100 من أئمة بريطانيا يحذّرون من القتال في سورية و «النصرة» تهدد بـ «رفع علم الإسلام» فوق قصر الملكة...الناشطون في الثورة السورية: اعتقال أو تصفية جسدية واللجوء الخيار الوحيد

«داعش» يستولي على حقل جديد للنفط ويتلقى «مبايعات»... ويوسّع قتاله ضد الأكراد

تاريخ الإضافة الأحد 6 تموز 2014 - 7:26 ص    عدد الزيارات 2021    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«داعش» يُرغم سكان معقل «النصرة» على «التوبة»
لندن - «الحياة»
عزز تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قبضته على محافظة دير الزور شرق سورية بإكمال سيطرته على كل حقول النفط فيها. وفي وقت أفيد أن «داعش» حصل على مبايعات من جماعات مسلحة وعشائر كانت محسوبة على خصمه «جبهة النصرة»، لوحظ أن سكان بلدة الشحيل التي كانت المعقل الأساسي لفرع تنظيم «القاعدة» في سورية أخلوها بناء على اتفاق مع «الدولة الإسلامية». وبالتزامن مع ذلك، سُجّلت «مبايعات جماعية» في منبج والباب بريف حلب لزعيم «داعش» أبو عمر البغدادي الذي نصبته جماعته «خليفة» على المسلمين...
ومع انشغال فصائل المعارضة بتقدم «داعش»، أعلن النظام سيطرته على المنطقة الصناعية الاستراتيجية شرق حلب، ما يعني أنه بات على قاب قوسين من التقدم داخل أحياء حلب المقسومة بين النظام والمعارضة.
وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس، «أن حوالى 30 مقاتلاً من الدولة الإسلامية فرّوا من أحد سجون جبهة النصرة في قرية الحوايج في الريف الشرقي لدير الزور، والمحاذية لمدينة الشحيل المعقل السابق لجبهة النصرة». وأضاف أن هؤلاء المقاتلين «تمكنوا من هدم أحد جدران السجن، بعد انسحاب جبهة النصرة من الريف الشرقي لدير الزور، وتركها المعتقلين من دون الإفراج عنهم أو اقتيادهم معها».
كما أفيد أن أهالي الشحيل المعقل الأساسي السابق لـ «النصرة» بدأوا بمغادرتها في اتجاه المناطق المجاورة بعدما سلموا أسلحتهم لـ «الدولة الإسلامية» تنفيذاً لشروط الاتفاق الذي تم بينها وبين وجهاء وفصائل الشحيل. وبدأ عناصر «داعش» حملة تفتيش وتمشيط في البلدة، بحسب ما ذكر «المرصد»، الذي كان أورد أن الاتفاق الذي فرضه «داعش» على الشحيل يتضمن الإعلان عن «توبة الأهالي، تسليم السلاح ... من البارودة إلى السلاح الثقيل، يخرج أهالي مدينة الشحيل منها لنحو عشرة أيام، ويبقون خارجها إلى أن تحس الدولة الإسلامية بالأمان في المدينة».
وأشار «المرصد» في تقرير آخر إلى «سيطرة الدولة الإسلامية على حقل التنك النفطي الواقع في بادية الشعيطات في الريف الشرقي لدير الزور، الذي كانت تسيطر عليه الهيئة الشرعية المؤلفة من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وكتائب أخرى».
وحقل التنك كان احد آخر الحقول النفطية الكبيرة في هذه المحافظة الحدودية مع العراق. وأشار مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، بحسب ما نقلت «فرانس برس»، إلى أن حقل الورد الذي ينتج حالياً حوال مئتي برميل يومياً من النفط الخام، لا يزال وحده بين حقول دير الزور، خارج سيطرة «الدولة الإسلامية»، وتسيطر عليه عشيرة محلية.
وحفلت مواقع الإنترنت في الساعات الماضية بتسجيلات تضمنت بيانات مبايعة لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي من فصائل كانت محسوبة سابقاً على «النصرة» أو فصائل إسلامية أخرى. كما أفاد «المرصد» أن المصلين في مسجد العلائي بمدينة منبج وفي المسجد الكبير بمدينة الباب في ريف حلب «بايعوا الدولة الإسلامية وأمير المؤمنين البغدادي علناً وبشكل جماعي في المسجدين».
وفيما كانت فصائل المعارضة منشغلة بالتقدم السريع لـ «داعش» من دير الزور شرقاً في اتجاه ريف حلب غرباً، أعلن النظام السوري أن قواته أحكمت سيطرتها في شكل كامل على المنطقة الصناعية شرق مدينة حلب. وعرض التلفزيون السوري مشاهد لجنود وهم يسيرون وسط الركام في هذه المنطقة.
وأكد «المرصد» تقدم قوات النظام قرب حلب، وقال في تقرير: «سيطرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها على قريتي كفر صغير والرحمانية والتي تقع شمال شرقي المدينة الصناعية في الشيخ نجار، عقب قصف واشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة وجيش المجاهدين وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية، وكتائب إسلامية وكتائب مقاتلة».
وأضاف: «تدور اشتباكات في قرية المعبدية القريبة من قرية المقبلة» بين قوات النظام، من جهة، ومقاتلي المعارضة، من جهة أخرى. وتابع: «سيطرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها على الفئة الثالثة بالمدينة الصناعية وعلى ما يقارب نصف الفئة الأولى، وبذلك تكون قد سيطرت نارياً على الفئة الثانية بالمدينة الصناعية في الشيخ نجار».
وفي مقابل هذا التقدم للنظام في المنطقة الصناعية، قال «المرصد»: «تمكن مقاتلو جيش المهاجرين والأنصار وجيش المجاهدين من السيطرة على المبنى الأبيض الواقع على أطراف سجن حلب المركزي، لتتراجع قوات النظام التي كانت متمركزة فيه، إلى داخل السجن، وليسيطر المقاتلون بذلك نارياً على طريق إمداد قوات النظام الواصل بين السجن المركزي وتلة حيلان».
وفي لندن، وقع أكثر من مئة إمام من السنة والشيعة خطاباً يحض البريطانيين المسلمين على عدم الذهاب للقتال في العراق أو سورية، في وقت انشغلت وسائل الإعلام بتصريحات عنصر بريطاني من «جبهة النصرة» يدعى أبو أسامة قال إنه لن يعود من سورية سوى عندما تبدأ «دولة الخلافة فتح بريطانيا... سأعود لأرفع العلم الأسود للإسلام على قصر باكنغهام، ودوانينغ ستريت، وتاور بريدج، وبيغ بن».
 
