المالكي ينخرط ميدانياً في الحرب على الثوار السوريين...نعم هو صدام الشيعي..لأول مرة منذ صدام.. قوات عراقية تعبر الحدود..ملامح التسوية الأميركية ـ الروسية حول سوريا.. مصالح وملفات إقليمية

علي ينفي استدعاءه الى "الخارجية": قصف قرى لبنانية ضرورة سورية!..ميزان القوى يتحول ميدانياً لمصلحة الثورة السورية...نيران الحرب وصلت العراق... والمعارضة تتهم بغداد بالمشاركة...الجيش السوري يتقدم في حلب ويستعيد السيطرة على معبر حدودي مع العراق

تاريخ الإضافة الإثنين 4 آذار 2013 - 6:17 ص    عدد الزيارات 1884    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

علي ينفي استدعاءه الى "الخارجية": قصف قرى لبنانية ضرورة سورية!
المستقبل..
نفى سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي استدعاءه امس من وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، مؤكداً أنهما ركزا "على ما تتعرض له الحدود السورية من انتهاكات من قبل مسلحين من لبنان بما يشكل انتهاكاً للسيادتين". وبرّر ما تقوم به سوريا وجيشها من قصف للقرى المحاذية للحدود في الداخل اللبناني بأنه "ضرورة حفاظاً على أمن سوريا وسيادتها".
وأوضح أن "اللقاء مع الوزير منصور كان محوره التوترات الحدودية واوضاع النازحين. ووضعته في صورة الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة السورية لإيجاد مخارج وحلول للأوضاع التي رتّبتها وفاقمتها حالة التدمير والعدوان التي تقوم بها العصابات المسلّحة بتمويل ودعم خارجيين. آملاً في "ان تكون الحلول السياسية والحوار التي تدعو اليها الحكومة في سوريا وتعمل على تهيئة المناخات الفاعلة والمسرعة لعملية الحوار هي المخرج من هذه الأزمة المركّبة التي شاركت في العدوان فيها على سوريا كل قوى الشر في العالم".
وعما اذا أبلغه منصور موقف الحكومة الرافض للقصف الذي تتعرّض له القرى الحدودية، أجاب: "الوزير وانا نركّز دائماً على ان ما تتعرّض له الحدود السورية والداخل السوري من انتهاكات من قبل مسلّحين من جنسيات، سواء كانت من المسلّحين الذين يلتجئون إلى الداخل اللبناني او الذين يحملون جنسيات اخرى وتحت عناوين مختلفة، هؤلاء يشكّلون انتهاكاً للسيادتين السورية واللبنانية. وما تقوم به سوريا وجيشها من ردّ على مصادر النيران، هذا لا يمكن إلا التسليم بضرورته حفاظاً على امن سوريا وسيادتها، وهو السياق الطبيعي.
وعما اذا تمّ استدعاؤه من قبل الوزير منصور، قال: "كلا، انا طلبت اللقاء، وبالتالي هناك تنسيق وحرص مستمران على ان تكون معالجة الأمور عبر التنسيق والتشاور ووضع الدولة اللبنانية في صورة ما تتعرّض له سوريا وحدودها وجيشها ومخافر الحدود فيها والأرض السورية، والقضاء اللبناني يُظهر ذلك، كما الإعلام اللبناني ايضاً اي حجم السلاح والمسلّحين وحجم الانتهاكات". ونفى أن يكون طرح مع منصور موضوع إنشاء مخيمات للنازحين داخل الحدود السورية.
 
طهران تثبّت الأسد في السلطة وخيبة أمل شديدة لدى بان كي مون والإبراهيمي
المالكي ينخرط ميدانياً في الحرب على الثوار السوريين
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي... ووكالات
أظهر الدعم الحربي واللوجستي الذي تقدمه القوات العراقية لكتائب النظام السوري في الاشتباكات الدائرة في المناطق الحدودية شمال العراق في مواجهة الجيش السوري الحر، مدى التعاون العسكري الوثيق بين حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونظام بشار الاسد على الرغم من التأكيدات التي قدمتها بغداد على أن موقفها محايد حيال ما يجري في سوريا.
وجدّدت ايران أمس تمسكها الشديد بالرئيس السوري مؤكدة انه "سيشارك" في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في العام 2014، في حين أعربت الامم المتحدة عن خيبة أملها للفشل في انهاء الصراع، مؤكدة في بيان مشترك للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والوسيط في الأزمة السورية الاخضر الابراهيمي أمس، أن الأمم المتحدة مستعدة للقيام بدور في تسهيل محادثات السلام بين جانبي الصراع.
ففي العراق، كشف مصدر مطلع عن أن القوات العراقية المرابطة امام منفذ اليعربية مع سوريا تلقت الاوامر العسكرية بمنع سيطرة الجيش السوري الحر على المنفذ الاستراتيجي.
وأوضح المصدر العراقي في تصريح لصحيفة "المستقبل" ان "توجيهات صدرت من مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي الى القيادة العسكرية المشرفة على ضبط الحدود مع سوريا في محافظة نينوى، بمنع سيطرة عناصر الجيش الحر على منفذ اليعربية المحاذي لمنطقة ربيعة العراقية"، مشيرا الى ان "التوجيهات تتضمن تقديم الاسناد العسكري لقوات النظام السوري والمساهمة بإخلاء الجرحى وتأمين دخول حرس الحدود السوريين الى الاراضي العراقية".
وتابعت المصادر ان "اوامر عسكرية صارمة صدرت أيضاً بالرد بكل الامكانات العسكرية المتاحة على اي محاولة لتوغل عناصر الجيش الحر او اقترابها من الاراضي العراقية"، مشيرة الى ان "زعماء عشائر في منطقة ربيعة التي تقطنها عشائر شمر النافذة يجرون وساطة واتصالات حثيثة مع القيادات العسكرية في بغداد لمنع اتساع الاشتباكات التي تدور في المنطقة المقابلة لبلدة ربيعة خشية سقوط ضحايا عراقيين".
في سياق متصل، أفاد مصدر في قيادة عمليات نينوى أن قوات الجيش العراقي أخلت ضابطاً من الجيش السوري وخمسة من جنوده مصابين وسادساً قتل، في الاشتباكات التي تدور بين قوات الاسد ومقاتلي الجيش الحر الذي يحاول السيطرة على منفذ اليعربية في نينوى (شمال العراق).
وأوضح المصدر أن "الجندي القتيل تم نقله من قبل الجيش العراقي إلى مستشفى تلعفر، فيما تم نقل الضابط والجنود الخمسة المصابين إلى المستشفى الجمهوري في الموصل حيث يخضعون للعلاج"، متوقعاً أن "يفقد الجيش النظامي سيطرته على منفذ اليعربية".
من جهة اخرى، افاد مصدر في منفذ ربيعة الحدودي ان "ستة مدنيين من سكان ناحية ربيعة أصيبوا بجروح جراء سقوط قذائف الجيش النظامي السوري على احد الاسواق في حي القادسية في منطقة ربيعة، فيما تضررت سيارتان في الناحية نتيجة تجدد الاشتباكات بين القوات السورية والجيش الحر" عند منفذ اليعربية المقابل لمنفذ ربيعة الحدودي.
وأكد المصدر أن "الأجهزة الامنية العراقية، طلبت من الأهالي توخي الحذر درءاً لتعرضهم للرصاص الطائش"، لافتا إلى أن "قوات من الجيش العراقي في منفذ ربيعة تراقب الوضع على الجانب السوري تحسباً لأي طارئ خصوصاً وان المنفذ مغلق منذ يوم الخميس الماضي بعد الاشتباكات بين الجانبين".
وأفادت شرطة نينوى (شمال العراق) بأن عددا من عناصر الجيش النظامي السوري دخلوا الأراضي العراقية نتيجة الاشتباكات العنيفة مع سيطرة الجيش الحر في منفذ اليعربية المقابل لمنفذ ربيعة الحدودي، مؤكدة ان "طائرات الجيش النظامي السوري قصفت منفذ اليعربية الحدودي بعد سيطرة الجيش الحر عليه".
وفي وقت لاحق نفت وزارة الدفاع العراقية تدخلها في ما يحدث منذ يوم الجمعة من قتال في منفذ اليعربية على الحدود العراقية - السورية داخل الأراضي السورية.
وأكدت الوزارة في بيان لها أمس، أن ما يجري هناك شأن داخلي والجيش العراقي غير مشتبك مع أي من الجهات المتحاربة في سوريا ولن يسمح بدخول أي متسلل الى أراضيه، وهو واقف على الحدود يمارس مهامه الاعتيادية في السيطرة على الحدود وحمايتها.
وأضافت "إنه ولقرب الحدود ونتيجة الاشتباكات المحتدمة بين الأطراف المتصارعة هناك، اخترقت العيارات النارية الحدود العراقية وأصابت أحد جنودنا".
ولكن كشف أثيل النجيفي محافظ نينوى في شمال العراق، أمس، أن مقاتلات سورية اخترقت الأجواء العراقية وقصفت مواقع الجيش السوري الحر في الأراضي السورية المحاذية للحدود العراقية.
وأضاف النجيفي لـ"سكاي نيوز عربية" أن جنودا من الجيش السوري بينهم جرحى عبروا إلى العراق من سوريا، إثر سيطرة الجيش الحر على منفذ اليعربية الحدودي في مدينة الحسكة.
وتأتي تصريحات النجيفي بعد أن أكدت مصادر المعارضة أن قصفا من الأراضي العراقية استهدف مقاتلي المعارضة المسلحة أمس، أسفر عن مقتل 3 منهم قرب معبر اليعربية.
وقال النجيفي إن الجيش العراقي قدم "الدعم" للقوات السورية "إضافة إلى الإسناد الناري، ما يعني ومن الناحية العملية دخول الجيش العراقي على خط الأزمة لدعم النظام السوري".
كذلك كان رئيس هيئة الأركان بالجيش السوري الحر، سليم إدريس، قال في وقت سابق إن دبابات عراقية وقناصة قصفوا مقاتلي الجيش الحر في منطقة المعبر.
وأكدت ايران أمس تمسكها الشديد بحليفها الرئيسي في المنطقة الرئيس السوري بشار الاسد مؤكدة انه "سيشارك" في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا المقررة العام 2014.
وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم في طهران "في الانتخابات المقبلة، الرئيس الاسد سيشارك (فيها) مثل غيره ولينتخب الشعب السوري من يريد"، وذلك بعد اعلانه ان الاسد سيبقى في السلطة حتى 2014.
وكرر الوزير الايراني السبت "الموقف الرسمي لايران وهو ان الاسد سيبقى الرئيس الشرعي (لسوريا) حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة" عام 2014. واضاف صالحي بعد لقائه المعلم الذي وصل صباحا الى طهران، بعد ستة ايام من زيارته لموسكو، "لا يوجد حل عسكري للازمة السورية والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة".
وعبَّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والوسيط في الأزمة السورية الاخضر الابراهيمي أمس، عن خيبة أملهما للفشل في انهاء الصراع في سوريا وقالا إن الأمم المتحدة مستعدة للقيام بدور في تسهيل محادثات السلام بين جانبي الصراع.
واجتمع بان والابراهيمي في مونت بيليرين بسويسرا لمناقشة الحرب التي مضى عليها عامان وأودت بحياة زهاء 70 ألف شخص.
وقالا في بيان مشترك إنهما "يأسفان أن الحكومة وقوات المعارضة المسلحة أصبحا لا يباليان على نحو متزايد بحياة البشر وشددا على أهمية المحاسبة عن جرائم الحرب في حق الإنسانية."
وقال البيان المشترك "سترحب الأمم المتحدة وتكون مستعدة لتسهيل الحوار بين وفد قوي يمثل المعارضة ووفد للحكومة السورية يتمتع بمصداقية ولديه تفويض منها"، وتابع البيان "عبرا كلاهما عن خيبة أمل شديدة لفشل المجتمع الدولي في التصرف في إطار من الوحدة لإنهاء الصراع."
ميدانياً، سمع سكان العاصمة السورية دمشق أصوات انفجارات عنيفة لم يعرف مصدرها على وجه الدقة، وسمعها بوضوح سكان وسط العاصمة ومناطق ركن الدين والشيخ سعد والمزة والسومرية.
ويرجح مراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط فى دمشق أن تكون التفجيرات بسبب قصف لبعض مدن وبلدات ريف دمشق خاصة مدينة داريا التي تشهد اشتباكات عنيفة منذ أكثر من أسبوعين بين وحدات من الجيش السوري والمعارضة المسلحة.
وكانت مزارع الشيفونية وزملكا وعربين ومزارع العالية بالغوطة الشرقية بريف دمشق قد شهدت أمس، اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش السوري والمعارضة المسلحة سقط خلالها العديد من القتلى والمصابين.
وذكر سكان محليون أن مدينة عربين شهدت أعنف اشتباكات استخدمت خلالها المدفعية والصواريخ، وأشاروا إلى تهدم عدد من المنازل بسبب القصف المكثف.
كما دارت اشتباكات عنيفة عند طلعة الزهراء والأحراش الواقعة في الجهة الشمالية الغربية من مدينة الزبداني حيث سقط العديد من القتلى والمصابين فيما شوهدت سحب الدخان تتصاعد في أنحاء متفرقة من المدينة.
وفي تطور لافت، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان أمس ان فلسطينيين شنقا "على ايدي مقاتلين معارضين في مخيم اليرموك للاجئين في جنوب دمشق، بعد اتهامهما بـ"التعامل مع النظام السوري".
وقال المرصد "اقدمت كتيبة مقاتلة في مخيم اليرموك على اعدام رجلين اثنين متهمين بالتعامل مع النظام السوري ووضع شرائح توجيه قذائف القوات النظامية الاسبوع الفائت، وعلقتهما على الاشجار في دوار فلسطين في المخيم".
وتطايرات القذائف التي يتبادلها طرفا القتال في سوريا الى ما وراء الحدود السورية وسقطت في هضبة الجولان وفي العراق.
فقد افاد الجيش الاسرائيلي ان صواريخ اطلقت السبت على الارجح من الاراضي السورية سقطت على القسم الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان من دون ان تسفر عن ضحايا او اضرار.
وقال متحدث عسكري اسرائيلي ان "قذائف عدة سقطت وعثر عليها في منطقة غير مأهولة بجنوب هضبة الجولان، الارجح بسبب المعارك في سوريا". واضاف ان سقوط القذائف لم يسفر "عن ضحايا او اضرار".
واعلن الجيش السوري أمس السيطرة على طريق يمتد من محافظة حماة في وسط البلاد الى مطار حلب الدولي (شمال) الذي يتعرض منذ اكثر من اسبوعين لهجمات عنيفة من مقاتلي المعارضة، ما سيسهل وصول امدادات الى قوات النظام الموجودة في المطار وفي مدينة حلب.
وكان مسلحو المعارضة حققوا خلال الفترة الاخيرة تقدما على الارض في نقاط عديدة من ريف حلب ومحيط المطار الدولي. وكان الجيش الحر اعلن في 12 شباط بدء "معركة المطارات" في محافظة حلب.
وذكر المرصد ان محيط مطار منغ العسكري الذي يحاول المقاتلون المعارضون السيطرة عليه منذ اشهر تعرض أمس "للقصف بالطيران الحربي من القوات النظامية"، مشيرا الى ان المقاتلين المعارضين اسقطوا طائرة مروحية في محيطه.
وتتواصل الاشتباكات العنيفة، بحسب المرصد، في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي، "بالتزامن مع قصف من الطائرات الحربية على مناطق تتمركز فيها الكتائب المقاتلة". واشار الى انباء غير مؤكدة عن اقتحام المقاتلين المبنى الرئيسي في المدرسة.
كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 16 مقاتلاً معارضاً للنظام السوري وعشرة جنود نظاميين على الاقل قتلوا أمس في معارك عنيفة في ضواحي مدينة الرقة في شمال سوريا.
واشار المرصد الى ان "اشتباكات هي الاعنف" في منطقة الرقة منذ بدء النزاع السوري قبل حوالى سنتين "وقعت اليوم بين مقاتلين من عدة كتائب (معارضة) من جهة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث الموالية للنظام من جهة ثانية عند اطراف مدينة الرقة وفي محيط حاجزي المشلب والفروسية ومبنى الهجانة واستمرت لساعات عدة".
وقتل السبت في اعمال العنف في سوريا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان، 133 شخصاً.
 
