بعد 3 أيام حافلة بالأحداث الدموية اثر معركة جند أنصار الله.. مخاوف في غزة من ردات فعل انتقامية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 18 آب 2009 - 6:44 ص    عدد الزيارات 4499    التعليقات 0    القسم عربية

        


ميرفت أبو جامع من غزة:

 يعيش قطاع غزة هدوءا حذرا بعد ثلاثة أيام حافلة بالأحداث الدموية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بين الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة ومسلحين من جماعة "جند أنصار الله" التي أودت بحياة 28 شخصا بينهم عبد اللطيف موسى قائد الجماعة واثنين من مرافقيه على اثر إعلان موسى الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس انطلاقا من رفح.

هذه النهاية المأساوية للجماعة التي أعلنت الإمارة الإسلامية في بيت المقدس انطلاقا من رفح ليوم واحد، أثارت تخوفات كثير لدى الغزيين الذين لازالت ذاكرتهم مشجونة بصور الحرب التي شنتها إسرائيل عليهم أواخر ديسمبر الماضي، ويعانون من ضيق في العيش بسبب الحصار والانقسام الذي طال أمده دون حل في الأفق.

ويخشى الغزيون أن تتحول ردة فعل أعضاء الجماعة الذين لا يعرف عددهم بالضبط بين 500 شخص أو أكثر " بحسب مصادر إسرائيلية" جلهم من الشباب صغار السن إلى أعمال تفجيرية، انتقاما لمقتل زعيم الجماعة الملقب بابو عبد الله المقدسي وعدد من أعضاء جماعته ، وذهب الموطنون في توجساتهم إلى أن قد تتطور الأحداث لان يتحول قطاع غزة إلى ساحة حرب داخلية أطرافها جماعات إسلامية متطرفة تختلف في نهجها مع حركة حماس، على غرار ما يحدث يوميا في العراق بين عناصر من السنة والشيعة ولسان حالهم في غزة يقول :" كان ينقصنا موت جديد ".

وشقت توجسات أهل غزة طريقها بعد أن توعدت جماعة "جند أنصار الله" في بيان على موقعها على الإنترنت بالثأر والانتقام لمقتل زعيمها موسى وقالت الجماعة:" رحم الله شهدائنا.. والله الذي لا إله إلا هو الذي رفع السموات الطباق بلا عمد لنثأرن لدمائكم ولنرملن نسائهم كما رملوا نساء مجاهدينا "، وأضاف البيان "غزونا بني صهيون في عقل دارهم ورجعنا لاهلينا سالمين غانمين.. فقتلوا على أيديكم في ليلة الجمعة وفي هذه الأيام المباركات".

سيوف الحق تتوعد

ونقلت المواقع الالكترونية الفلسطينية عن جماعة تسمي نفسها "سيوف الحق" الاحد في غزة تهدد فيه بمهاجمة قادة حركة حماس. وطالب بيان الجماعة المذكورة سكان القطاع بالابتعاد عن مراكز الشرطة والمساجد التي يؤدي فيها قادة حماس الصلاة.

ويذكر انه سبق لهذه الجماعة" سيوف الحق" أن أعلنت في بيانات سابقة أنها فجرت مقاهي الإنترنت ومحال لبيع أشرطة كاسيت أغاني وألقت مواد حارقة في وجه فتاة كانت تسير بجانب نصب الجندي المجهول وسط مدينة غزة، واعتدت على محل إكسسوارات،  كما قامت بتحطيم سيارات تعود ملكيتها لمواطنين بسبب رفع صوت الأغاني فيها، وتهديد العديد من طالبات الجامعات بغزة غير المحجبات والعاملات في تلفزيون وفضائية فلسطين ،وتعتبر أن رسالتها داخلية من أجل تطهير الأرض من الفساد والرذيلة .

وبدأت جماعة " جند أنصار الله " بالظهور في نوفمبر 2008، ردا على انتقال حركة حماس إلى العمل السياسي ومشاركتها في انتخابات يناير 2006 التي عارضتها وقتها. وتختلف مع الحركة في القبول بالتهدئة مع إسرائيل وتقول :"أنها تسعى من خلال الجهاد لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، ونصرة نبيه ،ودفع العدو عن ديار المسلمين، وفكّ أسر أسيرات وأسرى المسلمين، وتوحيد مجاهدي الأمة".

وتتهم الحكومة المقالة بغزة (الجماعة) بتكفير المواطنين وتتبنى أفكار متشددة نحو أسلمة المجتمع بالقوة وأنها قامت بقتل وإرهاب المواطنين واعتقلت اثنين من عناصرها على اثر تفجير حفل الزفاف. بينما تنفي الجماعة مسؤوليتها عن أي أحداث تفجير وقعت في غزة بما فيها تفجير حفل زفاف يعود لعائلة دحلان جنوب قطاع غزة الشهر الماضي وقالت في بيانها :" من خلال موقعنا نؤكد رسمياً ونكررها ثانية أننا لم نكن ننوى أن نفجر أي مقر امني أو نهاجم أي عنصر من حماس ولم نقتل احد منذ نشأة جماعتنا علي خلافكم ، ولم يكن لنا أي ضلع نهائياً في أي تفجير حدث علي الساحة الفلسطينية ، ولم نكفر احد ، ولسنا تبعاً للقاعدة ، هذا كان قرار أميرنا أبو عبد الله".

