موت محمد الشعار يرفع عدد قتلى تفجير الستاركو إلى سبعة...اتفاق بين سليمان وسلام على تسريع تأليف حكومة «ترعى الأمن» والحريري طالب بتمثيل «14 آذار» فقط.. وجنبلاط متمسك بـ«صيغة وطنية»

ابنة بري مرشحة لخلافة سفير لبنان لدى سوريا....سليمان يعزّي في مسجد محمد الأمين ويؤكد لـ "المستقبل": لا إمكانية لانتصار فريق على آخر في لبنان وشطح اليوم إلى جانب رفيق الحريري

تاريخ الإضافة الإثنين 30 كانون الأول 2013 - 6:41 ص    عدد الزيارات 2104    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

شطح إلى جوار رفيق الحريري اليوم و"14 آذار" تودعه بموقف سليمان وسلام يتجهان إلى حكومة مصغرة حيادية خلال أيام

النهار.."رويترز"
يشيع اللبنانيون ظهر الأحد الوزير السابق الشهيد محمد شطح بالحزن والتكريم لاستشهاده، ويوارى الثرى إلى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في ساحة الشهداء وسط مشاركة يتوقع أن تكون حاشدة سياسيا وشعبيا، ومن المنتظر أن تلقى خلال التشييع كلمة باسم قوى "14 آذار" تضع الحجر الأساس لتعاملها مع القضايا الوطنية في المرحلة المقبلة، وتخلو من المواقف السياسية المباشرة.
لا ينفي هذا التوجه أن المجالس السياسية تغلي بأخبار عن عزم رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام على إعلان الحكومة العتيدة خلال أيام قليلة، والأرجح بعيد رأس السنة الجديدة، على أن تكون حيادية تماما ومصغرة من 12 وزيرا او أكثر قليلا. ونقل بعض الذين التقوا رئيس الجمهورية لـ"النهار" أنه سيعلن مبادرة بالغة الأهمية خلال لقاء صحافي يعقده لمناسبة انتهاء السنة في السادسة والنصف مساء اليوم.
كذلك أفادت مصادر واسعة الاطلاع "النهار" ان الاجتماع الذي عقده الرئيس سليمان والرئيس المكلف سلام في قصر بعبدا امس والذي أعقب اجتماع مجلس الدفاع الأعلى اتسم بأهمية مفصلية إذ أبرز اتجاها الى بت الملف الحكومي "في صورة جازمة وخلال وقت قصير جداً" .
وقالت المصادر ان الرئيسين سليمان وسلام اتفقا على نحو حازم على حسم أزمة تأليف الحكومة الجديدة بعد رأس السنة الجديدة مباشرة وان سلام يمضي في مشاوراته لتخريج تشكيلته الحكومية. وفيما تحدثت معلومات عن حسم الاتجاه الى تشكيل حكومة حيادية بالكامل فان المصادر نفسها أوضحت ان الصورة النهائية للصيغة الحكومية لم تحسم بعد وان هذا الأمر سيكون محور الحركة بعد رأس السنة.
وعلقت مصادر في قوى "14 آذار" لـ"النهار" على هذه الأخبار بالقول "إن عملية تأليف الحكومة يجب أن تكون بالساعات وليس بالأيام، وأمام رئيس الجمهورية والرئيس المكلف مسؤولية وطنية وسياسية كبرى، ولا يعني هذا الكلام أن دم الشهيد يصرف في حكومة. دم الشهيد فتح صفحة جديدة لأنه كشف بلا أي لبس أن لبنان تحت احتلال إيراني كامل، وانطلاقا من اغتياله يتوجب للتفكير في وسائل اعتماد مقاومة مدنية شاملة. كان ممكنا للرئيس والرئيس المكلف قبل هذه الجريمة إجراء حسابات ربح وخسارة والسؤال عمن يرضى ومن لا يرضى. أما بعدها فعليهما المبادرة واعلان حكومة. من جهتنا كقوى "14 آذار" يستحيل أن نجلس إلى طاولة واحدة مع "حزب الله"(...)".
ولفت هنا تصريح للرئيس فؤاد السنيورة خلال تقبل التعازي بالوزير السابق الشهيد في مسجد الأمين حيث عزى الرئيس سليمان وكبار شخصيات الدولة، إذ شدد على تمسك قوى 14 آذار بالحوار .
وعلقت مصادر سياسية على إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التحضير لإحالة التفجيرات الأخيرة بمراسيم استثنائية على المجلس العدلي ومن ضمنها جريمة التفجير التي أودت بالوزير السابق شطح، فأكدت لـ"النهار" أن هذا القرار يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء عليه بالتصويت. تماما مثل قرار طلب إحالة الجريمة الأخيرة على المحكمة الدولية، إلا أن المحكمة تستطيع طلب الاطلاع على نتائج التحقيقات إذا ارتأت أنها مفيدة للقضايا التي تنظر فيها.
وفي هذا السياق علمت "النهار" أن المعطيات التي توافرت للتحقيق من كاميرات المراقبة في مكان التفجير والشوارع المحيطة به هي "في غاية الأهمية". ولم تشأ الإفصاح عن المزيد.
وقد ارتفع عدد ضحايا الانفجار الى سبعة اثر وفاة الشاب محمد الشعار متأثرا بجروحه في حين عمل المحققون على جمع اشرطة كاميرات المراقبة المنتشرة في المنطقة، ورفع عناصر فرع المعلومات والشرطة القضائية البصمات في مسرح الجريمة ودققوا في حطام السيارات. أما في ما يتصل بالسيارة المفخخة التي انفجرت وتردد انه تم اعدادها في مخيم عين الحلوة، فنفى قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب هذه المعلومات. وقال لـ"المركزية" انه" تم الاتصال بقيادة الأمن اللبناني والتأكيد ان لا صحة لهذه المعلومات المندرجة في اطار زج المخيم في الفتنة مع الجوار اللبناني لا أكثر".
في المقابل، ذكرت معلومات ان التحقيقات ما زالت مستمرة لمعرفة ما إذا كانت السيارة المفخخة قد بقيت في مخيم عين الحلوة منذ سرقتها في العام 2012 ام انها بيعت لجهة معينة، علماً ان معطيات التحقيق الأولي أكدت أن السيارة قد بيعت لجهة خارج المخيم، وأفادت ان لا موقوفين في القضية وتم الاستماع الى نحو 13شاهدا كانوا في مكان الإنفجار.
 
فتفت لـ"السياسة": اغتيال شطح رسالة موجهة للحريري
بيروت - "السياسة":
أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت لـ"السياسة", أن اغتيال الدكتور محمد شطح, رسالة مهمة جداً قبيل انعقاد المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري واغتيال للعقل الديبلوماسي الوقاد والدور الأساسي الذي لعبه في إصدار القرارين 1701 و1559, كما أنها رسالة للرئيس سعد الحريري ليفهم بأنه من غير المسموح له العودة إلى البلد, بتنفيذ جريمة من هذا الحجم ملاصقة لبيت الوسط والانتقام من كل إنجازات شطح الديبلوماسية وتحديداً في المرحلة الأخيرة من خلال هيمنة النظام الإيراني على لبنان والمنطقة.
وأشار إلى أن "الوزير شطح هو صقر أساسي من صقور "14 آذار" بالممارسة وليس بالكلام فقط, وخصوصاً لأنه مقرب من الرئيس سعد الحريري وممارس ومشرف على السياسي لكل توجهات فريق 14 آذار". وقال "لم نستغرب أبداً استهدافه كعقل سياسي معتدل وكرجل مثقف ورجل حوار من الطراز الرفيع, دون مساومة على سيادة لبنان واستقلاله من حملة السلاح غير الشرعي ومن الخارجين عن الدولة والقانون".
ورأى أن "هذا الاعتدال تبرير لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان رمزاً للاعتدال في لبنان, من قبل فئة تحاول أن تحمي المجرمين", مشدداً على أن من لا يريد للاعتدال أن يتحقق هو من أدار سلاحه إلى الداخل ويسعى للهيمنة على كل مفاصل الدولة.
وسأل فتفت "ما المطلوب? هل نستسلم? لن نستسلم, رغم أن الرسالة وصلت من نعيم قاسم ومن سليمان فرنجية وسواهما, وصلت من الذين كانوا يهولون علينا, وذهبوا بتهديداتهم إلى أقصى درجة", مضيفاً "نحن ندرك أننا نمر بمرحلة خطيرة جداً, والكل مصمم على مواجهة المعركة واختياره الحياة".
وعن توقعاته بتكرار عملية الاغتيالات, قال فتفت "يمكن كثيراً إذا اعتبروا أن هذا الاغتيال لم يؤدِ إلى النتيجة المطلوبة, ولذلك علينا أن ننتظر كيف سيتعاملون معها ومهما فعلوا فهذه الطريقة لن تؤدي إلى أي مكان, سوى إلى المزيد من الإصرار على الدولة بشروط الدولة".
وناشد فتفت الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد.
وقال إن "هذا الظرف هو الظرف الأمثل لتشكيل الحكومة فيجب تشكيل حكومة بأقصى سرعة, وكان مفترضاً أن تشكل اليوم, وأن تكون حكومة مواتية للمصلحة الوطنية وإذا لم تشكل يشعر المجرم بأن مخططه ناجح بجميع المستويات".
 
