أبو مرزوق لـ «الراي»: أميركا هددت السلطة بوقف الدعم إذا تصالحت مع «حماس»....من سيفوز.. أوباما أم نتنياهو؟....«الموساد» تنصت على عباس عشية اتفاق أوسلو

البطالة تدفع بشباب غزة إلى أحضان المقاهي...مستوطنون يقطعون الطرق شمال الضفة الغربية ويقتحمون ضريح يوسف....عدد الوزراء وتجنيد المتدينين عقبتان أمام إعلان الحكومة الإسرائيلية الجديدة....أزمة بين عباس وفياض بسبب استقالة وزير المال

تاريخ الإضافة الأربعاء 13 آذار 2013 - 6:10 ص    عدد الزيارات 1869    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

البطالة تدفع بشباب غزة إلى أحضان المقاهي
إيلاف..عبير أحمد  
غزة صغيرة وسكانها في تزايد مستمر، بينما فرص العمل فيها في تناقص، ما دفع بالبعض إلى فتح المقاهي للشبان العاطلين عن العمل كي يروحوا عن أنفسهم، وينفسوا عن قنوطهم من بلد لا أفق له.
غزة: شهدت مدينة غزة منذ سنوات قليلة إقبالًا كثيفًا على إنشاء المقاهي الخاصة بالشباب، لأن استشراء البطالة بين صفوف الشباب دفعهم إلى ارتياد المقاهي وتدخين النارجيلة، وحضور مباريات كرة القدم في المقاهي. ويقول الشاب محمد الخطيب، صاحب مقهى صغير في غزة، لـ"إيلاف" إن الفراغ القاتل دفعه للتفكير في عمل جديد، "ففكرت في جمع أترابي الشباب في مكان مختلف، يحقق لهم الراحة، يلجأون إليه متى شاءوا، فكانت فكرة إنشاء المقهى، الذي يأتيه الشباب يوميًا فوق 16 عامًا، لأنني لا أستقبل صغار السن إلا لحضور المباريات الكبرى، مقابل مبلغ رمزي لا يتجاوز دولارًا واحدًا".
أضاف: "غياب فرص العمل وتأخر الزواج تدفعنا نحن الشباب في غزة إلى الترويح عن النفس، مع إنشاء ما يعود علينا بدخل مالي نستفيد منه في المستقبل، ولو كان في غزة فرص عمل كافية لما اخترت العمل هذا، لكنه أفضل من لا شيء".
وطن بلا أفق
يملك صالح محمد أيضًا مقهى وكوفي شوب على الطريقة العصرية، يوحي كل ما فيه بالرقي والتقدم. يقول:"غزة وطن بلا أفق ولا مستقبل، ومجتمعها محبط بكل المقاييس، لا ديمومة فيه لعمل، غذا لا يعرف الشاب إن كان عاملًا اليوم سيستمر في عمله غدًا، لذا فكرتُ في مشروع يدخل علي مالًا، يسد احتياجات أطفالي الأربعة".
في وقت المباريات العالمية، يستقطب المقهى مئات الشباب الذين يهربون من بيوتهم إلى المقاهي من أجل مشاهدتها. يقول محمد: "أسعارنا نتهاودة جدًا، لأن الوضع الاقتصادي سيئ للغاية، ولا نريد تحميل الشباب ما لا طاقة عليه، وإلا توقفوا عن الحضور، فالبطالة تدفعهم إلى البحر أو إلى المقاهي لأنها تناسب دخلهم المتواضع".
مساحة ضيقة
في المقهى شبان وشابات، هم صورة لموزاييك المجتمع الغزي. لكن الصبايا يخترن الجلوس هادئات في اركان مستقلة. تقول صفاء أحمد: "وبعد تخرجي من الجامعة وقعن في الفراغ الكبير، ما دفعني للخروج إلى العالم ونسيان همومي بتناول القهوة وتدخين الشيشة الأرجيلة مع صديقاتي".
ترد أحمد انتشار هذه المقاهي إلى البطالة بين الخريجين وزيادة عدد السكان في غزة، "ما يدفع الشباب للهروب من الواقع الأليم والعيش في مساحة ضيقة".
لكن ما موقف المجتمع من أحمد وصديقاتها، ممن يرتدن هذه المقاهي؟ تقول: "ألسنة الغزيين لا ترحم، ومجتمعنا يكاد لا يخلو من التسلط والنظرة التي تثير اشمئزازنا، وأنا أدرك أن المجتمع لن يتركني وشاني، لكنني تمردتُ قليلًا، بسبب ضيق الأفق الذي أعيشه ويعيشه كل الشباب في غزة".
انتشار طبيعي... ولكن!
يرفض الدكتور درداح الشاعر، المختص في علم النفس والاجتماع تسمية هذه المسألة بالظاهرة، "لكن يمكن الحديث بقوة عن انتشار غير مسبوق لمثل هذه المقاهي، التي كانت منتشرة في سبعينيات القرن الماضي في غزة، وهو انتشار يعكس حجم المعاناة التي يحياها الغزيون، والهموم التي أثقلت كاهلهم، والتي تدفع بالشباب إلى الهروب من همومهم وشجونهم إلى هذه المقاهي، حيث السمر والشيشة واللهو والترفيه".
يختصر الشاعر أسباب هذا الانتشار بتفشي البطالة، وغياب أي أمل في العثور على فرصة عمل، والزيادة الطبيعية في عدد سكان الغزيين، وفي المعاناة إقتصاديًا واجتماعيًا بسبب المآسي التي تواكب الحالة الأمنية غير المستقرة في غزة، "لكن هذا في كفة ومستوى هذه المقاهي في كفة اخرى، إذ تغيب عنها الثقافة المجتمعية، لذا تواجه بازدراء الناس الذين لا يرون من جبل الجليد الغزي سوى رأسه".
لكن الشاعر يدق ناقوس الخطر حين يتناول ارتياد الفتيات لهذه المقاهي، "لن المجتمع الغزي المحافظ لم يتقبل ذلك بعد، وبالتالي خروج الفتيات إلى المقاهي التي تضم الشباب الضائع، يشكل نوعصا من التمرّد على عادات المجتمع، وهذا ما يثير المخاوف، وهذا ما يرفع السؤال: هل بدأت غزة في التمرد على عادات مجتمعها؟".
 
