تقارير..انتهاء «عملية نيروبي».. و«الشباب» يهددون بهجمات جديدة..."سامانتا المسلمة"... وراء هجمات نيروبي؟

بوتين ونظريته في تبادل السلطة بدلاً من تداولها....أجهزة الأمن الغربية تعيد حساباتها في طرق مكافحة الإرهاب واحتجاز الرهائن تكتيك جديد لدى التنظيمات الإرهابية

تاريخ الإضافة الخميس 26 أيلول 2013 - 7:12 ص    عدد الزيارات 1828    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

           
أجهزة الأمن الغربية تعيد حساباتها في طرق مكافحة الإرهاب واحتجاز الرهائن تكتيك جديد لدى التنظيمات الإرهابية
الرأي..لندن - من إلياس نصرالله
يُجمع المحللون الاستراتيجيون والمسؤولون في الأجهزة الأمنية الغربية على أن الهجوم الارهابي لحركة «الشباب» الصومالية على مركز «ويست غيت» التجاري في نيروبي يُشكل نقطة تحوُّل في التكتيكات العسكرية التي تتبعها الحركات المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، تتمثل بعلمية أخذ الرهائن على النحو الذي جرى في كينيا، الأمر الذي يضع الأجهزة الأمنية الغربية أمام تحدٍ جديد ويُرغمها هي الأخرى على تغيير تكتيكاتها في التصدى للأنشطة الارهابية ومكافحة الارهاب عموما.
فتنظيم «القاعدة» والمجموعات المرتبطة به اعتمدت في عملياتها العسكرية منذ التسعينات الماضية حتى اليوم على تنفيذ هجمات كانت توقع أكبر عدد من القتلى والجرحى وتحدث أضراراً بالغة في الممتلكات على نحو أثار ضجة واسعة في العالم ودفع وسائل الاعلام لنقل الخبر. فالهدف من هذه العمليات كان الترويج لأيديولجيتها وبرامجها السياسية، لكن ما حدث في نيروبي هذه المرة جاء مختلفاً كلياً عن التكتيكات السابقة لهذه التنظيمات، حيث برز احتجاز الرهائن على أنه هدف أساسي في العملية، من دون التخلي عن التكتيك السابق بايقاع أكبر قدر من القتلى والجرحى والأضرار المادية.
ويبدو هجوم نيروبي مختلفاً عن الهجمات التي نفذها تنظيم «القاعدة» والمجموعات المرتبطة به في أفريقيا والولايات المتحدة واسبانيا وبريطانيا وتايلند واليمن وفي منطقة الساحل وغيرها حتى الآن وينطوي على تطور جديد في العمل الارهابي. ففي الماضي، حدث أن تعرّض مواطنون غربيون للاختطاف في أماكن مختلفة مثل الصومال والعراق وأفغانستان والجزائر، لكن تلك ظلت عمليات محدودة ولم تُشِرْ الى وجود نمط أو تكتيك محدد لدى التنظيمات التي نفذتها يعتمد احتجاز الرهائن كهدف بحد ذاته. حتى عملية احتجاز الرهائن اللبنانيين الشيعة في سورية والذين ما زالوا قيد الاحتجاز حتى الآن، لم تُوْح بوجود تكتيك جديد في العمل الارهابي. كما أن الهجوم الذي نفذه تنظيم «القاعدة» في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل على محطة الغاز الجزائرية في ام مناس، استهدف قتل وجرح أكبر عدد من الناس وتدمير المحطة والحاق أكبر قدر من الأضرار المادية فيها.
أما في نيروبي، فقامت مجموعة من «حركة الشباب» الصومالية، أفرادها مدربون تدريباً جيداً، بمهاجمة ما يوصف بأنه أرقى مركز تجاري في كينيا، الذي يؤمه عِليَّة القوم من أثرياء كينيا والطبقة السياسية فيها الى جانب أعضاء السلك الديبلوماسي الأجنبي وأفراد الجاليات الغربية الميقمين في كينيا أو لديهم مصالح تجارية فيها، علاوة على السياح الأجانب الذين تكثر أعدادهم في كينيا التي تشكل أحد مراكز الجذب السياحي على الساحل الشرقي للقارة الأفريقية.
فالتنظيمات الارهابية اشتهرت بتنفيذ هجمات ارهابية لا يأبه منفذوها لخروجهم أحياء منها، مثلما حدث في الهجمات الكبيرة المشهورة في نيويورك ولندن وغيرها، لكن ما حصل في الأيام الأخيرة في نيروبي أن المهاجمين لم ينفذوا عملية أو عمليات انتحارية، وأن العملية ليست من تنفيذ شخص واحد، بل مجموعة كبيرة من الأشخاص. وتأتي عملية نيروبي في أعقاب عملية أخرى لـ«الشباب» في الصومال وقعت في يونيو الماضي، حينما هاجمت مجموعة من 12 مقاتلاً من «الشباب» مجمعاً يقيم فيه عدد من موظفي الأمم المتحدة في مقديشو وفجّروا سيارة ملغومة عند مدخل المجمع ففُتِحَت أبوابه أمام المهاجمين، حيث تم احتجاز عدد من الرهائن داخل المجمع، لكن قوات الأمن الصومالية تمكنت من قتل المهاجمين وتحرير الرهائن.
