نشر عليها صور القمع ودفع 3 آلاف دولار لمهربي البشر

إيراني صاحب مدونة "البؤساء" يروي قصة هروبه من "وحشية" النظام إلى باكستان

تاريخ الإضافة الخميس 6 آب 2009 - 7:27 ص    عدد الزيارات 4011    التعليقات 0    القسم دولية

        


إسلام آباد - د ب أ: عندما سعت إيران إلى إخفاء حملتها ضد المحتجين على ماتردد بشأن تزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو الماضي, استخدم الشاب حميد رضا خوشنيا مدونته في محاولة لإبقاء العالم على دراية ب¯"وحشية" النظام, إلا أن العملاء السريين في الجمهورية الإسلامية الذي يتسمون بيقظة كبيرة- كما يقول- لم يضيعوا وقتا في تعقب "الضرر الذي تسبب فيه عبر الإنترنت", ولم يجد عندئذ أمامه إلا الفرار عندما حضروا لاعتقاله.
وفي مقابلة صحافية بإسلام آباد التي هرب إليها, أوضح خوشنيا أن البقاء في طهران, في ظل الانعدام التام للتسامح مع المتظاهرين, كان أمرا خطيرا ويعني الذهاب الى السجن, أو حتى الموت, غير أن الفرار لم يكن بالأمر السهل لشخص يريد "التغيير" في بلاده.
وقال "بقيت مختبئاً في قبو منزل أحد الأصدقاء بإحدى ضواحي طهران لمدة 25 يوما حتى تم وضع ترتيبات هروبي إلى باكستان", موضحاً أنه بعد أن دفع 3آلاف دولار لأحد مهربي البشر, سافر في حاوية إلى محافظة سيستان وبلوشستان في جنوب شرق إيران, ومن هناك نقله قائد دراجة نارية عبر منطقة طينية وعرة إلى قرية مانديلو على الحدود الباكستانية.
وأضاف خوشنيا الذي يقيم الآن مع عائلة من اللاجئين الإيرانيين في إسلام أباد "كنت أرتجف وأنا أجلس على المقعد الخلفي للدراجة النارية هوندا ,125 واختبأت خلف السائق داعيا الله أن أعبر تلك المنطقة بسلام في أسرع وقت ممكن, تعرفون أن حرس الحدود الإيرانيين, أو الباكستانيين, كانوا سيطلقون النار علينا إذا رأونا".
وطرد خوشنيا, الذي جاء من عائلة تلقت تعليما جيداً وتنتمي للطبقة فوق المتوسطة, في بداية العام الجاري من الجامعة بسبب تنظيمه أنشطة مناوئة للحكومة داخل الحرم الجامعي, مما جعله أكثر إصرارا على الانضمام إلى عشرات من المدونين الإصلاحيين.
وفي ظل الحظر الذي فرض على وسائل الإعلام الأجنبية ومنعها من كتابة تقارير أو تصوير ما يحدث من احتجاجات على ما وصفوها بأنها انتخابات "مزورة", قام خوشنيا بنقل تفاصيل ما يحدث باللغة الفارسية على مدونته "البؤساء", التي اختار لها اسم الرواية الفرنسية الشهيرة التي كتبها فيكتور هوغو في القرن التاسع عشر.
كما بعث نصوصاً وصوراً وشرائط فيديو لشبكة "سي ان ان" و"بي بي سي الفارسية" عبر البريد الإلكتروني, بما في ذلك أحداث يوم "السبت الدامي" عندما أطلقت قوات الأمن الإيرانية النار على المتظاهرين في طهران وقتلت عددا منهم.
وقال خوشنيا, عن هذا اليوم الدامي, "كنا حوالي 500 شخص في شارع أمير أباد عندما جاءت الشرطة من كل الجهات وبثت الرعب في النفوس, استخدموا الهراوات في البداية, والغاز المسيل للدموع, ثم فتحوا النار على المتظاهرين العزل, مما أدى إلى مقتل نحو ثلاثين شخصاً وإصابة عدد آخر".
ولا يزال خوشنيا يتذكر كيف قتلت ندا أغا- سلطاني, الفتاة التي أضحت رمزاً للمعارضة, بعد أن أصيبت برصاصة في صدرها وسقطت على الأرض.
والتقط خوشينا صورة على الفور لوجهها ورأسها وقد لطختهما الدماء ونشر الصورة على مدونته التي يديرها مع لاجئ إيراني آخر, يدعى بيسار ايروني, يعيش في الدنمارك.
وأضاف "ضربني هؤلاء الوحوش بالعصي حتى كسرت ساقي عندما حاولت إنقاذ متظاهرة من أقربائي, الحمد لله أنني لم أفقد هاتفي الخلوي الذي كانت عليه الصور التي ألتقطها", ثم رفع قميصه ليظهر الندوب الموجودة على ظهره والتي لا تزال واضحة بعد 40 يوما مما جرى.
وخلص خوشنيا إلى القول "لدي أمل كبير في المقاومة, تسامح الشعب الإيراني وبهدوء تام مع القمع والوحشية والاستغلال باسم الدين لمدة 30 عاما, ولكنه يقول الآن كفى, كفى, لقد استيقظ الإيرانيون الآن, وسترى أنه خلال عامين على الأكثر, سيواجه النظام الحالي نفس مصير (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين".


المصدر: جريدة السياسة الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,076,993

عدد الزوار: 6,751,660

المتواجدون الآن: 101