العرب السنّة يحشدون صفوفهم في جمعة "لا لحكومة الفوضى والدماء"....المطلك مبعوثًا خاصًا للمالكي لإقناع الصدر بإعادة وزرائه للحكومة....قيادي في حزب طالباني: سنخوض انتخابات العراق وكردستان بقائمة منفردة... زيباري: تجربة العقد الماضي ليست فاشلة... بارزاني: مشكلتنا مع بغداد ليست إدارية بل قضية شعب وحقوق وأرض

أوجلان يعلن نهاية «الحرب».. وأردوغان ينتظر «أفعالا»... مواطنون في ديار بكر يرحبون بوقف القتال.. ويشككون في استمراره... كردستانان حتى الآن... ويبقى أكراد تركيا بلا وطن

تاريخ الإضافة السبت 23 آذار 2013 - 5:00 ص    عدد الزيارات 2560    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

أوجلان: السياسة ستتفوق على السلاح في الوقت الحاضر... في رسالته التي تليت باللغتين التركية والكردية أمام عشرات الآلاف

لندن: «الشرق الأوسط» ....
قال عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المعتقل منذ عام 1999 في سجن إمرالي في بحر مرمرة بتركيا، بتهمة قيادة «تمرد مسلح»، في رسالة مفتوحة لمقاتلي «بي كي كي» وأنصاره: «حان الوقت لكي تسكت أصوات السلاح، وتتحدث الأفكار».
وأضاف أوجلان في رسالته السلامية التي يفترض أن تنهي صراعا دمويا استمر قرابة 30 عاما، أن «سفك الدماء يتواصل، ويلحق الأذى بجميع سكان المنطقة. لذا فإن السياسة ستتفوق على السلاح في الوقت الحاضر».
ودعا أوجلان الذي كان قد اعتقل في كينيا عام 1999 وهو موجود في سجن انفرادي منذئذ، في رسالته التي تلاها في ديار بكر جنوب شرقي تركيا نائبان باللغة التركية والكردية بحضور عشرات الآلاف، مقاتليه إلى الانسحاب، بقوله «آن الأوان لقواتنا المسلحة أن تنسحب من الحدود. هذه بداية جديدة وليست نهاية. إنها بداية نضال جديد للأقليات الإثنية. إننا جميعا نتحمل مسؤوليات عظاما من أجل دمقرطة الناس والتراث فوق هذه الأرض». وناشد جميع الناس الآخرين في هذه المنطقة التي تضم أتراكا وأكرادا، أن يعيشوا «حياة أساسها الحرية والمساواة». وأضاف أن «سياسة الإنكار والتدمير القائمة على الحداثة الرأسمالية، تتناقض مع الظروف الحالية، وأنا أدعو إلى بناء حداثة ديمقراطية. لقد حان الوقت للوحدة والائتلاف وليس الأزمات».
وذكر أوجلان أن «الأتراك والأكراد افتتحا معا البرلمان عام 1920»، وقال «لقد بنينا الماضي معا ونحن الآن بحاجة لكي نبقيه معا. وإنني أدعو جميع الأطراف أن تقف إلى جانب الحداثة الديمقراطية التي يطالب بها الجميع في منطقة الشرق الأوسط وأواسط آسيا. إن هناك حاجة ملحة لخلق نموج جديد تقوده الحضارة والوقت».
ودعا أيضا «جميع الأطراف إلى الوقوف إلى جانب المساواة والتحرر والحرية، التي يعتقد بأنها تدعم هذا النموذج». وجدد القول «حان الوقت لكي نتوحد ضد من يسعون إلى تفتيتنا. إن شعوب الشرق الأوسط تريد الآن النهوض جنبا إلى جنب. إن هذا النوروز (عيد الربيع) يحمل أخبارا جيدة لنا جميعا».
وحول التوجه الجديد في النضال قال أوجلان «إن النضال الجديد يرتكز على الفكرة والعقيدة والسياسات الديمقراطية وبداية عملية ديمقراطية جديدة». واختتم قائلا: «أحيي جميع من يؤيدون مقترح السلام الديمقراطي ويتحملون مسؤولية الأخوة بين الناس».
 
أوجلان يعلن نهاية «الحرب».. وأردوغان ينتظر «أفعالا»... احتفالات في ديار بكر.. ومصدر غربي لـ «الشرق الأوسط»: السلاح لم يعد خيار الطرفين

إسطنبول: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط».... أعلن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، من سجنه الانفرادي في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة في تركيا، نهاية الحرب المستعرة في جنوب شرقي تركيا منذ نحو 30 عاما, في رسالة كتبها وتلاها أمس نائبان من حزبه باللغتين التركية والكردية في مدينة ديار بكر وسط إجراءات أمنية مشددة، وأمام عشرات الآلاف من السكان.
وطالب أوجلان في رسالته، التي كانت منسقة بالكامل مع الاستخبارات التركية وتأتي في عيد النوروز الكردي، بوقف لإطلاق النار وانسحاب للمقاتلين و«تغليب الحل السياسي» للقضية التي كلفت تركيا نحو 40 ألف قتيل و400 مليار دولار. وتابع القول «آن الأوان لقواتنا المسلحة أن تنسحب من الحدود.. هذه بداية جديدة وليست نهاية. إنها بداية نضال جديد للأقليات الإثنية. إننا جميعا نتحمل مسؤوليات عظاما من أجل دمقرطة الناس فوق هذه الأرض».
واعتبر حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) الخطوة بداية حقبة جديدة, فيما قابلت السلطات التركية الإعلان الكردي بترحيب حذر، وقال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إنه ينتظر أفعالا لا أقوالا. وقال الخبير البريطاني في الشؤون التركية نيكولاس بيرتش، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك إدراك عام في الطرفين أن الحرب لم تعد خيارا. ومن هذا المفهوم فإن جميع مستويات (بي كي كي) تشير إلى ذاك الاتجاه». وشرح بيرتش أن أردوغان يعتقد أنه سيحظى بتأييد النواب الأتراك في تحركه هذا. كما أن أوجلان نفسه كما يبدو يؤيد طموحات أردوغان، أو على الأقل يعطيه ضوءا أخضر.
 
القضية الكردية في تركيا تدخل بعدا جديدا برسالة أوجلان.. تطور تاريخي في النزاع الذي استمر لعقود

