المالكي يطلب مساعدات إيرانية عاجلة وسليماني يشرف على إدارة العمليات ...استنفار كويتي لمواجهة تمدد “داعش”...مسؤولون أميركيون: متقدم جداً ... أداء «داعش» العسكري...علماء النجف يدعون كل مَن يستطيع حمل السلاح إلى التصدي لـ «داعش» وعودة عدد كبير من المقاتلين الذين غادروا إلى سورية.....«داعش» يتوعد المالكي بـ«تصفية الحساب» معه في كربلاء

البرلمان العراقي يرفض إعلان الطوارئ... وائتلاف المالكي يتهم الأكراد والنجيفي بـ «بيع الموصل»....حراك إقليمي ودولي لمنع «سورنة» العراق.... روحاني: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الإرهاب في المنطقة واجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لبحث التطورات في العراق..ظهور قيادات عسكرية من الجيش العراقي السابق.. وسكان بغداد في حالة صدمة .

تاريخ الإضافة السبت 14 حزيران 2014 - 6:13 ص    عدد الزيارات 2191    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«داعش» يواصل تمدّده نحو بغداد وأوباما لا يستبعد أي خيار
حراك إقليمي ودولي لمنع «سورنة» العراق
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي والوكالات
تحاول الحكومة العراقية استعادة التوازن المفقود في صفوف القوات المسلحة منذ 4 ايام واستعادة المبادرة في مواجهة المكاسب التي حققتها الجماعات المسلحة المتشددة المرتبط بعضها بتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام« (داعش) على الارض واستمرار قضم الاراضي من خلال الاستيلاء على البلدات في قلب المدن السنية شمال وشمال شرق بغداد.

وقد أثارت التطورات الميدانية في العراق قلق الولايات المتحدة بشكل خاص حيث اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما امس ان فريقه يدرس «جميع الخيارات» في حين حضه برلمانيون على السماح بغارات جوية.

وصرح اوباما اثر اجتماع مع رئيس الوزراء الاسترالي طوني ابوت «ان ما شهدناه في الايام الاخيرة يظهر الى اي حد سيكون العراق في حاجة الى المزيد من المساعدة من جانب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي». واضاف ان «فريقنا للامن القومي يدرس جميع الخيارات ونحن نعمل بلا كلل لمعرفة كيف يمكننا تقديم المساعدة الانجع. لا استبعد شيئا».

واكد اوباما ان «الرهان هنا هو ضمان الا يستقر الاسلاميون المتطرفون بشكل دائم في العراق او في سوريا ايضا».

بيد ان البيت الابيض اكد مجددا ان من غير الوارد ارسال قوات برية. وقال المتحدث جاي كارني «لا ننوي ارسال قوات على الارض، اريد ان اكون بمنتهى الوضوح بهذا الشأن».

ويحض بعض البرلمانيين الاميركيين اوباما على السماح بغارات جوية دعما للجيش العراقي ضد المقاتلين الاسلاميين المتطرفين.

وندد برلمانيون جمهوريون امس بانسحاب القوات الاميركية «السابق لاوانه» في كانون الاول 2011. وقال جون باينر رئيس مجلس النواب «ان عدم تفاوض ادارة اوباما بشأن اتفاق تحديد الوضع القانوني للقوات الاميركية في العراق، لا تزال له انعكاسات خطرة على المصالح الاميركية في المنطقة».

واضاف «ان فشل السياسة الاميركية في سوريا وليبيا ومصر وغياب استراتيجية اوسع للشرق الاوسط لديهما تأثير مباشر على الوضع في العراق»، مشيرا الى ان «الارهابيين على بعد مئة ميل من بغداد وماذا يفعل الرئيس؟ انه في قيلولة».

من جانبه قال السناتور جون ماكين «هل كان يمكن تفادي هذا؟ الجواب نعم بالتأكيد».

وقال السيناتور ليندسي غراهام الذي ينتمي مثل ماكين الى الجناح المؤيد للتدخل العسكري في الحزب الجمهوري، «ان القوة الجوية الاميركية هي الامل الوحيد لتغيير المعادلة العسكرية في العراق».

ودافعت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة بين 2009 و2013 الخميس عن الانسحاب الاميركي من العراق في نهاية كانون الاول 2011، مشيرة الى انه تاريخ «حددته الادارة السابقة» بقيادة الجمهوري جورج بوش.

وقالت ان حكومة نوري المالكي كانت رفضت توقيع اتفاق بشأن الحصانة القانونية لقوات اميركية تبقى في العراق بداية من 2012. واضافت «ما كان يمكن ابقاء جنود اميركيين بدون مثل هذا الاتفاق».

واكد اوباما من جهة اخرى انه ابلغ «مباشرة» رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقلقه بشأن نقص التعاون السياسي داخل البلاد. وقال «بامانة في السنوات الاخيرة لم نر ثقة حقيقية وتعاونا يتطوران بين القادة المعتدلين من السنة والشيعة في داخل العراق». واضاف «هذا يفسر جزئيا ضعف الدولة ولهذا تأثير على القدرة العسكرية» للبلاد، معتبرا ان عنف الايام الاخيرة يجب ان يشكل «ناقوس خطر» للحكومة العراقية.

وقال البيت الأبيض إن بايدن أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس ان الولايات المتحدة مستعدة لتكثيف وتسريع الدعم الأمني والتعاون مع العراق. وعبر بايدن في اتصال هاتفي مع المالكي عن تضامن الولايات المتحدة مع العراق.

وصرحت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية بأن «أحداث الأيام الاخيرة نذير خطر. يوجد خلل هيكلي واضح ونحن محبطون من الخطوات التي اتخذها عدد من قوات الأمن»، مشيرة الى أن «إدارة أوباما تدرس جميع الخيارات عدا إرسال قوات أميركية إلى العراق لمساعدة الحكومة العراقية في التصدي لأعمال العنف المسلحة التي يقوم بها متشددون إسلاميون.

وتدرك حكومة المالكي صعوبة المهمة الملقاة على عاتقها في ظل التعقيد الامني الحاصل وتعزيز المسلحين نفوذهم في المناطق التي يسيطرون عليها وامتلاكهم اسلحة ومعدات عسكرية متطورة تخلى عنها الجيش العراقي بسهولة الامر الذي يجعل الاستعانة بالمجتمع الدولي احد الحلول المطروحة للخروج من الازمة الراهنة ومنع الانحدار نحو « سورنة « العراق.

وتتطابق المواقف الاقليمية والدولية في قلقها مما يشهده العراق من تدهور أمني أدى الى شلل واضح في أداء الجيش العراقي، الامر الذي يتيح حصول المتشددين على موطئ قدم خاصة بعد سيطرة تنظيم «داعش» على محافظة نينوى بالكامل واستيالائهم على اغلب مدن محافظة صلاح الدين وتوجههم الى بغداد في محاولة للاطباق عليها من عدة محاور، وهو ما يضع الراعي الاميركي في موقف حرج كون ما جرى يقوض الجهود الاميركية التي بذلت على مدى عقد من الزمان لبناء الجيش ومؤسسات الدولة الاخرى.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول أميركي إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اتصل برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس لبحث الأزمة الأمنية المتفاقمة في العراق، دون الكشف عن طبيعة المكالمة.

ويعول المالكي على الحليف الايراني في حماية المكتسبات التي تحققت خلال السنوات الاخيرة ولا سيما ان رئيس الوزراء العراقي على يقين بان الايرانيين سيردون له الجميل لوقوفه الى جانب نظام بشار الاسد وتسهيلاته السرية لوصول المعونات العسكرية والاقتصادية الايرانية الى دمشق، وبالتالي فان تخلي طهران عن حليفها في بغداد، يبدو غير وارد في ظل استمرار الصراع الاقليمي الدائر في الشرق الاوسط، وهو ما تجسد عبر الاتصال الهاتفي بين المالكي والرئيس الايراني حسن روحاني بشأن التنسيق لمكافحة الارهاب او من خلال ارسال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الى بغداد للاشراف على العمليات العسكرية الرامية لاستعادة المدن السنية المتمردة.

وتلخص اللحظة الراهنة اكثر الاختبارات جدية في تاريخ العراق ما بعد الغزو الاميركي في نيسان 2003 كونها ستحدد مصير ومسار البلد بين التشظي والانقسام او البقاء موحدا دون اغفال عمق الازمات التي يزدحم بها المشهد العراقي المضطرب والمفتوح على احتمالات واسعة من بينها الحرب الاهلية. فالهجمات كشفت مدى الخلل العسكري والفني والسياسي في المؤسسة العسكرية وقياداتها مما يعني أنها في حاجة إلى رؤية جديدة بإستراتيجية تقوم على إعادة التنظيم والتدريب وهيكلة ادارية ومهارات عسكرية حديثة.

وتضيق الخيارات امام رئيس الوزراء العراقي في التعامل مع الجماعات المسلحة حيث يحاول من خلال الاستعانة بحملات التطويع الواسعة النطاق في المدن الشيعية ارسال تعزيزات عسكرية الى بعض المناطق لكبح جماح المسلحين الذين يواصلون تقدمهم باتجاه بغداد، اذ أعلنت سبع محافظات جنوبية «شيعية» دعمها التام للحكومة والقوات المسلحة وفتح «باب التطوع لمقاتلة الإرهابيين» وهو موقف يبحث عنه المالكي لرفع الحالة المعنوية في المؤسسة العسكرية والامنية التي انهارت فجأة.

وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي في بيان عقب اجتماع حضره محافظو بابل والنجف والمثنى وواسط وديالى والقادسية إن «اجتماعنا كرس لمناقشة التطورات الأمنية في البلاد ودعوة رئيس الحكومة، نوري المالكي للتعبئة العامة لمقاتلة الإرهاب»، لافتا الى «فتح باب التطوع لمقاتلة الإرهابيين دعما للقوات المسلحة، وبدأت المحافظات باستقبال الآلاف من المتطوعين في مقرات الحكومات المحلية».

ومع ان «داعش» والتنظيمات المتحالفة معها ما زالت تسيطر على الموصل واجزاء واسعة من صلاح الدين وكركوك وديالى ومناطق في ريف بغداد دون اي تراجع عما حققته من انجازات اذهلت المتابعين، الا ان القوات العراقية تحاول العودة الى ساحة المعركة على الرغم من ان البرلمان العراقي لم يمنح رئيس الوزراء نوري المالكي صلاحيات امنية واسعة بعد اخفاقه في عقد الجلسة الطارئة الخاصة باعلان حالة الطوارئ في العراق.

وفي هذا الشأن، اعلن جهاز مكافحة الإرهاب امس أن القوات الامنية بدأت تطهير الطرق في مدينة الموصل ومحافظة صلاح الدين، مشيرا الى «قيام طيران الجيش بمطاردة وقتل اعداد كبيرة من عناصر داعش شمال تكريت.»

وبالرغم من توجيه القوات العراقية ضربات عدة لتنظيم «داعش»، الا ان مصدرا امنيا اكد ان «أكثر من 200 سيارة يستقلها عناصر من داعش بقيادة ما يسمى والي صلاح الدين حاصرت مصفى بيجي (شمال تكريت) وتحاول اقتحامه».

وفي بغداد، تم تعزيز الامن من خلال نشر قوات عسكرية وانتشار امني واسع في الطرق والشوارع لمنع المتشددين من الوصول الى العاصمة التي شهدت قتالا طائفيا ضاريا في عامي 2006 و2007 في ظل الوجود الاميركي، لكن الجيش العراقي الذي يبلغ قوامه مليون عنصر ودربته الولايات المتحدة بكلفة تبلغ نحو 25 مليار دولار ما زال يعاني انخفاض الروح المعنوية.
 
