مغلّف مُقفل يوضع لاحقاً في البلدة يكشف مكان العسكريين الأسرى....بطاركة الشرق يطالبون بفتاوى إسلامية تحرّم الاعتداء على المسيحيين

اتهامات لـ«حزب الله» بالضلوع في اشتباكات عرسال رغم تأكيده الوقوف خلف الجيش... عرسال شبه محرّرة والأسرى رهائن الارهاب ,النظام السوري يعرقل عودة 1700 لاجئ!..الحكومة تقرّر تطويع 11 ألف عسكري وسلام ينوّه بالتفاف اللبنانيين حول جيشهم وقواهم الأمنية

تاريخ الإضافة السبت 9 آب 2014 - 7:05 ص    عدد الزيارات 2614    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

 عرسال شبه محرّرة والأسرى رهائن الارهاب ,النظام السوري يعرقل عودة 1700 لاجئ!
النهار...
أفضت المواجهة الشرسة التي خاضها الجيش مع مسلحي "جبهة النصرة" و"داعش" منذ السبت الماضي في يومها السادس امس الى إخلاء المسلحين بلدة عرسال ولكن مع نشوء أزمة أسرى لا يزال مصيرهم مهدداً بفعل احتجازهم على أيدي التنظيمين في الاماكن التي انسحبوا اليها خارج عرسال، مشترطين تنفيذ طلبات معينة، مما يعني ان الهدنة التي واكبت انسحابهم ستبقى غامضة وهشة في انتظار جلاء مصير الاسرى العسكريين والامنيين. ولعل المفاجأة التي برزت في هذا السياق بيّنت ان عدد الاسرى فاق ما كان متداولا، اذ كشفت مصادر عسكرية مساء امس ان 22 عسكرياً و17 من أفراد قوى الامن الداخلي هم في عداد الاسرى لدى "جبهة النصرة" و"داعش"، علماً ان قائد الجيش العماد جان قهوجي كان أكد قبيل حضوره جلسة مجلس الوزراء امس ان الاسرى كانوا أصلا خارج عرسال، مما يعني ان المسلحين نقلوهم الى خارج مسرح العمليات منذ تمكنهم من أسرهم. أما الاسرى السبعة الذين حررهم الجيش فجر امس، فتبين انهم كانوا مختبئين في عرسال وتمكنوا فجرا من الاتصال بوحدات الجيش التي أحكمت الحصار على البلدة فتمت عملية سريعة قامت بها وحدة من الفوج المجوقل وتمكنت من اخراجهم من البلدة.
وفيما أسفرت المواجهة عن مشهد كارثي في عرسال التي بدت في نكبة حقيقية، أفاد مراسل "النهار" في بعلبك وسام اسماعيل، بعد دخوله امس البلدة، ان المسلحين انسحبوا الى منطقة تبعد أقل من كيلومترين عن الحدود اللبنانية – السورية وعادوا الى تحصيناتهم في الجرود ليراقبوا تطبيق وقف النار وعدم التعرض للنازحين السوريين بعد انسحابهم. وعلم انهم تعهدوا للهيئة الوسيطة وضع مغلف مقفل لاحقا داخل البلدة يشير الى مكان الاسرى العسكريين، لكن الهيئة تحدثت عن انقطاع الاتصال معهم بعد انسحابهم. وأعلنت "جبهة النصرة" مساء عبر موقع "تويتر" ان مسلحيها خرجوا من عرسال "بعدما حصلنا على تعهد لعدم المساس بأهلها وسلمنا 6 اسرى كمبادرة حسن نية وبقية الاسرى وضعهم خاص سوف نبيّنه لاحقاً".
وشهدت البلدة ومحيطها امس أوسع عمليات لنقل الجرحى والمصابين واجلاء ألوف من أبناء البلدة والنازحين وادخال قوافل المؤن والمساعدات في اشراف الجيش الذي تدخل في كل الاتجاهات لتسهيل هذه العمليات. وحصل تطور لافت تمثل في تنظيم عملية خروج نحو 1700 نازح سوري في اتجاه نقطة المصنع على ان يعودوا الى سوريا، الا ان هذه العملية أخفقت ليلا وعاد موكب النازحين أدراجه، اذ رفضت السلطات السورية عودتهم الى الداخل السوري. وأفادت مراسلة "النهار" في زحلة ان رئيسة دير مار يعقوب في بلدة قارة الأم أغنيس مريم الصليب نفت ان تكون هي التي نسقت مع السلطات السورية موضوع عودتهم. وقالت إن "التعليمات جاءت بأن تنسق الدولة اللبنانية مع السفارة السورية" دخولهم الى سوريا. وانتشرت تجمعات اللاجئين بعد رفض دخولهم سوريا ليلا على الطريق الدولية مكدسة في وسائل النقل وسط ظروف مأسوية.
وعلمت "النهار" ان رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام كان في الايام الاخيرة متابعا لحظة بلحظة أوضاع عرسال بالتواصل المستمر مع الوزراء المعنيين والقادة الامنيين، فضلا عن متابعة شؤون الاغاثة مع الهيئة العليا للاغاثة وشؤون الاسعاف، وخصوصا مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تكفّلت امس معالجة 44 جريحا أخرجوا من عرسال وهم 43 سورياً ولبناني واحد. وفي الوقت نفسه واكب الرئيس سلام مهمة "هيئة العلماء المسلمين" في اتصال دائم معها وكذلك مع فاعليات عرسال بالتزامن مع الاتصالات الخارجية التي أجراها مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وأبلغت أوساط الرئيس سلام "النهار" ان الجهد منصب حاليا على التنسيق مع قيادة الجيش للتأكد من خلو عرسال من المسلحين وكيفية دخول القوات الشرعية اياها والعمل على تحصين عرسال من خلال تسييجها أمنياً باعتبار ان الامساك بالجرود ليس أمراً يسيراً.
