.. وإيران تلبي نداء الأسد!.... 63 ألف لاجئ سوري في خيم الزعتري.. لا تقي من مطر ولا برد...

العربي يطالب بالفصل السابع... وروسيا تعتبر «استبعاد» الأسد مستحيلا... العربي: وقف القتال عبر قوة لحفظ السلام الطريق الوحيد لإنهاء أزمة سورية...وعشرات الضحايا في قصف على أعزاز...المعارضة السورية تتجه لإعلان «حكومة موقتة» تمهيداً لحوار مع النظام حول «المرحلة الانتقالية»...حرب مطارات حلب مستمرة.. والثوار يتصدون لطائرة إيرانية...الأسد لا يزال واثقا أن بمقدوره السيطرة على سوريا، محللون يرون أن الانهيار قد يحدث فجأة نظرا لكثرة الضغوط على الجيش... لافروف: على المعارضة السورية تقديم أفكارها عن كيفية الحوار، صبرا: موسكو تعاني حيرة.. وعليها التوجه لإرادة الشعب

تاريخ الإضافة الثلاثاء 15 كانون الثاني 2013 - 6:37 ص    عدد الزيارات 2926    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

العربي يطالب بالفصل السابع... وروسيا تعتبر «استبعاد» الأسد مستحيلا
الحياة...القاهرة - محمد الشاذلي
دمشق، لندن -»الحياة»، أ ف ب، رويترز - بعد يومين من اجتماع جنيف الذي هدف إلى تضييق هوة الخلافات الدولية حول سورية، تسارعت التطورات أمس وطرحت تساؤلات عن مصير مهمة المبعوث الأممي - العربي للأزمة الأخضر الإبراهيمي. ففي حين اعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن «الطريق الوحيد» المتاح لإنهاء أزمة سورية «هو فرض وقف لإطلاق النار بواسطة قوة لحفظ السلام تتشكل تطبيقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة»، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن استبعاد الرئيس السوري بشار الاسد عن العملية السياسية «غير وارد» في اعلان جنيف وهو على أي حال أمر «يستحيل تنفيذه».
في موازة ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة» إن المعارضة السورية تكثف اتصالاتها لتشكيل حكومة موقتة «خلال الفترة القريبة المقبلة»، وأن أبرز المرشحين لرئاستها هو رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب. وجاءت التطورات الديبلوماسية المتلاحقة مترافقة مع تصعيد ميداني، إذ واصل الطيران الحربي السوري هجماته على دمشق وضواحيها. كما قتل وجرح العشرات في قصف جوي على اعزاز في ريف حلب.
وفي كلمة أمام الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزارء الخارجية العرب في القاهرة، قال العربي انه «بات واضحا أن ما طالبت به الدول العربية منذ مدة بأن يتدخل مجلس الأمن بشكل حاسم... بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار بقرار ملزم هو الطريق الوحيد المتاح الآن لإنهاء القتال الدائر»، موضحا أن إنهاء القتال يتيح «البدء في عملية انتقال سياسي في سورية».
وأعرب العربي عن أسفه إزاء عدم اتخاذ مجلس الأمن أي إجراء لوقف العنف في سورية على الرغم من مرور عام على إحالة الجامعة العربية الملف السوري عليه.
وذكر العربي إنه تشاور خلال اليومين الماضيين حول إصدار قرار يتفق مع الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والإبراهيمي. وأضاف أنه يطالب بقوة حفظ سلام «كبيرة وفعالة تضمن وقف القتال الدائر وتوفر الحماية للمدنيين الأبرياء»، مشيرا إلى أن خطاب الرئيس السوري الأخير يدل على تجاهل النظام لعمق الأزمة وتعامله معها من منظور خاطئ. ولم يأت العربي على ذكر الجهود الديبلوماسية التي يبذلها الإبراهيمي، أو اجتماع جنيف الأخير.
وحاول الإبراهيمي البناء على اتفاق دولي تم التوصل إليه في جنيف في 30 حزيران (يونيو) الماضي يدعو إلى فترة انتقالية في سورية. لكن الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الدور المستقبلي الذي يلعبه الرئيس السوري ما زالت تعوق الاتفاق.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله «إن شركاءنا مقتنعون بانه من الضروري مسبقا استبعاد بشار الاسد عن العملية السياسية. انه شرط مسبق غير وارد في اعلان جنيف. كما انه يستحيل تنفيذه لانه ليس في يد احد» تنفيذه، داعيا في المقابل المعارضة السورية على تقديم افكار للحوار. واضاف لافروف: «طرح الرئيس الأسد مبادرات تهدف إلى دعوة كل افراد المعارضة للحوار. نعم... هذه المبادرات ربما لا تذهب الى مدى كاف. ربما لن تبدو جادة بالنسبة للبعض لكنها اقتراحات... لو كنت مكان المعارضة لتقدمت بأفكاري كرد بشأن كيفية اجراء حوار».
إلى ذلك، وفي دلالة على الصعوبة المتزايدة في علاقات الإبراهيمي مع دمشق، شنت الصحف السورية أمس هجوما جديدا على المبعوث الدولي ووصفته بإنه «وسيط مزيف». ونقلت عن مصادر سورية قولها إن مهمته «لا جدوى منها». وأفادت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات بأن الاسد ابلغ الابراهيمي لدى لقائهما الأخير في دمشق: «لست قبطان السفينة التي عندما يشعر بأنها بدأت تهتز، يهرب منها»، موضحة أن الاسد «انهى الاجتماع الثنائي» بينهما. وكتبت «الوطن»: «بات من الواضح أن الأخضر (الابراهيمي) خارج الحل السوري وأنه طرف وليس وسيطاً وهو في جميع الأحوال غير قادر على إيجاد حل للأزمة السورية. وهذا ما اعترف به». وزادت: «الإبراهيمي تجرأ في آخر لقاء مع الرئيس الأسد ليسأل عن مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة وهو السؤال الأهم بالنسبة للإبراهيمي وللدول التي تقف خلفه، فكان رد الرئيس إن آخر ما يهمه المناصب لكن أول شيء يهمه هو رغبة الشعب ومصلحة البلد».
ميدانيا، قال نشطاء في المعارضة السورية إن القوات الحكومية قتلت 26 شخصا على الأقل نصفهم من الأطفال في قصف شنته على مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة بضواحي دمشق أمس. وقالت المصادر إن حملة القصف الجوي والصاروخي والمدفعي هي الأعنف منذ أن اجتاح معارضون مسلحون قاعدة لطائرات الهليكوبتر وقاعدة صواريخ قرب دمشق قبل شهرين وهددوا المطار الدولي الرئيسي مقتربين على نحو مضطرد من العاصمة.
واظهرت لقطات حملت على الانترنت طائرات هليكوبتر حكومية تشن ضربات جوية على الغوطة الشرقية ولقطات أخرى تظهر ما يعتقد أنها الاثار المترتبة على هجوم حكومي على بناية في جسرين. كما تعرضت مدينة أعزاز التابعة لمحافظة حلب، لقصف من الطائرات الحربية. وأفادت المصادر بوقوع عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى. وقال ناشطون انه تم نقل عدد من الجرحى إلى الحدود التركية، حيث نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى «كيليس» الحكومي. وذكرت مصادر في المستشفى أن حالة عدد من الجرحى خطرة.
 