جريدة الشرق الاوسط... إسطنبول: ثائر عباس .. اتخذت القضية الكردية في تركيا بعدا جديدا أمس، بعد إعلان زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الموجود في الحجز الانفرادي في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة في تركيا منذ اعتقاله في كينيا عام 1999، خطة حل للأزمة تبدأ بوقف لإطلاق النار وانسحاب للمقاتلين و«تغليب الحل السياسي» للقضية التي شغلت تركيا منذ تأسيس الجمهورية في عام 1923، واستفحلت منذ ثمانينات القرن الماضي بعد تحولها إلى صراع مسلح قاده أوجلان نفسه بتأسيسه تنظيم «حزب العمال الكردستاني»، وهو صراع كلف البلاد نحو 40 ألف قتيل و400 مليار دولار.
وقابلت السلطات التركية الإعلان الكردي بترحيب حذر، رغم أن الرسالة التي تليت باسم أوجلان منسقة بالكامل مع الاستخبارات التركية، وذلك على قاعدة انتظار «ثبوت النيات». وقال وزير الداخلية معمر كولر، الذي يتابع الملف، إن ما قاله أوجلان «رسالة سلام، لكن العبرة بالتنفيذ». ودعا أوجلان في رسالته التي تلاها نائبان باللغتين التركية والكردية في ديار بكر، إلى وقف القتال وانسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني، والتحول من الكفاح المسلح إلى الكفاح الديمقراطي، واصفا هذه الخطوة بالبداية وليست النهاية.
ويتعامل الطرفان بحذر شديد مع الموضوع نظرا لتاريخ الصراع الدموي بينهما الذي مر عليه قرابة 20 عاما، فالأكراد يخشون تعرض المنسحبين لنيران القوات التركية كما حصل في آخر مرة أعلن فيها وقف للنار من جانب واحد في عام 2004، فيما يخشى الأتراك عدم التزام كل فصائل «الكردستاني» بالتهدئة. غير أن الظروف تبدو هذه المرة مختلفة، إذ إن السلطات التركية تولي أهمية كبيرة لهذه الهدنة، ولعملية السلام التي أطلقت بالتعاون مع أوجلان نفسه هذه المرة وبطريقة مباشرة، علما بأن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان كان قد وعد بـ«لجنة محايدة» للإشراف على الانسحاب في خطوة متقدمة من الجانب التركي.
وسألت «الشرق الأوسط» الخبير البريطاني في الشؤون التركية نيكولاس بيرتش إذا كان جميع قادة «بي كي كي» يؤيدون أوجلان في خطوته هذه فقال: «هناك إدراك عام في الطرفين أن الحرب لم تعد خيارا. ومن هذا المفهوم فإن جميع مستويات (بي كي كي) تشير إلى ذاك الاتجاه». وأضاف: «لكن في الوقت ذاته فإن موراد كارايلان القائم بأعمال زعيم حزب العمال الكردستاني، أصدر على مدى الأيام العشرة الماضية تصريحين قال فيهما إنهم يسيرون على خطى أوجلان. في ذات الوقت عبر عن قلقه من أن أوجلان قدم تنازلات مبكرة».
وفي ما يتعلق بالتغيرات المحتملة في الدستور التركي كنتيجة لاتفاق وقف إطلاق النار، قال بيرتش: «إذا نظرنا إلى توقيت العملية، فإن هناك وجهة نظر في تركيا تؤكد العلاقة بين هذا الاتفاق ورغبة أردوغان في الانتقال إلى النظام الرئاسي». وشرح بيرتش أن أردوغان يعتقد أنه سيحظى بتأييد النواب الأتراك في تحركه هذا.كما أن أوجلان نفسه كما يبدو يؤيد طموحات أردوغان، أو على الأقل يعطيه ضوءا أخضر.
وكانت الأنظار قد توجهت أمس إلى مدينة ديار بكر، عاصمة المقاطعة التركية ذات الغالبية الكردية، حيث تجمع نحو ربع مليون كردي للاحتفال بعيد النوروز، وهو أمر لم يكن ممكنا منذ سنوات قليلة، بسبب القيود التي كانت تفرضها تركيا على الأكراد وحذرها من ميلهم الشديد إلى إظهار قوميتهم.
ولقي الاحتفال هذا العام اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام المحلية والدولية، حيث تم تسجيل أكثر من 500 مؤسسة إعلامية، منها 100 مؤسسة أجنبية لتغطية الاحتفال، كان أغلبها من الإعلام الفرنسي والألماني. ومع أن وزير الداخلية التركي أكد أمس أن رفع صور عبد الله أوجلان يعتبر مخالفا للقانون، فإن أعلام الكردستاني وصورة ضخمة لعبد الله أوجلان كانت معلقه أمام قاعة الاحتفال إلى جانب الآلاف من صوره التي كان يحملها المشاركون.
وكان وزير الداخلية التركي قال إن رفع صور زعيم منظمة «بي كيه كيه» الإرهابية، عبد الله أوجلان، من قبل بعض الموالين له، خلال فعاليات واحتفالات عيد الربيع «نوروز»، ممنوعة في تركيا، معتبرا ذلك «جريمة، ودعما لشخص مجرم». وأضاف كولر، خلال جلسة في البرلمان التركي، مجيبا عن أسئلة بعض البرلمانيين الأتراك، أن السلطات المختصة ستتخذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين.
ووجدت لجنة من حزب السلام والديمقراطية للإشراف على ترتيبات الاحتفال، والتي تضمنت عملية نقل الوافدين إلى الساحة، بواسطة حافلات تابعة لبلدية ديار بكر، انطلاقا من 85 نقطة تجمع مختلفة. وبدورها اتخذت شرطة المدينة تدابير أمنية، على مسافة كيلومتر من محيط الساحة، حيث تسمح للقادمين بالدخول إليها، بعد إخضاعهم للتفتيش، إضافة إلى مشاركة 5 آلاف عنصر، وظيفتهم تنظيم المهرجان، لدعم الشرطة في تأمين الاحتفال. كما أغلقت عناصر الأمن التابعة لبلدية المدينة، مداخل الساحة بالحواجز، أمام الباعة المتجولين، فيما ازدانت الساحة بيافطات معلقة في الساحة، كتب عليها باللغتين التركية والكردية «عيد نوروز سعيد».
وألقيت الكلمة التي أعدها عبد الله أوجلان من سجنه في جزيرة امرالي، والتي نقلتها المخابرات التركية وسلمت إلى مسؤولين في حزب السلام والديمقراطية الذي يعد بمثابة الجناح السياسي للتنظيم المحظور تركيا وأوروبيا وأميركيا. وتليت الرسالة المكونة من 3 صفحات باللغتين الكردية والتركية، وقرأت عضو البرلمان عن السلام والديمقراطية برفين بولدان نصها باللغة الكردية، وتلاها نائب آخر من الحزب نفسه هو سري سوراي أوندار باللغة التركية.
وتوجه أوجلان في رسالته إلى الحضور بالقول «اليوم نصحو على تركيا جديدة في شرق أوسط جديد، وهذا يعني أننا نبدأ مرحلة جديدة في تاريخنا. لقد قدمنا الكثير من التضحيات العظام، وترتب على هذا النضال خلق الهوية الكردية من جديد». وأضاف «نقول لشعوب المنطقة من عرب وفرس وأتراك وأكراد يكفينا قتل بعضنا بعضا، يجب علينا أن ننتبه من هذه الحرب القذرة التي تخاض ضدنا، أما لملايين من الناس فأقول إننا بدأنا مرحلة جديدة، مرحلة تقدم السياسة على السلاح، وهذا ليس نتيجة وإنما بداية مرحلة».
ورأى أوجلان أن شعوب الأناضول مع الأكراد من حقهم العيش بسلام، ولهذا ستكون المرحلة الجديدة مرحلة الحقوق الديمقراطية والحريات والمساواة.. وقال «فلتسكت أصوات الرصاص، وليقف نزيف الدم التركي الكردي، ولنفتح الباب أمام السياسة». وتوجه إلى مقاتلي الكردستاني بالقول «أناشدكم ترك السلاح والانسحاب إلى خارج الحدود والتحول من الكفاح المسلح إلى الكفاح الديمقراطي». وأردف قائلا «الزمن ليس زمن القتال والحرب، بل زمن الاتفاق والمسامحة واحتضان بعضنا بعضا»، معتبرا أن «هذا لا يعني أننا تركنا الكفاح والنضال، لكننا استبدلنا نوعا آخر من النضال به».
وقال أوجلان في رسالته «الأكراد قسموا على دول الجوار، ونحن نهدف إلى إقامة وإنشاء نموذج جديد لهم، وستكون شعوب الهلال الخصيب هي النموذج لنا، لكي نقيم معا نظاما ديمقراطيا يليق بعصرنا.. فلنجمع جميع أطياف شعب تركيا في هذا النظام الحديث، ولنقم مجلس عام 1921 من جديد».
 