مجلس الوزراء
الى ذلك، علمت "النهار" ان ما أقرّه مجلس الوزراء امس في شأن تطويع 12 الف عنصر في الجيش وقوى الامن هو استمرار لقرار سابق اتخذه مجلس الوزراء أيام الرئيس ميشال سليمان، والجديد حاليا هو الشروع في تنفيذ القرار من طريق ايجاد مصادر التمويل، فكان ان تقرر ان يشمل التطويع في المرحلة المقبلة ستة آلاف عنصر وضابط وذلك تدريجاً بالتزامن مع توفير المبالغ اللازمة. وجاء هذا القرار في سياق العرض الميداني الذي قدمه وزير الداخلية نهاد المشنوق، وقد حصل على موافقة اجماعية من مجلس الوزراء.
ووصفت مصادر وزارية العرض الذي قدمه قائد الجيش عن الوضع الميداني في عرسال بأنه كان مشجعاً ويدل على ان الجيش ممسك بالارض مع حرصه على سلامة المدنيين، الامر الذي يجعله يتريث في حسم الوضع عسكرياً، وهو في المرحلة الراهنة يحاصر عرسال، وهذا ما جعل المسلحين يهربون منها ولم ينسحبوا الا بعدما فقدوا القدرة على الصمود داخل البلدة وأخذوا معهم الرهائن من الجيش وقوى الامن الداخلي. وفي الوقت الحاضر بات الجيش يتمتع بالامكانات اللازمة بفضل ما قدمته الدول الصديقة الى درجة ان الولايات المتحدة الاميركية بادرت الى سحب ذخائر من مخازنها وحولتها الى الجيش. وقالت المصادر إن لبنان قد اجتاز مبدئياً قطوع عرسال التي هي على طريق العودة الى أحضان الجيش. ووصفت الاتصالات الجارية مع عدد من الدول وخصوصا الخليجية بأنها في مجملها ايجابية، كما ان شبكة الوقاية الدولية حول لبنان لا تزال قائمة.
وفي اطار متصل طرح الوزراء سجعان قزي ورشيد درباس ومحمد المشنوق مسألة خروج مسلحين من مخيمات اللاجئين السوريين، فتقرر الطلب من الهيئات الدولية التي تشرف على هذه المخيمات ان تعالج هذا الوضع الشاذ، على ان يعمل المسؤولون على انشاء مخيمات حدودية لضبط أوضاع اللاجئين.
وفي شأن هبة المليار دولار التي قدمتها السعودية للبنان، أبلغ الرئيس سلام ان البحث جار عن آلية قانونية لكي يبدأ لبنان الاستفادة منها. أما هبة الثلاثة مليارات دولار التي قدمتها السعودية للبنان عبر فرنسا، فأوضح وزير الدفاع سمير مقبل أنها "مجمّدة" حالياً.
وقالت أوساط وزير الداخلية لـ"النهار" إن الاولوية حاليا للأمن، حتى انها تتقدم الانماء، موضحة ان التركيز هو الآن على انقاذ المخطوفين من الجيش وقوى الامن الداخلي ولا تراجع عن استعادتهم بكل الوسائل العسكرية والسياسية وحتى الدينية. ويمكن القول إن عرسال قد أنقذت وان المدنيين فيها هم اليوم في ضمان الجيش وحمايته.
وصرّح الوزير المشنوق لـ"النهار" ان المليار دولار الذي قدمه الملك عبدالله بن عبد العزيز للجيش وقوى الامن "دليل على عقل أستراتيجي لدى جلالته الذي اختار مباشرة ومن دون مواربة دعم الشرعية اللبنانية بكل أجهزتها".
برّي ومخيمات اللاجئين
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره امس: "ما قبل عرسال ليس كما بعدها، واليوم عاد نحو 1800 لاجئ سوري الى بلدهم وهذه مسألة مهمة للغاية وسبق لنا ان طالبنا بعودة اللاجئين الى المناطق الآمنة في سوريا، وبُحَّ صوتنا بالمطالبة بعلاقات ديبلوماسية بين البلدين، فلنترجم ذلك. ومن الآن فصاعدا لا بد من التعامل مع مخيمات اللاجئين بطريقة مختلفة وعدم التساهل في هذا الموضوع بعدما تبينت علاقتها مع المسلحين". ورأى بري ان الامور في عرسال "لم تنته ويجب اتخاذ الاحتياطات المطلوبة لان ما حصل يمكن ان يتكرر في عرسال وغيرها من المناطق، وعلى الدولة ان تفتح عينيها جيدا على عرسال وان ينتشر الجيش في داخلها". وأضاف: "تبين ان أعدادا من العرساليين تعاونوا مع المسلحين، وسيأخذ القضاء مجراه ولا غطاء فوق رأس أحد". وسئل عما تردد من ان المسلحين يسعون الى مبادلة الاسرى العسكريين بسجناء في سجن رومية، فأجاب انه ضد أي شكل من أشكال التفاوض والمقايضة، وخصوصا مع سجناء رومية، قائلا: "ما أخشاه ان نكون أمام اعزاز جديدة". واستغرب بري عدم تقديم فرنسا اي طلقة من الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار على رغم انقضاء اشهر عليها "وما أخشاه ان تكون ضغوط وشروط توضع تحت السقف الاسرائيلي بمنع تسليح الجيش بأسلحة متطورة. وأعتقد ان المليار دولار الاخير المقدم من العاهل السعودي هو استدراك من المملكة لكون الهبة الاولى لم تنفّذ بعد".
 
