اردوغان: المعارضة السورية تكتسب شرعية أكبر والجيش الحر يسيطر على حي استراتيجي في حلب..مقاتل صيني يحارب في صفوف الثوار ضد نظام الأسد.. «حبة حلب» جرح جديد يصيب كبرى مدن الشمال السوري واصابة صحافي الماني بجروح خطرة في حلب

المعارضة السورية تسعى إلى إطباق «فكي الكماشة» على النظام تمهيدا لمعركة دمشق... تقارير عن قصف جبهة جبريل الداخل السوري من معسكر في لبنان....جبهة النصرة في معركة "فصل الخطاب"...تحرير مطار دير الزور ومن ثمّ المدينة مسألة أيام.....قصف جويّ يستهدف مناطق المعارضة في درعا ... و«سحل» إمام مسجد مؤيد للنظام في حلب

تاريخ الإضافة الإثنين 1 نيسان 2013 - 6:51 ص    عدد الزيارات 1924    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

اردوغان: المعارضة السورية تكتسب شرعية أكبر والجيش الحر يسيطر على حي استراتيجي في حلب
المستقبل..(رويترز، ا ف ب، بي بي سي)
سجل مقاتلو المعارضة امس تقدماً ملحوظاً في حي الشيخ مقصود الاستراتيجي الذي تقطنه غالبية كردية في مدينة حلب، حيث تدور اشتباكات في الجزء الشرقي من الحي الذي يقطن فيه سكان موالون للنظام.
واشتدت المعارك في محافظة درعا ولا سيما في المدينة الرئيسية حيث قامت مقاتلات الجيش السوري امس بقصف المدينة التي باتت شبه معزولة عن دمشق، بعد سيطرة الجيش السوري الحر أول من أمس على مدينة داعل الاستراتيجية.
وفي أنقرة أشاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالمعارضة السورية أمس، معتبراً ان جهودها لتحقيق المزيد من الوحدة وتشكيل حكومة انتقالية أكسباها شرعية اكبر.
وقال اردوغان "المعارضة السورية زادت اتحاداً في الشهور الماضية وهي اقوى في الميدان وتتمتع بشرعية اكبر في اعين المجتمع الدولي وهذه تطورات بالغة الاهمية. المعارضة السورية تمكنت من فعل هذا (انتخاب رئيس وزراء انتقالي) بالرغم من السياسات العنيفة والوحشية التي نفذها النظام السوري على مدى العامين الماضيين".
ومن ناحية اخرى دعت المعارضة السورية المجتمع الدولي الى تقديم المزيد من الدعم للمعارضين الذين يفتقرون الى السلاح.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا ان المعارضة محبطة من ردود الفعل الضعيفة من المجتمع الدولي بعدما انتخبوا رئيس وزراء انتقالياً.
وأضاف على هامش مؤتمر في العاصمة التركية انقرة "نحن لا نزال ننتظر المزيد والمزيد. والان لا يوجد رد فعل يذكر وانتم تعرفون ان ما حدث يحتاج المزيد والمزيد. نحتاج هذا على وجه الخصوص لنرى شيئا على الارض. نحتاج ان نرى شيئاً على الارض خاصة في ما يتعلق بالمجال العسكري والدعم العسكري وليس البيانات والوعود والاعلانات فقط."
كما تزيد المعارضة السورية الضغط على المجتمع الدولي للسماح لها بشغل مقعد سوريا في الامم المتحدة، لكن تعهد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أخيرا بمنع حصول هذا الأمر.
واضاف "ما يحدث في درعا هذه الايام يدل على ان عمر بشار الاسد ونظامه سينتهي قريباً. ومثلما حدث في محافظة الرقة التي اصبحت محررة بالكامل الان، فإني اعتقد ايضاً ان محافظة درعا ستكون حرة قريباً. هذا يعني انه سيكون هناك جسر بين الشمال والجنوب."
ميدانياً، قال نشطاء سوريون معارضون إن اشتباكات عنيفة تدور في حلب ثاني كبريات المدن السورية بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة وسط أنباء عن سيطرة المعارضة على بعض المواقع الاستراتيجية في المدينة.
وقال المرصد السوري إن "حي الشيخ مقصود تقطنه غالبية كردية لكن الاشتباكات تدور في الجزء الشرقي منه وهو الجزء الذي يعيش فيه سكان موالون للنظام من المسلمين السنة وهم ليسوا أكراداً".
وتضاربت الأنباء بشأن سيطرة المعارضة على الحي، فقد نقلت وكالة "اسوشيتدبرس" عن مصادر في المعارضة قولها إنها سيطرت على الحي بأكمله السبت بعد معارك عنيفة، إلا أن تقارير أخرى تتحدث عن احتشاد القوات النظامية في محيط الحي "لضمان عدم وقوعه في أيدي المسلحين".
وافاد المرصد عن تشييع الطبيب احمد عبد الحي كلاوي في قرية الطويحينية في ريف حلب، غداة "اغتياله على يد مسلحين مجهولين امام منزله" ليل الجمعة - السبت، عبر اطلاق سبع رصاصات عليه.
واوضح ان كلاوي "كان من أوائل الأطباء الذين شاركوا في المشافي الميدانية".
في درعا (جنوب)، شن الطيران الحربي غارات عدة على بلدتي داعل وخربة غزالة ومحيط اللواء 38، الواقعة جميعها تحت سيطرة المعارضة، بحسب المرصد الذي اشار الى قصف جوي ايضا على بلدة علما "تزامنا مع اشتباكات في محيط كتيبة للدفاع الجوي".
وتأتي الغارات غداة سيطرة المقاتلين على داعل الواقعة على الطريق القديم بين دمشق ومدينة درعا التي باتت "شبه معزولة" بعد سيطرة المعارضة على مناطق محيطة بها، في حين تبقى غالبية احيائها تحت سيطرة النظام.
وحقق مقاتلو المعارضة مؤخراً تقدماً مهماً في هذه المحافظة الحدودية مع الاردن، وسيطروا على شريط حدودي بطول 25 كلم من الحدود الاردنية حتى الجولان السوري.
وفي دمشق، تتعرض اطراف العاصمة لا سيما حي القابون (شمال شرق) وجوبر (شرق) لقصف من القوات النظامية، في حين سقطت قذيفة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين (جنوب).
وفي محيط العاصمة، افاد المرصد ان مقاتلي معارضين "قصفوا مبنى المخابرات الجوية في مدينة حرستا (شمال شرق) مع انباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية".
كما تعرضت مناطق عدة في ريف دمشق للقصف، منها داريا (جنوب غرب) تزامناً مع اشتباكات بين المقاتلين وقوات النظام التي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على المدينة.
وتشن القوات النظامية حملة واسعة في الفترة الاخيرة على معاقل المقاتلين في محيط دمشق، والتي يتخذون منها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه دمشق.
كما شن الطيران الحربي غارات على مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، بحسب المرصد الذي افاد عن اشتباكات في مدينة تلكلخ الحدودية. الى ذلك، اعلنت قناة التلفزيون العامة الالمانية "ايه ار دي" مساء ان الصحافي يورغ ارمبروستر اصيب بجروح خطرة بالرصاص اثناء تصوير تحقيق في حلب شمال سوريا.
وارمبروستر البالغ من العمر 65 عاما والذي عمل لفترات طويلة مراسلا للقناة في العديد من الدول العربية وآخرها مصر، وجد نفسه "وسط تبادل لاطلاق النار" الجمعة حين كان يصور في مدينة حلب السورية التي تشهد معارك طاحنة، بحسب ما اعلنت مقدمة نشرة الساعة الثامنة مساء للقناة السبت.
واضافت ان الصحافي نقل الى تركيا وحالته الان مستقرة. وبحسب موقع اس دبليو ار المتفرع من القناة الالمانية العامة فان الصحافي خضع لعملية جراحية عاجلة في مستشفى سوري قبل نقله الى تركيا. وكان يعد ريبورتاجا عن مقاتلي المعارضة السورية بحسب القناة.
وعلى الفور قال ستيفن سيبرت المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في تغريدة على تويتر "انه لامر رهيب ان نبلغ بان يورغ ارمبروستر اصيب في سوريا" متمنياً له التعافي السريع.
 
المعارضة السورية تسعى إلى إطباق «فكي الكماشة» على النظام تمهيدا لمعركة دمشق... بعد سيطرة كاملة على الحدود الشمالية، ملامح منطقة مماثلة على الحدود الجنوبية

