جعجع: آلة القتل متمركزة في الحكومة ولذا يجب إسقاطها

على أهمية الدلالات التي حملتها زيارة نائبة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى اليزابيت جونز لبيروت في هذا التوقيت وجولتها على المسؤولين الكبار وزعماء سياسيين في الأكثرية والمعارضة، لم تقلل هذه الزيارة حجم التعقيدات المتفاقمة للأزمة السياسية المفتوحة التي شهدت أمس تطورات إضافية دللت على حدة المأزق.
ففي حين ادرجت سلة المقررات الكثيفة والتشكيلات الديبلوماسية التي اتخذها مجلس الوزراء في جلسته الماراتونية، في اطار رد حكومي هجومي على اعلان المواجهة الشاملة الذي صدر عن اجتماع المعارضة في بيت الوسط مساء الثلثاء، رسمت صورة الاجتماع "المبتور" لهيئة مكتب مجلس النواب ورؤساء اللجان ومقرريها في غياب نواب 14 آذار أمس ملامح المرحلة المأزومة الجديدة من الأزمة مع وضع المعارضة قرار المقاطعة موضع التنفيذ.
وحرصت جونز على ابلاغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان تقدير الادارة الاميركية "للجهود التي يبذلها في سبيل الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني ودعوته الى الحوار من أجل حل المشاكل والخلافات القائمة بين الأفرقاء ضمن احترام الأصول التي تقتضيها ممارسة الديموقراطية"، مبرزة أهمية تجنب أي فراغ في الظروف الراهنة. وبعدما جالت نهاراً على الرؤساء سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي وأمين الجميل، التقت جونز مساء في بيت الوسط وفداً من قوى 14 آذار ضم الرئيس فؤاد السنيورة والنواب مروان حماده وأنطوان زهرا وسامي الجميل الى نادر الحريري ومحمد شطح وغطاس خوري.
وشرح وفد 14 آذار للمسؤولة الأميركية موقفه من آخر التطورات في ضوء البيان الذي صدر عن قوى 14 آذار مساء الثلثاء. واستكمل البحث الى مائدة عشاء.
وفي المعلومات التي توافرت لـ"النهار" عن مجمل لقاءات جونز في اليوم الأول من زيارتها انها شرحت دوافع الموقف الاميركي في تحذيره من الفراغ، مشددة على اهمية انتظام عمل المؤسسات في هذه الظروف الدقيقة التي تجتازها المنطقة وحماية لبنان من انعكاساتها عليه. غير انها أكدت أن هذا الموقف لا يعني ان بلادها هي مع الحكومة الحالية التي لـ"حزب الله" تأثير قوي عليها بما يعنيه من امتداد لخطر ايران الاقليمي. وأوضحت ان الادارة الاميركية تدعم الرئيس سليمان الذي يحاول ان ينتج حكومة جديدة. كما لمحت الى انها تعول على لقائها اليوم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. وأفادت المعلومات أن جونز كررت "اننا لسنا مع هذه الحكومة بل مع الاسراع في الاجراءات" للاتفاق على تغييرها، كما لمحت التي تحبيذها اشراك الرئيس ميقاتي في مشاورات الحل الجارية.

 

أما في ما يتعلق بجلسة مجلس الوزراء، فلم تغب عن مناقشاتها تعقيدات الأزمة السياسية، كما أن ئواح المحاصصة في التشكيلات الديبلوماسية عكرت على الحكومة "عرض العضلات" الذي أرادت أن تطل به في وجه معارضيها. فعلى رغم "استحسان" معظم الوزراء صدور التشكيلات الديبلوماسية الاولى من نوعها منذ ست سنوات، سارع وزراء "جبهة النضال الوطني" الثلاثة الى تسجيل تحفظهم عن هذه التعيينات التي حصلت من خارج الملاك وشملت خمسة سفراء معينين. ومع ان هذا التحفظ كان عن الشكل، فانه عكس اعتراضا على المضمون والتوقيت في تشكيلات تحمل محاصصة وتشكل تحديا واستفزازا للفريق الآخر المطالب برحيل الحكومة.
وعلمت "النهار" أن النقاش في شأن التعيينات الخمسة من خارج الملاك أخذ حيزا واسعا وطاول أسماء السفراء المعينين وهم الياس لبس المحسوب على "المردة" وانطونيو عنداري وخليل كرم المحسوبين على رئيس الجمهورية وخضر حلوة ومصطفى أديب مدير مكتب رئيس الحكومة المحسوبين على الرئيس ميقاتي. وسقطت أسماء كانت مرشحة بفعل هذا الخلاف.
كما أقر مجلس الوزراء جدول أعمال من 90 بندا من أبرزها نقل مبلغ بقيمة 100 مليون ليرة من احتياط سلفة الخزينة الى وزارة العدل لتغطية نفقات مترتبة جراء اعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
أما في الجانب المتعلق بالازمة السياسية، فأكد الرئيس سليمان في الجلسة انه "لم يجر استشارات نيابية في شأن تشكيل حكومة جديدة ولم يتم تجاوز الدستور، لكن بعض زواره طالبوا باسقاط الحكومة". وقال: “لا نقفل باب الحوار أمام أي طرح، غير ان الدور الذي سأقوم به ان كانت ستتغير الحكومة، وهذا الامر ليس مرفوضا، ليكن نحو الافضل أي الوحدة الوطنية". وأعرب عن أمله في "عقد الحوار دون ربطه بأي شرط آخر".
ورد ميقاتي بدوره على مطالبة المعارضة بإسقاط الحكومة قائلا: "نحن لسنا ممن يديرون ظهورهم لمطالب المعارضة اذا كانت محقة ومن هذا المنطلق أجدد دعوتي الصادقة للجميع الى التلاقي والتفاهم على الخطوات التي تحفظ وطننا وتبعد عنه شبح الفراغ الذي يدفع البعض في اتجاهه".

 

في غضون ذلك، أطلق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مواقف متشددة من الحكومة، فدعا الى "وقف آلة القتل التي عادت الى حركتها منذ سبعة أشهر"، معتبرا ان "هذه الآلة متمركزة في الحكومة. ولذا يجب اسقاطها لأنه حان وقت عدم ارتداء الكفوف بعد الآن وقول الامور كما هي". ولفت في حديث الى  "تلفزيون المستقبل" مساء أمس الى ان "الحل يكون في تشكيل حكومة تكنوقراط". وأوضح "أننا نسقط الحكومة لأن اكثريتها من فريق 8 آذار المسؤول بشكل ما عن الاغتيالات". وأضاف: "ان فريق 14 آذار يتعرض لعمليات قتل منهجية يظهر ان وراءها مجموعات كبيرة ومنظمات مسلحة لديها أجنحة أمنية... وثمة في البلد متآمر ويغطى فلمَ نخبئ ذلك؟".