ميشال سليمان لـ «الراي»: شطح رجل العقل والاعتدال
بيروت من آمنة منصور
وصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان الوزير السابق محمد شطح الذي اغتيل اول من امس في وسط بيروت، بأنه «رجل الاعتدال». وقال لـ «الراي» ان «الوزير شطح، وكما يردد الجميع، كان رجل الاعتدال والحوار ورجل العقل والعلم، ورجل الفكر».
وجاء كلام الرئيس سليمان لـ «الراي» خلال تقديمه واجب العزاء بمستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الخارجية الدكتور شطح، في مسجد محمد الامين في وسط العاصمة اللبنانية، مجدداً تنديده بـ «الجريمة الارهابية التي اودت بحياة الوزير شطح، الشخصية الحوارية المعتدلة».
وعندما سألته «الراي»: ألم يحن الوقت لتشكيل حكومة في هذا الظرف الطارئ؟ اجاب الرئيس سليمان: «الوقت حان لتشكيل الحكومة قبل هذا الظرف»، وهو الموقف الذي أبلغه الى «الراي» قبيل اجتماع عقده مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، من دون ان ترشح اي معلومات عن مصير الحكومة العتيدة، التي تضغط قوى «14 اذار» من اجل إخراجها سريعاً الى دائرة الضوء، كرد عملي على جريمة اغتيال شطح.
وكان الرئيس سليمان وصف اغتيال شطح بعيد وقوع الجريمة بـ «العمل الجبان»، معتبراً انه «مهما كانت الرسائل التي يحملها هذا العمل فإنها لن تزيد اللبنانيين الا اصرارا على الحفاظ على بلدهم واحة سلام واستقرار وحوار في وجه الارهابيين الذين لا يعرفون سوى القتل والتفجير والتخريب وسيلة لإثبات وجودهم»، داعياً اللبنانيين، قيادات ورأيا عاما، «الى التضامن والتكاتف والمساعدة في تشكيل حكومة جديدة تتولى مسؤولياتها الوطنية في هذه المرحلة»، لافتاً الى «ان استمرار الوضع على ما هو عليه يضع الجميع امام مسؤولياتهم وامام التاريخ الذي لا يرحم».
اغتيال شطح... الأسئلة على حالها: لماذا ومَن؟
 بيروت - «الراي»
غداة اغتياله وعشية وداعه، ما زالت بيروت تردد وبصوت مكسور: لماذا اغتيل محمد شطح، السياسي النبيل، المحاور الرؤيوي، الاكاديمي الحالم؟ ومَن قتل محمد شطح، الخصم الودود، الحازم في اعتداله، المتطرف في مدنيته؟
لم يكن «بروفايل» محمد شطح يوحي بأنه سينضم يوماً الى قائمة «المقتولين»، لكن ربما «البروفايل» عينه هو الذي اغتاله، فالتجربة دلت على ان «القاتل المتسلسل» غالباً ما يختار ضحاياه بعناية تفاجئ الجميع.
هذا «الجميع» إنخرط في حفلة مديح للاعتدال على وقع ترتيبات حفل تشييع شطح لدفنه اليوم الى جانب رئيس «المعتدلين» رفيق الحريري وسط بيروت، ثم الانصراف الى انتظار «شيء ما» آخر و... هكذا.
وفي المسرح النّقال للجريمة التي كمنت هذه المرة قرب مبنى «ستاركو» في قلب بيروت، المشهد هو عينه... خيمة وتجميع بقايا وأشلاء بحثاً عن ادلة، وتحليل افلام كاميرات لمعرفة «الوجه الحقيقي» للقاتل.
وبين تحليل الادلة والتحليل السياسي، مني محمد شطح بالرقم 11 في لائحة مفتوحة على الجريمة السياسية منذ العام 2005، وثمة ما يوحي بأن «الآتي اعظم» في بلاد كـ «برميل البارود» في جوار سورية المشتعلة.
صحيح ان زوجته السيدة نينا لم تكن تتمنى ان يتوج شطح مسيرته كدكتور وسفير ووزير بلقب «شهيد»، لكن الأصح ان المسار التصاعدي في حياة هذا الرجل حمله الى عين الخطر، بعدما اصبح مرشحاً «افتراضياً» لرئاسة الحكومة.
ثمة من يعتقد في بيروت ان «القضية اللبنانية» انفجرت بمحمد شطح فأرْدته، وهناك من يقول ان «رجل الدولة» فيه جعله هدفاً للغدر به، ويذهب البعض الى حد الاعتقاد ان اغتياله كان «لاصطياد اكثر من عصفور بانفجار واحد».
الذين يعرفون محمد شطح يؤشرون الى ثلاثة معطيات في «الصندوق الاسود» لإغتياله، هي:
لأنه مستشار العلاقات الدولية لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فأريد «اطفاء العين الديبلوماسية» للحريري، بعدما جرى اطفاء عينه الامنية باغتيال رئيس شعبة المعلومات اللواء وسام الحسن.
لأنه مرشح «افتراضي» لرئاسة الحكومة في اي مرحلة مقبلة نتيجة علاقاته الداخلية «المتوازنة» والدولية الواسعة النطاق، جرى شطبه بعملية استباقية، على غرار شطب اللواء الحسن الذي كان مرشحاً لتولي المديرية العامة لقوى الامن الداخلي.
لأنه، وحسب صديقه النائب نبيل دو فريج، كان يعدّ وثيقة مدروسة حول «حياد لبنان» بمباركة من البطريركية المارونية وباهتمام بارز من سفراء الدول الاجنبية في بيروت، وبلغ صداها الامم المتحدة كخيار لـ «خلاص لبنان».
لهذه الاعتبارات ربما جرى اختيار شطح كهدف لعملية تفجير يراد من خلالها إطلاق مجموعة من الرسائل الموجعة، للحريري الذي فقد «عقله» الديبلوماسي، لـ «14 اذار» التي خسرت شخصية جامعة، وللحياة المدنية التي منيت بغياب قامة حوارية رفيعة.
وثمة مَن يعتقد انه اريد لـ «شظايا» تفجير شطح ان تصيب الاستقرار الهش في البلاد في لحظة العد التنازلي لاستحقاقي تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية، وسط تلويح من «8 اذار» بـ «المجهول» في حال تشكيل حكومة حيادية.
ولأنه لا يمكن عزل ما يجري في لبنان عما يدور في المنطقة، ولا سيما في سورية، فإن تسديد ضربة لخصوم النظام السوري وحلفائه في لبنان عبر «شطب» شطح، يؤشر الى ان البلاد تتجه نحو الاسوأ على وقع المواجهة الكبرى في المنطقة.
وبعدما اعتُبر اغتيال شطح في منطقة أمنية بامتياز تضمّ مقرات رسمية (بينها البرلمان ورئاسة الحكومة ومنزل ميقاتي) وعلى مرمى حجر من منزل الرئيس سعد الحريري الذي كان الوزير الشهيد في طريقه اليه بأنه بمثابة «طرْق باب الحريري»، فان الأنظار شخصت على «الجواب» الذي ستعطيه قوى الرابع عشر من آذار وعلى الهامش المتاح أمامها للاندفاع في خطوة سياسية تكسر حال المراوحة ضمن المأزق والتي يمكن ان تصبح «قاتلة» بحال تعذّر اجراء الانتخابات الرئاسية بحلول 25 مايو المقبل.
وفي حين ترفع «14 آذار» شعار «الردّ بالحكومة والمحكمة الدولية»، فان اوساطاً سياسية لا تبدي اقتناعاً بان تشكيل حكومة حيادية لوّح «حزب الله» صراحة بانها ستقود الى «الفوضى والمجهول» سيفضي الى تشكيل «شبكة أمان» تمنع استعادة مسلسل الاغتيالات السياسية، مذكّرة بان هذا المسلسل لم يتوقّف الا بعد سياسة «الأبواب المفتوحة» التي اعتمدتها باريس مع الرئيس السوري بشار الاسد والتي أعقبتها مبادرة «السين سين» (السعودية وسورية) والتي انكفأ معها «القتل السياسي».
وحسب هذه الاوساط، فان سير رئيس الجمهورية بحكومة حيادية في ظل الاستقطاب السياسي الحالي الحاد لن يؤمن حصول «فك اشتباك» داخلي وإن كان من شأنه تشكيل معطى ضاغط لإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده وتالياً تعزيز حظوظ قطع الطريق على تمدُّد الفراغ الى سدة الرئاسة الاولى وتكريس «ازمة النظام» التي يمكن ان تنتهي بوضع الصيغة اللبنانية على الطاولة والاطاحة بمجمل التوازنات في البلاد.
الا ان دوائر اخرى ترى ان تشكيل حكومة بمعزل عن التفاهم مع فريق 8 آذار سيعني حكماً القضاء على امكان إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، وسط ترويج قريبين من هذا الفريق ان هناك معطيات خارجية تشير الى اصرار دولي على الحفاظ على الاستقرار في لبنان مع مساعٍ لتركيز الجهود على إنجاز الاستحقاق الرئاسي بمعزل عن الحكومة الجديدة باعتبار ان من شأن انتخاب رئيس جديد في المواعيد الدستورية ان يفضي تلقائياً الى حكومة جديدة (الدستور ينص على تشكيل حكومة جديدة مع انتخاب رئيس جديد).
ومن هنا شخصت الأنظار على حركة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي قدّم امس التعازي بالوزير شطح في مسجد محمد الامين واستقبل الرئيس المكلف تمام سلام، على ان يكون له اليوم كلام واضح يُنتظر ان يحمل الكثير من الاجوبة حيال المرحلة المقبلة التي ستكون محفوفة بمخاطر امنية استدعت تكرار الكويت والسعودية دعوة رعاياهما إلى عدم السفر إلى لبنان، وحض الموجودين فيه على مغادرته سريعاً.
وكان لافتاً ان قوى «14 آذار» سعت عشية تشييع شطح الى رفع «السقف التفاوضي» من خلال الايحاء بانها تتجه الى المطالبة بحكومة من «14 آذار» والحياديين، في اللحظة التي كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (قدّم التعازي امس بالوزير شطح) يدعو الى الحكمة والتعقل، معتبراً ان «المطلوب اليوم اغراق لبنان في الوحل المذهبي الشيعي السني ويجب تجنب هذا الامر»، ومشيراً الى ان «الحرب السورية لا تزال بأولها ويمكننا ان نخرج منها وان نقوم بتنظيم الخلاف وإلا فنحن ذاهبون الى الخراب سوياً». ومضيفاً: «انصح السعودية بالحوار مع ايران لتخفيف الاضرار على لبنان والاحتقان السني - الشيعي وأنصح سعد الحريري بحكومة جامعة رغم فداحة خسارة محمد شطح».
ورأى أنه «اذا طالبت قوى «14 آذار» بحكومة من «14 آذار» فقط ستكون مغامرة بلا جدوى وفي السابق (العام 2008) أنقذتنا قطر (باتفاق الدوحة)، واليوم ليس هناك من يحمينا، فدولياً لا احد يفكر بنا وهناك انكفاء اميركي، وفرنسا واميركا لا تحمياننا، واسرائيل هي الاساس لأميركا ويجب ان يكون هناك تقارب سعودي - ايراني اذا استطعنا.»
وفي موازاة ذلك، وبينما كانت قوى «14 آذار» تطالب بإحالة جريمة اغتيال شطح على المحكمة الدولية التي تعتبر هذه القوى ان بدء محاكماتها في اغتيال الرئيس الحريري في 16 يناير سيكون مفصلياً في «الرد على القتلة»، ارتأى لبنان الرسمي إحالة تفجير ستاركو على المجلس العدلي ومعه تفجير السارة الايرانية والتفجيرات الاخرى في طرابلس والضاحية الجنوبية.
وجاء هذا القرار بعد اجتماع المجلس الاعلى للدفاع قبل ظهر امس في القصر الجمهورية برئاسة سليمان وحضور الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء وقادة الاجهزة المعنيين.
استغراب للربط «غير الممكن» بين «فتح الإسلام» و«خصمها» القيادي في «فتح» طلال الأردني
 بيروت - من محمد دهشة
يعود مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا الى الاضواء اللبنانية مجدداً من بوابته الأمنية، وهذه المرة بعدما ذكرت تقارير أن السيارة التي استُخدمت في اغتيال الوزير السابق محمد شطح في بيروت وهي نوع «هوندا سي. آر. في» زيتية اللون أدخلت قبل فترة الى مخيم عين الحلوة وأعطيت لشخص يحمل اسما حركياً ويدعى «طلال الأردني».
واثارت هذه التقارير غباراً كثيفاً ولا سيما انها بدت في اطار محاولة ربط اغتيال شطح بتنظيمات اصولية، علماً ان هذه التقارير التي اوردتها وسائل اعلام قريبة من فريق 8 آذار اشارت الى ان سيارة الهوندا الزيتية (أعيد طلاؤها بالذهبي) كانت سرقت مطلع العام الحالي من بلدة الرميلة في ساحل الشوف ورقمها 177647 / ص، وان سيارة اخرى من نفس الطراز الـ «هوندا سي. آر. في» ولكن سوداء اللون تعود للمؤهل في قوى الأمن الداخلي ايلي.ف سرقت من منطقة ساحل الشوف وضبطها الجيش اللبناني على أحد حواجزه عند مدخل عين الحلوة بعد ايام قليلة من سرقة السيارة الاولى (الزيتية)، وكان يقودها أحمد أ. الملقب بـ «ابو الداوود». وبحسب التقارير نفسها فان الاخير اعترف أثناء التحقيق معه بأن المدعو موسى م. ومحمد ص. الملقب بـ «محمد السريع» شاركا معه في سرقة الـ «سي. آر في» الزيتية التي استهدفت شطح وبان هذه السيارة أدخلت منذ فترة الى مخيم عين الحلوة وأعطيت لـ «طلال الأردني» وان هناك موقوفاً حالياً في سجن رومية المركزي في قضية السيارتين ويدعى مرشد عبد الرحمن الذي قال ان موسى ومحمّد السريع ينتميان إلى «فتح الإسلام» ويأتمران بأوامر القيادي في التنظيم هيثم الشعبي.
الا ان مصادر فلسطينية اكدت لـ «الراي» ان الفلسطيني محمد جهاد صالح الملقب بـ «السريع» اوقفته شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي في احد ملاعب صيدا الرياضية اثناء ممارسته لعبة كرة القدم اذ انه لاعب محترف ومنخرط في عدد من الاندية الرياضية اللبنانية والفلسطينية وهو دون السادسة عشرة من العمر، وقد استمع الى افادته مجدداً لمقارنتها مع افادرة ابو الداوود وتبين عدم صحتها وانه ربما هناك تشابُه بالاسماء.
واوضح خال محمد السريع، محمد عبدو لـ «الراي»، ان مخابرات الجيش كانت قد استدعت ابن شقيقته قبل نحو ستة اشهر على خلفية سرقة السيارة وافادة ابو الداوود، وقد جرى تسليمه حيث افرج عنه بعد ساعات قليلة ما يؤكد براءته، مشيرا الى «ان محمد يتلقى دروسه المهنية في مركز سبلين التابع لوكالة الاونروا ولا انتماء سياسياً له وهو يتيم ومكفول من الهيئة الاسلامية للرعاية في صيدا وليس مع فريق الجهاد الاسلامي الرياضي وهمّه علمه، الملعب الاحمر ومنزله».
وقال عبدو: «ما جرى امس انه بعد التقارير الاعلامية عن السيارة وعين الحلوة، جرت اتصالات من اجل تسليمه والاستماع الى افادته، فكان خارج المخيم فحضرت عناصر من «المعلومات» في صيدا الى الملعب الرياضي «بول ستريت» في القياعة - صيدا واوقفت محمد لبضع ساعات حيث جرى الاستماع الى افادته حول السيارة المسروقة مجدداً، وتبين ان هناك التباس بالاسماء وقد عاد الى منزله في عين الحلوة دون توقيفه»، معتبراً «ان الزج باسماء الناس في هكذا مواضيع امنية كبيرة مصيبة ولا سيما واذا كان المرء بريئاً، ونحن تحت سقف القانون اللبناني وحريصون على الامن والاستقرار ولا نتعاطى السياسة».
اما عم «السريع» محمد صالح وهو يحمل ذات الاسم (وبينهما محمود) فقال لـ «الراي» ان الاجهزة الامنية اللبنانية اوقفت ابن شقيقه محمد وحققت معه لبعض الوقت وافرجت عنه «وهو موجود الان في منزله في مخيم عين الحلوة وتبين ان لا علاقة له لامن قريب او من بعيد بالتفجير الذي حصل في بيروت وادى الى اغتيال الوزير السابق محمد شطح».
واكدت مصادر فلسطينية لـ «الراي» ان «ثمة تناقضاً في الرواية الامنية بين الاشخاص الذين ينتمون الى «فتح الاسلام» وحركة «فتح» وكلاهما على خلاف مستفحل ودارت بينهما عدة اشتباكات سقط خلالها قتلى وجرحى، فكيف ان الشخصين اللذين ادخلا السيارة الى عين الحلوة يأتمران بتعليمات القيادي في «فتح الاسلام» هيثم الشعبي وسلّما السيارة الى طلال الاردني وهو عقيد في حركة «فتح» ومعروف جيدا بخلافه الدامي مع الشعبي؟».
واشارت المصادر الى ان الشخص الثاني موسى موسى «تم تسليمه لمخابرات الجيش اللبناني منذ سنة هو وسلاحه من نوع بومبكشن وبعد التوسع بالتحقيق لدى مخابرات الجيش تبين انه زعيم عصابة لسرقه السيارات وأن العقيد طلال الأردني وهو قائد كتيبة شهداء شاتيلا العسكرية في قوات الامن الوطني هو مَن سلم موسى الى مخابرات الجيش اللبناني في صيدا عن طريق حاجز درب السيم».
وفي موازاة ذلك، استغرب قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب «زج اسم مخيم عين الحلوة في كل صغيرة وكبيرة في اي حدث امني في لبنان»، قائلاً لـ «الراي»: «لم أتلق اي اتصال من اي جهة امنية لبنانية حول هذا الموضوع، ما يعني عملياً انه كلام للاستهلاك الاعلامي فقط»، مؤكداَ «ان القوى الفلسطينية اكدت غير مرة انها حريصة على امن واستقرار الجوار اللبناني كما المخيمات الفلسطينية وقد ترجمت الحياد الايجابي في اكثر من استحقاق سياسي وامني، ونحن على مسافة واحدة من الجميع وندين اي عملية قتل او تفجير او استهداف لاي كان».
بدوره نفى القيادي الفتحاوي قائد كتائب الشهداء الأقصى اللواء منير المقدح المعلومات التي تحدثت عن ان السيارة التي استهدفت قد تم تفخيخها في عين الحلوة، مؤكداً أن السيارة لم تدخل الى المخيم، موضحاَ «ان من ذكرتهم بعض التقارير الصحافية (محمد السريع وموسى موسى) لا علاقة لهم بالموضوع، وان طلال الاردني عقيد بحركة «فتح» وله علاقات مع القوى الامنية ومحمد السريع عمره 15 سنة وتم تسليمه وهو بريء، وهيثم الشعبي من بقايا جند الشام وليس لديها حركة كبيرة وهو موجود في منطقة الطوارئ في عين الحلوة».
وقد أثارت الاتهامات التي وُجهت الى المخيم الذي يُعتبر «عاصمة الشتات» الفلسطيني ومركز القرار، ضجة واستياء معاَ، وعقدت «لجنة المتابعة الفلسطينية» اجتماعا طارئاً ردت فيه على الاتهامات المزاعم بحق عين الحلوة مجددة تأكيد الموقف الفلسطيني التابث والواضح من رفض التدخل في الشؤون اللبنانية واستنكار جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح.
واستنكرت «حملة لا للتحريض» ما ذكرته بعض وسائل الاعلام أن السيارة التي انفجرت أُدخلت سابقاً إلى مخيم عين الحلوة، قائلة «إننا في حملة «لا للتحريض» نستنكر اتهام وسائل الإعلام المذكورة للفلسطينيين، ونرفض زج مخيم عين الحلوة بهذه الجريمة المدانة ونعتبر أن اتهام مخيم عين الحلوة بهذه الجريمة بأي شكل من الأشكال هو اتهام لكل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، ولكل المخيمات الفلسطينية، لأن مخيم عين الحلوة يشكل رمزية سياسية وإعلامية لكل اللاجئين الفلسطينيين».
مصادر «8 آذار» لـ «الراي»: جزء من حرب مفتوحة اغتيال رجل الحريري الأول في لبنان
 خاص - «الراي»
من خارج سياق لغة الاستنكار والإدانة والاتهام في جريمة اغتيال احدى الشخصيات البارزة في قوى «14 اذار»، الوزير السابق محمد شطح، قدمت «8 آذار»عبر مصادر بارزة فيها، مقاربة لافتة لهذا التطور ومغزاه وصلاته بالوضعين الداخلي والإقليمي.
وأكدت هذه المصادر لـ «الراي» ان «الصراع في لبنان صراع مفتوح من دون خطوط تماس محددة او مرسومة المعالم، وتالياً فإن كل الجبهات مفتوحة في لبنان الذي تتصارع فيه جميع القوى الصغيرة والفرعية على الأرض كإنعكاس لصراع القوى الكبرى في الخارج».
ورأت مصادر «8 آذار» ان «القوى الكبرى في الخارج تتمثل في محورين، واحد يضم السعودية وحلفاءها وأعداء حزب الله، وآخر يشمل ايران وحزب الله وسورية (النظام)»، مشيرة الى «ان اغتيال شطح جاء ضمن هذه الدائرة من الصراع، فهو كان أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة قبل تمام سلام، ولم يُتح له ذلك نتيجة رفض النائب وليد جنبلاط لوصوله».
وتابعت المصادر عيْنها: «لأن اغتيال شطح يأتي في نطاق هذه الدائرة من الصراع، فإن كل ضربة لمَن ينتمي الى خط ما في لبنان، تكون الضربة للخط برمّته»، موضحة انه «عندما توضع سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت او يُنفذ هجوم انتحاري على السفارة الايرانية او يُقتل حسان اللقيس على يد اسرائيل، فإن الضربة تكون موجهة لخط ايران - حزب الله - سورية، كما انه عندما توضع سيارة مفخخة في طرابلس او يُقتل محمد شطح، رجل سعد الحريري الأول في لبنان بعدما استُنزفت شخصية فؤاد السنيورة، فإن الضربة تكون موجهة للخط الذي يمثّله بأكمله».
ورأت المصادر البارزة في «8 آذار» ان «لبنان، بهذا المعنى، أصبح في حال حرب غير معلنة، تارة تُوجه الضربة لهذا الطرف وتارة تُوجه للطرف الآخر، بغض النظر عمن يوجه تلك الضربات او يقف خلفها»، لافتة الى «ان السؤال لم يعد مَن هي الجهة التي تضرب بل مَن المستفيد الاساسي؟ هل الطرف الاول أم الطرف الثاني؟».
وتحدثت هذه المصادر عن «ان الصراع في لبنان تجاوز دائرة الحرب السورية وارتداداتها ليشمل مداه الحرب الاقليمية وما خلف حدود المنطقة. فعندما يتصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للتعزية بمحمد شطح، فهذا يعني ان الضربة كانت موجعة حتى لمَن هم خارج الاقليم، كما ان ضربة حسان اللقيس تجاوزت في وجعها حزب الله وبيئته».
ولاحظت هذه المصادر «ان (الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله و(رئيس البرلمان) نبيه بري و(النائب) وليد جنبلاط، و(رئيس حزب القوات اللبنانية) سمير جعجع، و(زعيم التيار الوطني الحر) العماد ميشال عون، قابعون في بيوتهم لأسباب أمنية، وتالياً مَن يريد السكن في لبنان ويعتبر تواصله مع الجغرافيا مسألة ضرورية، عليه ان يقتنع بأن حدود حركته الجغرافية لن تكون ضمن مساحة أمنية تحددها بيئته الحاضنة، لكن ضمن مساحة منزله وحديقة المنزل في أحسن الأحوال، لأن لبنان كان وما زال ويستمرّ مكشوفاً، وخصوصاً ان الصراع الاقليمي بدأ يتجه نحو الذروة من دون مؤشرات على إنخفاضه».
مجلس الأمن دان اغتيال شطح ودعوة لوقف العنف ضد الشخصيات السياسية
 بيروت - «الراي»
أثار اغتيال الوزير السابق محمد شطح ردوداً دولية وضعت الجريمة في سياق السعي الى زعزعة استقرار لبنان، ودعت الى الكف عن «استخدام العنف ضد الشخصيات السياسية».
وفي هذا السياق دان مجلس الامن بشدة «الهجوم الارهابي في بيروت الذي ادى الى اغتيال الوزير السابق محمد شطح»، محذرا من انه يهدف الى «زعزعة استقرار لبنان»، وداعياً جميع اللبنانيين الى «مواصلة احترام سياسة النأي بالنفس والامتناع عن اي تدخل في الازمة السورية بما يتناسب واعلان بعبدا».
كما طالب مجلس الامن في بيان له «بوضع حد فوري لاستخدام الترهيب والعنف ضد الشخصيات السياسية».
وفيما ندّد الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون «بأقسى العبارات» بهذا الاعتداء وأعرب عن قلقه الشديد من اعمال الارهاب في لبنان «التي تشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار البلاد والتلاحم الوطني»، استنكر وزير الخارجية الاميركي جون كيري باسمه وباسم الرئيس اوباما والولايات المتحدة «وبأقوى لهجة ممكنة الهجوم الارهابي المشين الذي ادى الى اغتيال الوزير اللبناني السابق محمد شطح في بيروت».
وقال كيري في بيان صدر باسمه ان حكومته «تدعم بشكل كامل نشاط المحكمة الدولية الخاصة وجهودها الرامية الى محاسبة المسؤولين عن هذه الاعمال التي تستحق الاستنكار والتي تسبب الاضطرابات».
واذ وصف اغتيال شطح بأنه «خسارة مروعة للبنان وللشعب اللبناني والولايات المتحدة»، ذكّر بأنه كان يجتمع دائماً مع شطح خلال زياراته للبنان عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ، لافتاً الى ان الوزير الشهيد «كان دائما يمثل صوت العقل والمسؤولية والاعتدال»، وان حضوره سيُفتقد، «لكن رؤيته للبنان موحد ومتحرر من العنف المذهبي والتدخّل الذي يسبب الاضطرابات ستستمر في هداية جهودنا».
وشدد كيري على ان مثل هذه الأعمال «تعزز قوة التزامنا دعم قوات الأمن الشرعية والموحّدة في لبنان، مثل القوات اللبنانية المسلحة، وتبين أهمية التزام جميع الاطراف اتفاق الطائف واتفاق بعبدا وقراري مجلس الامن الدولي 1559 و1710 وتطبيق الالتزام لكل مبادئها من اجل ان يصون لبنان سيادته واستقراره».
نينا شطح لـ «الراي»: أطلب من الله أن يُدفن القاتل في القبر كما «قبرلي» زوجي
 بيروت - من آمنة منصور
تختلف زنة العبوة، تتشابه الأمكنة وتتطابق المصائر.
محمد شطح لحق بالأمس برفاقه الذين سبقوه إلى الشهادة، بعدما كمنت له سيارة مفخخة أودت بحياته وأردت آخرين صودف وجودهم في محلّة «ستاركو» في وسط بيروت.
عائلة شطح، وعلى بعد أمتار من مثواه الأخير الذي سيوارى الثرى فيه اليوم إلى جانب رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في وسط بيروت، تتقبل التعازي من شخصيات سياسية واجتماعية في قاعة «مسجد محمد الأمين». بالصمت تارة والدموع تارة أخرى، ترثي الفقيد. ثم تنفجر الكلمات من فم الأقارب لوعة على مَن «خَطف» من عائلته ومضى... شهيداً.
زوجته نينا ميقاتي شطح التي كانت تتحضّر مع الوزير لـ «فرحة» في البيت مساء امس، تقول لـ «الراي» بصوت امتزجت فيه الفاجعة بالصدمة: «رحم الله محمد، ماذا أقول بعد!»، معلنة بحرْقة الموجوع «أطلب من الله أن يلقى قاتل محمد الموت، أن يدفن في القبر كما «قبرلي» زوجي.
في بهو قاعة التعازي كان لـ «الراي» لقاء مقتضب مع عدد من الشخصيات التي حضرت لتقديم واجب العزاء، فكانت هذه الكلمات في الشهيد شطح:
رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، اعتبر اغتيال شطح «خسارة كبيرة»، مؤكدا أن الوزير السابق «ضحى بنفسه في سبيل الوطن، فقد ترك مغريات الغرب وأتى الى هذا البلد ليقيم فيه حوارا». وقال: «أي خسارة للبنان بخسارة شطح، نحن بحاجة إلى الاعتدال، إلى التفاهم، الى الحوار بين بعضنا البعض. ومحمد شطح كان الرجل القادر على هذا الحوار»، آملاً «ألا ينقطع الحوار بين اللبنانيين كي ننقذ بلدنا».
أما النائب مروان حماده، فأكد أن اغتيال شطح «هو عمل إرهابي بامتياز للتهويل على كل المجتمع السياسي الراقي في لبنان أو ما تبقى منه»، مشيراً إلى أنه «عبر محمد شطح وُجهت رسائل إلى كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، 14 آذار، المجلس النيابي والجمهور اللبناني بأن الانقلاب الزاحف لحزب الله مستمر في اتجاه لبنان عبر العراق وسورية»، محذراً من أنه «إذا لم نتدارك أمورنا بسرعة سيغتصب السلطة الشرعية في انتخابات الرئاسة المقبلة».
وشدد على أن «قوى 14 آذار ستواجه بكل الوسائل إلا العنف»، مشدداً على أن «هذه الوسائل ذات فعالية، فكل الفاشيات في العالم سقطت في النهاية أمام صمود الشعوب، وبالتالي سيلقون مصيرهم ونهايتهم السياسية ابتداء من الجو الشعبي الذي لا بد أن ينتفض يوماً ما وصولا الى المعاقبة أمام المحاكم الدولية».
وعما اذا سيكون التشييع الشعبي اليوم رسالة موجهة إلى القتلة، أجاب: «نحن لم ندعو إلى مهرجان شعبي كبير»، مشيرا إلى أن «الحركة ستكون متواصلة ومتصاعدة، ونحن ننتظر أيضاً كلاماً مفصلياً لفخامة رئيس الجمهورية مساء الأحد».
من ناحيته، شدّد النائب دوري شمعون على أن اغتيال شطح «خسارة كبيرة»، قائلا: «كان رحمه الله من الجماعة الذين لا يؤذون برغشة». ولفت إلى أن «الوزير الشهيد كان دائماً لطيفاً، وأسلوبه هادئ، ورحيله خسارة كبيرة من مختلف النواحي».
وردا على سؤال حول الرسالة التي يحملها اغتياله، أجاب شمعون: «كمثل الرسائل التي وجّهوها لنا بأنهم لا يريدون أحدا غيرهم في هذا البلد صاحب رأي»، لافتا في ما يتعلق برد «14 آذار» على هذه الرسائل بأن «إشعال حرب مش شغلتنا، ونحن نرد بالأساليب التي تتناسب مع تربيتنا وتحترم الدستور والقانون»، موضحاً «أننا لا نريد بلد اغتيالات وقتال، بل بلداً متمدناً على مستوى أرقى الدول، وهذا ما يمكن بلوغه إن هؤلاء الجماعة حلّوا عنا».
ورأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، أن «اغتيال شطح يلخص مأساة لبنان»، مشيرا إلى «أن من الواضح أنه في لبنان تغتال المذهبية الوطنية، والجريمة تغتال السياسة والعلم».
وأكد بيضون أن شطح «كان يمثّل كل هذه القيم الوطنية والسياسة الجامعة ويمثل العلم، الذي يراهن عليه لبنان لمستقبله»، مضيفا: «أعتقد أن خسارتنا كبيرة، لأن محمد شطح كان من الأشخاص الواعدين جدا لمستقبل لبنان».
وإذ شدد على أن «لبنان محكوم من مافيا إرهابية»، جزم بأن «الردّ على هذه المافيا بثورة أرز ثانية»، محذرا من أنه «إذا كانت 14 آذار عاجزة عن تنظيم ثورة أرز ثانية سيدفع لبنان الثمن غالياً، فهو يتفكك».
الحريري: لن تخيفنا الاغتيالات وربما نطالب بحكومة من «14 آذار»
 بيروت - «الراي»
اعتبر الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري ان «ما حصل باغتيال الصديق والأخ الشهيد محمد شطح جريمة كبيرة ليست كبقية الجرائم»، لافتاً الى ان «الوزير الشهيد كان الرأس المُحاور للاعتدال»، مؤكداً «ان عمليات الاغتيال لن تخيفنا ولن تردعنا عن المطالبة بلبنان اولا، ولن توقف المحكمة الدولية»، وموضحاً «كنا نطالب بحكومة حيادية، وربما نطالب بحكومة 14 آذار في الايام المقبلة».
وشدد الحريري في «اول الكلام بالصوت» بعد اغتيال مستشاره للشؤون الخارجية على ان «مسيرتنا معروفة، واتجاهنا معروف، والعمل الذي قام به الشهيد شطح لن يتوقف، كما ان مسيرة رفيق الحريري لن تتوقف. هم قتلونا وسيقتلونا، لكننا لن نتوقف وسنكمل المسيرة لأن ايماننا بلبنان ايمان كبير جداً».
واكد عبر تلفزيون «المستقبل» ان «محمد شطح شهيد لبنان، وشهيد كل اللبنانيين، والذي يتكبر علينا وعلى اللبنانيين لن يصل الى المكان الذي يريد، بل سيقع في النهاية ويفك رقبته. نحن لسنا حبتين وثورة الارز لن تستسلم، وسعد الحريري لن يستسلم، وسنكمل المسيرة».
واضاف: «اقول لكل مناصري (تيار المستقبل) عليكم بالصبر والحكمة فهما السبيل الوحيد كي نصل الى ما نريد. الغضب موجود وسيظل القلب مكسوراً، لكن الحكمة تقتضي ان نعود ونبني لبنان كما كنا نحلم به كلنا».
وعما إذا كان الاغتيال رسالة له كي لا يعود الى لبنان، أعلن الحريري: «سأكون ان شاء الله بين ناسي وبين اللبنانيين في الوقت الذي أراه مناسباً. محمد شطح كان يقول لي (هلق مش وقتا) واحياناً كان يشجعني على العودة ويقول لي (يلا رجاع) وحين ارى الوقت مناسباً سأعود ان شاء الله. ولا يظن احد اننا خائفون، وان شاء الله المحكمة الدولية آتية في 16 الشهر المقبل، وهذه بداية لسقوط المجرمين واحدا تلو الآخر».
وفي اتصال آخر مع تلفزيون «ال بي سي آي) قال الحريري: «لنكن واضحين لمرة، الذين يُقتلون هم من قوى الرابع عشر من آذار، وكل الشهداء الذين سقطوا هم من هذه القوى، ونحن لم نكن يوما ضد الحوارالذي يشترط ان ننفذ البنود التي اتفقنا عليها في هذا الحوار». واعلن أن «قوى الرابع عشر من آذار، ستتشاور في الخطوات التي سنقدم عليها في المرحلة المقبلة»، وقال: «مَن يظن انه كبير ويحمل سلاحاً وانه يستطيع القيام بما يشاء في لبنان لن يستطيع القيام بشيء. واذا اردنا ان نكون متطرفين فسنكون متطرفين للاعتدال، والاعتدال لا يعني ان ليس لدينا موقف، بلى لدينا مواقف ونعرف كيف نتخذها. ولا يخوفنا احد، ففي النهاية نحن موجودون في هذا البلد، هل سيقتلوننا واحداً تلو الآخر، فليحاولوا. الى اين يأخذون البلد؟». واضاف: «في نهاية المطاف نحن قوى سياسية وشعبية موجودة، لا احد يطردنا او يخرجنا الا رب العالمين، وغير ذلك لن يحصل ومَن يريد ان يسمع فليسمع. نحن نريد الحوار، ولكن الحوار له نتيجة، أما الضحك على بعضنا البعض فأنا ليس لدي الوقت كي أضحك على اللبنانيين».
السفير الإيراني: اغتيال شطح لا يخدم سوى العدو الصهيوني
بيروت - «الراي»:
قدّم السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي تعازيه الى عائلة الوزير محمد شطح «وجميع عوائل الشهداء الذين سقطوا في الانفجار الآثم الذي وقع يوم الجمعة»، معرباً عن استنكاره للاغتيال، ومؤكداً «ان هذه الجريمة لا تخدم سوى العدو الصهيوني الذي يعمل على زرْع الفتنة والتفرقة ليس فقط في لبنان وإنما في بلدان المنطقة توصلاً الى أهدافه المتوخاة».
وقال أبادي: «ما يحدث في لبنان منذ خمسة اشهر الى الآن، يدل على اننا في أمسّ الحاجة الى الحوار والتركيز على المشتركات، وما دام العدو الصهيوني هو العدو المشترك للجميع في هذا البلد، فلماذا هذا الخلاف؟».
محمد الشعار من المدرسة إلى «مقاعد الشهداء»
بيروت «الراي»
حتى صبيحة يوم الجمعة، كان اللبناني محمد الشعار مجرّد شاب يتابع دراسته ويتحضّر للالتحاق بالجامعة. الا ان الانفجار الذي استهدف الوزير السابق محمد شطح في وسط بيروت حجز له مكاناً على «مقاعد الشهداء» بعدما شاء القدَر ان يكتب له نهاية مأسوية تصدّرت وسائل الاعلام في بيروت وشغلت مواقع التواصل الاجتماعي التي قدّمت له «تحيّة الوداع».
كانت الساعة تقارب الحادية عشرة قبل ظهر امس، عندما تم تأكيد خبر وفاة محمد الشعار متأثراً بالجروح البالغة التي أصيب بها في انفجار «ستاركو»، لتنفجر عائلته بالبكاء ويصاب اصدقاؤه في «ثانوية الحريري الثانية» في البطريركية (شارع عبد القادر) بصدمة خسارة رفيق كان يستعد بعد أشهر قليلة لإنهاء مسيرته المدرسية والانتقال الى المرحلة الجامعية.
الذهول والغضب سادا «مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت» التي احتشد فيها العشرات منذ أول من أمس، رافعين الصلوات علّ معجزة تُخرج محمد من حال الخطر. ولم يمر وقت طويل قبل ان ترفع صفحات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي «الرايات السود» حداداً على شاب تعرّفوا اليه مبتسماً في «صورة الوداع» التي التقطها مع اصدقائه عمر بكداش وربيع يوسف وأحمد المغربي (اصيبوا بجروح طفيفة) في قلب بيروت قبيل انفجار السيارة المفخخة التي ظهرت في الكاميرا من دون ان يعرف الرفاق انها ستفرّق ثلاثة منهم عن الشعار الذي لم يكن يتصوّر ان هذه «الجلسة الشبابية» ستكون «آخر المشوار» وان الموت رسم له «خط النهاية» في عمر الـ 16.
محمد الشعار صار قضية «رأي عام» فُجع بعودة مسلسل الاغتيالات السياسية الى لبنان، ورأى في نجاة هذا الشاب من براثن الموت بصيص أمل بان الحياة يمكن ان تنتصر على الإرهاب الذي يقتل بدم بارد.
فمنذ ان تم تداول الصورة المركبة التي جمعت بين صورتين، احداهما تظهر محمد، وهو يرتدي سترة حمراء، سليماً مع رفاقه قبل لحظات من انفجار «ستاركو»، والاخرى التي يبدو فيها ممدداً على الارض ووجهه مضرج بالدم الذي يسيل من رأسه، حتى شهدت مواقع التواصل «حملة تضامن» غير مسبوقة مع شاب صار فجأة «نجماً» الى ان انطفأت... شمعته.
صلوات وشموع «الكترونية» ملأت صفحات «فيسبوك» و«تويتر»، علّ السبت يحمل الخبر السار بـ «خلاص» محمد من القدَر الاسود، الا ان يوم امس أطلّ بـ «كابوس» رحيل الشعار الذي لن يعود غداً الى المدرسة التي ستخصص له تأبيناً يليق به... فهو اليوم سـ «يلتحق بالسماء» وينتقل الى التراب البارد الذي سليتحفه باكراً، تاركاً وراءه «صورة تذكار» التُقطت بـ «كبسة كاميرا» ووثّقت آخر لحظات حياته التي انتهت بـ... «كبسة زر».
 