روحاني: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الإرهاب في المنطقة واجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لبحث التطورات في العراق

لندن: «الشرق الأوسط» .... قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس بأن بلاده مستعدة لاتخاذ موقف ضد العنف والإرهاب في المنطقة، في إشارة إلى متمردي تنظيم الدولة الإسلامية للعراق والشام (داعش) الذين يشنون هجمات في العراق.
وقال روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الحكومي بأن «الجمهورية الإسلامية لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تتسامح إزاء العنف.. لن نتسامح مع الإرهاب. وكما قلنا في الأمم المتحدة بأننا على استعداد لمحاربة العنف والتطرف والإرهاب في المنطقة والعالم الأوسع». وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) أن روحاني أعرب عن أسفه «لما يسود المنطقة من عنف وقتل وإرهاب وتشريد»، مؤكدا أن بلاده «ستكافح وتحارب بدورها العنف والتطرف والإرهاب في المنطقة والعالم». وأشار روحاني إلى أن المجلس الأعلى الإيراني للأمن القومي، سيعقد اجتماعا فوريا لاستعراض التطورات في العراق، والهجمات التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وتساءل روحاني «لماذا تقوم جماعة متطرفة وإرهابية بمعاملة الناس بهذه الطريقة؟»، وأضاف: «لقد ارتكبت أفعالا وحشية في العراق وسوريا.. للأسف، هؤلاء الناس يدعون أنهم مسلمون». وأجبر هجوم داعش على محافظة نينوى في العراق نحو نصف مليون شخص من عاصمتها الموصل وحولها على الفرار، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة ومقرها جنيف. ولم يذكر روحاني تفاصيل عن التحركات التي قد تقوم بها إيران لدعم العراق. وحمل الرئيس الإيراني بعنف على الذين يقدمون الدعم إلى المتمردين عادا أنهم «يزرعون بذور العنف بنظريات سيئة». وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري دعم طهران «للحكومة والشعب العراقيين في مواجهة الإرهاب»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وقال ظريف بأن «جمهورية إيران الإسلامية تدين قتل المواطنين العراقيين وتدعم الحكومة والشعب العراقيين للتصدي للإرهاب». وأكد الوزير الإيراني ضرورة «دعم فعلي دولي للحكومة العراقية للتصدي للإرهاب».
وحافظ المتمردون على زخم هجومهم في العراق وتقدموا نحو مناطق تبعد أقل من 100 كلم عن شمال العاصمة، في وقت أبدت بغداد انفتاحها على فكرة ضربات جوية أميركية لصد هذا الزحف المباغت. وفي خضم التطورات الأمنية المتسارعة، فرضت قوات البيشمركة الكردية أمس وللمرة الأولى سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والأكراد بهدف حمايتها من أي هجوم محتمل، في تحرك لم يتضح ما إذا كان جرى بالتنسيق مع بغداد. وفيما يتوقع أن ينعقد مجلس الأمن الدولي اليوم لبحث الوضع في العراق، فشل البرلمان العراقي في تأمين النصاب اللازم لعقد جلسة يجري خلالها التصويت على إعلان حالة الطوارئ في البلاد. ويعتزم الجيش العراقي تخصيص قوات لحماية المزارات الشيعية في العراق.
 
الرئيس الأميركي: ندرس جميع الخيارات في العراق ونائب أوباما يتصل بالمالكي لبحث الأزمة.. ورئيس الوزراء طلب سرا مساعدة واشنطن عسكريا

لندن: «الشرق الأوسط» أربيل: تيم أرانغو* * خدمة «نيويورك تايمز» ... قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إنه يبحث كل الخيارات في مساعدة الحكومة العراقية على مواجهة أعمال العنف المسلح المتصاعدة هناك، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن اتصال نائبه جو بايدن برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لبحث الأزمة العراقية، دون الإعلان عن فحوى المحادثات.
وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الأبيض، أثناء اجتماعه مع رئيس وزراء أستراليا توني أبوت، إن «من مصلحة الولايات المتحدة ضمان ألا يحصل الجهاديون على موطئ قدم في العراق»، وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تبحث شن هجمات باستخدام طائرات من دون طيار، أو أي إجراء آخر لوقف أعمال العنف المسلح، قال أوباما «لا أستبعد أي شيء»، مضيفا أنه ستكون هناك تحركات عسكرية قصيرة المدى وفورية ينبغي عملها في العراق، ومشيرا إلى أن فريقه للأمن القومي يبحث كل الخيارات. وتابع أن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ «إجراء عسكري» عند تهديد مصالحها المرتبطة بالأمن القومي.
وكان من المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن في وقت لاحق أمس. وقال سفير العراق لدى فرنسا فريد ياسين إنه سيدعو إلى تقديم أسلحة ودعم جوي. وأضاف لراديو فرنسا الدولي أن بلاده تحتاج إلى معدات وطيران إضافي وطائرات من دون طيار. وتابع قائلا إنه «على المجلس دعم العراق، لأن ما يجري لا يمثل تهديدا للعراق فقط؛ بل للمنطقة بكاملها».
وقالت فرنسا أمس إنه على القوى العالمية أن تتحرك بصورة عاجلة للتعامل مع الوضع في العراق. وقال وزير خارجيتها لوران فابيوس إن «تقدم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يعرض للخطر وحدة وسيادة العراق.. إنه يمثل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة»، وأضاف: «يتحتم على المجتمع الدولي مواجهة الوضع».
وفي غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتصل برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس لبحث الأزمة الأمنية المتفاقمة في العراق. ولم تتضح على الفور تفاصيل المكالمة التي تأتي في وقت سيطرت فيه جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام على مساحات واسعة من الأراضي في شمال العراق من بينها الموصل ثاني أكبر المدن في البلاد. وكان البيت الأبيض لمح أول من أمس إلى أنه يبحث دعم القوات العراقية لمساعدتها على التصدي لأعمال العنف المسلحة، بدلا من الاستجابة لما وصفها مسؤول أميركي بمطالبات عراقية سابقة بشن ضربات جوية أميركية تستهدف المتشددين.
وأشار تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس إلى أنه في الوقت الذي تصاعد فيه تهديد المسلحين السنة في غرب العراق في الشهر الماضي، طلب المالكي سرا من إدارة أوباما النظر في شن غارات جوية ضد مواقع تمركز المتطرفين، وذلك وفقا لما صرح به مسؤولون عراقيون وأميركيون. وأن طلبات العراق قوبلت بالرفض حتى الأمس من البيت الأبيض، لأن الإدارة الأميركية كانت مترددة في فتح فصل جديد في الصراع، الذي أكد الرئيس أوباما على أنه قد انتهى عندما سحبت الولايات المتحدة آخر قواتها من العراق في عام 2011.
ورفضت المتحدثة الرسمية باسم مجلس الأمن القومي، برناديت ميهان، التعليق على طلب المالكي. وصرحت في بيان: «لن ندخل في تفاصيل مباحثاتنا الدبلوماسية. ينصب التركيز الحالي في مباحثاتنا مع حكومة العراق وكذلك اعتباراتنا السياسية على بناء قدرة العراقيين على النجاح في مواجهة» المتطرفين الإسلاميين»، وفقا لنيويورك تايمز.
كانت إدارة أوباما قد شنت غارات بطائرات من دون طيار ضد مسلحين في كل من اليمن وباكستان، حيث تخشى من إعداد الإرهابيين لخطط لشن هجمات على الولايات المتحدة. ولكن رغم حقيقة أن المسلحين السنة يحرزون خطوات تقدم ثابتة، وربما ينشئون ملاجئ جديدة يمكنهم من خلالها التخطيط هجمات ضد الغرب، فإن المتحدثين باسم الإدارة أكدوا على أن الولايات المتحدة لا تدرس فعليا فكرة استخدام طائرات حربية أو طائرات من دون طيار لشن غارات عليهم.
وذكر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في العام الماضي فكرة أن طائرات بريداتور أو ريبر الأميركية المسلحة قد تستخدم للرد على شبكة المسلحين التي تشهد توسعا في العراق. ولكن من جانبهم استبعد مسؤولون أميركيون هذا الأمر في ذلك الوقت، قائلين إنه لم يردهم طلبا من المالكي.
ولكن في شهر مارس (آذار)، قيل لخبراء أميركيين كانوا في زيارة إلى بغداد بأن كبار القادة في العراق يأملون في أن يمكن استخدام القوة الجوية الأميركية في شن غارة على مناطق تمركز وتدريب المسلحين داخل العراق، ومساعدة قوات العراق المحاصرة على منعها من العبور إلى العراق من سوريا.
وقال كينيث إم بولاك، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية والمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي، وهو حاليا كبير زملاء في معهد بروكينغز وكان في زيارة إلى العراق في مطلع شهر مارس: «صرح مسؤولون على أعلى مستوى بأنهم قد طلبوا شن غارات أميركية بطائرات من دون طيار وبطيار ضد معسكرات داعش».
في الوقت الذي ازدادت فيه قوة المسلحين السنة استمرت تلك الطلبات. وفي اجتماع عقد في 11 مايو (أيار) مع دبلوماسيين أميركيين والجنرال لويد جيه أوستن الثالث، رئيس القيادة المركزية، صرح المالكي بأنه يرغب في أن تقدم الولايات المتحدة إلى العراق إمكانية تشغيل طائرات من دون طيار. ولكن إذا لم تكن الولايات المتحدة راغبة في ذلك، أشار المالكي إلى أنه مستعد لأن يسمح للولايات المتحدة بشن غارات باستخدام طائرات حربية أو من دون ربان.
وفي اتصال هاتفي أجري في مايو مع نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، اقترح المالكي مرة أخرى أن تدرس الولايات المتحدة استخدام القوة الجوية الأميركية. وصرح مسؤولون بأنه جرى تقديم طلب رسمي مكتوب يكرر النقطة ذاتها بعد ذلك بفترة قصيرة. يقول بعض الخبراء إن مثل هذا الإجراء العسكري الأميركي قد يكون مفيدا فقط إذا اتخذ المالكي خطوات كي تصبح حكومته أكثر شمولا.
وقال بولاك: «قد يكون للدعم العسكري الأميركي للعراق نتيجة إيجابية، ولكن إذا اشترط على المالكي تغيير سلوكه في إطار النظام السياسي للعراق. يجب عليه أن يعيد إدماج المجتمع السني، وأن يوافق على تقييد سلطاته الرئاسية وإصلاح قوات الأمن العراقية لكي تصبح أكثر مهنية وكفاءة».
ولكن حتى الآن، تبعث الإدارة إشارات بأنها ليست مهتمة بالقيام بمثل هذا الدور العسكري الأميركي المباشر.
 
قانون الطوارئ يوحد الشيعة مذهبيا وخصوم المالكي سياسيا ومخاطر «داعش» تفشل في مصالحة المالكي والنجيفي

جريدة الشرق الاوسط... بغداد: حمزة مصطفى ... في الوقت الذي اختتم فيه كبار القادة العراقيين اجتماعا مساء أول من أمس الأربعاء من أجل توحيد الصفوف في مواجهة زحف داعش عقب احتلالها مدينتي الموصل وتكريت إلا أن فشل البرلمان العراقي في إقرار قانون الطوارئ بعد ساعات من انتهاء الاجتماع يدل على عمق الأزمة بين كبار القياديين السياسيين في العراق على الرغم من الخطر الذي بات يتهدد البلاد. وكان القادة العراقيون الكبار، رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي ورئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم ونائب رئيس حزب الاتحاد الكردستاني برهم صالح ونائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك تدارسوا في اجتماع خاص بمنزل الجعفري الوضع السياسي في البلاد. وقال بيان صدر عقب الاجتماع أمس إن «المُجتمِعين أكّدوا على ضرورة تحقيق المُشارَكة الوطنيّة في القرار، وتحمُّل المسؤوليّة من قبل الجميع، وأنهم توقّفوا عند مهمة الإغاثة والأمن، وتعزيزهما في المُدُن كافة بما فيها الموصل». وشدد المجتمعون طبقا للبيان «على ضرورة مُحاسَبة المُقصِّرين في التداعيات الأخيرة، وأشادوا بالمواقف الوطنيّة، وروح التضحية التي تمتّع بها أبناء القوات المُسلّحة، وما قدَّموا من شهداء».
وطبقا لمصدر مطلع على اجتماع كبار الزعماء في العراق أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «مسافة الخلاف بين المالكي والنجيفي بقيت على ما هي عليه حيث لم يتبادلا الأحاديث الودية خلال الاجتماع ولا مصالحة على غرار ما حصل في مرات سابقة على الرغم من أنه لم تكن هناك مخاطر تهدد البلاد مثلا هي اليوم». وأضاف المصدر أن «خلافات النجيفي والمالكي العميقة انعكست على جلسة البرلمان في اليوم التالي حيث كانت كتلة النجيفي أول المتغيبين عن حضور الجلسة الخاصة بإعلان الطوارئ».
في سياق ذلك فشل البرلمان العراقي في عقد جلسة كاملة النصاب من أجل إقرار قانون الطوارئ الذي تقدم به رئيس الوزراء نوري المالكي لكي يمنح المزيد من الصلاحيات لمواجهة الوضع الأمني والسياسي المتردي في البلاد. وبينما أعلن التحالف الوطني (الكتلة الشيعية الأكبر في البرلمان العراقي) موافقته على إعلان حالة الطوارئ في البلاد فإن كلا من كتلتي التحالف الكردستاني ومتحدون أعلنتا رفضهما الموافقة على حالة الطوارئ، خشية من استغلال المالكي الموقف وفرض بقائه في السلطة. وأكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «إعلان حالة الطوارئ لا ينبغي أن يفهم على أنه موافقة نهائية للمالكي وهو ما أثار مخاوف الآخرين من منطلق أن هذا الأمر يمكن استغلاله للبقاء في السلطة تحت هذه الذريعة بل هناك شروط لذلك منها أنه مرهون بمدة وهي شهر قابلة للتمديد حسب الظروف كما أننا نعمل على تقليص المدة لكي نعرف ما الذي يمكن أن يفعله المالكي على صعيد تحرير الموصل وتكريت». وأضاف أن «البلاد تتعرض إلى مخاطر تسمو على الخلافات السياسية بين الفرقاء».
من جهتها أعلنت كتلة التحالف الكردستاني رفضها إعلان حالة الطوارئ في البلاد. وقال عضو البرلمان العراقي عن الكتلة شوان محمد طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «التحالف الكردستاني لن يوافق على إعلان حالة الطوارئ لسببين الأول أن العراق وفي ظل هيمنة السيد المالكي كقائد عام للقوات المسلحة على كل شيء يبدو كما لو كان في حالة طوارئ والثاني أن ما لدى المالكي من صلاحيات وسلطات واسعة لا يحتاج معها إلى صلاحيات وسلطات إضافية بل نستطيع القول إن التفرد بالقرار وعدم مشاركة الآخرين هو السبب المباشر في التدهور الذي وصلنا إليه».
من جهتها أعلنت كتلة دولة القانون التي يتزعمها المالكي أن الأخير سوف يلجأ إلى المحكمة الاتحادية لمنحه صلاحيات إضافية. وقال رئيس الكتلة في البرلمان العراقي خالد العطية في مؤتمر صحافي عقده أمس في مبنى البرلمان إن «ائتلاف دولة القانون سيلجأ إلى المحكمة الاتحادية لمنح صلاحيات أكثر إلى الحكومة». من جهتها دعت كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم إلى إعادة هيكلة القوات الأمنية لاستعادة السيطرة على الموصل وتكريت والفلوجة. وقال رئيس الكتلة باقر جبر في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس الخميس إن «على الحكومة إعادة هيكلة القوات الأمنية ووضع الخطط اللازمة لاستعادة الموصل وتكريت والفلوجة والحفاظ على سلامة البلاد»، مبينا أن «هناك قيادات فاشلة وفاسدة في الأجهزة الأمنية لا تستطيع التصرف وإدارة القوات العسكرية». وحمل جبر تلك القيادات «مسؤولية ما حصل ويحصل»، مشيرا إلى أن «هناك إرادة أجلت الجلسة الطارئة التي شهدت حضور 128 نائبا أغلبهم من التحالف الوطني، وبالتالي لم يجر إقرار قانون الطوارئ». وأكد جبر «إننا مع قانون الطوارئ ويجب إقراره».
 
