«يونيفيل» والجيش يؤكدان التنسيق في حادث خربة سلم وإعلام «حزب الله» ينفي وجود الجيش مع الوحدة الدولية

تاريخ الإضافة الإثنين 20 تموز 2009 - 6:40 ص    عدد الزيارات 3680    التعليقات 0    القسم محلية

        


ترك الحادث الذي وقع في بلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان أول من امس، بين دورية من القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» عند محاولتها تفتيش أحد المنازل وبين عناصر حزبية وبعض الأهالي تفاعلات كثيرة أمس، علماً أن «يونيفيل» عادت لتسيير دورياتها أمس.

واستحوذ الحادث الذي أوقع 14 جريحاً من الكتيبة الفرنسية العاملة في «يونيفيل» وأدى الى تضرر عدد من الآليات التابعة لها على اهتمام الوسط السياسي اللبناني، وأعاد تسليط الضوء على العلاقة بين عناصر «يونيفيل» والأهالي ومدى تأثرها بالعلاقة بين «يونيفيل» والجهات الحزبية الفاعلة في الجنوب.

وكانت الناطقة الرسمية باسم «يونيفيل» ياسمينا بوزيان أوضحت أنه «خلال مجريات التحقيق المستمر والمنسق بين يونيفيل والجيش اللبناني، حول الانفجارات في خربة سلم، وبينما كان جنود يونيفيل والجيش معاً في موقع يبعد كيلومتراً واحداً عن المكان، من أجل التثبت من بعض العناصر والمتعلقة بالانفجارات، تجمع نحو 100 شخص وحاولوا عرقلة الأعمال ورشقوا عناصر يونيفيل الموجودة على الأرض بالحجارة وواجهوها. وعندما كبر الجمع نشرت يونيفيل والجيش اللبناني قوات إضافية على الأرض من أجل احتواء الوضع». وأضافت: «خلال مغادرة عناصر يونيفيل للموقع، أطلقت إحدى الدوريات التي تمت محاصرتها من قبل آشخاص، عيارات تحذيرية في الهواء لفتح ممر لها للخروج».

وأمس، أبدت قيادة الجيش اللبناني أسفها لإصابة 14 جندياً من «يونيفيل» بجروح «طفيفة». وأفادت في بيان صادر عن مديرية التوجيه بأنه «استكمالاً للإجراءات المشتركة التي يقوم بها الجيش اللبناني وقوات يونيفيل على اثر الانفجار الذي حصل أخيراً (في المبنى المهجور) في خربة سلم، حصل التباس امس لدى أهالي البلدة نتجت منه بعض ردود الفعل، وعولج الموضوع فوراً وأعيد الوضع الى ما كان عليه». وأشار بيان الجيش الى أن «تحقيقاً مشتركاً بوشر لتوضيح ملابسات الحادث»، مؤكداً أن «وحدات الجيش اللبناني والقوة الدولية ستستمر بالعمل في شكل وثيق لتطبيق القرار 1701».

في المقابل، برز بيان لـ «لقاء علماء صور» بعد اجتماع عقده في صور برئاسة الشيخ علي ياسين، انتقد فيه القوات الدولية، وطالبها بـ «وقف الخروق الإسرائيلية وإدانتها»، معتبراً «انها متواجدة في الجنوب لمصلحة اسرائيل وليس لمصلحة لبنان، وأنها لا ترى الا بعين واحدة، وحين يحصل خرق اسرائيلي لكفرشوبا، وهو حاصل، تقول القوة الدولية على لسان الناطقة باسمها ياسمينا بوزيان ان كفرشوبا خارج نظاق اليونيفيل». ورأى ان «قضية مستودع الذخيرة الذي تحدثت عنه القوة الدولية في خربة سلم بأنه خرق للقرار الدولي 1701 موجود على الأرجح منذ ما قبل حرب تموز»، مؤكداً ان «هناك خروقاً اسرائيلية للقرار الدولي 1701 تصمت عليها القوة الدولية خدمة لإسرائيل»، ودعا الحكومة الى «ان تحفظ المقاومة وتقوي الجيش».

وتعددت الروايات حول ما حصل في خربة سلم. وقالت مصادر حزبية وتلفزيون «المنار» أن وحدة من «يونيفيل» دخلت البلدة «في محاولة لتفتيش منزل فيها بحجة البحث عن اسلحة وذخائر فيه، بينما هو منزل مأهول بالسكان». وذكرت المصادر الحزبية أن «شباناً من البلدة والأهالي رفضوا دخول قوات يونيفيل الى المنزل لأن الجيش لم يكن معها، ولأن هذا الأمر مخالف للقرار 1701 الذي ينص على أن يونيفيل تتحرك بالتنسيق مع الجيش ولا تتحرك منفردة». وذكرت المصادر الحزبية أن وحدة «يونيفيل» «دخلت المنزل على رغم ذلك، ما أثار الأهالي وحصل الإشكال الذي تطور الى رشق بالحجارة».