100 من أئمة بريطانيا يحذّرون من القتال في سورية و «النصرة» تهدد بـ «رفع علم الإسلام» فوق قصر الملكة
لندن - «الحياة»، أ ب، رويترز -
وجّه قرابة 100 من أئمة بريطانيا نداء إلى المسلمين البريطانيين دعوهم فيه إلى تجنب السفر إلى سورية في ظل مخاوف من أن الذين يذهبون للقتال هناك ينجذبون إلى أفكار التطرف.
وقدّم هؤلاء الأئمة في رسالة مفتوحة الجمعة صوتاً موحداً على رغم انتمائهم إلى تيارات متعددة، وناشدوا المسلمين البريطانيين أن يدعموا أولئك الذين تضرروا من الحرب الدائرة في سورية ومن القتال الأخير الجاري في العراق، ولكن أن يفعلوا ذلك «انطلاقاً من المملكة المتحدة، بطريقة آمنة ومسؤولة».
وجاءت الرسالة في ظل مخاوف متنامية في شأن الإرهاب المحلي. وازدادت هذه المخاوف بعد شريط دعائي لمصلحة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ظهر فيها شبان بريطانيون يحرضون على ترك بريطانيا والالتحاق بساحات الجهاد في سورية والعراق. ويقدّر مسؤولون بريطانيون عدد البريطانيين الذي سافروا إلى سورية للقتال بنحو 500، وبعض هؤلاء عبر من سورية إلى العراق.
وانشغلت وسائل إعلام بريطانية بتصريحات أدلى بها مقاتل جهادي بريطاني يدعى أبو أسامة في سورية، وقال فيها إنه لا يعتزم العودة إلى بريطانيا حتى يُرفع «العلم الأسود للإسلام» فوق قصر بكنغهام مقر الملكة إليزابيث الثانية في لندن. ونقلت عنه المحطة الإذاعية الخامسة في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في اتصال هاتفي، إنه يقاتل إلى جانب «جبهة النصرة» ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية. ووصف أبو أسامة الذي كان يتحدث بلكنة سكان يوركشاير الغربية، بريطانيا بأنها «شر مطلق». وأضاف: «إذا ما قررت أن أعود إلى بريطانيا فإن ذلك سيكون عندما تأتي هذه الخلافة، الدولة الإسلامية، لفتح بريطانيا، وسآتي لأرفع العلم الأسود للإسلام فوق داونينغ ستريت، وفوق قصر باكنغهام، وفوق تاور بريدج، وفوق بيغ بن».
في غضون ذلك، أوردت هيئة الإذاعة البريطانية الخميس، أن بريطانيا كان لديها خطة لتدريب وتجهيز جيش يتألف من 100 ألف من مقاتلي المعارضة لهزيمة الرئيس بشار الأسد قبل أن يعاد النظر فيها وتعتبر محفوفة بالمخاطر.
وقالت «بي. بي. سي» إن الاقتراح السري «لانتقاء وتجهيز وتدريب» ذلك الجيش طرح منذ عامين وكان من بنات أفكار الجنرال ديفيد ريتشاردز المسؤول الكبير في القوات المسلحة البريطانية آنذاك. ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية التعقيب.
وقالت «بي. بي. سي» نقلاً عن مصادر مطلعة، إن المبادرة السرية كانت محل دراسة من قبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ومجلس الأمن القومي وكذلك مسؤولين أميركيين. وأضافت «بي. بي. سي» قولها إن مبادرة ريتشاردز اقترحت انتقاء وتدريب «جيش يعتد به» من مقاتلي المعارضة المعتدلين في قواعد في تركيا والأردن.
 