لبنان يشيع شطح اليوم في قلب بيروت
بيروت – «الحياة»
تشيّع قوى 14 آذار ولبنان الرسمي اليوم الشهيد محمد شطح وسائر شهداء التفجير الذي استهدف الوزير السابق ومستشار زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في مأتم شعبي ورسمي، ليوارى الثرى الى جانب الرئيس الراحل رفيق الحريري واللواء وسام الحسن. وارتفع عدد ضحايا الانفجار الى سبعة بإعلان وفاة الفتى محمد الشعار (16 سنة) الذي قضى جراء إصابته في الرأس أول من أمس عند وقوع الانفجار وترك موته أسى وحزناً عميقين، خصوصاً أنه كان ورفاقه من التلامذة يتنزهون أثناء عطلة الأعياد، في وسط بيروت التجاري ويلتقطون الصور التي وزعوها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل دقائق من وقوع الجريمة.
وبموازاة تدفق المعزين بالوزير شطح ومرافقه طارق محمد بدر، الى مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، رمت تداعيات عملية الاغتيال التي طاولت أحد رموز الاعتدال والتعقل والحكمة بثقلها على الأزمة السياسية المستعصية التي يمر بها لبنان جراء الفراغ الحكومي المستمر منذ زهاء 9 أشهر جراء الخلاف على صيغة هذه الحكومة بين مطالبة قوى 14 آذار بأن تكون من غير الحزبيين والحياديين، ودعوة قوى 8 آذار الى أن تتشكل من القوى الحزبية وتضمن حصولها على الثلث المعطّل أسوة بقوى 14 آذار في تركيبتها، على أساس 9 وزراء لكل منهما و6 للقوى الوسطية. وزادت التفاعلات التي أعقبت الجريمة والاتهامات من بعض رموز 14 آذار لـ «حزب الله» سواء تلميحاً أم تصريحاً عبر البيانات أو ظهور بعضهم على شاشات التلفزة من التعقيدات أمام عملية التأليف، لا سيما أن الرئيس الحريري قال في إحدى المداخلات التلفزيونية ليل أول من أمس: «كنا نطالب بحكومة حيادية وربما نطالب بأمر آخر الآن وقد نطالب بحكومة 14 آذار في الأيام المقبلة».
وترأس سليمان اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء المختصين لعرض وقائع الجريمة والتدابير المتخذة لمواصلة التحقيقات، وقال ميقاتي في تصريح إثر الاجتماع، بعدما اعتبر أن الجريمة «شكلت ضربة جديدة للاستقرار النسبي الذي نعيشه في لبنان» مجدداً الإشارة الى الشهيد شطح «كرجل حوار واعتدال»، وقال: «نجح من خطط ونفذ هذه الجريمة في رفع منسوب التوتر على كل المستويات إلا أن الرهان الحقيقي يبقى على حكمة القيادات اللبنانية ووعيها خطورة المرحلة عبر تخفيف حدة الخطاب السياسي ومحاولة لملمة الوضع الداخلي».
وإذ اعتبر ميقاتي أن «الوقت ليس للتساجل وليس لتصفية حسابات سياسية والنار المشتعلة في الجوار باتت تلفح داخلنا اللبناني»، دعا الى «العودة الى الحوار وتشكيل حكومة جديدة اليوم قبل الغد، لا تستثني أحداً، تتعاطى مع الوقائع اليومية الاستثنائية وتشرف على الاستحقاقات المقبلة، ولا يجوز الاستمرار في دوامة الشروط والشروط المضادة أو التوقف عند تفصيل من هنا وتشبث من هناك». وقال ميقاتي في تصريح تلفزيوني رداً على سؤال عن سبب عدم دعوته الى جلسة لمجلس الوزراء إن «الأولوية لتشكيل حكومة ولا نريد مشكلة إضافية والرئيس المكلف تمام سلام، كان أعلن أنه سيعتذر إذا عُقد مجلس الوزراء». إلا أن سلام نفى لاحقاً الكلام المنسوب إليه كما نقل عن ميقاتي وقال: «لا أساس له من الصحة ولم يصدر عنه أي قول من هذا القبيل لا تلميحاً ولا تصريحاً». (يقصد في شأن الاعتذار).
واجتمع الرئيس سلام مع الرئيس سليمان أمس للبحث في تأليف الحكومة من دون أن يدلي بأي تصريح، فيما يعقد سليمان ندوة صحافية مساء اليوم، يعلن فيها مواقف مهمة، بحسب مصادر القصر الرئاسي، ومن بين ما سيتناوله خلالها قرارات دولية، لا سيما فرنسية – سعودية بدعم مالي كبير لتسليح الجيش اللبناني، وذلك بموازاة عقد القمة الفرنسية – السعودية اليوم في الرياض.
أما على صعيد اتصالات سلام لتأليف الحكومة فقال النائب عن «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا إن سلام تلقى تحذيراً من مساعد الأمين العام لـ «حزب الله» حسين الخليل ومساعد رئيس البرلمان وزير الصحة علي حسن خليل حين التقياه مساء الأربعاء الماضي بعدم الإقدام على تشكيل حكومة من الحياديين وأبلغاه إصرار الحزب وحركة «أمل» على حكومة 9-9-6.
وإذ قرر مجلس الدفاع الأعلى إحالة الجريمة على المجلس العدلي بمرسوم من سليمان وميقاتي اعترض وزير الثقافة كابي ليون معتبراً أن هذه الإحالة تحتاج الى قرار من مجلس الوزراء.
وعلّق رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة على فكرة حكومة من قوى 14 آذار التي طرح احتمال المطالبة بها الحريري ونواب آخرون، بالقول: «في ضوء متغيرات الأمس هناك وجهات نظر تُعرض في هذا الشأن ينبغي التوقف عندها لكن يبقى الطرح الأساسي المطروح»، مشيراً الى تأييد حكومة من غير الحزبيين.
وكان رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط قال في مداخلة تلفزيونية أول من أمس عن فكرة قيام حكومة من 14 آذار إنها «مغامرة بلا معنى» مذكراً بـ7 أيار 2008 قائلاً: «جربنا المغامرة مع الحريري وأنا كنت أحد المحرضين آنذاك وأُنقذنا من قطر. أما اليوم فلا يوجد أحد لينقذنا». ونصح الحريري بحكومة جامعة على رغم فداحة خسارة محمد شطح. ودعا الى حوار إيراني – سعودي إذا أمكن للتخفيف من الاحتقان السني – الشيعي. ورأى جنبلاط بعد تقديمه التعزية للسنيورة وعائلة الشهيد شطح ظهر أمس أن «لا خيار سوى الحوار والاعتدال وإلا وقعنا جميعاً في الفخ المطلوب في لعبة الأمم في التطاحن كما في العراق وسورية...».
وإذ أمّت جامع محمد الأمين وفود كثيرة وسفراء للتعزية بالمغدور، كان السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي قال إن الجريمة لا تخدم سوى العدو الصهيوني، ودعا الى «التركيز على المشتركات والعدو الصهيوني هو العدو المشترك فلماذا هذا الخلاف؟».
ولفت تصريح لعضو كتلة «المستقبل» النيابية نبيل دي فريج اعتبر فيه أن السبب الأساسي لاغتيال شطح أنه «كان يعمل منذ مدة مع السفراء على وثيقة مدروسة بموافقة البطريرك الماروني بشارة الراعي وإجماع لبناني على أن يكون هناك نوع من الحياد للبنان عما يجري في سورية. وهذه الوثيقة أزعجت بعض الناس». وكشف زميله في الكتلة النائب أحمد فتفت أن هذه الوثيقة بعنوان «القضية اللبنانية» كانت تهدف الى «قيام جبهة دولية لتحييد لبنان عن المنطقة تشمل السعي الى توقيع إيران عليها أيضاً».
وتواصلت تحقيقات الأجهزة الأمنية وجمعها المعلومات من مسرح الجريمة في وسط بيروت وتركزت على جملة وقائع أبرزها السعي الى معرفة هوية السيارة التي كانت ركنت لحجز مكان للسيارة المفخخة التي ركنت مكانها بعد سحبها من قبل أحد السائقين، وهوية السائقين عبر الكاميرات الكثيرة المثبتة على عدد من الأبنية من قبل الشركات والمحال التجارية هناك. وإذ صدرت معلومات عن السيارتين المسروقتين منذ عام 2012 بأن إحداهما دخلت مخيم عين الحلوة، صدرت توضيحات في هذا الشأن ورفضت فاعليات في المخيم توجيه الأصابع نحوه في الجريمة.
وأصدرت قيادة الجيش بياناً أكدت فيه أنها تنفي أن تكون وزعت أي معلومات حول سير التحقيق وتتمنى على وسائل الإعلام توخي الدقة في نشر المعلومات حول التحقيق الذي لا يزال سرياً.
وكانت صدرت مواقف استنكار إضافية من عواصم دولية وإقليمية عدة لجريمة اغتيال شطح ليل أول من أمس ابرزها في وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي عرف الشهيد وقال إنه خسارة للبنان وللولايات المتحدة الأميركية مؤكداً الدعم الكامل لعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون اللبنانيين الى التعاون ووضع خلافاتهم جانباً.
وزار السفير الأميركي ديفيد هيل ميقاتي أمس معلناً تضامن بلاده مع لبنان إثر اغتيال شطح.
 
