تحقيق صحفي يكشف تورط الكرملين بتمويل كيماوي الأسد وداعش...

تاريخ الإضافة الإثنين 18 كانون الأول 2017 - 3:36 ص    عدد الزيارات 1003    التعليقات 0

        

تحقيق صحفي يكشف تورط الكرملين بتمويل كيماوي الأسد وداعش...

أورينت نت - ترجمة: واعدة وهب ... نشرت شبكة (BuzzFeed – بازفيد) الإخبارية الأمريكية تحقيقاً مطولاً (ترجمه موقع أورينت نت)، عن تمويلات سرية تتم في أحد البنوك في قبرص (بنك FBME) والذي وصفته الشبكة بـ “أكثر البنوك قذارة في العالم"، حيث تكشف هذه التمويلات عن ارتباط الكرملين بمجموعة من الشركات الوهمية لتغطية تمويل برنامج نظام الأسد للأسلحة الكيماوية وتنظيم الدولة (داعش) بالإضافة للجريمة المنظمة. وكانت سلسلة من التسريبات المصرفية في السنوات الأخيرة كشفت الطرق التي يلجأ إليها بعض كبار الأغنياء للتهرب من دفع الضرائب عبر سلسلة من العمليات المالية المعقدة والتي بمعظمها ظاهرها قانوني ولكن ملفات البنك تقدم صورة أكثر قتامة عن كيفية السماح لأسوأ المجرمين في العالم بتحريك أموالهم.

كلها جاءت من موسكو!

تكشف سجلات (بنك FBME) في مستندات مسربة تم الوصول إليها عبر موقع البنك على الانترنت، مئات ملايين الدولارات المحولة من شخصيات مشتبه بها في موسكو، بما فيهم شركاء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وشخصيات في المافيا، وكذلك مسؤولين في الكرملين. وكان نظام الولايات المتحدة المالي أغلق (بنك FBME) هذا العام بعد أن أعلنته شبكة مكافحة الجرائم المالية المعروفة بـ (FinCEN)، ضمن المؤسسات الرئيسية التي تبعث على القلق في مجال غسل الأموال، والتي جذبت "التمويل غير المشروع من أكثر الزوايا ظلمة في عالم الجريمة السري". وبالرغم من محافظة شبكة مكافحة الجرائم المالية على سرية دلائلها ضد البنك، أظهرت الملفات التي حصلت عليها شبكة (BuzzFeed – بازفيد) قيام البنك بتحويلات بنكية مخيفة والتي تشير جميعها إلى مكان واحد، ألا وهو روسيا.

كبار القانونيين يدافعون عن البنك

ونشرت بازفيد في سلسلة تحقيقاتها المتعلقة بهذا البنك عن مكتبين قانونيين عالميين يخوضان المعارك من أجل هذا البنك، وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه المكاتب يشارك في الدفاع عن مسؤولين أساسيين في حكومة ترمب بما يخص التحقيق حول تواطؤ حملته مع روسيا، كما منح محاسبو اثنتين من أكبر شركات المحاسبة في العالم البنك أختام مصادقتهم المطلية بالذهب رغم الإنذارات الصارخة حوله. وتحدث كلا المكتبين القانونين فيما يتعلق بشأن تواطؤ الكرملين، وكوسيلة دفاع عن عملهم مع البنك، وعن التزامهما بأعلى المعايير القانونية والأخلاقية، كما ادعى على سبيل المثال (ويليام بيرك) الرئيس المشارك للجنة جرائم الموظفين الإداريين في أحدهما "كوين إيمانويل"، معرفته المحدودة بأعمال (بنك FBME) مع الروس وبأن عمله مع البنك لايرتبط بمنصبه الجديد كممثل لمستشار البيت الأبيض (دونالد ماكغان) ورئيس الموظفين السابق (رينس بريبوس)، بينما رفضت شركتي المحاسبة التعليق متجرعتين بسرية العميل.

