تقارير..«وقت مستقطع» في لبنان يملأه سباق بين مساعي الحلّ ومخاوف «التوتير»....ما هي علاقة «حزب الله» بتوقيف ماهر المقداد؟....لبنان في غرفة الانتظار الإقليمي وفق أربعة شروط....غزة: أهداف إسرائيل الحقيقية

عرفات والتسميم السياسي!...اغتصاب المعتقلات في العراق بات عادة... والداخلية والعدل تتنصلان...محكمة لبنان الخاصة: بدر الدين كتب لامرأة في «sms» ... «ستحزنين كثيراً إذا عرفتِ أين كنتُ»

تاريخ الإضافة الجمعة 30 تشرين الثاني 2012 - 6:21 ص    عدد الزيارات 2109    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

اغتصاب المعتقلات في العراق بات عادة... والداخلية والعدل تتنصلان
موقع إيلاف..أسامة مهدي    
فيما أشار البرلمان العراقي إلى وجود 1030 عراقية في سجون البلاد، يتعرض بعضهن للاعتداءات، فقد أكدت منظمات عراقية أن السجينات يواجهن أوضاعا سيئة منها الاغتصاب، وأن عددا منهن اعتقل بدلاً عن أقارب لهن مطلوبين من العدالة، فيما نفت وزارتا الداخلية والعدل ذلك، إلا أن نوابا عراقيون اكدوا على ضرورة معاقبة الضباط والجنود المتورطين بمثل هذه الممارسات.
خلال جلسة مجلس النواب العراقي الأربعاء، قدمت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية تقريراً اولياً عن المعتقلات في السجون العراقية، أشارت فيه إلى إجراء سلسلة من اللقاءات مع الوزارات والمؤسسات المعنية بهدف الاطلاع على واقع النساء في السجون، مبينة أن عدد الموقوفات والمحكومات لغاية يوم أمس في وزارة الداخلية بلغ 101 امرأة وفي وزارة العدل بلغ 960 امرأة وفي وزارة العمل 69 امراة معتقلة او محكومة. وأكدت أن بعض مراكز الاحتجاز الموجودة تحت إشراف جهات أمنية لا تراعي تماماً ما هو موجود في وزارة العدل، كما انه لم يتم حسم الدعاوى القضائية الخاصة بالعديد من المسجونات برغم مرور وقت طويل على اعتقالهن.
ولفت تقرير اللجنة إلى وجود اكتظاظ في السجون التابعة لوزارة العدل او الجهات الأمنية مشيرة إلى وجود حالات من الاعتداءات حصلت لبعض النساء أثناء عمليات نقلهن إلى السجون، مبينة وجود عقبات تحول دون قيام لجنة حقوق الانسان، بدورها الرقابي بسبب منعها من الدخول إلى السجونمنوهة إلى أن أعداد المعتقلات في تزايد مستمر مما يوسع احتمالية تعرضهن إلى انتهاكات او امراض جلدية.
 واشارت إلى اعتقال 12 امرأة في منطقة التاجي بضواحي بغداد الشرقية بدلا عن المطلوبين من اقاربهن وتم احتجازهن دون أوامر قضائية لمدة أربعة أيام وتحويلهن إلى احد سجون وزارة العدل دون السماح لهن بالاتصال مع المحامين .
النواب يناقشون أوضاع السجينات
وفي مداخلات النواب بشأن التقرير، دعا النائب عن الكتلة العراقية سلمان الجميلي إلى ردع ممارسات انتهاك حقوق الانسان، التي بدأت تزيد خلال الآونة الأخيرة، محذراً من تحولها إلى ظاهرة قد تؤثر على المجتمع. وأكد النائب حسن السنيد من التحالف الشيعي رفضه لاي انتهاكات في حقوق الانسان، بعد معاقبة ضباط وجنود متورطين بمثل هذه الممارسات باعتبارها اخطاء فردية، مشيراً إلى اهمية عدم الاعتراض على الاعتقالات التي تتم وفقا لمذكرات قضائية.
ولفت النائب بهاء الأعرجي عن التيار الصدري إلى أن دور السجون يقتصر على إصلاح المسجونين او المعتقلين، وأشار إلى أهمية معاملة النساء المعتقلات معاملة خاصة بعيدة عن الروتين الاداري داعيا إلى تدقيق تاريخ مذكرات القبض الصادرة بحقهن في منطقة التاجي. وطالبت النائب عتاب الدوري من العراقية، باطلاق سراح جميع المعتقلات من السجون ممن ثبتت براءتهم حيث تم اعتقالهن بدلاً من الرجال المطلوبين بكفالة شيوخ العشائر، داعيا إلى استضافة وزراء العدل وحقوق الانسان والداخلية والدفاع.
وشددت النائب سميرة الموسوي من التحالف الشيعي على أن الانتهاكات الجارية ضد النساء مرفوضة شرعاً وقانوناً، مشيرة إلى اهمية وجود شكاوى من النساء اللاتي تعرضن إلى الانتهاكات من اجل الملاحقة القانونية ضد المنتهكين. ونوه النائب عمار طعمة من التيار الصدري إلى ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لكشف ورصد المخالفات كونها اساءة لمجمل التجربة الديمقراطية.
أما النائب آلا الطالباني من التحالف الكردستاني، فقد دعت إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة اي انتهاك في حقوق الانسان، او خرق الدستور عبر الاحتجاز خارج السقف القانوني، مشددة على ضرورة تفعيل المفوضية المستقلة لحقوق الانسان. بدورها حثت النائب حنان الفتلاوي من ائتلاف دولة القانون على أهمية الابتعاد عن الاثارة العاطفية في التدقيق بشان انتهاكات حقوق النساء لافتة إلى وجود العديد من القضايا التي تثبت تورط نساء وجرائم مرتكبة في التأكيد على ضرورة رفض اي انتهاك لحقوق النساء .
ودعا النائب محمد الخالدي إلى الحفاظ على التجربة الديمقراطية في العراق من خلال حماية حقوق الانسان وتعزيزها ومعاقبة الجناة.
من جهته اكد النائب سليم عبد الله عن القائمة العراقية رئيس لجنة حقوق الانسان ان التقرير المقدم إلى مجلس النواب اولي وسيعقبه تقرير نهائي بشان اوضاع المعتقلات، مشيرا إلى ان المعلومات الواردة في التقرير اعتمدت على تقارير وزارتي العدل وحقوق الانسان في التقرير الخاص باللجنة بعيدا عن عرض الاستنتاجات منوها إلى ان الهدف من التقرير لا يتدخل في الجوانب السياسية.
اما رئيس ملس النواب اسامة النجيفي فقد دعا لجنة الأمن والدفاع إلى المباشرة بالتحقيق في القبض على النساء دون مذكرات قضائية وبقاءهن معتقلات اكثر من السقف القانوني المحدد او تعرضهن إلى انتهاكات خطيرة في حقوقهن، والعمل على تقديم لجنتي الامن والدفاع وحقوق الانسان لتقرير متكامل بشان اوضاع المعتقلات في جلسة المجلس خلال الأسبوع المقبل. حسم الدعاوى القضائية الخاصة بهن رغم مرور وقت طويل.