مواطنون في ديار بكر يرحبون بوقف القتال.. ويشككون في استمراره... التقتهم «الشرق الأوسط» بينما كانت رسالة أوجلان تتلى على الملأ في المدينة التركية

ديار بكر: هانا لوسيندا سميث .... كانت إيمنين أوزبك وزين يلماظ قد التقتا للتو، لكنهما تمتلكان بالفعل الكثير من القواسم المشتركة. فتقول إيمنين عن ابنها ماهر: «كان شخصا لطيفا، ولم يقدم أبدا على إيذاء أحد». وعندما حان دور زين في الحديث عن ابنها حملت كلماتها نفس فحوى عبارات صديقتها الجديدة، وقالت: «كنا نود أن يكمل دراسته ليشغل منصبا مرموقا، لكنه ذهب إلى الجبال، فماذا عسانا أن نفعل؟».
«ذهب إلى الجبال»، هذا هو التعبير الدارج الذي يستخدمه الرجال والنساء في جنوب شرقي تركيا للتعبير عن انضمام أبنائهم إلى صفوف حزب العمال الكردستاني في حرب العصابات التي يشنها ضد الحكومة التركية، وتتردد على مسامعك آلاف المرات في شوارع ديار بكر، العاصمة الفعلية لسكان جنوب شرقي تركيا من الأكراد.
بداخل شقة إيمنين الصغيرة الواقعة على مشارف المدينة جلست السيدتان سويا على أريكة مع زوج زين، عمر، لترويا قصصا تتشابه جميعها في تفاصيلها الحزينة. إنها عشية عيد النوروز. بداية السنة الفارسية الجديدة التي يحتفل بها الأكراد أيضا وقد سافرت زين وعمر 70 كيلومترا من قريتهم للمشاركة في احتفالات المدينة، ووفق التقاليد الكردية وفرت إيمنين لهم مكانا للإقامة في منزلها.
على الحائط علقت صورتين لشاب جاد القسمات، ماهر ابن إيمنين، يظهر في أحدهما طالب مرتديا قميصا أبيض وقصة شعر طفولية، والأخرى وهو يرتدي الزي العسكري لحزب العمال الكردستاني، حاملا الكلاشنيكوف. وتصف إيمنين باكية رحلته من طالب في طب الأسنان إلى مقاتل.
وقالت: «التحق بالجامعة لكنه تركها بعد عام وسافر إلى أوروبا. علمنا حينها أنه يفكر في المشاركة في القتال وعندما لم نتمكن من الاتصال به عبر الهاتف بعد ذلك علمنا أنه ذهب». لم يخبر ماهر سوى شقيقه برغبته في الانضمام إلى حرب العصابات، وكانت كل الأخبار التي ترد إلى إيمنين ينقلها إليها ابنها أو آخرين. وأضافت: «لم تردنا منه أي اتصالات، لكن بعض الأشخاص في ديار بكر يذهبون أحيانا لزيارة الجبال، وعندما يعودون يخبرونني أنه لا يزال حيا».
كانت إيمنين تحاول جاهدة معرفة متى سيعود ماهر، إذا حدث ذلك، من هذه الجبال. أما زين فتقول إن نضال ولدها بدأ منذ يوم مولده، فقالت: «عندما ذهبت لتسجيله قالوا لي (السلطات التركية) إن ذلك غير مسموح به. وكان علي أن أمنحه اسما تركيا، لذا سجلته باسم رمضان. خلال فترة مراهقته شارك رمضان في المظاهرات المناوئة للحكومة التركية ثم اعتقل وأفرج عنه ثم اعتقل مرة أخرى واستمرت الأوضاع على هذا النحو حتى الاحتفالات بعيد النوروز عام 2007، حيث اعتقل ما يزيد على 100 شخص ذلك العام وبعد اشتعال النيران اقتحمت الشرطة منزلها لاعتقال ولدها، وقال: «لذا قلت له تأخر في المدرسة، لكنه لم يعد إلى المنزل في ذلك اليوم على الإطلاق، وسمعت أنه توجه إلى الجبال وبعد أسابيع قليلة شاهدته على التلفزيون وعلمت أن الأمر صحيح».
وكحال إيمنين، لم تسمع زين أي شيء آخر عن ولدها، وتقول: «ليست لدي فكرة عما يفعله منذ ذلك الحين، فقد حمل اسما مختلفا في الجبال».
ختام هاتين القصتين كان مأساويا أيضا، ومتشابه على الأرجح. فقد قتل ماهر في عام 2010 بعد 11 عاما من القتال في صفوف حزب العمال الكردستاني، أما رمضان فمات في مايو (أيار) 2012 في واحدة من أكثر السنوات دموية في الصراع. واكتشفت السيدتان أن ابنيهما قتلا عندما شاهدا صورهما على التلفزيون، وتتساءل زين: «كيف يكون رد فعلك عندما تكتشفين أن ابنك مات؟ إنه أسوأ ما قد يحدث للإنسان».
ولكن عيد النوروز قد يقدم بصيصا من الأمل لكل من إيمنين، وزين، والآلاف من الأمهات الكرديات في ديار بكر اللاتي فقدن أبناءهن في الجبال. فقد دعا عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني من وراء القضبان إلى وقف إطلاق النار، ووضع حد للأعمال العدائية التي يمارسها الأكراد الأتراك ضد الحكومة التركية وإلى تراجع المقاتلين عن حدود الجبال التركية. أشار بعض المتهكمين إلى أن أوجلان بهذه الدعوات أصبح انتهازيا يخون أكراد تركيا بهدف الحصول على جائزة كبرى، ألا وهي دولة كردية منفصلة داخل البلاد السورية الممزقة. يبدو أن شعب ديار بكر لم يجنو إلا القليل من وقف إطلاق النار، فبالتأكيد لم يحصلوا على دولة كردية منفصلة شن من أجلها حزب العمال الكردستاني حربا دموية ظلت مستعرة لنحو 30 عاما. وهنا تؤكد إيمنين أن وقف إطلاق النار يعد خطوة إيجابية عبر قولها: «نحن نثق في قائدنا (أوجلان) ونود أن يكون هناك سلام على أرض الواقع». ولكن زين توافق على قالته إيمنين بصورة مبدئية. «لقد قمنا في السابق بوقف لإطلاق النار ولكن الحكومة لم توف بوعودها، فمع أننا نشعر بالأمل، تساورنا الكثير من المخاوف أيضا».
وفي الواقع، يعتمد وقف إطلاق النار في الأساس على عقلية وتصرفات عامة الناس الذي تعيش هنا في ديار بكر والقرى الكائنة في جنوب شرقي تركيا، ولا تعتمد على تصريحات زعيم مسجون تفصله مئات الكيلومترات عن الغرب. ويقول عمر زوج زين: «كانت المشكلة الكردية موجودة قبل حزب العمال الكردستاني، وإنها لا يمكن أن تحل إلا إذا منحنا الحق في التحدث بلغتنا والعيش دون تمييز». وقد تكون تلك الحقوق ليست كافية. لكن حزب العمال الكردستاني وعد أكراد تركيا على مدار ثلاثين عاما بمنحهم دولة خاصة بهم. لقد كانت تلك الأمنية ما ناضل من أجله الآلاف من الشباب والشابات أمثال ماهر ورمضان، ولقوا حتفهم في النهاية. ويقول أحد الشباب وهو يلوح بعلم في الاحتفال بعيد النوروز: «مرحبا بكم في تركيا»، ولكن سرعان ما صحح له صديقه خطأه قائلا: «مرحبا بكم في كردستان».
 