شبكة معقدة

وتمت معظم التحويلات البنكية الروسية، المفضوحة في ملفات FBME، عبر شبكة معقدة من الحسابات البنكية، مقرها موسكو، التي كانت ترسل وتستقبل الأموال بشكل مستمر. وبعض هذه الحسابات مسجل بعنوان بريدي واحد في "الجزر العذراء" البريطانية، كما تدفقت مئات آلاف الدولارات عبر هذه الشبكة من الأموال الفاسدة خلال فترة ثمانية سنوات. ولم تخدم الحسابات الروسية في (FBME) غرضاً واحداً فقط، فقد شاركت هذه الحسابات في مجموعة من الأنشطة التي تسببت في اندلاع نزاع سياسي في الغرب، بما في ذلك سرقة جماعية قام بها مسؤولون حكوميون روس، أدى إلى سن الولايات المتحدة لقانون "ماغنتسكي" الذي عاقب أكثر من 44 مواطناً روسياً، مما أشعل غضب بوتين، كما انتهت أكثر من 22 مليون دولار من الأموال المسروقة في أحد حسابات FBME التي يسيطر عليها زعيم كبير في المافيا الروسية، وفقاً للوثائق التي رأتها شبكة بازفيد. ويعتبر البنك منفذاً لأعمال الكرملين الرسمية مع عدو آخر للغرب هو نظام الأسد، وأوضحت الوثائق أن إحدى الشركات في شبكة الأموال الفاسدة أرسلت أكثر من 33 مليون دولار إلى وزارة المالية الروسية لتسوية ديون مرتبطة بالنظام في عام 2010.

ممولو نظام الأسد

في كثير من الحالات، لا تكشف ملفات FBME بالضبط في أي مجال تم استخدام المبالغ الهائلة التي تتدفق من وإلى هذه الحسابات، ولكنها تكشف عن ارتباطات الكرملين بعدد من أصحاب الأموال الفاسدة، وقد تم تقديم بعضهم إلى FBME منذ فترة طويلة عن طريق ممولي نظام الأسد، وتشمل قائمة أصحاب الحسابات في الشبكة الآن أشخاصاً ممن فرضت عليهم عقوبات من قبل الحكومة الأمريكية لدورهم في أسوأ جرائم نظام الأسد، وتظهر الملفات الأسماء التالية:

• نقل عيسى الزيدي، وهو مواطن روسي سوري والذي أصبح الآن واجهة لأسلحة النظام الكيميائية، مئات الملايين من الدولارات من خلال شبكة الأموال الفاسدة المرتبطة بالكرملين.

• ووقع أحد الحسابات الأساسية في FBME عقودا بقيمة 9.5 مليون يورو مع شركة تجارية، عوقب مالكها في وقت لاحق بتداول النفط مع داعش نيابة عن نظام الأسد.

• كما تم فرض عقوبات على ثمانية أشخاص وكيانات على الأقل في شبكة الأموال الفاسدة لدعمهم برنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا أو دعم نظام الأسد.

• وأوقف البنك حسابات لشركاء بوتين، من بينهم فلاديمير سميرنوف، الرئيس السابق لشركة تصدير نووية تملكها روسيا، قام بعمليات روسية لشركة مسجلة في ملفات الاستخبارات الألمانية كمشتبه في أنها أداة غسل أموال لمجموعة مافيا تامبوف في مدينة سان بطرسبرغ.

• كما قام البنك بتحويل أموال لممول ضمت قائمة عملائه مسؤولين روس على صلة بالجريمة المنظمة والكرملين.

ويعتبر البنك في غاية الأهمية للكرملين، حيث أنه عندما سيطر بنك قبرص المركزي على حسابات FBME، تظهر الوثائق بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شخصيا أثار هذه المسألة مع الحكومة القبرصية.