وزارتا الداخلية والعدل تتنصلان من الاتهامات
وشهدت مدينة الرمادي أمس تظاهرات تطالب بالتحقيق في اغتصاب سجينات واعتقالهن بدلاً من اقارب لهن لإرغامهم على تسليم انفسهم. كما دعا النائب عن العراقية احمد العلواني إلى بحث قضية تعرض نزيلات في السجون الحكومية إلى اغتصاب واعتداءات جنسية من قبل محققين وحراس وسجانين استغلوا مراكزهم الوظيفية في ارتكاب أعمال منافية للقانون والقيم والاخلاق. وأكد أن ذوي عدد من النزيلات في السجون العراقية أبلغوا نواباً عراقيين عن تعرض قريبات لهم للاعتداء والاغتصاب وأن الخشية من الفضيحة بسبب التقاليد الاجتماعية والأعراف العشائرية منع الكثيرات منهن من البوح والاعلان عما تعرضن له.
لكن وزارة العدل قالت حول تقارير بهذا الشأن إنها غير مسؤولة عن التحقيق باعتباره تابعاً لوزارتي الداخلية والدفاع. وأشارت إلى أن وزير العدل حسن الشمري، قام بزيارة ميدانية بشكل مباشر وبصحبة عدد من وسائل الإعلام والفضائيات إلى سجن النساء للإطلاع على أوضاعهن والتوجيه بتوفير جميع احتياجاتهن حيث أمر بتوفير جميع المستلزمات اللازمة في السجون الجديدة التي يتم إنشاءها ومن بينها سجن بابل، وتلافي السلبيات الموجودة في البنايات القديمة وبناها التحتية المتهالكة. واشارت إلى انه يتم حاليا تصنيف المحكومات حسب نوع الجريمة المرتكبة.
ومن جانبها، ردت وزارة الداخلية العراقية في بيان صحافي ارسلت نسخة منه إلى "إيلاف" اليوم الأربعاء أن "بعض وسائل الإعلام وبعض الشخصيات السياسية اثارت موضوع اعتقال نساء دون أوامر قبض قضائية مصدقة، والاعتداء على الموقوفات داخل أماكن التوقيف التابعة للوزارة وتعذيبهن من أجل انتزاع اعترافات مزعومة ضد أزواجهن للإطاحة بهم وإحالتهم على القضاء" لكنها تؤكد رفضها لمثل هذه الأفعال المشينة وتنفي بشكل قاطع هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة".
وشددت الداخلية على "أن جميع الأوامر التي تنفذها الوزارة بحق المتهمين من الذكور أو الإناث تتم وفق سياقات قضائية وقانونية، إذ إن القانون يجيز لأعضاء الضبط القضائي ضبط المتهمين في حالة الجرم المشهود وكذلك تنفيذ مذكرات قبض صادرة من السلطة القضائية والتحقيقية المختصة وتؤدي الوزارة هنا دورها التنفيذي الذي فرضه الدستور عليها كما أن أبواب مواقف الوزارة مفتوحة أمام جميع اللجان المحلية والدولية المختصة وذوي الشأن للتحقق من زيف وكذب الإدعاءات الباطلة وأن وجود الدوائر الرقابية ومديرية حقوق الإنسان في وزارة الداخلية لهو خير دليل على شفافية عمل الوزارة وقانونيته حيث عملت هذه المديريات على تعزيز المنظومة الأخلاقية لدى منتسبي الوزارة ومحاربة أية أفعال فردية قد تصدر هنا أو هناك".
ودعت وزارة الداخلية "إلى ضرورة توخي الدقة والحذر في تناقل المعلومات بنزاهة وشرف مهني والتحقق من المعلومات بعد زيارة دوائر التحقيق والاطلاع على الأوراق التحقيقية من أجل الوصول إلى الحقيقة المبتغاة وليس لمجرد الإثارة والتضليل، لأننا أحوج ما نكون في هذه الفترة إلى الوقوف جنباً إلى جنب من أجل تحقيق الأمن والازدهار".
منظمات زارت السجينات فشكون من اغتصاب وتعذيب
وكانت منظمة حمورابي لحقوق الإنسان قد أعلنت مؤخرا في تقرير لها اثر زيارات لعدد من السجون والمعتقلات للنساء أن بعض السجينات أبلغنها "تعرضهن للاغتصاب والتعذيب خلال مرحلة التحقيق وبعدها".
ومن جهتها قالت سكرتيرة منظمة "الأمل" الناشطة العراقية هناء أدور إن وضع السجينات مأساوي وهناك مؤشرات كثيرة إلى أن حالات الاغتصاب أصبحت قاعدة وليست استثناء .وأضافت في تصريح صحافي "ان وزارة العدل وإدارة السجون التفتت أخيراً إلى ضرورة وضع كادر نسوي ليكون المسؤول عن المتهمات سواء أثناء التحقيق أو بعد الإدانة"، معتبرة أن "هذا الأمر لن يكون كافياً لأن بعض الشرطيات المسؤولات عن السجون قد يمارسن دور السمسرة".
وشددت على أن "المطلوب أن تكون السجون مفتوحة أمام منظمات المجتمع المدني لتقدم خدمات تأهيلية إلى السجينات ولتراقب وضعهن "حتى عند زيارة منظمة حمورابي للسجون كان معه ممثلون عن وزارة حقوق الإنسان وتم اعطاؤها وقتاً قصيراً لا يسمح بالوقوف على حالة السجينات". وأضافت "لن نقوم بزيارة استعراضية للسجون ولا نريد زيارة من اجل الزيارة بل يجب ان يسمح لنا بلقاء السجينات على انفراد وان يتم منحنا الوقت الكافي لدراسة حالهن وتقديم برامج تأهيلية لهن".
ومن جهتها، قالت رئيسة "لجنة الأسرة والطفولة النيابية" انتصار علي خضير أن "البرلمان شكل لجنة تحقيق مشتركة من لجنتي حقوق الإنسان والأسرة والطفولة"، مبينة أنها ستباشر عملها بزيارات مفاجئة لسجون ومعتقلات النساء". وأضافت "ان لجنة الأسرة والطفولة حصلت على أمر من هيئة رئاسة البرلمان بزيارة السجون بصورة مفاجئة ومن دون أخذ موافقات وزارة العدل أو وزارتي الداخلية والدفاع". وأكدت ان اللجنة ستجتمع على انفراد مع كل سجينة للوقوف على حقيقية الأمر لان هذا الموضوع مناف للأخلاق العراقية والعربية، ولا يمكن السكوت عنه أو السماح به بل يجب تقديم من قام به إلى العدالة ليأخذ جزاءه العادل .وأقرت خضير بـصعوبة مهمة اللجنة لأن الخشية من الفضيحة وتقاليد المجتمع تمنع الكثير من النزيلات من الاعتراف بتعرضهن للاغتصاب .
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد اتهمت الحكومة العراقية في أيار (مايو) الماضي بأعادة العراق إلى الحكم الشمولي وتعذيب المعتقلين.
 