ميزان القوى يتحول ميدانياً لمصلحة الثورة السورية
المستقبل..لندن ـ مراد مراد
بدأت المساعدات الدفاعية والتقنية الغربية بتغيير الأحداث ميدانياً إلى كفة الشعب السوري، فقد اعلن فريق برنامج الغذاء العالمي العامل في سوريا ان العربات المصفحة التي ارسلتها بريطانيا مكنت الفريق من الوصول الى مناطق داخل سوريا لإيصال المساعدات لم يكن قادراً على بلوغها سابقاً، وان موكب الإغاثة الذي استخدم العربات البريطانية لم يصب باذى رغم تعرضه لاعتداءات بالقذائف خلال رحلته. ويأتي هذا الإعلان تزامناً مع معلومات تشير الى ان الخناق الذي كان مضيقاً على وصول السلاح الى الثوار السوريين عبر الحدود التركية، قامت الحكومة التركية بتخفيفه بما اتاح وصول عدد لا بأس به من الاسلحة الدفاعية الهامة مثل مضادات الطيران والاسلحة المدمرة للدبابات خلال الايام القليلة الماضية.
وبعد اتصال بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين والمحادثات التي اجراها وزيرا خارجيتهما في برلين جون كيري وسيرغي لافروف ووصفتها واشنطن وموسكو بـ"البناءة" وتناولت "طرحاً جديداً لإنجاز الحل السياسي"، ومع اصرار كيري طوال جولته على ضرورة رحيل بشار الأسد وكان آخر نداء له في هذا الاتجاه الى جانب نظيره التركي احمد داود اوغلو مساء امس الاول في اسطنبول، فهذا كله يشير الى ان الروس ربما وافقوا على مضض على حل يشهد خروج الأسد من سوريا وتشكيل حكومة انتقالية بين النظام والمعارضة، هذا اذا وافق الأسد على هذا الحل، واذا لم يوافق فإن الدول الغربية قد اشارت في مؤتمر روما الى ان التسليح الفعلي للثوار قد يبدأ انطلاقاً من المؤتمر المقبل لأصدقاء الشعب السوري الذي تستضيفه اسطنبول هذا الربيع او مطلع الصيف.
وهكذا على الأسد ان يحسم امره في فترة الاسابيع المقبلة التي تفصل بين مؤتمري روما واسطنبول، وإلا فسيتم تشكيل حكومة حرة تعترف بها الاسرة الدولية وتقدم لها شتى انواع المساعدات المالية والعسكرية.
وقد جاء كلام كيري وداود اوغلو في اسطنبول خلال مؤتمر صحافي مشترك واضحاً جداً في هذا الاتجاه حيث قال الوزير الاميركي "الاولوية طبعاً للحل السياسي لأننا نحاول حماية المزيد من الارواح وحقن الدماء وانهاء هذا الصراع الدائر. والجميع يعرف مضمون هذا الحل. لا شرعية للأسد ونظامه. وقد كانت جميع الدول في مؤتمر روما واضحة جدا ان المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الايدي في ظل استمرار قتل الشعب السوري ولا سيما في الآونة الاخيرة باستخدام صواريخ سكود. هذا لا يمكن ان يستمر وقد اتفقنا في مؤتمر روما بان المساعدات المقدمة الى الثوار يمكن ان تتغير بحسب المجريات ميدانياً خلال الايام المقبلة. لا يمكن الصمت عن قتل النساء والاطفال والمدنيين الابرياء ورؤية المدن السورية تدمر". من جهته اكد اوغلو انه "بعد اسبوعين تكمل الثورة السورية التي بدأت سلمية مئة في المئة عامها الثاني وبالطبع لا احد يرغب في رؤية المجتمع المدني السوري يعيش عاماً ثالثاً تحت هذه الهجمات المتوحشة. لقد آن الأوان كي يوقف المجتمع الدولي هذه المأساة وان مؤتمر روما كان بمثابة تأكيد ان هذه اللحظة قد حانت. فالدول المشاركة قررت بالإجماع التام انه يجب فعل المزيد. تركيا عملت وستواصل عملها لمساعدة الشعب السوري الذي سينتصر حتماً في النهاية وستحصل عملية الانتقال السياسية التي يتطلع اليها. والولايات المتحدة ستلعب دورا فاعلاً في حصول ذلك ليس فقط كونها عضواً دائماً في مجلس الامن ولكن لأنها ايضاً لاعب اساسي في السياسة العالمية".
وتوقع ممثل الإئتلاف الوطني السوري في لندن وليد سفور في حديث الى صحيفة "الغارديان" ان تبدأ بعض الدول الأوروبية بتزويد الثوار بالأسلحة والعتاد خلال الاشهر القليلة المقبلة، قائلاً "اتوقع ان تبدأ دول اوروبية بعد مؤتمر اسطنبول الذي يعقد في الربيع او مطلع الصيف بتزويدنا بالذخيرة والاسلحة النوعية القادرة على صد سلاح النظام الجوي وصواريخ السكود التي تقصف بها القرى وافران الخبز". اضاف "نحن نحرز نقدماً مستمراً في الميدان، ولكن في الآونة الاخيرة نعاني نقصاً في الذخيرة وهذا ما سيتم معالجته ابتداء من مؤتمر اسطنبول".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر في المعارضة السورية مسؤول عن امدادات السلاح تأكيده ان التشديد الذي كان مفروضا على الحدود التركية - السورية ضد مرور الاسلحة قد خف بشكل ملحوظ في الأيام القليلة الماضية. واشار المصدر الى ان مقاتلة ميغ ومروحية اسقطتا منذ يومين للمرة الاولى بواسطة صواريخ مستوردة من الخارج. اضاف موضحا "لم تكن هذه الاسلحة من التي سيطرنا عليها من ترسانات النظام. لقد وصلت من تركيا. انها اسلحة حاولت المعارضة ادخالها في وقت سابق عبر الحدود التركية لكنها عرقلت. الأمور بدأت تتغير ميدانياً وهذا يعود بشكل واضح الى تغير في السياسة الدولية". وتابع المصدر "اعتقد ان التغيير في النهج الاميركي يذهب ابعد من التصريحات الرسمية واظن ان واشنطن ادركت انه لم يعد بإمكانها مراقبة الازمة يطول امدها".
وبما ان بريطانيا هي التي قادت المساعي الى تعديل حظر ارسال الاسلحة من الاتحاد الاوروبي وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اول مسؤول عالمي يطالب بتسليح الثوار، فإنها تعتبر في طليعة الدول الاوروبية المتوقع ان تزود المعارضة بالأسلحة النوعية في المرحلة المقبلة التي تلي اجتماع اسطنبول. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اشار في مؤتمر روما الى ان "المساعدات العسكرية النوعية امر محتمل في المرحلة التالية "انه قرار مهم بالطبع وفيه مخاطر ولهذا لم نقم به لحد الآن. ولكني لا استبعد حصوله في المرحلة التالية". وتحاول لندن منذ اشهر تصعيد حدة اللهجة الغربية حيال الصراع في اطار زيادة الضغط على الأسد كي يقتنع بالتنحي، وقد اثنت الحكومة البريطانية على مؤتمر روما واعتبرته "بداية المسار الحقيقي لإنهاء الأزمة السورية".
وفي الاطار نفسه ومن اجواء هذه المرحلة المقبلة، قال سفور لـ"الغارديان" ان "مسؤولين اميركيين اخبروا الائتلاف ان البيت الابيض سيراجع ايضا نوعية المساعدات التي يقدمها للثوار خلال الاشهر القليلة المقبلة بحسب مجريات الامور سياسيا وعسكريا".
وبالعودة الى الدفعة الاولى من المساعدات الدفاعية التي قدمها الغرب، اعلن مهند هاني المسؤول عن عمليات توزيع المساعدات التي يقوم بها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في سوريا ودول الجوار ان "العربات المصفحة التي قدمتها بريطانيا قد ساهمت في حماية ارواح فرق عمل البرنامج الذي يعمل على ايصال المساعدات. انها ادوات تحفظ الحياة فعلا. لقد تعرضت مواكبنا لهجمات اربع مرات خلال الاشهر الماضية ولكن بفضل هذه العربات لم يتعرض احد لمكروه".
وبعدما اشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية الى ان اخصائيين عسكريين اميركيين بدأوا فعلا تدريب الثوار في احد البلدان المجاورة، نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية مساء الجمعة معلومات تفيد بان البلد هو الأردن.
وقالت الصحيفة الفرنسية في تقريرها نقلا عن مصدر عسكري فرنسي يعمل في الشرق الاوسط ان "الاميركيين يدربون الجيش الحر في الأردن. انهم يقومون بهذه التدريبات منذ اواخر العام الماضي في مركز الملك عبد الله لعمليات التدريب الخاصة في شمال عمان". اضاف "الاميركيون ليسوا بمفردهم بل هناك ايضا بريطانيون والقليل من الفرنسيين".
واشارت "لوفيغارو" الى ان "الوحدات الاميركية الخاصة تدخل من حين لآخر الاراضي السورية عبر الحدود الاردنية في اطار عملية تهدف الى مراقبة وحماية ترسانة الاسلحة الكيميائية التي يملكها النظام. ان احتمال سقوط هذا النوع من الاسلحة في ايدي المليشيات ولا سميا حزب الله يثير قلق واشنطن واسرائيل وروسيا ايضا". وختم التقرير بالإشارة الى تصريحات كيري الاخيرة عن تقديم مساعدات غير فتاكة ولكن بحسب الصحيفة "لم تنتظر القوات الخاصة للبلدان الغربية القرارات الرسمية لإداراتها كي تتحرك في المنطقة تحت غطاء من السرية".
وتجدر الاشارة الى ان كيري اوضح في اسطنبول ان "وحدة المعارضة السورية تحت سقف الإئتلاف هو الذي اتاح للغرب تقديم المساعدة للثورة لأننا ندرك الآن مع من نتعامل ولمن نقدم المساعدات".
 