ظهور قيادات عسكرية من الجيش العراقي السابق.. وسكان بغداد في حالة صدمة و«المجلس العسكري» يسعى لتعيين محافظ جديد لنينوى > قصف مواقع لـ «داعش» في تكريت

لندن - بغداد: «الشرق الأوسط»... ظهرت قيادات عسكرية من الجيش العراقي السابق الذي حله الأميركيون عام 2003 في الموصل خلال الأيام الماضية، إذ أعلن «المجلس العسكري» للمسلحين في المحافظة الساقطة عن سيطرة الحكومة العراقية عن تعيين محافظ جديد كان عسكريا في جيش النظام السابق. ووردت أنباء عن تداول أسماء عدة، منها العميد هاشم الجماز واللواء ركن أزهر العبيدي من الجيش العراقي السابق، لتولي منصب المحافظ ولكن لم تؤكد شخصية المحافظ حتى مساء أمس.
وأفاد بيان من «الإعلامية المركزية لدعم العراق» تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، وهي مجموعة مرتبطة بالمسلحين الذين سيطروا على محافظة نينوى أن «النصر يتحقق بسرعة» مؤكدا الوصول إلى «بوابات كركوك وتكريت وصولا إلى طوق بغداد». وهناك مساع من بعض الأطراف العراقية على انتزاع صفة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» عن المسلحين أو «المجلس العسكري»، إذ أوضح البيان أن «الثورة تشارك فيها كل الفصائل القومية والوطنية الإسلامية فلا تكرروا ما ينشر حول داعش أو غيرها فكل مجاهد مشارك فيها لأن الهدف الأساس والذي لا يعلوه هدف هو القضاء التام على النفوذ الإيراني في العراق وتحرير العراق».
وطالب البيان «عدم ترويج أي معلومة إلا إذا نشرت في شبكتي البصرة وذي قار أو وردتكم من مصادر رسمية لنا تعرفونها»، مضيفا: «هناك الكثير ممن أخذوا يصدرون البيانات باسم الثورة أو الجيش أو غيرهما سواء بحسن نية أو بغيرها، وترديد معلومات غير دقيقة أو خاطئة يشكل إرباكا للناس الذين لم يعودوا يتحملون الإرباك، لذا نرجو منكم التقيد التام بنشر ما ينشر في المصادر التي ذكرناها». وتابع البيان «أن الثورة وكما أكدنا مرارا هي ثورة كل العراقيين وهي ليست ثورة جماعة أو حزب وإنما هي ثمرة نضال كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية لذلك تجنبوا تضييق نطاق وقيمة الثورة بنسبها لجماعة ما مهما كانت فعالة». وبينما كانت الأجواء في الموصل أمس توصف بـ«الهدوء الحذر»، أقامت القوات التابعة لـ«داعش» استعراضا عسكريا وسط الموصل للمعدات العسكرية التي استحوذت عليها. وبقيت المدارس والدوائر العامة في الموصل، ثاني مدينة في العراق، مغلقة، فتحت بعض المحلات الصغيرة أبوابها ليحصل المدنيون على بعض المواد الغذائية الأساسية. وبقيت أزمة الوقود الأكثر الحاحا في المدينة التي شهدت انقطاعا كاملا للكهرباء في بعض الأحياء خاصة في الساحل الأيمن من المدينة. وأكد شهود عيان منع المسلحين في الموصل التعرض لمنازل النازحين ومنع حالات السرقة في المدينة.
وبينما تزايدت المخاوف في الموصل من قصف جوي للمدينة، أكدت مصادر أمنية ان طائرات عراقية قصفت مواقعا في تكريت التي يسيطر عليها المسلحون. ولم تكن هناك انباء محددة عن اعداد المقتولين أو المجروحين من جراء القصف. وعاشت العاصمة العراقية بغداد يوم أمس يوما من الترقب والقلق بعد أنباء عن وصول المسلحين الى مشارف العاصمة. وجلس زيد عبد الوهاب وأمامه صديقه وحدهما في مطعم شعبي في وسط بغداد، بانتظار وصول الطعام الذي طلباه، يراقبان شارعا عادة ما يكون مزدحما عند متصف النهار، غير أنه الآن فارغ من المارة والسيارات. ويقول زيد (33 عاما) الذي يعمل صحافيا متحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية: «بغداد فارغة منذ يومين. المواطنون لا يخرجون، ولا أحد في الشارع. الناس خائفة والمسلحون باتوا على بعد 90 كلم، يعني عند أطراف العاصمة، وقد يدخلون على غفلة».
ويضيف، بينما يهم شخص بتوزيع قطع من الكبة العراقية على الطاولة البيضاء: «فعلا، لا نعرف ماذا يحصل. أين الجيش الذي أنفقنا عليه المليارات؟ كيف يترك جيش مدافع وطائرات في أيدي مسلحين؟». وتابع زيد: «أنا شخصيا خائف على نفسي، وعلى عائلتي. لماذا لا أخاف؟ لو كان هناك مكان أسافر إليه، ولو كنت قادرا على ذلك لسافرت اليوم، ولما بقيت في بغداد».
ويعيش العراق منذ يومين على وقع صدمة سقوط مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) ومحافظة نينوى في أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أقوى المجموعات الجهادية المقاتلة في العراق وسوريا، بعد انسحاب الجيش منها.
وبعدما أحكم المقاتلون المتطرفون قبضتهم على مدينة الموصل عاصمة الشمال، تمكنوا من السيطرة على مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مركز محافظة صلاح الدين، وبعض النواحي الواقعة إلى جنوبها، وبلغوا منطقة الضلوعية التي تبعد نحو 90 كلم عن شمال العاصمة.
ودعا المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني في كلمة صوتية مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إلى مواصلة «الزحف» جنوبا نحو بغداد ومدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين. ويروي زيد أنه توقف منذ يومين عن التوجه إلى عمله المسائي، وأصبح يلتزم بعمل صباحي فقط. ويقول: «هناك نقاط تفتيش في بغداد انسحبت، حتى السيطرات قل عددها، وبتنا نسمع إطلاق نار في المساء. ما يحصل في البلاد لم نر مثله منذ عام 2003. وأصبحنا نعيش على وقع صدمة وقلق وخوف لم نختبرها منذ ذلك العام». وبدت شوارع بغداد أمس أقل ازدحاما مما تكون عليه عادة، حتى إن بعض المحلات التي نادرا ما تغلق أبوابها في منتصف النهار، فضل أصحابها عدم التوجه إليها وإبقاءها مغلقة. وقال مصور صحافي يعمل في وسط بغداد: «وصلت إلى مكان عملي اليوم بربع ساعة، علما بأنني عادة ما أحتاج إلى ساعة وربع الساعة للوصول إليه». وفي شارع الكرادة، في وسط العاصمة التي بدأت منذ مساء الأربعاء تغلق مداخلها ومخارجها من العاشرة مساء (19:00 ت.غ) وحتى السادسة صباحا (03:00 ت.غ)، فرغت محلات الحلاقة والملابس الرجالية والمطاعم الشعبية من الزبائن، بينما أبقت بعض المحلات أبوابها مغلقة.
وقال سلام (25 عاما) الذي يملك محل حلاقة: «العمل تراجع كثيرا خلال اليومين الماضيين. ليس فقط محلات الحلاقة التي تعاني، بل كل أنواع الأعمال تراجعت بسبب الظروف الأمنية الأخيرة»، وأضاف: «نخشى التطورات طبعا».
وفي بداية الشارع الذي غالبا ما يتعرض إلى تفجيرات بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة، وقف أبو علاء (54 عاما) وفي يده قطعة من الحديد يرسم بها علامات على قطعة كبيرة من الزجاج وضعها على طاولة رمادية.
وقال أبو علاء من خلف نظاراته الدقيقة، وقد فتح معظم أزرار قميصه الأبيض بسبب الحر الشديد: «الوضع كله تغير. الناس كلها مشوشة، كل شخص يشعر أنه بات وحده وليس هناك من يحميه». وأضاف: «إنها صدمة غير طبيعية، كما صدمة الكويت، الفاجعة نفس الفاجعة. يوم دخول الكويت الناس كانت تائهة لا تعلم بما يجري، واليوم الأمر هو نفسه، لكن معنوياتنا في الأرض الآن. انتهت معنوياتنا».
 
الأكراد يسيطرون على كركوك بعد خروج الجيش العراقي منها وحكومة الإقليم تنشئ مخيمات للنازحين من نينوى

بغداد - أربيل: «الشرق الأوسط».... سيطرت قوات كردية تابعة لإقليم كردستان العراق أمس على مدينة كركوك النفطية المتنازع عليها أمس بعد أن انسحبت القوات الحكومية من مواقعها أمام تقدم متشددين ومسلحين يتجهون نحو بغداد.
وقال متحدث إن قوات البيشمركة في الشمال الكردي الذي يتمتع بحكم ذاتي سيطرت على القواعد التي انسحب منها الجيش في كركوك. وأضاف المتحدث باسم البيشمركة جبار ياور لوكالة الصحافة الفرنسية: «سقطت كركوك بأكملها في أيدي البشمركة ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي في كركوك الآن». ويطمح الأكراد منذ فترة طويلة للسيطرة على كركوك وهي مدينة تقع خارج منطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي مباشرة وتوجد بها احتياطيات نفطية هائلة. والتحرك السريع من جانب قوات الأمن الكردية التي تتمتع بدرجة عالية من التنظيم للسيطرة على المدينة بالكامل يبين كيف أعاد التقدم السريع لمقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام هذا الأسبوع رسم خريطة العراق وربما خريطة الشرق الأوسط بأكمله.
وبدوره، قال هلكورد حكمت مدير الإعلام في وزارة البيشمركة قال لـ«الشرق الأوسط» إن قوات البيشمركة انتشرت في كافة المناطق المتنازع عليها، ودخلت إلى المواقع التي أخلاها الجيش العراقي. وكشف أن انتشار قوات البيشمركة شملت أطراف كركوك حيث استطاعت ملء الفراغ التي تركها الجيش العراقي بعد انسحابها من مواقعها.
ومن جهة أخرى، أعلنت حكومة إقليم كردستان أمس الانتهاء من عملية إنشاء مخيمات للنازحين من محافظة نينوى، وبينت أن مخيم خازر القريب من محافظة أربيل يتكون من 100 خيمة حاليا، مشيرا إلى أن هذا الرقم سيزداد في الأيام المقبلة بسبب كثرة عدد النازحين من نينوى، فيما قال شرطي عراقي هارب من الموصل إن داعش نصبت محافظا جديدا لنينوى، وأوضح أن المحافظ الجديد كان من قيادات البعث السابقين في المدينة.
وقال رزكار مصطفى قائمقام قضاء خبات التابع لمحافظة أربيل لـ«الشرق الأوسط»: «بعد تدفق أعداد كبيرة من النازحين إلى إقليم كردستان، ارتأت حكومة الإقليم إنشاء مخيمات لإيواء نازحي الموصل الذين لا يستطيعون العيش في أربيل لعدم قدرتهم المالية، فأنشأنا هذا المخيم بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية الأخرى».
وتابع مصطفى «كانت حصة محافظة أربيل مخيما واحدا، هذا المخيم يتكون من 100 خيمة، وهذا العدد قابل للزيادة لأنه أنشئ لإيواء 1000 عائلة نازحة»، مشيرا «إذا تأزم الوضع أكثر من هذا في الموصل فستكون لنا استعدادات أخرى في هذا المجال»، وبين أن حكومة الإقليم توفر لهم كافة المستلزمات الضرورية من طعام ومياه منذ اللحظة الأولى لنزوحهم. وسيوصل الطاقة الكهربائية إلى المخيم خلال 24 ساعة. وأضاف قائمقام خبات أن حكومة الإقليم وفرت مستشفى ميداني بالقرب من المخيم مع توفير عدد من الفرق الطبية الجوالة التي تتجول في المخيم لمعالجة الحالات المرضية واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك. وبدأ نازحون من الموصل التوافد إلى مخيم خازر، ووصف عدد منهم عن صعوبة الوضع الأمني الذي عاشوه في الموصل خلال الأيام القليلة الماضية، وأضافوا أن مسلحي تنظيم داعش أبلغوهم بترك مساكنهم فورا.
وقالت سعدية حبيب لـ«الشرق الأوسط»: «عائلتنا تتكون من 10 أشخاص البارحة تركنا الموصل، مسلحو داعش دخلوا علينا المنزل وأبلغونا أن نتركه فورا، اليوم وصلنا إلى هنا، تسلمنا هذه الخيمة من إقليم كردستان، الآن بدأوا يوزعون علينا الملاءات والطعام والماء ومبردات الهواء، ننتظر عودة الهدوء إلى مدينتا لنعود إليها».
وأما أبو أحمد، البالغ من العمر 70 عاما، فأكد أنه لما سمع سقوط مركز المحافظة فترك مع عائلته المكونة من 8 أفراد منزله الواقع في أطراف الموصل خوفا من القصف الحكومي ليلا. وغالبية النازحين بينوا لـ«الشرق الأوسط» أنهم تركوا مناطقهم خوفا من تنفيذ هجوم مرتقب للحكومة العراقية على الموصل.
 