 محمد الشعار ضحية المصادفة القاتلة
الحياة..بيروت - أمندا برادعي
فارق محمد الشعار الحياة. محمد، التلميذ في مدرسة «الحريري الثانية»، الذي ارتكب مع أصدقائه الأربعة «جريمة» التمتّع بيوم مشمس، صاف، في صبيحة اليوم الخطأ من شهر كانون الأول (ديسمبر)، ذاق طعم الموت باكراً متأثراً بنزيف حاد في الرأس. ذهب وانقطع معه رجاء كل من أمضى الليل، يعرفه أو لا يعرفه، يسأل الله أن يشفيه ويعيده سالماً إلى عائلته وأصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها. توفي عن عمر 16 سنة تاركاً وراءه أماً وأباً يتحسران على شبابه. لم يعتقد أصدقاؤه أن الصورة التي جمعتهم في لحظة فرح، على ما ظنوا ببراءة، قبل وقوع الانفجار أنها ستفرقهم بعده وستنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح الحدث الخبر.
تلك الصورة أضحت كابوساً وعقدة يسيطران على عقل كل شخص يذهب إلى المدرسة أو الجامعة أو العمل أو أراد التمتّع بلحظاته، ولا يعرف إن كان سيعود.
إنه القدر. قبل وقوع الانفجار كان محمد وأصدقاؤه الثلاثة ربيع يوسف، عمر بكداش، وأحمد مغربي يلتقطون صورة لقائهم الجميل. يظهر عمر في الصورة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي والتي أضحت القنبلة الفايسبوكية الأكثر تأثيراً على صفحة محمد، واقفاً يلتقط صورة الأربعة بكاميرا هاتفه المحمول وهم مجتمعون يرتدون لباسهم الرياضي، وبدا محمد جالساً بين ربيع وأحمد يبسم ابتسامة خجولة للكاميرا. لكنه لم يعرف أن الشر (السيارة المفخخة) كان متربصاً به مباشرة يناديه بابتسامة خبيثة. ويشرح عمر الذي أصيب في أذنيه، في حديث تلفزيوني أنه بعد التقاط هذه الصورة الأخيرة أراد محمد أن تلتقط صورته قرب بركة الماء التي لا تبعد 4 أمتار عن السيارة المفخخة. مشى محمد نحو البركة ووقع الانفجار اللئيم. ولم يشتبه الشبان بشيء، فجأة سمعوا صوتاً قوياً وتصاعد غبار كثيف حجب الرؤية.
وفور وقوع الانفجار تناقل موقع «فايسبوك» صورتين يظهر فيهما محمد من مسرح الانفجار الذي أودى بحياة الوزير السابق محمد شطح. الأولى وثّقت لحظات الفرح الأخيرة قبل وفاة محمد الذي بدا في الصورة (يرتدي قميصاً أحمر) بنظارتين ويتوسّط زملاءه في المدرسة ربيع يوسف وأحمد المغربي وعمر بكداش الذي ظهر جزئياً كونه كان ملتقط الصورة. ووثقت الصورة الثانية لحظة إصابة محمد في الرأس، مرمياً على الرصيف ومضرجاً بالدماء. وعجّت حسابات الفايسبوكيين والمغردين على «تويتر» بصور محمد ورفاقه والدعوات له بالشفاء غير مدركين أن دعواتهم هذه ستتحوّل إلى دعوات «لترقد بسلام».
وكانت انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة يظهر فيها زملاء محمد أمام غرفة العناية المركزة في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت يصلون ويدعون له بالشفاء العاجل. وتداول الناشطون بكثرة أمس عبر «تويتر» جملة: «جايين تصوروا؟ ساعدونا...».
ونعت رئيسة «مؤسسة رفيق الحريري» السيدة نازك الحريري الشعار. وتوجَّهت إلى أسرته بصادق العزاء والمواساة.
وأبرقت إلى ثانوية رفيق الحريري الثانية معزيةً، واعتبرت ان «الخسارة كبيرة جداً ووقعها عميق على الجسم الإداري والتعليمي في المدرسة وخصوصاً على الطلاب الذين سلبتهم يد الإرهاب رفيق دراسة وهو في ربيع العمر».
ودعت «حركة شباب لبنان» في بيان إلى «التجمع بالآلاف أمام جامع الخاشقجي تزامناً مع الصلاة على جثمان الشهيد محمد الشعار» ظهر اليوم، وذلك بعد إعلان مستشفى الجامعة الأميركية وفاة الشعار متأثراً بجراحه. وبوفاة الشعار يرتفع عدد ضحايا الانفجار إلى سبعة.
 
