أخبار وتقارير..تركيا تسعى لضمان خطة أمنية طويلة المدى..."حماس" تستعد لمواجهة أكبر بعد عام على الحرب الإسرائيلية على غزة..."بوكو حرام" خطر إقليمي لكنها مشكلة نيجيرية وواشنطن تصفها بـ"المنظمة الإرهابية"...الفيليبين: غضب الناجين من الإعصار يتصاعد جرّاء البطء في وصول المساعدة

عضو بمجلس الشيوخ الأميركي: لحظة الاتفاق مع إيران... مرّت...مسؤول إيراني لـ «الراي»: «جنيف» المقبل مفصلي ونافذتنا الديبلوماسية لن تُفتح إلى الأبد....وكالة الاستخبارات الأميركية تفرج عن وثائق تتعلق بـ«كامب ديفيد» وكشفت التجسس على السادات وبيغن.. ومصر ترجئ التعليق «لحين الاطلاع عليها كاملة»

تاريخ الإضافة الخميس 14 تشرين الثاني 2013 - 8:22 ص    عدد الزيارات 1740    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

وكالة الاستخبارات الأميركية تفرج عن وثائق تتعلق بـ«كامب ديفيد» وكشفت التجسس على السادات وبيغن.. ومصر ترجئ التعليق «لحين الاطلاع عليها كاملة»

جريدة الشرق الاوسط.. واشنطن: هبة القدسي القاهرة: عبد الستار حتيتة ... أفرجت وكالة الاستخبارات المركزية عن 250 وثيقة سرية في 1400 صفحة تتعلق باتفاقية كامب ديفيد التي شارك فيها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عام 1979 للتفاوض مع قادة مصر وإسرائيل. وتظهر الوثائق، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، دور وكالة الاستخبارات المركزية في تلك الحقبة الدبلوماسية التاريخية؛ حيث تشير إلى قيام الوكالة بمراقبة القادة المصريين والإسرائيليين ورصد تحركاتهم وتحليل ميولهم الشخصية والسياسية. فيما أرجأت القاهرة أمس التعليق على الوثائق لحين الاطلاع عليها بصورة شاملة.
وتظهر الوثائق، التي تركز على الفترة من أوائل يناير (كانون الثاني) عام 1977 إلى مارس (آذار) 1979، تقييمات وكالة الاستخبارات المركزية لشخصية الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحم بيغن. كما تظهر دور زيباغو بريجينسكي مستشار الأمن القومي الأميركي ونصائحه للرئيس كارتر، وتحليل ردود فعل الدول العربية بعد توقيع الاتفاقية. ومن بين الوثائق محاضر جلسات مجلس الأمن القومي الأميركي، وملخصات الاجتماعات الرئيسية بين المسؤولين الأميركيين والمصريين والإسرائيليين.
وقد جرى تقديم تلك التقارير إلى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر قبل 13 يوما من توقيع الاتفاقية بين مصر وإسرائيل في المنتجع الرئاسي كامب ديفيد، إلى جانب تقارير تشمل النصائح التي خرجت بها الوكالة لإنجاح المفاوضات وإشارات إلى مخاطر فشلها. وقد علق كارتر، في محاضرة له بمكتبة «جيمي كارتر» بأتلانتا أمس الأربعاء، بأن تلك الوثائق ساعدت لتهيئة الأجواء للتفاوض وتحقيق أول معاهدة ما بين الدولة اليهودية وإحدى جاراتها العربية.
وتحمل إحدى الوثائق التي ترجع لعام 1979 عنوان «نتائج البحث والرصد المستمر للقادة المستهدفين»، وتشير إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية استخدمت وسائل مراقبة وتنصت على كل من السادات وبيغن. وتقول إحدى الوثائق عن شخصية بيغن إنه «كان منشغلا دائما بالتفاصيل وإن وكالة الاستخبارات لاحظت عليه استعدادا متزايدا للمعارضة في شخصيته»، بينما أشارت التقارير عن شخصية السادات إلى أنه «كان يريد بشدة أن يظهر كصانع سلام»، وأنه كان «له شعف كبير للظهور والشهرة»، ووضعته وثائق الاستخبارات تحت عنوان «السادات صاحب جائزة نوبل».
لكن مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية نفوا بشكل قاطع قيام الوكالة بالتنصت على القادة المصريين والإسرائيليين، وأوضحوا أن الوثائق اعتمدت على توضيح البيانات الشخصية وميول القادة، التي جرى تجميعها من مسؤولين حكوميين ومن مسؤولين في القطاع الخاص وشخصيات كانت على اتصال شخصي كبير إضافة إلى التقارير السرية.
من جهتها، أرجأت القاهرة أمس التعليق على الوثائق الأميركية. وقال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الوثائق التي جرى رفع السرية عنها وتتعلق بتفاصيل مفاوضات توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين القاهرة وتل أبيب، تتطلب «الاطلاع عليها أولا قبل التعليق عليها». وتقع الوثائق التي رفعت المخابرات الأميركية السرية عنها أمس في 1400 صفحة.
ومن جانبه أفاد مسؤول حكومي مصري آخر بأن «هذه الكمية من المستندات تحتاج لوقت من أجل قراءتها ومعرفة ما يخص الجانب المصري فيها، وما إذا كان هناك جديد في أي مسألة جوهرية تخص الاتفاقية»، معربا عن اعتقاده أن «الوثائق الجديدة، بنظرة مبدئية عامة، تسلط الضوء أيضا على شخصية الرئيس المصري الراحل أنور السادات»، و«الجهود المضنية التي بذلها من أجل الوصول لاتفاق ينهي الحرب مع إسرائيل».
 
مسؤول إيراني لـ «الراي»: «جنيف» المقبل مفصلي ونافذتنا الديبلوماسية لن تُفتح إلى الأبد
 بروكسيل - من ايليا ج. مغناير
تطغى المفاوضات حول الملف النووي الإيراني على ما عداها من قضايا دولية، وتنشط «التحريات» الديبلوماسية والإعلامية لمعرفة ما دار في «جنيف - 2» النووي الذي انعقد بين ممثلين عن الدول «1+5» وايران اخيراً، وسرّ التفاؤل بالتوصل الى اتفاق لم يبصر النور، الامر الذي استدعى ضرب موعد جديد الاسبوع المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على تسوية من شأنها التأسيس لـ «مستقبل آخر» في المنطقة.