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط».... تأمل المعارضة السورية استغلال النجاحات العسكرية الأخيرة التي أنجزتها في شمال وجنوب البلاد لتضييق الخناق على قوات النظام التي باتت واقعة تحت ما يشبه فكي الكماشة من الجنوب والشمال.. فبعد تثبيت حضورها في شمال البلاد وسيطرتها على الحدود التركية بشكل شبه كامل، تأمل أن تستغل العتاد الذي حصلت عليه مؤخرا لتشكيل منطقة مماثلة على الحدود الجنوبية للإطباق على النظام.
ويشن الثوار السوريون، مستغلين تدفق الأسلحة إليهم في الآونة الأخيرة، معركة استراتيجية للسيطرة على الجزء الجنوبي من البلاد ويسعون لتأمين معبر من الحدود الأردنية إلى دمشق تمهيدا لشن هجوم على العاصمة في نهاية المطاف. وكان الثوار قد احتفلوا يوم الجمعة الماضي بأحدث انتصاراتهم، وهو السيطرة التامة على بلدة داعل، التي تعد نقطة مهمة للغاية على أحد الطرق السريعة الرئيسة، بعد انسحاب قوات الأسد بشكل شبه تام من المنطقة.
وتتزامن المكاسب التي يحققها الثوار على الأرض مع تصريحات مسؤولين إقليميين وخبراء عسكريين تفيد بأن هناك زيادة ملحوظة في شحنات الأسلحة إلى مقاتلي المعارضة من حكومات عربية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، على أمل التأهب للاندفاع نحو العاصمة دمشق.
وقال مسؤولون وخبراء عسكريون غربيون لوكالة «أسوشييتد برس»، إن الأردن قد بات طريقا جديدا لمرور السلاح إلى المعارضة في أواخر العام الماضي. وقال محللان عسكريان يراقبان حركة الأسلحة عن كثب إن تلك الأسلحة قد شملت صواريخ ومدافع مضادة للدبابات كرواتية الصنع، والتي لم تكن بحوزة الثوار من قبل.
وقال إليوت هيغينز من بريطانيا ونك جينزين جونز من أستراليا إن تلك الأسلحة قد اشتملت على بنادق من طراز «إم-60» عديمة الارتداد وبطاريات إطلاق صواريخ «أوسا إم 79» وأخرى لإطلاق القذائف من طراز «آر بي جي-6»، وجميعها أسلحة متطورة مضادة للدبابات.
ويبدو أن الثوار قد بدأوا يستخدمون تلك الأسلحة منذ وقت قصير في المعارك البرية، حيث شوهد الثوار في مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت في أوائل الشهر الجاري يحملون بطاريات إطلاق صواريخ «أوسا إم 79» وأسلحة أكثر تطورا من التي كانوا يستخدمونها في وقت سابق.
وتعد داعل إحدى كبرى البلدات في محافظة درعا الجنوبية التي شهدت الشرارة الأولى للثورة السورية في شهر مارس (آذار) 2011 عندما اعتقلت قوات الأمن طلبة في التعليم الثانوي كانوا قد كتبوا شعارات مناوئة للنظام على جدران المباني. وكانت أول بلدة تشهد الإطاحة بتمثال لوالد الأسد وسلفه في الحكم، الرئيس الراحل حافظ الأسد، بعد وقت قصير من اندلاع الاحتجاجات.
وطغى نبأ سيطرة الجيش الحر على بلدة داعل في محافظة درعا على غيره من الأخبار الواردة من سوريا، إذ رأت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» انتكاسة جديدة تضاف لسلسلة الانتكاسات التي مني بها نظام الرئيس بشار الأسد مؤخرا، بينما اعتبرته صحيفة «واشنطن بوست» الانتصار «الأبرز للمعارضة». ويضع خبراء عسكريون ما جرى في داعل ضمن استراتيجية يعمل على تنفيذها الجيش الحر منذ أسابيع ويعتمد نجاحها على التعاون الوثيق بين قيادات المجالس العسكرية والثورية في دمشق ودرعا وحمص.
وتنطلق استراتيجية الجيش الحر الجديدة من ضرورة تأمين السلاح النوعي والذخيرة لثوار دمشق وذلك من أقرب منطقة حدودية. وعلى الرغم من أن الثوار يسيطرون على مناطق أكبر في شمال البلاد على الحدود التركية، فإن المسافة ما بين العاصمة تتجاوز 400 كيلومتر مما يجعل تأمين السلاح من الشمال أمرا في غاية الصعوبة. أما تأمين السلاح عبر الحدود اللبنانية فسيكون مغامرة معروفة النتائج في ظل وجود جهات لبنانية ستدعم نظام الأسد للنهاية. أما الحدود الأردنية فلا تبعد عن دمشق سوى 100 كيلومتر، وبالتالي فإن تأمين السلاح للعاصمة من الجنوب أمر أسهل، خصوصا مع سيطرة الثوار على بلدات وقرى في محافظتي درعا والقنيطرة.
وتعتمد استراتيجية الجيش الحر في الجنوب أيضا على قطع الطريق الواصل بين دمشق والساحل السوري، المعقل الأبرز لنظام الأسد، ذاك أن الثوار يفضلون إسقاط نظام الأسد في دمشق، وتجنب معركة «ما بعد الحسم» التي قد يضطرون إليها في حال لجأ الأسد إلى الساحل.
أما العنصر الثالث في استراتيجية «الحر» فتقوم على التضييق على نظام الأسد في دمشق ودفعه إلى مزيد من القوقعة في مربعات أمنية لعل أبرزها المربع الأمني ذو الرؤوس التالية: القصر الجمهوري ومقر الفرقة الرابعة ومطار المزة العسكري وقيادة الأركان.
وتمكن الثوار من الوجود في عدد من ضواحي دمشق، ولكنهم لم يتمكنوا من التقدم إلا في مناطق محدودة في المناطق الجنوبية والشمالية الشرقية للعاصمة، ويقولون إنهم يحاولون تأمين ممر من الأردن إلى دمشق.
وخلال الأسابيع الأخيرة، حقق الثوار تقدما مهما في محافظتي درعا والقنيطرة الجنوبيتين المتاخمتين للحدود الأردنية والإسرائيلية، وسيطروا على بلدات وقرى قرب خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان وعلى طول الطريق الدولي الذي يربط بين دمشق والأردن. وعلاوة على ذلك، فرض الثوار سيطرتهم على عدة حواجز تفتيش عسكرية، كما قاموا بتطهير 25 كيلومترا على الحدود السورية - الأردنية. وخلال الأسبوع الماضي، سيطر الثوار على قاعدة كبرى للدفاع الجوي قرب قرية صيدا.
وفي الشمال تتواصل معارك الجيش السوري الحر مع الجيش النظامي في شمال سوريا، رغم سيطرة المعارضة على أجزاء واسعة من المنطقة، مما دفع بقادة المعارضة إلى اعتبار سيطرتها على المساحة الأكبر من الجزء الشمالي للبلاد «إنجازا عسكريا كبيرا».
وتمتد مساحة النزاع في هذه المنطقة من ريف إدلب، وصولا إلى مناطق عندان وحريتان في ريف حلب، حيث تتركز المعارك في هذا الوقت حول مطاري كويرس والنيرب في حلب، بعد السيطرة على مطارات إدلب العسكرية بأكملها. ويرجع الخبراء العسكريون تقدم المعارضة العسكرية في الشمال إلى «اتصال معظم مناطقه مع الحدود التركية مما يعني سهولة التزود بالسلاح»، كما يؤكد قائد ميداني في ريف إدلب لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «تحرير معظم مناطق الشمال لم يكن بالأمر السهل، ولا سيما أن مدفعية النظام لم توفر منطقة من قذائفها».
ويشرح أحد قياديي لواء «درع هنانو» التابع للجيش السوري الحر حمزة حبوش، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعركة مع النظام السوري في الشمال لا تزال مستمرة رغم إعلان المنطقة (محررة)»، مضيفا أن «القوات النظامية توجد في مراكز المدن مما يجعل عملياتنا في اللحظة الراهنة مقتصرة على طرد ما تبقى من القوات النظامية». ويشكو حبوش من قلة الأسلحة التي تصل إلى «الثوار» في مناطق الشمال، وهو الواقع الذي أبقى على نقاط معدودة للقوات النظامية في المنطقة، مشيرا إلى أن «تحريرها مرهون بحصولنا على سلاح نوعي». وبحسب حبوش، فإن رأس أولويات «الجيش الحر» تتمثل في تحرير إدلب المدينة، حيث توجد قوات النظام في مركزها عبر موقعين هما معسكر الشبيبة ومعسكر القرميد. ويقول: «هذه المعسكرات هي تجمعات عسكرية ضخمة لا يمكن الاستهانة بها وخصوصا أنها محمية بالطيران الذي يتدخل كلما حاولنا التقدم في الاشتباكات الدائرة هناك». ويؤكد أن «المعركة في إدلب تدور ضد حواجز النظام التي تحمي قواته»، مشيرا إلى «سيطرة قوات المعارضة على 3 حواجز أمس».
أما الأولوية الثانية، فتتمثل بحسم معركة وادي الضيف المشتعلة منذ شهرين إضافة إلى تدمير ما يزيد على 8 حواجز لجيش النظام تتوزع على الطريق بين معرة النعمان وخان شيخون، بحسب حبوش.
وفي مدينة جسر الشغور غرب إدلب، تدور معارك عنيفة بين الجيش النظامي وكتائب «الجيش الحر» بهدف طرد ما تبقى من قوات النظام المتمركزة في قلب المدينة التي تعتبر الحلقة الواصلة بين الساحل وشمال إدلب، وهو ما يدفع النظام، كما يقول حبوش، لـ«القتال بشراسة للمحافظة عليها لحماية حدود دولته التي ينوي إنشاءها».
وفي حين لا تزال قوات النظام توجد في بعض المواقع بريف إدلب، فإن ريف حلب الشمالي يعتبر «في حكم المحرر بالكامل» باستثناء مطاري النيرب وكويرس، حيث تدور في محيطهما معارك عنيفة، بحسب ناشطين.
 
المعارضة: أسلحة إيرانية للأسد على سفينة تعبر السويس.. وهيئة القناة تؤكد خلوها من السلاح
إيلاف...ساره الشمالي         
كشفت المعارضة السورية أن سفينة محملة بصواريخ أرض أرض واسلحة أخرى متجهة إلى طرطوس عبر قناة السويس، مطالبة بوقفها وتفتيشها، بينما أكدت هيئة قناة السويس أن السفينة تحمل بضائع عامة ولا سلاح على متنها.
لندن: تزداد مسألة تدفق السلاح إلى سوريا حدة مع كشف المعارضة السورية معلومات عن سفينة ترفع علم تنزانيا، وتحمل شحنة من الأسلحة الإيرانية إلى النظام السوري، مبحرة منذ الأمس الجمعة في المياه الدولية بالبحر الأحمر، لتعبر قناة السويس نحو المتوسط، ولترسو في النهاية بميناء طرطوس السوري، الذي يسيطر عليه النظام.
تزوّد وإفراغ
في معلومات تناقلتها تقارير صحفية لم تتأكد، تعود ملكية السفينة "الزينة" alzeina إلى سوريين مسجلين في لبنان، على علاقة وثيقة بحزب الله اللبناني، وخط سفرها ينتهي بالسواحل التركية، لكنها ستتظاهر بالتوقف في ميناء طرطوس السوري للتزود بالوقود والمؤن، فتفرغ شحنة الأسلحة هناك.
وفي اتصال مع قناة "العربية"، أكد مروان حجو الرفاعي، عضو الائتلاف السوري المعارض،أن هذه السفينة محمّلة بالأسلحة، وتابعة للنظام السوري، ووجهتها النهائية هي الأراضي السورية، منتهزًا الفرصة للهجوم على النظام الإيراني، الذي لا يتوانى عن تقديم الدعم العسكري لبشار الأسد الذي يقتل الحيوان والإنسان، كما قال.
وكان الرفاعي حث السلطات المصرية على تفتيش السفينة، ووقف سيرها إن كانت محملة بالأسلحة، عملًا بمقررات جامعة الدول العربية التي نصت على الوقوف إلى جانب الشعب السوري، كاشفًا اتصالات وخطابات مع النظام المصري للحيلولة دون وصول تلك السفينة إلى سوريا. لكنه أشار إلى عدم ورود أي رد مصري على طلب المعارضة في هذا الشأن.
لا سلاح
من جانبها، أفادت مصادر ملاحية في هيئة قناة السويس اليوم السبت أن السفينة التنزانية alzeina التي عبرت القناة اليوم ضمن قافلة الجنوب القادمة من البحر الأحمر لم تكن تحمل سلاحًا، بل تحمل 3845 طنًا من البضائع العامة، وهي في طريقها نحو البحر المتوسط.
وأكدت هذه المصادر أن هيئة قناة السويس لا تستطيع منع عبور السفينة، التي تقول المعارضة السورية إنها تحمل شحنة سلاح إيرانية، وترفع علم تنزانيا، وذلك وفق اتفاقية القسطنطينية التي تسمح بعبور جميع السفن قناة السويس، ما عدا السفن التي تكون في حالة حرب مع مصر.
وقالت المصادر إن سفينة البضائع الإيرانية AZARGOUN ، وحمولتها 33 ألف طن، عبرت قناة السويس اليوم أيضًا، ضمن قافلة الجنوب القادمة من البحر الأحمر في طريقها إلى البحر المتوسط.
المسار الرابع
إن صحت اتهامات المعارضة السورية في هذا الشأن، يكون المسار البحري هذا هو الرابع الذي تسلكه شحنات الأسلحة إلى النظام السوري، بعدما تقاطعت تقارير غربية في رسم مسارات ثلاثة قبل ذلك، هي الرحلات الجوية الإيرانية باستخدام طائرات مدنية تعبر المجال الجوي العراقي برضى بغداد، والرحلات الجوية عبر تركيا التي تمر من دون علم أنقرة، والطرق البرية الحدودة مع لبنان، والتي يسيطر على مساحات منها عناصر حزب الله الموالي للأسد وإيران.
ووضع دبلوماسيون غربيون تكثيف إيران دعمها العسكري للأسد في خانة تبدل منتظر في طبيعة الصراع السوري، أي دخول الحرب في سوريا مرحلة جديدة، ربما تحاول معها طهران كسر جمود ساحة المعركة، من خلال مضاعفة التزاماتها تجاه الأسد ميدانيًا، مع تأكد القيادة الايرانية من أن شحنات الأسلحة المتطورة بدأت في الوصول إلى مسلحي المعارضة السورية.
 