التحقيق يركز على مسار السيارة المفخخة ومحتويات الكاميرات عن سائقها والمفجّر
بيروت - «الحياة»
تواصلت امس، عملية عزل موقع التفجير الارهابي الذي استهدف المستشار السياسي محمد شطح (لزعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري) في قلب بيروت اول من امس، حيث استمر جمع الأدلة من جانب الادلة الجنائية. ونُصبت خيمتان في موقع التفجير للحفاظ على الادلة من عوامل الطقس.
وخلت المنطقة من حركة المدنيين باستثناء الأشخاص الذين حضروا لتفقد مكاتبهم ومنازلهم المشرّعة بعدما حطم الانفجار الواجهات الزجاجية والتي تشكل لكثير من الابنية في المنطقة بديلاً للجدران.
وعكف عمال «سوكلين» على تنظيف الطرق والارصفة من اكوام هائلة من الزجاج المحطم ومن شظايا بقايا السيارتين اللتين انفجرتا (السيارة المفخخة والسيارة المستهدفة العائدة لشطح) والتي تطايرت الى اماكن بعيدة بسبب قوة الانفجار.
وتابع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر إشرافه على التحقيقات في الجريمة. وتتركز، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية) على معرفة الأشخاص الذين انتقلت اليهم السيارة المفخخة بعدما سرقت من اصحابها. ويتم تحليل محتويات كاميرات المراقبة وكل الكاميرات المحيطة بمكان التفجير لجهة السيارة الرباعية الدفع التي حجزت المكان للسيارة المفخخة.
ونقل موقع «المستقبل» الالكتروني عن مصدر مشرف على سير التحقيق أن «التحقيقات الأولية لا تزال في طور جمع المعلومات والأدلة، لكنها تركز بشكل أساسي على كاميرات المراقبة المثبتة على عشرات المباني المحيطة بموقع التفجير وعلى الشوارع المؤدية اليه والتي يفترض أنها التقطت صور الشخص الذي ركن السيارة المفخخة من أكثر من اتجاه، ومعرفة الوجهة التي سلكها، وما إذا كان هو نفسه من ضغط على جهاز التحكم وفجّر السيارة أم أن شخصاً آخر تولى هذه المهمة».
ولم يستبعد المصدر المذكور أن «تطلب السلطات اللبنانية مساعدة دولية وأن تستعين بخبراء متفجرات وفنيين وتقنيين أجانب لديهم الخبرة الواسعة في علم الجريمة، على غرار ما حصل في عملية اغتيال رئيس شعبة المعلومات السابق اللواء وسام الحسن، وجرائم الاغتيال السابقة التي كانت لجنة التحقيق الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري تقدم مساعدات فنية بشأنها».
وشدد المصدر على أن «الطريقة التي نفذ فيها اغتيال شطح مشابهة لجرائم الاغتيال التي شهدها لبنان منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2004، وحتى جريمة اغتيال الحسن في التاسع من تشرين الأول 2012، كتفخيخ السيارة وتفجيرها لدى وصول سيارة الشخصية المستهدفة الى محاذاتها، لكنها مطابقة تماماً لجريمتي اغتيال النائب جبران التويني واللواء الحسن، لجهة حجز مكان مسبق للسيارة المفخخة وركن هذه السيارة قبل دقائق من تفجيرها، ما يؤشر الى أن جهة واحدة تقف وراء هذه الجرائم ولديها القدرة الوافرة من التخطيط والتحضير والمراقبة والرصد والتنفيذ، ومحاولة طمس الأدلة وأحياناً كثيرة تضليل التحقيق وتوجيهه الى منحى مختلف».
وأصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه بياناً نفت فيه «بشكل قاطع ان تكون وزعت اي معلومات حول سير التحقيق الجاري في جريمة اغتيال شطح». وتمنت «على وسائل الإعلام كافة توخي الدقة، في نشر المعلومات حول التحقيق الذي لا يزال سرياً، وفي عهدة الاجهزة الامنية المكلفة به، بناء على اشارة القضاء المختص».
وكانت قيادة «تحالف القوى الفلسطينية» في لبنان التي اجتمعت في مقر الجبهة الشعبية - القيادة العامة في مخيم مار الياس - بيروت دانت «التحريض الاعلامي على المخيمات الفلسطينية في لبنان وخصوصاً مخيم عين الحلوة، مطالبة وسائل الإعلام اللبنانية بتحري الدقة والموضوعية عند نقل أخبار تتعلق بالمخيمات الفلسطينية». وإذ أعلنت احترامها للقضاء اللبناني أكدت أن «المخيمات الفلسطينية تخضع للسيادة اللبنانية ولا يمكن أن نغطي أي جهة أو فرد يثبت تورطه بالاحداث».
واستنكرت «لجنة المتابعة للقوى الوطنية والاسلامية» في مخيم عين الحلوة «زج بعض الاسماء في الجريمة المدانة علماً ان المدعو موسى خضر موسى سلم نفسه للاجهزة الامنية اللبنانية قبل 10 اشهر واعترف بسرقة السيارات وسلم محمد صالح نفسه الى الاجهزة نفسها حين سمع ورود اسمه في الاعلام وافرجت عنه بعد ساعات لبرءته من الحادث».
واستنكرت حملة «لا للتحريض» زج «وسائل اعلام اسم المخيم في التفجير الارهابي الذي استهدف شطح، واتهامها للفلسطينيين»، واعتبرت أن «اتهام عين الحلوة هو اتهام لكل اللاجئين الفلسطينيين ودليل افتراء».
 