محكمة لبنان الخاصة: بدر الدين كتب لامرأة في «sms» ... «ستحزنين كثيراً إذا عرفتِ أين كنتُ»
بيروت - «الراي»
تتسارع وتيرة التحضيرات لانطلاق المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في 25 مارس المقبل امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وذلك بعد نحو ثمانية أعوام على تفجير 14 فبراير 2005 الارهابي الذي وقع على الواجهة البحرية لمدينة بيروت.
وفي هذا السياق، ترأس قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة دانيال فرانسين جلسة تمهيدية (عصر اول من امس) في مقر المحكمة في لايتسندام (هولندا) لضمان سير إجراءات المحاكمة والتحقيق، فيما كان رئيس المحكمة دايفيد باراغوانث يصل الى بيروت للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين.
واحتلت المذكرة التمهيدية التي سبق أن قدّمها مكتب الإدعاء في 15 نوفمبر الجاري وتتضمّن قائمة الشهود الذين يعتزم استدعاءهم أثناء المحاكمة وقائمة البيّنات التي ينوي عرضها كأدلّة الحصة الاكبر من الجلسة، إذ قدّم محامو الدفاع عن المتّهمين الأربعة من «حزب الله»، سليم عياش، مصطفى بدرالدين، حسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا، الكثير من الملاحظات، متوقفين عند ما سموه الثغر الواردة في نص المذكرة، سواء لجهة دقة وجودة مضمونها أو ما وصفوه بـ «الوضع اللوجستي الكارثي»، ومنتقدين عدد الأدلة المقدمة والذي يبلغ 13170 دليلا، ورفع عدد الشهود من 66 شاهداً إلى 566، معتبرين أنّ الأمر ليس إلا تكتيكاً لإغراق مكاتب الدفاع وإنهاكها.
ورد مكتب الادعاء على هذه التهم، مشيراً إلى أن 20 في المئة فقط من الشهود سيحضرون للإدلاء شهاداتهم، مضيفين أنّ 386 دليلاً إضافياً ستقدّم إلى المحكمة.
كما توقّف الدفاع عند ملف جدول تسلسل الاتصالات الذي يستند إليه مكتب الادعاء، فأشار إلى الاختلاف في قاعدة البيانات، ما دفع القاضي فرانسين إلى التوقف عند هذا الأمر وطلب التوضيح من الادعاء والطلب منه تسهيل المهمة أمام محامي الدفاع الذين طلبوا «المساعدة في الأسابيع المقبلة للحصول من مكتب المدعي العام على المستندات والمعلومات الضرورية في الوقت المناسب كي نفهم ما هي التهم الموجهة ضد موكلينا ولنفهم ما هي الأدلة التي يعتبرها المدعي العام ذات الصلة».
وتجدر الاشارة الى ان المذكرة التمهيدية التي أودعها مكتب الادعاء أمام قاضي الإجراءات ونشرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على موقعها الإلكتروني النسخة العلنية المموّهة عنها تستند بحسب الادعاء الى 13170 دليلاً على المتهمين الاربعة بالتحضير وتنفيذ عملية اغتيال الحريري.
ووفق المذكرة وهي من 50 صفحة تضمنت سردا مفصلا وحيثيات عن مجريات التحقيقات في ملف اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، فان «اغتيال الحريري كان تتويجا لتحضير واسع النطاق من مجموعة مختارة من الاشخاص اما بمهارات او خبرة».
وذكرت ان الحريري خضع للمراقبة «خلال 50 يوما على الاقل حيث جرى رصد اماكنه، منازله، البرلمان ومسرح الجريمة»، فضلا عن التنسيق في عملية شراء السيارة «الميتسوبيشي» المستخدمة في التفجير المحملة بكمية 2500 كيلوغرام من الـ«تي ان تي»، و«اختيار شخص (ابو عدس) ليعلن زورا عن مسؤوليته في العملية».
وتحدثت المذكرة عن ان بدر الدين (51 عاما) «سبق ان دخل الكويت باسم الياس فؤاد صعب العام 1984، حيث حضر هناك لعمليات إرهابية عدة، بينها واحدة بواسطة انتحاري قاد شاحنة محملة متفجرات الى السفارة، وحكم عليه بالاعدام، لكنه فر من السجن عندما حصل الغزو العراقي على الكويت عام 1990».
وبعدما افردت المذكرة باباً واسعاً للشبكات الهاتفية الخمس المستعملة في «التحضير للجريمة وارتكابها»، عرض فاريل لجرم المؤامرة، فاعتبر «ان بدرالدين وعياش واعضاء فريق الاغتيال هم اعضاء في فريق المؤامرة في وقت مبكر، وانضم اليهم عنيسي وصبرا و«أس15». وفند الاتصالات المجراة من الشبكات الخمس في اطار التحضير للعملية، بدءا من 11 نوفمبر 2004 وبدء مراقبة تحركات الحريري، مرورا بالتحضيرات الاخيرة قبل يوم من التفجير، وصولا الى يوم تنفيذ الجريمة.
وبعدما فصّل فاريل «مسألة اعلان ابو عدس زورا مسؤوليته عن عملية التفجير»، اشار الى إن بدر الدين رصد، ونسق بالاشتراك مع عياش جميع التحضيرات لتنفيذ الاعتداء الإرهابي بما في ذلك رصد مساكن الحريري، البرلمان وساحة الجريمة النهائية، من بين أماكن أخرى، ومراقبة تحركات الحريري وشراء سيارة الفان الميتسوبيشي التي استخدمت كسيارة مفخخة لتنفيذ الاعتداء. كما «أن بدر الدين رصد تنفيذ الاعتداء من فريق القتلة. وبالإضافة إلى تنسيق التحضيرات للهجوم الإرهابي مع بدرالدين، نسّق عياش تنفيذ الاعتداء».
وتابع «أما عنيسي وصبرا، فشاركا في اختيار أبو عدس كشخص مناسب لاستخدامه في تزوير الادعاء بالمسؤولية عن الهجوم. كما شارك عنيسي في عملية إخفاء أبو عدس. وبعد تنفيذ الهجوم، شارك عنيسي وصبرا في بيانات تزعم زوراً مسؤولية الاعتداء، وضمان أن يتم تسليم الشريط والرسالة التي تتضمن الاعتراف بالمسؤولية زوراً إلى قناة «الجزيرة» وأن تقوم الجزيرة بنشر الشريط».
وتتضمن المذكرة أيضاً توصيفاً للبيانات الفردية لكل من المتهمين وارتباطهم بالأسماء الوهمية والمزورة التي استخدموها، بما في ذلك الأعمال التي يقومون بها كامتلاك بدرالدين «لمحل مجوهرات معروف باسم سامينو، إلى جانب مركب يحمل الاسم نفسه وشقة في منطقة ساحل علما في جونيه كان يستخدمها للترفيه عن أصدقائه».
ولفت الادعاء الى «أن أحد تلفونات مصطفى بدر الدين استعملته ابنته زهرة لمرحلة من الزمن، كما أن هواتفه كانت تضم أسماء مرافقيه ومسؤولين في حزب الله وصديقاته وزملاء له في الجامعة»، كاشفاً انه «في الثانية من فجر 15 فبراير 2005، بعد الجريمة، بعث مصطفى بدر الدين من التلفون الموجود على اللائحة الزرقاء رسالة قصيرة الى إمرأة كتب لها فيها: «ستحزنين كثيراً إن عرفت أين كنت».
 