 العربي: وقف القتال عبر قوة لحفظ السلام الطريق الوحيد لإنهاء أزمة سورية
الحياة....القاهرة - محمد الشاذلي
طالب نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بإصدار قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع لوقف العنف في سورية. وقال العربي في كلمته أمام اجتماع مجلس الجامعة غير العادي على مستوى وزراء الخارجية إنه أجرى اتصالات في هذا الشأن مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي العربي الخاص لسورية الأخضر الإبراهيمي، طالب فيها بضرورة إصدار قرار ملزم من مجلس الأمن بوقف القتال في سورية وأن تكون الأمم المتحدة مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى سورية، موضحاً أن هذا هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة. وأشار العربي إلى أن الدول العربية والجامعة تسعى لإيجاد آلية بشأن تنفيذ ما جاء في إعلان جنيف الصادر في 30 حزيران (يونيو) الماضي والمتعلق بعملية الانتقال السلمي في سورية والسعي نحو تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة.
وعبر الاجتماع في بيانه الختامي عن بالغ قلقه إزاء تردي الأوضاع الإنسانية في سورية وما نتج منه من تبعات خطيرة تتمثل خاصة في نزوح ما يربو على مليونين ونصف المليون من السكان عن قراهم ومدنهم وتشريدهم داخل سورية وهجرة مئات الآلاف منهم إلى الدول المجاورة هرباً من شدة العنف والإبادة الجماعية والجرائم التي ترتكبها القوات النظامية ضد السوريين. ومطالبة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لوقف هذه الجرائم المتواصلة ضد الشعب السوري.
وأشاد وزراء الخارجية بالجهود المقدرة التي تقوم بها الدول المجاورة لسورية ودورها في توفير الاحتياجات العاجلة والضرورية لهؤلاء النازحين والتأكيد على ضرورة دعم تلك الدول ومساندتها في تحمل أعباء هذه الاستضافة والعمل على مواصلة تقديم أوجه الدعم والمساعدة لإيواء وإغاثة النازحين في لبنان وفق خطة الإغاثة التي وضعتها الحكومة اللبنانية وكذلك مواصلة تقديم الإغاثة إلى النازحين في الأردن والعراق لمواجهة الاحتياجات الضرورية لهؤلاء المتضررين.
وأكد الوزراء ضرورة العمل لتضافر الجهود العربية والدولية وعلى رأسها جهود مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات الإغاثة الإنسانية مثل المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر وأطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات الإنسانية من أجل بذل المزيد من الجهود لتقديم أشكال المساعدات كافة للمتضررين السوريين والتخفيف من معاناتهم والتأكيد على ضرورة تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مستحقيها من دون عوائق أو تلكؤ. وأشاد الوزراء بمبادرة أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر باستضافة الكويت للمؤتمر الدولي للمانحين للشعب السوري المقرر عقده في 30 كانون الثاني (يناير) الجاري ودعوة الدول العربية إلى المساهمة في المؤتمر وحشد الجهود الدولية لتقديم المساعدات الضرورية للتخفيف من معاناة الشعب السوري داخل سورية وخارجها وكلف الوزراء الجامعة بإيفاد بعثة إلى دول الجوار (لبنان والأردن والعراق) للوقوف على الأرض على أوضاع النازحين السوريين واحتياجاتهم والتنسيق مع الجهات المعنية في تلك الدول لتقرير حجم المساعدات المطلوبة وعرض الأمر على مؤتمر الكويت الدولي للمانحين للشعب السوري لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتلبية تلك الاحتياجات.
وأعرب العربي في كلمته أمام الوزراء عن قناعته بأنه في ضوء الخطاب الأخير للرئيس بشار الأسد، فإن النظام السوري يبدو مصمماً على التعامل مع الأزمة من منظور أمني و «كأن المسألة لا تعدو كونها مؤامرة دولية». وذكر العربي بمبادرة الجامعة في 22 كانون الثاني (يناير) من العام الماضي لإيجاد حل سياسي للأزمة يقوم على ثلاثة عناصر أساسية: وقف شلال الدم، إطلاق سراح المعتقلين والأسرى، وتغيير النظام السياسي بشكل جوهري، وقال إنه منذ هذا التاريخ تمت إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن ولم يحدث شيء بعد مرور عام، وبات من الضروري تدخل مجلس الأمن وفق الفصل السابع من الميثاق. وأكد أن تدفق اللاجئين السوريين إلى دول الجوار يتزايد مع استمرار الأزمة مطالباً بضرورة توافر الموارد المالية من الدول العربية للدول المضيفة لمساندتها في مواجهة هذا الوضع الإنساني. وقال إن عدد اللاجئين المسجلين في لبنان يبلغ نحو 200 ألفاً ومن المتوقع أن تتزايد هذه الأعداد مع تفاقم الأوضاع في سورية.
وكان وزراء الخارجية عقدوا اجتماعهم غير العادي بناء على طلب وبرئاسة لبنان لبحث أوضاع اللاجئين والنازحين السوريين، وقدم وزير خارجية لبنان مذكرة شارحة لهذه الأوضاع. وقال العربي إن أخطر ما جاء في المذكرة أن ما يقرب من 75 في المئة من النازحين من الأطفال والنساء، مشيراً إلى التقارير التي توضح الخطورة التي يشكلها النازحون في الناحية الاجتماعية والسياسية في لبنان والأردن والعراق بطرق مختلفة بما في ذلك ارتفاع الأسعار والتضخم. ولفت إلى قيام الحكومة اللبنانية بوضع خطة واضحة المعالم بالنسبة لمأساة اللاجئين السوريين، ولكنه أكد أن ما يحدث هو نتاج أزمة كارثية وعدم وضع حل ينهي شلال الدم، ويحقق مطالب الشعب السوري، في تحقيق تغيير جذري للحياة السياسية السورية.
وقال العربي إنه لا يوجد حل في الأفق وعلينا أن نتوقع مزيداً من تدفق النازحين من سورية ويجب اتخاذ التدابير اللازمة وتوفير الموارد لمواجهة هذا الوضع المأسوي. وأوضح أن الجامعة بصدد إيفاد الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية السفيرة فائقة الصالح للتنسيق مع الجهات المعنية في لبنان والأردن والعراق لمواجهة هذا الوضع الخطير.
وقالت مذكرة وزعتها الأمانة العامة قبل الاجتماع على المندوبين الدائمين لديها إن عدد اللاجئين السوريين اقترب من 750 ألف لاجئ حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأشارت المذكرة إلى أن إجمالي عدد اللاجئين في دول جوار سورية (الأردن ولبنان والعراق وتركيا) بلغ 602 ألف، إضافة إلى 113 ألفاً في مصر و5 آلاف في دول المغرب العربي، وموزعون كالتالي: في الاردن 128628 ولبنان 135361 والعراق 68645 وتركيا 150906 وفي مصر 113109.
وأشارت المذكرة إلى أن خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصدر أمراً ملكياً بالتبرع بـ10 مليون دولار للنازحين، وتبرع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بـ5 ملايين دولار وبتوجيه منه تم تحصيل تبرعات بـ20 مليون دولار من الكويت بخلاف تبرعات كويتية تقترب من الـ20 مليون دولار، وبذلك يكون إجمالي التبرعات الكويتية 43.5 مليون دولار حتى الآن، وبلغت تبرعات البحرين 2 مليون وسلطنة عمان 13 مليون والإمارات 35 مليون دولار. وكان جدول أعمال الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب أمس بحث ثلاثة بنود رئيسية تتضمن أوضاع اللاجئين السوريين في الدول العربية، الوضع في فلسطين (جهود المصالحة وإنهاء الانقسام) والموقف العربي من تأجيل مؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
وكان وزير الخارجية المصري محمد عمرو أجرى أمس محادثات مع نظيره الأردني ناصر جودة حول الوضع على الساحة السورية وضرورة التحرك مع الأطراف المعنية كافة باتجاه تحقيق تطلعات الشعب السوري على أرض الواقع كما تناول النقاش الوضع على الساحة الفلسطينية وآفاق المصالحة والدفع نحو تسوية عادلة تحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني في دولته المستقلة.
 