هي مفاجأة سارة، هذا أفضل ما يمكنني أن أصف به رد فعلي عندما تلقيت خبر نيل الاتحاد الأوروبي جائزة نوبل للسلام. ولم يفت معنى الجائزة بالتأكيد الكثير من شركائنا اللبنانيين الذين قدموا لنا التهنئة، في إقرار منهم بالقوة التحويلية للاتحاد.
لقد حقق الاتحاد الأوروبي السلام والأمن والديموقراطية والحرية لسكانه الذين يقارب عددهم اليوم خمسمئة مليون نسمة. ويبرز هذا الرقم المذهل بوضوح التحول اللافت لقارتنا التي انتقلت من قارة للحرب إلى قارة للسلام. وهذا ثمرة عقود من العمل المتناسق في الكواليس غالباً والبيروقراطي أحياناً. لقد بنينا الثقة وأبرمنا الاتفاقات وأنتجنا هدفاً مشتركاً من تنوعنا.
لقد شهد الاتحاد لحظات تغيير استثنائية. ففي الستينات من القرن الماضي قامت المؤسسات الأوروبية، وفي السبعينات والثمانينات حصلت التحولات الديموقراطية في جنوب أوروبا ووسطها وشرقها، وفي التسعينات تم إطلاق الأورو، وفي السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين حصل التوسع الكبير، وهي عملية مستمرة مع انضمام كرواتيا سنة 2013.
والمشروع الأوروبي فريد من نوعه، إذ يبقى على رغم تحدياته الداخلية وأزماته الظرفية مصدر توق ووحي لمن هم خارج حدوده، أي للدول التي تسعى إلى الانضمام إليه والشعوب التي تسعى إلى العيش فيه.
لكن المشروع عبارة عن عمل دائم التقدم، إذ تبقى الكثير من الأمور التي يجب إتمامها. فعلى الصعيد الداخلي، يعني هذا ضمان تمتع مواطني الاتحاد بحس مسؤولية أكبر حيال المشروع وإمكان تلمسهم جميعاً لمنافعه. أما على الصعيد الخارجي، فهذا يعني بذل المزيد من الجهود لتعزيز السلام والأمن والازدهار في العالم. وليس ثمة  شك في أن جائزة نوبل تساعدنا في مواجهة تحديات ضخمة من هذا القبيل.
وعندما يُقال إن "غياب الأخبار يعني أخباراً جيدة"، فالمعنى الفعلي هو أن "الأخبار الجيدة ليست بالأمر الجديد". فهناك الكثير من الأخبار الجيدة عن الاتحاد الأوروبي التي تبقيها وسائل الإعلام أحياناً طي الكتمان. وحتى اليوم، على الأقل، هناك ما يكفي من الأخبار السيئة لإبقاء العناوين مدوية عن فشل أوروبا في هذا الأمر أو ذاك. لكننا نعلم أن الفشل الذي يراه الآخرون هو نتيجة توقعات طموحة شجعناها. وبعد نيل الجائزة، من الطبيعي أن تكون التوقعات أعلى. في الواقع، كان مضمون أحد ردود الفعل الأولى التي تلقيتها في لبنان هو أن "على الاتحاد الأوروبي أن يضع الآن حداً للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي". وقال آخرون إن "الوقت حان لإقناع الإيرانيين بوقف تخصيب الأورانيوم". ولاحت توقعات أخرى في الأفق تناولت حل الأزمة المروعة في سوريا المجاورة. ما من شك في أننا مستعدون للمساعدة حيث أمكن، لكن القليل يمكن فعله في غياب اهتمام واضح من أولئك المعنيين بإيجاد حل دائم. في الحقيقة، يبدو بعض الأطراف مصممين على المحافظة على مصالحهم الخاصة اياً كان الثمن، منصبين أنفسهم لاعبين في لعبة فيها غالب ومغلوب.
ربما هي لحظة قد تتوقعون فيها مني استخلاص الدروس للبنان. لكن المواطنين اللبنانيين يعرفون أكثر من أي كان ما هي هذه الدروس. فليس من مهمة أوروبا أن تملي حلاً، ولكن من المهم التذكير بأن هناك وضعاً يعود بالفائدة على جميع الأطراف، وبأنه يمكن تعزيز وحدة هدف من دون إثارة الشك أو السلبية. فكما تعلمنا، لا يمكن تحقيق السلام بصورة تلقائية، بل إن السلام خيار واعٍ وموزون. ونحن نعلم أن ثمن النزاع عالٍ، لكن قيمة التوافق أعلى. في الواقع، يمكن بناء الوحدة من خلال التنوع والمسيرة تكتسب زخماً عندما يشارك الجميع فيها. وفي إمكان لبنان أن يبقى ذلك المثال الفريد للتعايش والاعتدال والانفتاح والحرية في المنطقة. غير أن هذه الإنجازات تبقى في نهاية المطاف حقاً وامتيازاً محصوراً باللبنانيين.
لقد أصبنا جميعاً بصدمة كبيرة جراء الاغتيال الوحشي للواء الحسن. وقد كنت في بروكسل أناقش مسألة الوقاية من الأزمات مع بعض من يعرفون لبنان جيداً، عندما سمعنا خبر الاعتداء. لقد كان الأمر مروعاً لأنه يعيد ذكريات الحرب الأهلية والاغتيالات التي حصلت في الفترة الماضية الأقرب وفظائعها واضطراباتها. وينسى الكثيرون تقدير قيمة ما تم إنجازه في لبنان منذ ذلك الحين. كما أن ما حصل أعاد الشبح القبيح للتفكك والخصام والانتقام، وهي أمور تساهم كلها في التطرف والكراهية.
يدرك الأوروبيون تمام الإدراك أين يمكن أن تؤدي هذه المشاعر. والسبيل الوحيد لتجاوزها هو من خلال إرادة المحافظة على الهدوء والتزامها والتفكير قبل الكلام. فالكلام يكون مفيداً فقط عندما تكون الأفكار مرتبة بشكل مناسب، أي من خلال حوار منظم، أي حوار وطني، والعودة إلى القواعد الأساسية للتواصل، والدخول في حديث حقيقي. إنها صيغة تجمع الخصوم وتجعلهم يتفاعلون مباشرة في ما بينهم وليس من خلال هواتفهم الذكية وأجهزة الكومبيوتر وشاشات التلفزيون.
يتشاور الرئيس سليمان حالياً مع جميع الأطراف، وهو في حاجة الى كل الدعم الممكن من أجل جمع الأطراف معاً للتأكد من عدم وجود مساحة لمزيد من العنف. وهو قادر على ذلك، والشعب اللبناني قادر على ذلك، كما كان الأوروبيون قادرين على ذلك في الخمسينات من القرن الماضي. لذلك فإن الأوان لم يفت بعد، ويتعين على أوروبا اليوم، تماماً كما كانت الحال بعد الحرب، أن تواجه أكثر أزماتنا الحالية. كما يتعين على الشعب اللبناني اليوم، تماماً كما كانت الحال بعد حربه، أن يمكّن لبنان من التوصل إلى سلام دائم.