ويرى المحللون الاستراتيجيون أن تكتيك احتجاز الرهائن لا يعني بأي حال من الأحوال تخلي تنظيم «الشباب» الصومالي والتنظيمات الأخرى المرتبطة بـ«القاعدة» عن العمليات الانتحارية التي اشتهرت بها حتى الآن. ففي وقت سابق من الشهر الجاري نفذ تنظيم «الشباب» عملية عسكرية خبيثة ولافتة للنظر في مقديشو خارج مطعم مشهور يقع على مقربة من المكاتب الحكومية في المدينة. في البداية جرى تفجير سيارة مفخخة في الموقع، ما دفع عدد كبير من الناس للتجمهر في المكان حباً في الاستطلاع، ليفاجأوا بانتحاري من التنظيم يندس بينهم ويفجر نفسه وسطهم، موقعاً 15 قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى، أي أن التكتيك الجديد لا يعني التخلي عن التكتيكات القديمة، كما يُخشى من أن مسلحي التنظيم الذين يحتجزون الرهائن سيكونون مستعدين وقت الحاجة للتضحية بأرواحهم وقتل الرهائن بتفجير أنفسهم أيضاً.
 
"سامانتا المسلمة"... وراء هجمات نيروبي؟
بيروت - "الحياة"
في خضم الأخبار المتلاحقة عن تطورات أزمة الرهائن في مركز "وست غيت" في نيروبي المستمرة منذ الهجوم الذي استهدف المركز السبت، برز اسم امرأة بريطانية قد تكون أحد العقول المدبّرة للهجوم وأحد منفذيه.
المرأة ليست سوى أرملة أحد الانتحاريين الذين نفذوا تفجيرات 7 تموز/يوليو 2005 في لندن، جيرماين ليندساي، واسمها سامانتا ليوثوايت.
فقد أعلنت الشرطة الكينية أنها تدرس معلومات عن أن البريطانية ليوثوايت، التي اعتنقت الإسلام في السن السابعة عشرة، "قد تكون ضالعة" في الهجوم.
وجاء ذلك بالتوازي مع إعلان وزيرة خارجية كينيا أمينة محمد في حديث مساء الاثنين لشبكة "بي بي اس" الاميركية أن بريطانية وأميركيين اثنين أو ثلاثة في عداد المجموعة المسلحة التي نفذت الهجوم، من دون أن تذكر اسم المرأة البريطانية. غير أنها أضافت "لقد سبق أن ارتكبت هذه المرأة أعمالاً مماثلة عدة مرات".
وبالفعل كانت الشرطة الكينية أصدرت مذكرات اعتقال بحق سامانتا للاشتباه بارتباطها بخلية إرهابية يشتبه بتآمرها لتنفيذ تفجيرات تستهدف فنادق غربية في مدينة مومباسا الساحلية في كينيا عام 2011. كما صدرت مذكرة اعتقال بحق سامانتا بعد الاشتباه بمشاركتها في مخطط لتحرير أحد عناصر تلك الخلية البريطاني جيريمي غرانت من السجن قبل يوم من محاكمته.
وتشتبه السلطات الكينية بأن سامانتا هي "مديرة العمليات المالية الرئيسية وخبيرة صناعة القنابل" لحركة الشباب الصومالية.
وأصدرت نيروبي مذكرة اعتقال أخرى بحقها بتهمة السفر بجواز سفر جنوب افريقي مزوّر باسم ناتالي فاي ويب، وهو جواز السفر الذي أتاح لها دخول كينيا في ذلك الوقت.
وكانت مصادر غربية أول من ألمح إلى أن من بين المهاجمين الذين لهم صلة بـ"القاعدة"، أميركيون وأرملة أحد انتحاريي هجوم في لندن عام 2005. ولكن حركة الشباب الصومالية لم تعترف، حتى الآن، بمشاركة أجانب في الهجوم على المركز وبالتالي لم تعترف بمشاركة سامانتا أيضاً.
ورغم رفض لندن التعليق على المعلومات، إلاّ أن الصحف البريطانية جعلت منها شغلها الشاغل بالتوازي مع متابعة تطورات أزمة الرهائن في نيروبي.
ونشرت الصحف البريطانية تفاصيل عن حياة سامانتا (29 عاماً) وهي أم لثلاثة أولاد، والدها جندي في الجيش البريطاني يدعى أندي ليوثوايت ووالدتها ايرلندية، وقد انفصل والداها عام 1995.
غيّرت سامانتا اسمها إلى "شريفة" بعد اعتناقها الإسلام في سن السابعة عشرة والتقت جيرماين ليندساي على موقع دردشة إسلامي قبل أن تتزوج منه، ليفجرّ نفسه لاحقاً في محطة "كينغ كروس" في لندن في 7 تموز (يوليو) 2005 ويقتل 26 شخصاً.
وعام 2009 اختفت سامانتا مع أطفالها الثلاثة قبل أن تظهر بعد عامين في كينيا بجواز سفر مزوّر، ونشرت السلطات الكينية في وقت لاحق من عام 2011 صورة لامرأة بيضاء محجبة مطلوبة في التآمر لتفجير فنادق غربية في مومباسا، وكانت تلك المرأة... سامانتا.