اشتباكات في محيط إدارة الدفاع الجوية قرب دمشق... وعشرات الضحايا في قصف على أعزاز
دمشق، بيروت -»الحياة»، أ ف ب، رويترز
واصلت القوات النظامية السورية أمس قصفها مواقع المعارضة المسلحة في مناطق عدة من ريف دمشق حيث قتل عشرة أشخاص أغلبهم من الأطفال في موازاة اشتباكات في العاصمة. كما سجلت اشتباكات عنيفة في محيط إدارة الدفاع الجوية في دمشق بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وواصل المعارضون استهداف مطارات عسكرية في حلب في محاولة لاقتحامها.
وتعرضت مدينة أعزاز التابعة لمحافظة حلب، لقصف من قبل الطائرات الحربية التابعة لجيش النظام السوري، ظهر أمس. وأفادت المصادر عن وقوع عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى. وقال ناشطون انه تم نقل عدد من الجرحى، الذين سقطوا نتيجة للقصف، إلى الحدود التركية، حيث نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى «كيليس» الحكومي. وذكرت مصادر في المستشفى أن حالة عدد من الجرحى خطرة.
وأفاد المرصد عن مقتل «ما لا يقل عن تسعة مواطنين معظمهم من الأطفال وذلك اثر القصف الذي تعرضت له منطقة حزة في الغوطة الشرقية بالتزامن مع اشتباكات في عدة مناطق بالغوطة الشرقية».
وكان المرصد تحدث في وقت سابق عن غارات جوية على بلدتي كفر بطنا وجسرين «ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح بعضهم بحالة خطرة»، فيما تتعرض دوما وعقربا وبيت سحم والمعضمية والمليحة لقصف من القوات النظامية. وقتل مواطن اثر سقوط قذيفة على مدينة جرمانا كما تدور اشتباكات عنيفة في محيط إدارة الدفاع الجوية بمنطقة المليحة.
وأضاف المرصد أن اشتباكات دارت بين «مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مدينة داريا التي نفذت فيها الطائرات الحربية غارات جوية» في موازاة «تعزيزات ضخمة للجيش النظامي الذي يحاول اقتحام المدينة منذ أسابيع».
وفي العاصمة، دارت على أطراف حي برزة «اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة ومسلحين تابعين للنظام» فجر أمس، بحسب المنظمة التي تعتمد في أخبارها على شبكة من الناشطين في مختلف المدن السورية.
من ناحيتهم قال ناشطون إن القتال بين الجيشين النظامي والحر شمل أمس جل بلدات الغوطة وبينها داريا والمليحة وعقربا.
ويحتدم القتال على محاور عدة في ريف دمشق بخاصة على مشارف داريا.
واستقدمت القوات النظامية مزيداً من الآليات والجنود لإحكام الطوق على المدينة. وكان ناشطون بثوا قبل أيام صوراً قالوا إنها لجنود نظاميين قتلوا أثناء محاولة سابقة لاقتحام المدينة.
وبالإضافة إلى داريا جرت اشتباكات عنيفة صباح أمس بمحيط إدارة الدفاع الجوي في بلدة المليحة، وفق ما قالت «شبكة شام الإجبارية» المعارضة. وتحدثت لجان التنسيق من جهتها عن اشتباكات عنيفة في الحجيرة وعلى الطريق السريعة بين دمشق والقنيطرة، وأيضاً في عقربا على مقربة من مطار دمشق الدولي.
وبالتزامن مع الاشتباكات شن الطيران الحكومي غارات على بلدات جسرين والمليحة وعقربا وكفر بطنا وصاحب الغارات قصف بالمدافع وراجمات الصواريخ مما أوقع إصابات في صفوف المدنيين وفق ناشطين.
وجرت اشتباكات عنيفة في بصر الحرير بدرعا عندما حاولت القوات النظامية مجدداً اقتحامها لكنها خسرت مجدداً عدداً من الآليات وفق ناشطين.
وفي درعا أيضاً أعلنت كتائب الثوار بالمنطقة توحدها وبدء تحرير المدينة التي تشهد بعض بلداتها منذ شهور قتالاً، كما هو الحال في طفس حيث قتل عنصر من الجيش الحر باشتباك وفقاً للجان التنسيق.
كما تحدث ناشطون عن قصف عنيف على الرستن بحمص وعن غارات جوية على طيبة الإمام بحماة كما قُصفت بلدات في جبل الزاوية بإدلب. في حين عثر على قتيل قرب بلدة الحفة باللاذقية. وقتل خمسة أشخاص بدير الزور وثلاثة بدرعا وواحد بكل من إدلب وحلب وفق حصيلة أولية للجان التنسيق.
ويدور قتال بين الثوار وقوات النظام في محيط أكثر من مطار عسكري بريف حلب بعد سقوط مطار تفتناز بريف إدلب في قبضة مجموعات بينها الجبهة الإسلامية السورية.
واندلع اشتباك عنيف صباح أمس في محيط مطار منّغ العسكري الذي يحاصره الثوار منذ مدة وتمكنوا من إعطاب مروحيات داخله.
وقال ناشطون إن الثوار قصفوا المطار بمدافع ودبابات استولوا عليها سابقاً. كما واصل الثوار قصف مطار النيرب العسكري، وقاموا بقصف مطار الجرّاح وهو مطار عسكري آخر في ريف حلب بالصواريخ طبقاً للجان التنسيق المحلية.
وأدت أعمال العنف في سورية أول من أمس إلى مقتل 95 شخصاً هم 33 مدنياً و39 مقاتلاً معارضاً و33 جندياً نظامياً، وفق المصدر نفسه.
 
 المعارضة السورية تتجه لإعلان «حكومة موقتة» تمهيداً لحوار مع النظام حول «المرحلة الانتقالية»
لندن – «الحياة»
قالت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة» إن المعارضة السورية تكثف اتصالاتها لتشكيل حكومة موقتة «خلال الفترة القريبة المقبلة»، وأن أبرز المرشحين لرئاستها هو رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب. وأضافت المصادر ان احدى مهمات هذه الحكومة ستكون الدخول في مفاوضات مع النظام على تشكيل حكومة انتقالية في حال جرى انجاز التفاهم الروسي - الاميركي، موضحة ان هذا الامر كان ضمن الامور التي طرحت خلال اجتماع «الائتلاف الوطني السوري» مع ممثلي وسفراء عدد من الدول الداعمة للمعارضة في لندن يومي الاربعاء والخميس الماضيين، بدعوة من وزارة الخارجية البريطانية.
وأشارت المصادر ان رئيس «المجلس الوطني» ونائب رئيس «الائتلاف السوري» جورج صبرا قدم رؤية للمرحلة الانتقالية «ترتكز على انتقال منظّم تستمر مؤسسات الدولة فيه بالعمل وتسيير الأعمال، وينسحب الجيش مباشرة إلى قواعده، ويتم نزع السلاح من المدنيين ويتم توجيه التركيز الوطني نحو الوحدة الوطنية وإعادة البناء». وقال: «الائتلاف» في بيان ان ممثليه اكدوا «العمل على الانتقال بأقل الخسائر البشرية والمادية مع المحافظة على مبادئ وأسس الثورة، وعلى الحفاظ على استمرارية مؤسسات الدولة والعمل مع المنشقين السياسيين».
وأشارت المصادر المعارضة الى ان اعلان تشكيلة الحكومة في انتظار تسلم الادارة الجديدة للرئيس باراك اوباما عملها في نهاية الشهر الجاري، على اعتبار ان واشنطن لا تزال «حذرة» ازاء هذا الامر على خلفية تجربتها السابقة مع «المجلس الوطني» والانتقال في الادارة خصوصاً ما يتعلق بتسلم السناتور جون كيري حقيبة الخارجية خلفاً لهيلاري كلنتون.
وأوضحت المصادر ان الحكومة المزمع تشكيلها سترمي الى ان تكون مرجعية سياسية للمعارضة المسلحة مع توحيد اقنية تمويلها بعد توحيد العمل العسكري من خلال هيئة الأركان، اضافة الى ان تكون مهتمة في شكل اكبر بتقديم المساعدات الانسانية للاجئين والنازحين والاشراف على عمل المجالس المحلية في المنطقة الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال البلاد. وكان «الائتلاف» دعا المجتمع الدولي «الوفاء بوعوده من خلال وحدة الدعم ووحدة المجالس المحلية». كما أشار ممثلوه في اجتماع لندن الى ان «وحدات فنية من التكنوقراط ستكون نواة إدارية لكل من الوزارات في الحكومة القادمة وتضع خطة عملية وهيكلية لها بالتنسيق مع كل من تكنوقراط داخل الوزارات الحالية».
وأضافت المصادر في المعارضة ان احدى المهمات الاخرى ستكون تكليف شخصية مهمة الاتصال بالدول الداعمة في امور سياسية ودبلوماسية، علماً ان «الائتلاف» طالب بتسليم مقعدي الجامعة العربية والأمم المتحدة، بعد تشكيل الحكومة المنبثقة عنه وتسليم الأموال المحجوزة للحكومة السورية.
 