الجيش أحكم قبضته وبداية هدوء بعد العاصفة في عرسال مغلّف مُقفل يوضع لاحقاً في البلدة يكشف مكان العسكريين الأسرى
النهار....بعلبك – وسام اسماعيل
"شرف، تضحية، وفاء" كلمات رسخت عميقاً في نفوسنا كلما ذكرنا الملاحم البطولية "للجيش" وأمس ازداد رسوخها وعشقها في قلوب اللبنانيين إذ تسطر عناصره ملحمة جديدة في عرسال ردعت مسلحي "داعش" و"جبهة النصرة " وجعلتهم ينسحبون الى المنطقة الجردية معيدة قواعد اللعبة الى مربعها الأول.
نفّذ جزء من المسلحين انسحاباً "مشروطا" من عرسال وخرجوا بضمان "هيئة علماء المسلمين" الى منطقة تبعد أقل من كيلومترين عن الحدود اللبنانية ـــ السورية على السلسلة الشرقية وعادوا الى تحصيناتهم في الجرود ليراقبوا "حسن" تطبيق وقف إطلاق النار "المشروط"، بعدم التعرض للعراسلة او النازحين السوريين بعد انسحابهم و"ان دهم الجيش او اعتقل مطلوبين يكون قد أخلّ بالاتفاق وخرق الهدنة" بحسب المسلحين. وعلمت "النهار" ان مغلفاً مقفلاً سيوضع لاحقا داخل البلدة يشير الى مكان العسكريين المحتجزين الذين تتقاسمهم ثلاث فصائل.
وأمس سادت أجواء من الهدوء التام البلدة بعد عودة الحركة الطبيعية إليها على إثر الانسحاب شبه التام الذي فرضه الجيش على المسلحين، وتأكده من انسحاب جميع المسلحين من داخل البلدة ومحيطها عند الثالثة فجراً في إطار اتفاق الهدنة. وأضحت عرسال شبه خالية من المجموعات المسلحة في انتظار خروج العدد المتبقي من مسلحي " داعش " خلال الساعات المقبلة لتعود بلدة عرسال الى الشرعية ويدخلها الجيش وينتشر في احيائها وخصوصا ان الوضع الإنساني داخل البلدة متدهور للغاية.
وتأتي هذه التطورات عقب خمسة ايام من الاشتباكات بين المسلحين والجيش اللبناني راح ضحيتها عدداً من الشهداء وعشرات الجرحى للجيش وعدداً من المدنيين اللبنانيين، واللاجئين السورين الذين سقط منهم 38 قتيلاً و268 جريحاً على الأقل، بحسب تقارير للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، استناداً إلى معلومات مستشفيات ميدانية في البلدة التي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين السوريين .
وبدأ التوتر في عرسال عقب توقيف الجيش يوم السبت الفائت قائد إحدى كتائب "جبهة النصرة " السوري عماد جمعة الذي اعلن بيعته لـ "داعش" قبل اسابيع، ورد المسلحون بمهاجمة مواقع للجيش في البلدة ومحيطها.
وكانت 20 سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر أجلت 44 جريحاً مدنياً من عرسال ونقلتهم الى مستشفيات بعلبك، وغالبية الجرحى من المدنيين السوريين، اضافة الى اربعة جرحى من اهالي عرسال.
قنص على مراسل "النهار"
و"النهار" كانت من اوائل الذين دخلوا صباح امس بلدة عرسال الثامنة والنصف صباحا وجالت عدستها من حاجز عين الشعب وصولاً الى وسط ساحة السرج بين مسجد "ابو اسماعيل" جنوباً وتلة المهنية شمالاً، ونقلت آثار الدمار الذي خلفته الاشتباكات العنيفة بين الجيش والمسلحين قبل تعرض مراسلها لأعمال قنص من مئذنة جامع ابو اسماعيل حيث كان مسلحو "داعش" يتحصنون قبل انسحابهم، مانعة مراسل "النهار" من دخول البلدة. وكانت آثار المعركة في محلة راس السرج وجامع ابو اسماعيل واضحة ورائحة الدم والموت تعبق في المكان وبرك الدماء واشلاء الاجساد والجثث تنتشر. اما المنازل والمخيمات المدمرة والمحترقة فحدث ولا حرج، فالدمار والخراب في كل مكان والمنازل نهبها المسلحون، أما السيارات فكانت الأضرار كبيرة فيها، وما سلم منها من القصف طاولته السرقة ولاسيما منها سيارات "الجيب". وليلاً تمكن الجيش من تطويق القناص الذي استهدف مراسل "النهار" في مئذنة مسجد أبو اسماعيل، وأوقفه، وتبين أنه يدعى مصطفى خالد الحجيري.
وفي عودة إلى عرسال، فلا كهرباء في البلدة ومحطات الوقود نهب المسلحون مادتي المازوت والبنزين منها كما أكد الاهالي الذين التقتهم "النهار" بينما كانوا يتفقدون منازلهم، واحدهم اكد وجود برك دماء في منزله، فضلاً عن تضرر خزاني المياه في البلدة بعدما استهدفهما المسلحون في أعمال القنص، بينما عجّت مقبرة البلدة بالأهالي الذين عملوا على دفن الجثث فيها منعا لانتشار الاوبئة والامراض نتيجة تحللها.
وكان الفوج المجوقل في الجيش نفذ صباحاً عملية عسكرية خاصة داخل مستوصف الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث تمكن من تحرير ستة عناصر من قوى الأمن الداخلي هم الرقيب اول شهاب محيي الدين والرقيب اول هولو غنام والعريف محمد بلوق والعريف وسام رايد والدركي احمد البريدي والدركي حسين الجمال، الذين كانوا متوارين في احد منازل البلدة منذ بداية الاحداث بعد الهجوم الذي نفذه المسلحون على مبنى الفصيلة واحتجاز 21 عنصرا من رفاقهم.
وجرت العملية بعدما تمكن الجيش من التواصل معهم وتحديد مكانهم. ولدى تحرك السيارتين اللتين تقلانهم تعرضتا ﻹطلاق نار، وأكملت سيارة فيها 4 عناصر طريقها بينما توقفت الثانية بعدما اصطدمت بالحائط، فتوجهت نحوها عناصر من الفوج المجوقل وأخرجت الدركيين.
وعمل مختار البلدة على احضار سلاحهم الأميري الذي كانوا خبـّأوه. ولا يزال المسلحون يحتجزون 17 عنصراً من قوى الامن الداخلي و10 عسكريين من الجيش خطفوا من اكثر من موقع في اطراف عرسال، ورفضوا كشف مصير 9 عسكريين من الجيش فقدوا منذ بداية اعتداءات مسلحي "داعش" و"جبهة النصرة" على مواقع الجيش في عرسال. وهم كانوا حتى فجر امس أفرجوا فقط عن 3 عسكريين من الجيش و3 من الأمن الداخلي.
كذلك قضى الجيش على 14 مسلحاً خلال الاشتباكات المتقطعة في عرسال ليل الأربعاء - الخميس، وسيطر على مداخل وادي العجرم واحكم الطوق على البلدة بكاملها.
وتمكنت الهيئة العليا للاغاثة بالتنسيق مع الجيش و"حزب الله" " الذي اقنع الاهالي، من إدخال 3 شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية والتموينية والطبية الى عرسال، وبوساطة ناجحة من راهبات دير مار يعقوب من مدينة قارة السورية نقل 1800 نازح سوري من عرسال الى الداخل السوري عبر المصنع بمؤازرة مخابرات الجيش بعدما كانوا نقلوا ليل الاربعاء – الخميس من عرسال الى رأس بعلبك عبر طريق فرعية. وبعد الظهر سلكت طريق بعلبك الدولية قافلة من السيارات والشاحنات ووسائل النقل المتنوعة نحو بلدة معلولا السورية.
وكان وفد من "هيئة علماء المسلمين" برئاسة امينها العام الشيخ حسام الغالي دخل ظهراً البلدة لمواصلة المساعي التي تبذلها لانهاء الازمة المفتوحة في عرسال والعمل من خلال التفاوض مع قيادة المسلحين لإطلاق الاسرى من الجيش وقوى الامن الداخلي. وأكد هؤلاء للوفد ان جميع العسكريين على قيد الحياة، علماً ان قادة هذه المجموعات ليسوا من رأي واحد، ومن بينهم عناصر متشددة ترفض تقديم اي تسهيلات وتصر على مواصلة المعركة ضد الجيش. وقد عقد الاجتماع في احد المنازل عند مدخل البلدة على مقربة من مركز للجيش. وظل الوفد داخل البلدة حتى الليل. و أشار الشيخ محيي الدين نسَبيْخ الـى "النهار" ان الاتصال مفقود مع قادة المسلحين للتواصل حول مصير العسكريين الأسرى، بعد اقفال هواتفهم الخليوية، مؤكدا بقاء الوفد في عرسال حتى التوصل الى حل.
 
