قانون الانتخاب: معركة مفتوحة بين عون وجعجع و «حزب الله» يصر على تقليص نفوذ «المستقبل»....البابا للبنانيين: أرفضوا التفرقة واختاروا التعددية

الوزير عدنان منصور اقترح اجتماعاً عاجلاً لوزراء الخارجية العرب الخميس... توقع استكمال حملة اتلاف الحشيشة غداً في منطقة البقاع الشمالي

تاريخ الإضافة الثلاثاء 18 أيلول 2012 - 4:48 ص    عدد الزيارات 2483    التعليقات 0    القسم محلية

        


البابا للبنانيين: أرفضوا التفرقة واختاروا التعددية

 

الوزير عدنان منصور اقترح اجتماعاً عاجلاً لوزراء الخارجية العرب الخميس...  توقع استكمال حملة اتلاف الحشيشة غداً في منطقة البقاع الشمالي

"أصلي لله من أجل لبنان، لكي يحيا في سلام ويقاوم بشجاعة كل ما من شأنه أن يقوض هذا السلام أو يقضي عليه. وأتمنى للبنان الاستمرار في السماح بتعددية التقاليد الدينية، وألا يصغي لأصوات من يريدون منعها. أتمنى للبنان أن يعزز الشركة بين جميع سكانه، بغض النظر عن طوائفهم وأديانهم، بالرفض القاطع لكل ما قد يدفع للتفرقة، وباختيار الأخوّة بحزم.
وليكن لبنان دائما مكانا يستطيع فيه الرجال والنساء العيش معاً في تناغم وسلام بعضهم مع البعض ليعطي العالم لا الشهادة لوجود الله فحسب، بل أيضا الشركة بين البشر، أياً كانت حساسياتهم السياسية والطائفية والدينية".
بهذه الكلمات ودع البابا بينيديكتوس السادس عشر اللبنانيين في المطار مساء امس، مختتما زيارة رسمية وراعوية امتدت ثلاثة ايام التقى فيها المسؤولين السياسيين والروحيين من مختلف المذاهب والاديان، ووقع الارشاد الرسولي الخاص بسينودس الشرق الاوسط، مؤكدا ضرورة المحافظة على "التوازن اللبناني الشهير كنموذج لسكان المنطقة والعالم".
واذ دعا الى بناء السلام بين الشعوب، أشاد بمشاركة المسلمين بالترحيب به، قائلا: "العالم العربي والعالم برمته قد شاهدا في هذه الاوقات المضطربة مسيحيين ومسلمين مجتمعين للاحتفال بالسلام".
وكان البابا احيا قداسا حاشدا عند الواجهة البحرية لبيروت توافد اليه الرسميون والمؤمنون من كل المناطق، مستعيدين المشهد الكبير في استقبال سلفه الراحل البابا يوحنا بولس الثاني في العام 1997، مناقضين توقعات لحشود قليلة نظرا الى اختلاف في طبيعة الرجلين وجاذبية كليهما.
وبين محطتي القداس والوداع الرسمي في المطار، كان لقاء مسكوني جمع البابا ورؤساء الطوائف الارثوذكسية او من يمثلهم في لبنان وسوريا والاردن والعراق ومصر والاراضي المقدسة.
لكن ايام السلام الثلاثة التي عاشها لبنان مع البابا، يبدو انها لن تدوم طويلا، اذ اطل الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء امس ليدعو الى سلسلة تظاهرات تنطلق اليوم في الضاحية الجنوبية لبيروت وتتنقل بين النبطية وبنت جبيل والهرمل ومدن اخرى، احتجاجا على الفيلم المسيء الى الرسول. ودعا جامعة الدول العربية الى التحرك لاتخاذ موقف، وكذلك الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة.
وبعد نحو نصف ساعة من الخطاب، افاد مكتب وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان الاخير بصفته رئيسا لمجلس وزراء الخارجية العرب اتصل بالامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي طالبا منه اجراء الاتصالات اللازمة لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة في القاهرة للبحث في موضوع الفيلم المسيء الى الرسول الكريم، والذي يشكل عدوانا صارخا على عقيدة وايمان اكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم.
وقال منصور: "ان هذا العدوان المتمادي منذ سنوات والذي استفحل اخيرا على الديانة الاسلامية وعلى نبيها الكريم يأخذ منحى خطيرا لا بد من ان يواجه بقرارات حازمة وحاسمة حيال كل من يمس بالاديان ولا سيما الدين الاسلامي، والذي يتعرض لحملة تطاول مركزة ومتعمدة ومبرمجة وبشعة".
واقترح موعداً للاجتماع الخميس او الجمعة المقبلين.
الى ذلك، من المتوقع ان يستكمل الجيش اللبناني غدا الثلثاء الحملة التي بدأها لاتلاف الحشيشة في البقاع الشمالي، وسط اعتراض كبير بلغ حد اعداد لافتات ضد السيد حسن نصرالله تنتقد سكوته عن الحملة، وهو ما دفع قيادتي الحزب وحركة "امل" الى ابلاغ المعنيين دعمهما الكامل للحملة، مع اخذ هامش زمني للاتفاق مع مسؤولي العشائر المعترضة حقناً للدماء.
ورأى متابعون لكلمة نصرالله امس ان فيها رفعاً لمستوى الخطاب السياسي للامساك اكثر بالشارع وضمان تأمين التغطية اللازمة لتنفيذ خطوات امنية من شأنها ان تحكم سيطرة الدولة، كما حصل في قضية آل المقداد اخيرا، مع الشكوى المتزايدة لممثلي بعض العشائر البقاعية من تفلت امني لم يعد مقبولا، وتحميلهم الحزب مسؤولية الامر.
الى ذلك، من المتوقع ان يرتفع الجدل المسيحي مجددا حول قانون الانتخابات النيابية بعدما انفرط عقد لجنة بكركي عملياً، وسألت "النهار" عن محاضر الاجتماعات التي يمكن ان تكشف حقيقة المناقشات والاتفاقات، فأفادنا أحد المشاركين في الاجتماعات انه وزملاءه كانوا يدونون ملاحظات فقط، وان المحضر الرسمي في البطريركية، وان القرار لدى البطريرك الماروني اذا ما اراد كشفه.