قصف عنيف على دوما والمعضمية يوقع ضحايا
الرأي..دمشق - وكالات - قصفت قوات النظام السوري، أمس، عددا من المناطق في انحاء البلاد وخصوصا في ريف دمشق وحلب ودرعا وحمص وحماة، فيما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ووسائل إعلام رسمية سورية ان مقاتلين معارضين قتلوا إماما مواليا للنظام في حي الشيخ مقصود في حلب وسحلوا جثته.
وقالت لجان التنسيق المحلية ان ثمانية اشخاص بينهم امرأتان قتلوا جراء قصف واشتباكات وقعت في بلدة دوما بريف دمشق وعرف ستة من القتلى هم: زياد ناصر المصري ووالدته وياسر عبد الوهاب والنقيب المنشق من حمص مأمون درويش ومحمد راتب النجار وزياد داود.
كما ذكرت وكالة «سان الثورة» ان قتلى وجرحى سقطوا في قصف عنيف على معضمية الشام.
وسجل قصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على بلدة العتيبة لليوم الرابع عشر على التوالي.
وفي المقابل، قالت لجان التنسيق ان الجيش الحر في مشارف حرستا تصدى لمحاولة اقتحام مدينة عربين وأوقع اصابات مباشرة في القوات المهاجمة.
وفي محافظة حمص، أفيد عن سقوط جرحى ودمار كبير في المنازل جراء قصف عنيف مدفعي وصاروخي استهدف مدينة الرستن.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة وقعت في أحياء درعا البلد بين الجيش الحر وقوات النظام، بينما قتل طفل يدعى محمد ياسر الحريري برصاص قناصة النظام في حيّ طريق السد، واستهدف قصف مدفعي بلدة المزيريب.
واستهدف الجيش الحر مطار حماة العسكري بعدّة صواريخ وحقق إصابات مباشرة، فيما سجل قصف مدفعي نظامي على مناطق الريف انطلاقا من المطار.
وذكرت لجان التنسيق ان شخصا تم إعدامه ميدانياً على ايدي قوات النظام أثناء محاولته الانشقاق مع عدّة جنود آخرين قرب مقر أمن الدولة حيّ الفيلات في دير الزور، كما قتل يوسف خليفة الفالح برصاص قناصة النظام في حيّ الموظفين.
وفي حلب، قتل مروان مكانسي وسقط عدّة جرحى جراء سقوط قذائف هاون على حيّ باب النصر.
كما استهدف قصف عنيف بالدبابات حيّ الشيخ مقصود بالتزامن مع اشتباكات عند جامع الحسن.
وافاد المرصد ووكالة الانباء الرسمية السورية «سانا» ان مقاتلين سوريين معارضين قتلوا امام مسجد حي الشيخ مقصود الذي تقطنه غالبية موالية للنظام وشهد اشتباكات عنيفة.
وقال المرصد في بريد الكتروني: «قتل امام مسجد موال للنظام بعد اسره من المقاتلين في حي شرقي» الواقع في شمال المدينة، ناقلا عن مصادر في الحي ان الشيخ «سحل بعد قتله».
من جهتها، اوضحت «سانا» ان «مجموعة ارهابية اغتالت ليل امس (الجمعة) الشيخ حسن سيف الدين امام جامع الحسن في منطقة الشيخ مقصود»، مشيرة الى ان «الارهابيين قاموا بالتنكيل بجثة الشيخ سيف الدين بعد اغتياله».
أردوغان: لن نصمت إزاء معاناة تركمان سورية
أنقرة - يو بي آي - قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لا يمكنها التزام الصمت إزاء «المعاناة والطغيان» التي يتعرض لهما التركمان في سورية، خلال افتتاح المؤتمر الثاني لمنبر تركمان سورية في أنقرة.
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن أردوغان قوله في افتتاح المؤتمر الثاني لمنبر تركمان سورية في انقرة: «لا يمكن تصور التزام تركيا الصمت إزاء المعاناة والطغيان الذي يتعرض له الأخوة التركمان في سورية».
واضاف: «سنستمر في الجمهورية التركية بإيصال صوت أخوتنا التركمان وبأعلى صوت في مختلف المنابر.»
وانطلقت أعمال المؤتمر الثاني لمنبر تركمان سورية لمناقشة عدد من قضايا التركمان، يبرز منها تأسيس المجلس التركماني، وانتخاب أعضائه.
ويجري المؤتمر بحضور رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشك، ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، ورئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا، وعدد من أعضاء الإئتلاف السوري المعارض.
يذكر أن المنبر عقد مؤتمره الأول في ديسمبر الماضي، وشاركت فيه شخصيات من الحكومة التركية.
وقالت الوكالة إنه يعيش حالياً نحو 3.5 مليون تركماني في سورية، لكن لا إحصاء رسمياً لذلك في سورية، فيما يرى باحثون أن الرقم مبالغ فيه.
 
تقارير عن قصف جبهة جبريل الداخل السوري من معسكر في لبنان
 بيروت - «الراي»
ذكرت تقارير في بيروت أن المجموعات المسلّحة التّابعة للامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامّة أحمد جبريل نفّذت بين مساء الجمعة وفجر السبت عمليّات قصف من معسكرها في أعالي قوسايا في شرق البقاع الأوسط باتّجاه الدّاخل السوري.
وافادت إذاعة «لبنان الحرّ» أنّ القصف تمّ بالمدفعيّة الثّقيلة وبمعدّل قذيفة كلّ أربع أو خمس دقائق، واستمرّ من الثامنة مساء السبت إلى الثانية من فجر امس، وسمع دوي القصف لأوّل مرّة إلى مسافات بعيدة في البقاع.
وأشارت الى «أنّ تدخّل جماعة جبريل جاء في محاولة لتخفيف الضّغط عن الجيش النّظامي السّوري الّذي يواجه صعوبات مع الجيش السّوري الحرّ بعد تمكّن الجيش الحرّ من السّيطرة على مناطق جديدة في محيط مدينة الزّبداني قريبة من الحدود اللّبنانيّة».
ومعلوم أنّ الجبهة الشّعبيّة - القيادة العامّة تسيطر على أعالي بلدة قوسايا حيث تقيم معسكراً ضخماً يضمّ أسلحة ثقيلة متنوّعة ومئات العناصر، ويمتدّ من أطراف بلدة ماسا ورعيت مرورا بجرد قوسايا ودير الغزال وحتّى أعالي عين كفرزبد.
وبحسب الإذاعة فان عناصر من جبهة جبريل انتقلت أخيراً من مخيّم برج البراجنة (بيروت) ومخيّم عين الحلوة (صيدا) إلى معسكر قوسايا، حيث تكتفي الحواجز الأمنيّة بتسجيل أسماء العناصر الخارجة والدّاخلة إلى المعسكر بينما تمنع أهالي قوسايا من تفقّد ممتلكاتهم وبساتينهم في أعالي البلدة.
ويذكر ان جبريل كان اعلن في يوليو الماضي ان الجبهة و«حزب الله» وايران «سيكونون جزءا من المعركة الى جانب النظام السوري في حال حصول عدوان خارجي على سورية»، وقال في مقابلة اجرتها معه في دمشق قناة «الميادين» الفضائية ان «النظام في سورية قوي داخلياً اما اذا كان ثمة عناصر خارجية وعدوان خارجي فنحن بحثنا هذا الموضوع مع الاخوان ومع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومع الإخوة في ايران، ونحن جزء من هذه المعركة». واضاف «اذا كانت هناك محاولة لتصعيد خارجي تركي - اوروبي او حلف اطلسي، سننزل الى الشارع ونقاتل الى جانب كل الشرفاء واخواننا السوريين».
 