كردستانان حتى الآن... ويبقى أكراد تركيا بلا وطن
إيلاف....غاندي المهتار       
بعد صراعات مريرة مع العراق وسوريا وتركيا، قامت كردستان العراق، وتدير كردستان الغربية أمرها شبه ذاتي في الشمال السوري، لكن أكراد تركيا اكتفوا بانسحاب عسكري إلى شمال العراق بلا دولة، بعدما تخلى عبدالله أوجلان عن أحلامه الانفصالية.
 بيروت: في الحادي والعشرين من آذار في كل عام، يحتفل أكراد العالم باليوم الجديد أو نوروز، المتعارف عليه عربيًا بعيد النيروز. وهذا من أشهر أعياد الشرق وأقدمها، يصادف مع بداية شهر الربيع في رأس السنة الشمسية عند الأكراد والفرس، وتسود فيه البهجة والشعور بالأمل في تجديد الحياة نحو الأفضل.
 كردٌ وفرس
 ويوم الأكراد والفرس الجديد هذا متلاصق في وعي المشرق القديم بخيالات أسطورية موازية لمعتقدات دينية لا تمت إلى الرسالات السماوية بصلة، بل تنبع من صراع مستدام بين خير وشر، نور وظلام.
 لكن هذا الصراع ليس واحدًا في مخيلة الأكراد والفرس، إنما يختلفان في تخيلهما الأسطوري. فالأكراد يستذكرون الملك سرجون الظالم، الذي كان يذبح كل يوم عددًا من خيرة الشباب، نزولًا عند مشورة أطبائه وحكمائه الذين أشاروا عليه إن هذا هو السبيل لشفائه من مرض عضال ألمّ به. إلى أن ثار عليه حدادٌ اسمه كاوا، فسار خلفه الناس وأضرموا نارًا على قمم جبال كردستان، معلنين انهيار الحكم الظالم وابتداء يوم جديد من الحرية. وقد حصل ذلك مع حدوث الاعتدال الربيعي.
أما الفرس فيعودون إلى ملحمة الشاهنامة، أو ابتداء الخليقة، ويعتقدون أن هذا اليوم كان يوم انتشاء ملكهم الأسطوري جمشيد بن طهمورث، الذي ملك ما لم يملكه ملك قبله، ووضع الجن تحت إمرته، حملوا سريره مرصعًا بالجواهر وطافوا به في كل الممالك. وكان ذلك في أول يوم من السنة، وقت حلول الشمس في برج الحمل.
 ... ومصريون
وللنيروز في مصر حصة أيضًا. إلا أنه هناك أول يوم من أيام السنة الزراعية القبطية الجديدة، مستقاة من ني ياروؤ أي الأنهار بالقبطية. ومنقول عن الأنبا لوقا المتنيح قوله إن النيروز في مصر اختصار لفظي لعبارة نيارو أزموروؤو، وهي قرار شعري معناه "للخالق أن يبارك الأنهار".
 ففي هذا التوقيت السنوي، كان يحين ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل في مصر، سبب الحياة والخصوبة والتجدد فيها. وحين أتى اليونانيون مصر، أضافوا حرف السين إلى آخر الكلمة، على عادتهم في اللفظ، فتحولت إلى نيروس.
أما العرب، فعندما حلوا في مصر، ظنوا الكلمة نيروز الفارسية، وتداولوها على هذا السبيل.
نيروز جديد
 كان العيد يمر في كل عام، زاهيًا على الفرس والمصريين، ومقيتًا على الأكراد، الذين نهلت منهم الحروب آلاف القتلى والجرحى، وشتتتهم في أصقاع الدنيا، إذ تعاونت دول انتشارهم في المنطقة، وخصوصًا سوريا والعراق وتركيا، على قمعهم وحتى مهاجمتهم بأسلحة دمار شامل.
 إلا أن العقد المنصرم أزهر نيروزًا مختلفًا، بعدما وجد الأكراد العراقيون ضالتهم في إقليم مستقل، يخضع لصيغة الفيدرالية مع حكومة اتحادية تسكن بغداد، لا تربطه بها إلا حصة نفطية من ثروات العراق، خصوصًا بعد وصول الأمر بين الاقليم والوطن الأم إلى استنفار عسكري كان سيؤدي أخيرًا إلى حرب بين الجانبين.
 كردستانان
وكذلك شهد أكراد سوريا نيروزين مختلفين قليلًا عما سبقهما، وذلك خلال عامين من الثورة السورية المستمرة. فقد نعموا بشبه إدارة مستقلة لمناطق انتشارهم في شمال وشمال شرق سوريا، بين عفرين والقامشلي، على امتداد مئات الكيلومترات المحاذية لتركيا. وقد أطلقوا على هذا الشريط اسم كردستان الغربية، تمييزًا لها من كردستان العراق، لأن أكرادها حضروا إليها بسبب الحرب التركية عليهم.
 وفي كردستان الغربية هذه، يمسك الأكراد بزمام أمورهم بتسهيل من نظام البعث في سوريا، إذ وجد ذلك سبيلًا لاكتسابهم إلى جانبه في معركة الوجود التي يخوضها، خصوصًا أن التنافر واضح، وصل حد المعارك العسكرية، بين عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والثوار السوريين ذات التوجه الاسلامي المتشدد. وهذا التنافر لم يخفف من وطأته تبوّؤ عبد الباسط سيدا الكردي رئاسة المجلس الوطني ردحًا من زمن الثورة، واختيار غسان هيتو الكردي رئيسًا للحكومة السورية الموقتة.
 تنازلات من الجانبين
 وحدهم أكراد تركيا بقوا بلا نيروزهم الجديد، وبلا كردستانهم، لكنهم ينتظرون اليوم إعلان خواتيم سعيدة لمفاوضات حثيثة جرت بين عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في جزيرة أمرلي، وبين رجب طيب إردوغان، رئيس الحكومة التركية. وبفعل هذا الاتفاق، سيأمر أوجلان أكراده بالانسحاب من تركيا إلى قنديلي في شمال العراق، مقابل تعزيز أنقرة المكاسب الديمقراطية لأكراد تركيا، سياسيًا وثقافيًا.
 لا بد أنه نيروز مختلف أيضًا بالنسبة إلى أوجلان وإردوغان على السواء. فهو نيروز تخلي أوجلان عن أحلام حزبه الانفصالية، ونيروز تراجع إردوغان عن تشدده إزاء الهوية الكردية التي أراد طمسها، في معرض رحلته نحو نظام رئاسي تركي يرأسه بنفسه. قد يكون مبرر أوجلان أن القضية التركية لا تعيش إلا على أنقاض أنظمة عربية قتلت من الأكراد أكثر مما قتلت تركيا، لكن إردوغان يذهب في هذا الأمر مدفوعًا بواقع أملاه عليه النزاع السوري.
 فقد تبين للأتراك أنهم بفتحهم الحدود على مصاريعها للثوار السوريين، إنما يدفعون بمقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى الانتظام في معسكر منتظم ومسلح في كردستان الغربية، المدعومة من الجيش النظامي السوري، الذي يبدو أن الأكسيجين الروسي لن يدعه يموت في القريب العاجل. وهذا ما دفع بإردوغان إلى الدخول في مفاوضات مع أعدائه الأكراد، والاتفاق معهم على بنود لم تتضح بعد. وحدها الأيام المقبلة كفيلة بتبيان ما ستسفر عنه هذه التحولات.
 