في اجتماع جنيف الاخير، ثمة مبادرات كانت على الطاولة ومناورات تحتها، ما جعل «القطب المخفية» الناجمة عن الثقة التي ما زالت مهزوزة تطغى على الاستعدادات المتبادلة لبناء تفاهم تراكُمي يؤدي الى «فكّ الاشتباك» بين المجموعة الدولية وايران حول «النووي»، توطئةً لصوغ علاقات ايجابية تبعد شبح التوتر، فيَطمئنّ الغرب وترتاح ايران.
وبين «الجنيفيْن» 2 و 3 تتركّز «العدسات» على طهران، التي يشكل موقفها «القفل والمفتاح» في نظر الغرب الذي تطالبه ايران بجرأة الردّ على التحية بمثلها لان بناء الثقة لا يمكن ان يكون من طرف واحد.
وكشف مسؤول ايراني على صلة وثيقة بـ «المفاوضات النووية» لـ «الراي» عن ان «الاجتماع المقبل في جنيف سيكون مفصلياً في تقرير مصير المفاوضات، بعدما بدت المجموعة الدولية متمهلة او اكثر ميلاً للمماطلة، في الوقت الذي التزمت ايران بما كانت تعهّدت به رغم عدم توقيع الاتفاق»، مشيراً الى «اتجاه للتوصل الى اتفاق ممرْحل يتيح في كل مرحلة اختبار نيات الطرفين»، ومحذراً من ان «ايران التي أبدت حسن نيات لن تكون مستعدة للمضي قدماً في الخطوات الايجابية من جانب واحد».
وتحدّث المسؤول الايراني عيْنه عن «اربع نقاط اساسية لا بد منها لضمان نجاح جنيف - 3 منتصف الاسبوع المقبل، وهي نقاط تشكل العمود الفقري لإنهاء هذا الملف، وتتمثل في الآتي:
* ان يقدم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو تقريره الى الدول المعنية قبل الاجتماع المقرر كبرهان على تصميم الجمهورية الاسلامية في ايران على الالتزام بما تعهدت به وإعطاء الصلاحية المناسبة للوكالة لتتحقق من برنامج ايران السلمي، علماً ان امانو سيناقش الاتفاقية التي وُقعت مع رئيس المنظمة الايرانية النووية علي اكبر صالحي وآلية تنفيذها، التي انطلقت من الجهة الايرانية على ان تقابلها اتفاقية مماثلة من الغرب تنفذها المجموعة الدولية خلال ثلاثة اشهر كمرحلة اولى بالتزامن مع رفع تدريجي وتدحرجي للعقوبات خلال المدة عيْنها، ومن بعدها يحصل اجتماع تقويمي للمرحلة الاولى يضمّ مجموعة الدول الست وايران لتوقيع اتفاقية ثانية وتنفيذها في المرحلة التالية.
* ان تتفق دول الاتحاد الاوروبي على تسليم حق التمثيل الحقيقي مع صلاحيات كاملة، اضافة الى حق التوقيع، لوزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون حتى لا نقع في لعبة تقاسم الادوار او الاختلاف الجوهري في الرأي بين الاسرة الاوروبية الواحدة، كما حصل خلال اللقاء الاخير في جنيف، حين عطّل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ظاهرياً دخول الملف الى مرحلته التوافقية العالمية. فالأخذ في الاعتبار هذه المسألة يتيح بدء العمل على أسس سليمة بين ايران والمجتمع الدولي والدخول في عهد جديد من العلاقة.
* ان يقتنع الغرب ان ايران مستعدة لتجميد تخصيب اليورانيوم لفترة وجيزة بالنسبة التي يعتبرها الغرب مقلقة وقد تؤدي الى خروج البرنامج النووي عن إطاره السلمي، ولكنها لم ولن تسلّم اي مخزون لديها لأي جهة كانت، لأن هذا الامر يتعلق بحق ايران وملكيتها لما تنتج وأنتجت، وتالياً فاذا أصرت المجموعة الدولية على عكس ذلك فالأمر سيعيدنا الى المربع الاول ونغلق موضوع التفاوض نهائياً.
* ان ايران قد تأثرت كثيراً بالعقوبات وهي تحب وتتمنى وتعمل على إزالتها، كما انها تعمل على بناء علاقات متوازنة مع الغرب، الا ان هذا لن يحصل على حساب إخضاعنا عن طريق الملف النووي. فقد صبرنا كثيراً ونستطيع الصبر اكثر. ونحن، مع التشديد على القول ان من الافضل لنا ألا نسير بأي اتفاق مُذل وسيىء يُفرض علينا فهذا لن ترضاه الامة ولن يرضاه شعبنا، بادرنا الى عرض كل ما نستطيع ان نعرضه ونقدمه بشفافية على الطاولة وليس لدينا اكثر مما نعطيه ونفاوض من اجله. لذلك على المجتمع الدولي اخذ الوقت الكافي للتفكير وللخروج بإستراتيجية موحدة وواضحة».
اضاف المسؤول الايراني انه «في الامكان تجزئة الاتفاق والعمل بسياسة الخطوة - خطوة كما اقترحت روسيا، التي رأت ان من المفيد العمل على طريقة خذ وأعط»، لافتاً الى انه «اذا لم تتجاوب المجموعة الدولية فلن نمانع في العودة الى ما كنا عليه قبل التفاوض وليستمر الحظر الذي لا فائدة منه»، مشدداً على ان «النافذة الديبلوماسية بالنسبة الينا لن تبقى مفتوحة الى الابد».
وقال المسؤول الايراني لـ «الراي» ان «هناك متشددين لدى جميع الاطراف، كما لديهم مَن يرغب في القول ان هذا التقارب لا نفع منه. ولدينا مَن يرى ان الغرب لا يمكن الوثوق به واننا استطعنا الصمود ونستطيع الصمود اكثر. فها هي ناقلاتنا النفطية توصل النفط الى حيث نريد، وقد استطعنا ايجاد طرق لا تعد ولا تحصى كبدائل عن العقوبات»، مشيراً الى انه «صحيح ان كل هذه الطرق تكلف الخزينة الايرانية اكثر ولكننا نحفظ كرامتنا، والخط الذي نمثله في المنطقة في صعود مستمرّ، وتالياً علينا ان نحاول فإذا نجحنا او فشلنا في التوصل الى اتفاق تكون تلك مشيئة الخالق».
