اجتماعات مسائية على محوري 14 آذار و8 آذار وسط التأزم

اجتماع اليوم للشخصيات المسيحية المستقلة في منزل حرب

عكست التعبئة السياسية الواسعة التي شهدتها أروقة قوى 14 و8 آذار ومجالسها في اجتماعات انعقدت مساء امس، وصول ملف قانون الانتخاب الى عنق زجاجة التأزيم، عقب جلستين عقدتهما اللجنة النيابية الفرعية المكلفة هذا الملف أمس وبلغت معهما الحائط المسدود، على رغم محاذرة معظم القوى المعنية الاعتراف بذلك.
ويمكن القول ان مسار اللجنة النيابية الفرعية بدأ يشارف لحظة القرار المفصلية في الساعات المقبلة، وهي لحظة ستملي على رئيس مجلس النواب نبيه بري والكتل النيابية والقوى السياسية مواجهة واحد من خيارين: اما تمديد مهمة اللجنة بضعة ايام في محاولة اخيرة للتوصل الى ما عجزت عن بلوغه امس اي وضع اساس لصيغة مشروع مختلط من النظامين الاكثري والنسبي لقانون الانتخاب، واما دفع الملف برمته الى اللجان النيابية المشتركة لوضع يدها على كل تعقيداته وتناقضاته.
وأبرزت مصادر مواكبة للمشاورات التي اجريت في الساعات الاخيرة، وعشية عودة اللجنة النيابية الفرعية الى الاجتماع اليوم، رؤية قاتمة لاحتمالات التوصل الى مشروع توافقي اذ قالت لـ"النهار" إن الجلسة التي عقدتها اللجنة قبل ظهر امس شهدت بلوغ معركة طرح "الفيتوات" ذروتها وبدت أقرب الى مبارزة بتحديد "الخطوط الحمر" المتبادلة بين الافرقاء. وأشارت الى توتر شديد ساد مناقشات اللجنة زادت حدته مسارعة عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب الان عون الى التفرّد المقصود باعلان "نعي النظام المختلط" امام الصحافيين في مسعى واضح للضغط على رئاسة المجلس وخصوم مشروع "اللقاء الارثوذكسي"، الامر الذي ازعج حلفاء عون أنفسهم. واسترعى الانتباه في هذا السياق ان عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب علي بزي سارع بعد كلام النائب عون الى محاولة تبديد الانطباع عن اخفاق الجهود الساعية الى بلورة مشروع توافقي، فوصف الجلسة بأنها كانت "جيدة خلافاً لما قيل ولما سمعناه منذ قليل".
وعلمت "النهار" ان موقف بزي جاء بايعاز من الرئيس بري الذي كلف عضو كتلته التأكيد ان الامور لا تزال في دائرة البحث ولا شيء نهائياً بعد.
واوضحت المصادر ان الجلسة لم تحرز واقعياً اي تقدم، لكن الجميع اتفقوا على المضي في البحث وعدم اقفاله. وعلم ان الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلاً بالنائب اكرم شهيب اقترح في الجلسة صيغة تقوم على انتخاب اكثري بنسبة 70 في المئة وانتخاب نسبي بنسبة 30 في المئة باعتبار ان المناصفة في معادلة الاكثري والنسبي لا تلقى تأييداً واسعاً. كذلك سعى فريق المعارضة كلاً الى تعزيز نسبة الاكثري في المشروع المقترح لكن فريق الاكثرية ولا سيما منه قوى 8 آذار رفضت ذلك.
وبادر عضو كتلة "حزب الله" علي فياض الى رفض صيغة الدوائر الفردية رفضاً باتاً، مؤكداً انه طرح "فيتو" على صيغة اقترحت في الجلسة تتعلق بالدوائر الـ 128 (وفق عدد اعضاء مجلس النواب). وحمل على "تيار المستقبل" من غير ان يسميه قائلاً: "من يريد ان يهاجم النسبية باستمرار انما يخاف من انكشاف حجمه السياسي".
وكان النائب احمد فتفت واضحاً في تأكيد رفض فريقه "اي قانون نسبي"، لكنه لمح الى مرونة حيال تطوير النظام الاكثري وعدد الدوائر وكذلك حيال طرح الدائرة الفردية.
واضافت المصادر المواكبة للمناقشات ان تخوفاً كبيراً نشأ من اغراق اللجنة في "بازار" المشاريع الانتخابية، علماً ان هذا "البازار" مرشح للتعاظم والاتساع في ظل التخوف من عدم وجود قرارات سياسية حازمة ونهائية بالتنازل لدى أي فريق لمصلحة مشروع توافقي.
ولفت في هذا السياق اعلان النائب سامي الجميل عقب اجتماعه أمس مع الرئيس بري "أن قانون الستين هو القانون الوحيد الذي دفن"، مشدداً في المقابل على أن "الأبواب لن تقفل والتواصل سيستمر بين الجميع". وإذ نقل عن بري انه "ملزم نتائج اللجنة الفرعية"، قال إن المساعي مستمرة للتوصل الى حل وسط بين الفريقين حتى الاربعاء (غداً)، "وإلا فان الرئيس بري سيباشر العملية الديموقراطية من خلال استئناف اجتماعات اللجان المشتركة الاسبوع المقبل".

 

وشهدت ساعات المساء لقاءات عدة، إذ زار نائب "القوات اللبنانية" جورج عدوان الرئيس فؤاد السنيورة. وعلم ان اللقاء تركز على عدم تأثر العلاقات بين مكونات 14 آذار بالتباينات حيال ملف قانون الانتخاب. وفي الاطار عينه زار منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، ورفض سعيد التصريح بعد اللقاء ولكن علم أن الأجواء كانت ايجابية.
وفي المقابل عقد لقاء موسع في منزل الوزير علي حسن خليل حضره الوزراء محمد فنيش وجبران باسيل وفايز غصن وعلي قانصو ومروان خير الدين ونقولا فتوش وتناول المجتمعون ملف قانون الانتخاب.

 

وبدورها تعود الشخصيات المسيحية المستقلة ضمن فريق 14 آذار الى الاجتماع اليوم في منزل النائب بطرس حرب "لوضع خريطة طريق لاتصالاتها تشمل القوى الوسطية وقوى 14 آذار". وأبلغت أوساط هذه الشخصيات "النهار" ان اجتماع اليوم يندرج في اطار "تصحيح أسس الشركة الوطنية باعتباره هدفاً يلتقي عليه الجميع لأن الغبن يلحق بالمسيحيين من وقت طويل وتصحيح الخلل يكون بتطبيق الطائف وقيام مناصفة حقيقية وهو مبدأ يقوم حوله اجماع مسيحي ولكن تبقى المشكلة في الوسيلة". أما "المشروع الارثوذكسي"، فترى الأوساط أن مساوئه كبيرة جداً وأكثر من مكاسبه.
وقال رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض لـ"النهار" عشية الاجتماع: "نريد الوصول الى حلول تراعي هاجس الشركة وتؤدي الى اجراء الانتخابات وهناك مجموعة صيغ ويمكن الانطلاق من الدوائر الصغرى مع بعض التعديلات أو الانطلاق من مشروع يمزج بين الأكثري والنسبي (مثل طرح فؤاد بطرس) ليكون مقبولاً لدى جميع الأطراف وبذلك نؤمن مناصفة حقيقية من دون تدمير الدولة والمساحة المشتركة بين اللبنانيين". وأشار الى ان خطة عمل ستوضع للتواصل بين قوى 14 آذار.