أثنوا على وحدة اللبنانيين في دعم الجيش وعدم التساهل مع الإرهاب.. بطاركة الشرق يطالبون بفتاوى إسلامية تحرّم الاعتداء على المسيحيين
المستقبل...
أسف بطاركة الشرق لـ»بقاء الموقف الإسلامي والعربي والدولي ضعيفاً وخجولاً لناحية ما يحصل في العراق والموصل«. ودعوا الأسرة الدولية من خلال مجلس الأمن الى «اتخاذ قرار حاسم يلزم بإعادة أصحاب الأرض الى أرضهم بكل الوسائل الممكنة«. وناشدوا المرجعيات الإسلامية السنية والشيعية «إصدار فتاوى رسمية واضحة تحرّم الاعتداء على المسيحيين وغيرهم من الأبرياء«. وأشاروا الى أنَّ «التطرّف الإرهابي التكفيري باسم الدين يشكّل خطراً كبيراً على المنطقة والعالم». وأشادوا بـ»موقف الحكومة اللبنانية ورئيسها ووحدة اللبنانيين في دعم الجيش وعدم التساهل مع الإرهابيين والتكفيريين«.

عقد بطاركة الكنائس الشرقية اجتماعهم في الديمان أمس، وتدارسوا فيه الأوضاع في لبنان والمنطقة. وفي ختام الاجتماع أصدروا بياناً تلاه المطران بولس مطر جاء فيه: «بدعوة أخويَّة من صاحب الغبطة والنِّيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة، اجتمع أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الشَّرقيَّة في الصَّرح البطريركيِّ في الدِّيمان، في السابع من شهر آب 2014، وهم الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان، كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس؛ البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك؛ البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس؛ البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الإنطاكي؛ البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس؛ البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك؛ وممثّل البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك بابل على الكلدان، المطران شليمون وردوني المعاون البطريركي«.

أضاف البيان: «لقد هال الآباء ما يَجرِي في المنطقة من أحداث خطيرة لا سابق لها، ومن صراعاتٍ وحروبٍ بين الأخوة في العراق وسوريا، ومن تنامٍ للتطرّف الديني الذي يستهدف النسيج المجتمعي ووحدته في بلداننا، ومن بروز تنظيمات أصولية تكفيرية تهدم وتقتل وتهجّر وتنتهك حرمة الكنائس وتحرق تراثها والمخطوطات، ومن دخول العديد من المرتزقة إلى جانب المعتدين على المواطنين وحرماتهم. وقد آلمتهم مآسي الإخوة الفلسطينيين في غزّه من جرّاء القصف الإسرائيلي العشوائي الخالي من كلّ مشاعر إنسانية والذي استهدف الأبرياء خروجاً على كل الأسس القانونية. وتألّموا في العمق لأحداث عرسال وجرودها في لبنان، التي قامت فيها مجموعات إرهابية دخيلة بالاعتداء على الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، فأوقعت عدداً من الشهداء في صفوف الجيش وأسرت بعضاً من جنوده ومن عناصر قوى الأمن، وحاصرت أهل البلدة واتّخذت منهم دروعاً بشريّة وتسببت بتهجيرهم من بيوتهم. وبعد أن قَيَّمُوا هذه الأحداث الرَّهيبة من كلِّ جوانبِها والأخطار المُحدِقَة بأبناءِ المنطقة من دون استثناءٍ والنَّاجِمَة عن صراعاتٍ أُلبست حلّةً طائفيَّة ومذهبيَّة قلَّ مثيلها في التاريخ، واستعرضوا انعكاس هذه الصِّراعات على شعوب المنطقة وبمن فيهم أبناؤهم المسيحيِّون الذين يعيشون وسط هذه الاضطرابات وهم يؤمنون بدور الدولة في حِماية أشخاصِهِم وممتلكاتِهِم، فوصل الأمر إلى حدِّ إقصائهم عن أرض الآباء والأجداد قهراً وظلماً ومن دون أيِّ مُبرِّرٍ«. أصدروا في ختام اجتماعهم بياناً أكدوا فيه أن «طرد كلّ المسيحيِّين من مدينة المُوصِل والآن ومن كلّ البلدات في سهل نينوى ليس مُجرَّد حادث طارئ يُدَوَّن في مجريات الحروب والنِّزاعات، وليس نُزُوحاً طوعيّاً ناجِماً عن خوفٍ أو عن سَعيٍ لإيجادِ أماكن آمنة مؤقّتة هرباً من الموت، بلْ هُو ناجِمٌ عن قرارٍ اتّخذه بحقِّهِم تنظيم «داعش» وفصائل جهادية أخرى، أرغمهم على الرَّحيلِ عن دِيارِهِم وذلك فقط بسبب إنتمائهم الديني وتمسكهم به، خلافاً لما نصّت عليه الشرائع الدولية. إنَّ اللُّجُوءَ إلى هذا القرارِ الظَّالِمِ الَّذي اتَّخذهُ أصحابُهُ باسم الإسلام، يُشكِّلُ نكسةً تُصيبُ المنطقةَ العربيَّةَ والإسلاميَّةَ في عيش أبنائها بعضهم مع بعض. وبعد طردهم جرّدوهم من كلّ شيء. إنَّهُ عملٌ مُشِينٌ يَندرجُ في سياقِ التَّميِيزِ العُنصريِّ الَّذي تَرفضُهُ الشُّعوبُ ويَشجِبُهُ المجتمعُ الدُّوَليُّ شجباً كلِّيّاً«.