بشار الأسد يتهم بريطانيا بالسعي لتسليح إرهابيين في سوريا
موقع إيلاف....أ. ف. ب.      
قال الرئيس السوري بشار الأسد إنّ الحكومة البريطانية وعواصم غربية وخليجية تحاول ارسال معدات عسكرية الى من وصفهم بالارهابيين، مؤكدا أنّ القاعدة وأيديولوجيتها تشكل تهديدا على المنطقة برمّتها وليس على سوريا فقط.
لندن: اتهم الرئيس السوري بشار الاسد الحكومة البريطانية بالسعي الى "تسليح الارهابيين" في بلاده، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة صنداي تايمز البريطانية الاحد وبثت شريط فيديو لها على موقعها على الانترنت.
وقال الاسد للصحيفة الاسبوعية "كيف لنا ان ننتظر منهم الحد من العنف في حين انهم يريدون ارسال معدات عسكرية الى الارهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين".
واضاف "بصراحة لقد لعبت بريطانيا دورا شهيرا غير بناء في عدد من القضايا منذ عقود، والبعض يقول منذ عقود، انا اتحدث عن الانطباع السائد في منطقتنا".
واكد الرئيس السوري ان "المشكلة مع هذه الحكومة، هي ان خطابها الاجوف وغير الناضج لا يؤدي الا الى ترسيخ هذا التقليد الاستعماري العدواني".
كذلك طالب الاسد الاسرة الدولية بالضغط على تركيا وقطر والسعودية "للتوقف عن تزويد الارهابيين بالمال والسلاح"، مؤكدا ان هذا هو مفتاح وقف العنف في سوريا.
وقال بحسب مقتطفات من المقابلة بالعربية نشرتها وكالة الانباء السورية سانا "اذا ارادت الاطراف الخارجية فعلا المساعدة، ينبغي ان تضغط على تركيا وقطر والسعودية للتوقف عن تزويد اولئك الإرهابيين بالمال والسلاح".
واضاف "اذا كان اي شخص يرغب بصدق ان يساعد سوريا وان يساعد في وقف العنف في بلادنا يمكنه القيام بشيء واحد وهو الذهاب إلى تركيا وقطر والسعودية وأن يقول لهم توقفوا عن تمويل الإرهابيين في سوريا".
واضافة الى قطر وتركيا والسعودية اتهم الاسد فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بانها "تدعم الارهاب في سوريا بشكل مباشر او غير مباشر، عسكريا او سياسيا"، بحسب المقتطفات التي اوردتها سانا.
وجدد الرئيس السوري تحذيره من تداعيات "اللعب بخط التماس" السوري على "سائر أنحاء الشرق الأوسط".
وقال "لقد قلت مرارا ان سوريا هي بمثابة خط تماس جغرافيا وسياسيا، واجتماعيا، وأيديولوجيا، ولذلك فإن اللعب بهذا الخط سيكون له تداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الاوسط"، مشددا على ان "القاعدة وأيديولوجيتها تشكل تهديدا وخطرا ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأسرها".
وكانت حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ابدت تأييدها زيادة المساعدات الى المقاتلين المعارضين للرئيس الاسد، كما ايدت رفع الحظر الاوروبي المفروض على ارسال اسلحة الى سوريا بهدف التمكن من ارسال معدات عسكرية الى المعارضة.
وقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في منتصف شباط/فبراير تمديد العقوبات المفروضة على سوريا والسماح بتقديم مزيد من الدعم للمعارضة ولكنهم رفضوا رفع الحظر على الاسلحة.
 