الـ«ناتو» لا يريد دورا في العراق وتقارير عن إطلاق المختطفين الأتراك ولافروف: ما يحدث يثبت فشل المغامرة الأميركية ـ البريطانية

العواصم: «الشرق الأوسط» .... دعا فريد ياسين سفير العراق لدى فرنسا مجلس الأمن الدولي، أمس، إلى الموافقة على تقديم مساعدة عسكرية إضافية للعراق تشمل دعما جويا وطائرات من دون طيار، بينما قال الأمين العام لحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فو راسموسن أمس إنه لا يرى دورا للمنظمة في العراق، بعد أن سيطر متشددون إسلاميون على مساحات كبيرة من الأراضي في البلاد، وأخذوا 80 رهينة تركية.
وأضاف في مؤتمر صحافي في مدريد: «ندعو الخاطفين للإفراج عن المخطوفين فورا. لا يوجد شيء يبرر هذا العمل الإجرامي، ولا أرى دورا لحلف الأطلسي في العراق.. ولكن نحن بالطبع نتابع عن كثب، وندعو جميع الأطراف إلى وقف العنف». وجاءت هذه التصريحات بعد أن عقد سفراء من حلف شمال الأطلسي اجتماعا طارئا بطلب من تركيا، أول من أمس (الأربعاء)، لبحث الموقف.
وفي أنقرة قال مسؤولون أمس إن تركيا تتفاوض لإطلاق سراح 80 مواطنا تركيا يحتجزهم مسلحون إسلاميون في مدينة الموصل بشمال العراق. وقال المسؤولون إنه لا يمكنهم تأكيد تقارير إطلاق سراح بعض الرهائن.
وقال مسؤول تركي: «ثمة تقارير في وسائل الإعلام عن إطلاق سراح مواطنينا لكن لا يمكننا تأكيد هذه التقارير في هذه المرحلة.. نجري مفاوضات منذ أمس لتأمين مواطنينا، ولا تزال المفاوضات جارية».
وكانت صحيفة «يني شفق» الموالية للحكومة قالت إن الرهائن، ومن بينهم دبلوماسيون وأطفال وقوات خاصة، أطلق سراحهم، وسيُنقلون إلى تركيا في وقت لاحق، أمس.
وقال جيتين نوح أوغلو رئيس اتحاد النقل الدولي التركي لـ«رويترز» إن 31 من الرهائن، وهم مجموعة من سائقي الشاحنات، كانوا يحتجزون في محطة كهرباء أطلق سراحهم لكنهم فيما يبدو محاصرون في الموقع بسبب انعدام الأمن في الموصل، بعدما استولى عليها مسلحون إسلاميون.
وفي وقت سابق، أمس، قال وزير العدل التركي بكير بوزداج إن الحكومة لا تسعى لأي تفويض جديد لشن عملية عسكرية داخل العراق، بعدما احتجز جهاديون 80 مواطنا تركيا.
وينقضي أجل التفويض البرلماني الذي يسمح لتركيا بشن عمليات عسكرية عبر الحدود في العراق في أكتوبر (تشرين الأول). وكان التفويض يهدف إلى تمكين أنقرة من شن هجمات على قواعد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، من أن تقدم المتمردين الإسلاميين في العراق يهدد وحدة وسلامة أراضي العراق، ويشكل فشلا «تاما» للتدخل الأميركي والبريطاني في هذا البلد.
وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية «إيتار تاس» إن «ما يحدث في العراق يعكس الفشل التام للمغامرة التي قامت بها أولا الولايات المتحدة وبريطانيا، ثم فقدتا السيطرة عليها نهائيا». وأضاف: «قبل 11 سنة، أعلن رئيس الولايات المتحدة انتصار الديمقراطية في العراق، ومنذ ذلك الحين تدهور الوضع بشكل كبير». وقال: «حذرنا منذ فترة طويلة من أن المغامرة التي أطلقها الأميركيون والبريطانيون ستنتهي بشكل سيئ»، مشيرا إلى أن موسكو ليست مسرورة الآن «بأن توقعاتها صدقت».
وأضاف لافروف أن «وحدة العراق مهددة. هناك انفجار للإرهاب لأن قوى الاحتلال لم تعطِ عمليا أي انتباه للعملية الداخلية، ولم تقم بشيء من أجل إجراء حوار وطني»، وقال: «نعرب عن تضامننا مع السلطات العراقية، وعلى الشعب العراقي استعادة السلام والأمن في بلاده، ولكن تصرفات شركائنا الغربيين تثير كثيرا من التساؤلات».
 
«الائتلاف»: المالكي أخرج «داعش» من القمقم
لندن، دمشق - «الحياة»، أ ف ب -
دارت مواجهات عنيفة في محيط مقر الاستخبارات الجوية في حلب شمالاً بمشاركة «مقاتلين آسيويين» موالين للنظام، في وقت سعى مقاتلو المعارضة السورية للسيطرة على قرية في ريف حمص في وسط البلاد بالتزامن مع سقوط ثمانية أشخاص بسيارة مفخخة في حمص. واتهم «الائتلاف» السوري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بـ «إخراج داعش من القمقم».
وتسيطر القوات النظامية على الغالبية العظمى من محافظة حمص، لكن لا يزال يوجد فيها معقلان لمقاتلي المعارضة في مدينتي تلبيسة والرستن في الريف الشمالي، في حين تشهد مناطق أخرى محدودة في الريف القريب من محافظة حماة اشتباكات وعمليات كر وفر.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «لا تزال الاشتباكات مستمرة بين مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني في محيط قرية جبورين التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية وذلك عقب سيطرة جبهة النصرة والكتائب الإسلامية (أول من) أمس على قرية أم شرشوح التي كان يقطنها مواطنون مسيحيون منذ نحو عامين، بينما كان يوجد في أم شرشوح وعلى أطرافها 35 عنصراً من قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام من قرى ريف حمص»، ما أسفر عن مقتل 18 مقاتلاً من كتائب إسلامية معارضة.
وفي داخل المدينة، قتل 8 جراء انفجار سيارة مفخخة قرب دوار مساكن الشرطة في حي وادي الذهب، وفق «المرصد» والتلفزيون الرسمي السوري.
في حلب شمالاً، قصف مقاتلو المعارضة خط إمداد قوات النظام بين منطقة الصناعة وسجن حلب المركزي لمنع وصول الإمدادات العسكرية إلى السجن الذي كانت قوات النظام سيطرت عليه. وأضاف «المرصد» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية وآسيوية ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية وكتائب إسلامية من جهة أخرى في محيط مبنى الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء في غرب مدينة حلب، ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق الاشتباكات وفتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على المنطقة». وكان نشطاء تحدثوا عن مشاركة مقاتلين شيعة من أفغانستان في القتال إلى جانب قوات النظام.
في دمشق، قطع النظام السوري لليوم الحادي عشر المياه عن حي الحجر الأسود المجاور لمخيم اليرموك في جنوب العاصمة، ذلك ضمن جهوده للضغط على الأهالي لتوقيع اتفاقات تسوية كما حصل في مناطق أخرى وفق سياسة «الجوع أو الركوع».
إلى ذلك، نوه الأمين العام لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بدر جاموس بـ «تعهد» الجبهة الجنوبية في «الجيش الحر» التي تضم عشرات المقاتلين بين دمشق وحدود الأردن بـ «ضمان معاملة إنسانية للأشخاص الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال القتالية». وتابع جاموس أن إخراج المالكي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من «القمقم يهدد أمن المنطقة»، مضيفاً: «نخشى استثمار حكومة المالكي للتغيّرات العسكرية التي يشهدها العراق، وإخراج داعش من القمقم الإرهابي للحكومة ومن ثمّ اختراق الحراك المسلح الذي تشهده مناطق العراق، ما يهدد أمنها، ويجعلها فريسة أخرى لإرهاب الديكتاتوريات، التي تحاول دس التطرف للتشويش على الصوت الحقيقي للثوار والمظلومين من المواطنين، لتجعلهم بين فكي كماشة، إرهاب الأنظمة الحاكمة من جهة، وإرهاب الجماعات المتطرفة التي تتخذها الأنظمة سفيرة لها داخل المناطق الخارجة عن سيطرتها من جهة أخرى».
 