 
«حركة الشباب» تهدد كينيا بـ «أيام سود» والأمم المتحدة تتوعد بردٍ في الصومال
نيروبي، جنيف، نيويورك - أ ف ب، رويترز
هددت «حركة الشباب» الصومالية في اليوم الرابع لهجومها الإرهابي على مجمع «وست غايت» التجاري في العاصمة الكينية نيروبي، باعتداءات جديدة في كينيا، إذا لم تسحب سلطاتها قواتها التي تقاتل منذ العام 2011، المتمردين الإسلاميين في الصومال. في الوقت ذاته، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى الصومال، نيكولاس كاي، المجموعة الدولية إلى تكثيف حملتها ضد «الشباب»، واصفاً الهجوم في نيروبي الذي يرجح أن يزيد عدد قتلاه عن 69، بأنه «ليس مفاجئاً».
وبعدما أعلنت الحركة على حسابها على «تويتر» أنها ما زالت تحتجز رهائن أحياء في المجمع التجاري، ما اضطر السلطات الكينية إلى التراجع عن إعلان سيطرتها على المجمع، وتوضيح أنها «تلاحق عنصراً أو اثنين من المهاجمين في إحدى طبقاته العليا»، قال الناطق باسم الحركة الشيخ علي محمود راجي في تسجيل صوتي: «إذا أرادت الحكومة الكينية ومن دار في فلكها، السلم والأمان، فيجب أن يخرجوا من الصومال، ويوقفوا تدخلهم في شؤوننا ويطلقوا أسرانا، ويمتنعوا عن محاربة ديننا».
وشدد على أن الهجوم «رد صريح على ما يعانيه مسلمو الصومال من التدخل السافر في شؤونهم. وهو أول الغيث، وانتظروا أياماً سوداً».
وعلى هامش جلسة عقدها مجلس حقوق الإنسان في جنيف حول الصومال، دان مبعوث الأمم المتحدة إلى الصومال هجوم نيروبي، وقال: «نهج الأمم المتحدة ونهجي حيال حركة الشباب يتمثل في ضرورة تكثيف حملتنا العسكرية ضدها، ولكن السياسية والعملية أيضاً». وأشار إلى أسباب «تدفع إلى التفاؤل الحذر بالوضع السائد في الصومال، وبينها توسيع الحكومة سيطرتها على البلاد. ولكن، لا تزال هناك تحديات، والأمن يبقى التحدي الأول وضبط حركة الشباب والتصدي لها هو أساس ذلك».
وكشف نيكولاس كاي مبعوث الأمم المتحدة، الديبلوماسي البريطاني السابق، أنه سيتوجه إلى نيويورك قريباً لمطالبة المنظمة الدولية بأموال إضافية لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم)، وقال: «بعثة الأمم المتحدة يجب أن تملك 12 مروحية، وليست لديها أي مروحية. إن تجاهل الوضع سيكلف غالياً». كما شدد على ضرورة إيجاد حلول للمساعدة في إعادة دمج «الشباب الصوماليين».
ووعد أراستوس موينشا، نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بـ «تكثيف مكافحة حركة الشباب»، فيما طالب رئيس الوزراء الصومالي عبدي فارح شردون بتقديم دعم دولي لبلاده لتستطيع محاربة متشددي الحركة. لكنه استدرك أن «الحل العسكري لا يكفي وحده، ومن الضروري إيجاد وظائف للشبان، وطرح المبادرة الصومالية لتشجيعهم على ارتياد المدارس».
في نيويورك، أبدى بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، قلق واشنطن من معلومات كشفتها وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد عن مشاركة أميركيين من مينيسوتا في هجوم نيروبي، وقال: «نتابع باهتمام بالغ منذ فترة مساعي حركة الشباب لتجنيد أميركيين أو أشخاص يقيمون في الولايات المتحدة للذهاب إلى الصومال». أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فتعهد أن تبقى كينيا ركيزة الاستقرار في المنطقة، وأن تقف أميركا مع الكينيين ضد هذا «الغضب الرهيب».
 
انتهاء «عملية نيروبي».. و«الشباب» يهددون بهجمات جديدة والقوات الكينية قضت على خمسة مسلحين واعتقلت 11.. و«الأرملة البيضاء» البريطانية وأميركيان ضمن المنفذين

نيروبي - لندن: «الشرق الأوسط» ... أعلن الرئيس الكيني أوهورو كيناتا مساء أمس انتهاء الحصار الذي ضرب حول مركز «وست غيت» التجاري في نيروبي بعدما احتله مسلحون إسلاميون منذ السبت الماضي. وقال كيناتا: «لقد هزمنا من هاجمونا وألحقنا بهم العار»، موضحا أن «خمسة إرهابيين قتلوا بالرصاص وتم اعتقال أحد عشر مشبوها».
وجاء هذا التصريح الرئاسي بعد ساعات على إعلان «حركة الشباب» الصومالية التي تبنت الهجوم أنها لا تزال تحتجز رهائن «على قيد الحياة»، مشيرة إلى عدد «لا يحصى» من الجثث في المركز. وقالت الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة في حسابها الجديد على موقع «تويتر» إن «الرهائن الذين يحتجزهم المجاهدون داخل (مركز) وست غيت ما زالوا على قيد الحياة، إنهم مصدومون لكنهم على قيد الحياة. هناك عدد لا يحصى من الجثث الموزعة» في المبنى. وحمل هذا الإعلان الصادر من الحركة مخاوف من أن ترتفع الحصيلة التي أعلنتها السلطات، ذلك أنه لم يتسنَّ سحب كل الجثث منذ بداية العملية.