 

في سياق آخر، أفاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيستقبل الاسبوع المقبل تباعاً النائب وليد جنبلاط في 28 كانون الثاني الجاري والرئيس أمين الجميل في 30 منه ليبحث مع كل منهما في التطورات اللبنانية والاقليمية. ويأتي هذان اللقاءان في لحظة مهمة داخلياً واقليمياً، إذ تنظر باريس الى مستقبل الوضع اللبناني بحذر كبير وترى انه سيزداد تعقيداً في الأشهر المقبلة من جراء انعكاسات الأزمة السورية على لبنان. ولذا تقول باريس إنه حان الوقت لكي يتوصل الافرقاء اللبنانيون الى توافق على استحقاقاتهم الداخلية ومنها تأليف حكومة جديدة تكون اكثر تمثيلاً وشمولاً.

نعي مقصود من عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب الان عون للنظام المختلط، كاد يوحي ان باب المناقشات في اللجنة الفرعية المصغرة للبحث في قانون الانتخاب قد أقفل. هو نعي تفرد به عون من بين اعضاء اللجنة، وسرعان ما استدعى تصريحا من جانب فريق "حليف الحليف" اي كتلة التنمية والتحرير" لتصويب البوصلة. اذ وقف النائب علي بزي ليقول: "الجلسة جيدة خلافا لما قيل ولما سمعناه منذ قليل". اللافت ان بزي يصرّح للمرة الاولى منذ بدء اجتماعات اللجنة، وبدا ممتعضا، كما سائر النواب اعضاء اللجنة، من خطوة عون.
واذا كان موقف عون "محاولة استذكاء" لضرب النظام المختلط بهدف اعادة الحياة الى مشروع قانون "اللقاء الارثوذكسي"، فانه بات مسلّما به انه بعد دفن قانون الستين، فان الاخير دفن بدوره المشروع الارثوذكسي.
اما الاجماع الوحيد الذي يكاد يكون الطاغي على جلسات اللجنة منذ بداية عملها، فهو ان النقاش داخلها سياسي بامتياز، وان تغطّى بقماشة تقنية، وان ما يجري خارج اروقة اللجنة من اجتماعات واتصالات، سيحدّد طبيعة مسارها.

 

امس، لم يسجل جديد ولا تقدّم في اجواء الجلسة التي كانت مخصصة للاستماع الى اراء فريقي "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي حول بعض الجوانب من النظام المختلط. وتبيّن وفق معلومات لـ"النهار" ان النظام المختلط قابل للنقاش تبعا للدوائر. عندها، بدأ الاستفسار عن بعض المسائل التي يمكن اختصارها كالاتي: هل يكون الصوت التفضيلي؟ واحداً ام اثنين؟
ما مدى تأثير الصوت التفضيلي، وهل يوفر مساواة ام لا؟
وفي المزج بين الاكثري والنسبي، هل تكون المقاعد للاكثرية ام للنسبية؟ هنا اختلفت الآراء، وبدا ان ثمة خطين منفصلين لا يلتقيان. اتجاه يريد تقليل النسبي، وفي مقدّمه "تيار المستقبل"، واتجاه آخر يريد تقليل الاكثري، وفي مقدّمه "حزب الله".
وفيما لم يتم التوصل الى اي حسم، علم ان الحزب الاشتراكي، وتحديدا النائب اكرم شهيب اقترح خلال الجلسة ان تكون النسبة 70 في المئة للاكثري و30 في المئة للنسبي، فيما معادلة الـ64 نائبا للاكثري و64 للنسبي لا تلقى الكثير من التأييد.
وفي الصوت التفضيلي، رأى بعض النواب ان "الصوت الواحد يمكن ان يأخذنا الى المذهبية، فيما الصوتان يوفران نوعا من الشراكة".
وفق هذه الخريطة، لا تقدّم. الامر الذي دفع بأكثر من نائب الى التخوّف من استهلاك الوقت، وسط لا جديد، وكأن الامور عادت الى النقطة الصفر.
فريق المعارضة حاول ان يقدّم بعض النقاشات ويسعى الى تطوير العدد الاكثري، وتوقف عند موضوع الكتل الصغيرة، اي عند النسبة التي ينبغي ان تنالها الكتلة كي تكون ممثلة، كأن تخوض اقلية ما الانتخابات في منطقة معينة، على اساس نسبي، فيما تشارك الاكثرية فيها على اساس اكثري. وفي وقت استهلك النقاش، تبّين ان جميع الاطراف معترضون على مشروع فؤاد بطرس، ولا سيما لجهة تقسيم الدوائر فيه.
كذلك، حاولت المعارضة البدء بنقاش One Man One vote وصولا الى الدائرة الفردية، وهنا اصطدم الامر بفيتو من "حزب الله". فكان ان سقطت الدوائر الفردية.
اما فريق الموالاة فرأى في "موقف الطرف الاخر انه لا يساعد على انتاج اي حل، وان الصيغ التي طرحت لا تقدّم فيها".
اقتراح بعد الآخر تهاوى. وكل فريق لا يزال يضع الكرة في ملعب الاخر ويردد المواقف الثابتة لديه، كمن ينأى بنفسه عن المشكلة او عن الحل المقترح، فيما يحاول رئيس اللجنة النائب روبير غانم تدوير الزوايا، وهو لهذه الغاية اجتمع بعد الانتهاء من الجلسة الصباحية بعدد من الخبراء في قانون الانتخابات، من بينهم المدير العام لشركة "ستاتيستيكس ليبانون" ربيع الهبر ورئيس "مركز بيروت للابحاث والمعلومات" عبده سعد.