صلات البنك بحكومة بوتين أكيدة

يقول (جون سيفر)، وهو خبير روسي ومسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية، إن شبكة الأموال الفاسدة تحمل السمات المميزة لقناة أموال سوداء تدعمها الدولة "إن التداخل بين الأموال القذرة والمال الحكومي متجذر، بحيث أن هذا النوع من الترتيبات يرجح بقوة وجود اتصالات مع الحكومة، هيئة الأمن الفدرالية، المافيا، بوتين، حكومة القلة، سواء لمصالح شخصية أو لأهداف سياسية". ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن العاصمة على طلبات التعليق حول الادعاءات السابقة. وفي بيان صادر عن محاميهم، قال أصحاب FBME، إن كافة الادعاءات بأن مصرفهم قدم خدمات لممولي نظام الأسد، ومسؤولي الكرملين، وأصدقاء بوتين، أو المافيا الروسية كاذبة تماماً. وقالوا إن البنك "يتبع جميع الإجراءات المناسبة في جميع الأوقات". ومع انهم اعترفوا بالعقوبات التي وقعت على بعض عملاء البنك، أصروا على عدم وجود دليل على أن هؤلاء العملاء قد استخدموا حساباتهم في مصرف FBME لتحويل الأموال إلى نظام الأسد، وأن حساباتهم قد أوقفت فور صدور العقوبات. وأضافوا أن " شبكة مكافحة الجرائم المالية لم تصدر أبداً اية أدلة سرية كان من المفترض أن تعتمد عليها، ولم يتم اثبات ادعاءاتها مطلقا في أي محكمة"، وبأن الشبكة قد ضللت من قبل "الأفراد الفاسدين داخل الشركات والهيئات الحكومية"، ونتيجة لذلك، قامت الحكومة الأميركية بنسف "بنك مملوك من قبل عائلة وملتزم بالقانون بشكل صارم". ولكن ملفات FBME تبين كيف أن هذا البنك "الأسري" أصبح قناة رئيسية مرتبطة بالكرملين لنقل الأموال السرية وغير المشروعة في جميع أنحاء العالم.

الأخوين صعب

باتخاذه مقراً فرعياً في تنزانيا، وقيامه تقريباً بجميع الخدمات المصرفية في قبرص، كان FBME البنك المثالي للعملاء الأجانب الباحثين عن مخبئ لإخفاء أموالهم، وكان مالكو فرع تنزانيا الشقيقان اللبنانيان (فادي وفريد صعب) والذين غازلا العملاء الروس منذ إنشاء فرع البنك في موسكو في بداية التسعينيات، حيث بدأ وقتها بيع أصول الدولة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وظهور طبقة من كبار الأثرياء الذين سلبوا الأموال، وقال مسؤولان كبيران، طلبا عدم ذكر اسميهما، إن المكتب في العاصمة الروسية كان يعمل به عملاء سابقون من أجهزة الامن والاستخبارات في البلاد. بنى الأخوين صعب شبكة من العلاقات الحساسة للغاية في موسكو، وتظهر الملفات الداخلية أنها قامت بتصدير مواد البناء الخاصة بها من روسيا إلى إيران، وشارك فادي صعب في شركة مالية روسية أخرى هي (بنك تمويل التجارة) ومن أهم شركائه في هذا البنك الصغير رجل أصبح لاحقاً مديراً للذراع المالي لتصدير الأسلحة في روسيا، وعماد خوري وهو خبير مالي كانت أسرته تضخ منذ سنوات أموال روسية لنظام الأسد. إن علاقة الاخوين صعب مع خوري لم تنته في بنك تمويل التجارة، إذ أصبح مع شقيقه من مفاتيح العمل الأساسيين لتوسع أعمال بنك FBME في موسكو، ووصل رصيد العملاء الروس إلى أكثر من مليار دولار من الودائع العالمية بالبنك، وفخر البنك بالتزامه بالسرية نيابة عن عملائه.