مكاسب أكبر وعداوات أوسع لـ «دولة البغدادي» في سورية
بيروت - رويترز -
سيطر مقاتلو «الدولة الإسلامية» (داعش) على معظم أنحاء شرق سورية بينما يواصلون تقدمهم في المحافظات السنية بالعراق المجاور.
استولت هذه الجماعة التي يقودها أبو بكر البغدادي على أسلحة من مخازن السلاح في سورية والعراق وعلى أموال من البنوك في المدن التي سيطرت عليها كما تضع يدها على حقول نفط وأراض زراعية.
في سورية - تحولت الانتفاضة التي تفجرت قبل أكثر من ثلاث سنوات على الرئيس بشار الأسد - إلى معارك بين فصائل المعارضة السنية وفيها يعلو نجم تنظيم «الدولة الإسلامية».
وهذا الأسبوع أخرج مقاتلو «الدولة الإسلامية» تنظيم «جبهة النصرة» التابع لـ «القاعدة» من بلدة البوكمال في وادي الفرات على الحدود السورية مع العراق، مشددين قبضتهم على جانبي الحدود التي تم ترسيمها خلال سنوات الاستعمار ويقولون إنها باتت الآن تاريخاً ولى وذهب.
ومكّن هذا النصر «الدولة الإسلامية» من بسط سيطرتها الكاملة على نقطة عبور للمرة الأولى، ووفر لها منصة انطلاق في الهجوم على مواقع «جبهة النصرة» بمحافظة دير الزور السورية المنتجة للنفط.
وتمتد حدود «الدولة الإسلامية» في سورية 400 كيلومتر من الحدود التركية قرب مدينة الباب إلى الحدود العراقية في البوكمال وهي أراض استولت على معظمها في معارك مع فصائل منافسة وليس مع قوات الأسد.
وعلى رغم أن مكاسب «الدولة» الأخيرة في سورية تحققت شيئاً فشيئاً لا على النحو الخاطف الذي حدث في شمال وغرب العراق في حزيران (يونيو)، فإنها تبرز استمرار توسع الجماعة التي لم يكن لها وجود في البلاد قبل عامين فقط. وحتى وقت قريب كانت الجماعة تسمي نفسها «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
وقال باتريك سكينر الضابط السابق بوكالة الاستخبارات المركزية والخبير بمجموعة صوفان الاستشارية في نيويورك: «التطورات التي حدثت خلال الأيام الماضية ستغيّر على الأرجح آليات العمل في سورية بعد ثلاث سنوات من الهجمات والهجمات المضادة وجمود الوضع».
ويعمل تحت أمرة «الدولة الإسلامية» في سورية بضعة آلاف من المقاتلين يقودهم مقاتل من جورجيا هو «أبو عمر الشيشاني».
وعلى النقيض من «أبو بكر البغدادي» زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» ككل والذي لا يعرف له مكان... كثيراً ما يظهر الشيشاني على أرض المعركة. وقد ظهر في الآونة الأخيرة وهو يتسلم عربات عسكرية تم الاستيلاء عليها بالعراق وجلبها إلى سورية.
ولم يبد رجاله رباطة جأش في المعارك وحسب بل وأثبتوا براعة في استخدام القوة الناعمة التي مكنتهم من استغلال تحالفات محلية أو الاستفادة من مظالم الأهالي أو شراء ولاء المعارضة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر تم الاستيلاء على مدينة الموحسن التي تقع على بعد 16 كيلومتراً إلى الجنوب من المطار العسكري في دير الزور من دون قتال ولكن من خلال تحالف مع زعماء محليين يتوقع نشطاء إنه انطوى على تقديم مبالغ مالية بشكل أو آخر.
وقال النشط أبو حمزة الديري إن هذا هو المنطق الوحيد الذي يمكن أن يدفع زعماء الموحسن للتحالف مع «الدولة الإسلامية» إذ أنهم يعارضون فكرها بقوة. وأضاف: «تعرف مدينة الموحسن بأنها موسكو الصغيرة».
وكان لتسجيلات الفيديو التي تصوّر قسوة مقاتلي «الدولة الإسلامية» بما في ذلك إعدام جماعي للأسرى وعروض للقوة دور في إبراز سلطة الجماعة. واستعرضت هذه الجماعة يوم الاثنين معدات عسكرية ثقيلة عبر شوارع الرقة وهي العاصمة الإقليمية السورية الوحيدة التي خرجت بالكامل عن سيطرة الأسد. ومن تلك المعدات مدفعية تقطرها مركبات ومنها دبابات وسيارات همفي وصاروخ قيل إنه صاروخ سكود وحملت هذه المعدات شعار الجماعة.
وحاصرت «الدولة الإسلامية» قوات الأسد في مدينة دير الزور لما يقرب من ثلاثة أشهر في خطوة قال الديري إنها تشبه حملة الحكومة «الجوع أو الركوع».
وانسحبت «جبهة النصرة» يوم الخميس من معقلها في الشحيل بمحافظة دير الزور ومن مدينة الميادين. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يقع مقره في بريطانيا ويتابع الأحداث على الأرض إن مقاتلين من العشائر المحلية بايعوا «الدولة الإسلامية» مما مكنها من السيطرة على معظم المحافظة الحدودية.
وفي محافظة حلب الشمالية على حدود الأراضي التي هيمنت عليها «الدولة الإسلامية» شن مقاتلوها هجوماً على خصوم من المعارضين ممن أضعفهم القتال الطويل كما أنها تقاتل أيضاً إلى الشرق من دمشق.
ضربات الأسد الجوية
وكانت «الدولة الإسلامية» حتى وقت قريب بمنأى كبير عن ضربات قوات الأسد التي ركزت اهتمامها على استعادة أراض في وسط سورية واستفادت من الاقتتال بين فصائل المعارضة والذي فجر شرارته توسع «الدولة».
وبشكل غير رسمي أقر ديبلوماسيون مقربون من حكومة الأسد بأن دمشق تعتبر «الدولة الإسلامية» قوة مدمرة لمقاتلي المعارضة وأن هناك إدراكاً ضمنياً بحدوث مواجهة في نهاية الأمر بين «الدولة الإسلامية» ودمشق بعد القضاء على خصومهما المشتركين.
ووضع الجماعة الجديد ربما يكون قد قرّب أجل تلك المواجهة.
وفي الأسبوع الماضي ضربت طائرات حربية مدينة القائم العراقية الخاضعة لسيطرة «دولة البغدادي» عبر الحدود من بلدة البوكمال. وقالت مصادر في سورية والعراق إن الطائرات سورية على رغم النفي الرسمي من بغداد ودمشق.
وقال سكينر: «لا بد وأن الأسد قلق جداً الآن من الأموال التي لدى الدولة الإسلامية لأن من الواضح أن بمقدورها أن تشتري سلاحاً بل وأن تشتري ولاءات أيضاً... بوسع الدولة الإسلامية أن تقطع أنحاء سورية وتشتري تأييداً حتى ولو كان موقتاً وهذا يمكن أن يغير قوة الدفع».
ولأول مرة منذ سيطرت «الدولة الإسلامية» على الرقة بالكامل قصفت قوات الأسد المدينة عدة مرات في الأسبوعين الأخيرين.
واختلفت التقديرات حول مدى خطورة القصف. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه كانت هناك 15 غارة جوية في الرقة ودير الزور يوم الثلثاء لكن بعض النشطاء يقولون إن هذه التحركات ظاهرية في معظمها.
وقال ناشط في الرقة عرّف نفسه باسم أبو بكر: «نسمع كثيراً في وسائل الإعلام أن الحكومة تضرب معاقل الدولة الإسلامية لكننا لا نرى ذلك على الأرض. إنهم يضربون قرب الدولة الإسلامية ولا نرى سوى سقوط ضحايا مدنيين وتضرر عقارات يملكها مدنيون».
ويحشد خصوم آخرون مقاتليهم ضد «الدولة الإسلامية». وإلى الشرق من دمشق يعمل مقاتلون من «جيش الإسلام» على إخراج مقاتلي «الدولة الإسلامية» من بلدة ميدعا في منطقة الغوطة. وقال زهران علوش قائد «جيش الإسلام» لمقاتليه قبل أن يرسلهم للقتال هذا الأسبوع إنهم قاتلوا نظام الأسد من قبل و «حرروا» الغوطة وأجزاء كثيرة أما اليوم فإنهم ذاهبون لميدعا لسحق «الدولة الإسلامية».
 