 

ولان لا جديد في المعلومات، فان مواقف ما بعد الجلسة سادها التكرار.  غانم عدّد الاسئلة التي سبق ان طرحت، وهي: "هل لديكم تعليق على آلية النسبية ضمن الصوت الواحد التفضيلي؟ ما هو حجم الدوائر بالنسبة الى الاكثري والنسبي؟ ما هي نسب التوزيع بين الأكثري والنسبي والمعايير التي تعتمد في التوزيع؟ وهل يمكن البحث والقبول بنقل بعض المقاعد من دائرة إلى أخرى؟ لقد استمعنا إلى أجوبة الافرقاء ودرسناها في العمق وفي ما يمكن استخلاصه بالنسبة الى تدوير الزوايا".
وقال: "وضعنا سقفا زمنيا وإذا وجدنا أن هناك بوادر إيجابية فالسقف الزمني قد يمدد".
اما النائب احمد فتفت فلا يزال الوحيد الذي يؤيد موقف الاشتراكي من انتخاب مجلس شيوخ واقرار اللامركزية الادارية، انطلاقا من قوله: "اذا لم نتوصل الى قاسم مشترك، فلا بد من البحث عن امر جديد". واعتبر ان "التوافق يتطلّب تنازلا من الجميع، واننا ضد اي قانون نسبي، والحوار لا يزال مفتوحا".
ولفت موقف لعون قال فيه: "باختصار وبكل صراحة، أنعى إليكم فقيدنا الغالي النظام المختلط، إذ تبيّن بعد المناقشات والأجوبة التي أتت أن الهوّة كبيرة والمنطلقات مختلفة جداً، إذ يهدف فريق إلى تأمين المناصفة الحقيقية بينما يسعى الآخرون إلى الحفاظ على تمثيلهم السياسي أو يتطلعون إلى تمثيل الآخرين. مهما حدث من جولات وصولات تبّين أن ليس لنا سوى الأرثوذكس".
معيار واحد تحدث عنه النائب جورج عدوان هو "حسن التمثيل"، مشيرا على عكس عون، الى "محاولات تقدم نحو المساحة المشتركة، وانه اذا لم يكن هناك مجلس نواب جديد على اساس حسن التمثيل، فلا داعي لاي خطوات اخرى كإقرار اللامركزية وغيرها".
بدوره، رأى النائب علي فياض ان "من يهاجم النسبية يخاف كشف حجمه السياسي، فالنسبية تحسن قدرات الطوائف، ونحن حرصاء على تحسين شروط اختيار الناخب المسيحي والنسبية معا لاننا حرصاء على المناصفة الحقيقية"، مشيرا الى ان "الدوائر الفردية هي الصيغة الامثل لعدم اجراء الانتخابات".
وفيما اكد شهيب ان "المشروع الارثوذكسي ولد ميتا، وان النقاش كان سياسيا لا تقنيا"، لفت الى ان "لا فريق يريد تسليم البلد الى الاخر، ونحن طرحنا اقتراحنا من باب تقريب وجهات النظر".
وختمها بزي بالقول: "اتفقنا على مناقشة القانون المختلط بين النسبي والأكثري، واتسمت الجلسة بكثير من الجدّية والمسؤولية، وكلنا مؤتمنون على توفير بيئة ومناخ سليم معافى".

ينام رئيس مجلس النواب نبيه بري ويستيقظ هذه الايام على ايقاع تطورات مشروع قانون الانتخاب وما يستطيع فعله وسط التباعد في وجهات النظر بين الافرقاء على اختلاف مشاربهم الانتخابية وقياسها على الدوائر والمناطق.
وبحكم موقعه السياسي والدستوري، رست عليه مهمة "جس نبض" سائر الاطراف بغية التوصل الى قواسم مشتركة تساهم في حياكة الثوب الانتخابي الذي يريده كل واحد على قياسه، مع الالوان التي يريد النزول بها امام الناخبين في الصيف المقبل اذا جرى هذا الاستحقاق في موعده، لان ثمة همساً بدأ يدور عن امكان التأجيل، ومن دون ان يقدم اي طرف على اعلان هذا الامر لاعتبارات عدة.
ويبدو ان لبنان، للمرة الاولى تناقش قواه قانون الانتخاب من دون تدخلات عربية واقليمية ودولية على غرار الدورات الاخيرة منذ عام 1992 وصولاً الى اتفاق الدوحة الشهير الذي أعاد الحياة الى قانون الـ 1960 الذي تبرّأ منه الجميع ما عدا الحزب التقدمي الاشتراكي.
ويواصل بري استجماع حيويته من خلال مروحة اجتماعاته مع سائر الافرقاء للاستماع الى ما يدور في خلدها الانتخابي، وان كان يعرف بماذا تفكر وما تعمل على تحقيقه. وهذا ما ناقشه بالتفصيل ومن دون قفازات مع وفد "تيار المستقبل" الاسبوع الماضي برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في عين التينة.
وكانت المفارقة ان هذا اللقاء جرى بعد نصف ساعة من الاعتداء الذي تعرّض له الوزير فيصل كرامي في طرابلس على ايدي عناصر مسلحة من الاسلاميين.
ولم يجر التطرق الى السلاح في هذا اللقاء، هذا الملف الذي لا يفارق ألسنة قادة "تيار المستقبل" ونوابه الذين يرفضون تطبيق النسبية في أي مشروع انتخابي ما دام السلاح في الشارع، وأول ما يقصدونه سلاح "حزب الله". ويردد بري في مجالسه التي يخيم عليها حديث الساعة، ملف قانون الانتخاب، ان احداً لم يستطع اقناعه حتى الآن بأن السلاح الموجود في أيدي اللبنانيين يمنعهم من التوجه الى صناديق الاقتراع واختيار ممثليهم.
ولو فاتحه وفد "المستقبل" في هذه النقطة، لأقدم على مرافعة طويلة، سبق للسنيورة ان استمع الى فحواها في لقاءات سابقة، ولو جرى عرضها لحضر حادث كرامي الذي سبق لبري، الذي لا يخفى اعجابه بهدوئه، ان وجه اليه نصيحة قبل ايام تدعوه الى أخذ الحيطة والحذر. وفي لقاء بري و"المستقبل"، فان الطرفين يستكملان في الايام المقبلة ما توصلا اليه، وخصوصاً بعد انقشاع موجة "اللقاء الارثوذكسي".
ويقول بري رداً على منتقدي المشروع انه نتيجة وليس سبباً، وان المطلوب هو التمعن جيداً في سبر هواجس اصحابه وعدم التغاضي عنها، من دون ان ننسى ان اصل البلاء في هذا البلاد هو الطائفية، وانه حاول اكثر من مرة السعي الى اطلاق الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية و"كيف كانوا يهبّون عليّ". وهو يعمل اليوم على مشروع مزدوج يكفل التوازن بين المسلمين والمسيحيين، ولا يمانع في انتخاب مجلس شيوخ على طريقة  المشروع الارثوذكسي.
وفي ظل كل ما يحدث، يحرص بري من موقعه وتجريته على الابقاء على حيوية التداول السياسي من دون تغييب الهواجس التي تنتاب اكثر من فريق على وقع الاحداث والتبدلات السياسية والعسكرية في المنطقة، وخصوصا في سوريا.
وامام هذا الشوط الانتخابي الذي يقطعه اللبنانيون في غياب المظلة الاقليمية التي كانت تواكب هذا النوع من الاستحقاقات، يعمل بري على تجميع احجار مشروع قانون انتخابي مستفيدا من العناصر التي يملكها والتي تسمح له في هذه اللحظة الانتخابية بالولوج الى خصوصيات القوى المعنية التي تفتح له صدورها في عين التينة، وهو يعرف جيدا طريقة الوصول اليها من خلال المفاتيح التي يملكها، ليظهر في موقع "المكلف الحصري" للقيام بهذه المهمة، فيجد مساحة من الطمأنة لأكثر الاطراف سواء كانوا معه او ضده.
وفي المناسبة، لن يترك "صديقه اللدود" النائب وليد جنبلاط، اذ يعملان معا منذ اوائل الثمانينات من القرن الفائت، ولذلك فهو يسعى الى نسج منظومة امان انتخابية تحمي التقدمي وتحافظ على موقعه.
وبعد اطاحة "الارثوذكسي" قانون الستين الذي نعاه رسميا النائب سامي الجميل من عين التينة امس، ينظر المعنيون الى قانون مختلط – اذا كتب له النجاح وتخلت الاقطاب المسيحية عن "الارثوذكسي" – ولا احد يضمن من هو الرابح او الخاسر الا بعد فرز صناديق الاقتراع.
لذا لا يزال رئيس المجلس يواصل مهمته، وهو يدعو الى التهدئة وعدم الاصغاء الى مقولات المثالثة، اي "البعبع" الذي يظهر في مثل هذه الاستحقاقات.
 