واعتبر البطاركة أن «هذه النَّكسةِ الخطيرةِ، تُقوِّض مكتسباتٍ دينيَّةً وحضاريَّةً وإنسانيَّةً نبيلةً، شكّلت على مدى السنين تراثاً كريماً من العيشِ المشترك بين المسيحيِّين والمسلمين، نُعرِبُ عن الإدانة والرفض الشديد لِطرد أبنائنا المسيحيين من مدينة المُوصِل العزيزة، ومن بلدات وقرى سهل نينوى التي غدت من عناوين التَّعايُشِ الإسلاميِّ والمسيحيِّ الكريم، أسوةً بغيرها من المُدُنِ العربيَّةِ العريقة. وإنَّنا نَدقُّ ناقوسَ الخطرِ مطالبين بأن يكونَ هذا الشَّجبُ عامّاً، بحيث يأتي من جميع المُسلمينَ شركائِنا في المصير ويُؤدِّي إلى اتِّخاذِ مُبادراتٍ من شأنِها تَصحيح هذا المسار المُنحَرِف الَّذي خرج عن قواعد العيشِ السَّويِّ الَّذي أمرَ به وأَوصَى باتِّباعِهِ. ومن المؤسف أن يبقى الموقف الإسلامي والعربي والدولي ضعيفاً وخجولاً وغير كافٍ، لا يعكس خطورة هذه الظاهرة وتداعياتها على التنوّع الديموغرافي التاريخي لشعوب المنطقة. وممّا زاد الأمرَ خطورةً تشجيعُ بعض الدول الأوروبية على هجرة المسيحيّين من أرضهم تحت شعار حمايتهم من القتل والإرهاب، الأمر الذي نستنكره ونشجبه ونرفضه متمسّكين بتأدية رسالتنا في هذا الشرق العزيز. فالمطلوب من الأسرة الدولية من خلال مجلس الأمن الدولي أن تتخذ قراراً حاسماً يلزم بإعادة أصحاب الأرض إلى أرضهم، وذلك بكلّ الوسائل الممكنة وبأسرع وقت ممكن. لسنا طلاب حماية من أحد، بل نحن أصحاب حق، ونعتبر أن من واجب الهيئات الدوليّة أن تحافظ على مصداقيتها وتمنع كل تغيير ديمغرافيّ يمكن أن يحصل هكذا بالقوّة ولغيرهم من الديانات الأخرى«. وجددوا دعوتهم «كلّ الأنظمة والدول التي تدعم وتسلّح وتموّل بشكل مباشر وغير مباشر المنظمّات الإرهابية إلى إيقاف ما تقوم به، لأنّ التطرّف الديني أيّاً كان مصدره سيؤذي مَن يدعمه ويطال سلباً مَن لم يقاومه. إنّ تهجير المسيحيّين قسراً من بيوتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، وقتل المدنيين العزّل، والاعتداء على الأقلّيات الدينيّة وعلى كنائسهم ودور العبادة في الموصل وصدد ومعلولا وكسب وغيرها هو بالتأكيد جرائم ضد الإنسانيّة وانتهاك لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني. فيجب على مدّعي عام المحكمة الجنائيّة الدولية، المباشرة بالتحقيقات لوضع حدٍّ لها، ولإعادة المواطنين إلى بيوتهم واسترجاع ممتلكاتهم وكامل حقوقهم«.

سوريا وغزة

ولفت البطاركة الى أن «الأحداث الدامية في سوريا باتت حرباً عبثية لا تؤدّي إلا إلى المزيد من الهدم والقتل والتهجير، وهذا ما يرفضه الآباء«، مطالبين «المعنيّين والدول التي تقف وراءهم وتمدّهم بالمال والسلاح، بإيقاف هذه الحرب، وبإيجاد الحلول السياسية من أجل إحلال سلام عادل وشامل ودائم، وإمكانية عودة النازحين السوريين إلى بيوتهم وأراضيهم، وإخراجهم من حالة البؤس التي يعيشون فيها، وهم أبرياء، وتحريرهم من كلّ استغلالٍ سياسي أو مذهبي أو إرهابي«. وأشاروا الى أنه «بعد سنة وثلاثة أشهر ونيّف، ونحن ننتظر بروحِ رجاءٍ مسيحي عودة أخوينا المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم منذ تاريخ 22 نيسان 2013، ما زلنا نصرّ على أنّ ردود فعل المجتمع الدولي غير كافية«. وإذ شكروا «كل تضامن واستنكار وشجب وإدانة«، الا أنهم استغربوا «اللامبالاة الحاصلة في التعامل مع هذه القضيّة«. وأهابوا «بالجميع في بلداننا المشرقية كما في الغرب، ترجمة أقوالهم إلى عمل نجني منه الإفراج الفوري عن المطرانين المخطوفَين«.

وعبّروا عن «ألمهم لأحداثُ غزّه التي دفع فيها المواطنون الفلسطينيون الثمن الغالي في الأرواح والمنازل والمؤسسات، من جراء القصف الإسرائيلي اللاإنساني«، مطالبين بـ «وقف هذا العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزّه ورفع الحصار عن قطاعها وشعبها والإفراج عن الأسرى وإنهاء القتال الذي أوقع في هذه الأسابيع الثلاثة ما يقارب ألفَي قتيل فلسطيني، وهذا يشكّل جريمة ضدّ الإنسانية«. وناشدوا الشرعية الدولية «حلّ القضية الفلسطينية برمّتها، بإقرار دولة خاصّة بالفلسطينيين عاصمتها القدس، وفقاً لمبدأ الدولتَين، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلّة في فلسطين وسوريا ولبنان«.

أحداث عرسال

أما في ما يتعلّق بأحداث عرسال، فقد أعربوا عن «عميق ألمهم بسبب اعتداءات المجموعات الإرهابية الدخيلة، مستغلّة واقع حال بلدة عرسال ومخيمات النازحين السوريين، ومعدّة لخطّة إرهابية واسعة النطاق«، شاكرين «عناية الله التي حمت هذا الوطن العزيز، فتمكنّت القوّات المسلّحة اللبنانيّة من مواجهة هذه الاعتداءات ومن العمل التدريجي على مساعدة المدنيين للخروج من محنتهم، رغم الخسائر التي تكبدتها«. وأبدوا «دعمهم الكامل للجيش اللبناني والقوى الأمنية«، مؤكدين أنهم «يصلّون من أجل حمايتهم ونجاحهم«. وأثنوا على «وحدة الموقف اللبناني في دعم الجيش وعدم التساهل مع الإرهابيين والتكفيريين، وهذا ما عبّر عنه منذ ثلاثة أيام بيان مجلس الوزراء اللبناني وبفم رئيسه«. وذكروا بأن «تاريخ هذه المنطقة مرّ بفترات من التشنج والعنف دفعت ثمنها شعوب ما كانت تطمح إلا إلى العيش الكريم في شراكة مواطنة حقيقيّة. نتجت هذه الفترات في العديد من الأحيان عن تصرّفات حكّام ظالمين لم تعرف قلوبهم لا المسيحيّة ولا الإسلام. لكنَّنا وضعنا جميعاً هذا الماضي الأليمَ جانباً. وعمدنا إلى تنقية الذَّاكرة من كلِّ ما علق بها من جرَّاء هذه الأحداث الغابِرَة. كما فتحنا صفحةً جديدةً من التَّعامُلِ على أساس من الاحترام المُتَبادل والإقرار بالقِيَمِ الرُّوحيَّةِ السَّاميةِ الَّتي يحترمُها كلٌّ من الدِّينَين الكريمَين. ما حملنا مُسلمين مسيحيين في العالمِ كلِّه على اعتبار ذلك مبادراتٍ إيجابيَّة يجب التَّعامل معها بغية إرساءِ تعاونٍ أفضل بين أتباع هاتَين الدِّيانتَين في كلِّ مكانٍ. وقد انطلقت بعدَها الحواراتُ بين المسيحيِّين والمسلمين بِهدف التَّعاون المشترك والإسهام في تَخَطِّي سلبيَّاتِ الماضي وفي صنع المصير الجديد على أُسُسٍ من الحقِّ والعدل والمحبَّة بين الجميع. فهل نَقبلُ أن يَتَعرَّضَ هذا التَّقدُّمُ الحاصلُ في العلاقات بين المسيحيَّةِ والإسلام إلى نكساتٍ تهدِّدُ بالقضاء على كلِّ إيجابيَّةٍ وتُعيد أمورَ هذا التَّلاقي أجيالاً إلى الوراء؟«.