شبح «داعش» يستنفر العالم... وبغداد تستنجد بواشنطن
الحياة...بغداد - مشرق عباس
لندن، نيويورك - «الحياة» - أسقط تنظيم «داعش» مدناً عراقية كبرى كان يُعتقد بأنها حصينة، وبدأ يهدد الحكومة الإتحادية في بغداد، ويعرض وحدة البلاد للخطر، خصوصاً بعد فشل القادة السياسيين في التوصل إلى رؤية موحدة لمواجهة التنظيم الذي سيطر على قواعد عسكرية بأسلحتها ومعداتها في الموصل وتكريت. (راجع ص 2 و3)
وبعد الإنهيارات في صفوف الجيش إضطر رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الإستنجاد بالولايات المتحدة التي استنفرت حلفاءها. وفيما أعلن الرئيس باراك أوباما أنه يدرس «كل الخيارات»، ليس بينها إرسال قوات برية، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة»، وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن لندن مستعدة لتقديم «كل الدعم من أجل إعادة الأمن إلى العراق» وأعلن المندوب الروسي في الأمم المتحدة انه لا بد من اتخاذ اجراءات فورية في مواجهة ما يجري.
وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة، و»شجب بأسى العبارات الإعتداءات الأخيرة في الموصل، وهجمات داعش على المدنيين والعسكريين».
وعلمت «الحياة» من مصادر عراقية أن الأكراد حذروا المالكي قبل أربعة أيام من هجوم يُعد له «داعش» على كركوك، وعرضوا عليه المساعدة في التصدي للتنظيم في الموصل لكنه رفض، عندها أعطيت الأوامر إلى قوات «البيشمركة» للتقدم إلى المدينة وحمايتها.
إلى ذلك، فشل البرلمان العراقي أمس في عقد جلسة كانت مخصصة لإعلان الطوارىء كما فشل زعماء الكتل السياسة في اتخاذ موقف موحد.
في الموصل التي اعلن الجيش انه نفذ فوقها 100 طلعة جوية وقصف مواقع مسلحين، لكن الوضع على الارض بدا مختلفاً تماماً، إذ اختفى مسلحو «داعش» من شوارع المدينة، وانتشر مكانهم مسلحون آخرون يعتقد بأنهم من «جيش النقشبندية» الذي يقوده نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري. وعينت المجموعات المسلحة لواء سابقاً في الجيش اسمه ازهر العبيدي محافظاً للمدينة، ما يشير الى تداخل اكثر من مجموعة مسلحة في المشهد الميداني.
ولم تختلف الاوضاع في تكريت عنها في الموصل حيث انتشر مسلحون، ينتمون إلى مجموعات تؤكد أنها من حزب البعث - تنظيم عزة الدوري، وتم تعيين احمد عبد رشيد محافظاً للمدينة.
وعلى الارض ايضاً تضاربت الانباء حول تسجيل مصور بث امس على مواقع التواصل الاجتماعي، اظهر أسر المسلحين مئات من المقاتلين من قاعدة «سبايكر» العسكرية في تكريت (قاعدة تكريت العسكرية سابقا) ونفى الناطق باسم الداخلية سعد معن الخبر، لكن مصادر في تكريت أكدت سيطرة مسلحين على المعسكر وأسر مئات من طلاب كلية الطيران التي تقع داخل المعسكر.
سياسياً فشل المالكي في الحصول على تفويض برلماني لاعلان حالة الطواريء في العراق، عندما قاطع غالبية من الاعضاء الجلسة التي عقدت امس، وفي الليلة التي سبقتها، نقلت مصادر عن اجتماع عقد لكبار القادة السياسيين في العراق، عن تضارب وتقاطعات حصلت بين المالكي وسياسيين حضروا الاجتماع بينهم رئيس البرلمان اسامة النجيفي، ورئيس كتلة المواطن عمار الحكيم، ورفض المالكي حسب مصادر اقتراحاً قدمه الحكيم لتشكيل مجلس امن قومي في العراق لادارة الازمة، وخرج من الاجتماع رافضاً تقديم معلومات عن الوضع العسكري في البلاد.
وقال النائب عن «التحالف الوطني» (الشيعي) خالد العطية ان «مجلس النواب فشل في عقد جلسة لمناقشة التداعيات الأمنية وأحداث الموصل بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني» واتهم كتلاً بعدم الحضور لتعطيل إقرار القانون»، وزاد أن «الحكومة ستلجأ الى المحكمة الاتحادية إذا احتاجت أي شي بعد انتهاء عمر الدورة البرلمانية».
وأوضح خلال مؤتمر صحافي أن «كل نواب التحالف كانوا في البرلمان لحضور الجلسة الطارئة لكن كتلا أخرى لم تحضر». وحملها مسؤولية ما جرى وسيجري في الأيام المقبلة.
من جهتها، حملت النائب عن «دولة القانون» حنان الفتلاوي الأكراد مسؤولية ما جرى في محافظة الموصل وأوضحت وقالت إن «مؤامرة الاكراد ومتحدون لبيع الموصل اتضحت بشكل واضح من خلال مقاطعة جلسة البرلمان».
من جهة أخرى، جاء في بيان لرئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري عقب انتهاء اجتماع القادة السياسيين الذي دعا اليهلى «ضرورة الحفاظ على الوحدة وتحقيق المشاركة الوطنية في القرار ومحاسبة المقصرين في احداث مدينة الموصل»، لكن مصدراً آخر اكد ان «المجتمعين عجزوا عن تشكيل مجلس السياسات الأمنية ومهمته معالجة الأزمات التي تمر بها البلاد بحكمة وواقعية وبمشاركة قادة الكتل السياسية والوطنية في قرارات ذلك المجلس».
وزاد البيان: «اجتمعت مجموعة الرموز الوطنية العراقية لتقييم الظروف التي يمرُّ بها العراق العزيز، وخلص المُجتمِعون إلى تأكيد الحفاظ على الوحدة الوطنيّة، ورصِّ الصفوف»، مشددين على «مواجَهة الإرهاب الوحشي بكل شجاعة، والتفاعل مع ما تعرَّضت له مدينة الموصل العزيزة ببذل أقصى الجهود، وتوفير المُستلزَمات المطلوبة، لإعادة سيادتها، والحفاظ على ثرواتها».
من جهة أخرى، قال الناطق باسم «داعش» محمد العدناني في تسجيل صوتي نشرته مواقع متشددة، مخاطبا عناصر التنظيم: «ازحفوا إلى بغداد الخلافة فلنا فيها تصفية حساب». وخاطب رئيس الحكومة نوري المالكي وقال إنها «رسالة الى احيمق الرافضة (الشيعة) نوري (المالكي) وإلى القيادة السياسية والعسكرية. لقد اضعت على قومك فرصة تاريخية بالسيطرة على العراق، حقا لدينا تصفية حساب فالتصفية لن تكون في سامراء او بغداد انما في كربلاء والنجف».
 
فرقة "الغضب العلوي" تهدد "داعش": سنقاتلكم في العراق!
بيروت – "الحياة"
انتشر على موقع "فايسبوك" شريط فيديو مصور لمجموعة أطلقت على نفسها اسم "فرقة الغضب العلوي" تعلن انشاء فرق مسلحة تهدف لمقاتلة "داعش" في العراق.
وأعلن الناطق باسم الفرقة، كما ظهر في الفيديو (الذي لم يحدد مكان تصويره، حيث تناقلت مواقع الكترونية انه صور في سورية) أنه "بإسم المقاومة الإسلامية في سورية، تأسست فرقة الغضب العلوي بقوام يبلغ 7000 مقاتل، جاهزون للقتال".
ووجه كلامه الى "داعش"، قائلاً: "اسمع يا داعش، إن فرقة الغضب العلوي ستزلزل الأرض". يشار الى ان المقاتلين هم مناصرون للرئيس السوري بشار الأسد ويقاتلون مع القوات النظامية السورية، وفق ما ذكر موقع الكتروني تابع لناشطين من الثورة السورية.
وقال إن "ما يمر به العالم في مؤامرات تكفيرية يقودها الشيطان الأكبر (اميركا) وحلفاؤه، ما ادى الى سيل من الدماء وغزو بلادنا، ونحن حذرنا منه في أكثر من محفل". وكان في الفيديو شبان يهتفون بصوت عال: "لبيك يا علي".
وتأتي هذه الدعوة في اطار الهجوم الذي يشنه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على العراق وتأزم الوضع السوري، اذ أعلنت بعض المجموعات استعدادها للمساعدة في القتال ضد التنظيم.
وشدد الناطق باسم الفرقة، وكان مرتدياً بدلة عسكرية مرقطة على أن قتالهم في العراق "ليس موجهاً ضد أحد معين، أو طائفة بعينها، انما لمواجهة العدوان والإعتداء علينا".
كما كشف عن لوائين في هذه الفرقة، هما لواء "ذو الفقار" ولواء "علي بن أبي طالب".
 
البرلمان العراقي يرفض إعلان الطوارئ... وائتلاف المالكي يتهم الأكراد والنجيفي بـ «بيع الموصل»
الحياة...بغداد - جودت كاظم
رفض البرلمان العراقي منح الحكومة تفويضاً لتطبيق قانون الطوارئ، فيما اتهم ائتلاف «دولة القانون»، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، الأكراد وقائمة «متحدون»، بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، ببيع محافظة الموصل إلى «داعش»، وأعلن أن الحكومة ستلجأ إلى المحكمة الاتحادية للحصول على تفويض لإعلان الطوارئ.
وقال النائب عن «التحالف الوطني» (الشيعي) خالد العطية، إن «مجلس النواب فشل في عقد جلسة لمناقشة التداعيات الأمنية وأحداث الموصل بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني»، واتهم كتلاً بعدم الحضور لتعطيل إقرار القانون»، وزاد أن «الحكومة ستلجأ إلى المحكمة الاتحادية إذا احتاجت أي شي بعد انتهاء عمر الدورة البرلمانية».
وأوضح العطية خلال مؤتمر صحافي أن «كل نواب التحالف كانوا في البرلمان لحضور الجلسة الطارئة لكن كتلاً أخرى لم تحضر»، وحمّلها مسؤولية ما جرى وسيجري في الأيام المقبلة.
من جهة أخرى، حمّلت النائب عن «دولة القانون» حنان الفتلاوي، الأكرادَ مسؤولية ما جرى في محافظة الموصل، وأوضحت إن «مؤامرة الأكراد ومتحدون لبيع الموصل اتضحت بشكل واضح من خلال مقاطعة جلسة البرلمان».
إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، المجتمع الدولي إلى توحيد صفوفه خلف العراق لمواجهة عناصر «داعش»، مؤكداً أنه لا يحق للإرهاب أن يهزم الطريق إلى الديموقراطية».
وقال الناطق باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في بيان، إن بان «يحض المجتمع الدولي على توحيد صفوفه للتعبير عن تضامنه مع العراق الذي يواجه تحدياً خطيراً على الصعيد الأمني». ودعا أيضاً إلى «احترام القوانين الإنسانية الدولية وحقوق الإنسان في الخطوات الهادفة إلى التصدي للإرهاب والعنف في العراق».
واكد أن «عملية النزوح تزيد الوضع تعقيداً»، مشيرا إلى أن «الموارد محدودة جداً والهبات لا تغطي سوى 10 في المئة من أصل 103 ملايين دولار ضرورية».
من جهة أخرى، دعا رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري عقب انتهاء اجتماع القادة السياسيين، إلى «ضرورة الحفاظ على الوحدة وتحقيق المشاركة الوطنية في القرار ومحاسبة المقصرين في أحداث مدينة الموصل»، لكن مصدراً آخر أكد أن «المجتمعين عجزوا عن تشكيل مجلس السياسات الأمنية ومهمته معالجة الأزمات التي تمر بها البلاد بحكمة وواقعية وبمشاركة قادة الكتل السياسية والوطنية في قرارات ذلك المجلس». وزاد البيان: «اجتمعت مجموعة الرموز الوطنية العراقية لتقييم الظروف التي يمرُّ بها العراق العزيز، وخلص المُجتمِعون إلى تأكيد الحفاظ على الوحدة الوطنيّة، ورصِّ الصفوف»، مشددين على «مواجَهة الإرهاب الوحشي بكل شجاعة، والتفاعل مع ما تعرَّضت له مدينة الموصل العزيزة ببذل أقصى الجهود، وتوفير المُستلزَمات المطلوبة لإعادة سيادتها، والحفاظ على ثرواتها».
وتابع: «أكد المجتمِعون ضرورة تحقيق المشاركة الوطنية في القرار، وتحمل المسؤولية من قبل الجميع، وأنهم توقّفوا عند مهمة الإغاثة والأمن، وتعزيزهما في المدن كافة، بما فيها الموصل، وثمن المجتمِعون خطاب المرجعية الدينية الموجَّه إلى القوى السياسية، والذي يؤكد ضرورة توحيد كلمتها وتعزيز جهودها».
وشدد المجتمعون على «ضرورة محاسَبة المقصرين في التداعيات الأخيرة»، مشيدين «بالمواقف الوطنيّة، وروح التضحية التي تمتّع بها أبناء القوات المُسلّحة وما قدَّموا من شهداء».
وذكر البيان «أنَّ شعبنا الذي شقَّ مسيرته المُظفّرة عبر ركام من التضحيات، وصنع صوراً من الصمود والتحدّي أكبر من أن تهزَّه الخروقات الشاذة من قُطّاع الطرُق، وتُجّار التخلف» .
لكن مصدراً آخر اكد في اتصال مع « الحياة»، أن «الاجتماع لم يسفر عن نتائج وتوصيات تعالج أزمة الموصل وباقي المحافظات، بسبب رفض القائد العام للقوات المسلحة (المالكي) الاستماع إلى الانتقادات التي وجهها المجتمعون إليه، إلى جانب رفضه العمل بمبادرة رئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم التي تقضي بتشكيل مجلس للسياسات الأمنية يضم في عضويته كل زعماء الكتل السياسة والوطنية، على أن تكون الإدارة بيد قيادات التحالف الوطني، ما أثار غضب رئيس الوزراء، الذي دخل في مشادات مع الحكيم وآخرين أيدوا ما طرحه الأخير».
وتابع أن «المالكي أصر على أن تكون قيادة البلاد بيده إلى جانب إدارته للملف الأمني وحذر زعماء التحالف الوطني من إعلان أي مبادرة تدخل في إطار معالجة المشاكل الأمنية في الأنبار والموصل أو كركوك. وطالب المالكي المجتمعين بضرورة تأييد إعلان الطوارئ، ما أثار حفيظة رئيس البرلمان أسامة النجيفي، الذي قال صراحة إن كتلته وبالتنسيق مع القائمة الوطنية بزعامة أياد علاوي لن تخول الحكومة صلاحية تطبيق قانون الطوارئ، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء إلى مغادرة الاجتماع». وتابع أن «المالكي ابلغ إلى الحكيم أنه لا يحتاج إلى مشورته ومبادراته، وأن لديه الكثير من الحلول لم يستخدمها بعد».
وأضاف أن «البيان الخجول الذي صدر عن مكتب الجعفري يكشف عن حجم الخلاف بين القوى السياسية حيال مقترحات حل الأزمة التي تضرب البلاد».
وحضر الاجتماع المالكي والحكيم، ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، والنجيفي، ونائبا رئيس الوزراء روز نوري شاويس وحسين الشهرستاني، والقيادي في الاتحاد الكردستاني برهم صالح، والقيادي في القائمة الوطنية عدنان الجنابي، ورئيس كتلة الرافدين يونادم كنا، والأمين العام لكتلة الفضيلة هاشم الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، والقيادي في متحدون سلمان الجميلي، بالإضافة إلى رئيس البرلمان السابق حاجم الحسني».
 