إسرائيلي يطلب اللجوء في الأراضي الفلسطينية
("المستقبل")
سلم شاب إسرائيلي نفسه أمس إلى قوات الأمن الوطني الفلسطيني في مدينة طولكرم شمال غرب الضفة طالباً حق اللجوء السياسي الى الأراضي الفلسطينية.
وأبلغ الشاب اندريه بنيرون البالغ من العمر (23 عاماً) أجهزة الأمن الفلسطينية أنه يطلب الحماية وحق اللجوء السياسي مؤقتاً ريثما يجد طريقة للسفر إلى خارج البلاد.
وقال بنيرون وهو من سكان حيفا إنه أتى إلى مدينة طولكرم "بعدما ضاقت سبل العيش في إسرائيل"، وإنه يعيش برفقة والدته منذ قدومه من روسيا قبل عشرين عاماً.
وأضاف أنه على الرغم من عمله المتواصل في إسرائيل إلا أنه وفي نهاية كل شهر لا يجد ما يملكه لتطوير حياته، واصفاً حياته في إسرائيل بأنها في الحضيض وأنه في حال استمر على هذه الحال، فإنه سيلجأ للانتحار.
يُشار إلى أن إسرائيلياً كان قد وصل إلى ساحة المهد في بيت لحم قبل سنوات عدة وطلب اللجوء السياسي إلى أراضي السلطة الفلسطينية، إلا أن أجهزة الأمن سلمته للارتباط العسكري الذي سلمه بدوره إلى الجانب الإسرائيلي.
 
مستوطنون يقطعون الطرق شمال الضفة الغربية ويقتحمون ضريح يوسف
صحة الأسير العيساوي تتدهور لكنه مصرّ على مواصلة الإضراب
المستقبل..رام الله ـ أحمد رمضان
أكد أطباء في مستشفى "كابلان" لمحامي نادي الأسير فواز شلودي الذي قام بزيارة للأسير سامر العيساوي، المضرب عن الطعام منذ الاول من آب الماضي، أن وضعه الصحي يزداد خطورة، وأن جسده بدأ يضعف بشكل ملحوظ وقد يفقد حياته في أي لحظة، وعلى الرغم من ذلك فإنه مصمم على المضي في إضرابه، مضيفين أن العيساوي يخضع للمراقبة 24 ساعة من خلال جهاز يراقب عمل القلب.
نقل عن الأسير العيساوي أنه يعاني من آلام حادة في جميع أنحاء جسده وخصوصاً البطن والكلى وضعف حاد في النظر، ودوار مستمر، وتنميل دائم بالقدم اليمنى، وأوجاع بالرقبة والعمود الفقري، كما أن نبضات القلب غير مستقرة، إضافة إلى معاناته من ارتفاع في ضغط الدم وأوجاع حادة في القفص الصدري، وانخفاض حاد بنسبة السكر، وكذلك انخفاض في وزنه الذي أصبح 46 كيلوغراماً.
ووجه العيساوي عبر محامي نادي الاسير، رسالة قال فيها "أحيي جميع المقاتلين مع الأسرى، وأنا ما زلت على الوعد والعهد باقي، فإما الحرية أو الاستشهاد"، مجدداً رفضه الابعاد عن الضفة الغربية.
وقال: "أني ارفض وبشكل مطلق، فكرة الإبعاد جملة وتفصيلاً، حتى لو كان الإبعاد إلى غزة العزة على الرغم من أنها جزء من وطني، إلا أنني أريد العودة إلى الأراضي المقدسة، إلى منزلي بين أحضان والدي وأهلي وقريتي وبلدتي (العيسوية)، وأقول واردد" إما القدس وإما الشهادة، ولا خيار ثالث".
الى ذلك، قطع عشرات المستوطنين، الطريق الواصل بين مدن عدة في شمال الضفة، وقاموا باعمال عربدة، واغلقوا الشوارع الرئيسية، ورشقوا السيارات الفلسطينية بالحجارة.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، ان "المستوطنين تجمعوا في ثلاثة مواقع غرب مدينة نابلس، الموقع الاول عند مفرق دير شرف، قرب مستوطنة "شافي شمرون"، والثاني عند مفرق مستوطنة "قدوميم"، والثالث عند مفرق مستوطنة "يتسهار"، وقاموا باغلاق الشوارع ورشقوا السيارات الفلسطينية على الطريق بين مدينة نابلس ومدن جنين وقلقيلية ورام الله بالحجارة".
واوضح دغلس ان اضرارا مادية لحقت بعدد من السيارات، في حين لم يبلغ عن وقوع اصابات. واضاف ان الجيش الاسرائيلي حضر الى الموقع واقام حاجزاً عسكرياً في المنطقة لتأمين الحماية للمستوطنين.
من جهة اخرى، أدى مئات المستوطنين طقوسا دينية في (ضريح يوسف)، بالقرب من مخيم بلاطة، شرق نابلس.
وقالت مصادر محلية إن اكثر من عشرة حافلات تقل مئات المستوطنين وصلت إلى منطقة القبر تحت حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال، التي اقتحمت المدينة تمهيدا لدخول المستوطنين وحمايتهم.
ومنعت قوات الاحتلال طالبات "مشروع احياء مصاطب العلم في الاقصى" من دخول الحرم القدسي.
وقالت مؤسسة "الاقصى للوقف والتراث" في بيان صدر عنها، ان قوات الاحتلال نصبت حواجز على ابواب المسجد الاقصى، وحالت من دون دخول أي طالبة من طالبات مصاطب العلم، من دون ابداء الاسباب.
وفي سياق متصل، اقتحمت مجموعة من استخبارات الاحتلال الإسرائيلي، الجامع القبلي المسقوف، وقامت بجولة استكشافية في انحاء متفرقة فيه .
ودعا عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس احمد قريع (ابو علاء)، الشعب الفلسطيني والمقدسيين بشكل خاص، الى وقفة رسمية وجماهيرية شعبية لحماية المسجد الاقصى، والالتفاف حوله وتكثيف التواجد فيه في كل الاوقات والتصدي لأي عدوان او اقتحام من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلية، والمستوطنين الذين يصرون على تدنيسه وانتهاك حرمته والتجول في ساحاته بشكل لا يليق بقدسية المكان.
وحذر قريع، من المخاطر الحقيقية المحدقة بالمسجد الاقصى، بصورة خاصة وبالأماكن الدينية والتاريخية في مدينة القدس بشكل عام، معتبراً منع طالبات العلم والمرابطات من دخول المسجد الأقصى، وأقتحام المسجد القبلي من قبل تسع مستوطنات تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية "تحدياً صارخا للأمة العربية والإسلامية واستفزاز مشاعر المسلمين والمصلين والمؤمنين في مدينة القدس وفي العالمين العربي والاسلامي، كما ان تكرار الاعتداءات والاقتحامات لساحات المسجد الاقصى وممارسة التضيق والاعتداء على المصلين يستدعي العمل الجاد لحمايته بكل الطرق والأساليب".
إلى ذلك، اعتقلت قوات أمس الإثنين، أربعة فلسطينيين خلال حملات دهم في محافظتي بيت لحم وجنين في الضفة الغربية.
يشار الى ان الاحتلال الإسرائيلي ينفذ بشكل شبه يومي حملات اعتقال في مدن الضفة وبلداتها.
 