وتقول المواطنة أم لؤي من جنوب قطاع غزة أنها باتت تخشى على نفسها في غزة من أن تحدث تفجيرات وقالت كنت مدعوة على فرح أقاربي في احد صالات غزة ولكنني رفضت ذلك خشيت أن يحدث تفجيرات واذهب ضحيتها لذا فضلت البقاء في بيتي .

وتتفق معها المواطنة وفاء التي تسكن منطقة حدودية جنوب قطاع غزة قائلة لم نصدق أن نستريح قليلا من الاجتياح والحرب وأصوات التفجيرات، لم نعد نحتمل جراح أكثر.."

وتضيف وفاء زوجة أسير في السجون الإسرائيلية "ربما تقوم هذه الجماعات بصب جام غضبها على إسرائيل، حتى تقوم الأخيرة بدورها بالرد عليها بإطلاق الصواريخ على بيوت المواطنين الآمنين ، مشيرة إلى بيتها المتصدع ولم تستطع للآن اعماره بسبب فقرها والحصار".

وأثار استخدام الأجهزة الأمنية المقالة للقوة المفرطة في التصدي للجماعة الجمعة الماضية سخط وغضب تنظيمات فلسطينية ومراكز حقوقية التي أدانت العمل بشدة. وقالت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان طالبتا بفتح تحقيق في أحداث رفح الأخيرة بفتح تحقيق شامل في الأحداث الدامية بمدينة رفح وظروف استخدام القوة المسلحة المفرطة، وأضافت الضمير "أن استخدام القوة المسلحة المفرطة من قبل الأفراد المكلفين بتنفيذ القانون، يشكل تصعيدا للأوضاع الأمنية داخل قطاع غزة، وسلوكا يعتبر خروجا عن القواعد التي تنظم إمكانية استخدام القوة المسلحة، حيث أن حفظ النظام والقانون لا يكون بأي ثمن ودون مراعاة للضوابط التي تحافظ على حياة المواطنين وسلامتهم".

هدوء حذر

ويحتفظ قطاع غزة بهدوء حذر، بينما تواصل الأجهزة الأمنية حملة ملاحقة واعتقال أعضاء الجماعة والأشخاص المشكوك بانتمائهم للجماعة. وأشارت الضمير الى أن الأجهزة الأمنية في الحكومة بقطاع غزة قد اعتقلت ما يقارب 84 مواطنا من بينهم أعضاء من جماعة أنصار جند الله ومدنيين يشتبه بهم بالتعاون مع هذه الجماعة، ولم يعرف حتى الآن أماكن وظروف احتجازهم وحالتهم الصحية".

ولا يخفي الناشط المجتمعي إسماعيل النمس تخوفه من أن تحدث تفجيرات وأعمال تستهدف الحكومة المقالة أو أجهزتها الأمنية كردات فعل انتقامية لما حدث للجماعة ومقتل زعيمها المقدسي ، وقال "الناس هنا أصبحوا يخشون الاقتراب من المساجد أو مراكز الشرطة المقالة".

وأكد النمس أن وجود هذه الجماعات المتشددة وغيرها نتيجة طبيعية لما يعيشه قطاع غزة من انقسام واحتلال وحصار، رافضا في الوقت ذاته استخدام الحكومة المقالة للقوة المفرطة في ردع الجماعة، إلا انه يقر بأنه كان لابد أن تردع هذه الجماعة حتى تقطع الطريق على غيرها من الجماعات المتشددة التي تفكر في العبث بالمجتمع الفلسطيني . داعيا الفرقاء الفلسطينيين إلى الاعتبار مما حدث والعودة إلى الحوار وانجاز اتفاق المصالحة لتجنيب الشعب الفلسطيني ويلات قادمة .

أما المواطن عبد الشافي نجيب من غزة أبدى تخوفا كبيرا من الانتهاء المفاجئ لهذه الجماعة بالصورة التي وصلت عبر وسائل الإعلام، وسط تكتيم محكم على المصادر الأساسية لأطراف النزاع بحسب قوله ، مضيفا أن الشروع في إغلاق المستشفيات وأماكن الحدث بدواع أمنية لهو أمر خطير جدا، فحتى الآن لم نعلم أن هذه الجماعة أين انتهى مصيرها؟، وهل هي موجودة أم لا؟ ولم نسمع عن أسماء قتلت في العملية سوى عبد اللطيف موسى واثنين آخرين. فهل هي عبارة عن أشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليد أسئلة يطلقها نجيب بحثا عن إجابة.

ولا يستبعد د. ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية بجامع الأزهر بغزة أن تنتشر ظاهرة العنف وأن تقع عمليات تفجير هنا وهنا وقال :" بالرغم من أن حركة حماس حاولت اجتثاث المجموعة، إلا أننا لا نستطيع أن نقول أنها قضت عليها أو على باقي المجموعات نهائيا".

ويبقى الوضع في قطاع غزة الذي يشكل مثلثا أضلاعه من" الحصار والانقسام والاحتلال " مفتوحا على احتمالات شتى وتحمل له الأيام مفاجآت لا تنتهي.
 


المصدر: موقع إيلاف

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,078,832

عدد الزوار: 6,751,752

المتواجدون الآن: 103