السفير السوري: إرهابيون يستغلّون بيئة حاضنة في لبنان ... ونحن نردّ
 بيروت - «الراي»
في أول زيارة له لمقرّ الخارجية اللبنانية منذ شنّ الطيران الحربي السوري غارة في جرود عرسال (قبل اسبوعين) أعقبتها خروق للأراضي اللبنانية سواء بقصف قرى حدودية في الشمال او البقاع وصولاً الى انتهاك المياه الاقليمية اللبنانية (شمالاً) وإطلاق النار على زورق صيد وجرح أحد ركابه، اكد السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي ان الوزير عدنان منصور لم يسلّمه اي رسالة احتجاج من الجانب اللبناني، «شاكياً» الاعتداءات التي يتعرض لها الداخل السوري عبر الحدود اللبنانية «من مسلحين وخارجين على القانون ومنظمات ارهابية» ومؤكداً «ان سورية تردّ ولا تسمح بهذا».
واعتُبر نفي علي ان يكون تبلّغ رسالة احتجاج من لبنان حول الخروق السورية خروجاً على طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من منصور غداة غارة عرسال نقل الاحتجاج الى السلطات السورية وهو ما كان ردّ عليه وزير الخارجية في حينه واصفاً الكلام عن الغارة بانه «شائعات مغرضة» قبل ان يكلفه مجلس الوزراء متابعة الامر مع السلطات السورية.
وكان لافتاً انه بينما وضعت وسائل الاعلام اللبنانية زيارة السفير السوري للخارجية اللبنانية في اطار «استدعائه» من منصور على خلفية اختراق زورق سوري المياه الاقليمية اللبنانية في الشمال، حيث أطلق النار على مركب لصيد الاسماك تابع لأهالي بلدة العريضة، فان علي حرص على تأكيد ان هذا الامر لم يُبحث في اللقاء نافياً ان يكون تم استدعاؤه.
وأشار الى «ان لقائي مع الوزير منصور كان من اجل التنسيق بشأن الشاحنات الآتية والعابرة باتجاه سورية او منها، وهذا الامر يقتضي التنسيق بين الجهات المعنية»، وقال: «سبق لنا ان وجهنا مذكرة بشأن الاذى الذي لحق بعدد من الصهاريج وعدد من المواطنين السوريين واشرنا الى التعقيدات في هذا الاتجاه، وهناك مصالح للبنانيين تحتاج الى تعاون وتكامل والى ضبط الامن ومنع الخارجين عن القانون من العبث بمصالح البلدين، اذ تعرض عدد من صهاريج المازوت العائدة لمواطنين عاديين للاعتداء. كما ان هناك حاجة لتسهيل امور الاشقاء اللبنانيين في العبور».
وهل تناول الاجتماع حادثة استهداف الزورق؟ اجاب: «لا لم نتطرق الى هذه الحادثة. وسورية حريصة على علاقة اخوية كاملة مع لبنان وان يجري تصعيد الواجب الامني وصون الحدود لان ما تتعرض له سورية والحدود اللبنانية من مسلّحين وخارجين عن القانون ومنظمات ارهابية تستغل الاراضي اللبنانية والضيافة اللبنانية في ظل بيئات حاضنة للاسف الشديد داخل هذا البلد الشقيق، ويجري اعتداء على الداخل السوري، وسورية ترد ولا تسمح بهذا. التنسيق قائم ونرجو ان يفعل اكثر لضمان امن البلدين ومصلحتهما».
وحين سئل: هل سلمكم الوزير منصور أي رسالة احتجاج الى الخارجية السورية بشأن الخروق للسيادة اللبنانية؟ قال: «لم يسلم الوزير منصور أي رسالة احتجاج، قلنا نحن نتعاون وننسق. ان سورية هي التي يصيبها الاذى من المسلحين الذين يستغلون الارض اللبنانية، كما يصيب لبنان الأذى من هذا الفلتان الامني الذي ينعكس سلبا على المصالح بين البلدين».
 
جبهة النصرة في معركة "فصل الخطاب"...تحرير مطار دير الزور ومن ثمّ المدينة مسألة أيام
المصدر : خاص موقع 14 آذار...طارق نجم
"فصل الخطاب" هو اسم المعركة القادمة التي ستستهدف مطار دير الزور من أجل تحريره من قوات الأسد، كي تشكل فصلاً بين الحق والباطل. هذا ما أعلنه الناطق الرسمي باسم الجبهة الشرقية، الإعلامي عمر ابو ليلى في حديث خاص لموقع 14 آذار الألكتروني، الذي قال أنّ الجيش الحرّ يعدّ العدة بشكل جدّي منذ فترة لإخراج عصابة الأسد من المطار عبر خطة محكمة ومن خلال اللجوء إلى هجوم على مختلف محاور القتال المحيطة بالمطار الدولي الواقع على بعد 5 كلم شرقة المدينة، والتي يقوم بالدفاع عنه كل من اللواء 113 وكتيبة الصواريخ والدفاع الجوي.
وتقع مدينة دير الزور الاستراتيجية في شرق سوريا، وتعتبر محافظتها الأكبر والأولى التي تقع بشكل شبه كامل بيد قوات الجيش السوري الحرّ بعد طرد النظام من جميع مناطق الريف النفطية المحيطة بها، وهي تمتد بمحاذاة الحدود الجنوبية مع العراق وتكمل شمالاً الى جانب الفرات، حيث تعتبر القبائل التي تقطن المنطقة من الداعمين الأوائل للثورة. ويبدو أنّ معركة تحرير المدينة هي آخر هذه المعارك بعد أن تمّ تحرير الريف، ولم يعد يتبقى سوى اسقاط مطار المدينة.
وفي هذا الإطار، اضاف الناشط السوري ابو ليلى "أنّ الثوار سيلجأوا هذه المرة إلى استعمال الأسلحة الثقيلة والنوعية التي غنموها من معسكرات وثكنات الأسد والتي ستشكل مفاجأة، وهذا تطور في تكتيكاتهم القتالية بعد خبرة سنتين في الميدان، أنا كنت منذ يومين على جبهة المطار وعلى بعد 800 متر من سور المطار، ورأيت ما يجري بأم عينيّ. ومع اسقاط هذا المطار المدني والذي تحول الى قلعة عسكرية، تتحقق عملية التحرير الكاملة لمدينة دير الزور". وعلى مستوى المحافظة، لم يبق لكتائب الأسد سوى ثلاث ثكنات رئيسية هي: ثكنة الطلائع، واللواء 137، ومطار دير الزور، اما ما تبقى فهو مجرد فقاعات.
وبحسب الجيش الحرّ في دير الزور، فإنّ تأخير عملية التحرير كانت ولا زالت لوجستية وبالتحديد موضوع شحّ الذخيرة التي في أيدي الجيش الحرّ. كما حاول النظام إشعال فتنة في ريف دير الزور بين بعض القرى لإشغال الجيش الحرّ عن هدفه الأساسي أي اسقاط الطاغية. ومع هذا، فقد حصلت انشقاقات بشكل مستمر بين صفوف حامية المطار، حيث شهد الأسبوع الماضي لوحده انشقاق ما يقارب الـ25 عسكري بشكل متقطع، والذين نقلوا مستوى المعنويات المتدنية تحت الصفر بين المحاصرين في المطار بعد منع الائرات مؤخراً من الهبوط والإقلاع بسبب القصف الشديد. ولا يمكن تشبيه تحرير مطار دير الزور بما حدث في تفتناز التي طالت معركتها لأيام واسابيع، بل أنّ المطار في دير الزور من المرح أن يسقط خلال أيام وربما ساعات من دون مبالغة خصوصاً أنّ حامية المطار لم تعد تشمل إلا ما بين 400 إلى 500 ضابط وصف ضابط وجندي.
 
وعن أهمية مطار دير الزور من الناحية العسكرية، ذكر الناشط السوري أنّ "المطار هو ثكنة عسكرية بالغة الأهمية وتعتبر منفذ أساسي من وإلى دير الزور، حيث يمكن اعتبارها موطىء قدم يمكن لكتائب النظام أن تعتمده لانزال قوات عسكرية أو ما شابه، أو لإمداد قواتها في المنطقة بالعتاد اللازم والمؤن لمقاومة الحصار وحتى لمواصلة قصف المدينة التي لحق بها دمار شديد منذ بداية الثورة قبل سنتين. كما أنّ الإستيلاء على هذا المطار يمثّل فكاً للعقدة الممسكة بطريق دير الزور – الحدود العراقية، وتصبح هذه الطريق سالكة، ويمكن بالتالي فك الطوق الأمني المفروض عليها من خارج المحافظة. لذا استخدم الجيش الحر استراتيجية ذكية لفك الطوق من الخارج، حين تمّ الإمساك تماماً بمعبر الأمن السياسي منذ ثلاثة شهور، ولا يبقى سوى مطار دير الزور لانهاء هذا الطوق على المدينة".
الفصائل الثورية التي ستشارك في المعركة التي اقتربت تضمّ الجيش السوري الحرّ بكافة تشكيلاته وألويته وكتائبه، بالإضافة الى جبهة النصرة التي اشترطت أن لا تدخل في المعركة قبل التأكد من أنها معركة ناجحة 100% ولن تلقي القذائف فقط لإشغال المحاصرين، بل تأكدت من أنّ المطار سيتمّ اقتحامه بشكل اكيد. وللتأكيد، فإنّ جبهة النصرة وجودهم حقيقي وفعّال في القتال وعلى جميع الجبهات.
 
