إيران تواجه معركة شاقة للاستفادة من إعمار سوريا

تاريخ الإضافة السبت 17 شباط 2018 - 5:21 ص    عدد الزيارات 1346    التعليقات 0

        

صحيفة بريطانية: إيران تواجه معركة شاقة للاستفادة من إعمار سوريا...

ترجمة وتحرير أورينت نت .. تناولت صحيفة "الفايننشال تايمز" في تقرير لها الصعوبات التي تقف بين إيران والمكاسب الاقتصادية التي يمكن أن تحققها من خلال استثماراتها في سوريا على الرغم من محاولة (بشار الأسد) توقيع عقود اقتصادية لصالحها.

عطاءات على الورق

تشير الصحيفة إلى أن إيران، وعلى الرغم من دعمها اللامحدود (للأسد)، الذي أنفقت عليه مليارات الدولارات ومئات الأرواح لتعزيز نظامه، إلا أنها تكافح للحصول على عائدات من استثمارها في سوريا. فعلى الورق، مُنحت الحكومة الإيرانية والكيانات المرتبطة بـ "الحرس الثوري" الإيراني حصص اقتصادية كبيرة في سوريا، منها، مذكرة التفاهم لتشغيل مشغل للهاتف المحمول وكذلك دور في أحد مناجم الفوسفات الأكثر ربحا، إضافة إلى منح إيران أراض زراعية، وخطط لتطوير فروع الجامعة. ولكن بحسب الصحيفة، فإن رجال الأعمال والدبلوماسيين في سوريا يقولون، إن تنفيذ هذه الاتفاقيات قد توقفت من قبل مسؤولي النظام، حرصاً منهم على جذب الاستثمارات الروسية والصينية ولقلقهم من طموحات طهران في زيادة نفوذها. "خذ نظرة فقط على الاتصالات – لايزال لديهم مذكرة تفاهم. عام مضى، ولم يتمكنوا من توقيع اتفاق" قال أحد رجال الأعمال السوريين في تصريح له للصحيفة، وأضاف "الإيرانيون لم يحصلوا على أي مكان لهم، عندما يتعلق الأمر بتحقيق أرباح من سوريا".

مخاوف من نتائج الاستثمار

تضيف الصحيفة، أنه وبالنسبة للأصدقاء والأعداء على حد سواء، ينظر إلى إيران على أنها واحدة من أعرق الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط، تنشر نفوذها من خلال تطوير شبكات من الميليشيات ذات التفكير المماثل. فبالنسبة لإيران، فإن سوريا جزء بالغ الأهمية من "محور المقاومة" الذي يمتد عبر العراق وسوريا إلى حليفها الإقليمي الأقوى "حزب الله"، الحركة الشيعية اللبنانية، التي تتواجد إلى جانب إسرائيل. ويشكل التواجد الإيراني المتزايد، على حدود إسرائيل، مصدر قلق كبير بالنسبة لها ولحلفائها الغربيين وخصوصا واشنطن، حيث تصاعد التوتر بشكل كبير في نهاية الأسبوع، عندما تم أسقاط طائرة إسرائيلية وردت إسرائيل من خلال شن أكبر موجة من الضربات الجوية على سوريا منذ سنوات. وتشير الفايننشال تايمز إلى أن إيران، كانت أول قوة إقليمية، تأتي لمساعدة (الأسد) وهي الوحيدة التي رمت برجالها، خلف النظام، حيث حشدت "حزب الله" أولا، ومن تم نشرت قوات، ودعمت إنشاء قوات شبه عسكرية محلية، وأتت بالميليشيات الشيعية المكونة من الأفغان والعراقيين إلى سوريا. ولكن، ومع كل هذا، تنقل الصحيفة قلق بعض الإيرانيين، من أن الجهود المبذولة للاستفادة من الموارد السورية وعقود إعادة الإعمار المستقبلية يمكن أن يعوقها أكبر داعم دولي للنظام وهي روسيا، والتي لعب تدخلها العسكري عام 2015 دوراً حاسماً لصالح (الأسد). في السياق، حذر المسؤولون الإيرانيون والروسيون والأوروبيون من أنه من المكبر جداً الحديث عن الخسائر المحتملة لإعادة الإعمار المفترضة، والتي تقدر كلفتها، بحسب الأمم المتحدة، بحوالي 300 مليار دولار؛ بينما تستعر الحرب بين (الأسد) والثوار الذين يسعون لإزالته من الحكم.

تقدر الصحيفة توزع الأموال الإيرانية:

4.6 مليار دولار كخطوط ائتمان لنظام (الأسد).

16 مليار دولار أنفقت على دعم نظام (الأسد) منذ عام 2012 ودعم الشركاء الآخرين في سوريا والعراق واليمن.

8 مليون دولار حجم التجارة السنوية مع النظام.