■ السفيرة أنجلينا إيخهورست هي رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان منذ كانون الثاني 2011.

أكدت نائبة وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى اليزابيت جونز اهمية استمرار عمل المؤسسات وتجنب الفراغ، وأبلغت الى المسؤولين الذين التقتهم امس ان بلادها أعدت برنامج مساعدات للدول التي تؤوي نازحين سوريين.
استهلت جونز زيارتها على رأس وفد مرافق من القصر الجمهوري في بعبدا، حيث استقبلها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في حضور السفيرة الاميركية مورا كونيللي. ونقلت الى رئيس الجمهورية تقدير الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون "للجهود التي يبذلها في سبيل الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني ودعوته الى الحوار من اجل حلّ المشكلات والخلافات بين الافرقاء على الساحة من ضمن احترام الاصول التي تقتضيها ممارسة الديموقراطية".
وأكدت المسؤولة الاميركية أهمية استمرار عمل المؤسسات وتجنبّ وقوع الساحة اللبنانية في اي فراغ خصوصاً في الظروف الراهنة في المنطقة، "منعاً لأي انعكاسات سلبية على الداخل اللبناني".
وابلغت جونز الى رئيس الجمهورية قرار وزارة الدفاع الاميركية استئناف برنامج المساعدات العسكرية للجيش اللبناني بما يمكنه من القيام بدوره في حفظ الامن والاستقرار والسلم الاهلي. ولفتت الى ان بلادها اعدت برنامج مساعدات للدول التي تؤوي النازحين السوريين من خلال المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. من جهته، رحب سليمان بالمسؤولة الاميركية والوفد المرافق، مشيراً الى ان "الجهود تتركز على الاستقرار الامني والسياسي وتجنيب لبنان اي تداعيات سلبية على الداخل من اجل ابقائه ضمن دائرة السلم والامان".
وزارت جونز رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا وعرضت معهما الاوضاع في لبنان والمنطقة. كذلك زارت بكفيا والتقت رئيس الكتائب الرئيس امين الجميّل الذي صرح: "ان الاستقرار السياسي والأمني اولوية مطلقة، لكنه مستحيل مع هذه الحكومة المتخصصة بتأجيج الوضع واستحداث شرخ عمودي وفرز حاد بين القوى السياسية والشعبية. نحن بحاجة الى استقرار حقيقي غير مزيف، كفيل بوقف موجة التعديات التي تطول الوطن والمواطن والمؤسسات على حد سواء، وهذا بدا واضحاً من خلال القلق الذي يساور القطاع الاقتصادي، اضافة الى خروج الرساميل وهروب الاستثمارات. ان قوى 14 آذار قررت في وثيقتها السياسية الخطوات الاولى والاساسية التي تجعل استقالة الحكومة لا بدّ منها، على أن يصار الى استخدام كل الوسائل الديموقراطية لاسقاطها وتشكيل حكومة جديدة تمثل النسيج اللبناني".
وعن دعوة وثيقة 14 آذار الى مقاطعة هيئة الحوار برئاسة رئيس الجمهورية، قال الجميّل: "ليس في الوثيقة أي دعوة من هذا النوع، لكن سنعمل تحت سقف القانون لتغيير الحكومة التي أصبحت خطراً داهماً على البلاد على كل المستويات السياسية والامنية والاقتصادية"، مؤكداً "وحدة موقف 14 آذار وصولاً الى تشكيل حكومة انقاذية قادرة على تحصين الساحة الداخلية".
ومن المتوقع ان تزور جونز عددا من اركان قيادات قوى الرابع عشر من آذار للتشاور معهم في تطورات المرحلة.

أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه نتجت من الانفجار الذي وقع في الاشرفية أجواء سلبية على المستوى الوطني سياسياً وأمنياً، وباشر مشاورات لعقد جلسة طارئة لهيئة الحوار الوطني لمناقشة الوضع المستجد ولمعالجة انعكاسات الجريمة.
عقد مجلس الوزراء جلسة في قصر بعبدا أمس، شدد خلالها سليمان على ضرورة متابعة الحادث بدينامية أكبر بإشراف رئيس الحكومة والوزراء، لفت الى أن "الأصول الديموقراطية تنص على شروط لاسقاط الحكومات"، مؤكداً أنه لم يتم تجاوز الدستور، لكن بعض زواره بحثوا في الشأن الحكومي عند دعوته إياهم الى عقد طاولة الحوار، طالبين إسقاط الحكومة أولاً.
ونوّه رئيس الجمهورية "بالدور الذي قامت به الأجهزة الأمنية والعسكرية لحفظ الأمن في البلاد وبث أجواء الطمأنينة والثقة بين المواطنين، وبإحباط الجيش وقوى الأمن محاولة اقتحام السرايا".

 