النظام ينتقم «جواً» من درعا وادلب
لندن، دمشق، بيروت، الدوحة - «الحياة»، ا ف ب، ا ب
حقق مقاتلو المعارضة «تقدماً نوعياً» في مدينة حلب امس باقتحام حي الشيخ مقصود في شمال المدينة الذي يقع على تلة تشرف عليها ما يجعل موقعه مهماً من الناحية العسكرية. واعلنت المعارضة ان طائرات النظام شنت امس «غارات جوية شديدة انتقامية» على المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف درعا وادلب. ويشكل التقدم في حي الشيخ مقصود اول تغيير في خطوط المواجهة في حلب منذ حققت المعارضة تقدماً فيها قبل شهور. وسبق ان تبادل النظام والمعارضة اعلان السيطرة على هذا الحي. وقالت وسائل اعلام النظام ان «مجموعة ارهابية» اغتالت ليل أول من أمس الشيخ حسن سيف الدين امام جامع الحسن في حي الشيخ مقصود. ووصف معارضون القتيل بانه «شيخ الشبيحة» وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه تم التنكيل بجثة الشيخ سيف الدين.
وتقطن حي الشيخ مقصود في حلب غالبية كردية. لكن الاشتباكات دارت في الجزء الشرقي منه «الذي تقطنه غالبية موالية للنظام من المسلمين السنة»، بحسب ما أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة «فرانس برس». واندلعت الاشتباكات فيه منذ أول من أمس اثر «هجوم شنته كتائب اسلامية مقاتلة اضافة الى كتيبة كردية، على حواجز للجان الشعبية» بين بستان الباشا والشيخ مقصود.
واعلنت المعارضة السورية ان طائرات النظام شنت امس»غارات جوية شديدة»على المناطق التي سيطرت عليها المعارضة في ريف درعا، وقصفاً عنيفاً على حي القابون وبالقرب من محطة باصات العباسيين التي وقعت تحت قبضة مقاتلي المعارضة في البوابة الشرقية لدمشق. واعلنت «القيادة االعسكرية لدمشق وريفها» في بيان وزع امس ان «مقتل» الرئيس بشار الاسد «على رغم أهميته لا يعني سقوط نظام الإجرام». وزاد ان القيادة العسكرية «تدعو أهلنا الكرام في دمشق للاستعداد للدفاع الذاتي كل حي بحيه والعمل على تفعيل لجان الأحياء و الدفاع عن أنفسهم. والجيش الحر بكل كتائبه هم من أبنائهم». وسجل امس تصعيد في القصف الجوي على ريف ادلب في شمال غربي البلاد، حيث سقطت قذائف في معرة النعمان وفريكيا ودركوش ومعرة مصرين.
الى ذلك بدأ مرض «حبة حلب»، وهو الاسم المحلي لمرض اللشمانيا، يضرب سكان المدينة. ويعتقد أن انتشار المرض يرتبط بتراكم القمامة في الشوارع. وكان هذا المرض غير القاتل الذي يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة في الجسم، يقتصر على ريف الشمال السوري قبل بدء الثورة في آذار (مارس) 2011. لكن عدد المصابين بات يزداد في شكل كبير في حلب، حيث تصادف في كل مكان أكوام القمامة المرمية في الشمس والرطوبة.
وفي انقرة، عقد «مجلس التوركمان السوري» الثاني بحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته احمد داود اوغلو، بهدف «الحفاظ على حقوق التوركمان» في سورية بحسب بيان للمنظمين. وفيما قال اردوغان ان بلاده لن تبقى صامتة ازاء معاناة السوريين، قال رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا ان التوركمان «جزء اصيل من النسيج السوري». وظهرت مطالب في اليوم الاول لتوحيد المعارضة وتوسيع «الائتلاف الوطني».
من جهة اخرى اكد الامين العام لـ «الائتلاف الوطني» السوري مصطفى الصباغ ان قيادة الائتلاف سمعت من وزير الخارجية الاميركي جون كيري اشارة الى تغيير في موقف واشنطن لجهة غض الطرف عن تسليح «الجيش الحر» رغم ان الولايات المتحدة لن تقوم من جهتها بتسليحه. وقال الصباغ أن الائتلاف سيبدأ خلال أيام تحركاً لشغل مقعد سورية في منظمة التعاون الإسلامي، تمهيداً لتحرك أوسع يهدف إلى أن يشغل «الائتلاف» مقعد دمشق في الأمم المتحدة أيضاً. وأكد أن «هناك تغيّراً في الموقف الأميركي تجاه مسألة تسليح الجيش الحر»، يتلخص في «عدم تسليح أميركا للمعارضة، مع غض الطرف عن تسليح دول أخرى للجيش الحر». وقال ان فرنسا وبريطانيا أعلنتا أيضاً موقفاً ليس بعيداً من الموقف الأميركي، وهما تدفعان دول الاتحاد الأوروبي لرفع الحظر في شأن الأسلحة ومحاولاتهما متكررة في هذا الاتجاه».
واكد الصباغ رغبة قيادة «الائتلاف» في زيارة السعودية، «لنشكر قيادتها على موقفها في شأن حصول الائتلاف على مقعد سورية في الجامعة العربية ومواقفها الأخرى، وتشرفنا في يوم عقد القمة العربية في الدوحة بلقاء ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وكان لقاء طويلاً، وهو صاحب تجربة وخبرة كبيرة، واستمعنا لنصائحه تجاه الثورة السورية ومستقبل سورية، واستفدنا منها كثيراً».
 
قصف جويّ يستهدف مناطق المعارضة في درعا ... و«سحل» إمام مسجد مؤيد للنظام في حلب
لندن - «الحياة»
أعلنت المعارضة السورية أمس تعرض بلدات سيطرت عليها المعارضة في ريف درعا في جنوب البلاد الى «غارت جوية عنيفة» من قبل طائرات النظام وحصول «قصف عنيف» على حي القابون في دمشق، في وقت قتل المعارضون أحد شيوخ الدين الموالين للنظام في حلب بشمال سورية. وأعلن رئيس شرطة المكافحة في المنطقة الشمالية في حلب وإدلب العميد أحمد ديب انشقاقه عن النظام أمس.
وأكدت مصادر إخبارية تابعة للنظام وقوع معارك عنيفة في ريف دمشق خلال الساعات الماضية. وأفادت معلومات رسمية أن وحدة من الجيش السوري «قضت على العديد من الإرهابيين» - وهو الوصف المستخدم لمقاتلي المعارضة - في منطقة مزارع الشيفونية والعتيبة وجوبر شرق العاصمة، ودمّرت «اوكاراً وآليات من أدواتهم الاجرامية».
وقال مصدر رسمي إن «وحدة من قواتنا المسلحة دمّرت وكراً للإرهابيين بما فيه من أسلحة وذخيرة وآليات بينها سيارتان كان الارهابيون يستخدمونهما في أعمالهم الارهابية في مزارع الشيفونية».
وفي حي جوبر، في الضواحي الشرقية للعاصمة، أفادت معلومات وسائل إعلام النظام أن وحدات من القوات الحكومية اشتبكت مع مجموعات من مقاتلي المعارضة قرب الصالة الرياضية في الحي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من المعارضين الذين وصفوا بأنهم «قناصون». وتابعت المصادر ذاتها أن اشتباكات أخرى دارت إلى الغرب وفي الشمال الشرقي من حي جوبر وأوقعت قتلى من المعارضة بينهم شخص وُصف بأنه «متزعم مجموعة إرهابية ضمن ما يسمى كتيبة القعقاع».
وذكرت مصادر المعارضة، من جهتها، أن قوات النظام جددت أمس «القصف العنيف» براجمات الصواريخ على حي القابون في البوابة الشمالية للعاصمة، ما أدى إلى حرائق وسقوط ستة قتلى، إضافة إلى سقوط قذائف في منطقة الزبلطاني، مدخل الغوطة الشرقية. وأصدرت «كتيبة مجاهدي الصالحية»، أحد الأحياء الرئيسية في العاصمة السورية، بياناً دعت فيه أهالي الحي إلى «إخلاء حي الصالحية والذهاب إلى الأرياف المحررة خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام». وأفاد بيان آخر أن «كتيبة المهاجرين والأنصار» التابعة لـ «الجيش الحر» دمّرت دبابة تابعة لكتائب النظام على الطريق الجديدة قرب ساحة العباسيين شرق دمشق ودبابة أخرى في منطقة داريا في الجهة الجنوبية للعاصمة. وتحاول قوات النظام منذ أكثر من أربعة أشهر السيطرة على داريا ولكن من دون جدوى.
في غضون ذلك، أشار الإعلام الرسمي إلى أن وحدات عسكرية استهدفت «رتلاً للمجموعات الإرهابية في محيط قرية الحويجة شمال حماة، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الإرهابيين وتدمير عدد من الآليات». وفي ريف اللاذقية، أفيد أن الطيران المروحي التابع للنظام قصف بالبراميل المتفجرة منطقة سلمى.
أما في درعا في الجنوب السوري، فقد أفادت مواقع المعارضة أن طيران «الميغ» الحكومي استهدف في غارتين متتاليتين أمس منطقة اليادودة وأطراف بلدة تل شهاب وذلك «للمرة الأولى بعد التحرير». واستهدفت الغارات أيضاً بلدتي داعل وخربة غزالة ومحيط اللواء 38 في محافظة درعا التي يحقق مقاتلو المعارضة تقدماً ميدانياً واضحاً فيها.
وفي تطور لافت، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي المعارضة قتلوا إمام مسجد حي في مدينة حلب في شمال البلاد، تقطنه غالبية موالية للنظام السوري. وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن «مجموعة ارهابية اغتالت ليل أول من أمس (الجمعة) الشيخ حسن سيف الدين إمام جامع الحسن في منطقة الشيخ مقصود»، مشيرة إلى أن «الارهابيين قاموا بالتنكيل بجثة الشيخ سيف الدين بعد اغتياله». وأوضح المرصد، بحسب ما أوردت «فرانس برس»، أن الشيخ سيف الدين «تم سحله» بعد قتله.
وقالت مديرية الأوقاف في حلب أن «أعداء الإنسانية» قاموا «باغتيال الشيخ حسن سيف الدين ذبحاً وتعليق رأسه على مئذنة جامع الحسن»، بحسب ما أفادت «الاخبارية» السورية. وطلبت المديرية من الجيش السوري «الضرب بيد من حديد لتخليص سورية من المجرمين المرتزقة أصحاب الفكر التكفيري الظلامي»، في اشارة الى المقاتلين الاسلاميين.
وتقطن حي الشيخ مقصود غالبية كردية. لكن الاشتباكات تدور في الجزء الشرقي منه «الذي تقطنه غالبية موالية للنظام من المسلمين السنّة»، بحسب ما أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس». وأشار الى أن الاشتباكات اندلعت منذ أول من أمس على اثر «هجوم شنته كتائب اسلامية مقاتلة اضافة الى كتيبة كردية، على حواجز للجان الشعبية» بين بستان الباشا والشيخ مقصود، ما ادى الى مقتل عشرة مدنيين و14 عنصراً من اللجان، اضافة إلى ما لا يقل عن سبعة مقاتلين. وأشار إلى أن القوات النظامية تحتشد في محيط الحي «لضمان عدم وقوع حي الشيخ مقصود شرقي في ايدي المقاتلين»، ما سيمكنهم من «استهداف اي حي يقع تحت سيطرة النظام بقذائف الهاون» نظراً لوقوع هذه المنطقة على تلة.
وجرت في الأيام الماضية على أطراف حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية «اشتباكات عنيفة» بين مقاتلي المعارضة ومسلحين من لجان الحماية الشعبية الكردية التابعة لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم المقرب من «حزب العمال الكردستاني»، الذي تتهمه المعارضة بأنه مقرب من النظام. وبدأت الاشتباكات بعد قيام مقاتلي المعارضة بشن هجمات على حواجز الحماية الشعبية.
وكانت مدينة رأس العين على الحدود مع تركيا شهدت اشتباكات مماثلة في الأسابيع الأخيرة انتهت بتوقيع اتفاق بين الطرفين. كما سجل حصول اشتباكات بين «قوات الحماية الشعبية» والقوات النظامية في حي الاشرفية، ذي الغالبية الكردية، في حلب.
إلى ذلك، قالت المعارضة إن قوات النظام المتمركزة في مقر اللواء 93 قصفت أمس بلدة عين عيسى في الرقة بعد سيطرة المعارضة عليها، في وقت تستمر الاشتباكات بين الطرفين في محيط مقر الفرقة 17 واللواء 93 ومطار الطبقة العسكري، باعتبار أنها المراكز العسكرية الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة النظام.
 