«داعش» يستولي على حقل جديد للنفط ويتلقى «مبايعات»... ويوسّع قتاله ضد الأكراد
لندن - «الحياة»
واصل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تقدمه في محافظة دير الزور شرق سورية، وسيطر على حقل جديد للنفط بعد يوم من سيطرته على حقل العمر أكبر حقول النفط في سورية إثر انسحاب «جبهة النصرة» بلا قتال. كما سُجّل تقدم لـ «الدولة الإسلامية» في ريف حلب بعد اشتباكات عنيفة دامت ثلاثة أيام مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من دير الزور أمس: «سيطرت الدولة الإسلامية على بلدة بقرص، والتي تقع إلى الغرب من مدينة الميادين، عقب انسحاب «جبهة النصرة» (تنظيم «القاعدة» في بلاد الشام) وحركة أحرار الشام الإسلامية وكتائب إسلامية أخرى». ونقل «المرصد» عن مصادر في البلدة «أن الدولة الإسلامية سيطرت على البلدة، من دون حدوث أية اشتباكات بينها وبين الطرف الآخر، وأنه تم توجيه نداءات عبر المساجد للمواطنين، بتسليم الأسلحة، إضافة إلى أن الدولة الإسلامية ستقوم بتفتيش المنازل في البلدة».
وتابع أن «الدولة الإسلامية سيطرت أيضاً على حقل التنك النفطي، الواقع في بادية الشعيطات بالريف الشرقي لدير الزور، والذي كانت تسيطر عليه الهيئة الشرعية المؤلفة من «جبهة النصرة» والجبهة الإسلامية وكتائب إسلامية عدة».
وأشار «المرصد» إلى أنه حصل على نسخة من شريط مصور يظهر أحد الوسطاء في المفاوضات بين «الدولة الإسلامية» وأهالي وفصائل مدينة الشحيل، المعقل السابق لـ «جبهة النصرة» في سورية، وجاء في الشريط الشروط التي فرضتها «الدولة» على مدينة الشحيل وهي: «توبة الأهالي، تسليم السلاح الموجود لدى المقاتلين وأهالي المدينة ابتداء من البارودة الكلاشنيكوف وصولاً إلى السلاح الثقيل، يخرج أهالي مدينة الشحيل من البلدة لحوالى عشرة أيام من مدينتهم، ويبقون خارجها إلى أن تشعر الدولة الإسلامية بالأمان في المدينة، ومن ثم ستتم عودة الأهالي إلى المدينة».
لكن «المرصد» أورد أيضاً معلومات عن خروج «ظاهرة مكونة من أبناء الشعيطات... في بلدة غرانيج بالريف الشرقي لدير الزور، ونادى المتظاهرون «لا للبيعة في الشعيطات، لا للبيعة للبغدادي، يسقط البغدادي»، وذلك تعبيراً من المواطنين في البلدة عن رفض «مبايعة أمير المؤمنين البغدادي» وفق الوصف الذي منحه تنظيم «الدولة الإسلامية» لزعيمه.
وفي المقابل، أعلنت فصائل إسلامية «بيعتها» لـ «الدولة الإسلامية» في ريف دير الزور، وفق ما جاء في بيان مصوّر. وجاء في البيان: «نعلن نحن الفصائل والعشائر التالية: أولاً: أهالي مدينة الشحيل والحريجي والنملية. ثانياً: جيش الإسلام... ثالثاً: جيش مؤتة الإسلامي... رابعاً: لواء الإخلاص... خامساً: حركة طالبان الإسلامية... براءتنا إلى الله سبحان وتعالى وتوبتنا إليه من التنظيمات التي قاتلت الدولة وناصبتها العداء، كما نبرأ إليه من المجالس العسكرية والثورية وهيئة الأركان والائتلاف، ونعلن أننا نبرأ إلى الله سبحانه وتعالى منهم».
وأضاف البيان: «كذلك قررنا إعلان البيعة للدولة الإسلامية ولخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي علماً أننا لسنا مسؤولين عمن يخل أو يحاول الإخلال بهذا الاتفاق ومحاسبته إن أمكن».
وفي الإطار ذاته، ذكر «المرصد» أن «القيادة العامة للواء جند الرحمن في دير الزور» أصدرت بياناً أعلنت فيه أنها مع تحكيم «دولة الخلافة». وجاء في البيان «إننا فصيل مقاتل بعناصره وعدتّه وعتاده سخّرنا قدراتنا لقتال النظام، وهدف كل واحد منا تحكيم شرع الله على الأرض والقتال تحت راية التوحيد، وأن تُؤمَرَ الأمة بأمر خليفة قد ارتضاه الناس والعباد المسلمون ونحن منهم». واختتم البيان: «نقول لإخوتنا في دولة الخلافة الإسلامية: إننا معكم على ما يحبه الله ويرضاه، واعلموا إخواننا بأنه هذا موقفنا منذ بداية الفتنة، ونحن معكم بقناعة وإننا مع تحكيم دولة الخلافة، لذلك لم نأتكم تائبين ولا خاطئين ولا مصالحين، وإنّ أيدينا بيضاء ونظيفة من دماء كل المجاهدين».
ميدانياً، أعلن «المرصد» في تقرير من دير الزور أمس أن «قوات النظام قصفت مناطق في بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور والتي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، كما استشهد مقاتل من الكتائب الإسلامية برصاص قناص من قوات النظام في محيط مطار دير الزور العسكري، في حين استشهد رجل من مدينة دير الزور تحت التعذيب داخل سجون قوات النظام عقب اعتقاله منذ حوالى عامين».
وفي ريف محافظة حلب، أعلن «المرصد» أمس أن «الدولة الإسلامية سيطرت على قرية زور مغار بالريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني)، عقب اشتباكات عنيفة استمرت لحوالى 3 أيام مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، رافقها قصف عنيف على القرية من الدولة الإسلامية». وأردف أن «الدولة الإسلامية سيطرت كذلك على بلدة البياضية»، مشيراً إلى أن «11 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب الكردي قتلوا أول من أمس في هجوم لمقاتلي الدولة الإسلامية على زور مغار، بينما لقي 4 مقاتلين من الدولة الإسلامية على الأقل مصرعهم في الاشتباكات ذاتها».