«البيت اليهودي» لن يسمح بوقف الاستيطان ولن يمانع بإطلاق أسرى أو استئناف التفاوض
الحياة..الناصرة – أسعد تلحمي
استبق حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرف الذي يمثل غلاة المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تشكيل الحكومة الجديدة المتوقع الإعلان عنها الأسبوع الجاري، والتي سيكون هذا الحزب جزءاً مهماً من توليفتها، ليوضح أنه لن يسمح بتجميد البناء في المستوطنات، لكنه لن يعارض أن تقوم الحكومة الجديدة بإطلاق أسرى أو نقل العائدات الضريبية للسلطة الفلسطينية في مقابل استئناف المفاوضات.
وقال مسؤول كبير في الحزب لوسائل الإعلام العبرية أمس أن الحزب يدخل الحكومة الجديدة ليكون شريكاً فيها، لا لينسحب منها بعد أسابيع معدودة، لكنه لن يسمح بأن تقرر الحكومة تجميد الاستيطان «لأن هذا لم يكن يوماً شرطاً لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وليس معقولاً أن يصبح اليوم شرطاً». وأضاف أنه إذا ما أرادت الحكومة الجديدة أن تقوم ببادرات حسن نية تجاه الفلسطينيين، فإنه يمكنها أن تقرر الإفراج عن أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية أو تحرير أموال للسلطة، «ونحن لن نقوّض الحكومة على خطوات كهذه».
من جهته، اعتبر النائب من حزب «العمل» الوسطي المعارض يعقوف هرتسوغ قول النائب من «البيت اليهودي» المرشح لمنصب وزير الإسكان والبناء اوري أريئل انه «لن يتم بأي حال من الأحوال تجميد البناء في المستوطنات حتى خارج التكتلات الاستيطانية الكبرى»، رسالة واضحة للحكومة الجديدة تقول إنه لن يتم استئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين، و «عليه استغرب من زعيمة «الحركة» تسيبي ليفني أن تجلس في حكومة كهذه».
ووصف محرر صحيفة «هآرتس» العبرية ألوف بِن الحكومة المتبلور تشكيلها «حكومة المليون مستوطن». وكتب أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لقّن خلال المفاوضات لتشكيل حكومته زعيم حزب «يش عتيد» يئير لبيد درساً في السياسة، إذ أظهره على أنه «سياسي مبتدئ وفارغ» يبحث عن الجاه والكرسي الوزاري الأثير، بينما أبقى (نتانياهو) بيد حزبه «ليكود بيتنا» أهم حقيبتين: الأمن والخارجية. وأضاف أن الهدف الواضح للحكومة الجديدة هو «توسيع الاستيطان وتحقيق حلم المليون مستوطن في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وهذا الرقم السحري سيحبط تقسيم البلاد ويحول للأبد دون إقامة الدولة الفلسطينية». وتابع أن تسليم وزارة الدفاع للصقر الأمني موشيه يعالون والإسكان والبناء لنائب من «البيت اليهودي»، يعني أنهما «لا يشاركان في حكومة ستجمد البناء الاستيطاني إنما ليطبقا تقرير القاضي المتقاعد إدموند ليفي الذي يعتبر البناء في المستوطنات حقاً مشروعاً» بحسب القانون الدولي، ويدعو إلى إضفاء الشرعية القانونية على البؤر الاستيطانية العشوائية. وتابع مشيراً إلى أن الحكومة الجديدة تضم غالبية من الوزراء المعارضين التسوية مع الفلسطينيين، بينهم وزراء «ليكود» الذين يسعون إلى إرضاء المستوطنين، «وسيكون صعباً على لبيد وليفني منافسة (المتطرفين) يعالون وبينيت وأفيغدور ليبرمان وجدعون ساعر ويسرائيل كاتس ويئير شمير». وأضاف أن نتانياهو سيسعى إلى كسب الهدوء السياسي الداخلي من خلال توسيع الاستيطان «حتى بثمن بسيط من التنديد الدولي»، مضيفاً أن الرئيس باراك أوباما سيبقى منشغلاً في ردع إسرائيل عن مهاجمة إيران، وسيغض الطرف عن ممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، و «هذه هي الصفقة التي سيسعى نتانياهو إلى تحقيقها مع الرئيس أوباما» خلال زيارته إسرائيل الأسبوع المقبل. وختم أن نتانياهو «نجح في تشكيل حكومة قوية تجاه الخارج، ومتطرفة قومياً تجاه الداخل»، كما نجح في تكبيل يدي لبيد وبينيت اللذين سينشغلان في كيفية إثبات نفسيهما، وأبقى «الحرديم» خارج التشكيلة لإدراكه أنهم سيزحفون عائدين إلى الحكومة.
في غضون ذلك، تواصلت أمس محاولات الساعات الأخيرة لإنجاز اتفاق بين الأحزاب المرشحة لتشكيل الحكومة الجديدة، وسط أنباء عن محاولات ضغط من لبيد على نتانياهو لتقليل عدد وزراء ونواب وزراء الحكومة الجديدة وتسليم حزبه (يش عتيد) حقيبة التربية والتعليم التي يصر «ليكود» على أن تبقى بيده.
كذلك تم الكشف أمس عن محاولات سرية قام بها نتانياهو قبل أيام لإقناع حزبي «الحرديم» المتزمتين دينياً، «شاس» و «يهدوت هتوراه»، للانضمام إلى حكومته في مقابل إبقاء «يش عتيد» خارجها، لكنها لم تتكلل بالنجاح لرفض «الحرديم» تعديل قانون التجنيد الإلزامي على نحو يشمل الشبان «الحرديم» أيضاً. وعزت أوساط في «ليكود» التأخير في إنجاز اتفاق إلى محاولات «يش عتيد» ابتزاز نتانياهو وتحقيق مكاسب حزبية «في الساعات الأخيرة» بعد أن حملت تعليقات الصحف قبل يومين على لبيد بداعي أنه تنازل عن شروطه المسبقة للدخول في حكومة نتانياهو.
 