وشدد البطاركة على أن «التطرُّفِ الدِّينيِّ داءً يُهدِّدُ منطقةَ الشَّرقِ الأوسط بكلِّ مُكَوِّناته، وأنَّ زمناً سيَمرُّ قبل أن تشفى المنطقةُ من هذا الدَّاء كما أنَّ ضحايا عديدةً ستسقطُ من جرَّاءِ تَداعياتِهِ. فَيُصبحَ لِزاماً علينا أن نَسعَى جميعاً مُسلمين ومسيحيِّين، وأن نَقُومَ بالمَسَاعِي معاً، لِنَتَفادَى مثلَ هذه المُضاعفات ونُجنِّبَ منطقتَنا وأبناءَنا مثلَ هذه الويلات«. ودعوا الى أن «تسود روح المسؤولية في كلِّ الأوساط العربيَّة والدُّوليَّة على حدٍّ سواء، وذلك من أجل حَصرِ هذا التَّطرُّفِ المُسيءِ إلى مسيرة المسيحيَّة والإسلام المشتركة في المنطقة والعالم، والعمل على وضعِ حدٍّ نهائيٍّ له ولنتائجِهِ السَّلبيَّة. وإنْ كانت هناك جِهَّاتٌ مُختَبِئةٌ تَدفعُ إلى مثلِ هذا التّطرُّفِ وتُنفِقُ عليه الأموالَ لِنَشرِ الفساد في الأرض، فَمِن الضَّروريِّ أن تُكتَشَفَ هذه الجهَّات وأن تُحاسَبَ أمامَ الرَّأي العامِّ الدُّوليِّ والقوَى الأخلاقيَّة الفاعِلَة في العالم. ولا سبيل إلى ذلك سوى بِعودةِ العرب والمسلمين إلى روح الوحدة فيما بينهم«. وناشدوا المرجعيات الإسلامية، السنية والشيعية، «إصدار فتاوى رسمية واضحة تُحرّم الاعتداء على المسيحيين وغيرهم من الأبرياء وعلى ممتلكاتهم«، مطالبين «مجالس النوّاب في كلّ الدول العربيّة والإسلاميّة باصدار قوانين تحث على هذا الانفتاح، وترفض بوضوح كل أشكال التكفير ورفض الآخر، وتعتبر المخالفين مسؤولين أمام القانون عن سوء تصرّفهم«.

التضامن مع المبعدين

وأعلن البطاركة «تضامننا غير المحدود مع أبنائنا وإخواننا المُبعَدين عن بيوتهم وأراضيهم وسنبذل كلَّ جُهدٍ مُتاحٍ في سبيل عَودتِهِم إلى دِيارِهِم مُعزَّزين مُكَرَّمين في جوٍّ مُستَعادٍ من المُصالحةِ والإخاءِ بين أهل كلّ وطن من أوطانهم، فتُستَعاد وحدةُ بلدانهم ومعها العيش الكريم لهم جميعاً«، مناشدين الأسرة الدولية «ألاَّ تتخلَّى عن مسؤوليَّاتِها حِيالَ هذا الواقعِ السِّياسيِّ والإنساني والاجتماعي الأليم الَّذي يُعانيه أهلُ الشَّرقِ وألاَّ تُحوِّلَ قضيَّةَ شعبِنا المجروحِ في كرامته وحقوقه ووجوده إلى قضيَّةٍ بَحت إنسانيَّة تُثِيرُ الشَّفقةَ والإحسانَ، ومن أجل ذلك سنسعى بكلّ الوسائل إلى إيصالِ هذه القضيَّة إلى أعلى المَقَاماتِ الدُّوليَّةِ ابتداءً من الجامعة العربيَّة وُصُولاً إلى مجلس الأمن الدُّوليِّ والجمعيَّة العامَّة للأمم المُتَّحدة والمحكمة الجنائيّة الدوليّة«. وأملوا من الجميع «الارتقاء إلى مستوى المسؤوليَّة الحضاريَّة المفروضة، والتَّرفُّع عن المصالح السِّياسيَّة الضيِّقة الَّتي تُسِيءُ إلى أصحابِها كلَّما تنكَّرُوا لضميرهم ولقِيَم الحقِّ والعدل النَّابِعَة من إرادة السَّماء«.

وأشاروا الى أن «المسيحيّين في بلدان الشرق الأوسط يعانون حالة اضطهاد شديد. يُطردون قسراً من بيوتهم وممتلكاتهم ويستولي عليها الأصوليّون والتكفيريّون أمام صمتٍ عالميّ، وهذه وصمة عار في جبين البشرية. وكأنَّ عصرنا يعود إلى ما قبل أي قانون وتعايش بشريّ«، معتبرين أن «المكوِّنات الدينيّة، والقيَم الإيمانية والإنسانية والثقافيّة والأخلاقيّة مهدّدة كلُّها بشكلٍ خطير للغاية«. ونبهوا على أنَّ «التطرّف الإرهابي التكفيري باسم الدين يشكّل خطراً كبيراً على المنطقة والعالم«، مطالبين «كلَّ المرجعيات الدينية بإتّخاذ موقف مشترك واضح وقويّ تجاه هذا الاضطهاد وهذا التهديد«. وحضوا «جامعة الدول العربية ومؤتمر التعاون الإسلامي والامم المتّحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية والأسرة الدولية على القيام بعمل إنقاذيّ فوري فاعل وقويّ«، معتبرين أن «جميع الدول والجهات التي تموِّل بطريقة مباشرة وغير مباشرة بالمال والسلاح التنظيمات الأصوليّة والتكفيريّة والإرهابية، والتي تدعمها لمآرب سياسية واقتصادية، مدعوة الى التوقّف عن هذا التمويل وهذا الدعم«.