ولفت المسؤول عيْنه الى ان «لفرنسا مصالح متعددة في الشرق الاوسط وتعتقد ان تراجع الولايات المتحدة في المنطقة سيعطيها مكاناً افضل اقتصادياً وسياسياً، ولكنها مخطئة في هذا التوجه»، مذكراً بان «فرنسا كانت المكان الذي نزل فيه الامام الراحل آية الله الخميني وهي تستغلّ هذا على قاعدة اذا عرفتَ مكانك تدلّل، لكن هذا الدلال ينفع لمرة واحدة لا لكل المرات».
 
 
عضو بمجلس الشيوخ الأميركي: لحظة الاتفاق مع إيران... مرّت
الرأي.. واشنطن - من حسين عبدالحسين
فجأة، توقفت الجلسات المغلقة التي دأب على عقدها كبار المسؤولين في البيت الابيض ووزارة الخارجية مع الصحافيين للحديث حول قرب التوصل الى اتفاق مع ايران. وحده وزير الخارجية جون كيري راح يدافع عن موقف حكومته التي قاربت توقيع المرحلة الاولى من الاتفاق مع طهران، قبل ان تنسفها باريس.
كرر كيري ان واشنطن لم تكن لتسمح لايران بالحصول على السلاح النووي اصلا، ووجه اصابع اللوم الى الايرانيين في فشل الاتفاق.
لكن ارتباك كيري وادارة الرئيس باراك أوباما المتواصل صار يبدو وكأنه قاعدة في السياسة الخارجية: تبدأ الادارة باعلان هدف دخولها في مفاوضات، إما مع الروس حول سورية وإما مع الايرانيين حول النووي، وتنتهي مع تنازلها عن معظم اهدافها وخروجها باتفاق تحاول اقناع العالم بأنه لمصلحتها رغم اصرار الجميع، الاعداء والاصدقاء، على ان الاتفاق كان بمثابة خسارة فادحة لاميركا وحلفائها.
في جنيف، كان متوقعا ان تبطئ ايران تخصيبها لليورانيوم بوقفها تشغيل تسعة الاف من اصل الطرود المركزية الخمسة عشر الفا التي تملكها للتخصيب. كذلك، كان مطلوبا ان يحول الايرانيون معظم مخزونهم من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة الى قضبان لتوليد لطاقة والابحاث، وتجميد بناء مفاعل آراك للبلوتونيوم، وتجميد عملية اضافة المزيد من الطرود المركزية التي تخصب اليورانيوم.
في المقابل، يفرج المجتمع الدولي عن 3 مليارات دولار من الاموال الايرانية المجمدة حول العالم، ويسمح لايران ببيع ما يقارب 10 مليارات من الذهب وتسلم اموالها بالعملات الصعبة، وبيع ما يساوي 5 مليارات من البتروكيماويات، اي ان المصرف المركزي الايراني يحصل على نحو 18 مليارا مقابل الخطوات الايرانية.
تلك كانت المرحلة الاولى او التجريبية من اتفاقية كان من المتوقع ان تليها ستة اشهر من المفاوضات لتثبيت مفاعيلها، وتوسيعها، وتحويل التجميد الايراني المؤقت للبرنامج النووي الى وقف دائم، باستثناء نسبة ضئيلة من تخصيب اليورانيوم الى درجة 3.5 في المئة، حسب قول كبار المسؤولين الاميركيين المفاوضين قبل توجههم الى جنيف يوم الخميس الماضي.
كانت حسابات أوباما وكيري مبنية على ان خفض كمية التخصيب وتحويل اليورانيوم الايراني المخصب بدرجة 20 في المئة الى قضبان يبعد ايران عن موعد انتاج القنبلة. ومع ان حلفاء اميركا، مثل اسرائيل، كانوا يطالبون بأن تفضي اتفاقية جنيف الى التزام ايران بقرارات مجلس الامن، اي وقف التخصيب الايراني نهائيا، مقابل رفع العقوبات، الا ان الادارة الاميركية اعتقدت ان اتفاقية اولية يمكنها اسكات المعارضين للانتقال الى البحث في اتفاقية نهائية.
ولسبب ما، ظهر ان الاتفاقية الاولية تختلف حتى عما قاله المفاوضون الاميركيون للصحافيين في طريقهم الى جنيف، فايران لم تعد بتجميد تركيب طرود مركزية جديدة، وهي تضيفها بمعدل 500 في الشهر، ولم تقدم طهران وعدا بوقف بناء مفاعل آراك، وحافظت على عمل 9000 من الطرود لديها، وكل هذه الامور تشير الى ان ايران ماضية في تقليص المدة التي تحتاجها لبناء قنبلة نووية، وفوق ذلك، تحصل على 15 الى 20 مليارا من الدولارات من شأنها ان تنعش الاقتصاد الايراني المتهاوي، ما يعطيها المزيد من الوقت للمضي في برنامجها.
هنا تدخلت اسرائيل، اذ على عكس سورية، حيث تنازل كيري عن العمل العسكري وعن اصدار قرار مجلس الامن بالفصل السابع في الوقت نفسه، لم تكن تل ابيب لتسمح بتنازل نووي للايرانيين في صفقة وصفها رئيس حكومتها بـ «السيئة جدا جدا»، وهي عبارة راحت تتردد على ألسنة اعضاء الكونغرس من الحزبين، وباشر هؤلاء بشن حملة ضد أوباما، وراحوا يشيدون بفرنسا، التي يبدو انها نسفت الاتفاقية بعد تنسيق عن كثب مع الاسرائيليين.
وبدأ اعضاء الكونغرس حملتهم بحلقات دردشة مع الصحافيين، وقال السناتور الجمهوري مارك كيرك، الذي باشر العمل على اصدار قانون يشدد العقوبات على ايران، ان احتياطي ايران حاليا يبلغ 80 مليار دولار، منها 20 نقدا بحوزتها، و50 مودعة في حسابات مجمدة يمكنها استخدامها للمقايضة التجارية مع بعض الدول مثل الصين والهند واليابان، و10 مجمدة. وقال كيرك ان الافراج عن 20 مليار دولار للايرانيين يمثل 25 في المئة من حجم الاحتياطي الحالي، ويضاعف كمية النقد الاجنبي المتوفر لها حاليا.