 


 
خليل فليحان

ارتياح بابوي إلى صيغة التعايش ومتابعة للملفات من روما

 

اطمأن البابا بينيديكتوس السادس عشر الى نجاح زيارته بشقها الديني، لما لاقاه من استقبال وحفاوة من جميع ممثلي الطوائف في لبنان مسيحيين ومسلمين. وتبين له من خلال الاتصالات واللقاءات ان لبنان لم يتأثر بموجات التطرف السلفية التي كانت قائمة في بعض الدول العربية قبل "الربيع العربي" والتي اشتدّت بعده، والتي لا تزال  مستمرة في دول عربية اخرى.
وأبلغ سفراء لبنانيون كانوا معتمدين لدى الكرسي الرسولي "النهار" التي سألتهم عن الترجمة العملية للرسائل السياسية التي وجهها البابا من خلال خطبه، والتي  تشكلّ ملفات اساسية ملحة، أن العمل من اجل لبنان والمنطقة سيتكثف بعد العودة الى روما، بعدما استمع البابا مباشرة الى الهواجس الحقيقية للذين التقاهم، من رئيس الجمهورية الى كل من  رئيسي مجلس النواب والحكومة، الى المقامات الدينية.
واشاروا الى أنه إذا كان من اهداف البابا التي ركزّ عليها دعم بقاء المسيحيين في لبنان وبقية دول الشرق العربي، من سوريا الى العراق الى الاردن الى فلسطين ومصر في القارة الافريقية، فهو  وفق رجال دين على ارتباط بالوفد البابوي، غير قلق على سلامة مسيحيي لبنان وإنما لارتفاع عدد هجرة شبابهم بحثا عن اعمال، وهذا لا يمكن الفاتيكان معالجته.
اما الهدف الثاني، فهو حماية لبنان من تداعيات الأزمة السورية بانتقال عدوى الاقتتال الدائر في مدنها وبلداتها وقراها الى مناطق لبنانية.  
والهدف الثالث، هو تجنيب لبنان مواجهة عسكرية مع اسرائيل محتومة في حال هاجمت الأخيرة منشآ ت ايرانية نووية، رغم اعتراض الرئيس الاميركي باراك اوباما على مثل هذه الحرب، نظراً الى أكلافها المرتفعة سياسياً واقتصادياً، وما سيؤدي اليه الهجوم من استهداف للمصالح الأميركية في الخليج وغيره.
وتؤكد مصادر حكومية  لبنانية ان الفاتيكان يمكن ان يؤدي دورا محددا في مثل هذه الحالة، لكن المسألة المطروحة اعمق بكثير وهي متعلقة في الدرجة الاولى بالنزاع المفتوح الايراني– الاسرائيلي، والرعب الذي يعيشه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من إمكان توصل طهران الى السلاح النووي واقتناعه بأنها لن تتردد في ضرب الدولة العبرية لإزالتها من الوجود. غير ان حجم خوفه لم يقنع اوباما، وقد نشأت حال متوترة بينهما، ستكشف لقاءات نيويورك ابتداء من 25 أيلول الجاري مدى سلبياتها او تحولها ايجابيات بتحديد الرئيس الأميركي موعداً للمسؤول الاسرائيلي كي يلتقيه على هامش اجتماعات الدورة العادية للجمعية العمومية.
ولفتت  الى ان قلق لبنان والفاتيكان مشترك نظرا الى  المعلومات التي سمعها البابا من بعض المسؤولين الذين التقاهم من جهة، وما هو متوافر في الإطار نفسه لدى  البابا، من  الدوائر الفاتيكانية المختصة، وملخصها ان ثمة تأكيدات من ايران ومن قيادة "حزب الله" على ان اي اعتداء اسرائيلي تتعرض له المنشآت النووية الايرانية سيؤدي الى دخول الحزب الحرب وتوجيه صواريخه الى الداخل الاسرائيلي، وهذا ما سيستتبع رداً اسرائيلياً كبيراً لطالما هدّد به مسؤولون اسرائيليون.

