رفسنجاني... الرقم الإيراني الصعب

تاريخ الإضافة الإثنين 24 آب 2009 - 7:17 ص    عدد الزيارات 3951    التعليقات 0    القسم دولية

        


طهران - محمد صالح صدقيان
Related Nodes: 

شارك رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني في مراسم تنصيب رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها لظهوره في مناسبة عامة بعد ظهوره في صلاة الجمعة قبل حوالى شهر.

ويدور جدل واسع حول مستقبل رفسنجاني السياسي، فالبعض يريد إزاحته من مراكز القرار باعتباره شخصية لا يمكن الاعتماد عليها، ولا يمكن ان يخدم أفكار الثورة الإسلامية ومستقبلها، كما انه متهم باستغلال نفوذه السياسي والاجتماعي لخدمة «فكر معين لا ينسجم مع فكر الثورة».

ويرى البعض الآخر ان على رفسنجاني الابتعاد عن السلطة ليكون في خانة المعارضة، من اجل تعزيز تيار يستطيع ان يمسك مستقبلاً بمقاليد الأمور، وخلق تيار سياسي شعبي مقابل التيار الذي يمسك بمقاليد الأمور في المرحلة الحالية.

المتطرفون في الجناح المحافظ الأصولي، وهم ينتمون للطبقة الثانية من هذا الجناح الذي تُسيره شخصيات تمتلك افكاراً ثورية راديكالية متطرفة، ويعملون في أجهزة متعددة ثورية وحكومية وإعلامية، يعتقدون ان السلطة والمعارضة يجب ان تنبثقا من هذا الجناح، لأن المعارضة في هذه الحال هي معارضة مضمونة لا يمكن ان تتجه بأنظارها الى خارج الحدود على خلاف ما يحدث في التيار المعارض حالياً.

اما دعاة ابتعاد رفسنجاني عن القيادة المتمثلة بالمرشد آية الله علي خامنئي فيعتقدون انه الرمز الوطني البديل الذي يمكن الالتفاف حوله، لتشكيل بؤرة معارضة قوية تقود المشهد السياسي، لأن الأوضاع الحالية لا تعطي الأمل بإمكانية قيادة الشارع المعارض للحكومة، في ظل تشتت التيار الإصلاحي، بعد فشله في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وبالتالي فإن المستقبل لا يبشر بخير على صعيد المشاركة في القرار. ويعتقد البعض ان ذكر أحد الإصلاحيين اسم رفسنجاني في قاعة المحكمة التي تحاكم المتهمين، يدخل في إطار انسداد الأفق.

ويسود الاعتقاد ان كلام رفسنجاني الملتبس حول طاعة المرشد والقانون ومشاركته في مراسم تنصيب رئيس السلطة القضائية الجديد أعطيا رسالتين، الأولى ان رفسنجاني أراد ان يثبت موقفه الذي يؤكد احترامه للمرشد وقراراته بتعيينه رئيس السلطة القضائية، وأنه لايزال عند موقفه حيال الرئيس احمدي نجاد الذي امتنع عن حضور مراسم تنصيبه وأداء اليمين القانونية.

وفي المقابل هناك توجهان لدى المحافظين والإصلاحيين حيال رفسنجاني ، وهم المعتدلون الذين مازالوا يعتقدون بأهمية هذا الرجل وكفاءته، فالمحافظون يرون أنه يستطيع معالجة الأمور، وهو رجل «المهمات الصعبة» لما له من تاريخ وثقافة، فلا يمكن بهذه السهولة إبعاده عن الساحة السياسية، وان إلغاءه من هذه الساحة لا يخدم النظام السياسي في إيران.

اما الإصلاحيون فيعتقدون بأهمية وجود من يمثلهم او على اقل تقدير من هو اقرب إليهم في مراكز القرار، ومن خلاله يستطيعون التعاطي مع مركز القرار معتبرين إبعاد رفسنجاني عن هذه المراكز ضربة سياسية لا يمكن ان تخدم مستقبل الإصلاحات في إيران.

والرسائل التي كان المرشح كروبي (او بقية الشخصيات الإصلاحية) يرسلها لرفسنجاني تدخل في هذا الإطار الذي يريد التأكيد على قدرته على معالجة الأمور بحكم موقعه في القيادة.

ويستبعد العارفون ان ينتخب مجلس خبراء القيادة رئيساً جديداً بديلاً لرفسنجاني خلال اجتماعه الدوري بعد عطلة عيد الفطر المبارك لأن منافس رفسنجاني في هذه الرئاسة «محمد يزدي» لم يحصل إلا على أصوات قليلة، في الوقت الذي فاز رفسنجاني بغالبية الأصوات في الانتخابات العام الماضي، ناهيك عن وجود شخصيات داخل مجلس خبراء القيادة ، تؤمن بإدارة رفسنجاني وحكمته على الصعد المختلفة.

وعلى رغم من كل ذلك فإن رفسنجاني يواجه أياماً عصيبة قلما واجهها على المستوى الشخصي طوال الأعوام الثلاثين الماضية. كان الرجل يعالج مشاكل يقع فيها الآخرون، او تقع إيران فيها، الا ان المطلوب منه هذه المرة معالجة المشاكل التي يمر بها شخصياً مع منافسيه، خصوصاً ان المرشد الذي يعتبر من اقرب مقربيه أعلن أنه يمتلك وجهات نظر مختلفة مع رفسنجاني، وأن هذه الآراء ربما تكون اقرب إلى احمدي نجاد منها الى رفسنجاني، وهذا ما اضعف موقفه في شكل كبير، وما نجح في الوقت نفسه في دعم المتطرفين في كلا التيارين.

تقول مصادر مقربة ان رفسنجاني الذي يعرف تفاصيل الأمور في إيران، فضل الابتعاد حالياً عن التجاذبات السياسية، والاكتفاء بتسجيل المواقف الضرورية والتي يعتقد بأهميتها، كمشاركته في صلاة الجمعة وطرح مشروعه لحل الأزمة السياسية في البلاد.

لكن هذه المصادر تعتقد ان رفسنجاني يستطيع القيام بدور رئيسي في تعزيز الثقة بين الطبقات المختلفة، لكنه يفتقد آليات هذا الدور في الوقت الحاضر، او ربما لا يرغب البعض في إعطائه مثل هذا الدور.


المصدر: جريدة الحياة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,149,080

عدد الزوار: 6,757,181

المتواجدون الآن: 124