«فتح»: وحدة سياسية تخفي صراعاً وجودياً على القيادة

تاريخ الإضافة الخميس 6 آب 2009 - 7:02 ص    عدد الزيارات 4685    التعليقات 0    القسم عربية

        


بيت لحم – محمد يونس

لم يشهد المؤتمر العام لحركة «فتح» المنعقد في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية خلافات سياسية تذكر، لكن الحرب الدائرة على مقاعد الهيئات القيادية في الحركة، خصوصاً لجنتها المركزية، ترقى الى حرب الوجود. وبدت الحركة موحدة سياسياً خلف الرئيس محمود عباس الذي قدم رؤية سياسية تمثل البرنامج السياسي الجديد للحركة في الخطاب الطويل الذي ألقاه على مدى ساعتين من الزمن.

وقال القائد السابق في الجناح العسكري للحركة جمال حويل (38 سنة) الذي أطلق قبل شهرين بعد اعتقال دام سبع سنوات في السجون الإسرائيلية: «لا خلافات سياسية في فتح، لكن توجد خلافات حقيقية على المقاعد».

وأعلن الرئيس محمود عباس استمرار المفاوضات مع إسرائيل، لكنه ربطها بوقف توسيع المستوطنات. كما اعلن تبني أشكال مختلفة للمقاومة التي تكفلها الشرعية الدولية من المقاومة المسلحة وحتى المقاومة السلمية والشعبية، لكنه اشترط توافر الإجماع الوطني لتبني الخيار العسكري، وأشاد خصوصاً بالمقاومة الشعبية السلمية التي يخوضها أهل القدس في الدفاع اليومي عن بيوتهم وممتلكاتهم، ويخوضها أهالي القرى المهددة بالاستيطان والجدار دفاعاً عن أرضهم.

وقال حويل: «كلنا يؤمن بالمفاوضات، لكن هذه المفاوضات وسيلة وليست غاية». وأضاف: «إذا حققت المفاوضات أهدافنا ونجحت في وقف الاستيطان وإقامة الدولة، فكلنا يدعمها، وسنقف خلف الرئيس وهو يخوضها، لكن إذا ظلت تسير كما في الماضي من دون تقدم، فاننا سندعو الى وقفها».

وجمع الموقف من البرنامج السياسي «الفتحاويين» بفئاتهم المختلفة، من الشباب الى الشيوخ، ومن المقيمين في الوطن الى العائدين من الشتات. وقال محمد خليل الحلبي (60 سنة) القادم من لبنان: «الحركة ما زالت تعتقد بإمكان التوصل الى اتفاق سلام وفق الشرعية الدولية». وأضاف: «نحن مع خيار المفاوضات في حال توافرت الشروط اللازمة، خصوصاً وقف الاستيطان». واوضح ان «برنامج الحركة برنامج تحرري مرن يعتمد كل أساليب النضال وفق الظروف والأحوال التي نعيشها».

وحتى أولئك الذين يعتقدون ان المفاوضات السابقة التي أجريت في العقدين الماضيين اتسمت بالعبثية، فانهم يؤيدون مواصلتها في حال ظهرت بوادر تغيير في الجانب الآخر. وقال ماجد حميمور (59 سنة) القادم من الأردن: «المفاوضات السابقة كانت عبثية، فهي لم تجلب أي شيء، بل على العكس تماماً، تواصل معها الاستيطان ونهب الأرض ونشر الحواجز العسكرية واعتقال المواطنين حتى وصل عدد المعتقلين في السجون الإسرائيلية الى 12 ألف أسير».

وفي مقابل الوحدة السياسية الظاهرة في شكل لافت في النقاشات التي شهدها المؤتمر في يوميه الأول والثاني، ظهر فيه أيضاً وفي شكل لافت صراع ضار على مقاعد الهيئتين القياديتين، اللجنة المركزية والمجلس الثوري. وتشير مصادر داخل المؤتمر الى ان عدد المرشحين الى المجلس الثوري وصل الى 450 عضواً، والمرشحين الى اللجنة المركزية وصل الى أكثر من مئة عضو.

وقال حويل: «هذا أمر متوقع في حركة لم تشهد انتخابات طيلة 20 عاماً، إذ حدث تزاحم أجيال في هذه السنوات العشرين الماضية، الأمر الذي عكس نفسه في ارتفاع أعداد المرشحين».

ويتوقع أعضاء في المؤتمر حدوث تغيير كمي وليس كيفياً في الهيئات القيادية للحركة، بمعنى تغيير في الأشخاص وليس في الرؤى والبرامج وأساليب العمل، وذلك بسبب سيطرة «الحرس القديم» على مدخلات المؤتمر.

وقال المرشح لعضوية المجلس الثوري من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية هشام دويكات: «لقد عملت القيادة القديمة على تركيب المؤتمر على نحو يحافظ على وجودها ومصالحها ورؤيتها». وأضاف: «هناك في الحرس القديم من لا يؤمن بالتغيير، وأنا لا اعتقد أن التغيير الدراماتيكي ممكن في هذا المؤتمر، لكننا نطالب بشيء من الشراكة بين الأجيال».

وعلى رغم التطاحن القيادي في الحركة، إلا أن أي منافسة لم تظهر أمام الرئيس عباس في قيادته للحركة. ولم يبد أي من شخصيات «فتح» أي نوع من التحدي لقيادة عباس الذي حظي بما يشبه الإجماع على مواصلة قيادته للحركة والسلطة ولمنظمة التحرير.


المصدر: جريدة الحياة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,213,451

عدد الزوار: 6,940,750

المتواجدون الآن: 121