«داعش» يتوعد المالكي بـ«تصفية الحساب» معه في كربلاء
الحياة..بغداد - بشرى المظفر
بعد سيطرتها على عدد من محافظات العراق أوعز المتحدث باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) إلى أنصاره بالزحف إلى بغداد لأنها «عاصمة الخلافة»، فيما أعلنت وزارة الدفاع تنفيذ أكثر من مئة طلعة جوية «دقيقة لضرب معاقل التنظيم في نينوى وصلاح الدين.
وقال الناطق باسم «داعش» محمد العدناني، في تسجيل صوتي نشرته مواقع متشددة، مخاطباً عناصر التنظيم: «ازحفوا إلى بغداد الخلافة فلنا فيها تصفية حساب». وخاطب رئيس الحكومة نوري المالكي وقال إنها «رسالة إلى أحيمق الرافضة (الشيعة) نوري (المالكي) وإلى القيادة السياسية والعسكرية. لقد أضعت على قومك فرصة تاريخية بالسيطرة على العراق، حقاً لدينا تصفية حساب فالتصفية لن تكون في سامراء أو بغداد إنما في كربلاء والنجف».
وزارة الدفاع، من جهتها أكدت في بيان اطلعت عليه «الحياة»، «101 طلعة جوية، تم خلالها توجيه ضربات دقيقة إلى معاقل تنظيم داعش في نينوى وصلاح الدين». وأضافت إن «قيادة طيران الجيش قامت بتأمين غطاء جوي كامل لمحافظة صلاح الدين واستمرت في مطاردة فلول داعش الإرهابية وتنفيذ ضربة جوية على طريق العظيم وقتل جميع العناصر الإرهابية التي كانت تسيطر على الطريق، ودمرت تجمعاً لمجرمي داعش في طريق الاسحاقي شمالي سامراء».
وكشفت مصادر وجود عدد من الوزراء والقادة العسكريين ومحافظ صلاح الدين في سامراء لتدارس تشكيل قيادة عمليات مشتركة لـ»تحرير» باقي مناطق محافظة صلاح الدين بعد جلب وحدات عسكرية من بغداد وباقي المحافظات وحشدها في سامراء لتكون نقطة انطلاق في شن عملياتها لتحرير مناطق المحافظة».
وأوضحت المصادر أن «مستشار الأمن الوطني فالح الفياض ووزير النقل هادي العامري ووزير الداخلية السابق جواد البولاني وقائد عمليات صلاح الدين الفريق علي الفريجي وصلوا إلى سامراء في ساعة متقدمة مساء الأربعاء وعقدوا اجتماعاً مع قائد عمليات سامراء الفريق الركن صباح الفتلاوي بحضور محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري لتدارس الأوضاع».
وأكد قائد العمليات في سامراء الفريق الركن صباح الفتلاوي في تصريحات اطلعت عليها «الحياة» استقرار الوضع في القضاء. وقال: «لا وجود لاشتباكات»، مشيراً إلى أن «الحكومة المحلية تقدم الدعم للأجهزة الأمنية». وأوضح أن «جيشاً جراراً يتوجه حالياً إلى أطراف محافظة صلاح الدين لتحريرها من العصابات المسلحة»، مبيناً أن «منطقة الضلوعية تتعرض الآن لضربات جوية من طيران الجيش لتدمير مواقع الجماعات المسلحة».
إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية في ديالى قتل عشرات المسلحين وتدمير 60 مركبة لتنظيم «داعش» شمال ناحية العظيم بين ديالى وكركوك. وأوضحت «أن الطيران الحربي تمكن من تدمير تجمعات لمسلحي داعش في منطقة نجانه ودمر60 مركبة لمسلحي داعش وقتل العشرات منهم».
وقالت مصادر أمنية لـ»الحياة» « إن «حشوداً من الشرطة والجيش وأبناء العشائر ترابط في حدود ناحية العظيم لمواجهة مسلحي داعش الذين يحاولون اختراق الناحية»، وأكد شهود «استعداد القوات الأمنية والعشائر لمعركة حاسمة مع داعش خلال الساعات المقبلة».
 
علماء النجف يدعون كل مَن يستطيع حمل السلاح إلى التصدي لـ «داعش»
عودة عدد كبير من المقاتلين الذين غادروا إلى سورية
الرأي...كتب إيليا ج. مغناير
كادت عملية «ادخلوا عليهم الباب» التي أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في العراق أن تسعر حرباً لا تحمد عقباها يتدخل فيها دول الجوار وتتداخل فيها السياسة مع الدين.
فقد أعلن علماء النجف الأشرف أنهم «يدعون كل مَن يستطيع حمل السلاح للتصدي لـ«داعش» والإرهاب والدفاع عن النفس والممتلكات وعدم السماح للتنظيم باشعال نار الفتنة».
كذلك أطلق السيد مقتدى الصدر نداء لإنشاء «جيش السلام»، إلا أنه يعني التعبئة للجهوز بوجه تقدم «داعش» لاسيما أن محافظة كربلاء التي تشهد مناسبة خاصة هي الـ15 من شهر شعبان، ملاصقة لمحافظة الأنبار التي يتواجد فيها «داعش» بشكل مكثف وقد وضعت المقامات الدينية للإمام الحسين وأبا الفضل العباس على لائحة التدمير. وعلمت «الراي» أن العراق طلب من إيران بشكل غير رسمي التعاون على تبادل الخبرات للقضاء على «داعش» لأن خطره بدأ ينتشر لدرجة تشكيل خطر على دول الجوار وهي الكويت وإيران والسعودية والأردن وكذلك تواجده وانتشاره في سورية وعلى حدودها العراقية. كما علمت «الراي» من مصادر موثوقة أن «المئات من القوى العراقية الشيعية التي تقاتل في سورية عادت إلى مناطقها في الوسط والجنوب لتشكيل قوة من العشائر كما طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وذلك للدفاع والوقوف ضد تقدُّم قوات «داعش» وتهديدها لجميع المناطق العراقية، لاسيما، حسب المصادر، أن «لدى التنظيم خلايا نائمة في البصرة والكوت وبغداد ومناطق متعددة تؤمن له البيئة الحاضنة اللازمة وهو ان تضرب بالسيارات المفخخة في هذه المناطق بشكل متواصل».
إلا أن هذه الإجراءات وتحرك العشائر وبعض السكان استطاع توقيف اندفاعة قوى «داعش» نحو بغداد. وأوقفت هذه الاندفاعة في صلاح الدين وكذلك في سامراء ولا يوجد بالحقيقة خطر مباشر على بغداد مع العلم أن العاصمة العراقية تشهد منعاً للتجول من الساعة العاشرة مساء حتى الساعة السادسة صباحاً. وقد انتشرت القوى الأمنية بشكل كثيف ووضعت الحواجز ونقاط التفتيش في داخل العاصمة وعلى مداخلها المختلفة. وهرع السكان، رغم توافر البضائع بشكل عادي وعدم ارتفاع الأسعار.
أما بالنسبة الى حقيقة ما جرى فيقول مصدر رفيع في الحكومة العراقية لـ«الراي» ان «قادة الفرق التابعة للمنطقة التي سيطرت عليها قوات داعش لم تقاتل وفرّت من أرض المعركة عند بدايتها وكذلك فعل الجيش برمّته والذي يقدر عديده بنحو خمسين ألف ضابط وجندي ولم يقاوم إلا القليل منهم. أما وقد استُوعبت الضربة الأولى وبدأت مقاومة داخلية في صلاح الدين والموصل تتصدى لتقدم الجهاديين حيث أوقفت هذا التقدم في صلاح الدين وسامراء، فإن القوى البرية بدأت بالتهيؤ للتقدم ومجابهة داعش في أماكن وجوده».
إلا أن من الواضح أن «داعش» قد أرعب فرائص القادة العراقيين وليس فقط في كل العراق بل أيضاً في الدول المجاورة. فقد فتح الطريق بين سورية والعراق وأزال خطوط سايكس - بيكو التي رسمت الحدود عام 1916 ليثبت مشروع «الخلافة الإسلامية» وأخذ غنائمه إلى سورية حيث يتواجد في الرقة ودير الزور التي أصبحت «دير الخير» تحت علم «الدولة الإسلامية» وهو يطالب جميع مناصريه بالتهيؤ للوصول إلى البصرة جنوباً وإلى دمشق شرقاً وحتى حدود أخرى تحددها الأسابيع والأشهر المقبلة.
ويقول مصدر قيادي عراقي ان «ما احتله داعش في أيام يستلزم أشهراً لاستعادته لاسيما أن الفلوجة أخذت مجهوداً عسكرياً دام أكثر من 6 أشهر دون أن تكون الغلبة للحكومة العراقية».
وقد استطاعت اندفاعة «داعش» العسكرية وقف العجلة السياسية في العراق إذ كان من المنتظر انتخاب اللجنة الرئاسية بعد أسبوع من اليوم وانتخاب رئيس للجمهورية بعد أسبوع ثان ليبدأ العد العكسي لانتخاب رئيس الوزراء المقبل للعراق ضمن مهلة شهر واحد، إلا أن محاولة نوري المالكي بالطلب من البرلمان الموافقة على حال الطوارئ تهدف لإعطائه المجال لإثبات نفسه من جديد بعد فشله كقائد للقوات المسلحة ولإعطائه الوقت الكافي خارج نطاق الدستور لوقف العملية السياسية.
 