وختم الآباء بدعوة «أبناء كنائسهم المنتشرين في القارّات الخمس التضامن مع إخوانهم وأهلهم وأنسبائهم في بلدان هذا الشرق المتألّم، ومساعدتهم مادّيّاً وروحيّاً ومعنويّاً، لكي يصمدوا في أرضهم بالرجاء المسيحي الثابت، فيتمكّنوا من مواصلة رسالتهم فيها وإعلان إنجيل الأخوّة والعدالة والسلام«.
 
الحكومة تقرّر تطويع 11 ألف عسكري وسلام ينوّه بالتفاف اللبنانيين حول جيشهم وقواهم الأمنية
بيروت - «الحياة»
قرر مجلس الوزراء اللبناني تطويع أكثر من 11 ألف جندي وضابط في الجيش والأجهزة الأمنية. وقرر تفويض وزير التربية الياس بو صعب متابعة مسألة تصحيح الامتحانات الرسمية.
وقال وزير الإعلام رمزي جريج بعد انتهاء الجلسة التي انعقدت برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، إن «الرئيس سلام بدأ كلامه بتوجيه تحيه تقدير واحترام إلى الشهداء العسكريين والمدنيين الذين سقطوا جراء الهجمة التي شنها المسلحون الظلاميون (في عرسال)، مشيداً بالجهود التي يبذلها الجيش والقوى الأمنية في التصدي لهؤلاء الإرهابيين ومنعهم من تنفيذ مخططهم الرامي إلى نشر الفوضى وشل قدرة الدولة في هذه المنطقة اللبنانية العزيزة».
ونوه سلام «بالتفاف اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم خلف جيشهم وقواهم الأمنية في معركتها المشرفة دفاعا عن الســيادة الوطنيــة». وقال: «إن موقف السلطة السياسية كما عبر عنه مجلس الوزراء بإجماع أعضائه في اجتماعه الاستثنائي الأخير هو داعم بالكامل للقوى المسلحة ورافض لأي تساهل أو تراخ مع من انتهك سيادة لبنان واعتدى على اللبنانيين».
وعرض الجهود التي بذلها في الأيام الماضية بالتنسيق مع الوزراء المعنيين ومع قيادة الجيش لإنهاء الوضع الشاذ القائم في عرسال ومنطقتها بتحرير المحتجزين من أفراد الجيش وقوى الأمن الداخلي وانسحاب المسلحين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدة المنكوبة تمهيداً لإعادة الحياة إلى طبيعتها. كما وضع المجتمعين في صورة الاتصالات التي أجراها مع الدول الشقيقة والصديقة لتأمين المستلزمات التي يحتاجها الجيش والقوى الأمنية».
وتوقف عند المبادرة الكريمة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وتمثلت بتقديم بليون دولار لتسليح الجيش وجميع القوى الأمنية، وقال إنها تعبير جديد عن الموقع الخاص الذي يحتله لبنان في وجدان الملك عبدالله وحرصه الدائم على الوقوف إلى جانبه في الملمات، وتقديم كل ما يؤدي إلى تدعيم ركائز الدولة اللبنانية وتقوية مؤسساتها الشرعية».
وأشاد سلام بـ «الدور الذي قام به الرئيس سعد الحريري مشكوراً» في هذا الملف، ووصفه بأنه «موقف متقدم يستحق التقدير، لما يعكسه من روح وطنية عالية في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان». وأكد «ضرورة الانكباب بعد انحسار الهجمة على عرسال وتهدئة الأوضاع في داخلها على معالجة جادة للأوضاع الإنسانية والاجتماعية والأمنية في البلدة وفي مخيمات النازحين السوريين وعلى فتح نقاش جدي وهادئ داخل الحكومة حول ما جرى والظروف الأمنية والسياسية التي أحاطت به»، آملاً «التوصل إلى مزيد من التوافقات لتحصين الأمن الوطني وحماية الاستقرار الداخلي ومنع تكرار ما حصل في عرسال».
وأشار جريج إلى أنه وبناء لدعوة سلام انضم إلى الاجتماع كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد ادمون فاضل ومدير فرع المعلومات العميد عماد عثمان. واستمع مجلس الوزراء إلى عرض من قائد الجيش لصورة الوضع الميداني والإنساني في عرسال وجوارها، وما يقوم به الجيش والقوى الأمنية لدحر المسلحين وإعادة الأمن إلى البلدة. وأوضح العماد قهوجي أن المسلحين بدأوا بالانسحاب من عرسال، وأن قوافل الصليب الأحمر والإغاثة الإنسانية بدأت بدخولها اعتباراً من صباح اليوم».
وانتقل مجلس الوزراء بعد ذلك إلى مناقشة جدول أعماله واتخذ القرارات اللازمة، وأهمها: «الموافقة على تعديل قرار مجلس الوزراء المتعلق بالتطويع ورفع عدد المتطوعين إلى 4 آلاف في قوى الأمن و500 عنصر في أمن الدولة و500 مفتش ثان و500 مأمور في الأمن العام. والموافقة على تطويع 5 آلاف جندي في الجيش اللبناني، وتطويع 369 تلميذ ضابط في مختلف الأسلاك، و200 تلميذ رتيب في الجيش».
وقال جريج إنه بناء لطلب وزير التربية والتعليم العالي وبعد الاستماع إلى عرضه في هذا الشأن، تفويض وزبر التربية متابعة مسألة تصحيح الامتحانات الرسمية سعياً لإنقاذ العام الدراسي من أجل تأمين دخول الطلاب إلى الجامعات واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لذلك بما فيها إعطاء الإفادات».
وطلب مجلس الوزراء من وزير التربية إقفال المدارس غير المرخصة أو غير المستوفية الشروط قبل بدء العام الدراسي. على أن يصار إلى تسوية أوضاع الطلاب في تلك المدارس وإحالة الملف على كل من النيابة العامة والتفتيش المركزي».
وقبل انتهاء الجلسة، أحاط وزير الداخلية نهاد المشنوق مجلس الوزراء علما بأنه أعد مرسوماً بدعوة الهيئات الناخبة للانتخاب يوم الأحد في 16-11-2014، وللمرة الأولى دعوة غير المقيمين على الأراضي اللبنانية للانتخاب في دولة الكويت في 7-11-2014 وفي دولة أستراليا في سدني وملبورن في 9-11-2014».
وكان قائد الجيش أبلغ الصحافيين أثناء مغادرته السراي الكبيرة، أن «الوضع العسكري في عرسال جيد والجيش يسيطر على الأمور». وفي ما خص موضوع الأسرى العسكريين قال: «انهم لم يكونوا في عرسال أصلاً ونقلوا منذ احتجازهم إلى منطقة خارج البلدة».
واعتبر وزير الاتصالات بطرس حرب أن «الخروج من الأزمة الحالية يكون بانتخاب رئيس للجمهورية».
وقال وزير الداخلية: «الوضع الأمني من أفضل إلى أفضل». واعتبر وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي محمد فنيش، إن «الوسائل التخريبية التي تعبث بأمن عرسال ذاتها هي التي تعبث أيضاً في طرابلس وهذه الأيادي لن تنجح بسبب وحدة الموقف وجاهزية الجيش».
سلام اتصل بملك الأردن وأمير قطر وأردوغان
الى ذلك، أجرى الرئيس سلام اتصالاً هاتفياً بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وبحث معه في العلاقات الثنائية. وجرى عرض الأوضاع في لبنان، وخصوصاً الهجمة الأخيرة التي تعرضت لها بلدة عرسال.
وعبر الملك الأردني عن تضامنه مع الشعب والحكومة اللبنانيين، معرباً عن «استعداد المملكة الأردنية الهاشمية لتقديم أي عون يطلب منها لمساعدة لبنان». وكلف وزير خارجيته متابعة الموضوع مع نظيره اللبناني.
واتصل سلام بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أكد وقوف بلاده «بجانب لبنان واستعدادها لوضع كل إمكاناتها في خدمة كل ما يؤدي إلى تقوية مؤسساته الشرعية وإعادة الأمن إلى ربوعه وتعزيز استقراره».
كما أجرى اتصالاً برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
 