 
عدد الوزراء وتجنيد المتدينين عقبتان أمام إعلان الحكومة الإسرائيلية الجديدة
رام الله ـ "المستقبل"
واصلت طواقم أربعة أحزاب إسرائيلية أمس اجتماعاتها على أمل التوصل إلى اتفاق لتشكيل الائتلاف الحكومي الجديد في عدد من القضايا وأبرزها قضية تجنيد المتدينين وعدد وزراء الحكومة، وتوزيع الحقائب الوزارية.
ويأتي ذلك قبل ستة أيام فقط على نهاية الموعد المحدد لتشكيل الحكومة وعرضها على الكنيست.
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو صرح ليل الاحد الاثنين، أنه جرى التوصل الى تفاهمات حول برنامج الحكومة وخططها المستقبلية، وبقي فقط الاتفاق على توزيع الحقائب الوزارية.
وقد ضم الاجتماع كلاً من نتنياهو وأفيغدور ليبرمان ويائير لابيد ونفتالي بنيت، بعد فشلهم في التوصل الى اتفاق خلال اجتماعهم اول أمس، الى جانب طواقم المفاوضات التي استمرت في النقاش حتى الرابعة من فجر امس.
وقال لابيد قبيل انعقاد النقاشات الائتلافية، "نجن جئنا لتشكيل الحكومة المستقرة والجيدة للجمهور الاسرائيلي، وأنا أمل انه في الساعات أو الايام المقبلة أن سنستكمل هذه المهمة بعون الله".
مصادر مقربة من لابيد أفادت "ان هناك تقدماً بطيئاً في المفاوضات، والطواقم موجودة على بعد كبير من الاتفاق، والمشكلة الرئيسية تتمحور حول قضية تجنيد المتدينين".
وأشارت الصحيفة الى أن قائمة "الليكود ـ إسرائيل بيتنا" اعدت صيغة جديدة حول قضية تجنيد المتدينين (المساواة في تحمل العبء)، وهي بصدد عرضها على حزبي "هناك مستقبل" و"البيت اليهودي" على أمل التوصل الى اتفاق".
وأشارت الإذاعة الإسرائيلية العامة إلى حصول تقدم خلال المحادثات، إلا أنه ما زالت بعض الخلافات في عدد من القضايا، وبينها عدد الوزراء في الحكومة، وعدد نواب الوزراء وتعيين الوزراء.
وكان ليبرمان قد صرح في اجتماع لكتلته، أنه من الواضح أن حقيبة وزارة الخارجية ستظل بيد حزبه "إسرائيل بيتنا". كما نقل عنه قوله إن رؤساء حكومات، من ديفيد بن غوريون وحتى ايهود باراك، أبقوا وزارات في أيديهم، وبينها وزارة الدفاع.
وأشارت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر امس إلى "أن اختيار نتنياهو لحكومة تضم حزب "هناك مستقبل" برئاسة "يائير لابيد" كشريك أساسي في الحكومة المقبلة، ستؤثر على سياسات المجلس الأمني المصغر".
ورأت الصحيفة أن معركة الخطوط التي ستسير عليها الحكومة المقبلة قد تتصاعد خلال الأشهر المقبلة خصوصاً بعد مواصلة نتنياهو التصعيد بشأن الملف النووي الإيراني، في حين تم انتخاب لابيد على أساس حرف البوصلة عن إيران، وعدم تدهور علاقات إسرائيل في الشرق الأوسط بسبب إيران.
كما أن وزير الدفاع المقبل، بحسب الصحيفة، بوغي يعلون يُعتبر من أصحاب السياسة المعتدلة نسبياً بشأن الملف النووي الإيراني، مشيرة إلى أن وزيرة العدل القادمة تسيبي ليفني هي الأخرى ذات اتجاه معتدل بخصوص هذا الملف.
واشارت الصحيفة إلى أن كل من زعيم حزب (البيت اليهودي) نفتالي بينيت ويعلون لن يعارضا تجديد المفاوضات مع الجانب الفلسطيني خصوصاً اذا ما تأكدوا أنها مفاوضات من دون أي محتوى عملي واضح.
 