 
المالكي يتوعّد بمقاضاة النواب المحرّضين على العنف والمعارضة تتهيّأ لاستجوابه في البرلمان
العرب السنّة يحشدون صفوفهم في جمعة "لا لحكومة الفوضى والدماء"
المستقبل..بغداد ـ علي البغدادي
صراع جديد طفى على المشهد السياسي المحتدم في العراق عندما بادل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خصومه السياسيين بلي الاذرع في مسألة الاستجواب في البرلمان العراقي على خلفية اتهامات متبادلة بشأن المسؤولية عن سلسلة الهجمات التي هزت بغداد يوم الثلاثاء الفائت وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.
ويندرج صراع الارادات بين المالكي وخصومه في اطار اتساع رقعة الخلافات بين شركاء العملية السياسية بشأن تقاسم السلطة وتصاعد الاحتجاجات في المدن السنية التي تستعد اليوم لاطلاق موجة تظاهرات جديدة تحت اسم جمعة "لا لحكومة الفوضى والدماء" تنديدا بسياسات الحكومة ضد العرب السنة وفشلها في ضبط الامن.
وحمل رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي برلمانيين وسياسيين ووزراء وقفوا مع "دعاة الطائفية والكراهية" مسؤولية" التفجيرات الإرهابية" متوعداً برفع دعاوى قضائية ضد "كل من وقف مع الخارجين على القانون وحمل السلاح".
وقال المالكي في بيان صدر امس إن "كل مسؤول وبرلماني وقف مع دعاة الشحن والكراهية والطائفية يتحمل مسؤولية دماء العراقيين الأبرياء في التفجيرات الإرهابية"، مهدداً بـ"رفع دعاوى قضائية ضد كل من وقف مع الخارجين على القانون وحرض على الطائفية وحمل السلاح".
وتعهد القائد العام للقوات المسلحة "استجواب كل وزير او برلماني مارس حضّاً على الطائفية او خرج على الدولة لأنه سبب سفك دماء العراقيين".
وجاء تهديد المالكي بعد ترؤسه اجتماعاً لخلية الأزمة مساء أول من أمس وجّه خلاله قادة الأجهزة باتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة الثغرات في النظام الأمني التي يستغلها "القتلة والمجرمون لتحقيق أهدافهم الخبيثة".
ويتزامن تهديد رئيس الحكومة مع ما افادت به مصادر صحافية بأن رئاسة مجلس النواب وافقت على طلب تقدم به عدد من النواب من كتل سياسية مختلفة لاستجواب المالكي على خلفية التفجيرات التي شهدتها العاصمة مؤخراً.
وقالت المصادر إن "ابرز الموقّعين على الطلب هم نواب من التيار الصدري وائتلاف العراقية والتحالف الكردستاني".
وطالب نواب عن التيار الصدري والعراقية (بزعامة اياد علاوي) امس بضرورة الكشف عن منفذي التفجيرات التي ضربت بغداد وخلفت عشرات القتلى والجرحى .
وقالت النائب مها الدوري عن التيار الصدري في مؤتمر صحافي عقدته كتلة الأحرار بمبنى الهيئة السياسية ببغداد مع ثلاثة من نواب القائمة العراقية هم علاء مكي وعتاب الدوري ومظهر الجنابي إن "النواب لا يمكنهم السكوت عما حصل من خلل امني في العاصمة بغداد خصوصاً مع عدم وجود مسؤول امني يبرر تفجيرات بغداد واستهداف وزارة العدل"، متسائلة ان "البعض يقول إن الخلافات السياسية تقف وراء التفجيرات فلماذا لا يتم الاعلان عن هذه الجهات".
واضافت الدوري أن "غالب التبريرات للخلل الامني الحاصل كانت غير منطقية ولم تعالج جذر المشكلة المتمثلة بتشخيص الخرق الامني واسبابه والمتمثلة باستيراد اجهزة فاسدة للكشف عن المتفجرات ومشاركة قادة في المنظومة العسكرية السابقة في إدارة الملف الامني"، مبينة أن "العراق يمتلك عدة أجهزة أمنية في مكافحة الارهاب في وزارتي الداخلية والدفاع لم تستطع السيطرة على الملف الامني".
في غضون ذلك، بحث زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدرمع نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك ورئيس كتلة حركة الحل جمال الكربولي والنائب عن ائتلاف العراقية حيدر الملا الوضع السياسي الراهن وعمل الحكومة.
وقال الناطق الرسمي باسم زعيم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي إن"الصدر التقى المطلك والكربولي والملا، وناقشوا موضوع تعليق عمل وزراء العراقية والتيار الصدري في الحكومة بالاضافة الى الوضع السياسي والرؤية المستقبلية وكيفية حل الأزمات"، مشيرا الى "مناقشة مسألة استجواب رئيس الوزراء نوري المالكي لكهم لم يناقشوا امكانية سحب الثقة عنه".
 
قيادي في حزب طالباني: سنخوض انتخابات العراق وكردستان بقائمة منفردة... عدنان المفتي: نريد معرفة حجمنا ولن نضعف «الديمقراطي الكردستاني»

جريدة الشرق الاوسط.. أربيل: معد فياض.... يلقي غياب الرئيس العراقي جلال طالباني، الذي يتلقى العلاج في ألمانيا، ظلاله على طبيعة الأوضاع السياسية في العراق عامة وعلى إقليم كردستان خاصة.
هيرو إبراهيم أحمد، زوجة الرئيس طالباني والقيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس نفسه، والتي عرف عنها عدم إدلائها بأحاديث إعلامية، قالت لـ«الشرق الأوسط» خلال لقاء عابر أثناء افتتاح متحف السليمانية بعد إعادة إعماره أمس، إن «الرئيس طالباني بخير» وإن «صحته تتحسن باستمرار»، معبرة عن تفاؤلها «بعودته سالما قريبا».
صحة الرئيس «مام جلال»، مثلما يطلقون عليه هنا في الإقليم الكردي، شاغلة الناس كما يقول عدنان المفتي، الرئيس الأسبق لبرلمان إقليم كردستان والقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني. ويضيف المفتي قائلا: «إضافة إلى مشاعرنا الشخصية كوننا مقربين من مام جلال وعملت معه لأربعين عاما وأرجو من الله عودته سالما وقريبا، فإن غيابه الذي نتمناه أن يكون مؤقتا، أثر ويؤثر كثيرا بالأوضاع السياسية»، مشيرا إلى أن الرئيس طالباني «لم يكن يتصرف بصلاحياته الدستورية رئيسا للجمهورية فقط؛ بل بفضل حنكته السياسية وحكمته في التعامل مع الأحداث اعتمادا على تجاربه الكثيرة وعلاقاته وتأثير شخصيته في الآخرين، فهو القادر على جمع الفرقاء حول طاولة واحدة وحل الإشكالات بشفافية وصراحة».
وحول أسلوب قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني في ظل غياب مؤسسه وزعيمه، يقول المفتي إن «الاتحاد الوطني حزب مؤسساتي وتنظيماته تعمل وفق هذا الأسلوب، نعم إن وجود زعيمه مام جلال كان يحل الكثير من المسائل ويسرع باتخاذ القرارات الحاسمة لكن التنظيمات تمارس عملها ومسؤولياتها وفقا لما هو مخطط له»، مشيرا إلى أن «قيادة الاتحاد الوطني اليوم هي قيادة جماعية، فهناك نائبا الأمين العام وهما كوسرت رسول وبرهم صالح، اللذان يجتمعان بالمكتب السياسي لاتخاذ قرارات الحزب»، نافيا أن تكون هناك «خلافات بين قيادات الاتحاد وما يقال في الشارع الكردي من أن السيدة هيرو إبراهيم أحمد لها تأثير في قرار الاتحاد»، وقال: «قد يبدو هذا الكلام صحيحا للشارع، ولكنه بعيد عن الحقيقة على مستوى ممارسات الاتحاد، فحزبنا تأسس ويعمل وفق صيغ ديمقراطية حقيقية بحيث إن رأي قواعده يؤثر بقرارات قيادته، والسيدة هيرو هي عضو مكتب سياسي ولقراراتها تأثير من هذا الموقع».
وعما إذا كان الاتحاد الوطني الكردستاني قد قرر خوض الانتخابات التشريعية في عموم العراق وإقليم كردستان بقائمة منفصلة عن التحالف الكردستاني الذي يضم أيضا الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، قال المفتي: «نعم قرارنا أن نذهب إلى الانتخابات التشريعية سواء في عموم العراق أو في الإقليم بقائمة منفردة ومن ثم الائتلاف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذا مهم جدا لمعرفة حجمنا في الساحتين العراقية والكردستانية، ففي الانتخابات الماضية عام 2005 أثر علينا انشقاق نوشيروان مصطفى وتشكيل حركة التغيير التي أخذت الكثير من قواعدنا، واليوم نحن أكثر قوة والكثير من قواعدنا عادت إلينا وتنظيماتنا في تزايد»، موضحا حول ما يتردد من أخبار عن تحالف وشيك للاتحاد الوطني مع حركة التغيير، أن «هذه خطوة مبكرة، فالأمين العام، طالباني، كان قد التقي نوشيروان مصطفى واتفقا على تطبيع العلاقات بين الاتحاد وحركة التغيير، ولم يدر حديث عن ائتلاف، أما في ما يتعلق بالتحالفات السياسية، فهذا موضوع مفتوح مع جميع القوى الكردية، لكني أشدد وبقوة على أن أي تحالف سيتم لن يكون على حساب علاقاتنا التاريخية والقوية مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ولن نعمل على إضعافه لأن قوتنا بقوته وقوته بقوتنا».
وأضاف القيادي في الاتحاد الوطني قائلا إن «علاقاتنا اليوم مع (الديمقراطي الكردستاني) قوية واستراتيجية وقراراتنا مشتركة وهناك اجتماعات مستمرة بين المكتبين السياسيين للحزبين ونعمل لما هو في صالح الإقليم والعراق».
 