 


 

20 ألف شاب وشابة لبنانيين ومشرقيين ألهبوا بكركي حماساً وهتفوا "بابا مبارك" بينيديكتوس: آن الأوان ليتّحد المسلمون والمسيحيون من أجل إيقاف العنف والحرب
 

 

 بكركي – حبيب شلوق :
لقاء الشبيبة مع البابا بينيديكتوس السادس عشر انسى الشبيبة، "ما يعانيه شباب الشرق اليوم المتخبطون في بحر من المصاعب والهواجس والمخاوف"، وأنسى هذه الشبيبة ومنها "الكثير في ضياع يعيشون الاحباط ويواجهون الفساد"، صعوبات كثيرة يواجهونها.
خوف الشباب في الشرق، ويأسهم وألمهم، عبرت عنها رانيا أبو شقرا وروي جريش باسم الشبيبة، وقالا ان هؤلاء الشباب "هم اليوم أكثر من أي وقت مضى، في امس الحاجة الى حضور الكنيسة الفاعل في هذا الشرق الذي يئن تحت نير الكره والخوف واليأس والألم"، ملاحظين ان حضور البابا الى لبنان على رغم الظروف الراهنة "يتحدى منطق الحرب واليأس فيأتينا بالسلام والرجاء".
ولم ينسَ الشباب في كلمتهم، الصعوبات التي يواجهونها من "اوضاع أمنية وسياسية واقتصادية سيئة متأزمة، الى مشكلة البطالة"، واكدوا بلسان أبو شقرا وجريش "اننا نحن شباب الشرق نريد أن نثبت في الشرق ونتجذر بأرضنا، رمز انتمائنا وهويتنا، ليس تعصباً بل حفاظ على كيان المنطقة وفرادتها، واننا نريد ثقافة السلام ونبذ العنف، فنكون جسوراً حية، وسطاء للحوار والتعاون مع شباب وشابات من ديانات مختلفة".
كل هاجس الشباب، وضع امام البابا في بكركي امس، والبابا وعد الشباب "المؤمن بكنيسة واحدة والمزيد من العمل على التقارب المستمر بين الكنائس الشرقية"، بأنه الى جانب الشباب الذين "يعيشون اليوم في هذا المكان من العالم الذي كان شاهداً على ميلاد يسوع ونمو المسيحية"، مشيراً الى "انني اعرف الصعوبات التي تعترضكم في حياتكم اليومية، بسبب غياب الاستقرار والأمن، صعوبة ايجاد عمل أو الشعور بالوحدة والإقصاء. في عالم دائم الحركة، تجدون أنفسكم أمام تحديات كثيرة وعسيرة. فحتى البطالة والاخطار يجب ألا تدفعكم الى تجرّع "العسل المر" للهجرة، مع الاغتراب والغربة من أجل مستقبل غير أكيد. تصرفوا كصنّاع لمستقبل بلدكم، وقوموا بدوركم في المجتمع وفي الكنيسة". وأكد أن "لكم مكاناً مميزاً في قلبي وفي الكنيسة جمعاء، لأن الكنيسة دائماً فتية! الكنيسة تثق بكم. إنها تعتمد عليكم. كونوا شباباً في الكنيسة! كونوا شباباً مع الكنيسة! الكنيسة تحتاج الى حماستكم وابداعكم، لأن الفتوة هي وقت الاستلهام من المُثُل الرفيعة وهي فترة الدراسة للاستعداد لمهنة ما وللمستقبل".
وقال: "يجب ألا يدفعكم الاحباط الى الهروب بأنفسكم الى عوالم موازية كتلك الخاصة بعالم المخدرات بكل أنواعها، أو بعالم الإباحية الحزين. أما في ما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي، فهي مفيدة ولكنها قد تدفعكم في اتجاه الإدمان والخلط بين ما هو حقيقي وما هو وهمي. ابحثوا وعيشوا علاقات غنية بالصداقة الحقيقية والنبيلة. كونوا أصحاب مبادرات تعطي وجودكم معنى وجذوراً، حاربوا السطحية ومنطق الاستهلاك السهل! في الوقت نفسه، أنتم معرَّضون لتجربة أخرى، تجربة المال، هذا الصنم الغاشم الذي يُعمي الى درجة خنق الشخص وقلبه.
كونوا الحاملين محبة المسيح! كيف؟ بالالتجاء غير المشروط لله، أبيه، لأنه مقياس كل ما هو صالح وحق وطيب. تأملوا كلمة الله (...).المسيح يدعوكم الى التمثّل به، الى استقبال الآخر بدون تحفظ، حتى وإن كان مختلفاً في انتماءاته الثقافية، والدينية والوطنية. إعطاؤه فرصة واحترامه، وإظهار دماثة الخلق تجاهه عوامل تجعلنا كل يوم أكثر غنّى بالانسانية وأكثر قوة في سلام الرب. أعلم ان كثيرين منكم يشاركون في أنشطة الرعايا والمدارس والجماعات والهيئات. ما أروع الالتزام مع الآخرين ومن أجلهم. إن عيش أوقات من الصداقة والسعادة يسمح بمقاومة بذور الانقسام، التي يجب محاربتها دائماّ! الأخوة هي استباق للملكوت (…). وقّعت بالأمس الإرشاد الرسولي الكنيسة في الشرق الأوسط. هذه الرسالة موجّهة اليكم أنتم أيضاً، اعزائي الشباب، كما هي موجّهة الى كل شعب الله. إقرأوها بتمعن وتأملوا فيها لتطبّقوها عملياً.