وجاءت المواجهات بين «الدولة الإسلامية» والمقاتلين الأكراد في ريف حلب في وقت أشار «المرصد» إلى وقوع «اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل (أول من) أمس بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة» من طرف، والدولة الإسلامية من طرف آخر في محيط بلدة اخترين في محاولة من الدولة الإسلامية لاقتحام البلدة من محوري الباروزة والزيادية ووردت معلومات عن مصرع مقاتلين عدة من الطرفين».
في غضون ذلك، ألقى الطيران المروحي للنظام ثلاثة براميل متفجرة على مناطق في حي طريق الباب بريف حلب، فيما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدتي مارع وتل رفعت ومناطق في الفوج 46 الذي تسيطر عليه «جبهة النصرة»، والكتائب الإسلامية قرب بلدة الأتارب.
وألقى الطيران المروحي للنظام ليلة أول من أمس برميلين على حي مساكن هنانو شرق حلب، «في حين دارت بعد منتصف ليلة الخميس - الجمعة اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين موالين لها من جهة، وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات غير سورية ومقاتلي وفيلق الشام وكتائب إسلامية عدة من جهة أخرى، في محيط مبنى الاستخبارات الجوية وجامع الرسول الأعظم بحي جمعية الزهراء، ترافق مع قصف قوات النظام منطقة بجانب الميتم الإسلامي في الحي بصاروخ. كما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في حي الليرمون ودوار الجندول».
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة «فرانس برس» عن وسائل الإعلام الرسمية السورية تأكيدها أمس الجمعة أن القوات النظامية أحرزت تقدماً في اتجاه مدينة حلب بسيطرتها على المنطقة الصناعية شمال شرقي المدينة. وأوردت «فرانس برس» أن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكد أيضاً أن القوات النظامية سيطرت على «أجزاء كبيرة» من المنطقة، مشيراً إلى أن السيطرة الكاملة عليها من شأنها إقفال المدخل الشمالي الشرقي للمدينة على مقاتلي المعارضة.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعادت الأمن والاستقرار إلى مدينة حلب الصناعية بالكامل». وبث التلفزيون السوري صوراً من المنطقة أظهرت دماراً جزئياً لعدد من الأبنية الممتدة على مساحات شاسعة تفصلها شوارع واسعة. وقال مراسل التلفزيون في المكان «إن هذا الإنجاز تم بعملية نوعية محكمة بدأت بالسيطرة على عدد من القرى المجاورة للمدينة ودخولها من محاور عدة».
وأفاد «المرصد» السوري عن «سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها على الفئة الثالثة في المدينة الصناعية (المؤلفة من ثلاث فئات) وعلى ما يقارب نصف الفئة الأولى، وبذلك تكون قد سيطرت نارياً على الفئة الثانية في الشيخ نجار». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس»: «في حال سيطروا على كل المدينة، يغلقون المنافذ للمقاتلين من جهة المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب»، وهو منفذ أساسي للمعارضة المسلحة من المدينة وإليها. وتقع هذه المدينة الصناعية التي تعد أكبر المدن الصناعية السورية على بعد 15 كلم شمال شرقي حلب بين محوري طريق الباب القديم وطريق المسلمية القديم، وتمتد على مساحة 4412 هكتاراً.
وكانت المدينة التي افتتحت منذ حوالى ست سنوات، وهي أحد الرموز لنجاح حلب كعاصمة اقتصادية لسورية، تنشط في مجالات صناعية عدة منها الغذائية والنسيجية والهندسية والكيميائية والبرمجيات، إضافة إلى انتشار مكاتب للشحن فيها.
ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من تمكن القوات النظامية من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي لأكثر من عام، ما أتاح لها قطع طريق إمداد رئيسي آخر للمعارضين.
وفي محافظة الرقة، «دارت بعد منتصف ليل (أول من) أمس اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية وقوات النظام في محيط الفرقة 17 المحاصرة من جانب الدولة الإسلامية شمال مدينة الرقة، تزامن مع قصف متبادل بين الطرفين، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، وفق تقرير لـ «المرصد».
وفي محافظة إدلب بشمال غربي سورية، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 8 مواطنين هم 7 رجال وطفل، عدد الشهداء الذين قضوا يوم (أول من) أمس نتيجة قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة معرة مصرين، في حين نفّذ الطيران الحربي غارة على قرية بسليا بسهل الروج».
أما في محافظة حماة بوسط سورية، فقد أعلن «المرصد» أن «مقاتلاً وهو ابن رئيس رابطة العلماء المسلمين في حماة، استشهد خلال اشتباكات مع قوات النظام في منطقة الشيخ حديد بريف حماة الغربي».
وفي محافظة ريف دمشق، أشار «المرصد» إلى أن الطيران الحربي للنظام «شن حوالى 10 غارات على مناطق في جرود عرسال - فليطة بمنطقة القلمون على الحدود السورية - اللبنانية ... كما قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية».
وفي ريف دمشق أيضاً، «دارت بعد منتصف ليل (أول من) أمس اشتباكات بين الدولة الإسلامية من طرف، وجيش الإسلام والكتائب الإسلامية الموالية له من طرف آخر في قرية باتايا بالغوطة الشرقية ترافق مع قصف الطيران الحربي بالقرب من مواقع الدولة الإسلامية في مسرابا»، وفق ما أورد «المرصد».
 