المعارضة السورية تنتقد واشنطن وتؤكد حاجتها إلى أسلحة ثقيلة
موقع إيلاف....أشرف أبو جلالة          
يزداد غضب المعارضة السورية على الولايات المتحدة الأميركية التي ترفض حتى اللحظة السماح بتزويدهم باسلحة ثقيلة لمجابهة قوات الأسد، وهو ما عبر عنه محمد سرميني عضو المجلس الوطني السوري المعارض.
القاهرة: مازالت تهيمن حالة من الامتعاض على تيارات من المعارضة السورية بسبب الموقف الأميركي إزاء الصراع المشتعل في سوريا، رغم تعهد واشنطن مؤخراً بتقديم مساعدات مباشرة بقيمة 60 مليون دولار، وذلك لأن مؤتمر أصدقاء سوريا الأخير الذي أقيم في روما لم يحقق مطلب الثوار الرئيسي وهو الأسلحة، خاصة الثقيلة، التي قد تساعد في تحييد مزايا نظام الأسد في القوة الجوية والمدفعية والمدرعات.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن محمد سرميني، من المجلس الوطني السوري، الذي يعتبر أكبر تجمع في ائتلاف المعارض الذي يحظي بدعم الغرب قوله "لم يتغير شيء. والموقف الأميركي المتعلق بعدم تسليح المعارضة واضح تماماً".
وبينما قاطعت جماعة سرميني اجتماع روما الذي تحدث فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتراضاً على الدعم المحدود المعروض للثوار، فقد نجح الوزير في إقناع زعيم الائتلاف، معاذ الخطيب، بتغيير خطته الخاصة بالبقاء بعيداً. ومع هذا، عبر الخطيب، أثناء ظهور إعلامي له مع كيري، عن شكواه بالفعل من القرار الذي تم اتخاذه على الصعيد الدولي بمنع تزويد الثوار السوريين بأسلحة مميزة.
ومن المعروف أن الولايات المتحدة رفضت تزويد الثوار بالأسلحة الثقيلة، وهناك أقاويل على نطاق واسع تتحدث عن أنها منعت كذلك كثير من حلفائها من القيام بذلك.
حيث ترى إدارة الرئيس باراك أوباما أن تسليح الثوار، وهم مجموعة كبيرة من الجماعات المسلحة الصغيرة، مازال يشكل رهاناً محفوفاً بالمخاطر. لكن التعهد بالمساعدة، على نحو أكثر حذراً، كما بدا يوم الخميس الماضي من خلال التأكيدات التي تقدم بها كيري وغيره من المسؤولين الغربيين، يهدف إلى إجبار النظام على قبول تسوية سياسية سوف تنطوي على الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. كما تواصل الولايات المتحدة ضغطها على ائتلاف المعارضة للقيام بالمزيد لكي يظهر للملايين من السوريين أنه يمثل بديلاً ذا مصداقية لنظام الأسد ويمكنه أن يضمن لهم أمانهم وهناءتهم.
وأوردت مجلة التايم في نفس السياق عن البروفيسور جوشوا لانديس وهو خبير متخصص في الشأن السوري لدى جامعة أوكلاهوما قوله: "لم تُغيِّر النتائج التي خلص إليها اجتماع روما أي شيء في المعادلة. والموضوع الحقيقي الآن هو ما الذي سيحدث في المرحلة التالية، وما إن كان ذلك سيفتح الطريق أم لا لتدخل أكبر في النطاق".
وتابع لانديس حديثه بالقول: "ينتظر الجميع لمعرفة ما إن كانت ستغير أميركا موقفها بخصوص الوضع في سوريا وأن تبادر بأخذ زمام المبادرة. لكن حتى وقت قريب على الأقل، أوضح الرئيس أوباما أنه غير مستعد لأن يتم جره لصراع شرق أوسطي آخر".
وأشار أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إلى أن المساعدة التي تم الإعلان عنها يوم الخميس تنذر بتدخل أكبر في الجهود الرامية للإطاحة بالأسد لعدة أسباب يأتي في مقدمتها تراجع احتمالات التوصل لتسوية سياسية بشكل كبير.
وبينما أكد لانديس على أنه من غير الوارد أن يقبل هؤلاء الأشخاص المواليين للنظام بحل سياسي يستدعي انهياره بشكل فعال، فقد أشار إلى أن الإدارة مازالت تتعامل بحذر مع خطر أن يتم جرها بشكل مباشر إلى صراع طويل الأمد وفوضوي للغاية.
واتفق في الأخير كثير من المحللين على رؤية كئيبة تتوقع احتمالية استمرار عمليات سفك الدماء في سوريا على نحو أكثر سوءً قبل أن تبدأ الأوضاع في التحسن.
إلى ذلك، قام قراصنة مؤيدون للرئيس الأسد باختراق حسابات مؤسسة قطر على موقعي تويتر وفايسبوك، الذين بدءا في نشر رسائل غير معتادة في حوالي الساعة الثانية من صباح يوم الجمعة. وسبق لهؤلاء القراصنة، الذين يطلقون على أنفسهم "الجيش الإلكتروني السوري"، أن قاموا باختراق عشرات المواقع وحسابات وسائل الإعلام الاجتماعية على مدار العامين الماضيين، بما في ذلك الصفحات الخاصة بالرئيس أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ومنظمة العفو الدولية.
 
نيران الحرب وصلت العراق... والمعارضة تتهم بغداد بالمشاركة
الحياة...طهران – محمد صالح صدقيان
لندن، دمشق، الموصل (العراق) - «الحياة»، ا ف ب - بلغت المعارك امس منطقة الحدود العراقية - السورية بعد اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة للسيطرة على معبر اليعربية الحدودي. ووصلت نيران الاشتباكات الى داخل الاراضي العراقية. ونقل اربعة جنود من الجيش السوري النظامي الى مستشفى ربيعة في شمال العراق بعد اصابتهم في الاشتباكات. وفي هذا الوقت اعلن الجيش السوري استعادة السيطرة على «طريق البادية» الرئيسية التي تربط محافظتي حماة وحلب والاساسية لوصول امدادات النظام الى مطار حلب الدولي حيث تدور معارك مع المعارضة للسيطرة عليه.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري لوكالة «فرانس برس» ان «نيران طرفي النزاع تصل الى داخل الاراضي العراقية، لكننا لا نزال نمارس ضبط النفس، وقواتنا تحمي الحدود من الارهابيين والمهربين، ولا وجود لطائراتنا في منطقة النزاع». وتابع «لا علاقة لنا ولم تتدخل قواتنا بالنزاع».
غير ان اللواء سليم ادريس رئيس الاركان في القيادة العسكرية الموحدة لـ «الجيش السوري الحر» اكد مشاركة قوات عراقية في المواجهات الحدودية واتهم الجيش العراقي بقصف مقاتلي المعارضة بالدبابات.
واستعادت قوات النظام السيطرة على معبر اليعربية الذي سيطرت عليه قوات المعارضة في الايام الماضية. وكانت هذه المرة الثانية التي يسقط المعبر تحت سيطرة المعارضة منذ منتصف العام الماضي. وقال الملازم اول في قوات حرس الحدود العراقية عبد الناصر الشمري ان الاشتباكات تجددت صباح امس في الجانب السوري، «ورأينا علم الجيش السوري الحر مرفوعاً عند المعبر، كما دارت اشتباكات قوية مماثلة في فترة بعد الظهر». وافادت مصادر اعلامية ان صاروخ «سكود» سقط الجمعة الماضي على الشريط الحدودي، من دون وقوع خسائر.
واكد الملازم في قوات حرس الحدود محمد الشمري ان «طائرات سورية قصفت اليوم (امس) الجانب السوري من المنطقة الحدودية». وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان المقاتلين المعارضين، خصوصا من «جبهة النصرة» و»كتائب احرار الشام» و»كتيبة الفاروق» باتوا يسيطرون «على معظم اجزاء مدينة اليعربية».
وافادت مصادر المعارضة ان قوات الحماية الشعبية التابعة لـ»الاتحاد الديموقراطي الكردستاني» المقرب من «حزب العمال الكردستاني» دخلت حقل الرميلان النفطي شرق مدينة القامشلي. كما سيطرت على المؤسسات الحكومية والامنية ومقر حزب «البعث» في الرميلان، وتمركزت هذه القوات وراء سواتر ترابية بعد اقتراب قوات المعارضة و»الجيش الحر» من قرى جنوب القامشلي.
من جهة اخرى اعلن الجيش السوري امس سيطرته على الطريق الممتد من محافظة حماة الى مطار حلب الدولي الذي يتعرض منذ اكثر من اسبوعين لهجمات عنيفة من مقاتلي المعارضة، ما سيُسهل وصول امدادات الى قوات النظام الموجودة في المطار وفي حلب.
واكد المرصد السوري ان القوات النظامية انهت مساء الجمعة، بعد ايام طويلة من المعارك الضارية السيطرة على طريق يمتد من السلمية في حماة حتى جنوب مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي. وقال ان هذه الطريق المعروف بـ «طريق البادية» تمر في منطقة الواحة وهي جزء من مدينة السفيرة حيث معامل الدفاع التي تمكنت القوات النظامية من السيطرة على محيطها بعد ابعاد مقاتلي المعارضة عنها خلال الايام الماضية. وعلى رغم ان الطريق ليس رئيسياً، لكن من شأنه السماح لقوات النظام الموجودة في مطاري حلب والنيرب المتلاصقين، اذا نجحت في ابقاء السيطرة عليه، بالحصول على امدادات وتعزيزات واسلحة.
وفي طهران اجری وزير الخارجية الايراني وليد المعلم محادثات امس مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي ومع امين مجلس الامن القومي سعيد جليلي تركزت علی تبادل وجهات النظر في شأن الازمة السورية. واشاد صالحي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزيران بعد انتهاء المحادثات بالعلاقات الثنائية وتوقع ان يشارك الرئيس بشار الاسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية المقررة العام 2014، ورأی ان مطالبة البعض بتنحي الحكومة السورية هو تدخل في شؤون سورية الداخلية «وليس من حق اي بلد او مسؤول اتخاذ القرار نيابة عن الشعب السوري». وقال انه «لا حل عسكرياً للأزمة السورية والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة»، فيما دان وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة بمنح المعارضين السوريين مساعدات غير قتالية، متهماً واشنطن بالكيل بمكيالين.
وذكرت مصادر لـ «الحياة» ان المعلم وضع المسؤولين الايرانيين في اجواء المحادثات التي اجراها في موسكو الاسبوع الماضي، اضافة الی استحقاقات اية تفاهمات يمكن ان تحصل بين واشنطن وموسكو في شأن سورية، خصوصا بعد الاتصال الهاتفي الذي تم الجمعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما. وقالت المصادر ان موسكو قد تستجيب للتصورات الاميركية في شأن سورية خصوصا اذا كانت في اطار الخسارة والربح «وان المصالح الاميركية - الروسية اكبر بكثير من المصالح الروسية - الايرانية».
وذكرت المصادر ان دمشق لم تكن مرتاحة للقاء بين رئيس «المجلس الوطني» السوري معاذ الخطيب والوزير صالحي، ما دعا المعلم الی تأجيل زيارته الى طهران التي كانت مقررة الاسبوع الماضي.
ووضع صالحي المعلم في اطار محادثاته مع الخطيب. كما اعرب عن اعتقاده ان أحد أسباب اتساع رقعة الأزمة السورية هو الدعم العسكري الذي يتلقاه المسلحون من الخارج، مشيرا الی وجود دول، لم يسمّها، تعمل علی تسليح المعارضة وتسهيل دخول عناصرها الی سورية محملاً مسؤولية اراقة الدماء علی جميع الأطراف الضالعة في الأزمة.
وكرر الدعوة الى وقف العنف في سورية. وقال ان «الحكومة السورية جادة في إطلاق الحوار وتوفير الأجواء المناسبة لذلك»، معربا عن اعتقاده بوجود معايير مزدوجة في التعامل مع الأزمة السورية «وان إطالة الازمة يعني قتل المزيد من السوريين».
وندد المعلم باعلان واشنطن تقديم ستين مليون دولار من المساعدات الى المعارضة السورية اضافة الى مساعدة «غير قاتلة» للمقاتلين المعارضين وقال «لا نفهم هذه المبادرة فيما هذه المعارضة تقتل الناس». ودعا الى «ممارسة الضغط على تركيا وقطر» اللتين يتهمهما النظام السوري بدعم المعارضة. وطالب الولايات المتحدة بـ «وقف سفك الدم السوري اذا كانت مع الحل السياسي».
 