«وقت مستقطع» في لبنان يملأه سباق بين مساعي الحلّ ومخاوف «التوتير»
بيروت - «الراي»
تأكّد المؤكد باعلان الرئيس اللبناني ميشال سليمان امس، إرجاء الجلسة التي كان من المقرر ان تعقدها اليوم هيئة الحوار الوطني الى الاسبوع الاول من يناير 2013 بعدما لم تنجح الاتصالات في ثني قوى «14 آذار» عن التمسك بقرارها اعتبار استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مدخلاً لأيّ حوار وبمقاطعة أي نشاط او تحرك تشارك فيه هذه الحكومة.
ومن شأن الفترة الفاصلة عن الموعد الجديد للحوار ان تشكّل فسحة لمزيد من المشاورات التي تتمحور حول ايجاد مخرج للمأزق الحكومي بمعزل عن «ضغط» المواعيد «الوشيكة» وبانتظار ان تكون تكوّنت ظروف اقليمية ودولية مواتية تدفع في اتجاه تأمين المخرج ربطاً بدخول الازمة السورية مراحلها الحاسمة، علماً ان دوائر مراقبة ترى في المقابل ان حلول هذه المرحلة المفصلية في ظل وضع لبناني لا يتمتّع بـ«مظلة حوارية» يمكن ان «يكشف» البلاد امام «الرياح الساخنة» ويجعلها «ساحة» لتحسين شروط التفاوض وتحصين المواقع اقليمياً.
وفي حين كانت بيروت تعيش اليوم الثاني من لعبة «عض الأصابع» بين الحكومة وهيئة التنسيق النقابية التي نفذت برابطاتها التعليمية والموظفين اضرابا عاما امس، على خلفية الخلاف حول سلسلة الرتب والرواتب، حاولت قوى «14 آذار» التخفيف من وطأة تأثير قرارها بمقاطعة «حوار القصر» على علاقتها برئيس الجمهورية وخصوصاً في ظل المرونة التي ابداها حيال موقف المعارضة ومطالبتها بتغيير الحكومة. اذ اكدت «14 آذار» ان الامر ليس موجهاً ضدّ سليمان، متمنية عليه «ايجاد مناخات مواتية للحوار من خلال السعي باتجاه استقالة حكومة (حزب الله) كشرطٍ ضروري للعودة»، مؤكدة «تمسكها بموقفها من الحوار وعقمه ولا سيما نتيجة اصرار (حزب الله) على الاستخفاف باعلان بعبدا من جهة وعلى اثباته يومياً عدم استعداده للبحث في موضوع سلاحه»، مشددة على «ان هيئة الحوار الوطني تبحث في جدول اعمال محدد، ولسنا في وارد تعديله او قلب اولوياته او تجاوزه والنقطة الباقية للبحث هي ملف الاستراتيجية الدفاعية ومصير سلاح المقاومة خصوصا بعدما وضع الرئيس سليمان رؤيته لهذه الاستراتيجية، وتالياً الحوار حول تشكيل حكومة جديدة يتم عبر مشاورات ثنائية لا عبر طاولة الحوار».
في موازاة ذلك، واصل الوفد المكلف من النائب جنبلاط حركته الداخلية ضمن اطار المبادرة التي اطلقها الزعيم الدرزي لكسر المأزق.
وزار «الوفد الجنبلاطي» الذي ضمّ أمين السر العام لـ «الحزب التقدمي الاشتراكي» ظافر ناصر، ووزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي ووزير المهجرين علاء الدين ترو ومسؤول «التقدمي» في الجنوب سرحال سرحال، الضاحية الجنوبية حيث اجتمع بنائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ووزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش والنائب حسن فضل الله.
وبعد اللقاء اكد العريضي أن «اللقاءات مفتوحة بيننا»، لافتا الى أن «هناك اتفاقا قائما على ضرورة الحوار من دون استثناء بين القوى السياسية والعمل الجدي للوصول الى القواسم المشتركة». وأشارا الى أن «الحوار هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم بين اللبنانيين»، لافتا الى أننا «سنذهب الى كل القوى السياسية وسنناقش معها في كل المسائل المطروحة».
بدوره، لفت قاسم في بيان الى أن «محور مبادرة النائب جنبلاط الاساسي هو الحوار، و(حزب الله) مع الحوار من دون قيد أو شرط حيث يمكن النقاش بالموضوعات التي يُتفق على طرحها وتُحدد نقاط الاتفاق ونقاط الخلاف بل يمكن التوصل الى تنظيم نقاط الخلاف ايضا يما يحفظ مصلحة البلد وتعاون جميع الافرقاء مع بعضهم». وأضاف: «موقفنا واضح لا يمكن لأي جهة مهما بلغ حجمها أن تحتكر التمثيل السياسي والشعبي ولا يمكن أن يستقر البلد مع محاولات العزل لجهات تمثيلية لطوائفها او مذاهبها او جمهورها»، مشددا على أن «الحل الوحيد هو البحث عن السبل التي تساعد على الحوار البنّاء وهذا هو البديل عن الفراغ ومهما طال الزمن فسيكتشف المراهنون على التطورات الاقليمية والدولية ان الحوار هو الحل».
وفي هذه الأثناء، برزت زيارة السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي باتجاه السراي (مقر رئاسة الحكومة) حيث التقت ميقاتي الذي يغادر الاربعاء المقبل الى روما.
الحكومة اللبنانية تطلب من الأمم المتحدة مساعدات مالية لإغاثة اللاجئين السوريين
بيروت - ا ف ب - طلبت الحكومة اللبنانية من الامم المتحدة دعما ماليا اضافيا للمساعدة على ايواء اللاجئين السوريين البالغ عددهم اكثر من 125 الفا في لبنان.
وقال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني وائل ابو فاعور ان لقاء وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس، كان فرصة لطلب «مساعدة فعلية للبنان على المستوى المالي».
واشار الى ان اللقاء كان مناسبة لتأكيد التزام الحكومة «باغاثة وايواء وحماية النازحين السوريين الموجودين في لبنان»، مؤكدا جهوزية الدولة «للقيام بواجباتها بهذا الامر من الناحية الانسانية».
واضاف «ما ينقص حقيقة (...) هو الحاجة المادية والامكانات المادية الضحلة لدى الدولة اللبنانية».
واكدت اموس ان الامم المتحدة «ستستمر في توفير كل الدعم الممكن، وسنكون ايضا مؤيدين اقوياء للبنان مع اعضاء آخرين في المجتمع الدولي».
ونوهت اموس التي وصلت الى بيروت، أول من أمس، آتية من الاردن لتفقد اوضاع اللاجئين السوريين بجهود الحكومة وتعاونها مع المفوضية العليا للاجئين ومنظمات غير حكومية.
 