 «14 آذار» تطالب بالحقائب الأمنية واستبعاد حزب الله ووزير الداخلية لـ «الشرق الأوسط»: اتفاق على سرية التحقيقات في اغتيال محمد شطح

بيروت: ليال أبو رحال ونذير رضا ... صعدت قوى «14 آذار» من سقف مطالبها الحكومية بعد اغتيال محمد شطح, وزير المالية السابق ومستشار سعد الحريري, ودعت إلى استبعاد حزب الله من التشكيلة الحكومية, وطالبت بإمساكها بالوزارات الأمنية. وحرك اغتيال شطح ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، وكشفت مصادر الرئيس المكلف تمام سلام لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الأخير عقد اجتماعا تشاوريا مع الرئيس سليمان وأن «موضوع التشكيلة الحكومية وضع على نار حامية والنقاش تمحور حول الإقدام على تشكيل حكومة تتولى مصالح الناس وشؤون الأمن».
وأعلنت الحكومة اللبنانية الحداد العام اليوم بالتزامن مع تشييع شطح، الذي لقي حتفه وستة آخرون في انفجار استهدف موكبه وسط بيروت الجمعة. وستقام مراسم التشييع في ساحة الشهداء وسيوارى الثرى إلى جانب رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري.
وبينما كانت بيروت تستعد لزحمة أعياد رأس السنة، جاء الحادث ليشل الحركة فيها نهائيا وينشر أجواء من الرعب والقلق. وبدت شوارع في العاصمة أمس مسمومة وحركة السير فيها خجولة. وشهد الوسط التجاري بأكمله حالة من الشلل.
في غضون ذلك، واصلت الأجهزة الأمنية اللبنانية تحقيقاتها ورفع الأدلة الجنائية من موقع الانفجار. ورفض وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، أمس، الإدلاء بأي معلومات أولية توصلت إليها التحقيقات. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات اللبنانية «اتفقت على الحفاظ على سرية التحقيق، وعدم تسريبه إلى وسائل الإعلام».
وبدوره، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد في قصر بعبدا برئاسة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إحالة التفجير وتفجيرات أخرى وقعت أخيرا في لبنان، إلى المجلس العدلي، وهو أعلى سلطة قضائية جنائية في لبنان، ولا تقبل قراراته الاستئناف ولا التمييز.
 
لبنان: اتفاق بين سليمان وسلام على تسريع تأليف حكومة «ترعى الأمن» والحريري طالب بتمثيل «14 آذار» فقط.. وجنبلاط متمسك بـ«صيغة وطنية»

جريدة الشرق الاوسط..... بيروت: ليال أبو رحال ... استنفر الرئيس اللبناني ميشال سليمان، والرئيس المكلف تمام سلام، أمس، جهودهما من أجل وضع تشكيل الحكومة اللبنانية على «نار حامية»، غداة اغتيال وزير المال السابق محمد شطح، أحد أبرز مستشاري رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ورفع الأخير من سقف شروطه الحكومية، من المطالبة بحكومة «حيادية» إلى حكومة تضم حصرا ممثلين عن «14 آذار» وتستثني حزب الله الذي اتهمه ضمنيا باغتيال شطح.
وفي حين كشفت مصادر سلام لـ«الشرق الأوسط»، بشأن الاجتماع التشاوري الذي عقده الرئيس المكلف والرئيس اللبناني أمس، أن «موضوع التشكيلة الحكومية وضع على نار حامية والنقاش تمحور حول الإقدام على تشكيل حكومة تتولى مصالح الناس وشؤون الأمن»، أكدت مصادر الرئيس اللبناني لـ«الشرق الأوسط» أن «البحث جدي بأنه آن الأوان لتشكيل الحكومة»، لكنه قال إنه «لا بحث جديا بعد في صيغة الحكومة، والأمر متوقف على همّة الرئيس المكلف».
واعتبرت مصادر سلام أن «مسألة التأليف وصلت إلى خواتيمها واستُنفدت المحاولات كافة لإيجاد صيغة مشتركة»، مشيرة إلى أن مشاورات سليمان وسلام أمس تأتي استكمالا لما سبق أن أعلنه سليمان من بكركي، في إشارة إلى مواقف يوم عيد الميلاد، لناحية تحديده موعد 25 مارس (آذار) المقبل موعدا نهائيا لتأليف الحكومة، معتبرا إياه «خطا أحمر»، إذ «لا يجوز تعطيل الديمقراطية كرمى لأحد». وأشارت إلى أن «كل القوى تضع فيتوهات، وهذا هو المأزق، وبالتالي لا بد من إيجاد صيغة بين الرئيسين».
وفي حين رفضت الخوض في تفاصيل حول شكل الحكومة وصيغتها، قالت المصادر ذاتها إن «التوجه للإقدام على تشكيل حكومة تتولى شؤون الأمن ومصالح الناس بات أمرا ملحا، على أن تُترك القضايا الخلافية لهيئة الحوار الوطني بين مختلف الأفرقاء السياسيين».
وشددت مصادر سلام على أنه «لم يعد جائزا إبقاء البلد لوقت أطول من دون حكومة، في ظل التردي الأمني وآخر فصوله اغتيال شطح، فضلا عن الشلل السياسي وتعطيل المؤسسات». ورأت أن «كل ذلك يجعل البلد غير محصن، ويتيح الفرصة لمخططي الهجمات الإرهابية، بغض النظر عن هويتهم، للاستفادة من حالة التحلل القائمة»، مضيفة «حان الوقت لحكومة تلم الوضع».
وصعدت قوى «14 آذار» من سقف مطالبها الحكومية، إثر اغتيال شطح أول من أمس، مطالبة باستبعاد حزب الله عن التشكيلة الحكومية. ويراهن قياديون في صفوف هذا الفريق وتراهن قوى 14 آذار على الرئيسين سليمان وسلام لتشكيل حكومة تسمى بـ«حكومة الأمر الواقع»، من دون الوقوف عند آراء الأفرقاء السياسيين. لكن وبحسب الدستور اللبناني، لا يمكن لأي حكومة أن تباشر عملها وتمارس صلاحياتها قبل المرور في البرلمان اللبناني والحصول على ثقة أكثرية الثلثين من أعضائه.
لكن في الوضع الراهن وفي ظل الانقسامات القائمة على الساحة اللبنانية، لا يمكن لأي حكومة الحصول على ثقة أكثرية ثلثي أعضاء البرلمان من دون كتلة النائب الدرزي وليد جنبلاط، لأن فريقي الصراع، أي 8 و14 آذار، لا يملكان الأكثرية المطلقة، مما يعني أن من شأن أصوات نواب جنبلاط أن ترجح الكفة لصالح هذا الفريق أو ذاك.
وفي موازاة مطالبة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بصيغة حكومية تستثني حزب الله وحلفاءه في «8 آذار»، رد جنبلاط سريعا بالدعوة إلى «تجنب الفتنة» وإلى «تسوية تقوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية»، أي حكومة تضم كل الأفرقاء السياسيين، وهو ما يتمسك به حزب الله.
وأكد الحريري، في مداخلة تلفزيونية ليل الجمعة - السبت، أنه «لا شيء سيخيفنا أو يردعنا عن المطالبة بلبنان أولا»، وقال «على العكس. بالأمس، كنا نطالب بحكومة حيادية، قد نطالب غدا بحكومة من 14 آذار».
لكن رئيس كتلة المستقبل البرلمانية، رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، جدد أمس اقتراح «حكومة من غير الحزبيين»، لافتا إلى أنه «في ضوء متغيرات هناك وجهات نظر تعرض في هذا الشأن، وينبغي التوقف عندها، لكن يبقى الطرح الأساسي هو المطروح».
وبدا حلفاء المستقبل المسيحيين أكثر تشددا في مطالبهم، حيث اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه «ما دام فريق 14 آذار هو المستهدف، فأقل الإيمان أن يتسلم المفاصل والوزارات الأمنية في الحكومة»، فيما قال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس «لم نعد نريد حكومة حيادية، نريد حكومة تكون فيها الحقائب الأمنية لقوى 14 آذار لنتمكن من حماية أنفسنا وحماية المواطن اللبناني».
وسبق أن تولى وزراء محسوبون على الرئيس اللبناني حقيبة «الداخلية» في حكومات نجيب ميقاتي (مروان شربل) والحريري وفؤاد السنيورة (زياد بارود)، بعد أن تسلم وزيرا «المستقبل» حسن السبع وأحمد فتفت الحقيبة ذاتها في أول حكومتين بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في فبراير (شباط) 2005. ودرجت العادة قبل هذا التاريخ على أن يتولى مقربون من النظام السوري حقيبة الداخلية، وكان آخرهم عند اغتيال الحريري الوزير الأسبق سليمان فرنجية، الحليف المسيحي الأقوى للرئيس السوري بشار الأسد.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي شدد أمس على أن «الأولوية لتشكيل حكومة»، مشيرا إلى أنه «لم يدع لاجتماع مجلس الوزراء لأننا لا نريد مشكلة إضافية، خصوصا أن الرئيس سلام أعلن أنه سيعتذر إذا انعقد مجلس الوزراء». واعتبر ميقاتي في كلمة بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع أمس، أن «تشكيل حكومة جديدة بات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، لأن الظرف استثنائي ويحتاج إلى حكومة لا تستثني أحدا»، مشددا على أنه «لا يجوز الاستمرار في دوامة الشروط والشروط المضادة».
 