بعد الجلسة، أذاع وزير الاعلام وليد الداعوق معلومات رسمية جاء فيها: "افتتح فخامة الرئيس الجلسة بالاشارة الى تزامن عيد الأضحى المبارك هذا العام مع أحداث أليمة حصلت في لبنان، مع استمرار العنف والدمار وسقوط الضحايا في سوريا، وطلب الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والرأفة للمشردين والمنكوبين، مثنياً على المبادرات الفردية التي حصلت باتجاه هؤلاء الضحايا والمنكوبين، وعلى الدور الذي اضطلع به الوزراء والمؤسسات.
وقال فخامته: كذلك برزت مجدداً قضية مبنى فسوح، وتمت متابعة الأمر وقامت وزارة المال بتحويل الاعتمادات اللازمة الى هيئة الاغاثة لدفع التعويضات.
أضاف فخامة الرئيس انه نتجت من الانفجار أجواء سلبية على المستوى الوطني سياسياً وأمنياً، كما على المناخ العام في البلاد، لافتاً الى انه باشر مشاورات لعقد جلسة طارئة او استثنائية لهيئة الحوار الوطني. وقال: من المؤكد انني لم أجر استشارات نيابية أو في شأن تشكيل حكومة جديدة. انا اتشاور في انعكاسات الجريمة التي وقعت وكيفية معالجتها.
وأشار فخامة الرئيس الى أن الأصول الديموقراطية تنص على شروط لاسقاط الحكومات، مؤكداً انه لم يتم تجاوز الدستور لكن بعض زواره بحثوا في الشأن الحكومي عند دعوته إياهم لعقد طاولة الحوار طالبين اسقاط الحكومة أولاً ما يعني انهم هم من يطرح الموضوع الحكومي (...)".
وأضاف الداعوق: "ثم تحدث دولة رئيس مجلس الوزراء فقال: تنعقد جلستنا اليوم وسط تصاعد الحملات على الحكومة لأسباب لم تعد خافية على أحد، وهي حملات لم تتوقف منذ تشكيل الحكومة، علماً اننا في مرحلة التكليف مددنا اليد الى كل الأطراف للمشاركة معاً في حكومة واحدة، لكن هذه الأطراف هي التي رفضت المشاركة لأسباب معروفة (...) اؤكد ان الرد على كل حملات التجني والافتراء هو بتفعيل العمل الحكومي وتحصينه، وليس بالتساجل عبر وسائل الاعلام، لان الاكثرية الساحقة من اللبنانيين ملت من الخلافات وبات هاجسها الاوحد الحفاظ على امنها وتأمين قوتها ومقومات العيش اللائق. من هنا ادعو جميع الوزراء الى تفعيل انتاجية وزاراتهم وانجاز الملفات الاساسية تمهيدا لعرضها على مجلس الوزراء واقرارها.
وقال دولته: نحن لسنا ممن ندير ظهورنا الى مطالب المعارضة اذا كانت محقة وكأن شيئا لم يكن، بل نحن على اقتناع بأن ما يصيب قسما من اللبنانيين يصيب جميع اللبنانيين. من هذا المنطلق اجدد دعوتي الصادقة للجميع للتلاقي والتفاهم على الخطوات التي تحفظ وطننا وتبعد عنه شبح الفراغ الذي يدفع البعض في اتجاهه (...).
ومن ابرز القرارات المتخذة:
- اجراء مناقلات وترفيعات في السلك الخارجي تشمل الفئتين الاولى (سفير) والثانية (مستشار بلقب سفير) ومن الخارج الى الادارة ومن الادارة الى الخارج ومن الخارج الى الخارج، وتعيين سفراء من خارج الملاك وتعيينهم في الخارج وقد تم تعيين السفير وفيق رحيمة امينا عاما لوزارة الخارجية والمغتربين، والسفير شربل وهبه مدير الشؤون السياسية والقنصلية، السفير عفيف ايوب مدير المنظمات الدولية والمؤتمرات والعلاقات الثقافية، السفير ميشال حداد مدير الشؤون الادارية والمالية، السفير غسان عبد الساتر مدير الرموز، المستشارة ايمان يونس مديرة المحفوظات. وتم ترفيع 27 ديبلوماسيا من الفئة الثانية الى الاولى (رتبة سفير) وتم الاستحصال على موافقة مجلس الخدمة المدنية على هذه الترفيعات والتعيينات.
- الموافقة على مشروع قانون تعديل نظام التقاعد والصرف من الخدمة بحيث لا يجوز ان يقل المعاش التقاعدي عن الحد الادنى الرسمي للاجور.
- الموافقة على تعديل بعض اعتمادات الدفع في قوانين البرامج في مشروع موازنة 2012.
- الموافقة على عرض مجلس الانماء والاعمار تسديد القرض الصيني بموجب صادرات لبنانية.
- الموافقة على اعطاء مساهمة مالية للاتحاد العمالي العام.
- الموافقة لوزارة الصحة تجديد الاجازة لشراء الادوية والمواد المخبرية والمستلزمات الطبية بموجب اتفاقيات رضائية.
- الموافقة على طلب وزارة الاتصالات اعطاء هيئة اوجيرو سلفة خزينة بقيمة 40 مليار ليرة لتسديد الكلفة الفعلية التي تتكبدها الهيئة لتنفيذ مهامها وسلفة خزينة بقيمة 70 مليار ليرة لبنانية لتغطية نفقات رواتب واجور وتعويضات.
- الموافقة على تمديد مهلة تنفيذ اتفاقية التمويل الموقعة مع الحكومة الفرنسية العائدة لمشروع تعزيز الامن والسلامة في مطار رفيق الحريري الدولي (...)
ودعا ميقاتي مجلس الوزراء الى جلسة الاربعاء المقبل في 7 تشرين الثاني.

عقد في مقر الرابطة المارونية اجتماع مساء أمس، ضمّ رئيس الرابطة جوزف طربيه والرئيسين السابقين ميشال اده وارنست كرم وأعضاء المجلس التنفيذي، والنائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وأعضاء اللجنة المنبثقة من الاجتماع المسيحي في بكركي، المكلف درس قانون الانتخاب الوزيرين السابقين زياد بارود، ويوسف سعادة ممثلاً "تيار المردة"، والنائب الان عون ممثلاً "التيار الوطني الحر" والنائب سامر سعادة ممثلاً حزب الكتائب.
إفتتح طربيه الاجتماع بكلمة جاء فيها: "يؤلمنا أن تبقى القوى المسيحية عاجزة عن الاتفاق على مشروع جديد لقانون الانتخاب. إن بكركي ومجلس المطارنة، والمؤسسات المارونية، بل الرأي العام المسيحي على تعددّ مذاهبه وتنوعها، يدفعون في اتجاه تقريب وجهات النظر في هذا الموضوع الفائق الأهمية (...).
واستمحيكم عذراً إذا صارحتكم القول بأن لا عذر للاحزاب والقوى المسيحية في العجز عن الاتفاق على مشروع قانون للانتخاب، يضمن صحة التمثيل ويحول دون العودة الى قانون 1960 السيئ الذكر. إننا نريد قانوناً يتيح تمثيل أوسع مروحة من اللبنانيين، ولا يكون مفصّلاً على مقاس هذا أو ذاك. أطلقوا عليه ما شئتم من التسميّات، فالمهم أن يكون عادلاً ومتوازناً فعلياً لا شكلياً، محترماً للمناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين، يفتح النوافذ على مرحلة استقرار تطول وتؤسس لبناء الدولة العادلة، وإذا جاءت ولادته مشوبة بالتشوّه، سيعجّل الخطى نحو إطالة أمد الازمات والتوتر، وإبقاء الامور على ما هي من تردٍّ وتخبّط".
وفي بداية الاجتماع تحدث الفرزلي فنوّه بدور الرابطة المارونية، معتبراً "أن هدفها الدائم كان لمّ الشمل". وأضاف "أن قانون 1960 مرفوض من المسيحيين وأن على الجميع أن يأخذ ذلك في الاعتبار، وأن البطريرك الماروني قال بالامس على أرض المطار ثلاث مرات: لا لقانون 1960".
وقال بارود "نحن نريد قانوناً يكون مقبولاً من الناحية الدستورية، وحتى الآن عجزنا عن العثور عليه، فلا نستطيع إيصال أكثر من 34 نائباً من 64 نائباً. وعلى رغم صعوبة الازمة يجب الضغط للوصول الى قانون جديد".
وتلاه سعادة: "هناك أزمة سياسية وانقسام لكن هذا لا يعني عدم البحث في قانون الانتخاب. والمطلوب اعادة التوازن في الحياة السياسية. توازن يبقي لبنان بلد رسالة".
 وسأل عون: "هل يعقل أن يكون هناك من لا يعني له اجماع الكنيسة على رفض قانون 1960؟ يبدو أننا لا نستطيع أن نحقق خرقاً، والخرق يبدأ بأن نقدّم مصلحتنا على أي مصلحة أخرى، لأنه إذا أراد أي فريق أن يراعي حسابات حلفائه، فإنه لن يصل الى نتيجة".
ورأى سعادة "أن المشكلة القائمة مسيحية - مسيحية وعلينا أن نتفق على قانون انتخابي للسنوات الاربعين المقبلة، ومن المعيب ألا نتفق".