أيها الشباب اللبناني، انتم رجاء بلدكم ومستقبله. أنتم لبنان، ارض الضيافة والتناغم الاجتماعي وصاحبة المقدرة الهائلة والطبيعية على التأقلم. وفي هذا الوقت، لا نستطيع نسيان ملايين الاشخاص المقيمين في الشتات ويحتفظون بأواصر قوية مع بلدهم الاصلي. شباب لبنان، كونوا مضيافين ومنفتحين، كما يطلب منكم المسيح، وكما يعلّمكم بلدكم.
اريد ان أحيي الآن الشبيبة المسلمين الحاضرين معنا هذا المساء. اشكركم لحضوركم البالغ الأهمية. فأنتم والشبيبة المسيحيون مستقبل هذا البلد الرائع والشرق الاوسط برمته. إعملوا على بنائه معاً!ّ وعندما تصبحون بالغين، واصلوا عيش التفاهم في الوحدة مع المسيحيين. لأن جمال لبنان يكمن في هذا الاتحاد الوثيق. على الشرق الاوسط بأكمله، عند النظر اليكم، أن يدرك ان في إمكان المسلمين والمسيحيين، الاسلام والمسيحية، العيش معاً بلا كراهية، ضمن إحترام معتقدات كل شخص للبناء معاً، مجتمعاً حراً وانسانياً.
علمت ايضاً ان في ما بيننا شبيبة قادمين من سوريا. أريد ان اقول لكم كم اقدّر شجاعتكم. قولوا في بيوتكم، لعائلاتكم ولأصدقائكم، ان البابا لا ينساكم. قولوا لمن حولكم إن البابا حزين بسبب آلامكم واتراحكم. لا ينسى سوريا في صلواته وهمومه. لا ينسى الشرق اوسطيين الذين يتعذّبون. آن الأوان لكي يتحد المسلمون والمسيحيون من أجل إيقاف العنف والحروب".
وكلام البابا، كان له وقع واضح في انفس الشباب الذين وصلوا ورتلوا وأنشدوا ورقصوا وصفقوا، فملأوا سماء الباحة الكبرى المترامية الاطراف في بكركي اهازيج وتصفيقا، واذا بها تحتضن اكثر من عشرين الف شاب من كل لبنان، بينهم مسلمون، ومن كل الدول العربية المجاورة، حتى اذا ما تحدث عنهم مرشد الشبيبة الخوري توفيق ابو هدير معدداً بلدانهم، ارتفعت اهازيج ودوّى تصفيق، ليدرك المتابع حجم الآتين من هنا وهناك وهناك، ولو كان عدد غير قليل منهم نازحا من سوريا والعراق، أو آتياً من الاردن والاراضي المقدسة، وصولا الى مصر وقبرص وكردستان وبعض اوروبا.
الاحتفال بدأ باكراً، والشبيبة بدأت بالتوافد اعتباراً من بعيد الظهر، وراحت تملأ الكراسي حاملة اعلام لبنان والفاتيكان، حتى اذا مرت طوافة للجيش مستطلعة وصول "اللبناني الاول" الرئيس ميشال سليمان الذي فاجأ الجميع بحضوره - حتى البطريرك الراعي على ما قال في كلمته - مع نجله شربل وصهره وسام بارودي، ارتفعت الاعلام والقبعات البيض التي وزعتها اللجان المنظمة للاحتفال. كذلك علا تصفيق حاد مع وصول رئيس الجمهورية، الذي حرص على الحضور، وكان سبقه وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب ووزير الثقافة غابي ليون.
اجواء صاخبة سادت المهرجان الضخم موسيقى واناشيد من جوقة دير طاميش ومرتلون ومرنّمون بينهم نادر خوري، ثم فرقة الفيحاء التي غنت "الغضب الساطع" لفيروز و"القدس" فألهبت الاكف، ثم منوعات من شبيبة العمل الرعوي الجامعي، وأغنية "كلنا منحبو" للبابا، ثم اغنية "البابا مبارك" و"هلليلويا" و"عليك السلام يا بابا" فتراتيل بيزنطية ومنها "المسيح قام من بين الاموات ووطئ الموت بالموت"، ثم ترنيمة لـ"تجمع يسوع فرحي" واغنية لجمعية "انت اخي" أدتها مي مخول.
السادسة، هدرت الباحة بالهتافات والتصفيق الحاد، وأطل "الرجل الابيض" في "البابا موبيلي" محيياً ومباركاً، واستغرقت جولته في فسحات انشئت خصيصا بين صفوف الكراسي نحو ربع ساعة، ليترجل بعدها ويسير مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي رافقه في "البابا موبيلي" من حريصا، ثم صعد المنصة حيث وافاه البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وكان عناق بينهما.