أما تلفزيون «المنار» في نشرته الاخبارية ليل أول من أمس، فروى الآتي: «لأن لمنازل الآمنين في الجنوب حرمات كانت الصرخة مرتفعة هذه المرة ولأن تخطي دور الجيش اللبناني من قبل قوات اليونيفيل خطيئة كانت ردة الفعل بحجم الاستفزاز الذي يصعب السكوت عنه من خلال اقتحام المنازل ومداهمتها من دون تنسيق مع الجيش اللبناني. ففي خطوة مفاجئة تعدّ عملاً استفزازياً أقدمت قوة فرنسية عاملة في إطار اليونيفل التابعة للقوة الدولية العاملة في جنوب لبنان على محاولة دهم أحد المنازل السكنية في منطقة الدبشة في بلدة خربة سلم الجنوبية تمهيداً لمداهمة عدد من المنازل المجاورة الأمر الذي احتج عليه الأهالي وأخرجهم من منازلهم حيث قاموا بطرد القوة الدولية تحت وابل من الحجارة استنكاراً لهتك حرمات المنازل خصوصاً أن الجيش اللبناني لم يكن على علم بهذه الخطوة». وأضاف «المنار»: «بعد انسحاب القوة الدولية حاولت قوة أخرى الدخول من منطقة بئر السلاسل حيث كان أهالي البلدة ينظمون اعتصاماً فعمدوا إلى قطع الطريق بإشعال الإطارات مانعين دخول القوة الدولية فأطلق جنودها النار في الهواء لإرهاب المحتجين ودهست إحدى الآليات أحد عناصرها قبل أن تصطدم بسيارة متوقفة إلى جانب الطريق وعلى الأثر تدخلت قوة من الجيش اللبناني وعملت على فتح الطريق وتهدئة المواطن».

وفيما كان بيان الجيش تحدث عن الحادث بالإشارة الى اجراءات مشتركة للجيش والقوات الدولية، كذلك أكدت بوزيان وجود الجيش خلافاً لرواية المصادر الحزبية أثناء محاولة المداهمة، وذكرت رواية أخرى نقلتها مصادر مطلعة لـ «الحياة» عن الجهات الدولية أن القضية بدأت حين حصل انفجار في ما يعتقد أنه مخزن أسلحة في خربة سلم الثلثاء الماضي، اذ جرى تطويق منطقة الانفجار من قوى حزبية لمنع الدخول اليها، وأعقب ذلك ضرب وحدات من الجيش طوقاً جديداً على المنطقة، وحين حضرت قوات «يونيفيل» للتحقيق مع الجيش في حصول الانفجار قيل لها أن الأمر تحت السيطرة وأن لا ضرورة لدخول المنطقة، ما أدى الى انطباع بأن العناصر الحزبية قامت بإزالة معالم الانفجار وبأن الهدف هو الحؤول دون وصول القوات الدولية الى المكان لمعاينته.

وأفادت رواية المصادر نفسها بأن «يونيفيل» طرحت ملاحظات على الجيش وأسئلة في هذا الصدد، وعندما حصلت على معلومات عن احتمال وجود أسلحة وذخائر في أحد المنازل في خربة سلم أول من أمس، أبلغت الجيش اللبناني بوجوب التحقيق بالأمر، فوافق الجيش تجنباً لتكرار ما حصل الثلثاء الماضي، خصوصاً أن الأمم المتحدة عبر الأمانة العامة كانت أبلغت السلطات اللبنانية أن وجود ما يشتبه بأنه مخزن أسلحة انفجر مخالف للقرار 1701، فتوجهت قوة مشتركة من الجيش و «يونيفيل» اول من أمس الى البلدة، حيث تم توجيهها نحو منزل لتفتيشه، فلم تجد فيه أثراً لأسلحة أو ذخائر، لكن «يونيفيل» أبلغت الجيش وبعض أهالي البلدة أن المنزل المقصود غير هذا المنزل، وأصرت على تفتيشه فرافقها الجيش اليه، لكن عدداً من الشبان تواجدوا فيه ورفضوا السماح للقوة المشتركة بدخوله لتفتيشه، مؤكدين أنه مأهول بالسكان. وعند الإصرار على تفتيشه، كان عدد آخر من الشبان والأهالي تجمعوا حول القوة المشتركة ليحتجوا مع العناصر الشابة التي كانت متواجدة في المنزل على وجود قوات «يونيفيل» قربه وحصل التلاسن، ثم رمي الحجارة على القوة الدولية، فجرح عدد من الجنود معظمهم من الفرنسيين و3 من الإيطاليين. ثم انسحبت القوة الى قواعدها من دون أن تتمكن من تفتيش المنزل بالاشتراك مع الجيش. ورأت هذه المصادر أن الحادث مقلق لأنه يحول دون قيام «يونيفيل» بعملها وتستسفيد منه اسرائيل.


المصدر: جريدة الحياة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,167,693

عدد الزوار: 6,758,513

المتواجدون الآن: 128