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "المجلس ليس لفريق 8 آذار ولا لـ 14 آذار وهو يمثل الأمة جمعاء. ولا يجوز أن نعطّل حياة اللبنانيين ومصالحهم نتيجة خلافات أو انقسامات سياسية".
تناول بري الاوضاع الراهنة. وشدد على "ضرورة تفعيل عمل اللجان النيابية واللجان المشتركة وقيامها بمهماتها ومسؤولياتها على غير صعيد.
ونقل النواب عنه أنه يتريث في دعوة الهيئة العامة للمجلس الى عقد جلسة تشريعية، وانه حريص على مشاركة كل المكونات السياسية في مثل هذه الجلسة. وأكد اهمية الحوار وفتح المجال أمام التلاقي والتوافق بين اللبنانيين، "لان السلبية لا توصل الى أي مكان".
وكان استقبل في اطار "لقاء الاربعاء" الاسبوعي، الوزير علاء الدين ترو والنواب: محمد رعد، عبد اللطيف الزين، فادي الاعور، علي خريس، علي بزي، عبدالمجيد صالح، كامل الرفاعي، اميل رحمة، نواف الموسوي، هاني قبيسي، الوليد سكرية، علي فياض، قاسم هاشم، عباس هاشم، نبيل نقولا، غازي زعيتر، علي عمار، علي المقداد، اسطفان الدويهي، حسن فضل الله، مروان فارس ونوار الساحلي.
وترأس بري الاجتماع الدوري المشترك لهيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان ومقرريها، في حضور النواب: ميشال موسى، عبد اللطيف الزين، جيلبرت زوين، حسن فضل الله، سيمون أبي رميا، ايوب حميد، أنور الخليل، نوار الساحلي، علي بزي، فريد الخازن، نعمة الله ابي نصر، علي المقداد وعاصم قانصوه، والامين العام للمجلس عدنان ضاهر، والمدير العام للجلسات رياض غنام والمدير العام محمد موسى.
بعد الاجتماع، صرّح رئيس لجنة الاعلام النائب حسن فضل الله: "هذا الاجتماع دوري لرؤساء اللجان النيابية ومقرريها وهيئة مكتب المجلس، يعقد كل اربعاء من آخر الشهر، ويدرس أموراً مجلسية تتعلق بعمل اللجان وباجتماعاتها، وبالقضايا الداخلية للمجلس. وقد اعتذر اليوم (امس) عدد من زملائنا رؤساء اللجان والمقررين بداعي السفر، مثل الزملاء ابرهيم كنعان ومحمد قباني ورياض رحال وغسان مخيبر. كما اعتذر نائب الرئيس فريد مكاري وعدد من الزملاء ورؤساء ومقررين لدواع أمنية".
أضاف: "جرى البحث في القضايا المتعلقة باجتماعات اللجان وبأهمية استمرار عمل هذه المؤسسة الام في نظامنا البرلماني، وهناك عدد من القوانين الملحة التي تتعلق بقضايا وطنية كبيرة وبقضايا تهم الناس، مثل قانون الانتخاب، وقانون الايجارات وغيرهما. وبما ان اللجان هي مطبخ المجلس، لا بد لهذا المطبخ ان يستمر في العمل، ونحكم النظام الداخلي في عملنا داخل المجلس النيابي، وهذا ما سيتم. وقد أشار دولة الرئيس بري الى ان المجلس النيابي ليس لفريق، لا لـ8 آذار ولا لـ 14 آذار، وهو يمثل الامة جمعاء، وبالتالي لا بد ان يستمر العمل في هذه المؤسسة.
وأمل "ان يعود كل الرؤساء والمقررين وهيئة مكتب المجلس، ونتمنى ايضاً لكل زملائنا النواب ان يعودوا الى مجلسهم ولجانهم لممارسة دورهم الذي على أساسه تم انتخابهم من الشعب. وهنا أود أن أشير الى ان اللجان تستمر في عملها، وكذلك اللجان المشتركة التي وفق النظام الداخلي، يدعو دولة رئيس المجلس الى عقد جلساتها، وسنوجه الدعوات الى عقد جلسات اللجان المشتركة لتناقش قانون الانتخاب أو ما يرد على جدول الأعمال".
وسئل: يقول الفريق الآخر ان هذه الطريقة سبق ان اعتمدتموها أيضاً؟
أجاب: "في السابق كان هناك ظروف لها علاقة بوضع الحكومة، ولم يعطل المجلس، فلقد كانت اللجان تجتمع، وكان يدعى الى جلسات للمجلس النيابي. كان هناك بعض القضايا الخلافية لم يكن يتم إقرارها أو مناقشتها في المجلس، لكن اللجان النيابية واللجان المشتركة لم تتعطل. والظروف الماضية لها وضعها المتعلق آنذاك بالانقسام الذي كان سائداً، ولكن اليوم الوضع مختلف تماماً.

زار رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في المختارة. وجرى، بحسب بيان، التشديد على اهمية "استمرار الاستقرار في منطقة الجبل، واعتبار ان الدولة بقواها الامنية من جيش وقوى امن داخلي ومؤسسات اخرى هي المرجع والضمان".
■ توقف المكتب السياسي لـ"حزب التوحيد" بعد اجتماعه برئاسة وهاب عند "التصعيد السياسي والتحريض المذهبي والفتنوي الذي تمارسه جماعة 14 آذار، وتهديد الامن والاستقرار واثارة الفتنة وانقلابها الفاشل على الدولة انطلاقا من جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن ومحاولة توظيفها سياسيا لاسقاط حكومة ميقاتي".
وسأل: "ما هو الرابط بين اغتيال اللواء الحسن والدعوة الى اسقاط الحكومة سوى توظيف فريق السنيورة للدم لمصلحة مشروع الانقلاب على الدولة؟".
واعتبر "ان هؤلاء يريدون دولة على قياسهم تقوم على التفريط بالسيادة والاستقلال واخضاع لبنان للوصاية الاميركية وتفجير الاستقرار الداخلي واعادة توجيه الاتهامات للمقاومة".
ودعا "جميع الاطراف الى تجاوز الحسابات الضيقة وتحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة".

حاصبيا، مرجعيون – "النهار"
خطفت قوة مشاة إسرائيلية بعد ظهر أمس الراعي اللبناني اسماعيل نبعة من شبعا، بينما كان يرعى قطيعاً من الماشية في مرتفعات جبل سدانة شمال "الخط الأزرق"، واقتادته نحو المزارع المحتلة.
وتقدم الجيش بشكوى في هذا الصدد الى قيادة "اليونيفيل" التي باشرت اتصالات بالجانب الاسرائيلي من أجل الافراج عن المخطوف.  