الناشطون في الثورة السورية: اعتقال أو تصفية جسدية واللجوء الخيار الوحيد
المستقبل...مالك أبو خير
إن وقع احدهم في ايدي المخابرات السورية فهذا يعني بداية لمسلسل تعذيب قد ينتهي بالموت وبأحسن الأحوال يتم تحويله إلى محكمة الإرهاب بدمشق مع دفعة من التهم الكفيلة ببقائه في سجن عدرا المركزي لفترة طويلة ينتظر دوره في تبادل مع الثوار او يدفع من تحت الطاولة مبلغاً كبيراً ليتم الافراج عنه.

الناشطون المدنيون الذين يعملون في مجال الإغاثة الطبية والإنسانية والذين يعتبرهم النظام أكثر خطراً عليه ممن يحملون السلاح ضده، فهو طالما حاربهم منذ عقود طويلة وليس منذ بداية الثورة السورية، فقد عطل الحراك المدني وعمل مؤسسات المجتمع الاهلي طوال فترة حكم الاسد الاب وتابع على ذلك الابن، وعمل على تشكيل مؤسسات تدعي العمل المدني امام المجتمع الدولي وفي الباطن كانت عبارة عن مؤسسات امنية بامتياز، في حين كل من كان يعمل بالعمل المدني والاهلي بشكل حقيقي كان مصيره الاعتقال.