سليمان يعزّي في مسجد محمد الأمين ويؤكد لـ "المستقبل": لا إمكانية لانتصار فريق على آخر في لبنان وشطح اليوم إلى جانب رفيق الحريري
المستقبل..                       
يوارى الشهيد محمد شطح مستشار الرئيس سعد الحريري ومرافقه الشهيد طارق بدر اليوم إلى جانب رئيس قافلة شهداء الاستقلال والسيادة الرئيس رفيق الحريري بالقرب من مسجد محمد الأمين وسط بيروت، فيما كان لبنان الرسمي والشعبي منشغلاً بمتابعة التحقيقات في الجريمة البشعة التي أودت بالأمس بضحية جديدة هو التلميذ الفتى محمد الشعار الذي توفي متأثراً بجروحه، ما رفع العدد الاجمالي للشهداء إلى سبعة، علماً أن سبعين شخصاً على الأقل أصيبوا بجروح مختلفة.
وأجرى الرئيس الحريري اتصالاً بوالد الشهيد الشعار معزياً، واعتبر أن شهادته "أصابت بيوت جميع اللبنانيين وعشرات الآلاف من الشبان والشابات، الذين غرّدوا على وسائل التواصل الاجتماعي متضامنين مع محمد وأمثاله من الضحايا البريئة التي تتساقط في كل يوم بنار الغدر والإرهاب".، سائلاً الله أن "يتغمّد محمد الشعار وكل الشهداء برحمته، وأن يحمي شباب لبنان من كل شر". كما أجرى الرئيس الحريري اتصالاً بوالدة مرافق الوزير الشهيد محمد طارق بدر معزياً ومواسياً.
ونعت رئيسة "مؤسسة رفيق الحريري" السيدة نازك رفيق الحريري الطالب الشهيد الشعار التلميذ في "ثانوية رفيق الحريري الثانية" وتوجَّهت باسمها وباسم عائلة ومؤسسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى أسرة الشهيد بصادق العزاء والمؤاساة، سائلة المولى "سبحانه وتعالى أن يتغمَّد روحه الطاهرة بواسع الرحمة والمغفرة".
وفيما كانت عائلة الشهيد الكبير تستقبل أمس وفود المعزّين الذين تقاطروا إلى قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسجد محمد الأمين، وفي مقدمّهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، كانت الحركة السياسية تنشط على العمل لإخراج البلد من حالة التدهور الراهنة، وتحديداً على خط إنضاج تشكيلة حكومية طال انتظارها. وكان لافتاً أن الرئيس سليمان أكّد لـ "المستقبل" بعد تقديمه التعازي أن "وقت تشكيل الحكومة حان قبل هذا الظرف الطارئ".
وقال إن الردّ على رسالة اغتيال الشهيد محمد شطح "يكون بتضامننا لنحمي لبنان" وأنه "لا سبيل لانتصار فريق على آخر في البلد".
نار حامية
وفي السياق ذاته، أكّدت مصادر مواكبة لعملية التأليف أن ورشة التشكيل "وضعت على نار حامية انطلاقاً من تقاطع وجهات نظر المعنيين عند عدم جواز الاستمرار في ما نحن عليه، حيث الوضع الأمني بالغ الهشاشة وعبّر عن نفسه بتفجيرات هنا وهناك، وآخرها جريمة اغتيال الشهيد محمد شطح".
وتابعت المصادر لـ "المستقبل" أنه "يضاف إلى ذلك عدم جواز ترك مصالح الدولة والناس معلّقة ومتضررة بهذه الصورة الكارثية، خصوصاً في ظل وضع اقتصادي ومالي سيئ، عدا عن الضغوط الهائلة التي تفرضها كارثة النازحين السوريين على الجميع .. لكل هذه المعطيات ولغيرها الكثير، لم يعد جائزاً ترك الأمور في مكانها وعدم التحرّك، خصوصاً بعد استنفاد كل الاتصالات والمشاورات مع كل الفرقاء المعنيين".
وأشارت المصادر إلى أن "معيارنا الوحيد هو الدستور ولا شيء آخر. فهو الذي يحدّد بوضوح آليات تشكيل الحكومة، تأليفها وسقوطها، وأي كلام خارج النص الدستوري، من قبيل التهديد بالويل والثبور وما إلى ذلك، فنحن غير معنيين به ولا ردّ لنا عليه ولا نتعاطى معه إلا بالمنطق الدستوري الواضح والحاسم".
ورفضت المصادر ذاتها الدخول في لعبة المواعيد المحتملة للتأليف ولا في تفاصيل التشكيلة المرتقبة. ووضعت الدعوات التي انطلقت غداة جريمة اغتيال شطح للإسراع في التشكيل في سياق "الردّ الانفعالي" لكنها دعت إلى انتظار ما سيقوله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد ظهر اليوم خلال لقائه المراسلين المعتمدين في القصر الجمهوري، "خصوصا وأنه وعد بإعلان شيء مهم وقول الأمور بصراحة تامة".
السنيورة
إلى ذلك، أكّد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أنه "مهما استعملوا العنف والقتل والارهاب، سيبقى بلدنا صامداً، وسيبقى التزامنا بالمبادئ التي قام عليها لبنان مستمراً، وهذه الاعمال لن تنال من اللبنانيين وإيمانهم بلبنان وبضرورة عودة الدولة صاحبة السلطة الوحيدة على كامل الاراضي اللبنانية".
وقال خلال تقبل التعازي بالشهيد محمد شطح في مسجد محمد الأمين "هناك في لبنان مجموعتان من المشاكل والقضايا التي يجب التطرق لها، المجموعة الاولى تتعلق بنظرة حزب الله الى الدولة وسلاح حزب الله وتورط حزب الله في المعارك السورية، وما يسود من إنقسام بين اللبنانيين حولها، لذلك كان الرأي أنه يجب إحالة كل المسائل المتعلقة بهذه المجموعة الى طاولة الحوار".
وأشار إلى أن "المجموعة الثانية من المشاكل تتعلق بادارة الدولة وبالقضايا الاجتماعية والاقتصادية، وهذا ما يحتاج إلى طرق من اجل خفض مستويات التوتر. لذا نحن نقترح حكومة من غير الحزبيين تؤدي إلى معالجة هذه المشاكل، وما زلنا عند اقتراحنا، وفي ضوء متغيرات الأمس، هناك وجهات نظر تعرض في هذا الشأن، وينبغي التوقف عندها، لكن يبقى الطرح الاساسي هو المطروح".
جنبلاط
في الموازاة، قال رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بعد تقديم العزاء بالشهيد شطح "استهدفوا الاعتدال والعقل والحوار والانفتاح"، مؤكداً "على مسيرة الاعتدال والحوار أياً كانت الصعوبة والالم وفداحة الخسارة باغتياله، لكن لا خيار آخر وإلا وقعنا جميعاً في الفخ المطلوب كما يبدو في لعبة الامم، في التطاحن كما يجري في العراق وسوريا وغير بلاد عربية إذا كان لا يزال هناك دول عربية".
المجلس الأعلى للدفاع
وكان المجلس الأعلى للدفاع دان "بقوة التفجير الإرهابي الذي استهدف الوزير السابق محمد شطح في وسط بيروت مطاولاً لبنان وسلمه الأهلي وأمن مواطنيه"، مشدداً على "المضي قدماً في التصدي لكل محاولات الإرهاب للنيل من لبنان، الذي كان ولا يزال مصمماً على موقفه الوطني الثابت بمكافحة الجريمة والإرهاب اللذين يشكلان الوجه الآخر للعدوان الإسرائيلي المستمر".
واطلع على التحقيقات الاولية في التفجير، وطلب من وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال شكيب قرطباوي التحضير لاحالة كل التفجيرات الاخيرة على المجلس العدلي، كما طلب من الهيئة العليا للاغاثة بالتنسيق مع الجيش اللبناني "إحصاء الأضرار المادية تمهيداً للتعويض عنها وفقاً للأصول".
التحقيقات
في هذه الأثناء، تواصلت التحقيقات الأمنية والقضائية في جريمة إغتيال الشهيد شطح، وأوضح مصدر مشرف على سير التحقيق للموقع الرسمي لـ "تيار المستقبل" أن "التحقيقات الأولية لا تزال في طور جمع المعلومات والأدلة، لكنها تركز بشكل أساسي على كاميرات المراقبة المثبتة على عشرات المباني المحيطة بموقع التفجير وعلى الشوارع المؤدية اليه"، مشيراً الى أن "الخبراء بدأوا بجمع هذه الكاميرات بطلب من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، تمهيداً لتحليلها، والتي يفترض أنها إلتقطت صور الشخص الذي ركن السيارة المفخخة من أكثر من إتجاه، ومعرفة الوجهة التي سلكها، وما إذا كان هو نفسه من ضغط على جهاز التحكم وفجّر السيارة أم أن شخصاً آخر تولى هذه المهمة".
وأكد المصدر أن "الأدلة الجنائية ماضية في عملية رفع العينات والأدلة من مسرح الجريمة، بغية إخضاعها للتحليل والفحوص المخبرية". ولم يستبعد أن "تطلب السلطات اللبنانية مساعدة دولية وأن تستعين بخبراء متفجرات وفنيين وتقنيين أجانب لديهم الخبرة الواسعة في علم الجريمة، على غرار ما حصل في عملية إغتيال رئيس شعبة المعلومات السابق اللواء الشهيد وسام الحسن، وجرائم الإغتيال السابقة التي كانت لجنة التحقيق الدولية الخاصة بجريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تقدم مساعدات فنية بشأنها".
وشدد المصدر على أن "الطريقة التي نفذ فيها إغتيال شطح مشابهة لجرائم الإغتيال التي شهدها لبنان منذ محاولة إغتيال الوزير مروان حمادة في الأول من تشرين الأول 2004، وحتى جريمة إغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن في التاسع من تشرين الأول 2012، كتفخيخ السيارة وتفجيرها لدى وصول سيارة الشخصية المستهدفة الى محاذاتها، لكنها مطابقة تماماً لجريمتي إغتيال النائب جبران التويني واللواء الحسن، لجهة حجز مكان مسبق للسيارة المفخخة وركن هذه السيارة قبل دقائق من تفجيرها، وهذا ما يؤشر الى أن جهة واحدة تقف وراء هذه الجرائم ولديها القدرة الوافرة من التخطيط والتحضير والمراقبة والرصد والتنفيذ، ومحاولة طمس الأدلة وأحياناً كثيرة تضليل التحقيق وتوجيهه الى منحى مختلف".
التشييع
ودعا تيار "المستقبل" إلى أوسع مشاركة في تشييع شهيد لبنان، وحض اللبنانيين إلى التجمع في بيروت الساعة العاشرة صباحاً أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ويستمر قبول التعازي للنساء وللرجال قبل الدفن وبعده في قاعة مسجد محمد الأمين من العاشرة صباحاً ولغاية السادسة مساء، كما تقبل التعازي في طرابلس الإثنين والثلاثاء من العاشرة صباحاً وحتى الاولى بعد الظهر، ومن الثالثة وحتى السادسة مساء في فندق "كواليتي إن".
 