ثبت أن الأزمة السورية التي بلغت من العمر 22 شهراً غير قابلة للحل في مجلس الأمن بسبب وجود دولتين ذات عضوية دائمة هما روسيا والصين تؤيدان بقاء الرئيس بشار الاسد على رأس الحكم، وهما مع ان يحاور المعارضة ومع وقف العنف فوراً، فيما جامعة الدول العربية عجزت عن ايجاد اي حل لتلك الازمة، فطالبت الاسد بالرحيل ودعمت انتقال الحكم واحالت عجزها على مجلس الامن. سقطت المشاريع التي طرحتها الولايات المتحدة وشريكاتها على المجلس، واضطرت روسيا والصين الى استعمال حق النقض الذي تتمتع به كل منهما لهذا الغرض. كما انهما اسقطتا آخر المشاريع التي طرحت الاسبوع الماضي على المجلس بطلب من 58 دولة لم يكن لبنان في عدادها، على قاعدة سياسة الناي بالنفس التي انتهجها منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة. وكان هؤلاء وقّعوا عريضة تدعو المجلس الى احالة الجرائم في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية.
لقد اعطى اقتراح مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي حول الملف السوري بارتكاب الجرائم نتيجة عكسية، وهي انقسام في الرأي بين مؤيد لها ومعارضين، وهم اكثرية.
وما يقلق لبنان ومسؤوليه من استمرار هذا الانقسام الدولي والعربي الحاد من الازمة السورية هو الانعكاسات السلبية والعديدة والمباشرة لها على ميادين عدة في لبنان، علماً ان لا بارقة امل لحل ممكن لتلك الازمة على الاقل، لوقف العنف الذي بلغ أوجه. وانعكس الفشل الكامل للموفد الاممي والعربي الاخضر الابرهيمي في "القمة الاقتصادية التنموية والاجتماعية" التي افتتحت اعمالها مساء امس في الرياض. وقد نعى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مهمة الابرهيمي، وسبق للرئيس المصري محمد مرسي ان طالب بانهاء النظام الحالي في سوريا في كلمة الافتتاح التي سلّم في نهايتها مهمات الرئاسة الى السعودية.
واعترف مسؤول بارز امام سفير دولة كبرى بأن الحكومة محرجة ازاء الكثير الذي تواجهه من تداعيات الازمة السورية، منها الخروق التي تطلقها القوات السورية في اتجاه الاراضي اللبنانية فتصيب البشر والحجر، ولم تسفر الاتصالات التي جرت بين الاجهزة الامنية اللبنانية والسورية من وضع حد لتلك الخروق، والحجة التي يسوقها الجانب السوري ان النار التي توجه عبر الحدود ليست موجهة ضد لبنان انما تسقط نتيجة تعقب مسلحين سوريين فوق اراض سورية مجاورة للحدود.
ويصف ملف النازحين بأنه "ملف الملفات" نظراً الى تشعباته وعدم توقفه عند حد، بمعنى ان تدفق النازحين الى لبنان ليس له حدود من ناحية العدد والكلفة المرتبطة بازدياده، علماً ان ارتفاع العدد بدأ يطرح مشكلة ايوائهم والتفكير الجدي لدى بعض المسؤولين انه لم يعد من سبيل الا نصب الخيم للجدد من النازحين. ولن يتردد رئيس الجمهورية ميشال سليمان في اطلاع القادة العرب في الثلاثين من الشهر الجاري في "مؤتمر الدول المانحة للنازحين السوريين" على ضخامة هذا الملف وكلفته وضمان عودة النازحين الى ديارهم مع توقف العنف.
ودعت مصادر قيادية الى عدم التهاون في هذا الملف نظراً الى الخلل الذي يحدثه على الصعد الديموغرافية والامنية وارتفاع أسعار بعض السلع. وشددت على اهمية وحدة الصف في التعامل مع هذا الملف لمصلحة سورية باعادة ابنائها اليها في اقرب وقت.
ولفتت الى ان انقسام بعض القوى السياسية حيال الازمة السورية بين مؤيد للنظام ومعارض، يجب الا يؤدي الى خصام يؤذي المصلحة العليا للبلاد في اقامة محاور، حتى الى ما بعد التوصل الى حل لتلك الأزمة.

قررت وزارة المال السورية تنفيذ الحجز الاحتياطي على الاموال المنقولة وغير المنقولة لكل من: الرئيس سعد الدين الحريري والنائب عقاب صقر والناطق الاعلامي باسم "الجيش السوري الحر" لؤي المقداد.
ونص القرار أن سبب الحجز الاحتياطي "قيامهم بتمويل الاعمال الارهابية التي تطال القطر، بمختلف مناطقه والمجرمة افعالهم سندا للفقرة الاولى من المادة 4 من قانون مكافحة الارهاب رقم 19 لعام 2012"، كما جاء حرفيا في نص القرار.