اتهامات لـ«حزب الله» بالضلوع في اشتباكات عرسال رغم تأكيده الوقوف خلف الجيش
تحركات عناصره على الأرض تثير الريبة
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: كارولين عاكوم
منذ اليوم الأول لمعركة عرسال، التي أتت إثر معارك قادها «حزب الله» إلى جانب النظام السوري في القلمون، والخسائر التي لحقت بمسلحي تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة»، تحدثت بعض المعلومات عن ضلوع «حزب الله» بالمعركة، وهو ما عززه كلام الأهالي عن استهداف بلدتهم بالصواريخ خلال الهدنة بين الجيش اللبناني والمسلحين.

وبعدما عمد أهالي اللبوة، ذات الغالبية الشيعية، المجاورة لبلدة عرسال إلى إغلاق الطريق، ومنع وصول قافلة المساعدات إلى العائلات المحاصرة، أول من أمس، حملت بعض الجهات، ومن بينها «هيئة العلماء المسلمين»، «حزب الله» المسؤولية، متهمة إياه بإفشال المبادرة التي تنص على وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات والإفراج عن المخطوفين من عناصر الجيش والقوى الأمنية.

وهذا التوجه أعلنه صراحة النائب في كتلة المستقبل جمال الجراح، مشيرا إلى أن الحزب تدخل بالرصاص والقصف لإفشال الحلول، وعدّ أن هذا الأمر من شأنه أن يحمل تداعيات سياسية كبيرة جدا، بينما رأى رئيس تيار المستقبل، رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، أن «حزب الله» مسؤول عما حصل في عرسال، نافيا في الوقت نفسه ضلوعه في المعارك.

لكن «حزب الله»، من جهته، نفى هذه الاتهامات، مؤكدا، في بيان له، أنه لم يتدخل في مجريات ما حصل ويحصل في منطقة عرسال، وشدد على أن ما يجري ميدانيا من معالجة للوضع العسكري وحماية الأهالي والتصدي لجماعات المسلحين هو حصرا من مسؤولية الجيش اللبناني.

وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري العميد المتقاعد، وهبي قاطيشا، إن الوقائع على الأرض تثبت، بما لا يقبل الشك، أن «حزب الله» يتحرك عسكريا في معركة عرسال.

وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المعركة كانت مدبرة من قبل النظام السوري و(حزب الله)»، مضيفا: «قبل بدء المعركة بثلاثة أيام، أعلن رئيس بلدية اللبوة رامز أمهز، أن ساعة الصفر لمعركة عرسال والقضاء على الإرهابيين قد حانت». كذلك، رأى قاطيشا أن «حزب الله» مَن قام بقصف بلدة عرسال بالقذائف خلال الهدنة التي توصل إليها الجيش اللبناني مع المسلحين، وهو الأمر نفسه الذي حصل مع «هيئة العلماء المسلمين» خلال دخولها إلى عرسال للتباحث مع المسلحين، بحيث استهدف الوفد بعدما اجتاز حاجز الجيش وكان متوجها للاجتماع مع المسلحين.

وبينما كشف ضابط في الجيش اللبناني لـ«الشرق الأوسط» أن قيادة الجيش كانت قد أصدرت تعميما قبل يومين من بدء معركة عرسال تمنع بموجبه متابعة عناصرها قنوات التلفزيون، وإزالة الأجهزة من المراكز والثكنات، كان أمهز قد أعلن عبر «الشرق الأوسط»، الأسبوع الماضي، أن «ساعة الصفر لمعركة عرسال قد حانت»، وأضاف: «المعطيات التي بحوزتنا تشير إلى أن عملية ستُنفذ بالتعاون ما بين الجيشين اللبناني والسوري و(حزب الله)»، مضيفا: «الجيش السوري سيتصرف ضمن نطاق أراضيه، فيما يتولى الجيش اللبناني وعناصر المقاومة العمليات ضمن الأراضي اللبنانية»، قبل أن يعود وينفي ما قاله في اليوم التالي.

في المقابل، نفى الخبير العسكري العميد المتقاعد (المقرب من «حزب الله») أمين حطيط مشاركة «حزب الله» في القتال إلى جانب الجيش ضد المسلحين في عرسال، وعدّ أنه طالما أن الجيش قادر على منع تمدد المسلحين إلى القرى الشيعية القريبة من عرسال في البقاع، فإن «حزب الله» لن يتخذ قراره بالتدخل. وأوضح أنه إذا عجز الجيش عن استيعاب الهجوم، فعندها لن يقف الحزب مكتوف اليدين، معلنا كذلك أن استعدادات الحزب كاملة للدفاع عن مناطقه إذا تفلت الإرهاب ووصل إلى بعلبك والهرمل في البقاع.

وهي المعلومات التي تقاطعت مع ما سبق أن أعلنه رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك، قائلا: «علينا أن نكون جاهزين، ومن يهدد بانقسام الجيش والخروج عنه نقول لهم: (ليس لبنان ولا البقاع هو الموصل، ولن نسمح بهدم مسجد أو كنيسة أو حسينية أو مقام، وسندافع بكل ما أوتينا من قوة)».


المصدر: مصادر مختلفة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,664,789

عدد الزوار: 6,907,507

المتواجدون الآن: 110