وهدد المتحدث باسم حركة الشباب الصومالية كينيا بهجمات جديدة في حال لم تسحب نيروبي قواتها المنتشرة منذ 2011 في الصومال بحسب تسجيل صوتي نشر أمس على الإنترنت. وقال المتحدث علي محمود راجي: «نؤذن الحكومة الكينية ومن دار في فلكها أنهم إذا أرادوا السلم والأمان فليخرجوا من بلادنا وليوقفوا التدخل في شؤوننا وليطلقوا سراح أسرانا وليتنصلوا من كل أشكال محاربة ديننا». وأضاف في التسجيل الذي نشر بعد ظهر أمس على حساب «تويتر» لحركة الشباب والمنتديات الإسلامية: «وإنه لأول الغيث فانتظروا أياما سوداء»، في إشارة إلى الهجوم الدامي على مركز ويست غيت التجاري في نيروبي.
وجاء هذا التهديد غداة إعلان وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد عن وجود أميركيين أو ثلاثة وبريطانية في عداد منفذي الهجوم المسلح على مركز ويست غيت. وأوضحت الوزيرة أمينة لشبكة «بي بي إس» الأميركية مساء أول من أمس أن المرأة البريطانية المحتمل ضلوعها في الهجوم سبق أن ارتكبت أعمالا مماثلة «عدة مرات». وكانت الوزيرة تشير على ما يبدو إلى سمانتا ليوثوايت المشتبه في كونها أرملة جيرمين ليندساي، أحد منفذي تفجيرات لندن في عام 2005، والتي تصفها الصحافة البريطانية منذ أيام بـ«الأرملة البيضاء». وبخصوص الأميركيين المشاركين في هجوم نيروبي، أوضحت الوزيرة أمينة أن هؤلاء الأميركيين «شبان تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاما من أصول صومالية أو عربية لكن كانوا يقيمون في الولايات المتحدة في مينيسوتا أو مكان آخر».
ونفت حركة الشباب التي قالت إنها على اتصال بأعضائها في المركز التجاري تعليقات الوزيرة. ونقلت وكالة «رويترز» عن المكتب الإعلامي لحركة الشباب في تغريدة: «أولئك الذين يصفون المهاجمين بأنهم أميركيون أو بريطانيون هم أشخاص لا يعرفون ما يجري في مبنى وست غيت». وقال مصدر أمني بريطاني إن من المحتمل أن تكون سمانثا ليوثويت مشاركة في هجوم نيروبي، لكنه شدد على أن هذا «مجرد احتمال ولا يوجد أمر مؤكد حتى الآن».
وصباح أمس حلقت طائرات هليكوبتر فوق المجمع الذي يتردد عليه الأجانب والأثرياء، والذي قالت حركة الشباب إنها هاجمته لمطالبة كينيا بسحب قواتها من الصومال. ورفض الرئيس الكيني أوهورو كيناتا ذلك وتعهد بعدم تغيير مساره في الصومال. وقال ضابط أمن طلب عدم ذكر اسمه صباح أمس قرب المركز التجاري الذي كانت تحيط به قوات الجيش: «ما زال يوجد مسلحون في المبنى». وعندما سئل إن كان لا يزال يوجد رهائن قال: «لسنا متأكدين حتى الآن».
وغادر عدد من الناجين المبنى أول من أمس لكن لم يتضح على الفور مصير أشخاص اعتبروا في عداد المفقودين بعد أربعة أيام من اقتحام المركز.
ونشرت صور للهجوم من الدائرة التلفزيونية المغلقة داخل المركز التجاري في صحف كينية أمس، إذ أظهرت اثنين من المتشددين يرتدون أحزمة بها ذخيرة. وكان أحدهما يمسك ببندقية هجومية.
وعرضت المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحق حاليا الرئيس ونائب الرئيس الكينيين بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مساعدتها أمس بهدف ملاحقة المسؤولين عن الهجوم. وتبنت حركة الشباب الإسلامية الصومالية الهجوم مؤكدة أنه رد على التدخل العسكري الكيني في الصومال الذي بدأ في 2011.
والسبت عند بدء الهجوم كان المركز التجاري الفخم الذي يملك إسرائيليون عدة مؤسسات فيه يعج بالمتسوقين من كينيين وأجانب من كل الجنسيات. وأفاد مصدر أمني بأن عملاء إسرائيليين يساعدون القوات الكينية لإنقاذ الأشخاص المحتجزين. ومساء الأحد أعلن الرئيس الكيني أوهورو كيناتا أنه تلقى عروضا من عدة «دول صديقة» للمساعدة، وأكد على أن العملية تبقى «كينية بامتياز».
وقتل في الهجوم عدد من الأجانب بينهم فرنسيان وستة بريطانيين وجنوب أفريقي وكورية جنوبية وهولندية وبيروفي وهنديان. وبين الجرحى خمسة أميركيين وعدد من الغربيين. وهذا الاعتداء هو الأكثر دموية في نيروبي منذ الهجوم الانتحاري لـ«القاعدة» في أغسطس (آب) 1998 الذي استهدف السفارة الأميركية وخلف أكثر من مائتي قتيل.