أزمة بين عباس وفياض بسبب استقالة وزير المال

 

الحياة...رام الله – محمد يونس
أحدثت استقالة وزير المال الدكتور نبيل قسيس هزة في النظام السياسي الفلسطيني الذي يعيش أزمة دستورية عميقة منذ الانقسام عام 2007. وقالت مصادر في المؤسسة السياسية الفلسطينية لـ «الحياة» إن استقالة قسيس تسببت في ازمة بين الرئاسة ورئاسة الحكومة، ذلك ان الرئيس محمود عباس تمسك بالوزير وأقنعه بالعودة بعد أن وافق رئيس الوزراء سلام فياض على استقالته.
وأوضحت المصادر ان الرئيس اقنع وزير المال بالعدول عن استقالته، لكن رئيس الوزراء طلب ان يجري ذلك وفقاً للاجراءات الدستورية، أي أن يصار الى تعيينه وزيراً للمال من جديد، بما يتطلبه ذلك من صدور قرار بتعيينه، وقيامه بأداء القسم، بعد أن دخلت استقالته المكتوبة حيز التنفيذ.
وأضافت ان الازمة الراهنة هي أحد مظاهر أزمة متنامية بين فياض وحركة «فتح»، ذلك ان عدداً من قيادات الحركة يطالب بتنحية فياض وتعيين رئيس وزراء من الحركة. وزادت هذه المطالبات بعد فشل جهود المصالحة مع حركة «حماس»، اذ كان متوقعاً تعيين رئيس وزراء جديد وحكومة جديدة.
وكان وزير المال استقال الاسبوع الماضي بسبب الازمة المالية التي تعيشها السلطة، لكن الرئاسة طلبت منه العودة، وهو ما قبله.
وقالت المصادر إن فياض قبل استقاله الوزير بعد اصراره عليها، لكنه فوجئ بتراجعه عنها، مضيفة: «لم يعترض فياض على عودة الوزير، لكنه طلب أن يجري تعيينه من جديد في المنصب، التزاماً بالقانون، الامر الذي احدث ازمة بين مؤسستي الرئاسة والحكومة».
وتعيش السلطة الفلسطينية في ازمة مالية خانقة نتيجة تراجع الدعم المالي الدولي. وتسببت الازمة المالية بأزمة داخلية نتيجة قيام النقابات التي تقودها «فتح» بإضرابات ضد الحكومة، الامر الذي أزعج فياض الذي يرى في هذه الاضرابات جزءاً من الضغط الذي تمارسه عليه بعض المراكز في الحركة.
وقالت مصادر مطلعة ان فياض نفسه قدم استقالته للرئيس أكثر من مرة في الاشهر الأخيرة بسبب هذه الضغوط، لكن الرئيس طلب منه البقاء في المنصب لحين اتضاح معالم الحوار مع «حماس» واحتمال تشكيل حكومة جديدة.
 
"حماس" ترفض تغيير الصفة القانونية لتعريف اللاجئ الفلسطيني في الأمم المتحدة
المستقبل...
أعلنت حركة "حماس"، أمس الاثنين، رفضها المساعي الإسرائيلية الرامية الى تغيير الصبغة القانونية الخاصة بتعريف اللاجئين الفلسطينيين في الأمم المتحدة.
وقالت دائرة شؤون اللاجئين في "حماس" في بيان تلقت "يونايتد برس انترناشونال" نسخة منه، إنها "لن تسمح بأي تلاعب يمس اسم وتعريف اللاجئ الفلسطيني في المواثيق الدولية".
وكانت ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة، رون بريسور، تحدث عن مساع إسرائيلية لتغيير الصبغة القانونية الخاصة بتعريف اللاجئين الفلسطينيين، لإسقاط هذه الصفة عن أبناء الفلسطينيين الذين هجروا عام 1948.
وقالت دائرة شؤون اللاجئين في "حماس" إن "المسعى الإسرائيلي سبق أن عرض عبر عضو كونغرس أميركي لإنهاء عملية النقل الأوتوماتيكية لصفة لاجئ التي تطلق الآن على أحفاد اللاجئين الفلسطينيين".
وشددت على أن "توارث الصفة من جيل إلى آخر أمر طبيعي"، محذرة من أن "أي تلاعب في وضع اللاجئين ومستقبلهم وحقوقهم يعني إرباك المنطقة والعالم، ولن يسمح اللاجئون الفلسطينيون بمرور هذه المؤامرات مرّ الكرام".
وأضافت أن "إسرائيل ستدفع من أمنها ثمناً لهذا التلاعب، وسيطال الأمر كل مَن يقف إلى جانبها في هذه الحماقات". ودعت "حماس" الأمم المتحدة ووكالة "الأونروا" الى عدم التعاطي مع هذه المطالب غير المسؤولة.
وشددت على أن حركة "حماس"، "وكل حركات شعبنا الفلسطيني المقاوِمة، لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى أهم ثوابت الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، يتصرف بها الصهاينة وحلفاؤهم". وحذرت من أن "إسرائيل بمسعاها هذا ستدفع لتوتير المنطقة ككل".
(يو بي أي)
 
