ملامح «أزمة وجودية» في إيران..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 25 أيلول 2018 - 7:37 ص    عدد الزيارات 1299    التعليقات 0

        

ملامح «أزمة وجودية» في إيران..

الحياة...طهران – أ ب – قبل أشهر من الذكرى الأربعين للثورة في إيران، تشهد البلاد حراكاً سياسياً وتحرّكات شعبية، إذ يشنّ الأصوليون هجمات على الرئيس حسن روحاني، نتيجة تعثر الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، فيما يبثّ التلفزيون الرسمي مشاهد من محاكمات في ملفات فساد كبرى، وتلتقط نساء في الشوارع صوراً لأنفسهنّ وهنّ يخلعن حجابهنّ. وباتت الحكومة تسمح لمواطنيها بتوجيه مزيد من الانتقادات، في ما يعتبره محللون محاولة لتنفيس احتقان شعبي، لا سيّما بعدما شهدت عشرات المدن الإيرانية تظاهرات واسعة قبل أشهر، احتجاجاً على تدهور الوضع المعيشي، أسفرت عن مقتل 25 شخصاً واعتقال 5 آلاف. وسجّل الريال الإيراني انهياراً قياسياً في مقابل الدولار، بعدما انسحبت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وأعادت فرض عقوبات على طهران. لكن النظام واصل اعتقال محامين وناشطين، وفَرَضَ عليهم أحكاماً بالسجن لمدد طويلة، خلال محاكمات مغلقة. وقالت فائزة رفسنجاني، ابنة الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني: «إذا تابعنا على هذا النحو، سيكون الوضع أكثر تعقيداً، لأن الناس متعبون جداً ولديهم مقدار أقلّ من التسامح». واستدركت: «أعتقد بأن معظمهم لا يسعى إلى تغيير النظام. لأن الجميع قلق ممّا قد يحدث. لكن الناس يسعون إلى تنفيذ مطالبهم». تداعيات الصعوبات المتفاقمة قد تطاول روحاني أكثر من غيره، فاعتمد نهجاً متشدداً في خطابه، ملوّحاً بإغلاق مضيق هرمز، إذا مُنِعت طهران من تصدير نفط. وقد يكون روحاني يحمي مستقبله السياسي، إذ يُعتبر واحداً من المرشحين لخلافة المرشد علي خامنئي الذي شغل منصب الرئاسة لولايتين، قبل أن يخلف الإمام الخميني. لكن هناك غضباً شعبياً متزايداً ضد روحاني، إذ أظهر استطلاع للرأي أعدّته مؤسسة «إيران بول» (مقرّها تورونتو) عبر الهاتف، أن شعبية الرئيس سجّلت تراجعاً قياسياً إلى 20 في المئة، بعدما بلغت 89 في المئة في آب (أغسطس) 2015، بعد شهر على إبرام الاتفاق النووي. وقال أمير فرمانش، الرئيس التنفيذي لـ «إيران بول»، إن «رئيساً كان شعاره الانتخابي هو حكومة التدبير والأمل، سيتعرّض لضغوط كبرى في السنوات الثلاث المتبقية من ولايته، لإعادة الأمل الموعود». على رغم ذلك، هناك مؤشرات إلى أن الحكومة تدرك حجم الغضب المتزايد، إذ تبثّ شبكات تلفزة رسمية إيرانية منذ أسابيع وقائع محاكمات في ملفات فساد كبرى، كما نشرت صحف تحقيقات عن ملفات اجتماعية واقتصادية محرجة. في الوقت ذاته، تنشر مواقع للتواصل الاجتماعي صوراً لأبناء النخبة الحاكمة في إيران، تبرز حياتهم المرفّهة، ما أغضب الإيرانيين الذين يعانون للحصول على قوتهم اليومي. وكتبت المحللة سارة بازوباندي لـ «معهد دول الخليج العربي» (مقرّه واشنطن): «هذه الروايات تشير إلى أن ايران قد تقترب من أزمة وجودية، إذ أن النظام يروّج في شكل واسع لقيم أساسية، مثل تبنّي أسلوب حياة بسيطة والتزام (تعاليم) الإسلام بصرامة، لكن النخبة لا تتّبعها بالضرورة وأثار نفاقها الذي بات واضحاً من خلال هذه الفضائح، غضباً شعبياً واسعاً في إيران». في غضون ذلك، تمكن ملاحظة تغيير اجتماعي في أي شارع في طهران، لا سيّما من خلال تحدّي الحجاب الإلزامي، علماً أن تسجيلات مصوّرة ما زالت تُظهر مضايقة نساء. وتعتبر فائزة رفسنجاني أن تنظيم استفتاء عام حول الحجاب وملفات أخرى، بينها استئناف العلاقات مع الولايات المتحدة، قد يشكّل وسيلة لمعالجة مخاوف الشعب. وذكّرت بمرور 40 سنة على الثورة في إيران، وزادت: «تغيّر العالم والوضع. لم يَعُدْ لدى الناس ما يخسرونه. يخشى المرء عادة المسائل (التي يواجهها) للمرة الأولى، وعندما تحدث (مجدداً) لا يقلق، ويصبح أكثر شجاعة، ويزيد مطالبه بحرية أكبر».

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,056,149

عدد الزوار: 6,750,362

المتواجدون الآن: 103