«حبة حلب» جرح جديد يصيب كبرى مدن الشمال السوري
لندن، دمشق - «الحياة»، أ ف ب
بدأ مرض «حبة حلب»، وهو الاسم المحلي لمرض اللشمانيا، يضرب ثاني أكبر مدينة في سورية، التي تتقاسم قوات النظام والمعارضة السيطرة العسكرية على أحيائها. ويعتقد أن انتشار المرض مرتبط بتراكم القمامة في شوارع المدينة.
وقال الباحث السابق في مركز الدراسات الصحية في حلب الدكتور فؤاد محمد فؤاد لـ «الحياة» إن المرض «مستوطن في المنطقة» وإن اتساع انتشاره «يعود إلى انتشار القمامة ووجود مجار مكشوفة للصرف الصحي وأبنية مهدمة».
وينتقل هذا المرض إلى الإنسان من خلال لسعة بعوضة تسبب بتشويه الوجه، وأصاب عدداً كبيراً من سكان شمال سورية الذين نزحوا بكثرة من القرى المجاورة إلى حلب. ويسمى المرض محلياً أيضاً بـ «حبة الشرق» أو «حبة بغداد» باعتباره موجوداً في المنطقة منذ فترة طويلة.
منذ ثلاثة أشهر، تغطي بقع صغيرة يزداد حجمها مع الوقت وجه الطفل محمد (11 عاماً) الذي يقول «إنها بعوضة مصدرها أشجار الرمان، تصيبك بالمرض عندما تلسعك». وتترك هذه الحبوب غير المؤلمة التي تكسو أنفه وتفتحت حول فمه، ندوباً مدى الحياة. كما تترك آثارها على وجه والدته وأخته وأولاد عمه الذين لسعتهم هذه البعوضة، حاملة داء اللشمانيا إليهم.
وكان هذا المرض غير القاتل لكنه يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة في الجسم، يقتصر على ريف الشمال السوري قبل بدء الثورة في بداية 2011.
لكن عدد المصابين بهذا الداء بات يزداد في شكل كبير في العاصمة الاقتصادية للبلاد التي تشهد معارك ضارية منذ تسعة أشهر، وحيث تصادف في كل مكان أكوام القمامة المرمية في الشمس والرطوبة. وأوضح فؤاد في اتصال هاتفي أجرته «الحياة» من لندن، أن عدد الإصابات كان سابقاً بحدود عشرين ألف إصابة، غير أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة، مشيراً إلى أن المعالجة «مكلفة وتشكل عبئاً اقتصادياً» بما يتضمن «ترحيل القمامة وإزالة الأبنية المهدمة وتغطية المجاري المكشوفة (لمياه الصرف الصحي)».
ويقول علي (23 عاماً) وهو متطوع في إحدى العيادات الطبية الميدانية في حلب، إن «ما بين 200 و250 حالة لشمانيا تأتي إلى المركز لتلقي العلاج» يومياً.
وينتظر في الممر المخصص لاستقبال المرضى عشرات الرجال والنساء والأطفال الذين تغطي البثور وجوههم وأذرعتهم.
وفي الغرفة المجاورة، يقوم أحد الأشخاص الجالسين على الأريكة بسكب محلول مطهر (بيتادين) على ساقه التي التهمت اللشمانيا جلد ربلتها.
ويصاب الأطفال خصوصاً بهذا المرض. ويقول علي إن هؤلاء يشكلون ما نسبته «50 في المئة من المرضى».
وتوضح عائشة (19 عاماً)، وهي طالبة تطوعت للعمل كممرضة منذ بدء «الثورة السورية» ضد الرئيس بشار الأسد، أن «الأطفال يمضون جل وقتهم خارج المنزل ويلعبون في الشارع بين أكوام القمامة».
وللوقاية من الإصابة بالمرض، على الأطفال أن يناموا على أسرّة تعلوها واقيات البعوض، وفق علي الذي يشير إلى أنه يتعذر على الكثير من العائلات شراء هذه الواقيات بسبب سعرها «التي يبلغ حوالى ألف ليرة سورية (10 دولارات أميركية)». ويقول علي «كيف يمكن عائلة لديها أطفال عدة أن تشتري واقية لكل فرد منها؟».
وأدى النزاع السوري إلى أزمة اقتصادية غير مسبوقة في البلاد، انعكست ارتفاعاً في الأسعار وتراجعاً في القدرة الشرائية لليرة السورية، ما انعكس على الوضع الصحي. وقال فؤاد إن الفترة الأخيرة شهدت عودة لأمراض الطفولة بينها الحصبة والتيفوئيد والسل، ذلك أن 129 حالة سجلت لمصابين بمرض الحصبة بين السوريين الموجودين في لبنان.
ومع اقتراب فصل الصيف ومعه انتشار أسراب البعوض، قرر ربيع (30 عاماً)، الطالب السابق في الفيزياء وعضو في مؤسسة الفطيم، أن يتولى الأمور بنفسه. يجول ربيع مع ابن عمه وصديقه في حي طريق الباب في حلب والأقنعة الواقية تغطي وجوههم. يحملون آلة تنفث دخاناً أبيض كثيفاً هو «مزيج من الكاز والمبيدات».
ويقول ربيع «قررنا أن ننظم أنفسنا نظراً إلى اقتراب فصل الصيف من أجل القضاء على البعوض المسؤول عن نقل المرض إلى الإنسان، وذلك قبل أن تلسع الناس».
وكانت السلطات تقوم كل عام بحملة تعقيم في المدينة قبل اندلاع المعارك فيها قبل حوالى تسعة أشهر. إلا أن ربيع وصديقيه هم الذين يقومون بهذا العمل الدؤوب هذه السنة في الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، مستخدمين سيارات «بيك أب» ابتاعوها من مساعدات حصلوا عليها من مقاتلي المعارضة وجمعيات خيرية تتعاون معها.
وبلغ سعر الآلة التي ابتاعها ربيع من تركيا المجاورة حوالى 1500 دولار أميركي. وينوي أن يجول بها الحي ليقوم بتعقيم حوالى عشرة شوارع في الساعة.
يعي ربيع أن مهمته شاقة في وجود أكوام القمامة المنتشرة في كل زاوية من حلب، إلا أنه مصمم على إنجازها.
 
اصابة صحافي الماني بجروح خطرة في حلب
الحياة...فرانكفورت - ا ف ب
اعلنت قناة التلفزيون العامة الالمانية "ايه ار دي" ان الصحافي يورغ ارمبروستر اصيب بجروح خطرة بالرصاص اثناء تصوير تحقيق في حلب شمال سورية.
وارمبروستر البالغ من العمر 65 عاماً، والذي عمل لفترات طويلة مراسلاً للقناة في العديد من الدول العربية وآخرها مصر، وجد نفسه "وسط تبادل لاطلاق النار"، الجمعة حين كان يصور في مدينة حلب السورية، التي تشهد معارك طاحنة، بحسب ما اعلنت مقدمة نشرة الساعة الثامنة مساء للقناة السبت.
واضافت ان "الصحافي نقل الى تركيا وحالته الان مستقرة".
وبحسب موقع "اس دبليو ار" المتفرع من القناة الالمانية العامة فان الصحافي خضع لعملية جراحية عاجلة في مستشفى سوري قبل نقله الى تركيا. وكان يعد ريبورتاجا عن مقاتلي المعارضة السورية بحسب القناة.
وعلى الفور قال ستيفن سيبرت، المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في تغريدة على تويتر "انه لامر رهيب ان نبلغ بان يورغ ارمبروستر اصيب في سورية" متمنياً له التعافي السريع.
 
