إفادات جديدة لجنود اسرائيليين عن الحرب على غزة:

الفلسطينيون «دروع بشرية» والقيادة شرّعت استهداف المدنيين

تاريخ الإضافة الخميس 16 تموز 2009 - 6:16 ص    عدد الزيارات 3928    التعليقات 0    القسم دولية

        


ألقت إفادات جديدة، خطية وموثقة بالفيديو، لجنود من الجيش الإسرائيلي شاركوا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، مزيداً من الضوء على الجرائم التي ارتكبها الجيش بحق مواطنين فلسطينيين عزّل من دون تمييز وضد مئات المنازل التي تعرضت للقصف بلا سبب.

وأكدت منظمة «لنكسر الصمت» الإسرائيلية في كراسة من 120 صفحة جمعت فيها إفادات 30 جندياً من الوحدات والألوية النظامية والاحتياطية التي شاركت في الحرب، ما نشر من إفادات لجنود آخرين قبل ثلاثة أشهر عن أن التعليمات التي صدرت من قيادة الجيش شرّعت ممارسات فظيعة بغية عدم وقوع إصابات في صفوف الجنود «من أجل ضمان التأييد الشعبي للحرب». كما أشارت إلى أن الجنود لم يترددوا في استخدام مواطنين فلسطينيين «دروعاً بشرية»، إذ كانوا يجبرون المدنيين الفلسطينيين على دخول المباني «المشتبه فيها» قبل دخول القوات الإسرائيلية، وفي كثير من الحالات سار الفلسطينيون أمام الجنود فيما كانت بنادق الآخيرين على أكتافهم (الفلسطينيين)، كل ذلك رغم أن المحكمة الإسرائيلية العليا حظرت قبل ثلاث سنوات ممارسة اسلوب «الدروع البشرية».

وأكدت المنظمة في تقريرها أن القيادة العسكرية أخفت معلومات عن ممارسات تتنافى والقوانين الدولية وحتى الإسرائيلية وقرارات المحكمة العليا. وقالت إن الجنود الذين قدموا الإفادات توجهوا إلى اللجنة «وهم يشعرون بالضيق بسبب التدهور الأخلاقي للجيش الإسرائيلي». وأضافت ان ما جاء في الإفادات يكفي لطرح تساؤلات كثيرة عن صدقية الروايات الرسمية للجيش الإسرائيلي.

وقال عضو المنظمة ميخائيل مانكين إن «الإفادات تثبت أن سلوكاً غير أخلاقي يسود المؤسسة العسكرية وليس بمستوى الجندي الفرد». وأضاف أن ما اعتبره الجيش «استثنائياً بالأمس، أصبح عادياً اليوم»، ما يستوجب إجراء بحث معمق وحازم وصارم «وهذه دعوة ملحة للمجتمع الإسرائيلي وقيادته لإعادة التدقيق في تبعات أفعالنا».

قنابل فسفورية

وتحدث الجنود عن قيام الجيش بقصف وهدم مئات المنازل وعدد كبير من المساجد «من دون أن يكون هناك سبب لذلك»، وعن «تدمير واسع النطاق لا يمت بصلة إلى أي تهديد مباشر للقوات الإسرائيلية». كما تحدثوا عن تدمير ممتلكات الفلسطينيين داخل البيوت التي طرد منها أصحابها وأعمال نهب. وأكدوا الروايات السابقة عن إطلاق الجيش قنابل فوسفورية على مناطق مأهولة، هذا فضلاً عن تشجيع الضباط للجنود على إطلاق النار في جميع الاتجاهات.

وبين التعليمات التي تلقاها الجنود وتم تنفيذها أن «إصابة أي شخص (فلسطيني) بريء أفضل من التردد في استهداف العدو»، و «إن كنت غير متأكد، اقتل». وقال أحد الجنود إن «قوة النار كانت جنونية ... دخلنا القطاع وسط دوي انفجارات في شكل جنوني ... أطلقنا النار على الأماكن المشتبه بها ... في حرب المدن كل شخص هو عدوك، وليس هناك أبرياء».

وقال آخر: «لا أحد منا تقريباً صادف مقاتلين من حماس، على الأقل في المنطقة التي كانت فيها وحدة المظليين، لدي معلومات عن اشتباكين فقط طوال العملية العسكرية كلها». وتابع آخر: «حصلت أمور كثيرة جعلتني أشمئز، في مقدمها التسبب بالدمار وإطلاق النار على الأبرياء. لقد أظهر زملائي كراهية، وبدت عليهم متعة القتل ... صعب عليّ استيعاب ما رأيت».

من جهته، اعتبر الناطق العسكري الإسرائيلي تقرير منظمة «لنكسر الصمت» «تشهيراً بحق الجيش وضباطه» بداعي أن الحديث يدور عن «إفادات مجهولة وعمومية يستند معظمها إلى اشاعات لا تتيح للجيش فحص صدقيتها». الناصرة – أسعد تلحمي


المصدر: جريدة الحياة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,165,579

عدد الزوار: 6,937,778

المتواجدون الآن: 109