 

كلمة الراعي

والقى البطريرك الراعي كلمة باسم البطاركة والاساقفة في الشرق رحب فيها بالبابا، كما رحب بالرئيس سليمان الذي "كان حضوره بيننا مفاجأة كبيرة" وتحدث عن "قلق الشباب العميق من المستقبل"، وقال: "هؤلاء الشباب يعانون ازمات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية تؤثر سلباً على ايمانهم  وتؤدي لدى البعض منهم الى فقدان المعنى الحقيقي لهويتهم المسيحية ولتجذّرهم في ارضهم وكنائسهم، وتعظم مخاوفهم امام تنامي ظاهرة التعصب الديني، الذي لا يؤمن لا بالحق في الاختلاف ولا بحرية الضمير او العبادة، والذي يلجأ الى العنف كوسيلة وحيدة لبلوغ اهدافه.
في زمن التحولات المتنوعة  والسريعة، تحتاج شبيبتنا الى اعادة اكتشاف قيمها الثقافية والاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية لكي تتمكن من تأدية دورها ونقل البشرى المسيحية الى مجتمعاتها.
لا شك في أن القيم الاكثر الحاحاً والمدعوة شبيبتنا لتشهد لها، في هذه المنطقة، تبقى العيش معا والمصالحة والثقة المتبادلة. لأن ثقافة السلام لا تبنى الا على مثل هذه القيم".
كذلك ألقى راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة كلمة المجلس الرسولي للشبيبة وراعي ابرشية صيدا للروم الكاثوليك المطران ايلي بشارة حداد كلمة المجلس الرسولي العلماني، فترتيلة "سلامي اعطيكم" ادتها ماجدة الرومي، ثم صلاة عالمية القيت بست لغات،  وكان تبادل هدايا، فقدم البطريرك الراعي الى البابا سلسلة هدايا منها سمكة متحجرة اسمها Rhinobatos Maronita وهي نوع من السمك يعيش في مياه بحارنا، وعمرها 100 مليون سنة، ولوحة فسيفساء ثم هدايا من مطارنة وجمعيات ولبنانيين ومنحوتة الفينيق، وصليب ضخم حمله 11 شابا وشابة، وذخائر قديسي لبنان شربل ورفقا والحرديني واسطفان نعمة وابونا يعقوب، والاخوة المسابكيين، وطبعة خاصة من الانجيل باللغة العربية وهي الطبعة الاولى والاكبر في روما وايقونة سيدة المنطرة من مغدوشة والنسخة الاولى بالعربية لكتاب التعليم المسيحي بطبعة خاصة للشبيبة، ثم مجسم كبير للكرة الارضية تمثل بلدان الوجود المسيحي الشرقي في العالم.
وكما البداية التي عبّرت عن القلق، كانت تلاوة نيات للشبيبة "اعطنا يا رب ان نبني اوطانا تؤمن لنا فرص العمل والطبابة والحرية والامن والسلام... اليك نطلب".
قرابة الثامنة، بدأ تفرق الصفوف والبابا ارتوى من الاستماع الى الشبيبة والاستمتاع برؤيتها، والشبيبة ارتوت من "بركة البابا مبارك"، وأفلتوا سبحة كبيرة مع صليب لترتفع في سماء الباحة وتحلق بعيداً بعيداً.
امس، كان البابا مبارك، نفحة امل للشباب اللبناني والمشرقي، عبّر لهم عن محبة كبيرة، وعن تحسسه مشكلاتهم، وهم رأوا فيه – كما سلفه – البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني، صديق الشباب وشفيعهم ومشكى ضيمهم!

 

 

عظة قدّاس بيروت استوحت المسيح المحب الخادم... البابا بينيديكتوس: أصلّي للسلام والمصالحة في الشرق الأوسط
 

 