زيباري: تجربة العقد الماضي ليست فاشلة... وزير الخارجية العراقي لـ «الشرق الأوسط»: العراق ليس تابعا لإيران

جريدة الشرق الاوسط... أربيل: روشن قاسم ... دافع هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي، عن تجربة «العراق الجديد»، مشددا على أن التجربة غير فاشلة، وأن من يثيرون مخاوف حيالها هم «الأنظمة الديكتاتورية».
وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول استمرار أزمات نظام الحكم في العراق رغم انقضاء 10 سنوات على الغزو ما ينبئ بفشلها، أجاب زيباري في أربيل، حيث يوجد هو وباقي الوزراء الأكراد في حكومة نوري المالكي لـ«التشاور» مع القيادة الكردية حول الأزمة بين كردستان وبغداد، قائلا: «ربما أن إدارة الحكومات خلال السنوات العشر السابقة لم تكن بالمستوى المطلوب، فكل الوسائل والأدوات متوفرة في هذا البلد من موارد طبيعية وبشرية، وكان أمام العراق فرصة كبيرة للانطلاق وتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية في كل المجالات، ولكن الغائب الأوحد والأهم هي القيادة الرشيدة التي تنظم هذه الموارد في سبيل خدمة الشعب ولكن التجربة لم تفشل والعراق بكل إمكانياته وقدراته ما زال بلدا قائما». وأضاف: «من يثير المخاوف من تجربة العراق هي الأنظمة الديكتاتورية، غير المؤمنة بعملية البناء الديمقراطي».
وبسؤاله عن الاجتماعات بين القيادة الكردية والوزراء والنواب الأكراد وما جرى بحثه، أوضح زيباري أنه جرى خلالها «تقييم للعلاقة بين الإقليم وبين الحكومة الاتحادية في بغداد، وإلى أين نحن ذاهبون، هل العراق الذي بنيناه قبل عشر سنوات على أسس من الديمقراطية والتوافق والمشاركة والمصالحة الوطنية هي التي تحكم هذه العلاقة، أم أن هناك تصدعا في هذه المفاهيم، والجواب كان نعم، فهناك انحراف عن هذه المبادئ الأساسية والمطلوب من قيادة التحالف الكردستاني أن تتخذ موقفا لمنع المزيد من التدهور، وخلال الأيام المقبلة سيعقد اجتماع آخر لاتخاذ القرار المشترك حول الخطوة التالية».
وعن الجهة التي تتحمل المسؤولية، قال زيباري: «بالتأكيد المسؤولية تقع على عاتق الحكومة، فهي السلطة التنفيذية والجهة التي تدير البلاد. الانحراف جرى على قانون العراق الأساسي عن الدستور، بمعنى أنه في ديمقراطيتنا الناشئة غير المتكاملة وفي مؤسساتنا التي لا تزال في طور البناء، الفائز لا يستطيع أن يأخذ كل شيء، وبعبارة أوضح، إن من يفوز في أي تصويت حكومي أو برلماني التفرد بالحكم، وفي كل الديمقراطيات الناشئة التي بدأت تظهر مؤخرا في الدول العربية ودول الربيع العربي من تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى اليمن، وإن شاء الله في سوريا، الفريق الفائز في الانتخابات لا يستطيع أن يحكم بمفرده، وهناك نماذج ساطعة كما في مصر وتونس أثبتت أن المرحلة التي نمر بها تحتاج إلى تفاهمات وإلى توافقات سياسية بالشكل الذي يضمن عمل الحكومة، خاصة في قضايا استراتيجية».
وردا على متهمي حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بأنها، خاصة بعد رحيل القوات الأميركية عن العراق، أصبحت خاضعة للتأثير الإيراني، لا سيما في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قال زيباري: «لا، هذا تبسيط للمواقف. مواقف الشيعة ككل وحتى رئيس الحكومة نوري المالكي ليست لديه ذرة من التعاطف مع حزب البعث، أو ما يقوم به النظام السوري، ولكن هناك استقطابا في المنطقة، وهناك مخاوف من امتداد الأزمة السورية وتوسعها إلى دول الجوار، وهناك من يرى أن امتداداتها سلبية وتعمق النهج الطائفي». وأكد أن «موقف العراق نابع من مصلحة العراق». وتساءل: «هل نقف مع طرف ضد طرف آخر؟ بالتأكيد لا.. وهل نحاول أن نتواصل مع المعارضة السورية باعتبار أنهم قد يتسلمون السلطة في المستقبل؟ نعم.. وهل نقطع العلاقات مع سوريا؟.. لا».
وعن حجم النفوذ الإيراني في العراق، قال زيباري: «هناك نظرة خاطئة، نعم هناك تأثير من إيران على الأوضاع السياسية والأمنية، ولكن العراق ليس تابعا لإيران، وما يتم تداوله هو تبسيط للأمور».
 