طهران تتوقع «مشاركة» الأسد في الانتخابات الرئاسية في 2014
الحياة..طهران، دمشق - أ ف ب، رويترز
توقع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان الرئيس السوري بشار الاسد «سيشارك» في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية المقررة العام 2014، وقال انه «لا حل عسكرياً للأزمة السورية والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة»، فيما دان وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة بمنح المعارضين السوريين مساعدات غير قتالية، متهماً واشنطن بالكيل بمكيالين.
وقال صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري الذي وصل أمس الى طهران بعد ستة أيام من زيارته موسكو: «في الانتخابات المقبلة، سيشارك الرئيس الاسد مثل غيره، ولينتخب الشعب السوري من يريد»، وذلك بعد إعلانه أن الأسد سيبقى في السلطة حتى 2014.
ويرفض الأسد دعوات الدول الغربية والعديد من الدول العربية وتركيا والمعارضة السورية إلى تنحيه تسهيلاً للتوصل إلى تسوية للنزاع السوري المستمر، لكنه لم يعلن حتى الآن موقفاً من إمكان ترشحه لولاية جديدة.
وترفض المعارضة السورية أي حوار لا يؤدي إلى رحيل الأسد.
وفي منتصف كانون الثاني (يناير)، اعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث الى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن في إمكان الأسد أن يترشح لانتخابات 2014 في اطار انتخابات تعددية.
وقال صالحي: «لماذا استبعاده؟ الفرق الآن أن على الرئيس والمرشحين الآخرين أن يتوجهوا الى الشعب ويقدموا برامجهم لينتخبهم الشعب. إن صناديق الاقتراع هي التي ستقرر مستقبل سورية».
وكرر الوزير الإيراني السبت «الموقف الرسمي لإيران القائل إن الاسد سيبقى الرئيس الشرعي (لسورية) حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة» العام 2014.
وأضاف صالحي أنه «لا حل عسكرياً للأزمة السورية والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة». واعتبر في هذا السياق الدعوة إلى الحوار مع المعارضة المسلحة التي وجهها المعلم الإثنين للمرة الأولى خلال زيارته موسكو تشكل «خطوة ايجابية».
في المقابل، رأى الوزير الإيراني أن «لا أحد يمكنه أن يطلب من السلطة السورية التخلي عن السلاح»، لأن «لا خيار آخر لديها سوى التصدي للمرتزقة لإعادة الهدوء».
 
من جهته، ندد المعلم بإعلان واشنطن الخميس تقديم ستين مليون دولار من المساعدات الى المعارضة السورية إضافة الى مساعدة «غير قاتلة» للمقاتلين المعارضين، وقال: «لا نفهم هذه المبادرة، فيما هذه المعارضة تقتل الناس». وتابع أن هذه ليست سوى سياسة الكيل بمكيالين، إذ إن من يسعى لحل سياسي لا يعاقب الشعب السوري.
ودعا إلى ممارسة «الضغط على تركيا وقطر» اللتين يتهمهما النظام السوري بدعم المعارضين.
وأعلنت الولايات المتحدة الخميس الماضي أنها ستقدم لأول مرة مساعدات غير قتالية للمعارضة السورية، ووصفت هذه المساعدات بأنها وسيلة لتعزيز التأييد الشعبي للمعارضة.
وتشمل المساعدات إمدادات طبية ومواد غذائية لمقاتلي المعارضة و60 مليون دولار لمساعدة المعارضة المدنية على توفير خدمات أساسية، مثل الأمن والتعليم والصرف الصحي.
وقال صالحي إن من شأن الخطوة الأميركية إطالة أمد الصراع في سورية الذي أودى بحياة 70 ألف شخص.
في غضون ذلك، انتقدت صحيفة «الثورة» السورية الحكومية السبت «سياسة الخداع» الأميركية. وذكرت ان «التصريحات المتناقضة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال جولته الأوروبية حول إيجاد حل سياسي في سورية وإعلانه عن عزم بلاده تقديم مساعدات مباشرة للمجموعات المسلحة في سورية تعكس حالة الكذب والخداع» لدى واشنطن.
وأضافت أن «الوعود الأميركية بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية واللوجستية لعصابات الإرهاب تعني دعوة أميركية صريحة للمجموعات المرتزقة بتصعيد أعمال العنف والقتل والتدمير، ناهيك عن التدريب العسكري الذي تتلقاه هذه المجموعات في الدول المجاورة لاسيما المعسكرات الأردوغانية».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤولين في واشنطن، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) تدرب معارضين سوريين في الأردن منذ 2012، رغم عدم تقديمها أي أسلحة لهم.
وكان وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هاغل اعتبر أول من أمس أن سياسة الولايات المتحدة بعدم إعطاء المعارضة السورية سوى «دعم غير فتاك»، سياسة سليمة.
وجاءت تصريحات هاغل خلال أول بيان صحافي له منذ توليه وزارة الدفاع الأربعاء الماضي، بعد يوم من اعلان الولايات المتحدة انها ستقدم لاول مرة مساعدات غير فتاكة لمقاتلي المعارضة السورية وستضاعف مساعداتها إلى المعارضة المدنية السورية.
وكشف ليون بانيتا وزير الدفاع الأميركي السابق مطلع الشهر الماضي، أنه انضم إلى وزيرة الخارجية كلينتون ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية العام الماضي في التوصية بتسليح مقاتلي المعارضة.
ومع ذلك أبلغ بانيتا الكونغرس في السابع من شباط الماضي انه أيد في نهاية الامر قرار اوباما الحد من المساعدات العسكرية لسورية.
وقال هاغل للصحافيين: «من الواضح ما هي سياسة الادارة بشأن سورية: مساعدات غير فتاكة. والسياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة سليمة».
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اجرى أول من أمس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثات هاتفية حول النزاع السوري، وفيما أعلن البيت الابيض ان الرئيسين أبديا اتفاقهما خلال الاتصال بشأن «ضرورة تعزيز عملية تحول سياسي» لإنهاء العنف في سورية بأسرع ما يمكن، ذكر الكرملين أن بوتين شدد «على ضرورة وقف النشاطات العسكرية في أسرع وقت ممكن» موضحاً ان الاتصال جاء بمبادرة من الجانب الأميركي.
وأضاف أن الرئيسين بوتين وأوباما «أعربا عن الرغبة نفسها في تجنب كل الأعمال التي يمكن أن تؤثر سلباً على العلاقات الثنائية».
وشدد الزعيمان أيضاً على أهمية أن يواصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره سيرغي لافروف «ارتباطهما» بشأن سورية.
ويوجد خلاف منذ فترة طويلة بين موسكو وواشنطن بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وتقول الولايات المتحدة إنه يجب تنحي الأسد، ولكن روسيا تقول إن خروجه من السلطة يجب ألا يكون شرطاً مسبقاً للتوصل لتسوية من خلال التفاوض.
 