وسبق أن تعرضت مصالح إسرائيلية في كينيا لهجمات تبنتها «القاعدة»، ففي عام 2002 أدى هجوم نفذه ثلاثة انتحاريين على فندق يرتاده الكثير من السياح الإسرائيليين إلى مقتل 12 كينيا وثلاثة سياح إسرائيليين قرب مدينة مومباسا الساحلية. وفي شكل شبه متزامن نجت طائرة إسرائيلية تقل 261 راكبا من هجوم بصاروخين لدى إقلاعها من مومباسا أيضا.
 
  
بوتين ونظريته في تبادل السلطة بدلاً من تداولها
الحياة..رائد جبر
صفحات كتاب «التحول الديمقراطي في روسيا من يلتسين إلى بوتين /التجربة والدروس في ضوء الربيع العربي» الذي صدر أخيراً، في القاهرة عن «دار العين»، تبحر في عشرين عاماً تقريباً، منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، لتوضح آليات انتقال روسيا من «الشمولية السوفياتية» إلى نموذج «الديموقراطية الموجهة»، الذي يستبعد «تداول السلطة» بين القوى السياسية في المجتمع، والذي يعتمد أيضاً على الحكم الفردي أو شبه الفردي والسيطرة على الاقتصاد والسياسة والإعلام.
وخلال فصول كتابه الأربعة، يتناول المؤلف هاني شادي مفهوم «الديموقراطية الموجهة»، كما يُلقي نظرة عامة على «التحول الديموقراطي» في الفضاء السوفياتي السابق، والنتائج التي تمخض عنها.
ثم يتطرق إلى الخطوات التي أقدم عليها الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين لغرس بذور نموذج «الديموقراطية الموجهة» عبر قصف مجلس السوفيات الأعلى (البرلمان) في عام 1993 بالدبابات، وإقرار دستور جديد، يمنحه صلاحيات قصوى في مواجهة السلطة التشريعية، والتلاعب بالانتخابات الرئاسية لعام 1996، التي فاز بها يلتسين ليستمر لولاية رئاسية ثانية بمساعدة المال السياسي وبدعم من الدول الغربية، وأخيراً بتوريثه الحكم لفلاديمير بوتين في نهاية عام 1999.
وبعد ذلك يكشف الكتاب عن الخطوات والآليات، التي عمل من خلالها فلاديمير بوتين لترسيخ نموذج «الديموقراطية الموجهة» في روسيا على مدار السنوات الأخيرة، ذلك النموذج الذي لا يفترض «تداول السلطة» عبر انتخابات نزيهة وشفافة، وإنما يفترض «تبادل السلطة»، بخاصة الرئاسية، داخل المجموعة الضيقة التي تسيطر على الحكم في البلاد. ونتيجة لذلك لم تصل المعارضة السياسية إلى الحكم في روسيا حتى وقتنا الحاضر، كما حدث في بلدان شرق ووسط أوروبــــا «الاشتراكية» الســابقة. لقد عمل بوتين بقــــوة على ترسيخ «الديموقراطية الموجهة» وتقــــوية سلطته الشخصية من خلال تقوية السلطة المركزية في مواجهة الأطراف المكونة للاتحاد الفـــيديرالي الروسي، ومن خلال إخضاع طواغيت المال (الأوليجاركيا) ووسائل الإعلام، والسيطرة القـــصوى أو شبه القصوى على النظامين الانتخابي والحزبي، وتوريث السلطة الرئاسية لأحد المقربين منه دميتري ميدفيديف، الذي تعهد بإرجاعها بعد ولاية واحدة إلى (زعيم الأمة) فلاديمير بوتين، الذي عاد لولاية رئاسية جديدة في آذار (مارس) 2012.
 نمو اقتصادي غير مسبوق
ويكشف الكتاب أيضاً عن دور أسعار النفط والغاز المرتفعة عالمياً، وما نجم عنها من نمو اقتصادي غير مسبوق في تاريخ روسيا، ساعد بوتين على ترسيخ «الديموقراطية الموجهة» وتقوية سلطته الشخصية. غير أن هذا النموذج، في رأي المؤلف، بات اليوم في مأزق. ولذلك يتعرض المؤلف في كتابه إلى عودة بوتين إلى الكرملين من جديد في مرآة «الربيع العربي»، ويربط بين نموذج «الديموقراطية الموجهة» القائم في روسيا وموقف الكرملين «المتحفظ والحذر» من الانتفاضات الشعبية في بعض البلدان العربية.
وفي نهاية كتابه، يتوقف المؤلف عند السيناريوات المختلفة، المطروحة في الساحة الروسية والمتعلقة بمستقبل النظام السياسي في روسيا. فالبعض لا يستبعد، بشكل عام، «تفكيك» نموذج «الديموقراطية الموجهة» في روسيا تحت ضغط الشارع الروسي أو من «أعلى»، أي من داخل النخبة الحاكمة نفسها، على غرار ما حدث في مرحلة ميخائيل غورباتشوف نهاية عهد الاتحاد السوفياتي. كما أن عودة بوتين إلى الكرملين في 2012، والاحتمال الكبير لاستمراره في الرئاسة حتى العام 2024، أديا إلى ظهور تكهنات باحتمال إصابة روسيا بنوع من «الركود» على غرار فترة حكم ليونيد بريجنيف للاتحاد السوفياتي. وتستند هذه التكهنات إلى أن استمرار بوتين في الحكم لفترة جديدة طويلة قد يزيد من ميل النخبة الحاكمة نحو النزعة المحافظة بسبب إيمانها بأنها لن تُزاح عن السلطة، لأن زعيمها موجود وسيستمر على الدوام.