 
ما هي علاقة «حزب الله» بتوقيف ماهر المقداد؟
الجمهورية... علي الحسيني
بعد شهرين ونصف الشهر تقريباً على توقيف 11 شخصاً من أبنائها في سجن رومية، دعت عشيرة آل المقداد أبناء العائلة، الى اعتصام مفتوح، يبدأ السابعة من صباح اليوم للمطالبة بالإفراج عن أبنائها الذين احتُجزوا على خلفية تأليف جناح عسكري لجأ إلى خطف سوريّين وأتراك رداً على اختطاف حسان المقداد في سوريا.
اليوم يبدو أن شعلة التحدث باسم العشيرة قد انتقلت إلى الصحافي فراس المقداد، بعد توقيف ماهر المقداد بتهم عدة، على رأسها تأليف جماعة مسلحة خارجة عن القانون هدفها إحداث فتن مذهبية في البلاد وإدخال الدولة في صراعات مع دول إقليمية صديقة مثل سوريا وتركيا.
 
ولكن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه هو الآتي: أين أصبحت قضية المخطوفين اللبنانيين التسعة في سوريا والذين زاد عددهم إلى عشرة بعدما اختطف مسلحون مجهولون المواطن اللبناني حسن ابراهيم سبليني؟
 
"هناك مماطلة قانونية تحت غطاء ما يسمى الإجراء القانوني. ملف ماهر رُحِّل الى المحكمة العسكرية التي جزأته إلى قسمين: عسكري ومدني. لقد خلقوا ملفاً تحت مسمّى إنشاء تنظيم مسلح أو عصابة مسلحة"... بهذه الكلمات يستهل فراس حديثه لـ "الجمهورية"، ويقول: "في الشق المدني أُحيل الملف إلى القاضي بيتر جرمانوس فتقدمنا بالدفوع الشكلية معترضين على محاكمتنا أمام محكمتين، فّردّت هذه الدفوع في الاستئناف، فعُدنا وتقدمنا بالتمييز فتمت إحالة الملف إلى القاضي سهير الحركة التي ألغت تهمة تأليف التنظيم المسلح، وردّت الملف إلى المحكمة العسكرية التي عينت جلسة في 18-12-2012"، وشدد على أنّ "ملف ماهر المقداد فارغ ولا يحتوي أيّ تهمة صحيحة سوى أنه ظهر في الاعلام، وهناك جهات أمنية حاولت الضغط على الشباب الموقوفين معه ليعترفوا ضده".
 
ويلفت فراس إلى "أن "حزب الله" يتخذ موقف المتفرج، والظاهر أن الموضوع في الأساس كان سياسياً بامتياز بين الحزب والدولة، فالحزب كسب ورقة من خلال فتح الضاحية أمام الدولة ليعود ويستعملها في صيدا وطرابلس وعرسال وأيضاً في بيروت"، ويجزم بأنّ "تحرك اليوم يأتي في سياق الضغط على الحزب أولاً وعلى الدولة التي تأتمر منه، وأيضاً في سياق إيصال رسالة إلى "حزب الله" مفادها، أن هناك عصابة داخله تريدنا ان نبقى في السجن.
 
والأنكى من هذا، أن الموقوفين الأحد عشر لا علاقة لهم بما كان يسمّى الجناح العسكري، وأحدهم سُحب من سريره إلى السجن". ويكشف فراس أنّ "أشخاصاً من العائلة يتواصلون مع الحزب الذي ينفي أيّ علاقة له بالأمر، وهؤلاء يدّعون انهم يعملون على إنهاء الملف وإخراج الشباب من السجن، لكن كل هذا كلام في الهواء".
 
ويضيف: "حزب الله سعيد لأنه طبق الأجندة السياسية الخاصة به والدور سيأتي على بقية المناطق التي تضمّ خصومه السياسيين"، مشدداً على أنّ "ملف ماهر أصبح نظيفاً، ويبقى اتهام وحيد هو ادعاء شخص سوري يقول إن ماهر خطفه بعدما وضع مسدساً في رأسه وإنه تولى التحقيق معه، علماً أن ماهر طلب مواجهة ذاك الشخص، لكنّ طلبه رُفض، وهذا الأمر هو مجرد فبركة بالاتفاق مع "حزب الله".
 
أردنا إنهاء الحديث مع فراس، لكن إحدى أقارب ماهر المقداد أصرّت على توجيه مجموعة من الأسئلة إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله: ألم يعد في الضاحية الجنوبية سوى آل المقداد لجعلهم كبش محرقة في يد حزبك المسيطر على الضاحية؟ أين يقف «حزب الله» أمام السرقات والعملاء وتجار المخدرات؟ هل أصبحت الضاحية مكاناً آمناً بعد إلقاء القبض على ماهر المقداد وأفراد من العائلة؟»
 
 
لبنان في غرفة الانتظار الإقليمي وفق أربعة شروط
الجمهورية... جوني منير..
الضباب الذي يحجب الرؤية السياسية في لبنان، يعود سببه إلى مرحلة الانتظار التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط، والتي ستبقى مستمرّة إلى حين انطلاق القطار الأميركي مع اكتمال الفريق الجديد لإدارة أوباما والذي من المفترض أن يحصل مطلع السنة المقبلة.
 