اعتبر رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط انه مع دخول الازمة السورية منعطفات جديدة "لا مناص من الذهاب نحو بحث جدي لتوحيد الرؤية الدولية والعربية لمفهوم الحل السياسي".
وقال في حديثه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الالكترونية الناطقة بلسان الحزب التقدمي الاشتراكي: "لقد سبق لتفاهم جنيف ان شكّل ارضية مقبولة للخروج من الازمة، الا ان الخلافات في شرح مضامينه وسبل تطبيقها حالت دون ان ينال اي فرصة جدية في التنفيذ".
وفي مناسبة انعقاد القمة الاقتصادية العربية، دعا الى الافادة "من المال العربي ورسم خطة تنموية شاملة تنطلق من وضع خطوات تنفيذية تؤدي إلى قيام السوق العربية المشتركة (...)".
وحيا "الرئيس عمر كرامي ونجله الوزير فيصل كرامي، والموقف الوطني الذي اتخذاه ليس غريبا على هذا البيت العروبي الذي قدم تضحيات ثمينة في سبيل لبنان ووحدته الوطنية، وهو يذكر بالشهيد الرشيد الذي كانت مواقفه تصب دوما في المصلحة الوطنية اللبنانية العليا". وطالب بنزع السلاح من مدينة طرابلس "كي تنعم هذه المدينة بعد طول عناء بالاستقرار".
كما حيا رئيس الجمهورية ميشال سليمان "على موقفه المتقدم في دعم مشروع الزواج المدني، عل هذه الخطوة تكون منطلقا لاختراق الحواجز الطائفية والمذهبية التي تكرسها مصالح بعض الدوائر الدينية في مختلف الطوائف وتقف عائقا امام اسقاطها، وتكون مدخلا لتطبيق اتفاق الطائف الذي قال بانشاء مجلس للشيوخ كضامن لتمثيل مختلف المكونات بدل الدخول في فلسفة مفاهيم الانغلاق التي وردت في ما سمي مشروع القانون الارثوذكسي".
واكد ان الحزب التقدمي الاشتراكي "سيقدم موقفا واضحا من قانون الانتخاب، وهو يدرس صيغا انتخابية معينة لهذه الغاية، ولكن اذا ظن احد الافرقاء انه سيستطيع الانتصار على الآخر او القضاء عليه من خلال الانتخابات، فهذا وهم خاطئ. الانتخابات مجرد مرحلة تعبر وعلينا ان نعود بعدها الى الحوار والثوابت الاساسية التي طرحها الرئيس سليمان (...)".
وختم: "حبذا لو ان بعضهم، بدل ان يبذل جهدا في اثارة الخطاب الغرائزي، يخصص هذا الجهد للاهتمام بشؤون المواطن الذي ينتظر الكهرباء من دون جدوى، ويعول على وصول بواخر (...)".

أفاد المكتب الاعلامي للنائب مروان حماده امس ان النائب حماده اتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ووزير الاعلام وليد الداعوق والمدعي العام التمييزي حاتم ماضي ونقيب الصحافة محمد بعلبكي "لافتا نظرهم الى مقال لابرهيم الامين في صحيفة "الاخبار" تحت عنوان "المحكمة باقية ولن نصمت"، يتضمن تهديدات واضحة بالقتل لمروان حماده بسبب اثارته موضوع خرق سرية التحقيق من الجريدة المذكورة ونشرها اسماء وصورا وعناوين والسير الذاتية لشهود في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه بقصد ترهيبهم. وقد حمل حماده جريدة الاخبار وابرهيم الامين مسؤولية "عدد ايامه" كما ورد في خاتمة المقال".
واصدر نقيب الصحافة محمد بعلبكي بيانا علق فيه "على السجال الدائر بين عضو المجلس الاعلى للصحافة اللبنانية الزميل مروان حماده ورئيس تحرير جريدة "الاخبار" ومديرها المسؤول الزميل ابرهيم الامين". فقال انه "لم يكن يتوقع ان يبلغ هذا السجال حول تطور الاجراءات القضائية التي تتخذها وتعلنها المحكمة الدولية في جريمة اغتيال شهيد لبنان المرحوم الرئيس رفيق الحريري هذه الدرجة من الحدة، بحيث تجاوز حدود الحرية المسؤولة التي تضمن ممارستها القوانين اللبنانية التي ترعى ممارسة الصحافة في لبنان، وكان لنضال الصحافة المستمر وتضحيات رجالها الغالية الفضل الاكبر في تكريس مستواها البالغ الرقي منذ نحو عشرين عاما حتى اليوم. فقد انحرف هذا السجال ليغدو وسيلة للمبالغة في الدفاع المستميت عن المتهمين بارتكاب الجريمة بمختلف وسائل الضغط المعنوي بلوغا للهدف المنشود، وليغدو من جانب آخر استباقا لحكم القضاء الدولي الذي يتوقعه العالم كله لا شعب لبنان وحده. لكن اشد ما يدعو للأسف في هذا الوضع ان يقال للزميل الاستاذ مروان حماده "اسع سعيك، وناصب جهدك، فما جمعك الا بدد، وما ايامك الا عدد".
وفي ذلك ما فيه من تهديد صريح بوضع حد عاجل لحياة الاستاذ مروان حماده الذي سبق ان نجاه الله من مثله من قبل، مما يخرج المناقشة عن حدود الحرية المسؤولة ليشكل تحريضا سافرا لا بد من ان يقع تحت طائلة القانون، كما يقع اي تحريض سافر آخر حين تنقلب ممارسة الحرية وسيلة للتحريض على القتل مما هو محل استنكار جميع اهل الصحافة من غير استثناء".
وناشد النقيب البعلبكي "جميع الزملاء في هذه المناسبة الانتباه الشديد في هذه الظروف البالغة الدقة التي يواجهها لبنان، لكل آفاق ما تخطه اقلامهم قبل نشره، اسهاما في التوجه الشعبي نحو اطفاء الحريق العام لا نحو زيادة اشتعاله".
وفي السياق نفسه اصدرت جمعية "اعلاميون ضد العنف" بيانا دعت فيه الى "استدعاء الصحافي ابرهيم الامين الذي توقع في مقاله المنشور بتاريخ امس في صحيفة "الاخبار" ان تكون ايام النائب مروان حماده معدودة بقوله "اسع سعيك وناصب جهدك، فما جمعك الا بدد، وما ايامك الا عدد".
واعتبرت الجمعية "ان ما دأب على نشره الامين من معلومات تندرج في باب السرية عن اعمال المحكمة الدولية منذ نحو اسبوعين هدفه لا يخرج عن سياق المهمة التي اخذتها الصحيفة على عاتقها بالتعاون مع الجهات المعلومة لتشويه اعمال هذه المحكمة وترهيب الشهود والقضاة والامنيين والاداريين والقانونيين في محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام واخفاء معالم الجريمة السياسية المنظمة بغية ابقاء لبنان رهينة محور الشر والقتل في المنطقة".
ورأت الجمعية "ان على المؤسسات الامنية والقضائية ان تتحمل مسؤولياتها وتضع حدا لهذا الاسلوب التحريضي والترهيبي والعنفي، وتوفير الحماية المطلوبة لكل ما يتصل بأعمال المحكمة من اجل الوصول الى الحقيقة وكشف القتلة ووقف الجريمة السياسية".
كذلك استهجنت الدائرة الاعلامية في حزب "القوات اللبنانية" التهديد وطلبت من الاجهزة المختصة القضائية والامنية اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الخصوص، لأنها تتحمل مسؤولية اي ضرر قد يتعرض له النائب حماده".