حرب مطارات حلب مستمرة.. والثوار يتصدون لطائرة إيرانية، مصادر المجلس العسكري: الثوار أجبروا الطائرة الإيرانية على تحويل مسارها > مجزرة في قصف على «سوق إعزاز»

جريدة الشرق الاوسط....بيروت: نذير رضا ... نفت مصادر المجلس العسكري الثوري في مدينة حلب ما أثير حول إسقاط الثوار طائرة مدنية إيرانية محملة بالأسلحة والذخائر قبيل هبوطها في مطار حلب الدولي، مؤكدة أن الطائرة «تعرضت لإطلاق نار بالأسلحة الرشاشة الثقيلة مما أجبرها على تغيير مسارها». وكانت شبكة «حلب نيوز» المعارضة أفادت أمس بإسقاط الثوار يوم الجمعة الماضي لطائرة مدنية قادمة من إيران ومحملة بالأسلحة والصواريخ، وذلك على ارتفاع منخفض قبل هبوطها في مطار حلب الدولي. وقالت الشبكة، إن «النيران اشتعلت داخل الطائرة وتم إعطابها»، ناقلة عن الثوار الذين زعموا إسقاط الطائرة تأكيدهم «وجود أسلحة وذخائر وصواريخ فراغية شاهدوها وهي تسقط من الطائرة، ولم يستطيعوا السيطرة عليها بسبب سقوطها في منطقة يسيطر عليها النظام». وذكرت الشبكة أن الثوار شاهدوا العلم الإيراني على الطائرة مما أكد لهم أن الطائرة قادمة من إيران.
غير أن مصادر المجلس العسكري الثوري نفت الخبر، مشددة في اتصال مع «الشرق الأوسط» على أن الخبر «ليس دقيقا». وأوضحت المصادر أن الثوار «تصدوا لطائرة إيرانية كانت تعتزم الهبوط في مطار حلب الدولي، إذ أطلقوا النار عليها بأسلحة رشاشة ثقيلة، مما أجبرها على تحويل مسارها والابتعاد عن مطار حلب الدولي».
ويعد هذا الاستهداف الثاني من نوعه خلال عشرين يوما، بعدما استهدفت المعارضة المسلحة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي طائرة مدنية سورية في مطار حلب الدولي، عبر إطلاق النار على عجلاتها طلقات تحذيرية أثناء توقفها في المطار.
في هذا الوقت، يواصل المقاتلون المعارضون استهدافهم لمطار منغ العسكري في أعزاز، حيث أعلن ناشطون عن إعطاب الثوار طائرات مروحية متوقفة داخل حرم المطار باستهدافها بالقذائف الصاروخية وقذائف الدبابات التي غنموها من القوات النظامية. وأوضح مصدر عسكري من حلب لـ«الشرق الأوسط» أن معركة مطار منغ متواصلة، مؤكدة أن المطار العسكري الواقع بالقرب من منطقة أعزاز شمال حلب «آيل للسقوط في القريب العاجل».
وفي حين بث ناشطون صورا تظهر مقتل عشرات الأشخاص بقصف جوي تعرض له سوق في منطقة أعزاز، وقال ناشطون إن هناك عشرات المصابين، وسط البنايات المتهدمة جراء القصف.. أعلن الجيش السوري الحر أن مقاتليه «يتقدمون بشكل كبير نحو مداخل المطار العسكري في منغ في حلب ويستهدفون عدة مبان بداخل المطار». كما أعلن «الجيش الحر» على موقعه الإلكتروني أن مقاتليه يحاصرون مطار كويرس العسكري، وقاموا أمس بإعطاب طائرة وإجبارها على الهبوط بأرضه.
وبحسب منشقين من المطار، يضم حرم المطار أكثر من 100 طائرة حربية تم إعطاب أكثر من 3 طائرات حتى الآن، و5 مروحيات وتفجير مروحية واحدة. وذكر موقع الجيش الحر الإلكتروني أن آخر طائرة حطت في المطار هي طائرة مدنية يوجد بداخلها مدافع وجنود، مشيرا إلى أن المقاتلين النظاميين في الداخل هم 900 جندي، أما المدافع فيبلغ عددها 13 مدفعا. وقد شهد المطار انشقاقات من داخله بلغ عددها 100 عسكري نظامي، من بينهم رتب عالية. ولفت الموقع إلى أن المطار يتعرض كل يوم لقصف بصواريخ محلية الصنع تحقق إصابات، ويشهد حالة استنفار دائمة.
في هذا الوقت، أفادت لجان التنسيق المحلية بمواصلة الثوار قصف مطار النيرب العسكري، كما قاموا صباح أمس بقصف مطار الجراح (وهو مطار عسكري آخر في ريف حلب) بالصواريخ. وذلك بالتزامن مع استمرار الطائرات الحربية في تنفيذ غارات مكثفة على دمشق وريفها.
 
الأسد لا يزال واثقا أن بمقدوره السيطرة على سوريا، محللون يرون أن الانهيار قد يحدث فجأة نظرا لكثرة الضغوط على الجيش