وبات واضحاً قرار الرئيس باراك أوباما بأن يعمل في مطلع ولايته الثانية لإنجاز صفقة تاريخية مع إيران تسمح له بإدخال اسمه في سجلّ الرؤساء التاريخيين للولايات المتحدة الأميركية، وهو الهدف الذي يضعه نصب أعينه مَن ينجح من الرؤساء بالفوز بولاية ثانية وأخيرة له.
 
ويرى أوباما أن المدخل الأفضل لإيجاد حلول ناجعة للأزمة الاقتصادية الأميركية، إنما سيكون خلال الشرق الإوسط وبالتالي خلال تسوية تاريخية مع إيران، تسمح بتخفيض النفقات العسكرية وتقليص حجم الإنفاق العسكري في المنطقة، وتخفيف الخطر عن آبار النفط، بالإضافة إلى فتح أسواق إيران العطشى لأنواع الشركات والتلزيمات كافة. وباختصار تنظيم تقاسم النفوذ، والعمل على ضبط المناطق الساخنة من خلال قبضة محكمة، وحصر بعض النيران داخل مربعات صارمة.
 
لكنّ المسألة لا تبدو بهذه البساطة، فالتعقيدات كثيرة، لا بل كبيرة في الشرق الأوسط، حيث تختلط المصالح الدولية بالعقيدة السياسية بالالتزام الديني والتنوع الديموغرافي الذي تخطّى الحدود التقليدية للدول، لتنجح هذه المجموعات بالتواصل خارج إطار الهوية الوطنية.
 
كما أنّ قطار المفاوضات سيشمل روسيا ومصالحها الكبرى والتي استثمرت كثيراً في سوريا، وإسرائيل القادرة على الشغب والخربطة، بالإضافة إلى إمكان الصين في "تكبير رؤوس" المعترضين.
 
وفيما تنظر أوساط ديبلوماسية نتائج مساعدة للمفاوضات، أفضت إليها حملة "عمود السحاب" في غزة، كشفت معلومات ديبلوماسية عن ورقة سياسية قدّمها السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن إيتمار رابينوفيتش حول تصوّره للأفكار الواجب على واشنطن لحظها في تحركها التفاوضي المرتقب، وهي تقوم على ثلاث نقاط:
 
1 – إيجاد شركاء جديين على مستوى المعارضة السورية، قادرين على الإمساك بالأرض لوحدهم وبعيداً عن أي قدرة عسكرية أو قتالية للتنظيمات المتطرفة، بحيث لا تعود هذه التنظيمات قادرة على الخربطة، وفرض أجندتها الخاصة على الحلول.
 
2 – إعادة ترتيب العلاقة الإسرائيلية – التركية، بحيث يضمن ذلك طمأنة الشارع الإسرائيلي، ويحفظ المصالح الإسرائيلية في المنطقة، فلا تكون خارج الحل، ما يقطع الذرائع من أمام الذين يعارضون التسويات مع إيران.
 
3 – استغلال النتيجة التي أفضت إليها عملية "عمود السحاب" في غزة ايجاباً وتوظيفها لمصلحة إطلاق مفاوضات إسرائيلية – فلسطينية جدية، تؤدي، في نهاية المطاف، إلى مواكبة التسويات في المنطقة بتسوية إسرائيلية – فلسطينية، كون ذلك يصبح أقل تعقيداً وصعوبة في ظل المناخ العام المستجد في المنطقة حينها.
 
ويرى الخبير الإسرائيلي بشؤون التفاوض مع الفلسطينيين وجوب الربط مع التطورات والمتغيرات التي أصابت العالم العربي القريب من إسرائيل في إطار ما درج على تسميته "الربيع العربي" ولا سيما في مصر صاحبة التأثير المباشر في الواقع الفلسطيني.
 
ولأنّ حجم الخطوة التي تستعد واشنطن للبدء بها مطلع العام المقبل كبيرة ومحفوفة بالمخاطر، فإنّ الفريق السياسي المعارض لهذا التوجه والداعي لأن تبرز واشنطن مخالبها من خلال استعراض لقوتها كبديل عن سياسة القوة الناعمة التي يراهن عليها أوباما، هذا الفريق يطالب الإدارة الأميركية بوضع جدول زمني محدد لهذه المبادرة، بحيث لا تتجاوز هذه المهلة مدة نهاية السنة المقبلة، ليكون البديل التلويح بالعصا مجدداً.
 
هذا الوضع الذي ما يزال مبهماً على مستوى المنطقة، كان لا بد له من أن ينعكس بشكل ضبابي على الساحة اللبنانية وعلى المستويات التالية:
 
أولاً – إبقاء الستاتيكو المعمول به حالياً بانتظار فتح أبواب الحركة الديبلوماسية مطلع العام المقبل. وهذا الاعتبار يمنح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ركيزة قوية لاستمرارها وعدم المس بها طالما أنّ لبنان يجلس في قاعة الانتظار الإقليمي.
 
ثانياً – إعطاء أولوية قصوى للحفاظ على الاستقرار الأمني وعدم إسقاط لبنان في المستنقع الأمني الذي تعيشه سوريا، كون ذلك سيضيف تعقيداً إضافياً إلى ملف المفاوضات ويفتح المجال أمام إيران لفرض المزيد من الأوراق على الطاولة.
 
ثالثاً – تأمين الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي، بحيث يجري حقن الواقع اللبناني بالمنشطات المطلوبة لمنع وقوعه في المحظور الاقتصادي والذي سيكون مدخلاً ممتازاً لهز الاستقرار السياسي والأمني على حد سواء.
 
رابعاً – الاستمرار في سياسة "النأي بالنفس" عن الأحداث السورية والتخفيف قدر الإمكان من التأثيرات المباشرة لهذه الأحداث في الساحة اللبنانية. وتكشف المعلومات في هذا الإطار، أن الهلال الأحمر الإماراتي والذي كلف بمتابعة شؤون اللاجئين السوريين، طُلب منه التحوط لاحتمال وصول عدد اللاجئين السوريين في لبنان إلى حوالى نصف مليون شخص.
 