واضاف كيرك انه ان قامت مجموعة دول خمس زائد واحد بالسماح لدول مثل الصين والهند بتحويل المليارات الخمسين الى سيولة للايرانيين، يرتفع الاحتياطي الايراني النقدي من 20 حاليا الى قرابة 70، وهو ارتفاع كبير في ظل اتفاقية مؤقتة، ويسمح للايرانيين بالمماطلة في المرحلة الثانية للاتفاق، وبالمضي في «التوصل الى القدرة على بناء قنبلة».
واول من امس، توجه كيري الى الكونغرس، وباشر - مستندا الى تاريخه الطويل وعلاقاته - في حملة لمحاولة اقناع اعضائه بتأجيل اقرار المزيد من العقوبات على ايران، وفي اقناعهم بجدوى اتفاقية جنيف التي نسفها الفرنسيون. الا ان كيري سمع من احد الاعضاء، ساعة حضوره، التالي: «يا سيادة الوزير، الايرانيون جاؤوا ليفاوضوك في جنيف لا لاننا أجلنا اقرار العقوبات عليهم في الماضي، بل لأن عقوباتنا اجبرتهم على الحضور».
في الايام المتبقية قبل ان تلتأم مجموعة دول خمس زائد واحد في جنيف يومي الاربعاء والخميس المقبلين، سيحاول كيري في واشنطن، كما سيحاول ديبلوماسيوه في باريس وتل ابيب والرياض، «بيع الصفقة» مع الايرانيين للحلفاء والاصدقاء.
لكن «اللحظة مرت»، يقول احد اعضاء مجلس الشيوخ.
على ان البعض في واشنطن، من امثال مسؤول ملف ايران السابق المبعوث الرئاسي دينيس روس، يعتقدون ان ما يحصل الآن هو تحويل معادلة «تجميد (التخصيب) مقابل تجميد (العقوبات)»، والتي رفضها الايرانيون في العام 2007، الى معادلة «وضع سقف (للتخصيب) مقابل وضع سقف (للعقوبات)».
ويقول روس في مطالعة ان المشكلة تكمن في ان حلفاء اميركا يخشون من ان اي تراجع في العقوبات من شأنه ان يؤدي الى انهيارها كليا، من دون تنازلات ايرانية تذكر، وانه من المفيد لاميركا ان تشرح لحلفائها ولايران ان تعليق بعض العقوبات هو مؤقت فقط، ويمكن اعادته.
عملية تواصل واشنطن مع حلفائها قد تكون ضرورية «خصوصا في وقت تحتاج الادارة الى ارسال رسالة غير تلك التي تقول فيها انها تقلص مصالحها في المنطقة، وان لديها مشاكل اكبر في مناطق اخرى من العالم»، وفق ما يرى روس.
 
الفيليبين: غضب الناجين من الإعصار يتصاعد جرّاء البطء في وصول المساعدة
(أ ف ب)
حاول آلاف الاشخاص أمس الاربعاء الحصول على مقعد على متن واحدة من الرحلات النادرة التي تغادر احدى المناطق الاشد تضرراً من جراء الاعصار هايان في الفيليبين من دون ان ينجحوا في ذلك، فيما ارتفعت حدة غضب الناجين المحرومين من كل شيء بسبب البطء الشديد بوصول المساعدة.
واعلنت السلطات أمس الاربعاء وفاة ثمانية اشخاص امس لدى انهيار جدار مستودع للأرز كانت الجموع تنهبه في الانغالانغ التي تبعد 17 كيلومتراً عن تاكلوبان، إحدى أكثر المدن تضرراً من الكارثة.
وأوضح الناطق باسم السلطة الوطنية للمواد الغذائية ريكس ايستوبيريز أن الجموع نهبت ما يفوق مئة الف كيس يزن كل واحد منها 50 كيلوغراماً من الأرز.
من جهة أخرى، ارجئت مراسم دفن جماعي لضحايا اعصار هايان في الفيليبين أمس لأن الموكب الذي ينقل الجثث اضطر للعودة ادراجه بعد اطلاق عيارات نارية.
وقال الفرد روموالديز، رئيس بلدية مدينة تاكلوبان الاكثر تضررا بالكارثة، لوكالة "فرانس برس" "انتهينا من حفر الموقع للدفن الجماعي. ووضعنا الجثث في شاحنة لكن وقع اطلاق نار، فطلبت قوات الامن منهم العودة ادراجهم".
وبعد خمسة ايام على مرور الاعصار هايان، احد اقوى الاعاصير التي تضرب اليابسة، والذي رافقته رياح فاقت سرعتها 300 كيلومتر في الساعة، وامواج بلغ ارتفاعها أكثر من خمسة امتار، فقد عدد كبير من منكوبي تاكلوبان الأمل ويبذلون اقصى جهودهم للتخلص من هذا الكابوس.
وقد تسبب بعض منهم كانوا منهكين ومصدومين ويتضورون جوعاً بحصول تدافع صباح أمس الاربعاء في مطار المدينة المدمرة، وتوسلوا السماح لهم بالسفر على احدى الطائرات العسكرية التي تنقل مساعدات انسانية ومعدات.
وقال الكابتن اميلي شانغ، الطبيب العسكري الذي يعالج المصابين كيفما كان في حرم المطار: "الجميع يعيش في حالة من الذعر. يقولون ان المواد الغذائية غير موجودة ولا تتوافر المياه، وهم يريدون مغادرة هذا المكان".
واكد الناطق باسم الصليب الاحمر الدولي في آسيا المحيط الهادئ، باتريك فولر، أن الطائرات العسكرية التي تصل الى تاكلوبان وتغادرها، ما زالت "محدودة" جداً، والسفن مكتظة، وقال: "يمكنكم تفهم يأس الناس".
وعلى رغم الوعود بالهبات من المجموعة الدولية وارسال اسطول من السفن الحربية الغربية التي يحتاج بعض منها بضعة ايام للوصول، ما زالت المساعدة تصل ضئيلة، حتى لو ان السلطات اكدت أمس الاربعاء ان جميع الطرق باتت سالكة الى الجزيرتين الأكثر تضرراً.