 الصباغ لـ«الحياة»: تغيّر في موقف أميركا من التسليح ... ونتحرك لتسلم مقعد سورية في «التعاون الإسلامي»
الحياة...الدوحة - محمد المكي أحمد
أعلن الأمين العام لـ «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» مصطفى الصباغ أن الائتلاف سيبدأ خلال أيام تحركاً لشغل مقعد سورية في منظمة التعاون الإسلامي، تمهيداً لتحرك أوسع يهدف إلى أن يشغل «الائتلاف» مقعد دمشق في الأمم المتحدة أيضاً. وأكد أن «هناك تغيّراً في الموقف الأميركي تجاه مسألة تسليح الجيش الحر»، يتلخص في «عدم تسليح أميركا للمعارضة، مع غض الطرف عن تسليح دول أخرى للجيش الحر».
واستهل الصباغ حديثه لـ «الحياة» بتوجيه «الشكر الى الدول العربية، وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي، وفي صدارتها الشقيقة الكبرى السعودية وقطر والإمارات، لمواقفها الداعمة للثورة السورية منذ لحظاتها الأولى». وقال «إن خطط الائتلاف للمرحلة المقبلة تركّز على التوجه سياسياً إلى منظمة التعاون الإسلامي للحصول على مقعد سورية، وسيشكّل ذلك خطوة أخرى مهمة للحصول على مقعد الأمم المتحدة. وسيبدأ التحرك خلال أيام نحو منظمة التعاون الإسلامي، وسيتم ذلك بالتوازي مع التوجه إلى الأمم المتحدة».
وقال: «إننا نرغب في زيارة السعودية، لنشكر قيادتها على موقفها في شأن حصول الائتلاف على مقعد سورية في الجامعة العربية ومواقفها الأخرى، وتشرفنا في يوم عقد القمة العربية في الدوحة بلقاء ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وكان لقاء طويلاً، وهو صاحب تجربة وخبرة كبيرة، واستمعنا لنصائحه تجاه الثورة السورية ومستقبل سورية، واستفدنا منها كثيراً». وقال إن الأمير سلمان أكد الدعم الدائم والمستمر للشعب السوري حتى يتم رفع الظلم عن كاهله، وإن مستقبل سورية لكل أبنائها بكل اتجاهاتهم وطوائفهم.
وعما إذا كان الائتلاف سيتسلم سفارات في دول عربية بعد الخطوة القطرية، قال: «بدأنا اتصالات أثناء عقد القمة العربية مع عدد من الدول، إذ التقينا قادة تونس وليبيا والمغرب والسودان ودول أخرى، والكل مستعد لتسليم السفارات، وافتتاح سفارات سورية». وأضاف: «سنباشر اتصالات مع دول غربية، وسيستغرق ذلك وقتاً أكبر، بسبب إجراءات قانونية، لكننا سنسير في الاتجاه نفسه».
وعن تطورات استقالة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب، قال: «إن استقالة الشيخ معاذ جاءت بسبب ضغوط المجتمع الدولي في شأن الملف السوري، إضافة إلى تقصير كبير من الدول الكبرى، فالشعب السوري يُقتل ويُذبح، ولا دعم إلا من خلال المؤتمرات، باستثناء عدد من الأشقاء وتركيا».
وعن الضغوط التي اضطرته للاستقالة، أوضح أنها «ضغوط متكررة، بدأت من أصدقاء سورية منذ مؤتمرهم الأول إلى المؤتمر الرابع، وفي كل مؤتمر، نرى وعوداً، ولا يوجد تنفيذ لها». وعما تردد من أن استقالة الخطيب مرتبطة بالقمة العربية في الدوحة، قال: «لا، أبداً، هذا الكلام بعيد كل البعد من الحقيقة، والاستقالة مربوطة تحديداً بتقصير المجتمع الدولي». وعن مصير الاستقالة، قال: «إن الهيئة العامة للائتلاف هي التي تبت فيها، وستعقد اجتماعاً في غضون أسبوعين أو ثلاثة، إما في القاهرة أو في إسطنبول، ونحن حريصون كل الحرص على رفض هذه الاستقالة».
وعما إذا كانت هناك وساطات عربية لإقناع الخطيب بسحب استقالته، قال: «هو (الخطيب) أولاً يستمع لإخوانه في الائتلاف والدول الشقيقة، وأغلب مكونات الائتلاف رافضة لاستقالته». أما في شأن ما يقال عن خلافات بين مكونات الائتلاف وانتقادات وجهت إلى مبادرة كان أطلقها الخطيب لحل الأزمة السورية، فأوضح الصباغ: «هذا شيء من الماضي، في الحقيقة الشيخ معاذ لم يطرح مبادرة بالمعنى السياسي، هو أطلق مبادرة إنسانية، واتضح لنا وللمجتمع الدولي رفض النظام لأي حوار أو أي تسوية سياسية، ورفض مجرد إطلاق سراح سجينات سوريات، فما بالك بالقبول بحل سياسي؟ أعتقد أن هذا الموضوع اجتزناه في الائتلاف بعقد لقاءين ماضيين لقوى الائتلاف (تم فيهما) وضع محددات لأي حوار سياسي، والتزم بها الشيخ معاذ وكل أعضاء الائتلاف».
وعن وجود مؤشرات إلى حوار مع النظام السوري، رد: «أعتقد أن النظام لا يقبل أي حوار، وفي كل التجارب السابقة ابتداء من محاولات الجامعة العربية إلى الموفدين كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي إلى جنيف، النظام لم يلتزم بشيء، ولم نر أي مؤشر يدل على رغبته في الحوار».
وعن السيناريو المتوقع، قال: «الآن قوى الجيش الحر تتقدم على الأرض، وأعتقد أن ذلك سيجبر بشار الأسد على الرحيل». وعما إذا كان يرجّح الهروب أو الاغتيال، قال: «هو جبان، أعتقد أنه سيهرب».
وعن دخول روسيا وإيران لضمان سلامة بشار، قال: «هما حلفاؤه وتدخلهما أمر يخصهما». وأكد أن الإمدادات الروسية - الإيرانية بالأسلحة للنظام مستمرة، ولم تتوقف وهي معلنة، وآخر زيارة لوزير الخارجية الأميركي (جون كيري) للعراق أشار فيها بوضوح إلى أن الطائرات لا تزال تعبر الأجواء العراقية من إيران إلى سورية، وتمد النظام بإمدادات عسكرية.
وعن دلالات مشاركة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الدوحة، قال: «مشاركته مقدرة، تركيا جار كبير، وتتمتع بثقل دولي، ووقفت منذ اللحظات الأولى مع الشعب السوري وقفة قوية، إضافة الى الدعم الإغاثي وغير ذلك، وجاء الوزير التركي ليشاركنا تلك اللحظة العظيمة وفرحة الشعب السوري».
وحول تحفّظ تركيا كما تردد عن تشكيل المعارضة حكومة موقتة، قال: «للأمانة، إن كل أشقائنا وإخواننا في تركيا وغيرها لم يشيروا إلى أي رغبة في هذا الاتجاه، هم معنا في اتجاهات دعم الائتلاف ومسيرة الشعب السوري للحصول على حريته».
وعن مواجهة رئيس الحكومة غسان هيتو صعوبات في شأن تشكيل حكومته، قال: «لا أعتقد أن هناك صعوبات، بل هناك أعمال كثيرة مطلوب تنفيذها، نحن في حال لا مثيل لها في السابق. نسعى إلى إنشاء كل الوزارات من دون مبان أو أي شيء، هذا الموضع (تشكيل الحكومة) يأخذ وقتاً، لا توجد صعوبات تحتاج إلى تذليل، بل هناك عمل كبير وضخم مطلوب إنجازه، ورئيس الوزراء غسان هيتو ناشط في هذا الأمر، ويعمل ليل نهار لإنجاز هذا الموضوع، والحكومة ستُشكل قريباً».
وعن توقعه حول إمدادات السلاح من دول عربية بعدما فتحت قمة الدوحة هذا الباب أمام من يريد تقديم السلاح للجيش الحر، قال: «نعم نتوقّع ذلك من الأشقاء، والآن صار هذا الوضع شرعياً، والشعوب العربية من دون استثناء وأغلب الحكومات العربية مؤيدة لثورة الشعب السوري، وبالتالي تأصل الآن هذا الموضوع وسيقدمون الدعم».
وحول وجود عراقيل أميركية - أوروبية لمنع تسليح الجيش الحر، أجاب: «نحن نتعامل مع دول ذات سيادة، اتخذت قراراً في هذا الاتجاه، وجاء على مستوى جامعة الدول العربية». وأكد في هذا الإطار أن المعارضة «تتحرك أيضاً على أكثر من صعيد للحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة، وهناك تحرك في شأن قضية حقوق الإنسان في سورية، وجرائم النظام بلغت درجة، تتطلب عدم إفلاته من العقاب».
وعما إذا كانت جرت محاولات من النظام لاغتيال بعض قادة المعارضة السورية، قال: «نحن لا نستبعد أن يفعل هذا النظام أي شيء، هو يقتل شعبه والمعتقلين، والقيادات في المعارضة ليست بمنأى عن ذلك».
وفي شأن حقيقة تصريح لمتحدث من الجيش الحر ضد اختيار غسان هيتو رئيساً لحكومة المعارضة الموقتة، قال الصباغ: «هناك من ادعى أنه متحدث باسم الجيش الحر، وتلقينا من هيئة الأركان تأكيداً بأنه ليس متحدثاً رسمياً باسم الجيش الحر، وهذا التسريب الإعلامي كان غير دقيق، وأريد أن أقول إن من يعطي لهيئة الأركان الشرعية هو الائتلاف، وهناك ثلاثة أجسام تحت مظلة الائتلاف وهي قيادة الأركان والحكومة الموقتة التي ولدت برئاسة هيتو واللجنة القانونية، والآن اكتمل جسم الائتلاف بهذه العناصر الثلاثة بشكل كامل، ومن يعطي الشرعية للأجسام الثلاثة هو الائتلاف وليس العكس».
وحول ما يتردد عن وجود تنظيمات إرهابية في سورية تعمل ضد النظام، قال: «أعتقد أن المشكلة أصغر مما تصور، الدول الغربية تستخدم هذا الموضوع كمسوغ أمام شعوبها وضميرها، وتقول إن هناك تطرفاً وهم لم يبحثوا سبب هذا التطرف إن وجد، وسببه هو تقصيرهم وتأخير وصول إمدادات وإطالتهم الأزمة، والشعب السوري بطبيعته لا يعرف التطرف، ولا توجد لدينا عناصر عابرة، وأغلب المقاتلين الذين انضموا الى الجيش الحر هم من أبناء سورية، وهم ممن قتل آباؤهم أو إخوانهم أو بناتهم أو أخواتهم، وهذا ما دعا الناس للخروج وقتال النظام».
وعن موقف واشنطن حالياً أوضح: «أن هناك الآن تغييراً إيجابياً في مواقف بعض الدول ومنها أميركا، والتقت قيادة الائتلاف وزير الخارجية كيري في روما، وسمعنا منه شيئاً مشجعاً يؤشر إلى تغيير في الموقف الأميركي، إذ قالوا إنهم لن يتدخلوا عسكرياً، لكنهم سيغضون الطرف في ما يتعلق بتسليح الجيش الحر وتغيير موازين القوى على الأرض، وفرنسا وبريطانيا أعلنتا أيضاً موقفاً ليس بعيداً من الموقف الأميركي، وهما تدفعان دول الاتحاد الأوروبي لرفع الحظر في شأن الأسلحة ومحاولاتهما متكررة في هذا الاتجاه».
ووصف الموقف الحكومي الجزائري بأنه «مبهم»، مشيراً إلى «أن كثيراً من السوريين شاركوا في ثورة الجزائر المباركة التاريخية في عام 1960، كما شارك كثير من العرب، والشيخ عبدالقادر الجزائري جاء ودفن في ثرى دمشق، وما يربطنا بالجزائريين أكثر بكثير مما يربط الحكومة الجزائرية بالنظام السوري».
 
مقاتل صيني يحارب في صفوف الثوار ضد نظام الأسد.. قرأ كتب سيد قطب وغير اسمه لـ«يوسف» قبل أن يسافر إلى سوريا