كل من تم اعتقالهم في بداية الثورة من الناشطين المدنيين كان مصيرهم التصفية بابشع الوسائل كامثال الشهيد غياث مطر ابن مدينة درايا وغيره من الاسماء الفعالة في العمل المدني، او البقاء في السجون حتى هذا اليوم أمثال الطبيب محمد عرب ابن مدينة حلب وما زال مصيره مجهولاً حتى اليوم رغم مطالبة عدة جهات بمعرفة مصيره، ومن كتب له النجاة من بعد الاعتقال حدثنا عن ظروف الاعتقال التي تعرض لها كالناشط « م. ع « ابن مدينة دمشق والذي طلب عدم ذكر اسمه الصريح لكونه ما زال حتى اللحظة في مناطق سيطرة النظام.

ويقول «لمدة ستة اشهر وانا في فرع الامن العسكري بدمشق، اتعرض يومياً للتعذيب وقد شهدت استشهاد العديد من الشبان السوريين العاملين في مجال الاغاثة تحت التعذيب، حيث كان المحققون يعتمدون على نزع الاعترافات منهم والحصول على اسماء كل من يعمل معهم ومن ثم تتم تصفيتهم بطريقة ممنهجة ضمن سياسة تهدف الى تصفية أي حراك مدني علماني واع. وفي احدى الجلسات قال لي المحقق: طالما أن الاسلاميين والمتشديين هم واجهة الاعلام فنحن بخير، لكن وجود امثالكم في واجهة الاعلام فهنا كيف سنبرر للعالم أننا نحارب الارهاب، انتم الخطر بالنسبة لنا وليس المتشددين والمتطرفين«.

بالمقابل من خرج من مناطق سيطرة النظام وأتجه نحو مناطق المعارضة ليس بالاوفر حظاً، فأيضاً هناك اطراف من المعارضة تقوم بنفس تصرفات النظام بالاعتقال والتصفية تحت عناوين مختلفة، حيث يتم اختطاف الناشطين ومن ثم تصفيتهم، كأمثال الطبيب محمد أبيض جراح عظمية الذي ترك العمل في مستشفى الرازي الحكومي في حلب ابان نزول الثوار إلى حلب وتطوع في المشافي الميدانية واختطف اثتناء خروجه من مشفى اطباء بلا حدود في مدينة اعزاز التابعة لمناطق المعارضة ووجدت جثته بعد يومين بالقرب من بلدة دير جمالو وهو من أهم الاطباء العاملين في تلك المنطقة بمعالجة الجرحى المدنيين جراء قصف طيران الاسد.

ويذكر أيضاً الناشطة الحقوقية رزان زيتونة والتي تم اختطافها مع رفاقها في الغوطة الشرقية وقد اتهمت احدى الفصائل التي تعمل مع المعارضة باختطافها ولم يعرف مصيرها حتى اليوم رغم دورها الكبير والفعال في المجال الاغاثي وتوثيق جرائم نظام الاسد في الثورة السورية.

الصحافي رامي سويد ويعتبر من الناشطين الذين كان لهم دور مهم في توثيق عمل المعارضة السورية في الشمال السوري كمدينة حلب والرقة وغيرها من المدن يرى ان الجهات المتشددة والمتطرفة التي تعمل تحت اسم الثورة كان لها دور سيئ في إلحاق الضرر بالناشطين المدنيين العاملين في الثورة. ويقول« بعد سيطرة الجيش السوري الحر على مناطق واسعة في الشمال السوري «حلب وإدلب والرقة» منذ بداية صيف 2012 شهد الحراك المدني في هذه المناطق ذروته، حيث بدأ الناشطون المدنيون بالعمل بدرجة حرية عالية، قبل أن تحتله التنظيمات الاسلامية المتطرفة في صيف العام التالي والتي قامت باعتقال وخطف العشرات منهم ، وكان على رأسها تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام الذي قام بخطف عشرات الناشطين المدنيين والصحافيين والاعلاميين ، وقام بتصفية عدد كبير منهم فيما لا يزال مصير الغالبية مجهولاً مع ورود انباء متضاربة حول مصيرهم، حصل ذلك بشكل رئيسي في مدينة حلب وريفها وفي أرياف إدلب وفي مدينة الرقة اذكر منهم على سبيل المثال الناشط وائل ابراهيم «ابو مريم» اختطف من تظاهرة في حي السكري وهو اشهر ناشطي حي بستان القصر، ومراسل تلفزيون الاورينت عبيدة بطل إختطفته مجموعة مسلحة من الملثمين في بلدة مسقان بالقرب من مدينة تل رفعت بعد ان قامت بتكسير محتويات المكتب وسلب الكاميرات واجهزة الكمبيوتر والانترنت الفضائي وما زال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم، والإعلامي حازم العزيزي «عمر حاجولة» مدير مكتب اعزاز الاعلامي قُتل برصاص قناص دولة العراق والشام«.