«تحالف أربيل - النجف» يستعد لاستجواب المالكي في البرلمان
الحياة....بغداد - عدي حاتم
تسعى كتل «العراقية» و»التحالف الكردستاني» و»الأحرار» إلى إعادة تفعيل سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي، فيما تستبعد مصادر تحقيق ذلك بسبب الدعم الأميركي والإيراني للحكومة.
ويواجه المالكي ضغوطاً متنامية، بعد مقاطعة أكثر من نصف الوزراء جلسات مجلس الوزراء. وينتمي هؤلاء إلى الكتل النيابية الساعية لاستجوابه، على خلفية تفاقم الوضع الأمني والسياسي في البلاد.
وأعلنت كتلة «الأحرار» التابعة لتيار الصدر امس «موافقة رئيس البرلمان أسامة النجيفي على استجواب المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة»، على خلفية التفجيرات التي طاولت بغداد الثلثاء الماضي وأدت إلى مقتل وجرح المئات من العراقيين. وقالت النائب عن الكتلة مها الدوري خلال مؤتمر صحافي مع نواب من «العراقية» إن «نواب تيار الصدر وعدداً كبيراً من نواب الكتل الأخرى قدموا طلباً إلى رئاسة البرلمان لاستضافة القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وعدد من قادة الأجهزة الأمنية في جلسة لا يطغى عليها الجانب السياسي»، وأضافت أن «رئاسة البرلمان وافقت على الطلب وسيتم تحديد موعد للجلسة لاحقاً».
وأكد النائب عن «العراقية» علاء مكي خلال المؤتمر الصحافي أن «لا نية لتسييس الملف الأمني. وممثلو الشعب العراقي(النواب) لا يطالبون إلا بتشخيص أسباب تدهور الوضع ووضع حد للتقصير والتردي».
لكن النائب عن «العراقية» وليد المحمدي أبلغ «الحياة» أن «استضافة المالكي بداية لتفعيل التحالف بين العراقية وتيار الصدر والتحالف الكردستاني»، وأكد أنه «تحالف لسحب الثقة من المالكي ومحاسبته».
وأعلن المحمدي «انضمام كل من حزب الفضيلة والمجلس الأعلى وبعض النواب من ائتلاف دولة القانون (يتزعمه المالكي) إلى جهود سحب الثقة»، معرباً عن «ثقته بقدرة هذا التحالف على جمع 163 نائباً وهو العدد المطلوب لسحب الثقة من الحكومة».
وأضاف أن «هناك قناعات حتى داخل التحالف الوطني بعدم السماح للمالكي بالاستمرار في رئاسة الحكومة لأنه شخصية مأزومة أوصلت البلاد إلى حافة الهاوية».
ويضم «التحالف الوطني» (159 نائباً) كل القوى والأحزاب الشيعية الرئيسية وهي «ائتلاف دولة القانون» و»المجلس الأعلى الإسلامي» برئاسة عمار الحكيم وتيار الصدر وحزب «الفضيلة» الإسلامي.
إلى ذلك، أكد المحمدي أن معارضي المالكي متفقون على أن يكون البديل من «التحالف الوطني». وأشار إلى أن «العراقية والتحالف الكردستاني ترحب بأي شخصية وطنية تلتزم الاتفاقات والشراكة في إدارة الدولة».
واستبعدت مصادر رفيعة المستوى قدرة أي طرف على سحب الثقة من المالكي، مؤكدة أن مقتدى الصدر (زعيم تيار الصدر) الذي يكيل الاتهامات المباشرة إلى رئيس الوزراء بالتفرد والدكتاتورية سيتراجع كعادته تحت الضغط الإيراني وضغط رجال الدين في قم، لا سيما آية الله كاظم الحائري الذي يؤيد المالكي بشدة.
وتشير المصادر إلى أن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لا يريد غير الضغط على المالكي لتحقيق مكاسب للإقليم، لا سيما في مسألة رواتب قوات «البيشمركة» والموازنة ومستحقات شركات النفط، فضلاً عن ملف كركوك والمناطق المتنازع عليها.
وأضافت أنه «حتى قادة العراقية غير متفقين بسبب الخلاف بين صالح المطلك (نائب رئيس الوزراء)، وأسامة النجيفي (رئيس البرلمان) على الموقف من التظاهرات المناهضة للحكومة.
وزادت أن «سحب الثقة لا تحددها القوى والكتل السياسية العراقية بل تحددها واشنطن وطهران وبصورة أقل بعض الدول الإقليمية»، وأكدت أن «الدعم المزدوج من طهران وواشنطن للمالكي ما زال مستمراً على رغم فقدانه معظم حلفائه في العملية السياسية».
وكان وزراء التيار الصدري أعلنوا الثلثاء الفائت مقاطعتهم جلسات مجلس الوزراء على خلفية تفاقم الوضع الأمني، وتأجيل انتخابات مجالس المحافظات في الموصل والأنبار، فيما يقاطع الوزراء الأكراد جلسات الحكومة منذ أسبوعين، ووزراء «العراقية» منذ أسابيع.
وأمهل المالكي وزراء الصدر حتى الأحد المقبل لتحديد موقفهم النهائي من الحكومة. وقد أعلنوا أمس استعداهم للعودة إلى حضور جلسات مجلس الوزراء شرط «ابتعاده عن المماحكات السياسية».
 
 بارزاني: مشكلتنا مع بغداد ليست إدارية بل قضية شعب وحقوق وأرض
الحياة...أربيل – باسم فرنسيس
قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن خلافات الإقليم مع بغداد ليست إدارية بل هي قضية «شعب وحقوق وأرض»، وأكد أن الأكراد مستعدون للحوار، وأبقى الباب مفتوحاً أمام «كل الاحتمالات».
وقال بارزاني في كلمة القاها امام آلاف المحتفلين بعيد نوروز (رأس السنة الكردية)، الليلة قبل الماضية إن «نوروز يرمز إلى مرور نحو 2700 عام على رفضنا الظلم، ومن المستحيل أن نتقبله اليوم، ومعاني هذا العيد تحمل الحرية والاستقلال والتجدد والخطوة نحو النصر».
وأضاف أن مشكلة الأكراد مع الحكومة الاتحادية «ليست إدارية، بل قومية، ومشكلة حقوق وأرض وحدود، والشراكة في الحكم»، واعتبر الخلافات خارج هذا الإطار «ثانوية».
وخاطب بارزاني المالكي، وطالبه بالرد عليه: «هل نحن شركاء لكم أم لا؟»، وشدد على أن الأكراد «مستعدون للحوار، وفي الوقت نفسه مستعدون لمواجهة كل الاحتمالات الأخرى»، وختم كلمته بالقول إن «أعداءنا يستطيعون ضربنا بالأسلحة الكيماوية وشن حملات الأنفال ضدنا مجدداً، كما بمقدورهم قتلنا، إلا أنهم لا يستطيعون قتل إرادتنا».
وكان بارزاني عقد الاثنين اجتماعاً هو الثاني مع الوزراء الذين قاطعوا جلسات مجلس الوزراء وعادوا إلى الإقليم قبل نحو اسبوعين، احتجاجاً على تمرير الموازنة بالغالبية، على رغم مقاطعة الأكراد ونواب من «العراقية»، وأبقى الأكراد «الخيارات مفتوحة» لعودة وزرائهم.
ويشهد اقليم كردستان منذ أيام استعدادات غير مسبوقة للاحتفال بنوروز «رأس السنة الكردية» وله دلالات «قومية وتاريخية»، وخصصت ساحات وحدائق عامة لإقامة المهرجانات والحفلات الغنائية، برعاية حكومية، ومن المقرر أن تستمر إلى الأحد المقبل.
وكان بارزاني جدد في رسالة مكتوبة تمسك الأكراد بضم محافظة كركوك إلى الإقليم الكردي، وقال «اهنئ الشعب بعيد نوروز الذي يصادف الذكرى الثانية والعشرين لتحرير كركوك (انتفاضة الأكراد عام 1991)»، ولفت إلى أن «تحرير كركوك منح عيد نوروز معاني أعمق، وأغنى ادبياتنا القومية والسياسية».
 
