إسرائيل على فوهة بركان...

تاريخ الإضافة الأربعاء 13 كانون الأول 2017 - 6:22 ص    عدد الزيارات 924    التعليقات 0

        

إسرائيل على فوهة بركان...

عامي أيالون ..

الحياة....* مدير الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية السابق، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 9/12/2017، إعداد م. ن...

خطاب دونالد ترامب بالغ البراغماتية، فهو لم يحدد حدود القدس وأحالها إلى المفاوضات النهائية، وأعلن قبول مبدأ حل الدولتين. ولكن ما يبدو براغماتياً في عين العالم، لا ينظر إليه على هذه الحال في القدس، والأوضاع فيها على وشك الانفجار. وبدأت سبحة العنف تكر. وعلى رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي فرح بإنجازه، إلا أن المسألة اليوم هي ما سيلي إعلان القدس عاصمة لإسرائيل. وحالنا اليوم مثل مريض بالسرطان: الأطباء جربوا أنواع العلاج كلها من غير وقف المرض. والمريض نفسه محتار في أمر علاجه ولا يعرف أن كان فعلاً يرغب فيه. فجأة، يأتي طبيب ويضربه على الرأس ليفهمه كم وضعه ميؤوس منه. ولكن، هل هذه الخطوة ناجعة؟ أرى أنها لن تساهم في استئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وإذا استبعدت حل الدولتين لن يكون أمام إسرائيل غير حلين: وضع يشبه ما يحصل في سورية، أي عنفاً عسكرياً متواصلاً يخلف أعداداً كبيرة من القتلى. ففي سورية، بدأ القتال إثر نزاع على مسائل صغيرة وانتهى الأمر إلى مقتل نصف مليون شخص. والخيار الثاني هو نموذج الأبرتايد الجنوبي الأفريقي (الفصل العنصري). ومثل هذه الحلول غير قابل للحياة، ولن يمنحا إسرائيل ما تصبو إليه: دولة ديموقراطية آمنة للشعب اليهودي. وإنقاذ فكرة ديموقراطية يهودية يقتضي إرساء حل دولتين. ولا بديل عن الخيار هذا.

ومصير خيارات لا تستند إلى مبادئ قرار مجلس الأمن 242، هو الفشل. وخلصت مبادرة بيروت، ومبادئ كلينتون (معايير توجيهية)، مروراً بمبادئ بوش وأوباما، وصولاً إلى مبادرة جنيف... إلى نتائج واحدة: وجوب إنشاء، إلى جانب إسرائيل، دولة فلسطينية في حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية. ومن يحسِب أن في الإمكان إنشاء دولتين من دون احترام هذه المبادئ، جاهل بمدار الأمور ويشعل العنف ويخلف أضراراً كبيرة. ودعت «حماس» إلى انتفاضة جديدة. لكن التأييد السياسي لهذه الحركة ضعيف في الضفة، وفي غزة، على الأرجح. وليست الانتفاضة ثمرة عنف منظم، بل هي هبة شعبية. وليس مدار المسألة على قوة «حماس» أو ضعفها، أو محمود عباس. فأكثر من 75 في المئة من الفلسطينيين يرون أن العنف هو السبيل اليتيم إلى التخلص من الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى رغم أن المجتمع الإسرائيلي سبق أن أيد قيام دولة فلسطينية، لا مناص من مضض الإقرار بأن التأييد هذا كان في مرحلة الانتفاضة الثانية. وأخشى أن يقتضي بعث هذا الدعم والتأييد معاناة طويلة. وحين كان مئات الإسرائيليين والفلسطينيين يسقطون في الشوارع، كان المجتمعان (الإسرائيلي والفلسطيني) مستعدين لتوقيع أي ورقة تمنحهما غداً أفضل. وحري بالإسرائيليين أن يدركوا أننا نسير إلى وجهة مجهولة، وأننا في الأثناء نخسر هويتنا الديموقراطية اليهودية. ولن نكون في مأمن طالما أن جيراننا يشعرون بأنهم تحت الاحتلال.

وطوال عام، حاولت أن أفهم ما يسعى إليه ترامب في المنطقة. فالمشكلة الإسرائيلية – الفلسطينية لم تعد النزاع الأبرز في الشرق الأوسط. والقادة العرب لا تشغلهم القضية الفلسطينية. وأدرك الفلسطينيون أنهم وحدهم ومتروكون لمصيرهم. وتقوض نفوذ القادة العرب في الشارع. فالناس في القاهرة وعمان وتركيا، لن يؤيدوا أي عمل ضد إيران ما لم يمض الملف الفلسطيني قدماً. وإحراز تقدم يصب في مصلحة الفلسطينيين هو شرط إنشاء أي ائتلاف في الشرق الأوسط. وأتساءل كيف لا تدرك أميركا ورئيسها وفريقه واقع الأمور. وحري بأوروبا أن تفهم أن البراغماتية وانحسار العنف في منطقتنا يصبان في مصلحتها. فالعنف في الشرق الأوسط يغير وجه أوروبا.

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,285,946

عدد الزوار: 6,943,805

المتواجدون الآن: 66