وفي المقابل ايضاً من اختار الخروج من مناطق التابعة لسيطرة النظام والمعارضة لم يجد سوى دول الجوار لسوريا ملاذاً امناً له كلبنان والاردن وتركيا، وهنا قد يتوافر لهم الامان لكن تبدأ اشكال مختلفة من المعاناة لعل اهمها عدم توافر فرص للعمل وتأمين مصدر رزق لهم وارتفاع اجور السكن وغيرها وبشكل يصبح مشلولاً وفاقد للقدرة بتقديم شيء للداخل السوري وللثورة السورية.

الناشطة السورية ربا الشوفي وهي خريجة جامعية لجأت الى تركيا مؤخراً بعد عدم قدرتها على البقاء في المناطق التابعة لسيطرة النظام تقول عن تجربتها وتجربة اغلب من لجأ من الناشطين «يصل الناشط إلى دول الجوار معتقداً بأنه سيجد فرصته في العمل ويثبت وجوده ويعيش كمن سبقوه، لكنه يفاجأ بالارتفاع الكبير لأجور المنازل وكلفة المعيشة، وإن الوضع أسوأ بأضعاف علينا نحن القادمين الجدد، فبسبب ازدياد عدد السوريين أصبح إيجاد عمل مع احدى منظمات المعارضة أمرا صعبا، وضعنا لا يشبه وضع من غادروا باكراً، عندها كانت الظروف مختلفة ولم تكن شروط القبول بهذه الصعوبة، فوجدوا منظمات وجهات تبنتهم ودربتهم وأصبح لديهم الآن خبرة وعلاقات، هم فقط سبقونا زمنياً. واليوم نراهم قد ابتلعوا كل شيء، جزء كبير منهم يعمل في أكثر من مكان ويقبض من عدة جهات، ويسيطرون على قرارات التوظيف والتزكية، ولقد شكلوا ما يشبه طبقة اريستوقراطية جديدة، فيقربون منهم من يشاؤون ويقصون من يشاؤون.

أما على الصعيد النفسي تسود بين أغلبنا حالة من الشعور بالضياع وعدم الأمان، فمصيرنا هنا مجهول، وهذا بدوره يؤثر في كل شيء آخر خصوصاً على علاقاتنا التي أصبحت في حالة من الفوضى واللامبالاة، وللأسف يُظهر السوريون أسوأ ما لديهم، في الحقيقة لقد صدمت بالكثيرين، هذا بالإضافة لإحساس ما بالوحدة غير مبرر أو مفهوم حتى عندما نكون مع بعضنا، ربما بسبب شعورنا أننا في منفى، وبعدم الانتماء للمكان، وإذا كان الخيار الآخر هو الاعتقال مثلاً فبالتأكيد لا بديل عن اللجوء، وإذا كان العيش في الداخل السوري في ظل ظروف لا تتوافر فيها أدنى شروط المعيشة وتحت خطر الإصابة أو الموت، قد يكون اللجوء أيضاً لكثيرين خياراً لا مفر منه، وفي الحالتين هو قسري ومبرر لأن طاقات البشر على الاحتمال متفاوتة والوضع في كثير من المناطق السورية بات لا يحتمل.

الناشطون من ابناء الاقليات في الثورة السورية قد لا يختلف وضعهم عن باقي الناشطين، لكنهم هم مرفوضون في مناطق النظام ومناطق المعارضة أيضاً مصيرهم كمصير أي ناشط مدني سوري حيث تقول الكاتبة والناشطة في المجال الاغاثي خولة دنيا عن وضع أبناء الاقليات:» تميزت السنة الاولى ثورة بمشاركة متنوعة، لم يغب عنها الاقليات في سوريا، من مناطق مختلفة، وبسبب عدم المشاركة الواسعة للاقليات في الثورة، والحاجة الى حاضن اجتماعي للنشطاء، يقدم لهم الدعم والحماسة، فقد الكثير منهم امان العودة للاهل او لبيئاتهم، مما اضطر الكثيرين لخيارات اخرى، القليل منهم اختار اللجوء الى مناطق المعارضة بعد ان اصبحت واقعاً، لكن هذا كان في السنة الثانية وتضاءل في الثالثة، بعد هيمنة السلاح، الذي لم يكن مجالا للناشطين المدنيين، فاضطر اغلبهم لخيار اما البقاء والصمت او اللجوء للخارج، عندما نفكر انه لم يتم خلق بيئة شاملة لجميع الناشطين السوريين، وهذا طبيعي مع تزايد النزوح واللجوء لاهالي المناطق أنفسهم، نتفهم اختيار كثير من الناشطين السلميين ومن الاقليات لخيار العمل في الخارج، وحتى البحث عن امكانيات البدء بحياة جديدة، بانتظار امكانيات افضل للتواجد في الداخل، خاصة مع ازدياد الاحتقان الطائفي، والنظرة السلبية للنشاط السلمي والمدني. وقيام جهات متطرفة بمحاربة كل هؤلاء«.
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,020,698

عدد الزوار: 7,052,140

المتواجدون الآن: 67