 

وكانت دورية اسرائيلية اشتبهت قبل الظهر بجسم غريب على الطريق الحدودية المحاذية للسياج التقني قبالة بلدة عديسة، فاستقدمت تعزيزات ونشرت عدداً من الجنود. كذلك حضرت سيارة "بيك أب" تحمل غرفة تضم أجهزة تحسّس استخدمها الجنود في الكشف على هذا الجسم. ثم عملوا على ربطه ونقله الى صندوق داخل السيارة، وغادروا بعد حوالى ساعة. وفي الجانب اللبناني، راقبت عناصر "اليونيفيل" وجنود الجيش ما جرى في الجانب الآخر. وعلم أن ثمة  تحقيقات لمعرفة ما اذا كان هذا الجسم قد رمى به أحد المارة من الجانب اللبناني، أم أنّ مصدره الداخل الاسرائيلي.

 

من جهة أخرى، عثر مواطن في أحد حقول الزيتون في جديدة مرجعيون، على صندوق حديد يحتوي على قنابل يدوية إسرائيلية قديمة، إحداها من الحجم الكبير وثلاث أخرى من الحجم الصغير. وحضرت وحدة من فوج الهندسة في الجيش ونقلتها. كذلك حضرت عناصر من قوى الأمن الداخلي للتحقيق وأخذ إفادات الأهالي.

 

كذلك عثر في خراج بلدة بليدا على جهاز مساحته 30 سنتيمتراً مربّعاً، فساد اعتقاد لوهلة أنّه جهاز تجسّس اسرائيلي. وحضر الى المكان فريق من الجيش و"اليونيفيل". وبعد الكشف عليه، تبيّن أنه جهاز لقياس الضغط والحرارة تستخدمه عادة "اليونيفيل"، ويجري إطلاقه بمسدّس خاص في الجو، وبعد إرسال المعلومات الضرورية عن الطقس، يبطل استخدامه ويسقط أرضا بواسطة مظلة.
■ ندد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب  قاسم هاشم بالإعتداء الاسرائيلي الجديد على السيادة اللبنانية، مشيراً الى انه أجرى اتصالات بوزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور وقيادة الجيش لـ"العمل من أجل اقامة مروحة واسعة من الاتصالات، للضغط على قوات الاحتلال الاسرائيلي من أجل الافراج عن الراعي  اسماعيل نبعة".

تحت شعار "من حقنا ان نعرف"، اطلقت جمعية "لنعمل من اجل المفقودين" امس حملة اعلانية واعلامية بعنوان "كفانا انتظارا، نريد ان نعرف" لتسليط الضوء على قضية المفقودين والمخفيين قسرا.
واعتبرت نائبة رئيسة الجمعية لين معلوف في بيان، ان "استمرار التعتيم على هذه القضية والتلكؤ في كشف مصير هؤلاء الضحايا، اثر سلبا وعطل حياة الالاف من الناس في لبنان". ورأت انه "فيما يمر لبنان في مرحلة اخرى من عدم الاستقرار، فإن توفير الاجابات للضحايا وأقربائهم بات امرا ملحا اكثر من اي وقت مضى، و"حان الوقت للتحرك لمعرفة مصير جميع الاشخاص المفقودين والمخفيين قسرا". واوضحت ان الحملة "تهدف الى حشد الناس حول هذه القضية واطلاق نقاش عام عن السبل الممكنة لمعالجتها، مستفيدين من تجربة دول عانت هذه المشكلة".
وتتضمن الحملة اعلانات تلفزيونية ولوحات اعلانية وحملة اعلامية في الصحف والمجلات وعلى الشبكة الاجتماعية، وستختتم بتجمع امام المتحف، الاولى والنصف بعد ظهر السبت 17 تشرين الثاني المقبل، تاريخ الذكرى السنوية للتجمع الأول لعائلات المفقودين والمخفيين قسرا في لبنان قبل ثلاثين عاما.

بسرعة لافتة، تناقل اللبنانيون مساء امس خبر اقفال فندق "متروبوليتان" من دون ان يتمكنوا من تلمس الخبر اليقين، لكنهم بدوا متعاطفين مع النبأ الذي جرى تداوله عبر رسائل نصية والمواقع الالكترونية وخصوصاً ان الفندق عاند الظروف القاهرة التي مرّ بها لبنان... ولم يقفل ابوابه رغم تلويح مالكه المستثمر الاماراتي خلف الحبتور في العام 2006 باقفاله احتجاجاً على تردي الاوضاع.
وعلمت "النهار" ان ادارة "هيلتون" الاميركية لادارة الفنادق والتي تسلمت ادارة فندقي "متروبوليتان" و"الحبتور" بموجب عقد ادارة عشية ميلاد 2011، بادرت فعلاً الى اقفال "متروبوليتان" لكن قبل نحو شهرين، من دون ان تتمكن من استيضاح الاسباب الموجبة للقرار. وقد تعذّر الاتصال بالحبتور الموجود خارج لبنان، مقر اقامته في دبي، علماً انه ليس مخولا بالتعاطي مع الادارة الجديدة والقرارات التي تتخذها على عاتقها. كذلك، تعذّر الاتصال بأي من مديري الفنادق الاجانب، لكن علم ان قرار الاقفال نفّذ فعلاً قبل شهرين وليس بالامس، وذلك بعد صمود استمر طوال ايام الازمة السياسية والامنية والاقتصادية.
ومعلوم ان الفندق افتتح في تشرين الاول 2001، وفيه 183 غرفة و20 جناحاً و5 مطاعم و9 صالات. وبلغ عدد موظفيه نحو 150 عاملاً وادارياً وفنياً. وكان من بين نزلائه عدد من رؤساء الجمهوريات بينهم رئيس اوكرانيا الذي كان الاول الذي اقام فيه خلال زيارته الى بيروت ورؤساء اليمن وروسيا وايطاليا.

عمد اهالي بلدة تل اندة وعائلة الفتى سامر النعيم (16 سنة) الموقوف في سوريا منذ 29 ايلول الماضي الى اعادة قطع الطريق الدولية التي تربط لبنان بسوريا عبر نقطة العبودية في الاتجاهين واضعين العوائق واغصان الاشجار، ونصبوا خيمة اعتصام كبيرة وسط الطريق مؤكدين اقفالها نهائيا الى حين اطلاق ابنهم، مشيرين الى أنهم لن يرضخوا لأي وساطات ومصرين على موقفهم الداعي الى الافراج عنه.
واكد احمد النعيم والد الفتى الموقوف "ان العودة الى قطع الطريق مردها الى عدم الافراج عن ابنه الموقوف ظلما في سوريا"، وقال انه كان تلقى وعدا من العميد عامر الحسن رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الشمال بأنه سيتم الافراج عن ابنه بعد ظهر امس الاربعاء وهذا الامر لم يتم. "ونحن في انتظار ذلك لم يكن امامنا من خيار سوى العودة الى اقفال الطريق الدولية التي لن يعاد فتحها ما لم يتم الافراج عن سامر".
وجدد الاهالي المعتصمون مناشدتهم المسؤولين المعنيين تعجيل الاتصالات لاطلاق ابنهم المخطوف.
وقرابة الخامسة بعد الظهر، فتحت الطريق جزئياً بعد تلقي عائلة سامر وعداً من جهات معنية بالإفراج عنه ظهر اليوم الخميس.