في ما يأتي العظة التي القاها البابا بينيديكتوس السادس عشر بعد الانجيل المقدس في قداس بيروت:
"الاخوات والإخوة الأحباء، "تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح" (أف 1، 3). ليكن مباركا في هذا اليوم حيث أنا سعيد بوجودي معكم، في لبنان، لأسلم أساقفة المنطقة الإرشاد الرسولي لكنيسة الشرق الأوسط. أشكر من كل القلب غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على كلمات الترحيب الحارة. أحيي بطاركة الكنائس الشرقية وأساقفتها، والأساقفة اللاتين من المناطق المجاورة، والكرادلة والأساقفة القادمين من بلدان أخرى. أحييكم جميعا بمحبة كبيرة، أيها الأخوات والإخوة من لبنان ومن بلدان كل منطقة الشرق الأوسط العزيزة، الذين جاؤوا للاحتفال، مع خليفة بطرس، بيسوع المسيح، المصلوب والمائت والقائم من بين الأموات. أحيي أيضا رئيس الجمهورية والسلطات اللبنانية، والمسؤولين وأعضاء باقي التقاليد الدينية الذين أرادوا الحضور في هذا الصباح.
في هذا الأحد حيث يستجوبنا الإنجيل عن الهوية الحقيقية ليسوع، ها نحن نسير مع تلامذته، على الطريق إلى قرى قيصرية فيلبس. "ومن أنا، في قولكم أنتم؟ (مر 8، 29) سألهم يسوع؟ إن اللحظة المختارة ليطرح عليهم هذا السؤال تحمل دلالة. إن يسوع أمام منعطف حاسم في حياته. كان صاعدا إلى أورشليم، المكان الذي سيتحقق فيه من خلال الصليب والقيامة الحدث المحوري لخلاصنا. وفي أورشليم أيضا، وبعد كل هذه الأحداث، ستولد الكنيسة. وحينما، في هذا الوقت الحاسم، يسأل يسوع تلاميذه "من أنا في قول الناس؟" (مر 8، 27)، تتعدد الإجابات: يوحنا المعمدان، إيليا، أحد الأنبياء، اليوم أيضا، كما كان على مر العصور، وبطرق متعددة، يقدم الذين وجدوا يسوع على دربهم، إجاباتهم. إنها طرق تستطيع أن تتيح إيجاد طريق الحقيقة. ولكن، وبدون أن تكون بالضرورة خاطئة، فهي تبقى غير كافية، لأنها لا تلج إلى قلب هوية يسوع. وحده فقط من يقبل أن يتبعه في طريقه، ويعيش في الشركة معه في جماعة التلاميذ، يستطيع أن يعرفه حقا. وحينئذ يعطي بطرس الذي عرفه منذ وقت إجابته: "أنت المسيح." (مر 8، 29). إجابة صحيحة بدون أدنى شك، غير أنها ليست كافية، لأن يسوع يشعر بضرورة توضيحها. فقد أدرك أن الأشخاص قد يستخدمون هذه الإجابة لمقاصد بعيدة من مقاصده، ولإثارة آمال زائفة وزمنية حوله. فلا يترك نفسه يحبس في صفات المحرر البشري، الذي انتظره كثيرون.
وبالإعلان لتلاميذه أنه ينبغي أن يتألم، ويحكم عليه بالموت قبل أن يقوم من بين الأموات، أراد يسوع أن يفهمهم من هو حقا. مسيح متألم، مسيح خادم، وليس محرراً سياسياً قديراً. إنه الخادم المطيع لمشيئة أبيه حتى الموت. وهذا ما أعلنه سابقا النبي أشعيا، كما جاء في القراءة الأولى. وخالف يسوع هكذا ما كان ينتظره كثيرون منه. إن إعلانه يصدم ويزعج. كما يتضح من اعتراض بطرس الذي عاتبه، رافضا لسيده الألم والموت. كان يسوع قاسيا تجاهه، وأفهمه أن من يريد أن يكون له تلميذا، يجب أن يقبل بأن يكون خادما، كما جعل نفسه خادما.