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليز سلاي* ... ما زال الرئيس السوري بشار الأسد واثقا من أن بإمكانه الصمود أمام الاضطراب الهائل الذي يجتاح بلاده، مثيرا شكوكا في احتمالات نجاح الجهود المكثفة للتفاوض من أجل وضع حد لإراقة الدم، بحسب سوريين ذوي خبرة في أسلوب تفكير النظام.
وعلى الرغم من أن الأسد لا يحقق انتصارات في معركته ضد الثوار، فإنه في الوقت ذاته لم يخسرها - على الأقل حتى الآن - أو بحد أدنى كاف لجعله يشعر بأنه بحاجة للتخلي عن جهوده في قمع الثوار بالقوة والبدء في المفاوضات؛ التي من شأنها أن تنهي سيطرته على السلطة وتعرض الموالين له لاحتماليات الانتقام، بحسب السوريين والمحللين.
من الصعب تخيل الأسد في موقف استعادة سلطته على العديد من أجزاء سوريا التي خرجت عن نطاق سيطرته. لقد استمر الثوار الذين يسعون إلى الإطاحة به في تحقيق تقدم بشكل مطرد، حيث استحوذوا مؤخرا على قاعدة جوية ذات أهمية استراتيجية في شمال البلاد.. وإذا ما استمر المسار الحالي، فإن انهيار نظام أسرة الأسد - الذي يعود إلى أربعة عقود مضت - يبدو حتميا، بحسب المحللين.
إلا أن المخاوف تتنامى حيال المدة التي قد يستغرقها ذلك وبأي ثمن، على نحو يدفع كثيرا من السوريين إلى التساؤل حول احتمال ألا تكون ثقة الأسد في محلها، بالنظر إلى حقائق نزاع بات شديد التعقيد بدرجة وحشية ومتوازنا جدا ومتشابكا في منافسات جيوسياسية عالمية، إلى حد أنه لا توجد حتى الآن مرحلة نهائية واضحة المعالم بعد قرابة عامين من اندلاع الثورة.
«منذ اليوم الأول، استهان كل من المعارضة والمجتمع الدولي ببشار الأسد».. هكذا يقول مالك العبدة، وهو صحافي سوري مقيم في لندن، ويعتبر واحدا من بين مجموعة من نشطاء المعارضة الذين باتوا أكثر تشاؤما من احتمالات أن تكون هناك نهاية وشيكة للنزاع الدموي الدائر. ويضيف «إنه يخوض لعبة عالية المخاطر يلعبها بذكاء شديد، وحقيقة كونه ما زال في السلطة تدل في ما يبدو على أنه يحقق الفوز في هذه اللعبة».
حينما ألقى الأسد خطابا عنيدا أمام أنصاره الأسبوع الماضي أدانته وزارة الخارجية الأميركية بتهمة «الانفصال عن الواقع». غير أن كثيرا من السوريين يتساءلون عما إذا لم تكن الولايات المتحدة وحلفاؤها هم المنفصلين عن الواقع، وذلك نظرا لاستمرارهم في الضغط من أجل التوصل لتسوية عن طريق التفاوض لإنهاء معركة لا يزال لدى الأسد مبرر للاعتقاد بأن بإمكانه الانتصار فيها، بحسب العبدة.وعلى الرغم من أن الجيش السوري قد ضعفت شوكته جراء آلاف الانشقاقات داخل صفوف الجنود والإصابات الفادحة به، فإنه ما زال يقاتل.. وما زالت الوحدات الرئيسية التي تضم أعضاء من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد موالية بقوة للنظام. من جهة ثانية، فقد كانت الانشقاقات عن نظامه الحكومي محدودة ونادرة.. وقد استمر الثوار في السيطرة على مراكز تابعة للنظام بشكل ممنهج في العديد من المواقع، لكنهم لم يظهروا قدرة على التقدم في مواجهة الأنظمة الدفاعية التي تطوق دمشق العاصمة.وفي السياق ذاته، فإن حليفتي الأسد روسيا وإيران لم تظهرا أي إشارة دالة على أن دعمهما له يتذبذب، ولديهما مبرراتهما الخاصة لعدم التخلي عن النزاع من أجل السلطة على دولة يضعها موقعها الاستراتيجي في نقطة التقاء العديد من النزاعات الإقليمية. ويوم السبت، كررت وزارة الخارجية الروسية وجهة نظرها القائلة بأن رحيل الأسد لا يجب أن يكون جزءا من أي تسوية يتم التفاوض عليها. وجاء في بيان موسكو «مثلما هو الحال من قبل، تمسكنا بقوة بالافتراض القائل إن التساؤلات المثارة حول مستقبل سوريا يجب تقريرها من قبل السوريين أنفسهم، من دون تدخل من الخارج أو فرض وصفات جاهزة لتحقيق تطور».
في المقام الأول، بحسب السوريين، يظل الأسد على قناعة بأنه لن يكون هناك أي تدخل عسكري من جانب الولايات المتحدة أو حلفائها لمساعدة الثوار في إلحاق هزيمة حاسمة بقواته. ومما دعم تلك القناعة إشارات دالة على أن المخاوف الأميركية تتزايد بشأن الدور المتوسع للمتطرفين الإسلاميين في جيش الثوار المنقسم بالأساس.
وبحسب أحد سكان دمشق، والذي يتحدث بشكل متكرر إلى أفراد النظام، يتباهى الأسد مرارا وتكرارا بأن الدول الغربية لا تجرؤ على التدخل في شأن سوريا، مثلما فعلت في ليبيا. وقد تنامت تلك الثقة فقط مع تصعيد الجيش السوري استخدامه للقوة، بحيث أصبحت تضم الغارات الجوية والصواريخ الباليستية من دون إثارة أي رد فعل دولي قوي، بحسب السوري، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب خوفه على سلامته.. وقال «النظام واثق جدا من أنه لن يكون هناك تدخل أجنبي».
ربما لا يكون أمام الأسد أي خيار سوى الاستمرار في محاولة قمع الثورة.. حيث إن أفراد المجتمع العلوي - الذين يقترب عددهم من مليوني شخص، والذين بات يعتمد عليهم من أجل بقائه - يخشون أن تتم إبادتهم إذا ما حققت قوة الثوار السنة انتصارا، بحسب جوشوا لانديس، أستاذ التاريخ بجامعة أوكلاهوما.. وهو متزوج من علوية وعلى اتصال مستمر بمجتمع العلويين.
وقال لانديس «الأسد ليس في وضع التفاوض لأنه يعلم أن أي جهود فاشلة لإصلاح نظامه تعني انهياره.. فيما يخشى العلويون من الانتقام». وأضاف «تعتبر هذه لحظة وجودية بالنسبة لهم، ويواجهون مشكلات خطيرة»، مشيرا إلى أن أحداثا مثل اغتيال أو انقلاب يمكن أن تعجل بنهاية الأسد بصور غير متوقعة. ويرى بعض الخبراء العسكريين الذين يراقبون الأحداث الجارية على أرض المعركة عن كثب، مثل جيفري وايت من معهد سياسة الشرق الأدنى بواشنطن، أن معدل الضحايا الذين سقطوا من بين قوات الأمن خلال أكثر من عامين من القتال المستمر أكبر مما تم الإعلان عنه؛ وسرعان ما يمكن أن ينهار الجيش. وقال «أعتقد أنهم واقعون تحت ضغط. أرى أنه قد يسقط خلال أسابيع أو أشهر.. سوف يتشبث بالسلطة بقوة، وفجأة، سوف يفلت زمام الأمور من بين يديه».
غير أن تباطؤ تقدم الثوار في الأسابيع الأخيرة، بعدما حققوا مكاسب كبرى نهاية العام الماضي، يبدو أنه قد أضفى مزيدا من القوة على ثقة الأسد.. وجاء استيلاء الثوار على قاعدة تفتناز الجوية في شمال إدلب يوم الجمعة بعد خمسة أشهر من احتدام القتال. وفي المناطق الأخرى في الدولة، تبدو الصورة أكثر اختلاطا. ففي حمص، يتم حصار الثوار وإطلاق النار عليهم في بضعة أحياء متفرقة زادت صعوبة تزويدها بالإمدادات. وباء هجوم تم شنه الشهر الماضي على مدينة حماه - وصاحبه قدر كبير من الجلبة - بالفشل. بينما تأرجحت المعارك من أجل فرض السيطرة في الضواحي التي تحيط بدمشق لعدة أشهر، حاصدة أرواح الآلاف من دون منح أي طرف ميزة مباشرة، مما يقدم لمحة عن المأزق والوضع الدموي الذي قد ينشأ في حالة استمرار توازن القوى الحالي على نحو غير محدود.
في الوقت نفسه، تتدهور الأوضاع بشكل كبير في المناطق التي يسيطر عليها الثوار. فالغارات الجوية والقصف من قبل قوات النظام، جنبا إلى جنب مع النقص الحاد في الوقود والغذاء والدواء، عوامل تقضي على الجانب الأكبر من الدعم الذي كان يحصل عليه الثوار منذ البداية من السكان المحليين، بحسب مصعب الحموي، وهو أحد نشطاء المعارضة في حماه.
وقال الحموي «الأسد يتمتع بالثقة لأنه يدرك أننا نخسر من حيث الشعبية بين الناس. وقد أثبت الجيش السوري الحر أنه غير قادر على حماية المدنيين وتحرير الدولة من دون التسبب في سقوط وفيات وإلحاق دمار».
ويبدو أن هذه هي استراتيجية الأسد؛ إثارة قدر كافٍ من الفوضى بحيث لا يتسنى للثوار الانتصار، حتى وإن لم يكن بمقدوره الانتصار بالمثل.. وهو سيناريو يهدد بإراقة المزيد من الدماء عن ذي قبل، بحسب فريد هوف، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية، الذي شارك بصورة كبيرة في صياغة سياسة التعامل مع سوريا، قبيل انضمامه إلى المجلس الأطلسي العام الماضي.
وقال هوف إن «الرسالة التي يريد (الأسد) توصيلها بالأساس هي أن ثمن الإطاحة به هو دمار سوريا».. وهي العاقبة التي صار أغلب السوريين يتخوفون من كونها الأكثر احتمالا للحدوث.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
 لافروف: على المعارضة السورية تقديم أفكارها عن كيفية الحوار، صبرا: موسكو تعاني حيرة.. وعليها التوجه لإرادة الشعب

