مضيفاً: {أنا لا أقول إنهم يشاركوننا وجهة نظرنا تماماً، لكنني أعتقد أنهم يشاركوننا الشعور بخيبة الأمل}. ولم يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب من المفاوضات، أم لا، إذا لم تظهر إيران جدية فيها. معتبراً أن الأمر {يتعلق بما إذا كان يمكن للاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه بشق الأنفس، والذي صمم لخدمة المصالح المشتركة لكل الأطراف (...) أن يبقى على قيد الحياة}، في ظل {السرعة التي تعزز بها إيران برنامجها النووي}. وربط بين {تسريع الساعة التكنولوجية} للبرنامج النووي الإيراني و{التداعيات المقلقة للغاية} في شأن ما إذا كان يمكن إحياء الاتفاق النووي، أم لا.

مستقبل الاتفاق النووي على المحك في الجولة الثامنة.. طهران انقلبت على المبادئ الرئيسية وعلى إنجازات 6 جولات سابقة

الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبونجم... نعى الرئيس الفرنسي سريعاً الجولة السابعة من مفاوضات فيينا النووية التي التأمت بعد مماطلة إيرانية دامت أكثر من خمسة أشهر، ما يجعل مستقبل الاتفاق النووي على المحك في الجولة الثامنة. وقال ماكرون، في لقاء صحافي من دبي، حيث كان في زيارة رسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، إنه «لا يتعين استبعاد ألا تسـتأنف المفاوضات سريعاً»، في إشارة إلى التاريخ المبدئي الذي اتفق عليه للعودة إلى العاصمة النمساوية فيينا أواخر الأسبوع الجاري، وذلك بعد خمسة أيام فقط من المفاوضات التي شهدت اجتماعين فقط للجنة المشتركة المشكلة من مجموعة خمسة زائد واحد (الأوروبيون الثلاثة وروسيا والصين) من جهة، وإيران من جهة أخرى. وبين الجلستين، عقد لقاءان الثلاثاء والأربعاء، الأول للمجموعة المكلفة النظر في رفع العقوبات الأميركية، والثاني للمجموعة الناظرة في تراجع طهران عن انتهاكاتها للاتفاق النووي المبرم صيف عام 2015.

- الانقلاب على الأسس

تقول مصادر أوروبية متابعة لمسار فيينا إن القشة التي قصمت ظهر البعير تتمثل في أن إيران «انقلبت على الأسس التي قامت عليها المفاوضات خلال الجولات الست الماضية»، بحيث تبين أن الوفد الإيراني المفاوض «يريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء»، وهو ما كان يتخوف منه الغربيون منذ ما قبل العودة إلى فيينا. وما قبل معاودة المفاوضات بشهرين على الأقل، كانت الدعوات الغربية لإيران للعودة إلى المفاوضات تترافق مع التركيز على البناء على ما تحقق في الجولات السابقة. وفي الأيام الماضية، صدرت تصريحات عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونائبه رئيس الوفد المفاوض علي باقري كني تلمح إلى قبول طهران نتائج الدورات السابقة، وهو ما أعلنه الوسيط الأوروبي أنريكي مورا من فيينا قبيل بدأ المفاوضات. إلا أن الرد جاء قاطعاً على لسان باقري كني الذي أعلن أن «كل ما تم التوافق عليه (سابقاً) مسودة خاضعة للتفاوض» ما يعني، عملياً، أن طهران تعطي لنفسها حق النقض لما تحقق ما بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) والذي يقدره الغربيون بـ70 : 80 في المائة من مضمون الاتفاق.

