وعد ترامب لا يرضي متطرّفي اليمين ويغضب العالمَين العربي والإسلامي..

تاريخ الإضافة الأربعاء 13 كانون الأول 2017 - 6:24 ص    عدد الزيارات 917    التعليقات 0

        

وعد ترامب لا يرضي متطرّفي اليمين ويغضب العالمَين العربي والإسلامي..

مارتن أنديك ..

الحياة....* سفير أميركا السابق لدى إسرائيل، مبعوث أميركي إلى المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، عن «فايننشال تايمز» البريطانية، 7/12/2017، إعداد منال نحاس...

برزت عناصر تدعو إلى التساؤل في إعلان دونالد ترامب العودة عن سبعين عاماً من السياسة الأميركية وإعلانه الاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل. في مثل هذه المناسبات، درجت العادة على مثول الرئيس الأميركي وحيداً أمام عدسات الكاميرات. وهذه المرة كان مايك بنس، نائب الرئيس، يقف وراء كتفه الأيمن. وبنس هو صلة الوصل بين الرئيس والإنجيليين المسيحيين، وهؤلاء ركن قاعدته السياسية، وهم مستعدون لغض النظر عن هفوات ترامب اللأخلاقية إذا أقدم على ما يخدم قضاياهم الأثيرة، مثل تعيين قاض محافظ في المحكمة العليا أو نصرة إسرائيل وتأييدها. وظهور نائب الرئيس الأميركي في الصورة لحظة الإعلان هي مؤشر إلى أن خطوة ترامب حاديها الأكبر هو مغازلة قاعدته السياسية، مثلما فعل حين انسحب من اتفاق باريس للمناخ ومن اتفاق التجارة العابرة للهادئ.

واللافت كذلك، على رغم أن هذا التفصيل قلما استوقف، هو توقيع ترامب، إثر إعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وثيقة تخوّله تمديد نقل السفارة الأميركية إلى هذه المدينة 6 أشهر. ويبدو أن تأجيل نقل السفارة يخل بوعده الانتخابي: نقل السفارة إلى القدس. وأعلن مساعدون بارزون للرئيس أن تشييد سفارة في القدس يقتضي أعواماً، ورجّحوا أن يوقع ترامب قرارات تأجيل قادمة. وكان في وسعه أن يأمر بنقل سفيره وفريقه في إسرائيل إلى القنصلية الأميركية غرب القدس التي شُيّدت أخيراً. ومثل هذا الانتقال ينزل على مقتضيات قانون 1995 الذي نص على نقل السفارة إلى القدس وعلى وعد ترامب الانتخابي. ولا يخفى أي مراقب عقلاني أن خطوة ترامب لن تحرك عجلة عملية السلام. ويتوقع أن تؤدي إلى اندلاع احتجاجات عنيفة في أوساط الفلسطينيين وحلفائهم في العالمين العربي والإسلامي. لكن ترامب تعنّى إعلان أن خطوته تحرّك قُدماً عملية السلام وأنها لا تقطع مع «التزامنا (أميركا) تيسير اتفاق سلام نهائي». ويبدو جلياً في الكلمات الحذرة التي صاغها فريق ترامب لشؤون السلام في الشرق الأوسط- صهره، جاريد كوشنر، وجايسون غرينبلات، مبعوثه إلى المنطقة، ودينا باول، مساعدة مستشار الأمن القومي- السعي إلى تقليل الأضرار المترتبة على الإعلان من طريق الحؤول دون تأثيره (إعلان القدس عاصمة إسرائيل) في مفاوضات الوضع النهائي. والاعتراف بعاصمة من العواصم يقتضي عادة تحديد حدودها الجغرافية. فعلى سبيل المثل، سارت الحكومة التشيخية على خطى ترامب، لكنها أعلنت القدس الغربية عاصمة إسرائيل، والتزمت حدود إسرائيل ما قبل حرب 1967، أي قبل ضم شرق المدينة. لكن ترامب تجنب تحديد حدود السيادة الإسرائيلية، وحاذر استخدام صفة أثيرة على الإسرائيليين، القدس «غير المقسّمة»، وتفادى ما يترتب على اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الأمكنة المقدسة، بما فيها جبل الهيكل (الحرم الشريف). ويسعى فريق ترامب لشؤون السلام إلى كسب هامش مناورة في مفاوضات الحل النهائي بعد أن تهدأ الأمور.

وحين سيقرأ الإسرائيليون تفاصيل حدود الاعتراف بالقدس عاصمة لهم وما لا يشمله الاعتراف هذا، ويدركون أن السفارة لن تنقل في القريب العاجل، سيشعر كثر من اليمينيين بأنهم خدعوا. فخطاب ترامب هو أقل مما يشبع شهية اليمين الإسرائيلي التوسعي، و «كثير»، أي عصيّ على الاحتمال في أوساط الفلسطينيين ومؤيديهم العرب والمسلمين.

وكان أمام ترامب سبيلاً أمثل إلى الوفاء بوعوده الانتخابية وإرضاء قاعدته الشعبية والاعتراف بطموحات الفلسطينيين في القدس وإضفاء صدقية على نيات السلام التي يعلنها: إعلان نقل السفارة إلى منشأة القنصلية في القدس. الغربية، وإعلان أن سفارة أميركية ستُشيَّد في القدس الشرقية إذا أنشأت مفاوضات الحل النهائي دولة فلسطينية عاصمتها هذا الشطر من المدينة. ومع الأسف، لم يكن جاريد كوشنر إلى جانب بنس في الصورة.

 

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,598,727

عدد الزوار: 7,034,747

المتواجدون الآن: 68