تحدث رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن "محاولة جديّة للتوصل الى قانون انتخابات جديد" رافضا "إضاعة الوقت للابقاء على القانون الحالي". واعتبر ان "الحكومة اثبتت فشلها".
واعتبر في حديث متلفز ان "الشعب السوري أظهر أنه مقاوم والثورة السورية في بداياتها كانت سلمية ولكن النظام كان يرد على المتظاهرين بإطلاق الرصاص مما ادى الى تحولها ثورة مسلحة، وربما نستطيع القول ان الإسلاميين في سوريا يحاولون قطف ثمار هذه الثورة". وكشف عن "اتصالات اميركية واوروبية مع آصف شوكت قبل اغتياله، وكان يطرح نفسه بديلا لفترة انتقالية"، من دون ان يستبعد "ان تكون عملية اغتياله قد تمت من داخل النظام". واذ اكد ان "هناك قسما من فريق 8 آذار ما زال يراهن على استمرار النظام ويأمل في انتصار (الرئيس السوري بشار) الأسد"، توقع ان "تكون الصورة في بيروت صبيحة سقوط النظام في سوريا على الشكل الاتي: سيشكّل هذا السقوط انتصاراً معنوياً للفريق السيادي من جهة، وانكساراً معنوياً لجماعات سوريا في لبنان من جهة اخرى".
وقال "لو كنتُ مكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لحللت الجناح العسكري للحزب وسلّمت السلاح الى الدولة وأكملتُ العمل السياسي".  واعتبر ان "سقوط الأسد سيجعل حزب الله اكثر تشدداً لأنه  يعمل في السياسة انطلاقاً من إيديولوجية وعقيدة ولا يسعى وراء مكاسب ومقاعد، بل لديه مشروع اكبر هو قيام أمّة إسلامية".
اضاف: "كانت سوريا بالنسبة الى حزب الله مجرد ممر لتحقيق أهدافه وخططه، وقد استبدل الحزب هذا الممر، ولكن تأجيل مشروعه لا يعني التخلي عن سلاحه، الذي يمثل أهم عامل قوة لديه وسيُصبح اكثر تمسكاً به بعد سقوط النظام في سوريا".
ورأى ان "انتقال رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون من معسكر مواجهة النظام السوري الى مساندته كلفته خسارة الرأي العام المسيحي، وأي إعادة تموضع جديدة ستجعله يخسر مجدداً".
وكان جعجع التقى الامين العام لقوى 14 آذار فارس سعيد.

أحبطت قوى الامن الداخلي مشروع عملية فرار جماعي من سجن رومية خطط له السجناء الاسلاميون الذين يعرفون بالسجناء ذوي الخصوصية الامنية، بعدما عملوا عليه وجهّزوا تفاصيليه على مدى نحو 3 أشهر.
وكشف مصدر امني لـ"النهار" ان القوى الامنية علمت بالمخطط عند شروع السجناء في عملية الهرب بعدما قصوا قضبان حديد الباب الفاصل بين المبنى الذي يؤويهم، وبين برج المراقبة المتصل ببناء السجن، وعملوا على نصب 4 خطوط من الشراشف والحرامات بعد لفها وتوصيلها ببعضها على شكل حبال بطول عشرات الامتار بحيث صار طولها يكفي للوصول عبر التزحلق عليها من برج المراقبة بعد ولوجهم اليها، الى السور عند نزلة مبنى المحكومين، لتبقى عملية الفرار الى الخارج، بمثابة عقبة بسيطة امامهم يمكن تذليلها والقفز الى خارج السور اذا اقتضى الامر. وبالتالي فإن طريق عملية الفرار كانت ممهدة، بعدما تمكن السجناء من قطع كل هذه المراحل.
واشار المصدر الى ان العملية لو تحققت لكانت الاكبر في تاريخ عمليات الفرار الجماعية التي تشهدها سجون المنطقة والعالم في الحالات الطبيعية وفي مناخات مستقرة أمنياً.
وبعد كشف العملية والتحضيرات حضر مفوض الحكومة المساعد القاضي داني الزعني الى مبنى سجن رومية وبدأ تحقيقاً فورياً مع عدد من المشتبه بهم.
واصدر المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي تنويهاً بأعمال ضباط السجن العقيد عامر زيلع، والمقدم الاداري محمد الدسوقي والملازم اول روجيه الجبرين ومنح كل منهم مكافأة مالية.
وقال في التنويه ان هؤلاء الضباط "اتخذوا الاجراءات اللازمة بتاريخ 2013/01/20 على اثر توافر معلومات عن قيام بعض الاشخاص في سجن رومية المركزي – مبنى الموقوفين (ب) بالتحضير لعملية فرار، مما ادى الى احباط العملية وضبط الادوات المستعملة لها من شراشف متصلة ببعضها البعض وممددة على شكل حبال الى داخل برج المراقبة تمهيداً لعملية فرار جماعي، حيث اجري تحقيق عدلي بالموضوع، الامر الذي ترك الاثر الطيب لدى الرؤساء، مدلين بذلك عن يقظة واندفاع في العمل وعن تحسس رفيع بالمسؤولية، فاستحقوا التقدير".
وكشف مصدر أمني لـ"النهار" أن ثمة اشارات تدل على أن السجين الفلسطيني غسان قندقلي الذي وجد مقتولاً في حمام غرفته في السجن الاسبوع الفائت لم ينتحر كما أشيع سابقاً، بل اعدمه سجناء اسلاميون بعدما عقدوا له محاكمة اسلامية بالتهم الموجهة اليه، وهي الاغتصاب والقتل. وبعد صدور الحكم نفذ الاعدام شنقاً في حقه.
وأشار المصدر إلى أن السجناء الاسلاميين فشلوا في اقامة الامارة الاسلامية في الخارج، فعادوا ونفذوها داخل السجن، وهم يقيمون امارة متكاملة فيه ويعقدون المحاكمات وليس في امكان القوى الأمنية دخول "معاقل" هؤلاء في السجن، وهو المبنى الذي أزيلت كل أبواب الغرف منه، ولم يبق إلا الباب الرئيسي.