ويجعل هذا الوضع من الصعب ايضاً وضع حصيلة للضحايا. وتحدثت الامم المتحدة التي وجهت أول من أمس الثلاثاء نداءً لجمع هبات بقيمة 301 مليون دولار (225 مليون يورو)، عن مصرع نحو عشرة آلاف شخص في مدينة تاكلوبان وحدها. لكن الرئيس الفيليبيني بينينيو اكينو، اعتبر ان هذا الرقم "مرتفع جداً"، وتحدث عما بين "2000 الى 2500" قتيل.
وتحدثت الحصيلة الاخيرة الموقتة للحكومة من جهتها عن 2275 قتيلاً و80 مفقوداً، فيما لا تزال جثث متناثرة في شوارع بعض المدن المدمرة حيث تنبعث في الهواء روائح التحلل الكريهة.
وقالت رئيسة العمليات الانسانية للامم المتحدة فاليري اموس ان الامم المتحدة لم ترغب في الدخول في الجدل حول الارقام. واضافت: "نركز على الاحياء لا على الاموات".
واقر سكرتير الحكومة ريني ألميندراس بأن عدد القتلى قد تجاوز توقعات السلطات، وقال أمس ان "السبب الذي دفع الى التوقف عن جمع الجثث، هو ان اكياس الموتى قد نفدت". واضاف "لكن لدينا اربعة الاف كيس الان. ونسعى للحصول على اكياس تتخطى حاجتنا".
وفي الاجمال، تقدر الامم المتحدة بأن اكثر من 11 مليون نسمة، اي ما يفوق 10 في المئة من سكان البلاد، قد تضرروا من الكارثة، وان 673 الفا قد تهجروا. وتقول المنظمة الدولية للعمل ان حوالى ثلاثة ملايين شخص فقدوا بصورة موقتة او نهائية مصدر عيشهم.
وتواصل أمس الاربعاء تدفق الاعلانات والوعود بتقديم مساعدات مادية او عينية.
فقد اعلنت الكويت أمس تقديم مساعدة عاجلة بعشرة ملايين دولار للفيليبين التي تعرضت لاعصار مدمر ضرب اجزاء واسعة منها.
وغادرت حاملة الطائرات الاميركية جورج واشنطن وعدد كبير من السفن الاخرى للبحرية الاميركية، مرفأ هونغ كونغ أول من أمس الثلاثاء وعلى متنها سبعة الاف بحار، متوجهة بأقصى سرعتها الى الارخبيل لنقل الامدادات الغذائية والمساعدة الطبية.
واعلنت الولايات المتحدة أمس الاربعاء عن ارسال سفينتين اضافيتين قادرتين على تحلية الماء.
وتحدثت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي عن "مقتل اثنين من الرعايا الاميركيين في الفيليبين"، مشيرة الى ان هذه الحصيلة يمكن ان "ترتفع". واضافت ان فريقا من السفارة الاميركية في مانيلا سيتوجه الى المنطقة المنكوبة "لمساعدة الاميركيين الذين يحتاجون الى مساعدة".
واعلن ناطق باسم وزارة الدفاع اليابانية أمس الاربعاء عن استعداد اليابان لارسال الف جندي الى الفيليبين. ويأتي هذا الاعلان غداة ارسال طوكيو 50 عنصراً من قوات الدفاع الذاتي لتقديم دعم طبي والقيام بعمليات نقل تلبية لطلب مساعدة قدمته مانيلا. ومن اجل ثني اللصوص عن السرقة، فرض حظر للتجول في تاكلوبان وانشرت اربع آليات مدرعة ومئات الجنود وعناصر الشرطة في انحاء المدينة. وذلك بعدما حمل ناجون السلاح في بعض المناطق لنهب المباني التي لم تتهدم.
واذا كان الوضع في هذه المدينة "محزنا"، لا يزال القلق كبيرا ايضا لبعض الجزر البعيدة، كما قال باتريك فولر. واضاف ان "القلق متفش، ونحتاج الى ايام اذا لم يكن الى اسابيع حتى نتمكن من رسم صورة واضحة للوضع".
واثناء اللقاء العام امام خمسين الف شخص في ساحة القديس بطرس المكتظة، تحدث البابا فرنسيس عن مأساة الفيليبين ومساعدة مئات الاف الضحايا من جراء الاعصار. وقال متوجها الى الحضور "انها معارك حقيقية يجب خوضها، معارك من اجل الحياة", مشددا على اهمية التضامن..
 
"بوكو حرام" خطر إقليمي لكنها مشكلة نيجيرية وواشنطن تصفها بـ"المنظمة الإرهابية"
(أ ف ب، رويترز)
اعتبر خبراء ان نيجيريا التي تطالب بدعم اقليمي لمحاربة جماعة "بوكو حرام" الاسلامية المسلحة بشكل فعال، ستضطر للاعتماد على نفسها لادارة قسم كبير من المشكلة التي تسببها هذه المنظمة التي وصفتها واشنطن بـ"الارهابية".
فقد طلبت السلطات النيجيرية من الكاميرون المجاورة المحاذية للحدود الشمالية الشرقية لنيجيريا حيث تنشط الجماعة الاسلامية بقوة، الانخراط بشكل اكثر حزما في مكافحة هذا التمرد الدامي.
لكن في الوقت الحاضر لا تضم القوة المتعددة الجنسيات المكلفة الاشراف على الالتزام بحالة الطوارئ في شمال شرقي نيجيريا حيث شن الجيش في ايار الماضي عملية واسعة النطاق لشل حركة المجموعة المسلحة، سوى جنود نيجيريين مدعومين بقوات من النيجر وتشاد.
واعتبر كياري محمد الخبير في شؤون بوكو حرام في جامعة موديبو اداما النيجيرية في يولا (شمال شرقي نيجيريا) ان الكاميرون "تعتبر الحلقة الضعيفة في القتال ضد بوكو حرام".
ومنذ 2009 سقط الاف الضحايا نتيجة هجمات هذه المجموعة المتطرفة التي تدعو الى فرض الشريعة الاسلامية بشكل متشدد وتطالب بانشاء دولة اسلامية في شمال نيجيريا حيث غالبية السكان من المسلمين، وكذلك قمعها من قبل قوات الامن.