حوار / القيادي «الحمساوي» أرجع تأجيل لقاء 27 فبراير إلى التلاسن بين رام الله وغزة
أبو مرزوق لـ «الراي»: أميركا هددت السلطة بوقف الدعم إذا تصالحت مع «حماس»
 القاهرة - من مصطفى أبوهارون
كشف نائب رئيس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) موسى أبومرزوق عن أن سبب تأجيل «حماس» مؤتمر المصالحة مع حركة فتح في 27 فبراير الماضي، هو التخوف من أن تكون أجواء اللقاء غير مواتية نتيجة لاستمرار الخلافات بين الطرفين، وقال في حوار مع «الراي» إن الولايات المتحدة تهدد السلطة في رام الله بوقف الدعم الذي يبلغ 450 مليون دولار، إذا أجريت المصالحة، وبالضغط على الدول المانحة في أوروبا لتوقف هذا الدعم أيضا.
وحول هدم مصر عددا من الأنفاق اخيرا في المنطقة الحدودية، قال القيادي ابو مرزوق إن الأنفاق مطروحة في كل الأجندات السياسية وحلها أبسط مما تتخيلون، إذا فتح معبر رفح للبضائع، كما هو مفتوح للأشخاص تنتهي المشكلة لأن المستفيدين من الأنفاق لن يجدوا «زبائن».
وفي الاتي نص الحوار:
• ما الهدف من طلبكم تأجيل الاجتماع مع حركة فتح في 27 فبراير الماضي؟
- لا يوجد هدف، لكننا أردنا أن تكون أجواء اللقاء إيجابية، ولذلك أجلناه بسبب الملاسنات في رام الله، ولا ينبغي أن تجرى الاجتماعات في ظل أجواء سلبية.
• ما دخل الولايات المتحدة، كما ترددون بتعطيل المصالحة؟
- هناك قانون أميركي يمنع منح أي دعم لمؤسسة على قائمة المنظمات أو الدول الداعمة للإرهاب، وحماس موجودة على القائمة، وبالتالي تقول إذا أجريت مصالحة مع حماس فسنوقف دعم السلطة الفلسطينية الذي يقدر بـ 450 مليون دولار، ولا يتوقف التهديد عند هذا المبلغ فقط، فالولايات المتحدة تضغط أيضا على الدول المانحة لمنع تقديم مساعدات، وهو ما سيؤثر على السلطة، وهذا تدخل فاضح وسافر من الولايات المتحدة.
• هل تفضلون بقاء الوضع كما هو لسلطتين في رام الله وغزة؟
- ليس لـ «حماس» ولا لـ «فتح» خيار، إلا بانهاء الانقسام فهو مطلب فلسطيني، ويتحمل الجميع فضلا عن «فتح» و«حماس» مسؤوليته في إنهاء الانقسام.
• وبماذا تعلقون على هدم الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة؟
- الأنفاق مسألة مطروحة في كل الأجندات السياسية والصحافة، وحلها أبسط مما يتخيل الكثيرون. إذا فتح معبر رفح للبضائع، كما هو مفتوح للأشخاص تنتهي المشكلة، لأنه لن يوجد لها زبون أو يستخدمها أحد.
• هل هناك معتقلون سلفيون في غزة؟
- لا يوجد أي معتقل على خلفية سياسية أو دينية أو غير ذلك من قضايا. إذا كان هناك معتقل يكون ذلك بسبب جريمة معينة ارتكبها، أما أنا فلا أعرف تصنيفات وأول مرة أسمع بوجود معتقلين سلفيين في غزة.
• هل هناك مقاتلون من «حماس» مع الجيش السوري الحر؟
- «حماس» خرجت من سورية ولم يكن لها مقاتلون بالأصل، و«حماس» ليس لديها مقاتلون في أي بقعة خارج حدود فلسطين، وسياستنا هي مقاومة الاحتلال على الأراضي فلسطينية.
• كيف تقيمون علاقتكم مع إيران في إطار الأزمة السورية؟
- نحن كحركة تحرر وطني في فلسطين هدفنا الأساسي أن نحرر أرضنا وأن يعود شعبنا لأرضه، وبالتالي نبحث عن كل من يقف بجانبنا في مثل هذه المهمة الشاقة والصعبة، لا نبحث عن أن تكون ايران فقط بجانبنا ولكن نبحث أن يكون كل العالم بجانبنا حتى نستطيع إعادة أرضنا وتحريرها.
ونود أن تكون علاقتنا إيجابية في كل المراحل مع كل الدول والمنظمات ومع كل الأشخاص، لا نريد أن نصنع عداوة مع أحد ولا نتدخل في شؤون الآخرين ومواقفنا كلها نابعة من مؤسساتنا.
كما أننا لا نتدخل في الشأن السوري وموقفنا على الحياد في القضية السورية ونفضل أن يكون الحل في سورية سياسيا وليس أمنيا. واختلفنا مع القيادة السورية في موضوع الحل واضطررنا إلى أن نخرج من سورية عندما لم يكن لدينا خيار إما أبيض أو أسود.
• كيف ترون إنشاء متحف للرموز الوطنية الفلسطينية مدافع عن القضية الفلسطينية؟
- هناك اقتراح قدمته حماس لمؤسسة ياسر عرفات لمواجهة تزييف التاريخ الفلسطيني وقضيتنا الوطنية وهناك فرصة كبيرة لإنشاء متحف لفلسطين يضم تاريخ النضال الفلسطيني وجرائم العدو الصهيوني الذي ارتكب ما يزيد على مئة مجزرة أكبرها في صبرا وشاتيلا، حيث قتل ثلاثة آلاف و500 فلسطيني، ومجزرة خان يونس التي قتل فيها أكثر من 500 شخص، كل هؤلاء قتلوا بدم بارد، وهناك مجزرة رفح وهناك مجزرة دير ياسين.
كما أن ذلك المتحف مهم لكشف عمليات الاغتيال السياسي المدانة في كل انحاء العالم. فمعظم رموز العمل الوطني تم اغتيالهم، وأعتقد أنه سيكون ردا على من يتحدثون عنه من محرقة أو مظلمة لليهود في أوروبا....
 