ومن السيناريوات الأخرى، التي تُطرح في الكتاب، سيناريو «الربيع الروسي» على غرار «الربيع العربي». ويستند هذا السيناريو إلى تكهن البعض باستمرار الاحتجاجات الشعبية السلمية مستقبلاً، للمطالبة بانتخابات شفافة ونزيهة والانتقال إلى ديموقراطية حقيقية لتداول السلطة، ونظام عادل لتوزيع الدخول والثروات. ويرى المؤلف أن أحداً لا يستطيع اليوم التكهن بمستقبل الحركة الاحتجاجية الشعبية في روسيا بخاصة بعد تراجعها في الفترة الأخيرة، لأسباب كثيرة منها تشرذم هذه الحركة وضعفها الحالي، واستمرار تمتع بوتين بتأييد مجموعات غير قليلة من الأنصار وأصحاب المصالح.
ومن وحي تجربة «التحول الديموقراطي من يلتسين إلى بوتين» في روسيا، يرى المؤلف أن عملية «التحول الديموقراطي» في حد ذاتها لا تعني، بأي حال من الأحوال، الانتقال الفعلي إلى الديموقراطية. فالحكام «الجدد» يمكن أن يتحايلوا على هذا التحول ويحرّفوه عن المسار، الذي تنتظره الشعوب الراغبة بشدة في الحرية واحترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. ويشير إلى أن ما جرى في روسيا مع «الديموقراطية» يمكن أن يتكرر مستقبلاً في دول أخرى، ومنها مصر بعد ثورة 2011، التي لم تحقق أهدافها بعد. ويطرح مؤلف الكتاب على بلدان «الربيع العربي» وغيرها، وفي ضوء التجربة الروسية للتحول الديموقراطي، ضرورة تطوير منظومة «رباعية الأبعاد» تتضمن الديموقراطية المباشرة، والديموقراطية الاجتماعية، والديموقراطية الاقتصادية، والديموقراطية الدستورية الحديثة، بشرط عدم الانزلاق إلى نموذج «الديموقراطية الموجهة»، أو الانتقال إلى نظام «تسلطي جديد».
إن كتاب «التحول الديموقراطي في روسيا من يلتسين إلى بوتين» يعد دراسة بحثية وتحليلية جادة تعتمد على الكثير من البيانات والمعطيات والحقائق والأحداث، التي عايشها الكاتب بنفسه بسبب إقامته في روسيا منذ ربع قرن تقريباً. فالكتاب، من دون شك، هو جهد كبير وإضافة مهمة وفريدة للقارئ والمكتبة العربية، المحرومة من مثل هذه الدراسات خلال العشرين سنة الأخيرة.
 

 المفاوضات تتحرك لكنها لا تتقدم.. عملية السلام الكردية في تركيا تواجه مخاطر الفشل

إيلاف..أ. ف. ب.
مع رفض الأكراد الإصلاحات الديمقراطية التي ستقدمها الحكومة التركية باعتبارها غير كافية، فان عملية السلام بين الجانبين باتت محاطة بمخاطر الفشل.
انقرة: بعد نحو سنة على استئنافها تبدو عملية السلام بين انقرة ومتمردي حزب العمال الكردستاني في طريق مسدود مع رفض الاكراد مسبقا الاصلاحات الديمقراطية التي ستقدمها الحكومة الاسبوع المقبل باعتبارها غير كافية.
 واطلق حزب العمال الكردستاني طلقة الانذار في مطلع ايلول/سبتمبر بوقف انسحاب مقاتليه من الاراضي التركي في ايار/مايو.
 وبرر الحزب الانفصالي ذلك القرار باتهامه السلطات التركية بالتباطؤ في تنفيذ الاصلاحات الموعودة والمفترض ان تمنح مزيدا من الحقوق للاكراد المقدر عددهم بنحو 15 مليونا في تركيا.
 من جهته اخذ رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على حزب العمال الكردستاني عدم الايفاء بتعهداته. وقال "ان 20% فقط (من المتمردين) غادروا تركيا وهم خصوصا من النساء والاطفال".
 وقالت غولتان كيساناك نائبة حزب السلام والديمقراطية الذي يعتبر الواجهة القانونية للحركة الكردية لوكالة فرانس برس، "هناك مشاكل وتوترات"، مضيفة "لكن لا يمكن القول ان العملية قد انتهت لان المفاوضات مع (زعيم حزب العمال الكردستاني) عبدالله اوجلان مستمرة".
 تتحرك لكنها لا تتقدم
 وتعهد حزب العمال الكردستاني في الواقع الابقاء على وقف اطلاق النار طالما استمر السعي الى ايجاد حل.
 وقال اوجلان لنواب حزب السلام والديمقراطية الذين التقاهم الاسبوع الماضي ان عملية السلام "تتحرك لكنها لا تتقدم".