 
المطلك مبعوثًا خاصًا للمالكي لإقناع الصدر بإعادة وزرائه للحكومة
إيلاف...أسامة مهدي           
اجرى صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي بصفته مبعوثا لنوري المالكي مباحثات مع مقتدى الصدر في بيروت اليوم لاقناعه بالعدول عن قراره بمقاطعة وزرائه الستة الحكومة.
 علمت "ايلاف" ان صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي وصل الى بيروت اليوم على متن طائرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخاصة لإجراء مباحثات مع مقتدى الصدر المقيم حاليا في العاصمة اللبنانية، ورافق المطلق في زيارته رئيس الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية (الحل) جمال الكربولي والنائب حيدر الملا القيادي في جبهة الحوار الوطني.
 وقد عقد المطلك ومرافقوه فور وصولهم اجتماعا مع الصدر في محاولة لإقناعه بالعدول عن قراره بسحب وزرائه الستة من الحكومة ومقاطعتهم اجتماعاتها الامر الذي رفع الغطاء الشرعي عن نصابها القانوني بعد مقاطعة وزراء القائمة العراقية الثمانية لها منذ مطلع العام الحالي تضامنا مع المحتجين في محافظات غربية وشمالية وكذلك مقاطعة وزراء التحالف الكردستاني الاربعة منذ اسبوعين احتجاجا على تصديق مجلس النواب على موازنة العام الحالي بغيابهم وعدم تضمينها مطالبهم بتسديد الحكومة المركزية مستحقات الشركات النفطية الدولية العاملة في اقليم كردستان والبالغة اربعة مليارات دولار.
 ويبدو ان تكليف المالكي للمطلك ورفاقه بهذه المهمة يهدف الى جعلهم ممثلين للسنة حيث انهم التقوا الصدر بهذه الصفة لإبلاغه بصواب قرار تأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى الشمالية والانبار الغربية وهو التأجيل الذي دفع الصدر الى مهاجمة المالكي امس وسحب وزرائه الستة من الحكومة. وتأتي خطوة ارسال المطلك الى الصدر وسط مباحثات تجري لمنح المطلك حقيبة الدفاع وكالة وتكليف وزراء جبهته وكتلة الحل بحقائب وزارات العراقية الشاغرة. 
 ومن جهته، اوضح المتحدث الرسمي باسم التيار الصدري صلاح العبيدي أن "اللقاء شهد التباحث بشأن وضع الوزراء في الحكومة" من دون تفاصيل اخرى. ولم يعرف بعد فيما اذا نجح المطلك في اقناع الصدر ام لا خاصة وان الاخير كان اعتبر الهجوم على خطوة وزرائه الانسحاب من الحكومة عملا معاديا.
 ويأتي لقاء المطلك مع الصدر في وقت يتعرض فيه هذا الاخير لضغوط من حزب الله اللبناني للعدول عن قراره تعليق عضوية وزرائه في الحكومة حيث يؤكد الحزب أن اجراء الصدر يضعف الحكومة العراقية في وقت يتطلب ان تكون قوية قادرة على مواجهة التطورات الخطيرة على الساحة السياسية الاقليمية وخاصة ما يتعلق منها بالازمة السورية التي يأخذ الصراع فيها شكل مواجهة طائفية دموية.
 وفي وقت سابق اليوم طالب التيار الصدري والقائمة العراقية خلال مؤتمر صحافي مشترك اليوم باستجواب المالكي بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة والقيادات الأمنية حول التفجيرات التي ضربت بغداد امس وادت الى مقتل واصابة حوالى 250 عراقيا محملين إياه مسؤولية عدم الكشف عن المسؤولين عنها.
وكان وزراء التيار الصدري اعلنوا مساء امس مقاطعتهم لجلسات مجلس الوزراء العراقي احتجاجا على سياسة رئيس الحكومة، وأكدوا أنها سيديرون شؤون وزاراتهم من داخلها، لكن رئيس الحكومة رد عبر مستشاره الإعلامي وأمهل التيار الصدري حتى الاحد المقبل لإرجاع وزرائه إلى المجلس او إعطائهم إجازة جبرية، لأن الوزارات التي يديرونها ستتأثر بالمقاطعة.
 وقد هاجم الصدر في بيان امس قرار تأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى والانبار وعدّه "اقصاء للسنة" و"ظلما للتشيع" ووصف "تهميش سنة العراق كارثة لا تغتفر" .وشدد على أن وعد تأجيل الانتخابات بصورة عامة "تكريس للطاغوت والدكتاتورية" كما أكد أن البقاء في الحكومة الحالية "أمر ضار".. مهددا بالقول "سنناقش مليا مع اخوتنا التعليق والانسحاب من الحكومة بل وحتى البرلمان الهزيل".
 الامم المتحدة : تأجيل انتخابات الانبار ونينوى مخيب للامال
رفضت الامم المتحدة تأجيل انتخابات محافظتي الانبار ونينوى معتبرة ذلك امرا مخيبا للامال مؤكدة انه لا ديمقراطية من دون انتخابات.
فقد أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر "عن قلقه العميق حيال قرار تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في محافظتي الأنبار ونينوى". وقال "لا ديمقراطية دون انتخابات والمواطنون في هذه المحافظات يتطلعون الى هذه الانتخابات ويعقدون آمالا كبيرة عليها ، فلا ينبغي أن تخيب آمالهم." واشار الى انه في الوقت الذي تواصل المفوضية العُليا المستقلة للانتخابات في العراق استعداداتها الفنية لانتخابات مجالس المحافظات في المحافظات الأربع عشرة فان الأمم المتحدة تناشد الحكومة العراقية والمفوضية العُليا المستقلة للانتخابات ضمان إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في العشرين من الشهر المقبل في بيئة يسودها السلام والأمن.
 وكانت الحكومة العراقية قررت الثلاثاء الماضي تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في محافظتي نينوى والانبار لمدة اقصاها 6 اشهر بسبب الاوضاع الامنية والسياسية المتدهورة فيهما.
ومن جهتهم رفع عدد من مرشحي الانتخابات في الانبار دعوى قضائية لدى المحكمة الاتحادية للطعن بقرار الحكومة القاضي بتأجيل الانتخابات في المحافظة. ومن المنتظر ان يقدم مرشحو نينوى على اجراء مماثل اثر رفضهم ايضا تأجيل الحكومة انتخابات محافظتهم.
وقد اعلنت الكيانات السياسية الرافضة لتأجيل الانتخابات في المحافظة أنها غير ملزمة بقرار التأجيل الذي اتخذته الحكومة وطالبت في بيان مشترك تلاه رئيس مؤتمر صحوة العراق الشيخ احمد ابو ريشة المجتمع الدولي بالتدخل في إلزام الحكومة العراقية بالحفاظ على العملية الانتخابية وعدم خرق الدستور من خلال محاولات تأجيل الانتخابات.
 واليوم حمّل المالكي "جميع المسؤولين والبرلمانيين الذين وقفوا مع دعاة الشحن الطائفي والكراهية مسؤولين دماء العراقيين" ملوحا بمقاضاتهم في المحاكم العراقية. وقال المالكي في بيان "سنقدم دعاوى قضائية ضد كل من وقف مع الخارجين عن القانون وحرض على الطائفية وحمل السلاح". وشدد بالقول "نحمل كل من وقف مع دعاة الشحن الطائفي والكراهية من جميع المسؤولين والبرلمانيين مسؤولية دماء العراقيين الابرياء في التفجيرات الارهابية".
واكد المالكي انه "سيتم رفع دعوى قضائية ضد كل من وقف مع الخارجين عن القانون وحرض على حمل السلاح".
 ومن جانبها، قالت وزارة الداخلية العراقية انها "عملت بمساندة الأجهزة الأمنية الأخرى بكل إخلاص وتفان من اجل تحقيق امن واستقرار الوطن والمواطن وقدمت لأجل ذلك قوافل من الشهداء والجرحى الذين رسموا بدمائهم خارطة طريق هدفها الأول والأخير استقرار بلدهم بعد عقود طويلة من الظلم والاستبداد ونظراً للظروف الدقيقة التي يمر بها بلدنا العزيز ومن اجل إحباط خطط الإرهابيين والمستفيدين من مشروعهم الرامي إلى إسقاط العملية الديمقراطية" فإنها "تؤكد للمواطنين أنها ستلاحق قضائيا وبالجرم المشهود كل من استخدم وسائل الاتصال الجمعي والمنابر العامة والخاصة في التحريض على الفتنة أو مهد لها بقول أو فعل محرضاً بشكل مباشر أو ممهدا لأجواء الاحتراب المذهبي عبر شحن المشاعر وتجييشها بأغطية سياسية وبحجة الدفاع عن فصيل أو طرف من أطراف الجماعة الوطنية العراقي حيث خول قانون العقوبات العراقي وقانون مكافحة الإرهاب والدستور الجهات ذات الاختصاص التصدي لكل تهديد من هذا القبيل عبر الملاحقة القضائية باعتبار هذه الأفعال إضرارا مباشرا بالأمن والسلام الاجتماعي وتهديدا صريحا لأمن الوطن والمواطنين ولن يكون هناك تساهل في ذلك بعد اليوم .
واكدت الوزارة انها "لن تدخر جهداً في تعقب هؤلاء المجرمين ومعاقبتهم متحملين مسؤوليتنا الأخلاقية والمهنية والقانونية في الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن العراق" كما قالت في بيان اليوم.
 يذكر أن محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديإلى وكركوك تشهد منذ 25 من الشهر الماضي تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,661,083

عدد الزوار: 6,959,882

المتواجدون الآن: 70