جريدة الشرق الاوسط...لندن: أحمد الغمراوي ... دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس المعارضة السورية إلى أن تحذو حذو الرئيس السوري بشار الأسد، وأن تطرح أفكارها حول إطلاق الحوار، مشيرا إلى أن مطلب رحيل الأسد - كشرط مسبق لإطلاق العملية السياسية في سوريا - غير قابل للتحقيق. وهو ما علق عليه رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا بقوله إن «السياسية الروسية تقاسي حيرة وحرجا كبيرا بعد الخطاب الأخير لحليفها الأسد، لكن يبدو أنها لا تستطيع أن تنتقل بشكل حقيقي نحو إرادة الشعب السوري».
ونقل موقع «روسيا اليوم» الإخباري عن لافروف قوله: «إن الرئيس الأسد طرح مبادرات تهدف إلى دعوة جميع المعارضين للحوار. وقد تبدو هذه المبادرات غير بعيدة المدى، وقد يراها أحد غير جدية، لكنها مقترحات فعلية. ولو كنت في موضع المعارضة السورية لقدمت أفكاري أنا حول إطلاق الحوار».
لكنه أكد أن «شركاءنا مقتنعون بضرورة استثناء بشار الأسد من العملية السياسية كشرط مسبق.. لكن هذا الشرط المسبق غير وارد في بيان جنيف وغير قابل للتحقيق، إذ إنه لا يتوقف على أحد»، مضيفا أن «تقديم الشروط المسبقة يجعل من المستحيل إطلاق الحوار. من الضروري إجلاس الجميع، بما في ذلك المعارضة التي ترفض الحوار البتة، إلى طاولة التفاوض».
من جانبه أوضح رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا لـ«الشرق الأوسط» أن «المجلس أعلن من أكثر من شهر عن خطته للمرحلة الانتقالية، وهي خطة واضحة تماما (تشمل كل جوانب إدارة شؤون البلاد لاحقا).. ولكن كما يعرف الجميع فإن كل هذا مشروط بغياب بشار الأسد وزمرته الحاكمة عن المسرح السياسي، وهو ما يتفق عليه السوريون جميعا».
أما عن تعقيبه على تصريحات لافروف، التي تتجاهل أن المعارضة السورية تقدمت بالفعل بخطتها ورؤيتها للمرحلة الانتقالية، فقال صبرا: «نعتقد أن السياسية الروسية تقاسي حيرة وإحراجا كبيرا بعد الخطاب الأخير لحليفها بشار الأسد، بحيث إنه لم يعد بمقدورها أن تغطي حكم مجرم بهذا المقدار.. ولكن للأسف يبدو أنها لا تريد - أو لا تستطيع - أن تنتقل بشكل حقيقي إلى الموضع الطبيعي للسياسة الروسية، وأن تتوجه نحو إرادة الشعب السوري وممثليه الحقيقيين الذين يمثلون مستقبله، لأن حليفهم بشار الأسد لم يعد يشكل أي شيء من مستقبل سوريا».
 63   ألف لاجئ سوري في خيم الزعتري.. لا تقي من مطر ولا برد... لاجئو «الزعتري»: الموت بالرصاص أكثر كرامة من «البرد والجوع» > البعض يبيع الأغطية لسد رمق عائلته