وتضيف الصحيفة، أن الأهم من ذلك، هو حالة عدم الوضوح التي تشوب الجهة التي ستتولى إعادة الإعمار، فالدول الغربية والخليجية، التي تمتلك الأموال الكافية للقيام بذلك والداعم للمعارضة، ما زالت على الهامش. يتعامل بعض المسؤولين الروس، بحسب الصحيفة، مع الحد من الاستثمارات الإيرانية بقلق، تماما كما يفعلون مع موضوع منع إعادة الإعمار الغربية المحتملة. "كثير ما يتصرف الأسد لصالح إيران" قال أحد المسؤولين في تصريح إلى "الفايننشال تايمز" وأضاف "عندما يتعلق الأمر بالصفقات التجارية المحتملة وإعادة الإعمار، من المهم أن نقوم بذلك بطريقة تعود عليه بالفوائد، أو للناس من حوله. . . لكن هذا يبقى بيننا وبيننه - بدون إيران". وتشير الصحيفة إلى أن الاتجاهات الدولية، بحسب ما يتداوله دبلوماسيون في دمشق، قد تسببت مسبقاً بألم لإيران، وصف أحد المسؤولين، الذي راقب المعارض التجارية ومعارض الأعمال الأخيرة في دمشق، الشركات الإيرانية، بأنها "تلتقط الخردة" مقارنة مع الشركات الزائرة من الصين، وهي القوة الاقتصادية التي تحرص سورية على جذبها.

مشاريع ثقافية واقتصادية

الأعمال التجارية مهمة بالنسبة لإيران – ليس فقط لاستعادة ما يقدر بنحو 6 مليار دولار، يقول المسؤولون الإيرانيون، أنه دين سوريا لهم، ولكن أيضاً، تضيف الصحيفة، لأنهم مهتون بتأثير القوة الناعمة التي تحتاجها إيران لتطوير نفوذ طويل الأمد وروابط اقتصادية. في العراق المجاور، تجني إيران بالفعل فوائد هذه الاستراتيجية من خلال هيمنة طهران والتي ترى أنها أكبر من هيمنة واشنطن، وكذلك من خلال عوائد تجارتها التي شهدت ارتفاعا سريعاً، ففي عام 2008، بلغ حجم التجارة مع العراق في 2.3 مليار دولار؛ وبحلول عام 2015، بلغ 6.2 مليار دولار. "سيتطلب الأمر في سوريا وقتاً طويلاً، لتقف على قدميها، على عكس العراق والتي لديها مصادر عديدة" قال أحد رجال الأعمال الإيرانيين للصحيفة، وأضاف "بالنسبة لإيران فان الأولوية هي للعراق، حيث لدينا مزايا تنافسية". يقول (أحمد مجديار) وهو زميل في "معهد الشرق الأوسط" في واشنطن، إن هدف إيران هو جعل نفسها أكبر شريك تجاري في سوريا، مشيراً إلى أن نجاح إيران في إنشاء فروع لـ "جامعة آزاد الإسلامية" في العراق وعبر المنطقة، والخطط الجديدة لفتح فروع لها في عدة مدن سورية. حيث بدأت الجامعة بالفعل برنامج تبادل صغير للطلاب مع "جامعة حلب". وتضيف الصحيفة أن التقدم في الجهود الثقافية يمكن أن يعني القليل إذا كانت العلاقات الاقتصادية متراجعة، فإيران ببساطة لا تملك المال من تلقاء نفسها لإطلاق مشاريعها الكبرى الخاصة، حيث أضاف رجل الأعمال الإيراني أن "ما تملكه إيران في سوريا لا يمكن أن يستغل بدون استثمارات". وبحسب "فايننشال تايمز" فإن هناك تردد لدى الشركات الإيرانية الخاصة في المشاركة، وقد قال أحد الأشخاص المطلع على الجهود الإيرانية – الروسية في سوريا، إن طهران سمحت لـ "لحرس الثوري" والشركات المرتبطة به لقيادة هذا الجهد. "شركاتهم [الحرس الثوري] ليست مرنة، وهي ملوثة بالفساد بسبب انعدام الشفافية، ولا يمكن محاسبتهم ولذلك هم لا يتمتعون بإدارة ذات فعالية"، وأضاف إن "الحرس الثوري" قد يحتاج إلى محاولة لجذب شركاء تجاريين من الصين أو من دول عربية أخرى لجلب الأموال اللازمة. وتشير الصحيفة إلى أن بعض المشاكل تخرج عن يد الإيرانيين، فقد ازدهر اقتصاد السوق السوداء في سوريا وسط الفوضى، مما خلق شبكات تهريب وأمراء حرب، سيحرصون على حماية أرباحهم من أي أيادي خارجية. يقول رجال الأعمال والدبلوماسيون في دمشق، إن مسؤولي النظام والبيروقراطيين من المستوى المنخفض يحاولون إخماد الجهود الإيرانية من خلال طلب المزيد من الأوراق وإجراء المزيد من المناقشات. "انهم يشعرون أن الإيرانيين يريدون التدخل في كل شيء، لذا من الجدير بالسوريين أن يحالوا أن يماطلوهم" قال أحد الدبلوماسيين للصحيفة. وعلى الرغم من إمكانياتها الإقليمية، إلا أن طهران لا تستطيع أن تفعل شيئا يذكر لممارسة الضغط اللازم، وأختتم أحد رجال الأعمال السوريين بقوله للصحيفة استناداً لأهمية بلاده بالنسبة لاستراتيجية إيران الإقليمية، "بماذا يمكن أن يهددنا الإيرانيون؟ بالانسحاب؟ الإيرانيون عالقون معنا - والنظام يعرف ذلك".

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,702,784

عدد الزوار: 6,909,361

المتواجدون الآن: 101