خيبة «استدارة» طهران نحو بكين...

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018 - 6:59 ص    عدد الزيارات 1244    التعليقات 0

        

خيبة «استدارة» طهران نحو بكين...

إيغور برانكراتنكو... *استاذ علوم سياسية، ومدير عام مركز التقديرات الاستراتيجية، عن «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، 29/10/2018،

الحياة... إعداد منال نحاس.. «قبل عام، لم يكن أحد ليصدق... أن أوروبا ستنضم إلى إيران في مواجهة أميركا... وروسيا والصين والهند والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأفريقية والأميركية اللاتينية هم أصدقاؤنا... سيف أميركا من ورق حين تلوح به ضد طهران»، قال حسن روحاني، الرئيس الإيراني، أمام مجلس الشورى الإيراني. ولكن حماسته الخطابية هذه رمت إلى التأثير في النواب وصرفهم النظر في طرحهم أسئلة محرجة. ولكن جواب النواب الإيرانيين وقع عليه وقع الصدمة، وسئل: «ماذا عن الاستدارة أو النظر إلى الشرق يا شيخ الديبلوماسية النبيل، وماذا عن بكين؟ هل هي كذلك صديقتنا؟». فعشية قمة شنغهاي، أماط حسن روحاني اللثام عن سياسة «النظر أو التوجه إلى الشرق»، وقدمها على أنها «تطور بارز» في استراتيجية طهران في المواجهة مع الولايات المتحدة. ولكن ما رأي بكين بـ «التطور» هذا أو المنعطف؟....

ولا يخفى أحد أن نجاح العقوبات الأميركية هو رهن بكين، فهي الفيصل. والصين هي أضخم مستوردي النفط الإيراني، وهي القيّمة على وديعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مصارفها. والأسبوع الماضي، قبل يوم من أداء روحاني المنفرد أمام المجلس التشريعي الإيراني، أعلنت أضخم شركتين صينيتين، «شاينا ناشنل بيتروليوم» و «سينوبيك»، وهما على رأس الاقتصاد الصيني، وقطاعاته النفطية والمصرفية الخ، تجميد استيراد النفط من إيران والعمليات التجارية كلها في البلد هذا، بدءاً من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري وإلى أجل غير مسمى. وإلى التجميد النفطي هذا، تتوجه الأنظار إلى قمة تجمع دونالد ترامب والرفيق شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة الدول العشرين في تشرين الثاني. وعلى خلاف ما درجت عليه، يكثر كلام المصادر الصينية، شرط عدم الإفصاح عن هويتها، على محور القمة «الحاسمة» هذه وعلى من يقف وراء التجميد هذا، وكأن ثمة من يخفاه أن اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي هي من تمسك بمقاليد الشركات العامة الصينية. «وأخطار استيراد النفط من إيران تفوق المنفعة المرجوة منه»، يقول ممثلو الشركتين الآنفتي الذكر. ويبدو أن بكين تنكر على طهران مكانة «الشريك الاستثنائي» ولا ترغب في مواجهة واشنطن دفاعاً عن الشراكة هذه. وصارت إيران بيدقاً أو ورقة في لعبة «غو» الصينية الكبرى مع الرئيس الأميركي، وفي وسع الزعيم شي التضحية بها أو استخدامها حين تدعو الحاجة. وحين إلقاء نظرة على جدول المستوردات الصينية من إيران في حزيران (يونيو) 2018، يقع على الناظر وقع المفاجأة ارتفاع معدلات الاستيراد الصيني النفطي من إيران حين تحتدم الحرب التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين، وميلها إلى الانخفاض حين انحسار حدة الحرب هذه. واليوم ترفع الصين النبرة وتقدم على خطوات «تصعيد» وتلوّح بالتقرب أكثر من إيران لثني أميركا عن النفخ في الحرب التجارية.

وأبرز ما يترتب على انهيار استراتيجية روحاني الموسومة بـ «النظر إلى الشرق» أو «التوجه إلى الشرق»، هو إخفاق سياسة الاعتداد بالصين والاعتماد عليها. فهو لم يفلح في حمل بكين على التزام مساندة بلاده في أصعب الظروف. ولم يقدم روحاني ومحيطه على خطوات يعتد بها لاستمالة الصين، وحسبوا حسباناً متعجرفاً بأنهم حليف لا غنى للصين عنه. وتبين أن «النظر إلى الشرق» سياسة قصيرة النظر تشوبها شوائب كثيرة، على رغم إشادة روحاني وإدارته بمحاسن هذه «النظرة» أو «الاستدارة».

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,579,885

عدد الزوار: 6,902,154

المتواجدون الآن: 99