ومن المنتظر ان تعلن وزارة الخارجية الاميركية اليوم الاربعاء جماعة بوكو حرام "منظمة ارهابية دولية".
ومنذ فرض حالة الطوارئ في ايار 2013 طرد اسلاميون من مدن عدة لكن هجماتهم لم تتوقف بالرغم من ذلك. وولايات يوبي وبورنو واداماوا الخاضعة لحالة الطوارئ تتقاسم حدودا مشتركة مع النيجر وتشاد والكاميرون.
ومنذ اطلاق عمليات الجيش النيجيري ضد بوكو حرام في الربيع هرب اكثر من عشرة الاف نيجيري الى الكاميرون بينهم عناصر من "بوكو حرام". وغالباً ما اعتبرت نيجيريا ان الكاميرون تستخدم كملجأ لعناصر "بوكو حرام".
وفي هذا السياق، راى مارك انطوان بيروز دومونكلو الخبير في شؤون نيجيريا في معهد الابحاث للتنمية في باريس "ان هذه المسألة تتطلب تسوية اقليمية".
وقد شكلت نيجيريا والكاميرون الاسبوع الماضي لجنة مشتركة مكلفة تأمين الحدود المشتركة في وجه التهديدات المتمثلة ببوكو حرام والقراصنة الناشطين في خليج غينيا.
وقد اوصى ممثلو البلدين الذين سيجتمعون في ايار 2014 بعمليات عسكرية مشتركة وتبادل افضل للمعلومات من اجل السيطرة بشكل افضل على حدودهما المشتركة الممتدة على مسافة 1700 كيلومتر.
وقال مونكلو "انها ليست المرة الاولى التي تطلب فيها نيجيريا مساعدة جيرانها لكن هناك مشكلة قدرات".
واعتبرت اليزابيث دونيلي المتخصصة بشؤون افريقيا في شاتهام هاوس مركز الابحاث حول العلاقات الدولية ومقره لندن ان "الكاميرون والنيجر وتشاد (...) لديها مشاغل اخرى".
واضافت ان "النيجر وتشاد قلقتان جدا من انعكاسات (النزاعات) في مالي وليبيا. وليس لديها اي رغبة في ادارة مشكلة اخرى على حدود اخرى".
من جهتها تتردد الكاميرون بالانخراط بشكل اكبر تخوفاً من عمليات انتقامية من قبل بوكو حرام على اراضيها بالذات بحسب كياري محمد.
وذكرت اليزابيث دونيلي "ان نيجيريا هي اكبر قوة اقليمية" لذلك "يتوقع ان تحل نيجيريا مشكلتها الذاتية بنفسها".
ورأت ان على نيجيريا ان تركز اهتماماتها في الاشهر المقبلة على تأمين حماية افضل للمدنيين وان تكون اجهزة الاستخبارات اكثر فاعلية في مطاردة العناصر الناشطة في بوكو حرام ومحاكمة المشبوهين امام محاكم.
واعتبر دو مونكلو ان الهجمات الاخيرة الدامية التي قامت بها بوكو حرام في الشمال الشرقي خصوصا تعطي "الانطباع بان ثمة حيواناً غاضباً خطراً مصاباً بالكلب اندفع في عض الجميع".
ورأى في جانب آخر قوات الامن تسعى الى الحصول على دعم جزء من السكان وظهور ميليشيات للدفاع الذاتي في محاربة الاسلاميين ما يشكل دليلا بنظره على هذه الشعبية الجديدة.
وفي مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو التي تعتبر مهد جماعة بوكو حرام يؤكد محمد ابراهيم وهو تاجر دعمه للسلطات.
لكنه يأسف لانقطاع الخطوط الهاتفية منذ ايار ويتمنى عودتها لـ"التمكن من استئناف الاعمال".
في اشنطن، أفادت مصادر في الكونغرس وأخرى مطلعة أن وزارة الخارجية الأميركية ستصنف جماعة "بوكو حرام" على أنها "منظمة إرهابية".
ولهذا التصنيف مغزى مهم لأنه يلزم اجهزة تنفيذ القانون الأميركي والمؤسسات التنظيمية بعرقلة الأعمال والتعاملات المالية مع "بوكو حرام" التي تريد فرض الشريعة الإسلامية في شمال نيجيريا.
ويجعل هذا التصنيف تقديم "دعم مادي" للجماعة جريمة بموجب القانون الأميركي. ولم ترد ناطقة باسم وزارة الخارجية على الفور حينما طلب منها التعقيب..
 
"حماس" تستعد لمواجهة أكبر بعد عام على الحرب الإسرائيلية على غزة
(اف ب)
بعد مرور عام على الهجوم الاسرائيلي في قطاع غزة، تستعد كل من حركة "حماس" واسرائيل لمواجهة مقبلة على الرغم من انهما تؤكدان انهما لا تسعيان لحدوث اي نزاع قريب.
وقتل اكثر من 177 فلسطينيا وستة اسرائيليين في الحرب التي بدات باغتيال القائد العام لكتائب القسام احمد الجعبري في 14 تشرين الثاني 2012. وردت حينها "حماس" باطلاق مئات الصواريخ التي وصل عدد منها الى تل ابيب والقدس للمرة الاولى.
واشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أول من أمس الثلاثاء خلال تفقده فرق الجيش الاسرائيلي المنتشرة عند حدود قطاع غزة بعد عام من عملية "عمود السحاب"، "بقوة الردع العظيمة"، مشيراً الى انخفاض بنسبة 98 في المئة في اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل، ومؤكداً ان "اسرائيل تواصل احترام القانون الدولي، ولكنها لن تقف مكتوفة اليدين في مواجهة الارهابيين".
واتهمت المنظمات الحقوقية الدولية والمفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الطرفين بخرق القانون الدولي الانساني.
واضاف نتنياهو ان "حماس والمنظمات الارهابية الاخرى تواصل التزود بالاسلحة بطرق مختلفة" في اشارة الى مواصلة حفر الانفاق.
وكانت اسرائيل اعلنت في 13 من تشرين الاول الماضي اكتشاف نفق بطول 1,7 كيلومتر يمتد من غزة الى داخل اراضيها قال الجيش انه يستخدم في "اعمال ارهابية".