إن اتباع يسوع يعني حمل صليبه للسير معه على طريقه، وهو طريق شاق، ليس طريق السلطة أو المجد الأرضي إنما الطريق الذي يقود حتما إلى التخلي عن الذات، وبذل الحياة من أجل المسيح والإنجيل، لخلاصها. ونحن متأكدون أن هذا الطريق يقود إلى القيامة، إلى الحياة الحقيقية والنهائية مع الله. إن قرار اتباع يسوع المسيح الذي جعل نفسه خادما للجميع، يتطلب ألفة أعمق معه دائما، وإصغاء متنبها لكلمته كي تلهم أعمالنا. بالإعلان عن سنة الإيمان التي ستبدأ في 11 من تشرين أول القادم، أردت أن يتمكن كل مؤمن من الإلتزام بطريقة متجددة، في السير على طريق توبة القلب هذا. وطيلة هذا العام، أشجعكم على تعميق تأملكم حول الإيمان ليصبح أكثر وعيا، وعلى تعزيز انتمائكم للمسيح يسوع ولإنجيله.
أيها الأخوات والأخوة، إن الطريق الذي يريد يسوع أن يقودنا إليه هو طريق رجاء للجميع. إن مجد يسوع يتجلى في الوقت حيث، في بشريته، يظهر أكثر ضعفا، لا سيما في التجسد وعلى الصليب. هكذا يظهر الله محبته، بجعل نفسه خادما، بمنحنا ذاته. أليس سرا عظيما، يصعب أحيانا قبوله؟ بطرس الرسول نفسه فهمه لاحقا.
في القراءة الثانية، يذكرنا القديس يعقوب بأن اتباع المسيح، وكي يكون حقيقيا، يتطلب أفعالا ملموسة. "أنت لك الإيمان وأنا لي الأعمال" (يع 2، 18). إنها حاجة ضرورية للكنيسة أن تخدم، وللمسيحيين أن يكونوا خداما حقيقيين تشبها بالمسيح. الخدمة هي عنصر مؤسس لهوية تلاميذ المسيح (راجع: يو 13، 15-17). إن دعوة الكنيسة والمسيحي هي الخدمة، كما فعل المسيح ذاته، بمجانية، وللجميع، بدون أدنى تمييز. وهكذا، إن خدمة العدل والسلام، في عالم لا يتوقف فيه العنف من بسط ظل الموت والدمار، هي حاجة ملحة للإلتزام من أجل مجتمع أخوي، ولبناء الشركة. أيها الأخوات والإخوة الأحباء، أصلي للرب خصوصا كي يمنح منطقة الشرق الأوسط خداما للسلام والمصالحة فيتمكن الجميع من العيش بهدوء وكرامة. إنها شهادة أساسية، على المسيحيين أن يقدموها هنا، بالتعاون مع كل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة. إني أدعوكم جميعا للعمل من أجل السلام. كل على مستواه وحيث يكون.
ويجب أن تكون الخدمة أيضا في قلب حياة الجماعة المسيحية نفسها. إن كل خدمة وكل مهمة داخل الكنيسة، هما قبل كل شيء خدمة لله والأخوة، هذه هي الروح التي يجب أن تنعش جميع المعمدين لا سيما من خلال التزام فعال تجاه الأكثر فقرا والمهمشين، والذين يتألمون، للحفاظ على الكرامة غير القابلة للمساس لكل شخص.
أيها الأخوات والإخوة الأحباء، يا من تتألمون في جسدكم أو في قلبكم، إن ألمكم لا يذهب سدى. المسيح الخادم قريب من جميع المتألمين. إنه حاضر بينكم. فلتتمكنوا من أن تجدوا على دربكم أخوة وأخوات يظهرون بشكل ملموس حضوره المحب الذي لا يترككم. كونوا ممتلئين بالرجاء في سبيل المسيح.
وأنتم جميعا، أيها الأخوات والأخوة، يا من حضرتم للمشاركة في هذا الاحتفال، اسعوا للتشبه دائما أكثر فأكثر بالرب يسوع، الذي جعل نفسه خادما للجميع من أجل حياة العالم. ليبارك الرب لبنان، وليبارك كل شعوب منطقة الشرق الأوسط الحبيبة، ويمنحها عطية سلامه. آمين".