 وفي اذار/مارس وبعد محادثات سرية مع الحكومة الاسلامية المحافظة اعلن اوجلان الذي ينفذ عقوبة السجن المؤبد منذ 1999 في جزيرة ايمرالي (شمال غرب) مجددا وقف اطلاق النار.
 وهذه البادرة انعشت الامل في ايجاد حل في نهاية المطاف لنزاع اودى بحياة اكثر من 40 الف شخص منذ العام 1984.
 وبعد شهرين من ذلك بدأ حزب العمال الكردستاني سحب مقاتليه المقدر عددهم ب2500، من تركيا الى قواعدهم الخلفية في كردستان العراق.
 وفي مقابل هذا الانسحاب يطالب حزب العمال الكردستاني باصلاح القانون الجزائي والقوانين الانتخابية وبحق التدريس باللغة الكردية وبحكم ذاتي اقليمي.
 ومن المفترض ان يعطي رئيس الوزراء رده في 30 ايلول/سبتمبر من خلال عرضه حزمة "اصلاحات ديمقراطية".
 وهذه التدابير التي تعتبر مرحلة اساسية في عملية السلام الكردية، يفترض ايضا ان تبدأ بمسالة العلويين الاقلية المسلمة التي تمثل 20% من التعداد السكاني في تركيا، والاقليات الاخرى من غير المسلمين في البلاد.
 تركيا ليست اردوغان فقط
 لكن الحكومة تواجه "مهمة صعبة" كما يرى نهاد علي اوزكان الخبير في المسائل الامنية في مركز تيباف للدراسات في انقرة. وقال "ان تقديم تنازلات الى الاقلية الكردية تحد حقيقي مع اقتراب الانتخابات" المحلية في اذار/مارس والرئاسية في اب/اغسطس 2014.
 ويبدو ان السياسيين لا تساورهم اوهام في ذلك وابدوا اسفهم ل"الحزمة (التدابير) الديمقراطية" الخجولة التي سيقدمها اردوغان.
 وقالت كيساناك في هذا الصدد "لا نعتقد ان الاصلاحات بمجملها في حالتها الراهنة ستستجيب لمطالبنا بحقوق وحريات وستساهم في عملية السلام".
 واضافت "دعونا باصرار الحكومة لمناقشة الاصلاحات معنا ومع الشعب لكننا لم نتلق اي جواب".
 وفي بلد حيث تعتبر غالبية السكان اوجلان "ارهابيا" فان السرية التي تحاط بها محادثاته مع السلطات تلقى التنديد على نطاق واسع.
 وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري، ابرز احزاب المعارضة، كمال كيليتشدار اوغلو "ان عبدالله اوجلان جالس على طرف الطاولة واردوغان على الطرف الاخر، انهما يلتقيان ويتفاوضان والشعب ليس لديه اي فكرة عما يجري".
 الى ذلك اسف مصدر دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته لان "الاصلاحات الديمقراطية كان ينبغي ان تكون موضع محادثات مع الشعب واحزاب المعارضة والوزارات المعنية"، مضيفا "في كل الاحوال فان تركيا لا تختصر باردوغان فقط".
 
 
تعرّفوا على المجموعة الجهادية التي أعلنت الحرب على ثوّار سوريا المعتدلين
المصدر : فورين بوليسي..  دايفيد كينير
قبل أشهر قليلة، لم تكن "الدولة الإسلامية في العراق والشام" موجودة بشكل رسمي. أما اليوم فتبرز هذه الجماعة التابعة للقاعدة والتي تُعرف باللغة العامية باسم "الدولة"، كخطر واضح وماثل على المعارضة المسلّحة السائدة في سوريا.
وقد استولت هذه المنظمة الجهادية الخميس الماضي على مدينة أعزاز الواقعة في شمال سوريا، وطردت منها مجموعات الثوار الموالية للجيش السوري الحر. وقيل إن الاشتباكات اندلعت بعد أن ساورت مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام الشكوك حيال أطباء ألمان يعملون في احد المستشفيات الميدانية في المنطقة، وقامت فصائل الجيش السوري الحر بحماية الأطباء من احتمال التعرّض للعقاب. وقيل إنّ الهدوء بات يخيّم اليوم على المدينة، حيث يحاول الوسطاء التفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار يؤدي الى انسحاب الدولة الإسلامية في العراق والشام من مواقعها. إلاّ أنه في الوقت الحالي، يمنح وجود الدولة الإسلامية في العراق والشام القاعدة تواجداً لها على الحدود مع تركيا، حليفة حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي حال اندلع الصراع، فهو سيمثّل أخطر مواجهة حتى الآن تحصل بين جهاديين وثوار غير إسلاميين يقاتلون النظام السوري.
غير أنّ بعض داعمي الجيش السوري الحر في واشنطن يرون الوجه المشرق لقتال الثوار الوحشي مع بعضهم البعض. فقد تردّدت الولايات المتحدة في توفير مساعدة عسكرية للمعارضة السورية المسلحة خشية أن تصل هذه المساعدة الى أيدي المجموعات المتطرفة- في حين أنّ هذا الاحتمال لن يعود موجوداً مبدئياً عندما يكون الجيش السوري الحر في صراع مفتوح مع المجموعات الجهادية.