خيّبت موسكو الآمال التي كان يعول عليها الموفد الاممي والعربي الاخضر الابرهيمي لمساعدته على اطلاق خطته لحل الازمة السورية، وهي التي ساهمت بشكل فعال مع طهران في اقناع الحكومة السورية بالمبادرة الى اعلان وقف النار، واذ به يفاجأ خلال لقائه وزير الخارجية سيرغي لافروف اول من أمس بالموقف، نفسه، من دون تقديم اي جديد يعطي مهمته دفعاً بعد انهيار وقف النار لهدنة عيد الاضحى التي دعا اليها. وابلغه لافروف تمسك بلاده بـ"اعلان جنيف" لحل الازمة في سوريا، والتي دفعت بالموفد السابق كوفي انان الى الاستقالة لفشله في تنفيذ بنود ذلك الاعلان. ويذكر ان الاقتراح العملي الذي طرحه لافروف هو اعادة المراقبين الدوليين الى سوريا، ولكن بقرار يصدر عن مجلس الامن وبموافقة الحكومة السورية، في وقت ترى فيه ثلاث دول كبرى في المجلس، هي اميركا وفرنسا وبريطانيا، ان لا حل للازمة الا بترك الرئيس بشار الاسد سدة الرئاسة والانتقال السلس للرئاسة الى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
والسلبية التي لمسها الابرهيمي من لافروف، دفعته الى انتقاده لعدم تغييره موقفه، من دون أن يسميه، عندما قال أمامه خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده معه في مقر وزارة الخارجية انه لم يلمس أي رغبة روسية من  أجل "توحيد المجتمع الدولي" بهدف التوصل الى مخرج للازمة السورية.
ولفت مسؤولون لبنانيون يتابعون باهتمام جولة الابرهيمي، وخصوصا ما يمكن ان يحققه مع لافروف، انه للمرة الاولى يصف الحرب الدائرة في سوريا بانها "حرب اهلية".
وأشار الى ان الابرهيمي الذي اضطلع بالمهمة التي كلف القيام بها منذ 24 آب الماضي لم يضع خطة بعد لحل الازمة، وما فعله الى الآن هو تبادل الراي مع المسؤولين في سوريا ومع المعارضة ومسؤولي الدول الكبرى وبعض الدول العربية والاقليمية، وفشل في تحقيق هدنة موقتة لعيد الاضحى، لان الطرفين المتخاصمين لم يلتزما، وكل منهما اتهم الآخر بأنه كان البادىء باطلاق النار، مما ادى الى عودة الاقتتال في انماطه المنتشرة في الكثير من المناطق السورية، مع قصف جوي كثيف لحي في دمشق امس، وذلك للمرة الاولى على مواقع للمسلحين.
وسألوا ما عساه يفعل الابرهيمي بعد عجزه حتى الآن عن وضع خطة عمل لحل الازمة السورية، وحتى في هدنة العيد الذي ارادها فرصة للخصمين المتقاتلين لتمضية فترة استراحة قصيرة فلم يتجاوبا معه.
ولاحظوا ان انعكاسات المعارك في سوريا لها بعض التداعيات في لبنان، على الرغم من اتباع لبنان سياسة النأي بالنفس التي جنبت البلاد مواجهات كارثية، لكنها تلقي بثقلها في اكثر من منطقة وتخلف خللا سياسيا وامنيا ما زال تحت السيطرة، لكنه لم يلجم، ويخشى ان يكون مرشحا للتوسع مع كثرة التحذيرات الدولية، ولا سيما من الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون. ولم يخفوا تخوفهم من أن تحذيرات تلك الدول للبنان تخبىء مخططا تفجيريا يجري التحضير له، بقصف سوري للحدود البقاعية والشمالية واتهامات بتهريب السلاح من لبنان الى سوريا، وقد بلغت ذروة المخطط اغتيال رئيس شعبة المعلومات اللواء وسام الحسن.
وذكروا ان نتائج محادثات الابرهيمي في بيجينغ لم تكن أفضل مما سمعه في موسكو.

كما كان متوقعا، ارجئ الحوار الاقتصادي والاجتماعي الذي كان مقررا اليوم في السرايا، وخصوصا بعد الحركة المكثفة لرئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار في اتجاه قصر بعبدا والسرايا بغية "لملمة" الموقف الاقتصادي الذي تعرّض وان بخجل للاصطفاف السياسي الذي يحكم لبنان.

خبر ارجاء طاولة الحوار الاقتصادية والاجتماعية صدر ظهر امس عقب اللقاء بين القصار ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وابلغ الى اعضاء الهيئات الذين أبقوا على اجتماع مقرر في الرابعة عصر امس. لكن الرئيس ميقاتي استبدل طاولة الحوار الموسعة بلقاء مع الاتحاد العمالي العام، اذ يلتقي رئيسه واعضاء هيئة مكتب الاتحاد العاشرة قبل الظهر، لمناقشة الاولويات الاجتماعية والاقتصادية كما قال غصن لـ"النهار".
 شارك وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس في اجتماع السرايا، الى رئيس الهيئات عدنان القصار، رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام، نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة محمد لمع، نقيب مقاولي الاشغال العامة والبناء فؤاد الخازن والرئيس السابق لجمعية الصناعيين جاك صراف.
وفي بيان، اعلن القصار انه نقل الى الرئيس ميقاتي "هواجس الهيئات التي تصارع اليوم من اجل الاستمرار، وخصوصاً في ظل الإنكماش الاقتصادي وإقفال العديد من المؤسسات التجارية الكبرى وتسريح عشرات العمال"، موضحا ان البحث تناول ايضا طاولة الحوار الاقتصادي- الاجتماعي، "وقد نقلت الى الرئيس ميقاتي رغبة الهيئات الاقتصادية في تأجيلها الى موعد لاحق ريثما يتمكن رؤساء الهيئات وممثلوها من  اعداد اوراق العمل المطلوبة في شان تصوراتهم لكيفية انقاذ الاقتصاد الوطني، وإخراجه تاليا من حال الجمود والانكماش التي يمر فيها من جراء الاوضاع السياسية والامنية". ورأى ان الوضع لم يعد يحتمل المماطلة والتسويف، مشددا على اهمية  إنقاذ الاقتصاد وحمايته "عبر توفير الحد الأدنى من الاستقرار الامني والسياسي غير المتوافرين بعد". واكد ان الهيئات "لن تقف متفرجة إزاء ما يعانية الاقتصاد، لذا تطالب المسؤولين بالعودة الى ضميرهم والتوقف عن التراشق الكلامي وتوتير الساحة الداخلية، وتاليا اتخاذ المواقف التي من شأنها ايصال البلاد الى بر الامان، بما يساعد في تهيئة الاجواء لإستعادة الاقتصاد نشاطه وحيويته عبر الاستثمارات العربية والاجنبية وجذب الرساميل التي من شأنها تخفيف العجز والدين العام".
وكان ميقاتي تلقى رسالة من رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان ورئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، تمنى فيها السعي الى ارجاء طاولة الحوار "كي يتسنى لزملائنا رؤساء الهيئات الاقتصادية اعداد ورقة العمل المطلوبة على نحو مدروس ومعمق، ولا سيما أن الملفات المطروحة هي على درجة بالغة من الأهمية على صعيد الاقتصاد الوطني والعربي عموما".