جريدة الشرق الاوسط.... مخيم الزعتري (الأردن): ماجد الأمير .... ازدادت شدت معاناة اللاجئين السوريين مع اشتداد فصل الشتاء. رياح وجوع وثلوج لحقت الرصاص والخوف الذي أحاط بسوريين لجأوا إلى الأردن وإلى مخيم «الزعتري» برعاية المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة. لكل واحد من اللاجئين السوريين، الذين فاق عددهم 63 ألفا، قصة خاصة، عن دمار وطن وترحال إلى حين غير معلوم. ومحمد حسن حسين، الذي ترك درعا خوفا على حياته وعلق في مخيم الزعتري منذ 5 شهور، كان أول اللاجئين الذين التقتهم «الشرق الأوسط» في زيارة ميدانية إلى المعسكر الذي يقع على بعد 10 كيلومترات شرق المفرق. تردد محمد كثيرا قبل أن يوافق على الحديث، إذ ما زال الخوف والتوجس يهيمن على كثير من المقيمين في المخيم، كما أنه تردد كثيرا قبل الكشف عن اسمه، لكنه سرعان ما بات يريد أن يسرد قصة النزوح من سوريا إلى الأردن والمعاناة اليومية له ولأبناء وطنه. ويقول: «خرجت من سوريا عن طريق التهريب، من منطقة تل شهاب بسبب خوفي على حياة أسرتي وأبنائي من رصاص جنود النظام، حضرنا إلى المخيم لننعم بالهدوء، ولكن تفاجأنا بحياة غير محتملة أبدا، حيث أعيش وزوجتي ووالدتي وأبنائي الخمسة في خيمتين صغيرتين، لا تقيان من المطر ولا البرد، ولا تتوفر فيهما أبسط مقومات الحياة الإنسانية».
وفي الطريق من عمان إلى الزعتري، تغرق في أسئلة كثيرة عن كيفية عيش اللاجئين السوريين في المخيم الصحراوي القريب من حدود بلادهم البرية مع الأردن، لكن ما إن تقترب من المخيم، حتى تصطدم بقصة واحده هي «مأساة الهجرة والنزوح» البادية بوضوح على وجوه النساء والأطفال والشيوخ، التي ساهمت الظروف المناخية القاسية في مضاعفتها.
وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» داخل المخيم، تتكاثر القصص المأساوية بين المرض والجوع والخوف من المستقبل. وهناك من يسعى إلى الخروج من المخيم على أمل إيجاد عمل أو حل خارج المخيم. ولكن حتى البحث عن حل له تكلفة، إذ هناك حاجة لتأمين 21 دولارا، وكفيل أردني للخروج من المخيم، بالإضافة إلى توقيع تعهّد بالعودة إلى الزعتري خلال 24 ساعة. ويصل الزائر إلى البوابة الشمالية للمخيم بسهولة، لكن الدخول إليه يكون صعبا وبحاجة إلى تصريح من السلطات الأردنية المسؤولة عن إغاثة المخيم الذي يمتد على مساحة 5 آلاف «دونم»، ومحاط بأسلاك شائكة وحراسة أمنية شديدة تمنع الدخول أو الخروج منه، إلا من بوابة رئيسية تتحكم بها قوات الدرك الحكومية، فكان الاتصال بصديق من داخل المخيم وسيلتنا الوحيدة.
محمد حسين قال يعاتب العالم: «ماذا تريدون منا..؟! هربنا من الموت في الداخل لإهمالكم قضيتنا، لكنه يلاحقنا هنا أيضا بإهمالكم لأوضاعنا الإنسانية».
لاجئ آخر طلب عدم تصويره قال: «لا نستطيع الخروج من المخيم.. نحن أشبه بالمحتجزين»، ويضيف: «الخروج يحتاج إلى تقديم طلب إلى السلطات الأردنية، ودفع طوابع بمبلغ 21 دولارا تقريبا، كما أن الموافقة لا تتم إلا في حال حضور مواطن أردني يتعهد بإعادة اللاجئ بعد 24 ساعة إلى المخيم، بمعنى أنك بحاجة إلى (كفيل أردني) للخروج وشراء حاجياتك الضرورية، وهذا صعب ولا يمكن أن يتحقق للجميع».
أما أبو يوسف، كما فضل التعريف عن نفسه، طالب من جانبه السلطات الأردنية بالسماح للاجئين السوريين بحرية التنقل في الأردن من أجل شراء الحاجيات الضرورية وتأمين مبالغ مالية من أقارب لهم في عمان.
* مياه الفيضانات.. والحاجة إلى المدافئ
* المزارع سعيد الذي ترك أراضيه في محافظة درعا، وصف المشهد الذي تحول إليه المخيم بعد هطول الأمطار بأنه «يوم الطوفان»، لقد غرقت الخيام وتوفي 3 أطفال نتيجة تدفق المياه، على حد قوله، ويصرخ قائلا: «نحن بشر؛ نريد حلا، نريد تدفئة وتحسين الخدمات لا أكثر».
الكثير من اللاجئين يؤكدون أنهم وصلوا إلى مرحلة اليأس نتيجة وجودهم في مخيم الزعتري، مشيرين إلى أنهم لم يكونوا يتوقعون أن نزوحهم عن الوطن سينتهي إلى مخيم محاصر لا يمكن لأحد الخروج منه، وفي ظروف غير إنسانية نهائيا.
ويتابع: «أتمنى الموت لكي أرتاح من هذا الحياة، لقد تقدمت بالفعل إلى الجهات المسؤولة عن المخيم بطلب للعودة إلى سوريا بنفس طريقة خروجه من الوطن، وأنه بانتظار الموافقة لكي يغادر إلى الحدود، ومن هناك يدخل سوريا تهريب ليعود إلى بلدته».
نفاد المدخرات وبعض النقود التي أحضرها اللاجئون أيضا ضاعفت من مشكلة كثير من الأسر، لأن العيش في المخيم لا يمكن دون أن تكون هناك بعض النقود لشراء خضراوات ومواد غذائية وملابس.
كثير من اللاجئين وضعوا مشكلة تسرب المياه إلى الخيام خلال الأيام الماضية وغرق بعضها، القضية الأساسية، مؤكدين أن استمرار هذه الموجه من البرد دون توفير أماكن دافئة أو حتى الحصول على وسائل تدفئة كالغاز أو الحطب سوف يكون كارثيا عليهم.
يقول أحدهم: «هدفي الرئيسي اليوم هو الحصول على مدفأة تعمل على الغاز، ولكنني لغاية الآن لم أستطع الحصول عليها مع أنني ذهبت إلى مفوضية اللاجئين في المخيم التابعة إلى الأمم المتحدة، إلا أنهم قالوا لي: ليس لنا علاقة بالتدفئة». ويتحدث بحسرة وحزن ملخصا مشهد اللجوء قائلا: «(الرئيس السوري) بشار الأسد يضربنا بصاروخ أو صاروخين، ونموت بكرامتنا في الوطن، ولكننا هنا نموت ببطء وبلا كرامة»، بينما تقول لاجئة من درعا إن غالبية اللاجئين في المخيم من محافظة درعا لأنها قريبة على الحدود الأردنية السورية، وترى أن أهم مشكلة لهم اليوم هي مشكلة البرد؛ فالخيام لا تحميهم لا من الحر ولا من البرد علاوة على أن البرد شديد في فصل الشتاء في هذه المنطقة الصحراوية ولا يحتمل. وتضيف: «لا يوجد لدينا مدافئ، والبرد نال منا، وأحدث في داخلنا يأسا شديدا، وأدخل المرض لأطفالنا، وحتى الأغطية من بطاطين لا تكفينا، بل إننا نفكر في العودة.. لأن ذلك قد يكون أفضل من البقاء تحت وطأة البرد والجوع والملل في هذا المخيم».
وسوري شاب آخر يقول لم نعد نحتمل العيش هنا في هذا المخيم الصحراوي، وخيمنا لا يوجد فيها «صوبات» للتدفئة، كما أنني مكثت 6 أيام في الخيمة وهي غارقة في المياه، وما نحصل عليه هو فقط بطانيتان، وهما لا تكفيان أحدا.
* كيف يعيش أطفال المخيم؟
* رغم أن البسمة واللامبالاة هي حال أطفال العالم أينما كانوا، فإن أطفال مخيم الزعتري يعيشون ظروفا تجبرهم على الاهتمام، وتحرمهم الابتسامة؛ فالبرد القارس وسوء الظروف المادية جعلا حياتهم اليومية معاناة.
فرغم توزيع الجهات الإغاثية في المخيم حليب للأطفال بالمجان، فإنه غير كافٍ حيث لا يتجاوز مجموع كل ما يوزع على المخيم 120 علبة حليب، ولا يكفي ذلك بالتأكيد لتغطية احتياجات مخيم يقطنه 63 ألف لاجئ نحو نصفهم من الأطفال.
وفي لحظة ما قالت عيون عشرات الأطفال اللاجئين: إلى متى هذا التشرد والذل؟ وإلى متى نبقى في عداد الموتى الأحياء، لا نعرف لنا مصيرا.. ولا أفق لبلدنا، ومئات الآلاف منا يعيشون في العراء؟! على الجانب الآخر، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها المؤسسات الدولية وبعض الدول العربية من إنشاء للمستشفيات والعيادات المتنقلة داخل المخيم، وتقديم الرعاية الصحية الممكنة، فإن عددا من اللاجئين اشتكوا من ضعف الخدمات الصحية المقدمة للأطفال والنساء، بل وانعدامها في بعض الأوقات، ويرون أن المستشفيات الميدانية ليست متطورة كفاية لتقديم العلاج اللازم لهم، وهناك ضعف في إجراء عمليات جراحية لمن يحتاج لذلك، ونقص في الأدوية. أما على صعيد الخدمات التعليمية، فيضم المخيم مجمعا تعليميا تم بناؤه من «الكرفانات» بتكلفة تجاوزت 3 ملايين دولار، ويستوعب نحو 4 آلاف طالب من الصف الأول وحتى شهادة الثانوية العامة، من الذكور والإناث، وتم توفير مدرسين سوريين وأردنيين، بينما يطبق المنهج الدراسي الأردني.
ويقول الطالب خالد سلطان البكار من درعا، وهو في الصف الرابع ويدرس في مدرسة المخيم، إنه حريص على الذهاب إلى المدرسة حتى لا ينقطع عن الدراسة: «لن أتخلى عنها». وهو حال بقية تلاميذ المخيم، لكنهم أيضا يعملون خلال عطلة نصف الفصل الدراسي في غسيل سيارات الضيوف أو العاملين في المخيم للحصول على بعض الدراهم.
للخبز قصة أخرى، حيث تحولت هذه السلعة الأساسية والبسيطة داخل مخيم الزعتري إلى «الفرق بين الحياة والموت»، فالكميات التي توزعها الجهات المسؤولة عن المخيم هي 4 أرغفة فقط لكل عائلة يوميا إلى جانب أرز وبرغل، كما توزع كل أسبوعين 4 علب سردين للشخص ومعلبات أخرى.
ويشتكي المقيمون في المخيم من قلة هذه الكميات، وخاصة في الخبز والمعلبات، إلا أنهم يعترفون بأن كميات الأرز والبرغل تكفيهم، ولكنهم لا يستطيعون تناول الأرز والبرغل يوميا، لعدم وجود طاقة للطبخ، وثانيا الإنسان يمل من نفس الصنف يوميا لذلك يلجأ عدد من اللاجئين لبيع هذه الكميات من الأرز والبرغل لتجار أردنيين بأسعار زهيدة.
* بيئة المخيم.. شوارع «موحلة» و«مياه ملوثة»
* شوارع المخيم الضيقة، التي تحولت بفعل موجة الصقيع والأمطار وسوء خدمات الصرف الصحي إلى «برك» من المياه والطين، صعبت من مهمة التنقل بين المخيمات، لكن كل تلك العوائق لم تمنع بعض اللاجئين من إقامة محلات تجارية من الخيام أو الكرافانات، تباع فيها الخضراوات والفواكه والأدوات المنزلية الأساسية، وخاصة أدوات الطبخ.
وهنا يقول أحد اللاجئين: «البيع والشراء يتم بتبادل السلع أحيانا وليس النقود، كما أن البعض يبيع البطانية التي يتسلمها من هيئات الإغاثة من أجل شراء كيلو من البطاطا أو البندورة لأن ما يوزع من مواد غذائية على اللاجئين لا يكفي على الإطلاق».
مياه الشرب هي الأخرى من المهمات الشاقة التي على كل لاجئ العمل جاهدا للحصول عليها؛ فرغم انتشار خزانات مياه بلاستيكية في عدد من الأماكن داخل المخيم، المكون من خيم صغيرة لا تتجاوز مساحتها 3 أمتار في مترين إضافة إلى كرافانات. ويصف أحد اللاجئين خدمة مياه الشرب بالقول: «حتى مياه الشرب باتت تشكل لنا قلقا، حيث إن الكميات المتوفرة لا تكفي لسد حاجات هذا العدد الهائل من الأسر للاستخدام في الغسل أو الطبخ، كما أن المياه المتوفرة في معظمها غير نقية أو ملوثة أو لا تصلح للاستخدام الآدمي».
في المخيم يوجد عدد كبير من الكرافانات التي توفر مأوى أفضل من الخيام للعائلات، إلا أن القسم الأكبر منهم لا يزال يقطن الخيام، وتعمل السلطات والجهات المشرفة على المخيم هذه الأيام على نقلهم إلى كرافانات جديدة.
ويشكل غياب الكهرباء هاجسا آخر، إذ يعيش اللاجئون في ظلام دامس، وانقطاع تام عن العالم، نتيجة لغياب الكهرباء عن الكرافانات أو الخيام، على الرغم من توفر بعض المصابيح في الشوارع الرئيسية، التي لا تعمل بشكل منتظم.
وتحت شعار تمضية الوقت وسد الحاجات الضرورية ظهرت بعض الدكاكين الصغير التي تبع أشياء غير مألوفة، مثل اللاجئ الذي اختار أن يفتح محلا لبيع النرجيلة ومستلزماتها. ويقول بائع النارجيلة: «حولت الكرافان إلى محل لبيع النارجيلة والتبغ، صحيح أن القليل يشتري النارجيلة، ولكننا نسلي أنفسنا بالبيع القليل.. فالناس هنا يعيشون حياة بائسة وصعبة، ولكن عيننا دوما على الوطن ونتمنى للشعب السوري الحرية وانتصار الثورة من أجل العودة إلى الوطن».
كرافان آخر تحول إلى دكان لعمل الفلافل وبيع الساندويتشات إلى أبناء المخيم وحتى العاملين فيه، فيما تحولت بقية المحال المجاورة له على جانبي الشارع الرئيسي في المخيم، الذي يبلغ عرضة أقل من 3 أمتار إلى محلات صغيرة لبيع الخضراوات والفواكه والأدوات المنزلية، والأحذية وحتى الجلود التي يأتي بها البعض من سوريا، لبيعها في المخيم.
ويقول صاحب محل خضراوات إن تجارا من الأردن أو سوريا يحضروا له الخضراوات والفواكه إلى داخل المخيم ويشتريها منهم، ثم يبدأ ببيعها في المخيم، ويصف أن أرباحه قليلة ولا تتجاوز 300 ليرة سورية في اليوم.
 