وتبنت "كتائب عز الدين القسام" (الجناح العسكري لحركة "حماس") مسؤولية حفر النفق بهدف عمليات خطف المزيد من الجنود الاسرائيليين في المستقبل لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
وقبل اسبوعين، قتل اربعة من مقاتلي "كتائب عز الدين القسام" في اشتباك مع قوة اسرائيلية على مدخل نفق حفره عناصر القسام على الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة لاختطاف جنود اسرائيليين، بحسب ما اعلنت "كتائب القسام" حينها.
واكد القيادي في حركة "حماس" باسم نعيم لوكالة فرانس برس ان هذا النفق الذي اكتشفته اسرائيل كان "رسالة مهمة لاسرائيل ان حماس تحضر نفسها للوصول لأبعد مدى".
واكد نعيم ان "حماس لا تسعى للحرب ولا تستدعي المواجهة، لان الوضع الفلسطيني الداخلي والانقسام يلقي بظلال ثقيلة على الوضع الفلسطيني، أما إن حصلت، لن تقف مكتوفة الايدي وسترد بكل قوة عسكرياً وسياسياً وديبلوماسياً".
ويفخر مسؤول في "كتائب القسام" بان كتائبه "اصبحت اليوم اقوى بكثير مما كانت عليه في حجارة السجيل (الهجوم الاسرائيلي على غزة في 2011) ومعركة الفرقان (الحرب الاسرائيلية نهاية 2008) ومستمرة في مرحلة الاعداد والتطوير استعداداً للمعركة الفاصلة مع الاحتلال الاسرائيلي لتحرير القدس".
واضاف المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه في عرض عسكري لمئات من مقاتلي القسام مؤخراً في غزة "رسالتنا إلى العدو الصهيوني هي ان المقاومة الفلسطينية ستزيل كبرياءكم في اي معركة مقبلة".
كما حذر الناطق باسم "كتائب القسام" ابو عبيدة في بيان من "براكين غضب مقبلة لن يتوقعها عدو ولا صديق إذا بقي شعبنا تحت هذا الحصار الظالم".
وترفض "حماس" الافصاح عن حجم قدراتها العسكرية ولا عدد مقاتليها الذي يقدر بالآلاف.
وفي اطار الاعداد، اضافت حكومة "حماس" في غزة مؤخراً وحدة جديدة في منهاج مادة "التربية الوطنية" لتلاميذ المرحلة الاساسية في المدارس الحكومية في القطاع والتي يدرس فيها 240 الف تلميذ، تحض على مقاومة اسرائيل.
وتأتي ذكرى هذه الحرب، في حين تعاني "حماس" من "أزمة" على الصعيد السياسي، حيث يشير استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر في غزة ناجي شراب ان حماس "تواجه ازمة ومأزقا كبيراً بعد فشل الأخوان بمصر وتوتر العلاقة مع ايران حيث فقدت عمقاً استراتيجيا سياسيا واقتصاديا وامنياً".
ومنذ سقوط الرئيس المصري الاسلامي المعزول محمد مرسي في الثالث من تموز الماضي، دمر الجيش المصري واغلق مئات الانفاق على الحدود المصرية مع غزة والتي طالما اعتبرت شرياناُ رئيسياً لتهريب الاسلحة والاموال لـ"حماس" والفصائل الفلسطينية بحسب مصادر في هذه الفصائل.
وبتدمير هذه الانفاق أيضاً تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي في القطاع بزيادة نسبة البطالة وتوقف دخول الوقود لا سيما لمحطة توليد الكهرباء التي باتت تعمل بشكل جزئي يتيح للمواطنين توفير الكهرباء لست ساعات فقط يوميا.
ويرى شراب ان "بوابة حماس هي المصالحة كمخرج وحيد لازمتها وينبغي ان تعيد حماس ترتيب اولوياتها كحركة سياسية فلسطينية وليس كامتداد لجماعة الاخوان".
ويقر القيادي في "حماس" احمد يوسف بوجود "سلبيات كثيرة بسبب تراجع الدعم الايراني، لكن يتم معالجتها حالياً، فالعلاقة مع ايران تتحسن (...) ان اكثر ما يشغل حماس هي محاولة معالجة اغلاق (مصر) الانفاق والمعابر التي ادت لحالة ارباك وهذا بحاجة لبعض الوقت حتى تخرج من الضائقة والازمة".
ويتحدث احمد يوسف عن "مخاوف من ان تقوم اسرائيل بتوجيه ضربة محدودة لابقائنا مشلولين ومستغرقين في إعادة ترميم ما تدمره الحرب وربما ضربة لاختبار رد فعل دول العربية بعد الربيع العربي وقياس رد المقاومة"..
 
تركيا تسعى لضمان خطة أمنية طويلة المدى
سونر چاغاپتاي
سونر چاغاپتاي هو زميل باير فاميلي في معهد واشنطن ومؤلف كتاب "صعود تركيا: القوة المسلمة الأولى في القرن الحادي والعشرين".
واشنطن بوست
قبل عامين، كتبتُ في افتتاحية في صحيفة واشنطن بوست أن تركيا أخذت تتبنى رؤية تتمحور حول سياسة الولايات المتحدة. إلا أن هذه السياسة لم تأذن ببدء ما رغبت به أنقرة وتطلعت إليه حول استخدام قوة النيران الأمريكية للإطاحة بنظام الأسد في سوريا. وبشعورها وحدها بدأت تركيا تسعى للحصول على حلفاء آخرين، بما في ذلك بكين.
عندما وصل "حزب العدالة والتنمية" إلى السلطة عام 2002، غازل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ومسؤولين أتراك آخرين مع فكرة كون بلادهم اللاعب الرئيسي في الشرق الأوسط. وبحلول عام 2011، كانوا قد أدركوا أن "الربيع العربي" سوف يؤدي على المدى الطويل إلى قيام حالة من عدم الاستقرار في منطقتهم، وسيضع إيران في موقف معادي لتركيا في سوريا. وقد مالت تركيا بمهارة نحو الولايات المتحدة. وعمل البَلَدان مع الدول الأخرى ذلك العام للإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا، ونسّقا سياستيهما في وقت سابق ضد نظام الأسد.