الجيش السوري يتقدم في حلب ويستعيد السيطرة على معبر حدودي مع العراق
الحياة..بيروت، القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز
سقطت صواريخ أمس على القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان المحتل، فيما تواصلت الاشتباكات المسلحة بين القوات السورية والمعارضين المسلحين في أنحاء مختلفة في سورية، وقتل عشرات الجنود والمعارضين المسلحين في معارك عنيفة في ضواحي مدينة الرقة (شمال سورية) فيما سجل الجيش السوري تقدماً في محافظة حلب يسمح له بإعادة فتح خط إمداد إلى أكبر مدن سورية حيث تقاتل قوات المعارضة منذ ثمانية أشهر، وذلك بعدما استعاد الجمعة معبراً حدودياً مع العراق كان مقاتلون إسلاميون سيطروا عليه في محافظة الحسكة.
وأفاد ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أمس بأن «قذائف عدة سقطت وعثر عليها في منطقة غير مأهولة بجنوب هضبة الجولان، على الأرجح بسبب المعارك في سورية». وأضاف أن سقوط القذائف لم يسفر «عن ضحايا أو أضرار»، لافتاً إلى أن «الحادث تم الإبلاغ عنه إلى قوة الأمم المتحدة، وجنود قوات الدفاع الإسرائيلية يواصلون عمليات البحث في المنطقة».
وتوتر الوضع في هضبة الجولان منذ بدء النزاع في سورية، لكن لا تزال الحوادث، في هذه المنطقة مثل سقوط قذائف من الجانب السوري وإطلاق الجيش الإسرائيلي النار من باب التحذير، محدودة.
والأربعاء، سقطت قذيفة في وسط هضبة الجولان من دون أن تؤدي إلى ضحايا أو أضرار.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأربعاء أن ستة من السوريين السبعة الذين أصيبوا قبل عشرة أيام في مواجهات في سورية وتلقوا العلاج في إسرائيل غادروا مستشفى صفد (شمال)، في حين لا يزال السابع في المستشفى لأن إصابته بالغة.
إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس أن «مواجهات عنيفة دارت بين كتائب مقاتلة عدة والقوات النظامية في ضواحي الرقة (550 كلم شمال شرقي دمشق) سمع خلالها دوي انفجارات في المدينة بينما ارتفعت أعمدة الدخان».
وأشار المرصد إلى أن «اشتباكات هي الأعنف» في منطقة الرقة منذ بدء النزاع السوري قبل حوالى سنتين «وقعت اليوم بين مقاتلين من كتائب (معارضة) عدة من جهة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث الموالية للنظام من جهة ثانية عند أطراف مدينة الرقة وفي محيط حاجزي المشلب والفروسية ومبنى الهجانة واستمرت لساعات عدة».
وذكر أن المعارك تسببت بمقتل 16 مقاتلاً معارضاً على الأقل وعشرة عناصر من قوات النظام، مشيراً إلى أن الحصيلة قد ترتفع.
ويشن المقاتلون المعارضون منذ أيام هجمات على حواجز تابعة لقوات النظام في المدينة التي تسيطر عليها القوات النظامية، علماً أن أجزاء واسعة من ريف الرقة باتت تحت سيطرة مسلحي المعارضة.
وأفاد المرصد وناشطون بأن مروحيات الجيش النظامي تدخلت لقصف مواقع المعارضين.
وأشار المرصد إلى حصول نزوح كبير من حي مساكن الشهداء في الرقة بسبب سقوط قذائف هاون على المنطقة، وإلى قصف على محيط السجن المركزي شمال المدينة استخدمت فيه الطائرات المروحية وسط اشتباكات في محيط السجن.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن «وحدات من القوات المسلحة تصدت السبت لمجموعات إرهابية مسلحة تقوم بأعمال اعتداء وتخريب في بعض المواقع بمحيط مدينة الرقة الشمالي الشرقي وأوقعت بها خسائر كبيرة».
ونقلت عن مصدر مسؤول أن هذه المجموعات «حاولت الاعتداء على حواجز للجيش قرب سجن الرقة المركزي ومدينة الفروسية»، وأن إحدى المجموعات حاولت التسلل إلى مدينة الرقة. والرقة مدينة استراتيجية على نهر الفرات قرب الحدود التركية. ولجأ إليها الكثير من النازحين من سائر أنحاء سورية منذ بدء النزاع في هذا البلد قبل حوالى عامين.
في غضون ذلك، أعلن الجيش السوري السبت السيطرة على طريق يمتد من محافظة حماة في وسط البلاد إلى مطار حلب الدولي (شمال) الذي يتعرض منذ أكثر من أسبوعين لهجمات عنيفة من مقاتلي المعارضة، ما سيسهل وصول إمدادات إلى قوات النظام الموجودة في المطار وفي مدينة حلب.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «إن رجال جيشنا العربي السوري بالتعاون مع الأهالي الشرفاء قاموا بعمليات نوعية أعادوا من خلالها الأمن والاستقرار إلى القرى الموجودة على الطرق الدولية وهي: سلمية وأثريا وخناصر والمزرعة ورسم النقل وأم عامود صغير وأم عامود وجنيد وقبتين وخريرش وجلاغيم والسفيرة ومؤسسة معامل الدفاع ومراكز البحوث العلمية وباشكوى وتل عابور وتركان وتل شغيب والنيرب ومخيم النيرب ومطار حلب الدولي».
وتقع هذه القرى والبلدات على ما يعرف بـ «طريق البادية» الذي يصل السلمية في حماة بمطار حلب الدولي الواقع إلى شرق مدينة حلب.
وقال بيان الجيش السوري إن «هذا الإنجاز يأتي استكمالاً للقضاء على ما تبقى من إرهابيين عملاء ومرتزقة في تلك المناطق».
وأضاف أن «وحدات الجيش قامت على الفور بتأمين المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين من الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية وتأمين عودة الأهالي المهجرين إلى منازلهم».
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن «القوات النظامية أنهت مساء الجمعة بعد أيام طويلة من المعارك الضارية السيطرة على هذه الطريق» التي تصل إلى جنوب مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي.
وأوضح أن الطريق تمر بمنطقة الواحة التي هي جزء من مدينة السفيرة (شرق مدينة حلب) حيث معامل الدفاع التي تمكنت القوات النظامية من السيطرة على محيطها بعد إبعاد مقاتلي المعارضة عنها خلال الأيام الماضية.
وعلى رغم أنها ليست طريقاً رئيسة، فإن من شأن هذه الطريق، وفق المرصد، أن تسمح لقوات النظام الموجودة في مطاري حلب والنيرب المتلاصقين، «إذا نجحت في إبقاء السيطرة عليها، بالحصول على إمدادات وتعزيزات وأسلحة».
ورأى عبدالرحمن أن «من شأن ذلك أن يغير مسار المعارك في محيط المطارين وربما في وقت لاحق في مدينة حلب».
وكان مسلحو المعارضة حققوا خلال الفترة الأخيرة تقدماً على الأرض في نقاط عدة من ريف حلب ومحيط المطار الدولي. وكان الجيش الحر أعلن في 12 شباط (فبراير) بدء «معركة المطارات» في محافظة حلب.
وذكر المرصد أن محيط مطار منغ العسكري الذي يحاول المقاتلون المعارضون السيطرة عليه منذ أشهر تعرض السبت «للقصف بالطيران الحربي من القوات النظامية»، مشيراً إلى أن المقاتلين المعارضين أسقطوا طائرة مروحية في محيطه.
ووزع مركز حلب الإعلامي التابع للمعارضة شريط فيديو تظهر فيه مروحية تندلع فيها النيران بعد إصابتها وسط أصوات رشقات كثيفة من أسلحة رشاشة، ثم تسقط المروحية وتنفجر على الأرض وتتصاعد منها كتلة نار ودخان أسود.
وتسمع أصوات مسجلة على الشريط وهي تصرخ «الله أكبر. الجيش الحر يفجر طائرة مروحية» فوق مطار منغ.
وأظهر شريط آخر حريقاً قرب مكان سقوط الطائرة مع أشلاء جثة قال المصور إن صاحبها كان على متن الطائرة التي سقطت.
من جهة ثانية، تتواصل الاشتباكات العنيفة، وفق المرصد، في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي، «بالتزامن مع قصف من الطائرات الحربية على مناطق تتمركز فيها الكتائب المقاتلة». وأشار إلى أنباء غير مؤكدة عن اقتحام المقاتلين المبنى الرئي في المدرسة.
وكان المرصد السوري أكد الجمعة أن قوات الرئيس بشار الأسد سيطرت على قرية تل شغيب، جنوب شرقي مدينة حلب، وأعادت فتح خط إمداد إلى حلب، أكبر مدن سورية حيث تقاتل قوات المعارضة منذ ثمانية أشهر.
وقال المرصد إن استعادة قرية تل شغيب تمثل الخطوة الأخيرة نحو إقامة خط إمداد بري من الشمال إلى حلب من محافظة حماة، وهي طريق حيوية لقوات الأسد التي فقدت السيطرة على جزء من الطريق السريعة الرئيسة التي تربط الشمال بالجنوب.
ويقول المعارضون إنهم يسيطرون على معظم أرجاء المدينة نفسها وكل المناطق النائية الريفية تقريباً. لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق نصر حاسم بسبب تفوق القوات الحكومية في العتاد وتعرضهم لخطر القصف من جانب القوات الجوية والمدفعية والصواريخ التي قتلت عشرات الأشخاص في حلب الأسبوع الماضي.
وتحدث ناشطون عن يوم آخر من القتال الضاري في أنحاء حلب، شمال المطار العسكري في النيرب على بعد خمسة كيلومترات إلى الشمال من تل شغيب التي استعادتها قوت الأسد.
ووصف مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن تقدم قوات النظام السوري في تلك المنطقة بأنه «مكسب مهم للنظام»، في إشارة إلى هجوم الجيش في الشمال الذي قوض الكثير من مكاسب المعارضة عندما تحركت جنوباً إلى حماة من محافظة حلب في نهاية العام الماضي.
وكان المرصد السوري ذكر في بيان الجمعة أن «القوات النظامية تمكنت من إعادة سيطرتها على معبر اليعربية الحدودي مع العراق بعد أقل من 24 ساعة من سيطرة مقاتلين من جبهة النصرة (الإسلامية المتطرفة) والفاروق وأحرار الشام وكتائب أخرى على المعبر».
وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية تمكنت أيضاً «من السيطرة على أكثر من نصف مدينة اليعربية المجاورة للمعبر».
وكان المرصد أفاد بأن مقاتلين من المجموعات المذكورة سيطرت على المدينة والمعبر «في شكل كامل»، متحدثاً عن «فرار بعض جنود القوات النظامية واستسلام بعض عناصر الأمن».
وأوضح المرصد أن النظام كان استعاد السيطرة على المعبر في 21 تموز (يوليو) من العام الفائت.
وفي المحافظة نفسها، أفاد المرصد بأن مقاتلين أكراداً «سيطروا على مدينة القحطانية بعد انسحاب عناصر المفارز الأمنية كافة والشرطة المدنية منها من دون مقاومة بعد حصار استمر لمدة أسبوع».
وأوضح أن وحدات الحماية الكردية «من المفترض أن تقوم بتسليم المقار الأمنية الحكومية كافة للمجلس المحلي الذي اتفق على تشكيله من مكونات المدينة الأسبوع الفائت».
وأتت السيطرة على المدينة بعد ساعات من سيطرة مقاتلين من المجموعات الكردية نفسها في شكل شبه كامل على مدينة الرميلان بعد اشتباكات أسروا خلالها «حوالى 30 عنصراً من الشرطة المدنية وأمن الدولة والاستخبارات الجوية والجيش النظامي»، وفق المرصد.
وأشار المرصد إلى أن المقاتلين المنتمين إلى وحدات حماية الشعب الكردية «حاصروا مفرزتي الأمن العسكري والأمن السياسي وكتيبة عسكرية عند المدخل الجنوبي للمدينة».
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن المقاتلين الأكراد «يحاولون السيطرة على المناطق التي يوجد فيها سكان أكراد كي لا يكون وجود القوات النظامية فيها ذريعة لهجوم من مقاتلين معارضين».
وفي ريف دمشق، اندلعت مواجهات في داريا التي تشكل معقلاً للمقاتلين المعارضين ويحاول الجيش استعادة السيطرة عليها منذ أشهر. وقصف الجيش أيضاً معضمية الشام المجاورة ودوما (شمال شرق) ويبرود (شمال)، وفق المرصد.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حذر الجمعة من انهيار سورية إذا استمر القتال بين القوات الحكومية والمعارضة بدلاً من السعي للتوصل إلى اتفاق سلام من خلال التفاوض.
وقال بان في مؤتمر صحافي في جنيف «هذه فرصة ضئيلة للغاية ندعمها بقوة ونشجعهم على استغلالها. قد تفوت الفرصة عما قريب».
وتقول الأمم المتحدة إن 70 ألف شخص قتلوا وإن حوالى مليون شخص فروا من البلاد فيما أصبح ملايين الأشخاص غيرهم من النازحين أو في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية.
 