في المقابل، فإنّ مصادر لبنانية معينة تقدر عدد هؤلاء حالياً في لبنان بـ150 الف لاجئ، لم تستبعد أن يصل العدد إلى 200 ألف في المرحلة القليلة المقبلة. لكنّ تطمينات وصلت إلى بيروت بأن المساعدات الإنسانية لهؤلاء سيجري تأمينها، بحيث لا تشكل عبئاً على كاهل الاقتصاد اللبناني المترنح أصلاً.
 
وسط هذا المناخ، بدت صورة الاستحقاق النيابي مشوشة، ولو أن كلام البطريرك الماروني لدى عودته إلى لبنان حول إمكان إجراء الانتخابات وفق قانون الـ60. وأحدث هذا التصريح بلبلة في الوسط السياسي ولا سيما لجهة ما إذا كان يحمل رسائل دولية في طياته.
 
لكن، وبعيداً عن صيغة القانون الذي ستخاض من خلاله الانتخابات، فإن الواقعية تفرض الإشارة إلى أنّ "سلامة" حصول هذه الانتخابات مرتبطة بالصفقة الكبرى المتوقعة في المنطقة، أو على الأقل أن تكون باكورتها. وعندها قد لا يكون لشكل القانون أهمية كبرى.
 
أما في حال تأخرت هذه الصفقة، فإن شكل القانون الانتخابي سيشكل المدخل لتعطيل أو تأجيل هذه الانتخابات، ما سيفتح الباب أيضاً على مخاطر أخرى ستطال الاستقرار السياسي الحالي، وربما الأمني ايضاً.
 
هذا مع الاشارة إلى وجود مراجع أساسية في لبنان تعلن أنها مع حصول الاستحقاق في موعده، فيما تسعى ضمناً لعرقلته وصولاً إلى التمديد للمجلس النيابي، على أمل أن يفتح ذلك باب التمديد لمواقع أخرى في الدولة اللبنانية.
 
غزة: أهداف إسرائيل الحقيقية
السفير...جيمس زغبي
أحياناً يمكن أن تشكل الحروب، بما في ذلك الصغيرة منها، لحظات وضوح تنقشع فيها غيوم الدعاية، وتتضح فيها دوافع المتحاربين بجلاء. ويبدو أن هذا هو الحال مع الحرب الأخيرة في غزة. فوسط الحرب القصيرة والمميتة في آن واحد التي عرفها القطاع، لفت نظري بشكل خاص تصريح أدلى به أحد المتحدثين الرسميين الإسرائيليين لأنه يحرف الحقيقة ويشوهها بشكل فج ومكشوف، حيث زعم أن هدف إسرائيل من الحرب هو «القضاء على (حماس) حتى نستطيع الجلوس مع المعتدلين والتفاوض حول السلام».
والحال أن هذه ليست هي الحقيقة، على مستويات كثيرة جداً: ذلك أن إسرائيل لم تسعَ إلى تدمير «حماس»، ولا هي مهتمة بالعمل مع الفلسطينيين «المعتدلين»، وهذه الحكومة الحالية في إسرائيل ليست مهتمة بالتفاوض أساساً حول حل دائم للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
وأعتقد أنه على رغم شكوى بعض الزعماء الاسرائيليين، إلا أن حكومة نتنياهو راضية، في الحقيقة، عن نتيجة هذه الجولة الأخيرة من القتال. فـ«حماس» لم تدمر، لكنها، في نظر إسرائيل، دُجنت وتقلدت دور «الشرطي» الذي يضمن السيطرة على المجموعات الأكثر تشدداً في غزة. وهذا وضع تستطيع اسرائيل التعايش معه.
والواقع أنه منذ الأيام الأولى للاحتلال، كانت إسرائيل تنظر إلى غزة باعتبارها عبئاً ستكون سعيدة جداً بالتخلص منه وإزاحته عن كاهلها. وعندما بادر رئيس وزراء إسرائيل حينها آرييل شارون بـ«الانسحاب» من غزة بشكل أحادي، رفض التفاوض حول عملية تسليم منظمة حتى لا يقوي دور السلطة الفلسطينية. فقام بإجلاء المستوطنين المثيرين للشغب من القطاع غير المرغوب فيه، في وقت حافظ فيه على سيطرة خارجية شبه كاملة على المنطقة. وفي الأعوام التي تلت ذلك، لم يكن من المبالغة وصف غزة بأنها بمثابة سجن كبير في الهواء الطلق.
وكان من نتائج ذلك سيطرة «حماس» على القطاع، وحفر الأنفاق الذي أدى إلى تطور اقتصاد قائم على تهريب السلع وتوريد الأسلحة ـ إضافة إلى الحروب الثلاث بين «حماس» وإسرائيل التي تلت ذلك في 2006 و2008/2009 والحرب الأخيرة التي انتهت الأسبوع الماضي.
وعلى رغم خطابها المتشدد، إلا ان «حماس» أيضا تبدو راضية عن النتيجة التي انتهت إليها الحرب. ذلك أنها حصلت على اعتراف دولي، وبات يُنظر إليها اليوم باعتبارها «السلطة» الفعلية في غزة، حيث تتولى دوراً لا يختلف عن ذلك الذي تقوم به منافستها في الضفة الغربية، السلطة الفلسطينية في رام الله.
والثمن الوحيد الذي طُلب من إسرائيل دفعه هو الإحجام عن مزيد من الاغتيالات لزعماء «حماس» والوعد بأن تناقش مع مصر في المستقبل نظاماً قد يخفف القيود على تدفق السلع عبر الحدود إلى قطاع غزة الفقير. وهكذا، تأمل إسرائيل الآن أن تكون كسبت على الأقل بعض السنوات من السلام النسبي على حدودها الجنوبية.
وإذا كانت إسرائيل لم تنوِ أبدا «القضاء على حماس»، فماذا عن الادعاء أنها ترغب في العمل مع الزعماء الفلسطينيين «المعتدلين» من أجل «التفاوض حول السلام»؟ الواقع أن هذا يمثل ايضا لياً واضحاً لعنق الحقيقة. ذلك أنه وسط حرب غزة، أعلنت إسرائيل عن بناء المئات من الوحدات السكنية الجديدة في الأراضي المحتلة، إضافة إلى تجديد تهديداتها للسلطة الفلسطينية في حال مضى رئيسها محمود عباس قدماً في مخططه الرامي إلى السعي وراء الحصول على اعتراف محدود من الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر.
والواضح منذ وقت طويل هو أن قبول رئيس نتنياهو بـ«حل الدولتين» وعرضه «التفاوض دون شروط مسبقة» كانا مجرد مناورة خداعة هدفها الإبقاء على الأميركيين بعيداً. ويمكن القول إنه نجح في ذلك إلى حد ما، غير ان ما تجاهله أنصار إسرائيل هو «الشروط المسبقة» التي يطرحها نتنياهو نفسه: إنه لن يتنازل أبداً عن القدس الشرقية المحتلة أو المنطقة المهمة من الضفة الغربية التي قامت إسرائيل بضمها إلى ما تسميه «القدس الكبرى»، وإلحاحه على الحفاظ بشكل كامل على سيطرة إسرائيل على المستوطنات الكبرى وشبكة الطرق الرابطة بينها المخصصة «لليهود فقط» التي بنتها إسرائيل في الضفة الغربية، والتي تقول إنها مهمة وضرورية لأمنها. وكلها شروط تجعل من المفاوضات والسلام أمراً مستحيلاً.
إن هدف نتنياهو ليس سلاماً دائماً يقوم على حل الدولتين، إذ يبدو أنه لم يتخل يوماً عن الهدف الصهيوني المتمثل في «اسرائيل الكبرى» على حساب شعب فلسطيني مسالم ومستقل ذاتياً يراد منه أن يذعن لإملاءات إسرائيل. وقد بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك، حسبما يعتقد. فهو يرى أن الفلسطينيين (والمجتمع الدولي) أخضعوا بما يكفي حتى يسمحوا باستمرار توسيع المستوطنات. كما أن مناطق السلطة الفلسطينية باتت اليوم تحفظ نظام نفسها ذاتياً، ومعتمدة على المساعدات الدولية، ومهددة بفقدان بعض الدعم المالي، في حال قررت التحدي والمضي قدماً في السعي وراء اعتراف أممي. واليوم، قد تكون غزة دُجنت أيضاً. وستتولى ضبط النظام فيها «حماس»، وهي أيضا تعتمد ماليا على رعاة دوليين، حيث حلت قطر وتركيا ومصر الأكثر اعتدالا محل إيران وسوريا.
وإسرائيل تنظر إلى هذه التطورات باعتبارها مكاسب على المدى القصير، إلا أنها «مكاسب» وهمية وغير مستدامة، وذلك لأن تقوية «حماس»، والعمل في الوقت نفسه على إضعاف شرعية السلطة الفلسطينية هو، في أفضل الأحوال، استراتيجية خاطئة. فـ«حماس» تراهن على الوقت ـ وإيديولوجيتها لم تتغير. كما ان إضعاف السلطة الفلسطينية لا يؤدي إلا إلى نزع الشرعية عن الشريك الحقيقي الوحيد في مفاوضات السلام وتهميشه. وقد احتج الفلسطينيون في الضفة الغربية على تدهور وضعهم الاقتصادي وسلبية السلطة الفلسطينية، خلال العدوان الاسرائيلي على غزة. ويضاف إلى ذلك الإذلال الذي يسببه سلوك إسرائيل المتحدي في وقت تواصل فيه إحكام قبضتها على الأراضي المحتلة، ويزداد فيه وضع السلطة الفلسطينية الهش وضوحاً على نحو مؤلم.