وحتى إن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للعلاقات الأمريكية- التركية، هو أن الرئيس أوباما وأردوغان قد أصبحا أصدقاء فعلياً. وكثيراً ما تحدث الزعيمان بينهما وحرصا على الاستماع إلى بعضهما البعض حول قضايا الشرق الأوسط. وكان التقارب واضحاً إلى درجة بحيث أنه في أيلول/سبتمبر 2011، تخلت تركيا عن مراوغتها الخطابية بأن "لدى إيران الحق في المضي قدماً في أبحاثها للحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية"، وانضمت إلى اتفاقية "درع الدفاع الصاروخي" لمنظمة حلف شمال الأطلسي ["الناتو"].
وهذا هو السبب في أن إعلان تركيا مؤخراً بأنها سوف تشتري أنظمة دفاع جوية من الصين جاء بمثابة صدمة - ومثل هذه المشتريات هي الأولى من نوعها لأي عضو في حلف "الناتو". وإذا تم وضع اللمسات الأخيرة لهذه الصفقة، فإنها ستشكل صفعة خطيرة لعلاقات تركيا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي، الأمر الذي سيفتح المظلة الأمنية للحلف أمام استراق النظر الصيني المحتمل.
هناك قضيتان توجهان أنقرة بعيداً عن واشنطن. أولاً، تطمح تركيا لبناء صناعتها الدفاعية وتشعر بخيبة أمل من عدم قيام الشركات الأمريكية بنقل التقنية في مقابل مشتريات الأسلحة. ويرى المسؤولون الأتراك أن التحول باتجاه الصين هو وسيلة لتعزيز قدرتهم التفاوضية مع الشركات الأمريكية.
ثانياً، تشير تركيا إلى خيبة أملها إزاء سياسة إدارة أوباما تجاه سوريا - أو انعدام وجود سياسة كهذه. ومنذ عام 2012 اتبعت تركيا سياسة تهدف إلى تغيير النظام في دمشق، بتوفيرها الأسلحة وملاذاً للمعارضة السورية. كما حاولت أنقرة إقناع واشنطن بالانضمام إلى جهودها ودعم المعارضة بشكل كبير. ولم تأخذ الولايات المتحدة في اعتبارها أي من هذه السياسات.
وتفاقم شعور تركيا بالتخلي عنها في أعقاب صفقة الأسلحة الكيميائية التي توسط فيها مسؤولو الولايات المتحدة وروسيا في أيلول/سبتمبر، والتي - وفقاً للأذهان التركية - وفرت شريان الحياة لنظام الأسد.
وتتوقع تركيا حدوث احتمالان خطيران في سوريا : قيام دولة رديفة معادية على حدودها مدعومة من قبل إيران - التي لن ينسى قادتها دعم أنقرة للمتمردين السوريين، ووجود جيوب يسيطر عليها تنظيم «القاعدة».
وأياً كان الاتجاه الذي ستسير نحوه سوريا، يتوقع المسؤولين الأتراك بأنه من المحتمل أن تكون النتيجة غير مواتية بالنسبة لهم، وسوف يحتاجون إلى حلفاء للتخفيف من التداعيات التي قد تترتب عما سيحدث هناك.
وقد أثرت أيضاً المعاملة القاسية للحكومة التركية تجاه المتظاهرين هذا الصيف على العلاقات بين البلدين. وعندما ضيّقت الشرطة الخناق على تجمع صغير موالي للبيئة في إسطنبول، خرج الملايين من الأتراك إلى الشوارع للمطالبة باحترام حرية التجمع والديمقراطية الليبرالية - وقوبلوا برد فعل أكثر عنفاً من قبل الحكومة. وقبل قيام هذه الاحتجاجات، كان أردوغان وأوباما يتحدثان بينهما في كثير من الأحيان. ومنذ ذلك الحين، لم تصغ واشنطن عموماً للنداءات التركية حول سوريا.
وعلى مدار العقد الماضي رأت تركيا نفسها محاطة بدول تواجه معظمها وضعاً استثنائياً معقداً. على سبيل المقارنة، كانت تركيا تبدو وكأنها جزيرة من الاستقرار. فالأسواق المالية في اسطنبول جذبت رؤوس أموال دولية تزيد على 40 مليار دولار سنوياً، الأمر الذي أسفر عن تحقيق نمو بأرقام قياسية. بيد، غيّرت الحرب الأهلية السورية هذا السياق. وفي الوقت الذي تتفكك فيه سوريا إلى دولة ضعيفة ومقسمة، وحيث يربص تنظيم «القاعدة» على حدودها، تتراجع صورة تركيا بشكل متزايد كدولة مستقرة في المنطقة، الأمر الذي قد يقوض من نموها الاقتصادي. وقد يعقد ذلك من خطط أردوغان لخوض انتخابات الرئاسة في العام المقبل أو حتى قد يعرقلها، كما أنه من المرجح أن يتم انتخابه مرة أخرى فقط إذا استمر نمو تركيا في التزايد.
لذا فبعد فشل تركيا في الحصول على التزام من قبل الولايات المتحدة نحو اتخاذ تدابير في سوريا، بدأت البلاد تغازل الصينيين، وربما الروس أيضاً لضمان قيام خطة أمنية إضافية على المدى الطويل. وفي الوقت الذي يراقب فيه المسؤولون الأتراك مجرى المفاوضات حول برنامج إيران النووي، فبإمكانهم التوصل إلى اتفاق خاص بهم مع طهران بشأن سوريا. وقد استضافت تركيا وزير الخارجية الإيراني في أنقرة في 1 تشرين الثاني/نوفمبر، ملمحة بذلك إلى نهاية فترة من العلاقات الباردة. وتحاول أنقرة تحسين علاقتها مع العراق، التي توترت حول اعتراض بغداد على العلاقات الدافئة التي تطورت بين الأتراك والأكراد العراقيين. إن تركيا بحاجة إلى العراق، أحد جيران سوريا الأخرى، كحليف لاحتواء الانهيار السوري إن لم يكن بإمكانها إنهاء حكم نظام الأسد.
لقد انتهى شهر العسل في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا. وتعمل أنقرة حالياً على جمع أكبر عدد من الأصدقاء الذين يمكنها الحصول عليهم في الشرق الأوسط. وقد تكون الولايات المتحدة مجرد أحد هؤلاء الأصدقاء.
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,334,432

عدد الزوار: 7,024,303

المتواجدون الآن: 74