وإيران تلبي نداء الأسد!

طارق الحميد
 
جريدة الشرق الاوسط.... لا يمكن أن نلوم من يتعجبون من التدخل العسكري في مالي بعد تسعة أشهر من سيطرة متشددين إسلاميين على أجزاء من البلاد، بينما يهمل العالم كله عامين من الإرهاب الأسدي الذي راح ضحيته حتى الآن ما يقارب الخمسين ألف سوري، هذا عدا عن الحالة الإنسانية المزرية التي يعيشها السوريون.
ففرنسا، وعلى لسان رئيس وزرائها، تقول إن «رئيس الجمهورية رد بالموافقة على طلب رئيس مالي وبما يتفق مع القانون الدولي. فرنسا بدأت تدخلا عسكريا إلى جانب الجيش المالي والقوات الأفريقية لوقف تقدم قوات الإرهابيين التي تهدد وحدة مالي وكذلك أمن واستقرار منطقة بأسرها». والسؤال هنا ما هذا القانون الذي ينطبق على مالي ولا ينطبق على جرائم الأسد بحق السوريين؟ وإذا كانت دعوة رئيس مالي للفرنسيين وحدها التي حركتهم، وبمباركة غربية، فماذا لو قال قائل إن إيران، مثلا، تتدخل لحماية الأسد بطلب من «الرئيس السوري» الذي ما فتئ يردد أن الثوار إرهابيون؟
أمر محزن حقا، فليس القصد الانتقاص من مالي، ومواطنيها، أو التقليل من معاناتهم، بل إن القصة تكمن في تجاهل معاناة السوريين، التي لا يقرها عقل ولا منطق، ولا قوانين، ولا ديانات، والغريب أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يقول إن عملية التدخل في مالي «ستستمر طيلة الوقت اللازم»، وإن «فرنسا ستكون دائما حاضرة حين يتعلق الأمر بحقوق شعب يريد أن يعيش حرا وفي ظل الديمقراطية». والسؤال هنا هو: أوليس هذا هو مطلب السوريين الذين يجابهون بأسوأ عملية إرهاب من قبل نظام الأسد، ووسط صمت دولي مطبق، وطوال عامين؟ وعندما نقول صمت مطبق فليس المقصود الأقوال وإنما الأفعال، فلا يعقل أن الثوار السوريين يتركون هكذا بلا دعم وأمام نظام إجرامي لا يتردد في استخدام الطائرات والصواريخ، وبدعم إيراني واضح، بينما يهرع الغرب لإنقاذ مالي!
وفي حال تذرع البعض بصعوبة المشهد السياسي دوليا تجاه سوريا، وأن التدخل الخارجي سيعقّد الأمور، فإن الواقع أمامنا يقول إن الجهود الدبلوماسية، سواء على مستوى التواصل مع الروس، أو عبر مجلس الأمن، لم تكن جدية، ولا يمكن القول إن الجميع قد فعل ما بوسعه، فالعالم، ومنه منطقتنا، جلس منتظرا فراغ الرئيس الأميركي من استحقاقاته الانتخابية طوال العامين الماضيين، وما زال الجميع ينتظر الموقف الأميركي الحاسم، بينما نجد أن الأسد لم ينتظر لحظة، حيث إن إجرامه بحق السوريين متواصل، وفوق هذا وذاك يخرج طارحا مبادرة يضع هو شروطها!
ملخص القول إن المبررات التي قدمها الفرنسيون للتدخل العسكري في مالي - حقيقة - ما هي إلا إدانة لفرنسا نفسها، والمجتمع الدولي، على تقاعسهم عن التدخل ودعم الثوار في سوريا التي تشهد جرائم من قبل الأسد تفوق ما يحدث في مالي، فالأسد لا يمثل خطرا على السوريين وحدهم وإنما على المنطقة ككل، وعلى أمن المتوسط أيضا الذي يمثل جزءا من أمن فرنسا والغرب بالطبع.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,255,789

عدد الزوار: 6,942,316

المتواجدون الآن: 96