كل يوم يمر يرتفع عدد النازحين السوريين الى لبنان ما بين 1500 و 1800 نازح، واذا ما اخذ هذا الرقم التقريبي في الاعتبار فإن عدد النازحين بلغ حتى الآن ما يزيد على الـ 220 الفاً، وخصوصاً ان التقرير الاسبوعي لمفوضية اللاجئين الصادر يوم الجمعة الماضي اشار الى ان عدد النازحين السوريين هو اكثر من 212,000 لاجىء يتوزعون على مختلف المناطق اللبنانية كالآتي: شمال لبنان 73,970 ألفاً. البقاع  56,284. بيروت وجبل لبنان والجنوب: 17,404.
ويقول المتابعون عن قرب لهذا الملف ان عدد النازحين اذا ما استمر الواقع الامني في سوريا على هذا المنوال التصاعدي قد يصل بحلول حزيران المقبل الى ما فوق الـ 450 الفاً يضاف اليهم ما يزيد عن 30 الف لاجىء فلسطيني اي نحو 500 الف نازح ما يعادل 1/8 تعداد سكان لبنان.
وينظر الى ارتفاع اعداد النازحين بهذا الشكل الدراماتيكي على انه امر بالغ الخطورة نظرا الى الواقع الصعب الذي يعيشه لبنان على مختلف الصعد والى عدم توافر الاموال التي تتيح للبنان الدولة النهوض بهذا العبء الكبير على الصعيد الاغاثي أولاً، كما انه غير قادر على تحمل تبعات الواقع الاجتماعي والصحي والمعيشي والامني خصوصاً لهذه الاعداد من النازحين العاطلين عن العمل وحاجاتهم كبيرة في شتى المجالات.
فوفق التقرير الاسبوعي لمفوضية الامم المتحدة للاجئين وقع حادثان يبعثان على القلق استهدفا عائلات من اللاجئين السوريين المقيمين في عكار الاسبوع الماضي، فقد أصاب إصبع ديناميت سطح منزل يؤوي عائلتين من اللاجئين السوريين المسجلين في الشيخ لار، مما أدى إلى أضرار مادية، في حين أطلق مجهولون النار على أسرة سورية تعيش في حيزوق من خلف الباب الرئيسي لمنزلهم. وأصيب الأب وابنته ونقلا إلى "مستشفى طرابلس الحكومي". وقدّمت المفوضية المشورة إلى كلتا الأسرتين المتضررتين اللتين أعربتا عن خوفهما الشديد من الاستمرار في العيش في تلك القريتين. ونقلت العائلة المقيمة في حيزوق إلى قرية أخرى فيما تناقش المفوضية حالياً خيارات النقل مع الأسرة المقيمة في الشيخ لار.
وفي إطار الجهود الرامية الى تخفيف المعاناة عن أبناء الشعب السوري، وبناء على توجيهات من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تولى فريق العمل القطري العامل في لبنان على تقديم المساعدات الاغاثية لكل العائلات السورية النازحة من بطانيات ومواد غذائية وألبسة واحذية شتوية ودفايات ومحروقات، نقل عدد من العائلات والأرامل السوريات النازحات الى لبنان الى دولة قطر على دفعتين حيث اتخذت كل الاجراءات لايوائهن والاهتمام بهن وتقديم المساعدات اللازمة لهذه العائلات التي يبلغ عددها الإجمالي 48 شخصاً.
الدكتورة اميرة الصغير مسؤولة العيادات الطبية النموذجية والنقالة القطرية في منطقة وادي خالد، التي رافقت العائلات في رحلتها من لبنان الى قطر عبر مطار بيروت الدولي، اشادت بدور قطر في مساعدة النازحين السوريين وتقديم المساعدات الصحية والاجتماعية والنفسية لهم. واشارت الى ان وضع اللاجئين السوريين صعب إذ تستقبل العيادة الطبية التي انشأتها قطر في وادي خالد ما يزيد عن 150 حالة يومياً مصابة بمختلف الامراض المعدية، مثل الجرب والقمل وامراض الكبد، اضافة الى اصابة بعض النساء والاطفال بمشكلات نفسية نتيجة الصدمات من اهوال الحرب.

استقبل وزير الداخلية والبلديات مروان شربل امس المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم واطلع منه على الملف الذي اعده في شأن المخطوفين اللبنانيين في سوريا، قبل توجهه اليوم الى قطر لمتابعة القضية مع المسؤولين القطريين بهدف المساعدة في اطلاقهم.
بعد ذلك استقبل وفدا من "الحملة الدولية لاطلاق سراح جورج ابرهيم عبدالله"، وقال جوزف عبدالله بعد الزيارة: “ان وزير الداخلية وعدنا بأن يهتم من خلال مجلس الوزراء بتشكيل لجنة وزارية لمتابعة الموضوع مع السلطات الفرنسية".
واعلن ان "الاعتصام مستمر حتى نلمس امورا جدية تؤدي الى ترحيل هذا المخطوف في فرنسا الى لبنان".
وبحث شربل مع مساعد وزير الخارجية الفليبيني للشؤون الادارية رافايل ساغيس ومساعده لشؤون العمال المهاجرين جوزيه يابس، في مواضيع ذات اهتمام مشترك والتعاون والمساعدة في عملية اجراء الرعايا الفيليبينيين من سوريا عبر الاراضي اللبنانية.
وشكر الوفد الفيليبيني "للحكومة اللبنانية اهتمامها بالملف والتنسيق الدائم لاستكمال انجازه".
 

أوقفت دورية من قوى الامن الداخلي المطلوب ع. ع. (مواليد 1982 مكتوم القيد) في محلة الناعمة. وبالتحقيق معه اعترف بعشرات عمليات النشل والسرقة بطريقة احتيالية عن طريق إيهام ضحاياه بأنه فاعل خير خليجي يريد التبرّع لإحدى المؤسسات الإجتماعية التي تُعنى بالحالات الإجتماعية الخاصة، فيعطيهم مالاً من جيبه الخاص بغية إيصالها لهذه الجمعيات ومن ثم يغيّر رأيه ويطلب اعادة المال اليه، وعند إرجاع المال الذي تكون الضحية وضعته مع مالها الخاص يأخذ كل المال الموجود في غفلة ويفرّ.
وتبين أنه من أصحاب السوابق ومطلوب للقضاء بجرمي سلب وسرقة واحتيال.
وطلبت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ممن وقعوا ضحايا  أعماله وتعرفوا اليه الحضور إلى مركز مفرزة الضاحية الجنوبية في الاوزاعي – ثكنة الشهيد مصطفى علي حسن، أو الإتصال على أحد الرقمين: 842403 /01 أو 842405 /01، تمهيداً لإتخاذ الإجراءات القانونية. 
 