أطراف عربية تتعهد بتسليم الائتلاف الوطني مقعد سوريا في الجامعة العربية.. الشيشكلي لـ «الشرق الأوسط» : نتوقع السماح ببدء تصدير السلاح الأوروبي للمناطق المحررة بعد مؤتمر يعقد في بلجيكا قريبا

الرياض: فهد الذيابي .. أفصح لـ«الشرق الأوسط» أديب الشيشكلي ممثل الائتلاف الوطني السوري لدى مجلس التعاون الخليجي عن مؤتمر سيتم عقده قريبا في بلجيكا لبحث رفع حظر تصدير السلاح المفروض من دول الاتحاد الأوروبي على سوريا والذي يتم تمديده كل ثلاثة أشهر، متوقعا أن يصدر عن ذلك قرار بالسماح بتصدير السلاح للأماكن المحررة على يد الجيش الحر، مؤكدا أن الثوار بإمكاناتهم القليلة أصبحوا على باب دمشق.
وقال الشيشكلي إن هناك بعض الخطوات يمكن في حال اتخاذها الدفع بأعمال الائتلاف الوطني السوري، ومن بينها التعهدات التي حصلوا عليها من بعض الأطراف العربية لتسليم الائتلاف كرسي سوريا في جامعة الدول العربية كممثل للشعب السوري.
وأشار الشيشكلي إلى أنهم لم يحصلوا من مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الخامس في روما على أشياء ملموسة وإنما هي وعود، مبينا أن نتائج المؤتمر شابهت نتائج المؤتمرات الأربعة السابقة، ولن يكون المؤتمر ناجحا في نظره إلا إذا تحولت وعوده لحقائق على أرض الواقع يمكن من خلالها إيصال المساعدات للجيش الحر وإمداده بمصفحات ودروع تندرج ضمن السلاح الخفيف غير القاتل أو الفتاك.
وأضاف الشيشكلي أنه على الرغم من ذلك فإن هناك بعض النقاط الإيجابية من نتائج المؤتمر، وهي رصد بعض التغيير في الخطاب الدولي تجاه الأزمة السورية، ورفع علم الاستقلال السوري للمرة الأولى في محفل دولي، وتأكيد المؤتمر على الحوار لنقل السلطة من دون الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى حصول الائتلاف على تعهدات شبه واضحة بقلب موازين القوى في المعركة والاعتراف بالمجالس المحلية.
واتفق المشاركون في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي اختتم أعماله الخميس في العاصمة الإيطالية روما على تقديم المزيد من الدعم السياسي والمادي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وأكد ممثلو الولايات المتحدة والدول العربية وأوروبا على ضرورة تغيير موازين القوى على الأرض في سوريا، ومن ذلك إعادة النظر في خطط الدعم الحالية والمستقبلية التي سيتم من خلالها تنسيق الجهود المبذولة لدعم الشعب السوري.
ووعد المؤتمر بدعم القيادة العليا للجيش السوري الحر الملتزمة بالدفاع عن نفسها، ودعم الائتلاف في سبيل إنشاء نظام ديمقراطي يتمتع فيه جميع المواطنين بالمساواة أمام القانون من دون أي تمييز جنسي أو عرقي أو ديني أو سياسي مع الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وناشد المشاركون النظام السوري بتقبل الشروط وبدء مسيرة تفضي لحل الأزمة بما يتضمنه ذلك من استقالة الرئيس بشار الأسد ووضع حد للمجازر وتحرير السجناء.
 
الشيخ رفعت.. من مجرم بنظر نظام الأسد إلى قاض شرعي في المناطق المحررة... أنشأ جبهة التحرير الإسلامية قبل 3 أشهر كجهة يمكن اللجوء إليها لتسوية نزاعاتهم وفق الشريعة الإسلامية

جريدة الشرق الاوسط... لندن: هانا لوسيندا سميث ... اتكأت آلاء جليمة على الحائط تضم إليها ابنتها الصغيرة، فهذه هي المرة الثانية خلال ستة أشهر التي تبيت فيها هي وأبناؤها السبعة من دون مأوى، في البداية سوت قذائف جيش النظام السوري منزلهم بالأرض، ثم طردهم جنود الجيش السوري الحر من مستودع الخردة الذي لجأوا إليه.
تقول: «قالوا لي إن صاحب المستودع السابق كان من الشبيحة، لذا ألقوا بنا في الخارج واستولوا على الفراش والبطاطين. كان المفترض أن يؤمنوا لنا الحماية لا أن يسرقونا».
آلاء جليمة واحدة من العشرات الذين حضروا يوم الاثنين المشمس طلبا للعدالة، إلى المدرسة القديمة في منطقة الهايا في حلب، التي تحول مبناها الآن إلى مقر لجبهة تحرير سوريا الإسلامية، ويديرها الشيخ تل رفعت، الذي يتنقل مسرعا من غرفة إلى أخرى لإتمام إجراءات الزواج والطلاق والفصل في النزاعات القانونية والقضايا الجنائية. استوقفته آلاء جليمة أثناء مروره بها في البهو وروت له القصة. ووعدها قائلا: «سنعاقب من قام بذلك، سيخضعون للمحاكمة وسوف نوفر لك بطاطين جديدة».
كان الشيخ تل رفعت، شيخا ذا مكانة رفيعة، أما بالنسبة لنظام الأسد فقد كان مجرما، حيث تعرض للاعتقال والسجن ثلاث مرات لمعارضته النظام. لكنه الآن يملأ هو ورجاله الفراغ الذي يشهده القانون والنظام الذي تركته قوات الأسد الأمنية بعد انسحابها من هذه الضاحية في حلب.
أنشأ الشيخ رفعت جبهة تحرير سوريا الإسلامية قبل ثلاثة أشهر كجهة يمكن لأفراد المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر الحضور إليه لتسوية نزاعاتهم وفق الشريعة الإسلامية. كما أقام أيضا قوة شرطة مدنية إسلامية، تضم وحدة رد سريع للتعامل مع أي حوادث إجرامية في هذا الجزء من المدينة.
كانت كل أطياف مجتمع حلب حاضرة هنا، شباب ينتظرون الزواج إلى جانب أزواج أتوا طلبا للطلاق. وعشرات النساء الأرامل وإلى جانبهن أطفال صغار ينتظرن في هدوء أثناء توجه الرجال إلى غرفة الصلاة بعدما رفع الأذان.
وفي غرفة خصصت لتحقيقات الشرطة، يستجوب أحمد الذي كان جنديا سابقا في قوات الأسد، رجلا متهما بسرقة مال من جاره. انضم أحمد إلى صفوف المعارضة قبل عام، لكنه لم ينس مهاراته التي تعلمها أثناء عمله ضمن قوات النظام. أصر المتهم على أنه بريء، لكن أحمد لم يكن مقتنعا. ومع احتدام المناقشة علا صوته، ليوضع الرجل بعد ذلك في سجن مؤقت في قبو المبنى، حيث سيتواصل التحقيق معه.
لكن الشيخ رفعت كان حريصا على توضيح أن النظام القضائي يختلف عما كانت تفعله قوات الأسد، فيقول: «أثناء حكم قوات الأسد لم يكن المسؤولون الأمنيون يغادرون مكاتبهم أو يبذلون جهدا في الخروج أو الحديث إلى الأفراد، لكننا الآن نشاهد عشرات الأفراد يوميا، وأحيانا مائة وفي بعض الأحيان خمسمائة».
في غضون الأشهر الماضية تعهدت فصائل مختلفة من الجيش الحر رسميا بتقديم الدعم والرجال لمشروع الشيخ تل رفعت.. فمدخل المبنى يخضع لحماية مقاتلين تابعين للجيش السوري الحر يحملون بنادق «الكلاشنيكوف»، بينما يقوم آخرون بدوريات داخل البهو. ويبدو واضحا أن نظاما جديدا للحكم قد خرج من رحم الفوضى التي شهدتها الأشهر القليلة الماضية.
هناك قلق من أن يشكل الوجود المتزايد للمجموعات الأكثر تشددا مثل جبهة النصرة السلفية تحديا أمام هذا النظام القضائي الجديد واستقرار سوريا والمنطقة بشكل أوسع خلال السنوات القليلة القادمة. لكن بالنسبة للوضع الراهن يقول الشيخ تل رفعت: «لا توجد روابط بيننا، فجبهة النصرة ليست جزءا من هذا المشروع، ونحن لسنا نظاما دينيا أكثر تشددا. نحن لا نعاقب الأفراد الذين لا يصلون، بل نحاول أن نعلمهم بطرق إسلامية».
وخلال التفاته للحديث للشخص الثاني في الصف، لخص وجهة نظره بشأن هذا المشروع قائلا: «نحن ندير نظاما شرعيا، لكننا معتدلون، هذا المكان أنشئ لخدمة الجميع».
 
ملامح التسوية الأميركية ـ الروسية حول سوريا.. مصالح وملفات إقليمية

بيروت: «الشرق الأوسط» ... تتلاقى الولايات المتحدة وروسيا في الملف السوري على مجموعة مصالح سياسية مشتركة، تصلح لأن تكون مسودة رئيسية لتسوية سلمية في البلاد، لكن العقدة الأساسية بينهما، تتمثل في موقع الرئيس السوري بشار الأسد، وفريقه الأمني والعسكري الذي ترفض المعارضة السورية أن يكونوا ضمن أي حل. في حين تبقى قضية القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس محل تجاذب بين الطرفين، وسط إصرار روسي على بقائها.
ويتفق الطرفان الدوليان المؤثران في الملف السوري على ضرورة «عدم تمكين الإسلاميين المتشددين من تسلم السلطة في سوريا، أو الاتخاذ من أراضي هذا البلد قاعدة انطلاق لعملياتهم العسكرية»، على غرار ما حصل في أفغانستان واليمن. وحذرت الولايات المتحدة مرارا من أن هذه المجموعات تشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي، وصولا إلى إدراج جبهة النصرة على لائحة الإرهاب، وإحجامها عن إيصال السلاح للمعارضة السورية، خوفا من أن تصل إلى أيدي الإسلاميين المتطرفين، واستخدامها لاحقا ضد أهداف غربية أو ضد إسرائيل.
روسيا، بدورها، تتفق مع واشنطن على هذا التوجه، بعد قتالها المجموعات الجهادية في الشيشان والقوقاز، بالإضافة إلى أن الإسلاميين يهددون المصالح الروسية في المياه الدافئة، أي في المتوسط وعلى الساحل الجزائري الذي ينمو الإسلاميون الراديكاليون فيهما.
نقطة ثانية يتفق عليها الطرفان، هي التوصل إلى حل سياسي يقوم على تأليف حكومة وحدة وطنية موسعة، تتمثل فيها المعارضة في الداخل والخارج، بالإضافة إلى شخصيات من النظام «لم تتلوث أيديها بالدم»، بند من شأنه أن ينهي الصراع الدائر في سوريا، ويضع حدا لسفك الدماء، وتظهر ملامحه في جميع اللقاءات بين الروس والمسؤولين الغربيين، على الرغم من تفاوت الآراء حول التفاصيل. وتحضر هذه الحكومة لانتخابات رئاسية في عام 2014، وانتخابات برلمانية، تؤدي إلى مجلس نواب جديد يعدل في بعض التشريعات المعمول بها، وخصوصا المتعلقة بالنظام الحزبي وصلاحيات الرئيس.
لكن الخلاف يقع في دور الأسد خلال المرحلة الانتقالية، ووجود 102 من الشخصيات الأمنية والعسكرية التي تضع المعارضة «فيتو» على وجودها في السلطة خلال هذه المرحلة.
ففي حين تصر روسيا على بقاء الأسد إلى حين تبلور الاتفاق، خوفا من فراغ في السلطة، بمعنى بقائه في السلطة إلى انتخابات عام 2014، حيث يُحدد لاحقا ما إذا كان يترشح للانتخابات أم لا يترشح.. تصر الولايات المتحدة على رحيله «لأن وجوده عائق أمام أي تسوية».
ويبقى أن هناك نقطة أساسية بالنسبة لروسيا، تتمثل في وجودها شرق البحر المتوسط، وتحديدا في قاعدتها البحرية في طرطوس التي تقول إنها محطة لتزويد الأساطيل الروسية بالوقود والغذاء، وهي النقطة البحرية الوحيدة لها في المتوسط. مصير هذه القاعدة سيكون أساس أي تسوية للحل، وتتخوف من أن تُجبر على التخلي عنها بعد سقوط الأسد. وإذا لم تكن هذه القاعدة «عقدة أمام الحل»، باعتبار المسؤولين الأميركيين لم يلفتوا صراحة إلى وجودها ومستقبلها، فإنها ستبقى نقطة تجاذب بين الطرفين أمام الحل في سوريا.
وكون الحل سيكون عابرا للملفات، فإن التسوية ستراعي مصالح روسيا العسكرية والاقتصادية، وخصوصا وجودها في المتوسط، وصفقات السلاح الروسي في الشرق الأوسط، وتحديدا العراق، بالإضافة إلى صفقات التنقيب عن الغاز الإسرائيلي.. كذلك أمنها بعد نشر درع «الباتريوت» الصاروخي في تركيا، فضلا عن الملف الإيراني وقضايا أمنية أخرى عالقة بين الطرفين، أما إذا كان الحل محصورا بالإطار السوري، فإن «عقدة الأسد» من شأنها أن تسرّع خطى الحل، قبل اللقاء المنتظر بين الزعيمين الدوليين في روسيا في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
 