 

وانسجاما، اكدت الاجواء التي رشحت عن اجتماع الهيئات الاقتصادية عصر امس، ترحيب الاعضاء بقرار تأجيل الاجتماع تمهيدا لاعداد اوراق كل هيئة، لتضمينها تفصيلا شاملا بالمشكلات التي تعانيها القطاعات والحلول المقترحة، "لان هدف طاولة الحوار هو طرح خطة انقاذ شاملة للاقتصاد الوطني وليس للبحث في ملفات اخرى مطروحة مثل سلسلة الرتب والرواتب والضرائب المقترحة لتمويلها، والتي للهيئات موقف واضح منها"، بحسب ما قال لـ"النهار" رئيس تجمع رجال الاعمال فؤاد زمكحل.
وعلم ان اعضاء الهيئات اكدوا حرصهم على وحدة الهيئات وقرارها الموحد، وتفهم بعضهم حصول انشقاق "بل ثمة آراء مختلفة، وهذا يؤشر الى صحة الجسم الاقتصادي وسلامته"، وفق مصادر المجتمعين التي اكدت ان ما يجمع الهيئات الاقتصادية هو اكبر من ان يفرّقها وهو انقاذ ما تبقى من اقتصاد لبنان والمطالبة بالاستقرار والامان "لان لا حوار من دونهما"، يقول زمكحل. ولفت الى ان الجميع كانوا مقتنعين بان تأجيل طاولة الحوار الاقتصادي والاجتماعي هو الافضل "لاجراء مزيد من التحضيرات"، بحسب تعبيره.
وعلم ان الهيئات اتفقت على ان يرفع القصار الى رئيس الحكومة اقتراحات بمواعيد زمنية جديدة لحوارها مع رئيس الحكومة، وتردد ان الاقتراحات تضمنت تاريخ 8 كانون الاول و12 منه كموعدين يمكن ان يصار الى اعتماد احدهما. 

رأت هيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام ان "دعوة رئيس الحكومة إلى الحوار بين أطراف الإنتاج يشكل مدخلا أساسا بغية الاستقرار الاجتماعي، ومرتكزا لحماية الاقتصاد الوطني في سياق خطة نهوض اقتصادية تقي البلاد من التداعيات الخطيرة الناجمة عن ضمور قطاعات الإنتاج وارتفاع معدلات البطالة، وزيادة نسب الفقر وضآلة التقديمات الاجتماعية وتضاعف غلاء المعيشة ومعدلات التضخم وتراجع القدرة الشرائية وذوبان الأجور وزيادة الضرائب".
ودعت الهيئة رئيس الحكومة الى "البدء فورا بجلسات الحوار الاقتصادية الاجتماعية لرسم خطة الطريق للخروج من عنق الأزمة التي تهدد الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي".
جاء ذلك اثر اجتماع هيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي برئاسة غسان غصن وحضور الأعضاء. واستنكرت "الجريمة النكراء التي أدت إلى استشهاد اللواء وسام الحسن ومرافقه المؤهل الأول أحمد الصهيوني والشهيدة جورجيت سركيسيان، اضافة إلى عشرات الجرحى وتشريد عشرات العائلات نتيجة الانفجار المروع الذي عصف في حي سكني في الأشرفية، وما تبعه من انفلات أمني خطير في عدد من المناطق، فضلا عن العاصمة بيروت".
ولفتت الهيئة في بيان الحكومة والقيادات السياسية على اختلاف مواقعها، إلى "أن الأمن السياسي والاقتصادي صنوان لا ينفصلان عن بعضهما البعض بما يشكل ضغطا على الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي"، منبهة إلى "أن تجاهل هموم المواطنين الحياتية والمعيشية تزيد الأوضاع ترديا وبؤسا، وخصوصا على أبواب فصل الشتاء حيث أسعار المحروقات وكلفة الطاقة الباهظة تثقل كاهل اللبنانيين، إضافة إلى أعباء التعليم والطبابة والاستشفاء والسكن والنقل، كذلك ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية التي دفعت نسب التضخم إلى ما يزيد عن 10,3% على المستوى السنوي، فبات 63% من اللبنانيين يواجهون صعوبات في تأمين النفقات الغذائية والضرورات الأخرى في وقت يقبع ثلث الشباب اللبناني في البطالة التي تشكل مدخلا للعوز وبؤرة للفساد والجريمة".
وجددت الهيئة "رفضها القاطع لأي زيادة على الرسوم والضرائب غير المباشرة"، وطالبت الحكومة بـ "الكف عن فرض الضرائب على محدودي الدخل والأجراء من عمال وموظفين من أجل توفير موارد للانفاق العام، غير آبهة بمزاريب الاهدار والفساد في الإدارات الحكومية، ففي حين تغض الطرف وتعفي من الضرائب حيث تكتنز الأرباح الناتجة من مضاربات الشركات العقارية والمالية، اذ ينبغي فرض الضرائب المباشرة والتصاعدية على المؤسسات والشركات والأفراد تتناسى مغتصبي الأملاك البحرية والنهرية والبرية بدل استعادتها أو استثمارها بما يحقق وفرا كافيا للخزينة يصرف على التقديمات الاجتماعية والمشاريع الإنمائية بدل توزيعه هباء على الوزراء والنواب فيضاعف مخصصاتهم بما يفوق الـ 40 مرة الحد الأدنى للأجور في حين أنها في بلد مثل فرنسا لا تتعدى 8 مرات الحد الأدنى للأجور فيها".
من جهة اخرى، يقيم الاتحاد ندوة عن "الأزمة الاقتصادية الاجتماعية وأثر المالية العامة"، التاسعة والنصف قبل ظهر الثلثاء المقبل، في مقر الاتحاد - كورنيش النهر.