أعلن "التجمع لإطلاق سراح جورج عبدالله" ان السلطات الفرنسية اخضعت 48 متضامنا مع عبدالله للاستجواب، عدا عن اعتقال احد المشاركين في تظاهرة جرت في باريس احتجاجاً على عدم اطلاقه. وافاد في بيان ان "نحو 150 شخصا تجمعوا في باريس للاحتجاج على المعوقات التي وضعتها السلطات الفرنسية للافراج عن عبدالله بعد قرار القضاء الصادر في 21 تشرين الثاني 2012. وقد حاولت قوى الامن عرقلة وصول المتظاهرين عبر المترو، ثم احاطت بهم فور توجههم نحو وزارة الداخلية للاحتجاج على رفض وزير الداخلية توقيع الوثيقة التي تسمح لعبدالله بالعودة الى لبنان".
واشار الى تحركات في دول عدة دعما لعبدالله.
 

عاد الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى القاضي غالب غانم من باريس حيث شارك في الإفتتاح الرسمي للسنة القضائية الجديدة في محكمة التمييز الفرنسية بصفته رئيسا لمنظمة محاكم التمييز الفرنكوفونية، في حضور الرئيس فرنسوا هولاند وأركان الدولة. وبعد الإفتتاح كان لغانم لقاء في مكتب الرئيس الأول لمحكمة التمييز الفرنسية مع الرئيس هولاند الذي أشاد بدور منظمة محاكم التمييز الفرنكوفونية وبدور لبنان، فيما نوه غانم بإشاعة ثقافة الإنفتاح والديموقراطية والقيم القانونية العليا.
 

استجوب قاضي التحقيق العسكري عماد الزين امس المهندس الموقوف ع. ي المتقاعد من احدى ادارات الدولة بجرم "التعامل مع مخابرات العدو الاسرائيلي والاجتماع بضباطه في دول أجنبية عدة وتزويده معلومات عن المواقع العسكرية للجيشين اللبناني والسوري والمقاومة الوطنية وعن منازل عدد من قادة المقاومة، منها منزل الشيخ عباس الموسوي الذي قتل، والشيخ محمد يزبك، واعطائه معلومات عن مؤسسات خاصة وعامة تعرضت للقصف والعدوان خلال حرب تموز، وحيازة جواز سفر فلسطيني مزور كان يدخل بموجبه الى الاراضي المحتلة ويلتقي العدو في اسرائيل، وهو تعامل معه منذ نحو 22 عاما مقابل مبالغ مالية ضخمة".
وأصدر الزين مذكرة وجاهية بتوقيفه سندا الى مواد تصل عقوبتها الى الاعدام، ويتابع استجوابه اليوم.

ارتفع الميزان التجاري للبنان في عام 2012 بمقدار 904 ملايين دولار (5,6%)، ليسجل 16 مليارا و797 مليون دولار في مقابل 15 مليارا و893 مليونا عام 2011.

استنادا الى احصاءات تجارة لبنان الخارجية، نجم الارتفاع في العجز عن ارتفاع فاتورة الاستيراد من 20 مليارا و158 مليون دولار في 2012 الى 21 مليارا و280 مليونا اي بمقدار 1122 مليوناً (5,5%)، في موازاة ارتفاع فاتورة التصدير من 4 مليارات و265 مليون دولار الى 4 مليارات و483 مليونا، اي بمقدار 218 مليونا (5,1%).
وفق احصاءات ادارة الجمارك-وزارة المال، سجّلت حركة التجارة الخارجية في كانون الاول ارتفاعا شهريا في قيمة الاستيراد مقارنة بتشرين الاول بلغ مقداره 170 مليون دولار (9,5%)، إذ انخفضت من مليار و774 مليون دولار الى مليار و604 ملايين، علماً انها سجلت ملياراً و579 مليونا في تشرين الثاني 2011. اما حركة الصادرات، فتراجعت بدورها 76 مليون دولار شهرياً (17,2%)، أي من 440 مليوناً الى 364، علماً أنها سجلت 346 مليونا في تشرين الثاني 2011. وعليه، يكون العجز التجاري ارتفع من 1240 مليون دولار في تشرين الثاني الى 1490 مليوناً، اي بمقدار 250 مليونا (20,1%)، علماً انه سجّل 1327 مليونا في كانون الاول 2011.
في كانون الاول، استقرت المنتجات المعدنية في المرتبة الاولى بمستوردات بلغت قيمتها التراكمية 6 مليارات و35 مليون دولار وما نسبته 28% من إجمالي فاتورة الاستيراد. وحلت خلفها المستوردات من الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية الثانية بقيمة مليارين و73 مليونا (10%) واحتلت المرتبة الثالثة منتجات الصناعات الكيميائية بقيمة 1739 مليونا (8%)، فاللؤلؤ والاحجار الكريمة وشبه الكريمة في المرتبة الرابعة بقيمة 1585 مليونا (7%)، فيما احتلت المرتبة الخامسة المعادن العادية ومصنوعاتها بـ1528 مليونا (7%).
وفي لائحة الصادرات، بقيت صادرات اللؤلؤ والاحجار الكريمة وشبه الكريمة والمعادن الثمينة في المرتبة الأولى، وبلغت قيمتها التراكمية 1724 مليون دولار 38% من إجمالي الفاتورة. واحتلت المرتبة الثانية الآلات واجهزة المعدات الكهربائية بقيمة 478 مليونا (11%)، فالمعادن العادية ومصنوعاتها بقيمة 471 مليونا (10%) ومنتجات صناعة الاغذية بصادرات بلغت 392 مليوناً (9%)، ثم في المرتبة الخامسة الصناعة الكيميائية بصادرات قيمتها 342 مليونا (8%).
وبقيت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى في لائحة "دول المنشأ" مع بلوغ قيمة المستوردات منها 2376 ملايين دولار (11% من اجمالي الفاتورة)، وحلت ايطاليا في المرتبة الثانية بمستوردات قيمتها 1830 مليونا (9%)، ثم الصين بمستوردات قيمتها 1772 مليونا (8%)، تلتها فرنسا في المرتبة الرابعة بمستوردات قيمتها 1541 مليوناً (7%)، ثم المانيا بصادرات بلغت 1202 مليونين (6%).
في لائحة دول المقصد (الدول المستوردة من لبنان)، استقرت سويسرا في الموقع الاول وبلغت قيمة الصادرات إليها 547 مليون دولار (12% من اجمالي الفاتورة)، وتلتها السعودية بصادرات قيمتها 359 مليوناً (8%)، ثم الامارات في المرتبة الثالثة بصادرات قيمتها 352 مليوناً (8%)، تلتها سوريا مع صادرات قيمتها 294 مليوناً (7%)، فيما حل العراق في المرتبة الخامسة بصادرات قيمتها 211 مليوناً (5%).