موت محمد الشعار يرفع عدد قتلى تفجير الستاركو إلى سبعة
لبنان ساحة تفجير تختزل النزاعات الإقليمية
إيلاف..أ. ف. ب.
أكد التفجير الذي أودى بحياة النائب اللبناني السابق محمد شطح تحوّل لبنان ساحة تختزل النزاعات الإقليمية، ويتوقع محللون مزيدًا من العنف في غياب أي فرص للحوار، وارتفع اليوم عدد قتلى التفجير إلى سبعة بعدما قضى الطالب محمد الشعار متأثرًا بجروحه.
بيروت: توفي الفتى اللبناني محمد الشعّار متأثرًا بجروح بالغة أصيب بها في التفجير الذي وقع الجمعة واستهدف الوزير اللبناني السابق محمد شطح، ليرتفع عدد من قضوا في الانفجار إلى سبعة، بينهم شطح ومرافقه طارق بدر.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن "عدد ضحايا تفجير ستاركو ارتفع إلى 7 مع وفاة الشاب محمد الشعار صباح اليوم متأثرًا بجروحه في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت". ومحمد، الذي يبلغ 16 عامًا، كان أصيب بجروح بالغة في رأسه أثناء تواجده مصادفة مع ثلاثة من أصدقائه في موقع الانفجار قرب مبنى ستاركو في الوسط التجاري لبيروت.
وكانت يوم أمس انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمحمد مع أصدقائه الثلاثة قبل دقائق من الانفجار وهم يبتسمون لكاميرا الهاتف من دون أن يعلموا أن الموت يتربّصّ بصديقهم، قبل أن تنتشر صورة أخرى لرفاقه في المدرسة يصلّون، كل على طريقته، لشفائه أمام غرفة العناية المركّزة.
ويقول الباحث كريم بيطار من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس (إيريس) إن "الاغتيال السياسي الأخير يعكس أكثر من مجرد تداعيات للحرب السورية. أعتقد أننا تجاوزنا هذه المرحلة، ودخلنا الآن في حرب سورية - سعودية كاملة بالوكالة".
يضيف "الانقسام الشديد في لبنان يجعل مسألة تسجيل الأهداف أمرًا سهلًا على أرضه بالنسبة إلى إيران والسعودية"، موضحًا أن "البلد لا يتمتع بأي حصانة". وينقسم اللبنانيون حول الأزمة السورية بين مؤيدين للنظام السوري، وغالبيتهم من أنصار حزب الله وحلفائه، وداعمين للمعارضة السورية، وهم إجمالًا من أنصار قوى 14 آذار.
تداعيات مفروضة
يشارك حزب الله المدعوم من إيران في القتال في سوريا إلى جانب النظام، ويطالبه خصومه بالانسحاب منعًا لزعزعة استقرار لبنان عبر استجرار النار السورية إليه. تقول لينا الخطيب، مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط، الذي يتخذ من بيروت مقرًا، إن لبنان "يختزل النزاعات الإقليمية، ويجب ألا نتوهم أنه في الإمكان تجنب الانعكاسات الأمنية للنزاع السوري".
تضيف إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه في لبنان وسوريا يشعرون "بالاستقواء بعد المفاوضات الدولية حول المسألة النووية (الإيرانية) والأسلحة الكيميائية" السورية. ويرى محللون أن موافقة دمشق على تسليم أسلحتها الكيميائية أعادتها إلى الساحة الدولية، كما إن مشاركتها في المؤتمر الدولي المرتقب في 22 كانون الثاني/يناير في سويسرا حول الأزمة السورية سيكرّس شرعية النظام أمام المجتمع الدولي، الذي كان جزء كبير منه يطالب حتى الأمس القريب برحيله.
كما فتحت المفاوضات مع إيران حول ملفها النووي الباب أمام رفع العقوبات عنها وتعزيز موقعها الدولي. تضاف إلى هذه الإنجازات الدبلوماسية، إنجازات عسكرية حققتها قوات النظام السوري خلال الأشهر الماضية على الأرض، بدعم من إيران وحزب الله، في مواجهة مجموعات المعارضة المسلحة المدعومة من السعودية خصوصًا.
تفجيرات متنقلة
وتشير الخطيب إلى أن اغتيال الوزير السابق محمد شطح يأتي "في إطار سلسلة اعتداءات واعتداءات مضادة تستهدف الطرفين السياسيين المتنافسين" في لبنان. فقد استهدف تفجيران انتحاريان في الشهر الماضي السفارة الإيرانية في بيروت، ما تسبب بمقتل 25 شخصًا. وسبق ذلك تفجيران خلال فصل الصيف في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب الشيعي، وتفجيران آخران وقعا في يوم واحد في طرابلس في الشمال أمام مسجدين سنيين. وحصدت هذه التفجيرات عشرات القتلى والجرحى.
ترى الخطيب أن هذه "الاعتداءات تهدف إلى زعزعة استقرار لبنان وجرّه أكثر إلى النزاع السوري". إلا أن بيطار، مع إقراره بأن الاعتداءات ضد حزب الله وضد قوى 14 آذار "كلها إرهاب محض"، لكن "طريقة التنفيذ والمنطق مختلفان تمامًا". وبدأت التفجيرات في مناطق حزب الله قبل أشهر مع تزايد دور الحزب في النزاع السوري، بينما تستهدف شخصيات قوى 14 آذار منذ 2005، تاريخ مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في تفجير ضخم في بيروت.
ووجّهت أصابع الاتهام في تلك العملية إلى سوريا، ثم إلى حزب الله، وكذلك في سلسلة الاغتيالات التي تلت، والتي نالت من ثماني شخصيات سياسية وإعلامية من قوى 14 آذار، غير الحريري، ومن ثلاث شخصيات أمنية، اثنتان منها محسوبتان على تيار المستقبل، الذي يرئسه سعد الحريري، نجل رفيق الحريري. وبعدما توقفت الاغتيالات بين 2008 و2012، عادت في وقت كان النزاع السوري يتأجج، فقتل المسؤول الأمني الكبير المقرب من تيار المستقبل وسام الحسن في تشرين الأول/اكتوبر 2012، فمسؤول حزب الله حسان اللقيس، ومن ثم محمد شطح الجمعة.
يقول بيطار عن الاعتداءات إنها "جزء من نزاع إقليمي على السلطة بين أجهزة استخبارات متنافسة ونتيجة لتزايد العداء بين السنة والشيعة". ويضيف بيطار "وحده تقارب إيراني سعودي يمكن أن يضع حدًا لمثل هذه الجرائم، وهو أمر يبدو بعيدًا". من جهة ثانية يشير الخبير في شؤون الشرق الأوسط إلى أن اغتيال شخصيات معتدلة داخل فريقها، مثل شطح، الذي عرف بأنه رجل حوار وثقافة وانفتاح، يصب في مصلحة المتطرفين في الجانبين السني والشيعي.
تطرف متبادل
ويقول "اللبنانيون المعتدلون لم تعد لهم كلمة، والتطرف من الجانبين السني والشيعي يغذي بعضه". ويرى أستاذ العلاقات السياسية في الجامعة الأميركية اللبنانية عماد سلامة إن المستفيد من كل هذا هو إيران بشكل أساسي. ويقول "إذا استمر ذلك، سينتهي الأمر برؤية متطرفين سنة يقودون الطائفة السنية".
يضيف إن "هؤلاء المتطرفين يقدمون على أنهم مناهضون للغرب، كما إنهم مناهضون للحلول الوسطية.. وهذا يظهر المجموعات الموالية لإيران كأنها معتدلة، ويعزز موقعها".
ويتوقع سلامة أن يستمر التصعيد في لبنان. ويقول "أعتقد أنه من الممكن أن تحصل سلسلة تفجيرات واغتيالات جديدة، لكون الطرفين في لبنان غير قادرين على التوصل إلى حل مقبول منهما معًا".
 

ابنة بري مرشحة لخلافة سفير لبنان لدى سوريا
عقب إحالته إلى التقاعد بعد يومين
بيروت: «الشرق الأوسط»
كشفت تقارير إخبارية، نقلا عن مصادر في الخارجية اللبنانية، أن سفير لبنان لدى سوريا ميشال خوري سيحال إلى التقاعد نهاية الشهر الحالي لبلوغه السن القانونية. ورجحت تلك المصادر أن تخلف فرح بري، ابنة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، خوري في رئاسة البعثة الدبلوماسية في دمشق.

أجواء الرعب والقلق تعم بيروت.. والشلل يصيب وسطها التجاري
بيروت: «الشرق الأوسط»
لم يكن ينقص العاصمة اللبنانية إلا اغتيال جديد ليشل ما استجد فيها من حركة وزحمة، سبّبها موسم الأعياد، مع عودة عدد كبير من المغتربين الذين يعملون في الخارج ويستغلون فترة إجازة نهاية العام للعودة إلى بلدهم والمساهمة في تنشيط حركة الأسواق والمقاهي فيه.

وبينما كانت المطاعم والمقاهي والفنادق تستعد لموسم عيد رأس السنة، جاء الحدث الأمني باغتيال وزير المال السابق محمد شطح، إحدى أبرز شخصيات تيار المستقبل، ليشل الحركة نهائيا وينشر أجواء من الرعب والقلق، ظن اللبنانيون أنها ولت إلى غير رجعة. بدت الشوارع في العاصمة بيروت أمس مسمومة، حركة السير فيها خجولة، باستثناء الطرق المؤدية إلى وسط بيروت، حيث باشرت عائلة شطح الصغيرة والسياسية تقبل التعازي في مسجد محمد الأمين، بالقرب من المكان الذي سيدفن فيه اليوم إلى جانب رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل منتصف فبراير (شباط) 2005.

وباستثناء الطرق المؤدية إلى مسجد محمد الأمين، بدت أسواق وسط بيروت التجارية ومقاهيه مقفرة، لا أحد يلوح فيها باستثناء قلة من الموظفين حضرت على الرغم من معرفتها السابقة بطبيعة الوضع. شهد الوسط التجاري بأكمله حالة من الشلل، لا سيما أن عملية الاغتيال وقعت على أحد مداخله. وانسحب هذا المشهد على المجمعات التجارية الكبرى في بيروت وضواحيها، بحيث افتقدت أمس روادها وحيويتها المعهودة في مثل هذه الفترة من العام.

في موازاة ذلك، اتخذت القوى الأمنية تدابير مشددة لمواكبة المعزين الذين توافدوا أمس إلى وسط بيروت، وقطعت كل الطرق المؤدية إلى المسجد أمام المارة والسيارات. كما أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن اتخاذها اليوم إجراءات خاصة خلال تشييع شطح ومرافقه طارق بدر، بدءا من التاسعة صباحا ولحين الانتهاء، تشمل تحويل السير في عدد من الطرق وإقفال بعضها الآخر.

وناشدت المواطنين أخذ العلم والتقيد بتوجيهات وإرشادات رجال قوى الأمن الداخلي، وبعلامات السير التوجيهية الموضوعة في المكان تسهيلا لحركة المرور ومنعا للازدحام.

وحسب تلك المصادر فإن إشكالية قانونية وتراتبية تحول دون توليها هذه المسؤولية ما لم يبادر وزير الخارجية عدنان منصور، المحسوب على بري، باتخاذ قرارات ترفيع.

وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء «المركزية» الخاصة في لبنان أمس بأن تقاعد خوري يطرح علامات استفهام حول هوية خلفه، على ضوء تعذر تعيين بديل عنه باعتبار أن الإجراء يتطلب قرارا من مجلس الوزراء مجتمعا، وهو أمر غير وارد في ظل الظرف القائم.

لكن الوكالة نقلت عن أوساط قصر بسترس، مقر الخارجية اللبنانية، معلومات تفيد بأن المستشارة فرح نبيه بري سترأس البعثة الدبلوماسية اللبنانية في دمشق بعد إحالة خوري إلى التقاعد، علما بأنها تتنقل باستمرار بين بيروت ودمشق.

وأوضحت المصادر أنه «لا يمكن لفرح بري أن تشغل المنصب باعتبارها من الفئة (الإدارية) الثالثة». لكن الأوساط ذاتها توقعت أن «تصدر عن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور قريبا، وبعد استمزاج رأي مجلس الخدمة المدنية، قرارات تتعلق بترفيع نحو 55 دبلوماسيا من الفئة الثالثة إلى الثانية بعد مرور وقت طويل قضاه هؤلاء في هذه الفئة». كما توقعت أن «تشمل الترفيعات أيضا دبلوماسيين كانوا في السابق ملحقين اغترابيين عينوا من دون خضوعهم لمباراة في مجلس الخدمة المدنية وأدخلوا في ملاك وزارة الخارجية بعد دمج الوزارتين، ومن بين هؤلاء فرح بري، أبرز الأسماء المرشحة للترفيع، علما بأن الترفيعات لا تحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء بل إلى مراسيم جوالة».


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,797,102

عدد الزوار: 6,966,660

المتواجدون الآن: 68