 

عرفات والتسميم السياسي!
النهار...بقلم انطـوان شلحـت - عكـا

 

ملابسات موت ياسر عرفات عادت إلى الواجهة هذا الأسبوع، مع عملية فتح ضريحه في رام الله، بغية أخذ عينات من رفاته للتحقيق في أسباب الوفاة، باشتراك فريق خبراء أجانب من سويسرا وفرنسا وروسيا، وفريق طبي فلسطيني.
وقال رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية الخاصة باستشهاده إن اللجنة تسعى للحصول على دليل اغتياله، حتى تستطيع محاكمة قتلته. وأضاف: "إننا نملك أدلة وقرائن، وتصريحات القادة الإسرائيليين بضرورة التخلص منه، ولكن نحتاج إلى دليل على ذلك حتى نذهب إلى محكمة الجنايات الدولية". وأشار إلى أن نتائج الفحوصات ستكون جاهزة بعد ثلاثة أشهر.
ورغم أن إسرائيل ما زالت تبعد الشبهة عن نفسها، إلا إنه بالتزامن مع وفاة عرفات عام 2004، نشر محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هآرتس" يوسي ميلمان تحقيقًا صحافيًا مطولاً، أشار في سياقه إلى أن المؤسسة الأمنية تفرض عبر الرقابة العسكرية تعتيما مطلقا على نشاط أجهزتها في كل ما يتعلق بمجال "تسميم الخصوم"، وأن كل ما هو معروف أو مسموح نشره في هذا الشأن يصل من مصادر أجنبية فقط.
ووفقًا لهذه المصادر، أقام خبراء وعلماء في إسرائيل علاقات وثيقة مع الدكتور ووتر باسون، من جنوب إفريقيا، الذي يرجع إليه "الفضل" في جعل بلده، إبان فترة نظام الأبارتهايد، يحل مكان الولايات المتحدة في جبهة تطوير السموم، بل يتفوّق عليها.
 

●●●
 

كما أن إسرائيل تملك مركز أبحاث في ميادين الحرب الكيميائية والبيولوجية يقع في المعهد البيولوجي في نس تسيونا (بالقرب من تل أبيب). وهذا المعهد هو أحد المؤسسات الأشد سرية، رغم أن بعض الأبحاث التي جرت فيه، وخصوصا تلك المتعلقة بجوانب طبية، نُشر على الملأ. وهو يتبع مباشرة لرئاسة الحكومة وليس لوزارة الصحة، وتقع المسؤولية عن أمن المعلومات فيه، وعن حراسته، على عاتق المسؤول عن الأمن في المؤسسة الأمنية.
وبحسب هذا المحلل، فإن حالة تسميم واحدة لم يُشكَّك في مسؤولية إسرائيل عنها، هي حالة زعيم "حماس" خالد مشعل، التي وقعت في الأردن عام 1997، نظرًا إلى أنه تم ضبط الشخصين اللذين قاما بها متلبسين بالجرم المشهود، وتبين أنهما مبعوثان من جهاز "الموساد".
 

●●●
 

وقد اعترف داني ياتوم، الذي كان رئيس "الموساد" في ذلك الوقت، في سياق التحقيق الصحافي نفسه، بأن سبب اللجوء إلى السم يعود إلى "الحرص" على عدم ترك "جثة مع ثقب في الرأس"، بحيث يعلم الجميع أن هذه عملية اغتيال مدبّرة!

 


المصدر: مصادر مختلفة

Iran: Death of a President….....

 الأربعاء 22 أيار 2024 - 11:01 ص

Iran: Death of a President…..... A helicopter crash on 19 May killed Iranian President Ebrahim Ra… تتمة »

عدد الزيارات: 157,764,847

عدد الزوار: 7,079,060

المتواجدون الآن: 77