- إخفاء حقيقة النوايا

وتعرب المصادر المشار إليها عن دهشتها مما حصل في الأيام الخمسة الأخيرة، وتتساءل عن معنى المشاورات التمهيدية التي جرت طيلة أسابيع لتحضير أرضية استئناف المفاوضات، وتقدر أن الطرف الإيراني «أخفى حقيقة نواياه»، التي بانت بوضوح مع تسليم ممثلي مجموعة 5+1 والوسيط الأوروبي يوم الخميس الماضي، مقترحين يتناولان ما تريده طهران لجهة رفع العقوبات والضمانات المطلوبة من واشنطن، وهي كثيرة، وما هي مستعدة للقيام به لجهة التراجع عن انتهاكاتها النووية؛ وآخرها تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو بالغة التحصين وبنسبة 20 في المائة، وفق تقرير قدمه رافاييل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأفتى باقري كني بأن الورقتين المقدمتين يجب أن تشكلا أساس المفاوضات المقبلة. وكانت ثمة قناعة غربية بأن مطلب إيران رفع كل العقوبات المفروضة عليها، أكانت ذات علاقة بالملف النووي أو بمسائل الإرهاب وحقوق الإنسان دفعة واحدة، وأن يوفر لها الوقت الكافي للتأكد من أن واشنطن رفعتها فعلاً، وأن طهران عادت لتتمتع بتصدير النفط، والحصول على عائداتها والوصول إلى الأسواق المالية الدولية، بمثابة موقف تفاوضي عالي السقف، وأنها ستقبل التراجع عنه أو عن بعضه لتسهيل التوصل إلى اتفاق هي بأمس الحاجة إليه. والحال أن الورقة التي قدمتها تستعيد كل النقاط المذكورة، الأمر الذي دفع الغربيين الثلاثة، وأيضاً واشنطن إلى اعتبار أنها تطيح العملية التفاوضية. والسبب الأساسي في ذلك أنها تعني التخلي عن مبدأين: التماثلية من جهة، والتدرج من جهة أخرى. ولذا، فإن الجانب الغربي يرى، وفق الأوساط الأوروبية، أن القبول بالشروط الإيرانية يسقط أيضاً مبدأ ثالثاً هو «التكافؤ»، في تليين المواقف وتقديم التنازلات، بحيث إن إيران تريد الحصول سلفاً على ما يرى الغربيون أنه يتعين أن يكون تتويجاً لعملية «تطبيع» العلاقات مع طهران والاطمئنان لمصير برنامجها النووي، لا بل إن طموح الرئيس جو بايدن الأساسي، ومعه المسؤولون الأوروبيون والخليجيون أن يُفتح ملفان إضافيان للتفاوض: الأول، برامج إيران للصواريخ الباليستية والآخر سياستها الإقليمية، وتدخلها في شؤون جيرانها وخوضها حروباً «بالوكالة».