لأول مرة منذ صدام.. قوات عراقية تعبر الحدود

عبد الرحمن الراشد.. جريدة الشرق الاوسط... أظهر فيديو قوات عراقية تعبر الحدود السورية إلى مدينة اليعربية، شمال شرقي سوريا. وبعد صمت دام نحو أربع وعشرين ساعة اعترفت الحكومة العراقية، لكنها قالت إن الحرب على الحدود طالت مناطق عراقية، وهذا عذر غير مقنع بحكم أن القتال دار في اليعربية نفسها، وهي المنفذ الذي يهرب منه العراق صادراته وصادرات إيران لمساعدة القوات السورية. إن ذلك يعيد للذاكرة ما كان يفعله الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عندما أرسل قواته لإيران بحجة الخلاف الحدودي وتأمين سلامة الأراضي العراقية، ثم أرسل قواته لاحتلال الكويت.
دخول قوات المالكي وسّع الحرب في سوريا، من حرب بالوكالة إلى حرب مباشرة، لمساندة قوات نظام الأسد الذي يعيش منذ عشرين شهرا في محنة خطيرة!
صارت في المنطقة حرب تكبر على التراب السوري؛ جيش الأسد بكامل قطاعاته وقواته الأمنية وميليشياته، تسانده قوات من إيران، وآلاف من مقاتلي حزب الله من لبنان، إضافة إلى خبراء ومستشارين روس. وباقتحام قوات المالكي الحدود لمساندة قوات الأسد للاحتفاظ بمدينة اليعربية الحدودية صرنا أمام حرب إقليمية كبرى، انضم إليها أخيرا رئيس وزراء العراق نوري المالكي، الذي كثف من تبريراته خلال الأيام الماضية متعهدا بأنه لن يسمح بسقوط نظام الأسد، وأنه أبلغ الأميركيين بأن نظام الأسد في سوريا لن يسقط. هذه القوى المتطرفة، إيران والعراق وحزب الله، تجتمع لأول مرة في حرب كهذه!.. حرب مكشوفة ضد الشعب السوري، في حين لا توجد دولة جارة واحدة تحاول مساعدة الغالبية المستهدفة بهذه الحرب منذ نحو عشرين شهرا، باستثناء استقبال اللاجئين العابرين للحدود والذين تجاوز عددهم نصف مليون مشرد!
التطور الجديد والخطير هو دخول رئيس وزراء العراق المالكي على خط الحرب هذا الأسبوع، مما يوضح لماذا كان المالكي حريصا على إعطاء أحاديث صحافية يمهد من خلالها لإرسال قواته للحرب، بحجة أن سقوط النظام فيه خطر على العراق!
والحقيقة هذه مبالغة منه، فالخطر على العراق بدخول الحرب أعظم من بقائه على الحياد. أما لماذا يفعلها المالكي ويقحم العراق في أول حرب منذ إسقاط نظام صدام، فالسبب واضح.. لقد صار دمية في يد الحرس الثوري الإيراني، الذي يدير الحرب في سوريا، ويتولى الدفاع عن نظام الأسد. المالكي، مثل زعيم حزب الله في لبنان، مجبر على دعم حليف إيران الأول، أي الرئيس بشار الأسد، لأن الإيرانيين يملكون السلطة الكافية لتعيين وإقصاء قيادات مثل العراق وتنظيم حزب الله.
كان المالكي يدعم الجهد الإيراني في سوريا خلال العامين الماضيين سرا، من خلال إرسال الوقود والأموال والأسلحة لنظام الأسد، وسمح للإيرانيين بنقل المقاتلين والأسلحة عبر الأجواء والأراضي العراقية. وآخر تصريح أميركي رسمي يبين حجم الخيبة من تصرفات المالكي الحليف القديم «أبلغنا الحكومة العراقية مرارا اعتراضنا على الرحلات الجوية الإيرانية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية، وأبدينا شكوكنا في أنها تحمل أسلحة، لكن الحكومة العراقية (التي تعهدت بتفتيشها) لم تقُم بتفتيش الطائرات سوى مرتين فقط، وكلتاهما جرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فقط»!
المالكي أصبح اليوم، مثل حسن نصر الله، لا يستطيع قول لا لما يطلبه منه الحرس الثوري الإيراني الذي يملك الكثير من النفوذ ولا يتورع عن ارتكاب جرائم لتنفيذ تهديداته. وهذا موضوع سأناقشه في مقال لاحق.
 
نعم هو صدام الشيعي

طارق الحميد.... جريدة الشرق الاوسط... في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2011 كتبنا في هذا المكان أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هو «صدام الشيعة»، وحينها احتج البعض قائلا إن هذه مبالغة، واستعداء. اليوم، وفي 2013، نجد أن المالكي لا يكتفي بالدفاع عن بشار الأسد، بل إن قوات المالكي تقصف الجيش السوري الحر على معبر اليعربية الحدودي!
المالكي، وقبل أيام، قال إن دعم المعارضة السورية يعد عملا عدائيا ضد العراق، وإن سقوط الأسد ووصول الثوار للحكم يعني حربا طائفية بلبنان، والعراق، وانقساما في الأردن، والآن تقصف قواته الجيش الحر، أي أن الحكومة العراقية لا تدعم الأسد بالتصريحات، أو بتهريب الأسلحة الإيرانية عبر الأراضي العراقية، بل إن قوات المالكي تتدخل الآن في الأزمة السورية، وبالسلاح، مثلها مثل إيران وحزب الله، وإذا لم تكن هذه هي الطائفية، فماذا عسانا أن نقول، وخصوصا أن حكومة المالكي تدعي أنها نابعة من نظام ديمقراطي؟!
يفعل المالكي ما يفعله بسوريا في الوقت نفسه الذي يواصل فيه إقصاء السنة بالعراق، وقمعهم، كما يحدث بالأنبار، وغيرها من المدن والمحافظات الثائرة ضد طائفية نظامه، ورأينا كيف استقال وزير المالية العراقي أمام الحشود الغاضبة يوم الجمعة الماضي بالعراق. ويفعل المالكي ما يفعله في سوريا وهو الرجل الذي يمثل نظاما يعتبر حليفا للولايات المتحدة التي أسقطت صدام حسين وجاءت بهذا النظام السياسي بحجة أنهم، أي من يحكمون العراق، كانوا مضطهدين من ديكتاتورية صدام، ولذلك قامت القوات الأميركية بغزو بغداد وإسقاط النظام، لكن ما حدث كان العكس، حيث إن هذا النظام الجديد تحول إلى حليف لإيران، بل تابع، وها هو يقوم بقصف ثوار سوريا، فهل يمكن بعد كل ذلك الوثوق بحكومة المالكي؟ بالطبع لا. والحق أن المالكي ليس صدام الشيعة وحسب، بل هو أخطر، لأنه يدعم التوجهات الإيرانية القاضية بهدم مفهوم الدولة ونصرة الأحزاب، والجماعات، المحسوبة على إيران، وهذا يعني بالتالي تأجيج الطائفية في المنطقة.
وعندما نقول إنه لا يمكن الوثوق بحكومة المالكي، فلسبب بسيط، وهو أن المالكي، يوما بعد آخر، يثبت أنه رجل يريد عزل العراق عن محيطه العربي، حيث إنه أقرب للمخطط الإيراني بالمنطقة، وليس تعزيز العلاقات العراقية العربية، فالمالكي يناصر أتباع إيران بالبحرين، وسمح بالمظاهرات الطائفية المناصرة لهم في العراق، والأمر نفسه فعله ضد السعودية، وها هو اليوم يقصف الجيش السوري الحر، ناهيك بما يفعله بالعراق كله. ومن هنا فإن قصف القوات العراقية للجيش السوري الحر ما هو إلا دليل قاطع لكل مروجي الاعتدال المزيف، أو ما أسميه الخنوع السياسي، وخصوصا تجاه المالكي، حيث ثبت لهم اليوم أنهم خدعوا مرة جديدة عندما أحسنوا الظن بالحكومة العراقية الحالية، مثلما خدعوا ذات يوم بحزب الله، وحماس، وإيران، وبالطبع الإخوان المسلمين، وكما خدعوا بقضايا لا تعد ولا تحصى.
ولذا، فإن إحدى أهم مميزات الثورة السورية أنها لا تسقط طاغية وحسب، بل إنها تسقط حقبة من الأكاذيب والخداع والتزوير بمنطقتنا.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,182,548

عدد الزوار: 7,058,252

المتواجدون الآن: 55