حجب أسماء العملاء

وحتى عندما يخفي أصحاب الحسابات أموالهم وراء شركات وهمية يرأسها مدراء عملاء، فإن المصارف ملزمة قانونيا بمعرفة من هو "المالك المنتفع النهائي" للمال، ولكن بنك FBME منح عملائه حراسة عالية لمنع الوصول إلى أسماء أصحاب الحسابات الحقيقيين، وخراسة خاصة لكل من يعرف هذه الأسماء داخل البنك وخارجه. وظلت القائمة منفصلة عن قواعد بيانات العملاء الرئيسية للبنك، مما يعني أن العديد من موظفي البنك لم يتمكنوا من الوصول إليها، وعندما طالب البنك المركزي القبرصي من FBME وقف هذه الممارسة، رفض البنك، قائلا بعض العملاء طالبوا أقصى قدر من السرية. وعند سؤال محاميي البنك حول هذه السرية قدم موظف واحد رداً مباشراً "إنهم الروس، فهم لا يريدون اسمائهم في القائمة العلنية لأغراض الابتزاز، وما إلى ذلك". وفي بيان، نفى فريد صعب تماما "أي فرضية" بأنهم خلقوا ثقافة تكون فيها السرية ذات أهمية قصوى ويتم تشجيع الموظفين على "التهرب من بروتوكولات غسيل الأموال لحماية العملاء ذوي الشأن". ولكن العملاء الروس لبنك FBME ذهبوا بهذا الاتجاه لإخفاء هوياتهم وراء شركات وهمية متعددة الخلفيات، حيث صرح مصدر حكومي أمريكي قريب من هذا الموضوع لشبكة بازفيد أنه غالبا ما يكون من المستحيل على المحققين الفيدراليين كشف المالكين الحقيقيين للحسابات.

عيسى الزيدي

ومع ذلك، كشفت مؤسسة شبكة مكافحة غسيل الأموال عن أدلة كافية على هذا النشاط غير المشروع يعلن أن FBME هو "مصدر قلق رئيسي لغسيل الأموال" في يوليو 2014، ويعلن عن نيته إغلاق البنك. وبعد ثلاثة أشهر فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على رجل روسي سوري يدعى (عيسى الزيدي)، بسبب عمله كموظف في "مركز البحوث العلمية" في سوريا، وهو المركز الذي يدير برنامج بشار الأسد للأسلحة الكيميائية. كما أدار الزيدي شركة تدعى "باليك فينتوريس"، التي عقدت حسابا مع FBME لسنوات، وتدفق أكثر من 500 مليون دولار من وإلى حساب هذه الشركة في البنك على مدى ثماني سنوات حتى عام 2014، وفقا لمراجعة داخلية رفعتها شركة (أرنست أند يونغ) للتدقيق في وقت لاحق في محكمة الولايات المتحدة، وهي النسخة التي حصلت عليها شبكة بازفيد. وبرغم إنكار (صعب) أن تكون نشاطات الزيدي السورية تمت من خلال بنك FBME فالوثائق تبين أن شركة باليك كانت نقطة الدخول إلى شبكة من الحسابات في FBME مرتبطة بمواطنين من حملة الجنسية السورية والروسية وتم تسجيل العديد منهم في نفس العنوان، وقاموا بنقل الأموال ذهابا وإيابا بين حساباتهم.

نقداً من مطار في موسكو

وقعت شركة باليك خلال عامي 2013 و2014، عقوداً بقيمة 9.5 مليون يورو مع شركة أخرى في الشبكة، هيسكو، التي شُمل مالكها في عقوبات الولايات المتحدة لقيامه بدور الوسيط لشراء النفط لحساب نظام الأسد من تنظيم داعش، وقد مولت هذه المشتريات التنظيم بالأموال وبشار الأسد بالوقود لمواصلة دعم نظامه في خوضه الحرب الأهلية الوحشية في سوريا. وقامت شركة أخرى تابعة لأحد عملاء بنك FBME ، والذي كانت حساباته خاملة لعدة سنوات، بإرسال ملايين الدولارات إلى المصرف المركزي السوري، وبعضها كانت نقدية، جلبها ساة يعملون لحساب البنك السوري، من مطار في موسكو. وكانت شبكة الأموال الفاسدة مرتبطة مباشرة بالكرملين وسط شبكة من شركات وهمية، تدعي احداها (ماريبو)، والتي أرسلت 33.6 مليون دولار في شكل مدفوعات لوزارة المالية الروسية كجزء من اتفاق لتسوية الديون السيادية بين روسيا وسوريا.

رابط التحقيق في بازفيد: https://www.buzzfeed.com/alexcampbell/kremlin-linked-slush-funds-exposed?utm_term=.btwOQ539z#.lrYDV17Zz

 

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,390,120

عدد الزوار: 6,890,287

المتواجدون الآن: 91