- تطابق موقفي أميركا وأوروبا

لأول مرة منذ انطلاق أول جولة مفاوضات في أبريل (نيسان) الماضي، تطلب واشنطن، التي تشارك بالمفاوضات بشكل غير مباشر وعبر الوسيط الأوروبي، وضع حد لجولة سابعة اعتبرت أنها وصلت سريعاً إلى طريق مسدودة. وبدا ذلك واضحاً في تصريحات الوزير الأميركي أنتوني بلينكن والمتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي. وقال الأول: «لا تبدو إيران جادّة بشأن ما يتعيّن عليها فعله للعودة إلى الالتزام بالاتفاق، ولهذا السبب أنهينا هذه الجولة من المحادثات في فيينا». والنتيجة المباشرة للتشدد الإيراني والانقلاب ما تحقق سابقاً عنوانها التطابق التام في المواقف الأوروبية والأميركية، لا بل إن الأوروبيين كانوا سباقين في الإعلان عن خيبتهم من أداء الوفد الإيراني، ومن محتوى الورقتين اللتين قدمهما باقري. وتجدر الإشارة إلى أن الأخير زار قبل أيام قليلة من العودة إلى فيينا ثلاث عواصم أوروبية، هي برلين ولندن وباريس، للتمهيد للمفاوضات، ولعرض موقف بلاده ولمحاولة الحصول على دعم أوروبي لها. والحال أن التشدد الإيراني ليس فقط في فيينا، بل أيضاً في رفض تقديم أي إنجاز لرافاييل غروسي الذي عاد من طهران في زيارته الأخيرة بخفي حنين، ثم اللجوء إلى تشغيل طاردات منشأة فوردو المركزية لتخصيب اليورانيوم مباشرة بعد انطلاق المفاوضات، كل ذلك عهد بمثابة «استفزاز»، ويعكس ما ركز عليه الوزير الأميركي من أن إيران تسرع برنامجها النووي للضغط على المفاوضات التي تستخدمها كوسيلة للتسويف وكسب الوقت. وخلاصة بلينكن أن أمراً كهذا «لن يكون ممكناً»، محذراً طهران من أن «لديها قرارات مهمة جداً يجب أن تتخذها في الأيام المقبلة». كما في كل مرة، يتبادل الطرفان الأميركي والإيراني الاتهامات، وهذه المرة كان التركيز على جدية الطرف الآخر في المفاوضات. بلينكن يقول إن طهران «غير جادة بشأن ما يتعين عليها فعله»، ونظيره الإيراني يرد له التحية بأحسن منها بتغريدة جاء فيها أن «اتفاقاً جيداً في متناول اليد إن أبدى الغرب حسن نية. نسعى إلى إجراء حوار منطقي ومتّزن وهادف للوصول إلى نتيجة». وفي اتصال بنظيره الياباني، قال عبد اللهيان: «ذهبنا إلى فيينا بعزيمة جادة، لكننا لسنا متفائلين إزاء إرادة ونوايا الولايات المتحدة وأطراف الاتفاق الأوروبية الثلاثة». بناء على ما سبق، تبدو الانطلاقة الجديدة للمفاوضات متعثرة حقيقة. فما بين خيبة الأمل والقلق الأوروبيين والتهديدات الأميركية بـ«اللجوء إلى خيارات أخرى»، والضغوط المتزايدة التي تمارسها إسرائيل على واشنطن والعواصم الأوروبية، ومطالبتها بلينكن بأن يضع فوراً حداً للمفاوضات، وتأكيدها أنها لن تعد نفسها معنية بأي اتفاق، تبدو الأمور ذاهبة، وفق القراءة الأوروبية، إلى التصعيد.

- مخاطر الطريق المسدود

ورغم أن جين ساكي، الناطقة باسم البيت الأبيض، قالت: «لا نزال نأمل بمقاربة دبلوماسيّة، إنّها دائماً الخيار الأفضل»، وإن الأوروبيين «ما زالوا منخرطين بالكامل في البحث عن حل دبلوماسي»، فإن الطريق المسدودة للمفاوضات يمكن أن تدفع الأمور في اتجاه آخر. لكن ثمة من يذكر بأن التفاوض على اتفاق 2015 دام سنوات وهذا صحيح. إلا أن الصحيح أيضاً أن البرنامج النووي الإيراني لم يكن قد حقق التطور التكنولوجي الذي وصل إليه اليوم، بحيث إن كثيراً من المتابعين يرون أن طهران على وشك الوصول إلى العتبة النووية، وأن ما يسمى «بريك أوت» (أي الفترة اللازمة لها للحصول على سلاح نووي عندما تقرر السير بمشروع كهذا)، قد تقلصت كثيراً رغم حاجة طهران لوقت قد يصل إلى عامين لتوفير وسيلة تنقل القنبلة النووية، وهي بالضرورة يفترض أن تكون صاروخية باعتبار أن سلاح الجو الإيراني ضعيف للغاية، ولا يملك القدرات المطلوبة. لذا، فإن الأيام القليلة المقبلة ستكون بالغة الأهمية لمعرفة مصير فيينا، وما إذا كان الغربيون سيبقون متمسكين بالبحث عن وسيلة للعودة إلى الاتفاق مع إدخال تحسينات، أم أن طهران تعد نفسها في موقع قوة يسمح لها بمزيد من المناورات.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,733,240

عدد الزوار: 6,911,020

المتواجدون الآن: 112