"أقلّه في ما يتعلّق بالمزيد من الدعم القاتل من الغرب، فإنّ هذا التطور الخطير هو بشكلٍ ما مفيد للمعارضة المعتدلة، حيث بات الخطر الآن أقل في وصول الأسلحة الى الجهة غير المناسبة"، قال دان لايمان، المدير الإعلامي في مجموعة الدعم السورية، وهي منظمة أميركية مخوّلة توفير مساعدة للجيش السوري الحر . "ففي نهاية المطاف، لن تقوم وحدات الجيش السوري الحر بتقاسم أسلحتها وذخائرها مع أشخاص يقاتلونها الآن بشكل مباشر".
هذا وتأسّست "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في نيسان الماضي، وكانت آخر ما أنتجته جهود القاعدة في سلسلة من التنظيمات التي أعادت تسويق نفسها من خلالها في العراق. وكان رئيسها، أبو بكر البغدادي يأمل في الأساس أن يتيح له جهده هذا احتواء جبهة النصرة الموالية للقاعدة وضمّها الى تنظيمه ـ ولكن رئيس جبهة النصرة، محمد الجولاني رفض أن يخضع للبغدادي، وتعهّد بالولاء فقط لزعيم القاعدة أيمن الظواهري. غير أنّه على مدى الأشهر التالية، ازداد نفوذ الدولة الاسلامية في العراق والشام بشكل ملحوظ في شرق سوريا مع انضمام بعض مقاتلي جبهة النصرة الى المنظمة.
هذا ويقدّر المسؤولون الأميركيون أن الدولة الإسلامية في العراق والشام تضم حالياً 7000 الى 10000 مقاتل، بما أنها لعبت دوراً رئيساً في العديد من انتصارات المعارضة في شمال سوريا، إذ نفّذ الإنتحاريون في هذه المجموعة اعتداء مدمّراً سمح للثوار ان يسيطروا على قاعدة منغ الجوية في حلب الشهر الماضي، وقد أبدى مقاتلوها خبرة خاصة في استخدام القنابل التي تُزرع على جوانب الطرق لاستهداف قوات الأسد- وهي مهارة تعلموها من خلال قتالهم الجيش الأميركي في العراق.
ومن المثير للسخرية أنّ نظام الأسد هو الذي سمح أصلاً للجهاديين بتأسيس موطئ قدم لهم على طول الحدود السورية- العراقية، حيث تعمّد النظام السوري خلال الاحتلال الأميركي للعراق غضّ النظر عن المقاتلين الذين يتوجهون شرقاً لمكافحة الوجود العسكري الأميركي. وقد أظهرت وثائق تمّت مصادرتها من أحد المنازل السرية التابعة للقاعدة في احدى البلدات العراقية الواقعة على بعد 10 أميال فقط من الحدود السورية، أظهرت أنّ مئات المقاتلين الأجانب اجتازوا الحدود بين أيلول 2006 وأيلول 2007. واليوم الشبكات نفسها التي سمحت بتدفق الجهاديين والأسلحة من سوريا الى العراق باتت تؤدي الدور نفسه ولكن بالاتجاه المعاكس، إذ حوّلت القاعدة أنظارها نحو ما باتت تراه كنظام مرتدّ في دمشق.
وقد أدرك عملاء القاعدة في سوريا الأخطاء التي ارتكبوها في العراق، حيث انقلب السكان المحليون السنّة عليهم في النهاية بسبب أساليبهم الوحشية في التعاطي من دون أي تمييز. فحاولت الدولة الإسلامية في العراق والشام القيام بـ "هجوم فاتن" على المحافظات الشمالية في حلب والرقة، حيث قامت بتزويد السكان في بعض المناطق بخدمات طبية مجانية، وبالطعام وبالوقود الرخيص. وحتى أنها نظمّت معارض عامة حيث تبارى الصبية في أكل البوظة والفطائر المحلاة، وقام المقاتلون الجهاديون بلعبة شد الحبل بكل ودّ، وحصل السوريون على كتيّبات توصّف لهم المنظمة.
إلاّ أنّ كل مباريات البوظة في سوريا لم تفلح في تفادي كشف الدولة الاسلامية أوراقها أمام الفصائل الثورية الأكثر اعتدالا. وكانت التوترات تتراكم منذ أشهر، حيث قامت الجماعة الجهادية هذه بخطف مساعدين اجتماعيين، وبإعدام مدنيين بسبب ما اعتبرته اعتداء منهم على الإسلام، وعمدت بين الحين والآخر الى قتل قادة موالين للجيش السوري الحر في معارك على مناطق النفوذ. واليوم مع خروج القتال عن أي سيطرة، سيكون من الصعب أن نرى كيف ستقوم المجموعات الثورية المتنافسة بترقيع الاختلافات الظاهرة في ما بينها.
"لم يعودوا ثواراً بعد الآن، منذ الآن فصاعداً باتوا إرهابيين". قال المتحدّث باسم الجيش السوري الحر لؤي المقداد لمحطة الـ سي أن أن. "إنّنا نحارب فريقين إرهابيين على جبهتين: جبهة نظام الأسد وميليشيا "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، وجبهة المتطرفين التابعين للقاعدة، أي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,894,963

عدد الزوار: 6,970,829

المتواجدون الآن: 90