جريدة الشرق الاوسط... بكين: إدوارد وونغ* .... رفع الرجل الذي يرتدي ملابس مموهة سلاح «الكلاشنيكوف» وأطلق ثلاث طلقات نارية في الهواء، بينما يتجول في حقل من الزهور الأرجوانية والصفراء. وقال للرجل الذي يصوره إنه بعد قراءته لأعمال سيد قطب، المنظر الإسلامي الإخواني المعاصر، ذهب إلى ليبيا للدراسة وشهد الثورة. وسافر بعد ذلك إلى سوريا للمساعدة في الإطاحة بنظام بشار الأسد، الذي قال عنه إنه «يذبح المسلمين هنا بدم بارد بمن فيهم النساء والأطفال». ويتحدث بلغة الماندرين الصينية القديمة ويطلق على نفسه اسم «يوسف»، لكن تخبرنا الترجمة الإنجليزية التي تظهر في المقطع المصور أن اسمه الصيني هو بو وانغ. وكان يبدو في الظاهر مثالا نادرا جدا، بل ربما يكون الأوحد، على المواطن الصيني المنتمي إلى قبيلة الهون الذي ينضم إلى جماعة جهادية في العالم العربي.
لفت المقطع المصور الغريب انتباه بعض الصينيين خلال الأسبوع الماضي، عندما نشر على موقع «يوتيوب»، ثم على موقع «يوكو» الشهير في الصين. وسرعان ما تم حذفه، ربما على أيدي رقباء يدركون أن محتواه حساس جدا بالنسبة إلى المسؤولين الصينيين. ويخاطب الرجل في المقطع المصور الحكومة الصينية ويطالبها بالتخلي عن دعم الأسد وإلا ستتحد كافة الدول الإسلامية في العالم من أجل فرض عقوبات اقتصادية على الحكومة الصينية.
ومنعت الصين وروسيا الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن من إصدار قرار يتيح استخدام القوة للتدخل في الصراع الأهلي السوري الذي يزداد دموية يوما بعد الآخر. وأكدت الصين مرارا على ضرورة مشاركة الدول الأجنبية في حوار مع الأسد لحل الأزمة بدلا من استخدام القوة العسكرية.
ولم يتسن التأكد من صحة المقطع المصور، الذي نشره مستخدم باسم «أيان 84» على موقع «يوتيوب» في السابع عشر من مارس (آذار)، ثم نشر على موقع «يوكو» الذي يستخدم اسم «بشار الأسد»، من مصدر مستقل. مع ذلك قال اثنان لهما معارف في سوريا إنهما سمعا بأمر المقاتل الصيني الذي يحارب في صفوف الثوار، وتشبه الخلفية الخضراء التي تظهر في المقطع المصور إلى حد كبير الجغرافيا في شمال سوريا. وتعد مشاركة أي فرد من الهون في أي حركة جهادية أمرا نادرا إن لم يكن غير موجود.
والهون هم جماعة عرقية كبيرة في الصين وعادة ما لا تعتنق الإسلام. الجدير بالذكر أن أكبر جماعتين عرقيتين في الصين هما الهوي والأويغور، اللتين تشكوان من التمييز الذي يمارسه الهون والحزب الشيوعي، الذي يهيمن عليه هذا العرق، ضدهم. وخلال إدارة الرئيس جورج بوش الابن، ألقت القوات الأميركية القبض على 22 فردا من جماعة الأويغور في أفغانستان وتم حبسهم في معتقل غوانتانامو، لكن تم إطلاق سراحهم لاحقا بعد أن وجد المسؤولون أنهم ليسوا من عناصر العدو.
وقال بروس هوفمان، الأستاذ بجامعة جورج تاون والمحلل السابق في مؤسسة «راند» والمتخصص في حركات التمرد والإرهاب: «لقد سمعنا بالطبع عن الأميركيين والغربيين الذين تحولوا للقتال في صفوف الجهاديين، لكني لم أسمع قط عن قيام أحد أفراد الهون الصينيين بذلك. ويمكنني تصور عدم رضا المسؤولين الصينيين، بالنظر إلى قلقهم من انتشار الإسلام المتطرف في غرب الصين، عن مثل هذا التطور». وصرحت وزارة الخارجية الصينية بأنها لا يمكنها التعليق على هذا الأمر في الوقت الراهن.
يبدأ المقطع المصور، الذي مدته ثلاث دقائق و26 ثانية بالضبط، بغناء النشيد الإسلامي، بينما تظهر بطاقات ذات نص أبيض على خلفية سوداء. وتحمل تلك البطاقات كلمات باللغة العربية منها لواء المجاهدين في بلاد الشام، وهو اسم آخر يطلق على سوريا. وتخبرنا بطاقة أخرى أن هذا المقطع المصور رسالة إلى الشعب الصيني من المكتب الإعلامي للمجاهدين في بلاد الشام.
وتظهر الصور المقاتل الصيني المسلح وهو يمشي وسط غابة بها أشجار خضراء زاهية ويطأ بقدمه الأزهار والأحجار. ويحمل بيده اليمنى سلاح «كلاشنيكوف»، ثم يطلق النيران. ويظهر في باقي المقطع وهو يتكئ على حجر في الحقل ومعه حربة مثبتة بالسلاح، الذي وجهه وكأنه أمام عدو غير مرئي. ويتحدث أمام الكاميرا من دون أن يتضح في نطقه لكنة مميزة. وعلى يمينه هناك علم أسود يحمل كتابة باللون الأبيض. ويقدم المقاتل نفسه بإيجاز، ثم يبدأ في الهجوم على الأسد قائلا: «لا يتمتع الناس بأي حرية ولا ديمقراطية ولا أمن ولا احترام هنا إطلاقا».
ويستمر في الحديث عن علاقات عمرها 1400 عام بين الصينيين والعرب وتعود إلى عصر الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وأسرة تانغ، عندما كان طريق الحرير منتعشا. وقال: «مع ذلك دمرت الحكومة الصينية حاليا الصداقة التقليدية التي تربط بين الشعبين الصيني والعربي، لأن القادة الصينيين، فضلا عن نظرائهم الإيرانيين والروسيين، يمدون نظام الأسد بالمال والسلاح». وكان هناك بعض المناقشات للمقطع المصور في المنتديات الصينية، رغم حذف بعض المشاركات الأصلية. ووصفت مشاركة في أحد المنتديات التي ظلت على الإنترنت خلال الأسبوع الحالي الرجل بـ«الشاب ذي العقل المسمم الذي لا يعرف التمييز بين الخير والشر».
* شارك روبرت وورث في إعداد التقرير من واشنطن، وباتريك تزو من بكين.
* خدمة «نيويورك تايمز»
 
واشنطن ترحب بتصريحات المالكي حول منع مساعدات إيران للأسد... بعد إعلان بغداد أنها ستشدد التفتيش على الرحلات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: محمد علي صالح .... رحبت الخارجية الأميركية أمس بتصريحات نوري المالكي، رئيس وزراء العراق، عن جهود حكومته لمنع وصول مساعدات عسكرية عبر العراق من إيران إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد. في الوقت نفسه، كررت الخارجية الأميركية أنها تدرس «الخيارات المتوفرة» في إجابة عن سؤال، خلال المؤتمر الصحافي اليومي لفيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الوزارة، عن إعلان منطقة حظر طيران في شمال سوريا، قرب الحدود مع تركيا. وكان الجنرال النرويجي روبرت مود، آخر مراقب دولي في سوريا، دعا إلى ذلك.
وأعلن مسؤول عراقي رفيع أمس أن بلاده ستشدد عمليات التفتيش للرحلات الجوية الإيرانية المتوجهة إلى سوريا، بعد أيام من انتقادات وجهها وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتهم فيها بغداد بغض الطرف عنها.
وقال علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «نتيجة للمعلومات التي وردتنا عن مرور طائرات محملة بالسلاح إلى سوريا قررنا زيادة عمليات التفتيش»، مؤكدا في الوقت ذاته «عدم وجود أي أدلة تؤكد ذلك».
وأضاف: «سننفذ عمليات تفتيش عشوائية على الطائرات المتوجهة إلى سوريا، لنطمئن أنه لا سلاح ينقل إلى سوريا».
وتابع الموسوي: «شددنا الإجراءات خصوصا على الحدود البرية التي لا يمكن السيطرة عليها 100 في المائة، وهناك بعض الاختراقات من قبل جماعات متعاونة مع (القاعدة) جميعها تصب في صالح المعارضة، وليس النظام».
وكان كيري بعيد لقائه رئيس الحكومة نوري المالكي قال «لقد أوضحت بصورة جيدة لرئيس الوزراء أن الرحلات التي تمر عبر العراق من إيران، هي في الحقيقة تساعد الرئيس بشار ونظامه على الصمود»، مشددا على أنه أبلغ المالكي «بأن أي شيء يدعم الرئيس الأسد، يطرح مشاكل». وتابع: «أوضحت كذلك أن هناك الكثير من أعضاء الكونغرس والناس في أميركا يراقبون ما يفعله العراق». وقال إن «أملي أن نحرز بعض التقدم في هذا الموضوع».
وتتهم واشنطن بغداد على وجه الخصوص بغض الطرف عن إيران التي تقوم بإرسال معدات عسكرية عبر المجال الجوي العراقي بواسطة رحلات طيران مدنية تقول عنها طهران إنها تحمل إمدادات إنسانية فقط.
وكان مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قال سابقا، رافضا الكشف عن اسمه، إن كيري «سيتحدث بشكل مباشر جدا مع رئيس الوزراء المالكي عن أهمية وقف الطلعات الجوية الإيرانية وعبورها عبر العراق، أو على الأقل تفتيش كل رحلة منها». وفي نيويورك، قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي شيركين، إن بلاده ترفض بشدة محاولة منح مقعد سوريا لدى الأمم المتحدة للمعارضة. وحذر من أن هذه الخطوة قد تقوض مبادئ الأمم المتحدة.
وقال: «نعارض بحزم شديد منح مقعد سوريا لدى الأمم المتحدة للمعارضة. لكن لا أعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث. تدرك غالبية الأعضاء أنه إذا حصل شيء مثل هذا فسيقوض سمعة الأمم المتحدة»، وأيضا سيخلق مشاكل لجهود الأمم المتحدة وجهود المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي.
في الوقت نفسه، قالت مجلة «تايم» الأميركية إن الشهور المقبلة ستشهد «قرارات مهمة» من الرئيس باراك أوباما حول الشأنين الإيراني والسوري. ورجحت أن ينهج أوباما نحو إيران نهجا متعقلا، ويركز على سياسة الاحتواء والردع. ولكن أوباما، حسب قول المجلة، سيدفع ثمن هذا النهج بفقدان مصداقيته في العالم.
وعن سوريا، توقعت المجلة أن يعلن أوباما أنه يركز على الحيلولة دون اتساع دائرة القتال. وعلى تشجيع المعارضة للتفاوض مع نظام الأسد، إضافة إلى الدعم بمساعدات لإعادة بناء سوريا بمجرد توقف الحرب.
ووجهت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية انتقادا للرئيس أوباما بسبب ما سمتها «سياسته في التعامل مع سوريا التي هي تباطؤ صريح». وقالت الصحيفة إن العذر الذي قدمه أوباما هو أن التدخل في الأزمة سيؤدي إلى زيادة العنف، وتعزيز المتطرفين، ومد بقاء الأسد في السلطة، وتحول الحرب الأهلية إلى أزمة إقليمية. وأضافت الصحيفة: «هذا هو ما حدث بالفعل». ولهذا، يجب على أوباما أن يصحح المسار. وأشارت إلى أخبار سابقة بأن أوباما يميل إلى تقديم وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مساعدات بشكل غير علني لثوار سوريا العلمانيين، مثل تقديم تدريبات عسكرية، وتزويدهم بمعلومات استخباراتية، مع تحاشي دعم المعارضة الإسلامية المتطرفة.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,067,038

عدد الزوار: 6,977,387

المتواجدون الآن: 85