مسؤولون أميركيون: متقدم جداً ... أداء «داعش» العسكري
«سيمكنهم على الأقل من الحفاظ على الدولة أو الإمارة التي يحاولون إنشاءها في العراق وسورية»                              
الرأي.... واشنطن - من حسين عبدالحسين
• سيطرة التنظيم على الأموال المودعة في بنوك الموصل أنهت جهودنا التي قمنا بها لمراقبة تمويل الإرهاب سنتاً سنتاً
في واشنطن، عود على بدء: كيف تتعامل اميركا مع الدول الفاشلة؟ هذا السؤال وجد مستشارو الرئيس السابق بيل كلينتون أنفسهم مجبرين على الإجابة عنه منذ منتصف التسعينات ومع تحول كل من أفغانستان والصومال الى مأوى للتنظيمات الإسلامية المتطرفة. لم تقرأ واشنطن الخطر جيدا واعتقدته تهديدا يطال مصالحها وسفاراتها وجنودها في بقع متنوعة في العالم، مثل في السعودية واليمن وتنزانيا وكينيا. واعتقد كلينتون انه يمكن لأميركا التكشير عن انيابها عبر عمليات استخباراتية تستهدف هذه التنظيمات وضربات صاروخية متفرقة تشنها الاساطيل الأميركية المنتشرة عبر المحيطات.
لكن إجراءات كلينتون برهنت انها كانت خجولة وغير كافية، فدهم الخطر اميركا نفسها في 11 سبتمبر 2001 في هجمات نيويورك وواشنطن. يومذاك، أدركت الولايات المتحدة ان المطلوب حلول جذرية تضع حدا للدول الفاشلة، فتقدم «المحافظون الجدد» من مستشاري الرئيس السابق جورج بوش الذين اعتقدوا انه يمكن للقوة الأميركية الساحقة ان تساهم في «هندسة» هذه الدول، وإعادة صناعتها في صور دول ديموقراطية، كما في التجربتين الاميركيتين الناجحتين في المانيا الغربية وكوريا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية.
لم تجتح اميركا الامارة الإسلامية المزعومة في أفغانستان وحدها، بل اضافت اليها عراق صدام حسين، والذي على الرغم من بطش حكومته وجنونها، كانت تمسك بالأمن بصورة مستقرة. ومع اجتياحها البلدين، راحت اميركا تنفق ترليونات الدولارات، لا على العمليات العسكرية فحسب، بل على إعادة الاعمار وبناء الدولتين ومؤسساتهما المدنية والعسكرية. كذلك، قدمت اميركا مئات المليارات لبرامج نشر الديموقراطية حول العالم، وأدت حملتها الى مواجهات مع حكومات عديدة، كانت بعضها في مصاف الدول الحليفة والصديقة.
لكن مجهود القوة العظمى خاب. حتى رئيس أفغانستان حامد كرزي ورئيس حكومة العراق نوري المالكي، واللذين لم تتعد سلطتيهما قصريهما او المناطق الأمنية المحيطة بهذين القصرين، انقلبا على واشنطن واستخدما خطابات شعبوية ضدها، ربما بهدف كسب شعبية. ولا شك ان تصرفات كرزي والمالكي تقع في صلب الإحباط الذي أصاب ادارتي بوش وباراك أوباما، وفي وقت لاحق انتقل الإحباط من أروقة القرار الأميركي الى عامة الشعب.
هكذا، بنى أوباما رئاسته على سياسة «عكس ما فعل بوش»، خصوصا خارجيا. أولى مؤشرات كيفية تفكير أوباما جاءت في جلسة استماع، في ربيع العام 2008، عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ برئاسة جو بيدن ومشاركة سفير اميركا في العراق ريان كروكر وقائد قواتها الجنرال دايفيد بترايوس.
في تلك الجلسة، لم يطلب المرشح الرئاسي السناتور أوباما توضيحات، بل قدم ايجازا لرؤيته: إذا اوصلنا العنف في العراق الى مراحل متدنية مقبولة، ولم يعد العراق تهديدا امنيا على جيرانه، لماذا لا يمكننا الانسحاب؟
كان واضحا ان أوباما تخلى عن فكرة «بناء الأمم» في العراق وأفغانستان وحول العالم، واستبدلها بمقولة ضرورة استخدام الموارد «لبناء الأمم هنا في وطننا» الأميركي. وكان واضحا ان أوباما يعتقد ان الانسحاب «بالتي هي أحسن» هو الحل الأنسب.
هكذا، خرجت اميركا كليا من العراق، وتضاءل اهتمامها بشؤونه، وتم تسليم الملف العراقي الى نائب الرئيس بيدن، الذي سلمه بدوره الى مستشاره لشؤون الأمن القومي انتوني بيلنكن، الذي يعمل اليوم نائبا لمستشارة أوباما للأمن القومي سوزان رايس.
لم يكترث بلينكن للانتقادات حول سياسة أميركا في العراق وحول ضرورة ممارستها الضغوط على المالكي للسير في تسوية سياسية جامعة يمكنها محاربة الإرهاب ومنع عودته. أبرز تبرير قدمه بلينكن كان مفاده ان المالكي يقوم بزيادة ضخ النفط العراقي، وهو ما يسمح بإخراج النفط الإيراني من السوق بهدف فرض عقوبات دولية على طهران بسبب ملفها النووي.
اليوم، تراكمت أخطاء اميركا في العراق، قبل الحرب، واثناء احتلالها له، وبعد خروجها منه، واتضح ان جل ما فعلته هناك سراب.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى شرط عدم ذكر اسمهان «الجيش العراقي الذي انفقنا موارد هائلة على بنائه على مدى العقد الماضي، يمكنه ان يرسل الدبابات لمحاصرة بيت (نائب الرئيس العراقي طارق) الهاشمي بتهمة الإرهاب، لكنه يلقي سلاحه وينزع بزته العسكرية ويهرب عندما يرى ارهابيي داعش وهم يستولون على الموصل».
وبسيطرتهم على الموصل، استولى مقاتلو «داعش» على كمية كبيرة من الدولارات المودعة في البنوك، وعلى مخازن السلاح الحكومية، «وهو ما يعطيهم دفعا أكبر لتوسيع عملياتهم «داخل العراق، وربما في دول أخرى»، وفق المسؤول الاميركي الذي قال ان «كل المجهود الذي نقوم به لمراقبة الأموال حول العالم سنتا سنتا... بوم جاءت داعش ونسفته، وصارت بحوزتها أموال واسلحة».
على ان الإحباط الأميركي لا يتركز حول اكتساح «داعش» لشمال العراق الغربي، بل حول المطلوب فعله مستقبلا. وقال المسؤول: «ماذا نفعل الآن، نرسل قواتنا لاحتلال الشرق الأوسط بأكمله؟ هذه تجربة لم تنجح»، مضيفا «نسلح ميليشيات معادية لداعش، فيرتدون علينا كما في أفغانستان و11 سبتمبر؟».
مع انتصارات «داعش» يبدو ان الأفكار نضبت في رؤوس مسؤولي أوباما، وعدد كبير منهم سبق ان عمل في إدارة كلينتون وواجه المعضلة نفسها: «كيف نتعامل مع الإرهاب العالمي ومع الدول الفاشلة التي تحضنه؟»
أحد الحلول يقضي بإيجاد «شركاء» يمكن الركون إليهم، وهو ما تحدث عنه أوباما في خطابه في كلية ويست بوينت العسكرية الأسبوع الماضي. تدريب هؤلاء الشركاء وتسليحهم وتمويلهم هو أيضا جزء من الرؤية الأميركية لمكافحة الإرهاب والتطرف. يمكن كذلك استخدام طائرات «درون» من دون طيار والقوات الأميركية الخاصة لمطاردة زعماء هذه التنظيمات، مثل في حالة اليمني الأميركي أنور العولقي واسامة بن لادن.
لكن للشركاء دورا أساسيا في الموضوع.
يقول المسؤولون الاميركيون ان واشنطن قررت تدريب وتسليح 9600 من المعارضة السورية المسلحة المعتدلة مع نهاية هذا العام. «الراي» سألت هؤلاء: «هل يمكن لقوة متواضعة كهذه احداث فرق في سورية؟» يجيب أحدهم: «لقد دربنا وسلحنا وقدمنا للمالكي كل الدعم، بما في ذلك صور جوية عن امكان انتشار الإرهابيين شمال وغرب العراق، وهو ظل منشغلا بالمناكفات السياسية، فانهارت قواته في الموصل في اقل من 72 ساعة».
ويضيف المسؤولون الاميركيون ان أداء «داعش» العسكري في الموصل «كان متقدما جدا»، وهو ينذر بتقدمهم على جبهات أخرى، «او على الأقل حفاظهم على الدولة او الامارة او أي كيان مستقل يحاولون انشاءه شمالي العراق وسورية، ونعود الى المشكلة التي واجهتنا مع امارة الطالبان قبل عقد».
 
المبارك هاتف المالكي وسط أنباء عن تنسيق "الخليجي" لعقد اجتماع طارئ
استنفار كويتي لمواجهة تمدد “داعش”
* وزير الدفاع لـ “السياسة”: جاهزون أمنياً وعسكرياً لأي تطورات سواء في الداخل أو على الحدود
* الخالد: ما يحدث كان متوقعاً والعواقب خطيرة على المنطقة إذا لم نواجه الإرهاب بموقف موحد
كتب – رائد يوسف وشوقي محمود ومنيف نايف وناصر قديح:
استنفرت الكويت سياسيا وديبلوماسيا وأمنيا عبر اتصالات وتحركات في اكثر من اتجاه لمواجهة اي مخاطر محتملة, اثر التطورات المتسارعة في العراق وسيطرة مسلحي تنظيم دولة العراق والشام “داعش” على اكثر من مدينة واطلاق سجناء خطيرين, في موازاة نشر التنظيم خريطة لدولته المرتقبة تشمل الكويت.
وعلى رأس التحرك الحكومي جاء اتصال سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك بنظيره العراقي نوري المالكي الذي أطلعه فيه على تطورات الاوضاع الامنية في المدن العراقية, معربا عن “ثقة الكويت في قدرة العراقيين على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة”, في وقت أكد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح ان “الكويت تراقب الأوضاع ومستعدة أمنيا وعسكريا لمواجهة اي تطورات سواء داخليا او على الحدود”.
على خط مواز, نبه النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد إلى ان “الوضع في العراق يثير القلق في المنطقة وقد تكون هناك عواقب في حال عدم وجود استجابة مشتركة ضد الارهاب”, قائلا: ان “التطورات في العراق تثير قلقا عميقا ليس للكويت فحسب ولكن لجميع بلدان المنطقة أيضا”.
واضاف الخالد في تصريح الى “رويترز” في اثينا ان “ما يحدث كان متوقعا, اذ ان الكويت حذرت سابقا من مخاطر امتداد الأزمة السورية الى بلدان أخرى ومن ان الدمار لن يبقى في سورية وانما سيمتد لدول الجوار والمنطقة”.
واعتبر أن “التطرف والارهاب وتمويله مصدر قلق لكل دول المنطقة لان اي تهديد لبلد من البلدان يعرض أمن المنطقة كلها للخطر”, منبها إلى ان “الاحداث ونتائجها ستكون خطرا على المنطقة اذا لم تجابه بموقف موحد يحد من الارهاب وانتشاره ويحد من الطائفية وانتشارها”.
في السياق ذاته, أبدت مصادر حكومية رفيعة المستوى استعداد الكويت لتقديم مساعدات انسانية للعراق في حال تم الطلب منها, مشيرة الى ان الكويت “تنظر بقلق شديد للاحداث في العراق”.
واذ لم تستبعد المصادر عقد “اجتماع خليجي طارئ” لبحث التطورات, وضعت ما يجري في العراق ضمن تداعيات الازمة السورية, وهو ما سبق وحذرت منه الكويت.
أمنيا, كشف مصدر مسؤول في وزارة الداخلية ان “الاجهزة المعنية شددت الرقابة على المنافذ والحدود البرية, خصوصا ان تلك المناطق مزودة بأجهزة وتقنيات وكاميرات حرارية عالية الدقة وبامكانها رصد أي عملية تسلل او تهريب لاشخاص او اسلحة”, لافتا الى انه “جرى التأكد من سلامة عمل اجهزة الرصد والمراقبة وقدرتها على مسح الحدود نهارا وليلا بما يضمن افشال اي مخطط يستهدف امن البلاد الداخلي”.
واكد المصدر ان “اجهزة المراقبة والرصد الحدودية مرتبطة مباشرة بغرفة عمليات مركزية فضلا عن الصلاحيات التي يتمتع بها الضباط الميدانيون في التصدي لاي عمليات تهريب”, معيداً التذكير بأن “المواقع الالكترونية والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي “المشبوهة” هي ايضا محط مراقبة ومتابعة”.
ولم تكن المواقف النيابية بعيدة عن الاستنفار الامني والسياسي, رغم تقليل بعض النواب من خطر “داعش” باعتباره “جزءا من لعبة سياسية ستنتهي قريبا”, اذ رأى النائب عبدالرحمن الجيران أن “تداعيات التطورات الميدانية المتعلقة بـ “داعش” لا تشكل خطراً على الكويت”, مشدداً في الوقت ذاته على أن ذلك “لا يمنع الأجهزة المختصة من الاضطلاع بدورها في متابعة كل التطورات”.
واضاف الجيران في تصريح إلى “السياسة” ان “داعش” ظهر “بشكل مفاجئ وهو أشبه بمادة هلامية مرتبطة بجهات عدة في المنطقة ويشكل رسالة سياسية موقتة ولظروف معينة”, مشيرا الى ان “معاناة أهل السنة في العراق واستمرار الممارسات الطائفية هناك تحت مرأى ومسمع قوات الشرطة والجيش من ابرز اسباب بروز حركات مثل “داعش”.
وتوقع ان “ينتهي “داعش” كما انتهت حركة “طالبان” التي كانت تحظى بدعم الولايات المتحدة وبعدما انتهى الغرض والمصلحة منها تم القضاء عليها”.
من جهته, قال النائب د. أحمد بن مطيع ان “النهج الذي يتبعه “داعش” لا يمثل الاسلام الصحيح وخارج على الشريعة الإسلامية”, مضيفا: “الى الآن لا نعرف مصدر هذه الحركة فهناك من يقول انها تمثل النظام البعثي العراقي السابق ومنهم من يقول بأنهم مجموعة من السجناء”, مستنكراً “الطريقة والاسلوب والآلية التي تنتهجها”.
وأكد مطيع في تصريح صحافي على “ضرورة أخذ التهديدات على محمل الجد, وقيام وزارة الداخلية بمتابعة أصحاب الفكر المتطرف ووأده في مكانه قبل استفحاله”, محذراً من “الخلايا النائمة التي تنشط في مثل هذه الظروف السياسية مستغلة ضعاف النفوس للانضمام الى صفوفها”.
من جانبه, شدد النائب د.عبدالحميد دشتي على ان “داعش مجموعة من المرتزقة, وبالتالي رفعها شعارات النصر الالهية ظاهرها الرحمة لكن باطنها العذاب”, محذرا من ان “لدينا من عناصرهم ومن يتعاطف معهم في الكويت ايضا وفق اجندات مختلفة قد يتحرك اي منهم”.
وقال دشتي في تصريح له أمس: “نتمنى على حكومتنا ووزرائنا كل في ما يخصه اتخاذ كل الاحتياطات والاستعدادات والاتصال بكل الجهات الاقليمية ذات الصلة, واعتقد اننا قد نرى اتفاقا ايرانيا – عراقيا – اميركيا لملاحقة “داعش”, وبالتالي دول الخليج حلفاء ويستشعرون الخطر ولا نستبعد ان تجتمع كل هذه الدول”, وأضاف: “نحن نراقب اداء الوزراء عن كثب ولدينا من المعلومات الخافية ما هو اعظم وسوف نهمس فيها بآذان الوزراء المعنيين كل في اختصاصه”.
في المقابل, ظهرت مواقف من دعاة السلف حملت “تأييداً مبطناً لداعش” من دون ذكر التنظيم بالاسم وتحت غطاء مناصرة ثوار العراق والسنة, إذ قال النائب السابق محمد هايف: “الحقيقة التي يعلمها نظام طاغية العراق الجديد أن أهل الموصل باختلاف توجهاتهم هم من حرروا مدينتهم ووجهوا ضربة قاصمة لنظام الهالكي الطائفي الذي طغى وبغى على أهل العراق وخصوصاً السنة”.
أما الناطق الرسمي باسم الحركة السلفية فهيد الهيلم فاكتفى بالدعاء: “اللهم انصر ثوار العراق على طغاتهم”, فيما رأى الناشط حاكم المطيري أن “العدو الحقيقي هو أميركا”.
 
 
المالكي يطلب مساعدات إيرانية عاجلة وسليماني يشرف على إدارة العمليات
المستقبل....بغداد ـ علي البغدادي
تتزايد يوماً بعد آخر مكاسب الجماعات المسلحة المتشددة معتمدة على سياسة «قضم الأراضي« ويتوالى سقوط البلدات والقرى في شمال وشمال شرق العراق حتى باتت العاصمة بغداد على مرمى حجر رغم محاولات حكومة نوري المالكي رفع الحالة المعنوية المنهارة لقواته في تلك المناطق .