«الموساد» تنصت على عباس عشية اتفاق أوسلو
الرأي...القدس - يو بي اي - ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، امس، أن جهاز «الموساد» كشف المحادثات السرية التي جرت بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عشية توقيع اتفاق أوسلو العام 1993، عبر زرع جهازي تنصت في مكتب نائب رئيس المنظمة أنذاك محمود عباس.
وأكد موقع الصحيفة الالكتروني إن «الموساد جنّد مسؤولا في منظمة التحرير لزرع جهازي تنصت في مكتب عباس في تونس، وأن أحد الجهازين تم وضعه في مقعد عباس والآخر في المصباح الموضوع على طاولة مكتبه». وأشارت إلى أن «الموساد أطلق على هذه العملية اسم الصوف الذهبي، وحصل من خلال التنصت على ما يحدث في مكتب عباس حينذاك على معلومات مهمة وبينها المحادثات السرية، التي لم يكن الموساد مطلعا عليها».
 
من سيفوز.. أوباما أم نتنياهو؟
المستقبل...هشام دبسي
ملك إسرائيل يلعب بالحجارة البيضاء، وسيد البيت الأبيض يلعب بالحجارة السوداء، ما يعني في لعبة الشطرنج، أن الأسود يسعى للتعادل، بخلاف الأبيض الحائز على أفضلية النقلة الأولى، وعليه أن ينتصر.
ولأن نتنياهو يمتلك دعماً جمهورياً أميركياً مضافاً إليه بعض الدعم الديمقراطي، فضلاً عن الإجماع الإسرائيلي، يلعب الآن بالحجارة البيضاء وعليه واجب الفوز.
لكن كيف ينظر أوباما ويفكر إزاء نتنياهو اللدود؟
في السنوات الماضية، وصلت الأمور بينهما حد التنابذ، وصار اللقاء الثنائي يستوجب جهداً استثنائياً من فريقي عملهما، فضلاً عن "سعاة الخير" المجندين باستمرار لخدمة العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية.
ما تقدم يشير إلى صراع ما، يقتضي التحقق منه، عبر قراءة أقوال وتصريحات الرئيس أوباما، العلنية منها وداخل الأروقة المغلقة، ولا حاجة لنا بالتحقق من الأفعال لأنها واضحة. إن مضمون كلام الرئيس أوباما يحمل حرصاً على إسرائيل، وغيرة على مصالحها، وحماية لها من الأخطاء، التي يرتكبها نتنياهو بحق شعبه ودولته. كأن يقول عن نتنياهو أن أوباما يدفع إسرائيل نحو العزلة الدولية الخطيرة أو أن يعتبره أسيراً بيد اللوبي الاستيطاني، لذا فهو ليس معنياً بتقديم بادرات طيبة للفلسطينيين، ما يجعل من المبادرة الأميركية لتحريك العملية السياسية في هذا الوقت خطوة غير صحيحة.
وبمقارنة هذا الكلام ما بين الإدانة والتبرير، تميل الكفة لمصلحة التبرير، وإعفاء الإدارة الأميركية من التحرك الجدي في الملف الفلسطيني، وهذه مسؤوليتها. أليس في ذلك ما يريده نتنياهو على وجه الدقة. أي انكفاء الراعي الحصري للمفاوضات أمام أبسط أنواع الضغط من اللوبي الاستيطاني، علماً أن المسألة هنا لا تنطوي على ضغط، بقدر ما تعكس الاتجاهات الفعلية للحكومة ورئيسها، بوصفه قائد ائتلاف يمثل أقصى اليمين السياسي المتحالف مع قوى التطرف في المستويين العسكري والأمني.
وفي الاتجاه نفسه، يشكل نتنياهو، ائتلافه الجديد مع حزب المستوطنين الأكثر تطرفاً "البيت اليهودي" ويرسم الخطوط السياسية العريضة للحكومة المقبلة، بثوابتها السابقة: استمرار الاستيطان، ومتابعة تهويد القدس، وإخراجها من ملف المفاوضات"، فضلاً عن رفض الانسحاب من كامل الأراضي المحتلة، وإسقاط حق العودة الفلسطيني.
هذه هي الخطوط السياسية للحكومة، التي ستستقبل الرئيس أوباما، فهل سيعود الرئيس الأميركي للقول مجدداً أنها حكومة أسيرة اللوبي الاستيطاني، ومن غير المجدي طرح مبادرة لتحريك العملية السياسية والعودة للمفاوضات؟
إن حرص الإدارة على خفض سقف التوقعات، يمنح الحكومة الجديدة في إسرائيل، فرصة تحقيق قفزة نوعية جديدة، في سياسة التوسع الاستيطاني، حيث أن الوقائع الجديدة، تفعل فعلها مع الوقت، وتنشأ بموجها مواقف جديدة تتناسب مع تلك الوقائع وتحتويها، أليس الرئيس جورج بوش الابن أول من شرّع في السياسة الأميركية المستوطنات الكبرى، واعتبر إخلاءها والتخلي عنها ضرب من الخيال!! أليست فكرة مبادلة الأراضي التي ابتكرها الرئيس كلينتون، هي تدوير زوايا من أجل عدم المساس بتلك المستوطنات، وقد كلفت الخزينة الإسرائيلية أكثر من خمسين مليار دولار حتى الآن.