وتتجه الأزمة الراهنة في العراق الى «التدويل» في ظل القلق الإقليمي والدولي المتصاعد وما يحمله من مؤشرات خطيرة قد تفضي الى تحول العراق الى ساحة تصفية حسابات إقليمية مجدداً مع استعانة المالكي بإيران وخبرات الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في الإشراف على العمليات العسكرية الجارية في العراق.

وباتت الفصائل والكتائب والجماعات المسلحة ومن بينها «داعش» تعتمد مبدأ الالتفاف على المدن والبلدات والقرى لفرض سيطرتها على مقرات الجيش وعدد من نقاط التفتيش حيث تمكنت من إحكام سيطرتها أمس على مناطق جديدة قرب بغداد التي تسودها حالة من القلق والخوف والترقب دفعت سكانها الى التزام منازلهم مبكراً وتخزين المواد الغذائية خشية تفاقم الأوضاع.

وخذل البرلمان العراقي أمس رئيس الوزراء نوري المالكي عندما ألغى بسبب اختلال النصاب القانوني لغياب النواب جلسته الطارئة المخصصة للتصويت على حال الطوارئ التي كان يطمح المالكي أن تمنحه تفويضاً لتدارك الانهيارات الأمنية المفجعة في مؤشر الى خشية النواب من استثمار هذه الورقة لتصفية حسابات سياسية مع انتهاء عمر البرلمان غداً وسط مطالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطني .

وتضيق الخيارات أمام رئيس الوزراء العراقي في التعامل مع الجماعات المسلحة حيث يحاول من خلال الاستعانة بالطيران وحملات التطويع الواسعة النطاق في المدن الشيعية وإرسال تعزيزات عسكرية الى بعض المناطق كبح جماح المسلحين الذين يواصلون تقدمهم باتجاه بغداد.

وأفادت مصادر مطلعة أن «المالكي طلب مساعدة عسكرية عاجلة من إيران لمعاونته على استعادة المدن والمناطق السنية التي خرجت عن سيطرة قواته«.

وقالت المصادر في تصريح لصحيفة «المستقبل« إن «قاسم سليماني قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني وصل الى بغداد أمس للإشراف على العمليات العسكرية التي تعتزم الحكومة العراقية القيام بها لاسترداد الموصل وتكريت ومدن أخرى في كركوك وديالى«.

وأشارت المصادر الى أن «سليماني عرض على المالكي إقامة جسر جوي عسكري بين بغداد وطهران لتقديم المساعدات العسكرية اللازمة لإدامة المعركة بالإضافة الى الاستعانة بالخبراء الإيرانيين العاملين ضمن الحرس الثوري في وضع الخطط العسكرية وخصوصاً ما يتعلق بحرب الشوارع«، لافتة الى أن «المالكي منح سليماني صلاحيات واسعة للإشراف على إدامة العمل العسكري ضد المتمردين«.

من جانب آخر، أكدت المصادر أن «جميع الخيارات أصبحت صعبة أمام رئيس الوزراء العراقي لطرد المسلحين من المناطق التي سيطروا عليها في تكريت والموصل والأنبار»، مشيرة الى أن «صعوبة نقل قوات عسكرية من محافظة الى محافظة أخرى فضلاً عن التطورات الأمنية التي قد تحدث في جميع المناطق أجبرت القيادات العسكرية في بغداد على اتخاذ قرار الاعتماد على الضربات الجوية وطيران الجيش في إيقاف زحف «داعش» صوب مناطق قريبة من العاصمة التي تشهد إجراءات أمنية غير مسبوقة بهدف التصدي لمحاولات الهجوم على أطرافها«.

ولفتت المصادر الى أن «الصعوبات التي تواجه نقل قوات عسكرية تمتلك الخبرة لطرد المسلحين قد تكون سبباً في بقائهم فترة طويلة داخل المدن التي استطاعوا الوصول اليها، وبالتالي فإن قضية إعادتها تواجه مشكلات لوجستية وعسكرية الأمر الذي اضطر القيادات الأمنية لاتخاذ قرار استخدام سلاح الجو وطيران الجيش الذي لم يعد حاسماً لإنهاء المعركة وطرد المسلحين«.

وكشفت المصادر أن «خطة المسلحين الآن تعتمد على الالتفاف الى بغداد من الشمال عبر محافظة صلاح الدين والغرب من الأنبار وفتح جبهة شرقية من خلال ديالى والتسلل عبر طرق نيسمية وعرة الى مناطق جنوب بغداد لغرض تطويق العاصمة والقيام بهجوم شامل«، لافتة الى أن «المسلحين باتوا يتواجدون بشكل مكثف في مناطق أبو غريب والفلوجة غرباً واللطيفية وجرف الصخر جنوباً ويحاولون الوصول الى التاجي التي تبعد عن مركز العاصمة نحو 30 كيلومتراً في حلول يوم السبت وهي مناطق تحيط بالعاصمة وتبعد عن مركزها ما بين 20 40 كيلومتراً».

وأكدت المصادر أن «قوات مكافحة الإرهاب (سوات) انتشرت في قضاء أبي غريب (غرب بغداد) على خلفية حدوث اشتباكات عنيفة بين الجيش وعناصر مسلحة في قريتي الزيدان والحمدانية التابعتين للقضاء حيث فرضت تلك القوات طوقاً على القضاء من جميع الجهات وأعلنت حظراً للتجوال الى إشعار آخر«.

وبحسب مصادر أمنية أخرى، فإن «عناصر داعش وحلفاءهم أحكموا قبضتهم على ناحية الضلوعية (90 كيلومتراً شمال بغداد) ومنطقة يثرب (85 كيلومتراً شمال بغداد) وأحرقوا المباني والمقار الحكومية في البلدتين، كما سيطروا على قاعدة البكر الجوية ذات الأهمية الاستراتيجية«.

وفي ديالى (شمال شرق بغداد)، أفاد مصدر أمني أن «مسلحي تنظيم داعش سيطروا على ناحيتي جلولاء والسعدية (شمال شرقي بعقوبة) بعد اشتباكات مع قوات الجيش والشرطة«.

وفي الأنبار (غرب العراق)، قال مصدر أمني إن «المجاميع المسلحة بمسمياتها كافة في الفلوجة أعادت امس فتح ثلاثة منافذ لمدينة الفلوجة، الأول منفذ المفتول (شمال الفلوجة) والثاني الفلاحات (غرب) والعامرية (جنوب) بعد انسحاب قوات الجيش من المقار والمواقع التي كانت تتمركز فيها إذ عادت حركة سير المركبات بشكل طبيعي«.

وأشار المصدر الى أن «قوات الجيش ترافقها قوة من الشرطة والصحوات انسحبوا من المقار والمواقع المحيطة بالفلوجة ومنها منطقة الجسر الياباني وبالقرب من الخط الدولي (شمال الفلوجة) ومن نقاط مراقبة في الفلاحات بعد اشتباكات عنيفة مع العناصر المسلحة استمرت منذ يوم أول من أمس«.

وفي سياق متصل، أفاد مصدر في شرطة الأنبار أن «قوات حرس الحدود انسحبت من مواقعها والمخافر الحدودية على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا في بلدة القائم والمناطق المحيطة بها (غرب الأنبار) من دون معرفة الأسباب«، مضيفاً أن «قوات الشرطة والعشائر تحاول سد الفراغ الأمني بعد انسحاب قوات حرس الحدود من النقاط الأمنية وأبراج المراقبة لمنع عمليات التسلل من سوريا للعراق«.

وفي الموصل مركز محافظة نينوى (شمال العراق) وتكريت مركز محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) عززت الجماعات المسلحة تواجدها ومسك الأوضاع فيهما إذ تم تعيين اللواء أحمد عبد الرشيد الضابط السابق في الجيش العراقي (شقيق الفريق أول الركن ماهر عبد الرشيد أبرز قادة الجيش السابق) للإشراف على إدارة محافظة صلاح الدين.

ويحاول رئيس الوزراء العراقي لملمة شتات قواته المتناثرة حيث دعا الضباط والمراتب الذين لم يتمكنوا من الوصول الى وحداتهم العسكرية أن يلتحقوا بأقرب وحدة عسكرية بمحافظاتهم على خلفية تفاقم الظروف الأمنية في البلاد.

كما أعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة أمس عن «تنفيذ طلعات جوية على تجمعات (داعش) في نينوى وأطرافها وبخاصة في معسكر الغزلاني جنوب الموصل»، في حين أفادت شرطة كركوك أمس أن وزير البيشمركة شيخ جعفر مصطفى نجا من محاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة استهدفت موكبه جنوب غربي كركوك (شمال بغداد) أدت الى مقتل عنصر في البيشمركة.

وتحاول الفعاليات السياسية العراقية الخروج من نفق الأزمة الراهنة التي وضعت البلاد على كف عفريت من خلال طرح عدد من الأفكار لمعالجة التدهور الحاصل عبر التوجه نحو تشكيل حكومة إنقاذ وطني لمدة سنة واحدة تعمل خلالها على إعادة العراق الى مساره الطبيعي.

وأكدت مصادر سياسية عراقية أن «الحكومة المقترحة ستكون مصغرة وتضم 10 وزراء ويتولى المسؤولية فيها قادة الخط الأول في القوى السياسية البارزة ومن مختلف مكونات العراق«.

وأشارت المصادر الى أن «هذا التوجه يأتي بعدما فشل رئيس الوزراء نوري المالكي في تقديم مبررات واضحة للتدهور الكبير في أداء القوات العراقية في المناطق الغربية من البلاد للزعماء السياسيين الذي انتظموا الأربعاء الفائت في اجتماع عقد في منزل رئيس تيار الإصلاح ابراهيم الجعفري وحضرته قيادات سنية بارزة من بينها رئيس البرلمان اسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك»، مبيناً أن «الاجتماع شهد خروجاً مبكراً للمالكي من مناقشاته وقبل أن ينتهي مكتفياً بمخاطبة الزعماء المجتمعين بالقول «سأعطيكم تفسيرات عن كل الذي حصل لاحقاً«، وهو ما فسر أن القائد العام للقوات المسلحة لم يكن على معرفة بطبيعة الأوضاع الأمنية الحقيقية في البلاد وما زال يشعر بفقدان الثقة من شركائه السياسيين«.

وبينما يتفاقم التدهور الأمني في العراق، فشل مجلس النواب العراقي في عقد جلسته الطارئة أمس لمناقشة إعلان حالة الطوارئ المقدم من المالكي قبل يوم من انتهاء دورته الحالية لعدم تحقق النصاب القانوني لعقد الجلسة بسبب حضور 128 نائباً بينما العدد المطلوب لعقد الجلسة 163 نائباً من أصل 325 نائباً.

وفي السياق ذاته، قال نائب في دولة القانون (بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي) إن «النائب أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي طالب أعضاء من دولة القانون بشكل علني في مجلس النواب أمس بتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي استقالته وإقالة الحكومة لتتمكن القوى السياسية من تشكيل حكومة إنقاذ وطني لإخراج البلد من الأزمة الأمنية الخطرة التي تسببت في دخول الإرهابيين الى مناطق مختلفة في البلاد«.

وأضاف النائب الذي رفض الكشف عن اسمه أن «الجلبي رفض عقد الجلسة الطارئة ومنح رئيس الوزراء صلاحية الطوارئ وكان جريئاً في طرح موضوع إقالة رئيس الوزراء وحكومته وعند استفسار أعضاء من دولة القانون عن سبب عدم حضورهم وبرلمانيين الجلسة الطارئة قال لهم إن الحل يكمن في استقالة رئيس الوزراء نوري المالكي وتشكيل حكومة انقاذ وطني قادرة على ترتيب الوضع الأمني وإعادة الاستقرار الى المحافظات التي شهدت انسحاباً مفاجئاً للقوات الأمنية وسيطرة المسلحين عليها من دون مواجهات مسلحة«.

وأشار النائب الى أن «الجلبي وشخصيات سياسية أخرى طالبت بشكل واضح بعدم منح أية صلاحية الى رئيس الوزراء والإسراع بإعلان حكومة إنقاذ وطني تبدأ بالترتيب لعقد مؤتمر وطني وإجراء إصلاحات عامة وفق آليات جديدة تبعد الفاشلين والفاسدين عن العملية السياسية».

ولم يستسلم ائتلاف المالكي لإخفاق البرلمان بمنح المالكي ورقة إعلان حالة الطوارئ إذ قرر اللجوء إلى المحكمة الاتحادية لمنح صلاحيات أكثر للحكومة.

وقال رئيس كتلة دولة القانون النيابية، خالد العطية، في مؤتمر صحافي مشترك مع عدد من أعضاء كتلته عقده في مبنى مجلس النواب أمس «نطالب مجلس النواب بالتصويت على إعلان حالة الطوارئ لتحسين الأمن في المناطق الساخنة»، لافتاً الى أن «جلسة المجلس (أمس) فشلت في إقرار هذا القرار»، معلناً أن «ائتلاف دولة القانون سيلجأ إلى المحكمة الاتحادية لمنح صلاحيات أكثر الى الحكومة».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,901,923

عدد الزوار: 7,047,550

المتواجدون الآن: 75