في بداية عهده بالرئاسة، خاض أوباما معركة انتزاع الاعتراف بحل الدولتين من نتنياهو، ولم يُعقْد اللقاء الأول بينهما حتى نطق نتنياهو بالكلمة السحرية "حل الدولتين"، وبخلاف ذلك، لم يسجل للرئيس الأميركي إنجازاً آخر، لكن نتنياهو استطاع ترتيب هجوم مضاد وصل إلى منصة الكونغرس الأميركي وحاز على التصفيق تحدياً للرئيس.
والآن يصرح أوري أرئيل وهو أحد أقطاب "البيت اليهودي" بأن "حديث الحكومة عن قبول حل الدولتين لا يعني شيئاً طالما لا تُتْخذ إجراءات في هذا الاتجاه على الأرض". جاء هذا الإعلان في سياق تبرير مشاركة حزبه في حكومة تتبنى ما يعلن رفضه باستمرار.
الشيء الوحيد الذي يجب أن يقوله أوري أرئيل، هو أن نتنياهو حاز على الثقة، المبنية على تجربة وزارتين، استطاعتا إجهاض كل خطوة يمكن أن تؤدي إلى حل الدولتين. لذا لا ضير ولا ضرار، بأن يتضمن برنامج الحكومة الثالثة العبارة السحرية المرضية للإدارة الأميركية.
هذا ما جاء عن يمين نتنياهو، فلنرى ما جاء عن يساره. لقد كانت أهم شروط النجم الصاعد مائير لبيد زعيم حزب "يوجد مستقبل"، ضرورة تقليص الصلاحيات الواردة في اتفاق نتنياهو مع تسيبي ليفني زعيمه حزب "الحركة" بشأن المفاوضات مع الفلسطينيين، ما يجعل حقيبة ليفني ممتلئة بأحجار الاستيطان والجدار العازل والمنطقة الأمنية في غور الأردن، بعد سحب ملف القدس واللاجئين من حقيبة التفاوض مع السلطة الوطنية.
في جولته في المنطقة، استمع وزير الخارجية الاميركي جون كيري للموقف الرسمي العربي، وبالتحديد لوجهة النظر السعودية في الملفات الأساسية (سوريا، إيران، فلسطين)، بعدها تبدلت الموجة المنخفضة لتصريحاته في أوروبا بموجة أعلى قليلاً، دون مغادرة الموقف الأساسي في الإدارة، التي تفضل الانكفاء، والعمل الدبلوماسي الهادئ في بحر الدم النازف. لكن هل صحيح أن الإدارة الحالية تطبق هذه السياسة بشمولية؟ لننظر إلى الموقف الأميركي حيال الاعتراف بالدولة الفلسطينية على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة، نرى بأن ما يتعلق بدولة إسرائيل لا ينطبق عليه القواعد العامة المتبعة في غير صعيد.
لعل نظرية الانكفاء لا يمكن فهمها إلا على قاعدة الربح والخسارة، وهي غير فعّالة في الحالة الفلسطينية أو السورية إذ لا أرباح صافية حتى الآن.
وبالعودة لوزير الخارجية الأميركي الجديد، فإن ما يشاع الآن من طلب تعديل أو تحديث "المبادرة العربية للسلام" لتصبح مبادرة قابلة للتسويق لدى الإسرائيلي، ينطوي على شطب حق العودة الفلسطيني والتخلي عن النص بشأن حدود خط الهدنة "4 حزيران 67" بما يفتح الباب أمام الإسرائيلي للاحتفاظ بما يشاء من أرض الضفة الغربية، مقابل تبادل لصالح قطاع غزة. وهذه لا تشبه ما تم التفاوض عليه زمن الرئيس كلينتون، لأنه لا يلزمها إلاَّ بمجمل المساحة فقط، ناهيك عن العقبة الكبرى المتعلقة بمصير القدس الشرقية.
هذا الغبار التفاوضي، يسبق حضور الرئيس أوباما، ويسبق خطابه للشعب الإسرائيلي، وربما للشعب اليهودي فقط في إسرائيل، وهو الأرجح ليطمئنه أولاً على الالتزام الصارم بالأمن الإسرائيلي والتنسيق الاستراتيجي وليطلب منه، تشجيع قادته على أن يجنحوا نحو السلام، فهذه الدعوة لا بد منها، وهي جزء أساسي من أخلاقيات الخطاب السياسي، إلا أن نتنياهو وصحبه لن يعجبه ذلك، وسيعتبر الأمر من باب الضغط عليه بوسائل أخرى. حيث لا مكانة للأخلاق في السياسة!...
 

المصدر: مصادر مختلفة

Iran: Death of a President….....

 الأربعاء 22 أيار 2024 - 11:01 ص

Iran: Death of a President…..... A helicopter crash on 19 May killed Iranian President Ebrahim Ra… تتمة »

عدد الزيارات: 157,707,649

عدد الزوار: 7,076,953

المتواجدون الآن: 64