 

غياب بالجملة

 

■ انفرد الرئيس اميل لحود في الغياب عن كل احتفالات استقبال البابا. كذلك غابت زوجته ونجله النائب السابق.
■ غاب بطريرك الأرمن الارثوذكس الكاثوليكوس ارام الاول عن كل احتفالات ولقاءات البابا واوفد مطران بيروت ولبنان ممثلاً عنه.
■ لوحظ غياب رئيس السينودس الانجيلي للبنان وسوريا واي ممثل عن الكنائس الانجيلية في اللقاء المسكوني مساء أمس.
■ بعدما اعتذرت دوائر الكرسي الرسولي من رئيس بلدية بيروت لعدم امكان تسليم البابا مفتاح مدينة بيروت مباشرة بعد القداس، لوحظ غياب المهندس بلال حمد عن القداس وتمثله بنائبه نديم ابو رزق.
■ قال احد المشاركين ان العجيبة الأولى لزيارة البابا كانت عدم انقطاع الكهرباء في بكركي خلال لقائه مع الشبيبة مساء السبت. لكن تبين ان منظمي الاحتفال استأجروا مولداً كهربائياً اكبر من مولد الصرح ولم يتكلوا على خدمات المؤسسة.

 

رئيس غرفة الصحافة الفاتيكانية: أصداء الإرشاد إيجابية.... 350 ألفاً في القداس و100 ألف برشانة لم تكفِ

 

أوجز رئيس غرفة الصحافة الفاتيكانية (صالة ستامبا) فيدريكو لومباردي في مؤتمر صحافي عقده في فندق "فينيسيا" أمس، نشاط البابا بينيديكتوس السادس عشر وانطباعاته بالنسبة إلى زيارته لبنان التي استمرت 3 أيام.
استهل رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم المؤتمر بكلمة شكر فيها للاعلاميين جهودهم في نقل وقائع الاحتفالات طوال الأيام الثلاثة، وشكر الأب لومباردي الذي قال: "في حديث البابا للشباب، شجعهم على مواجهة كل التحديات والصعوبات وتخطي العوائق وطرح المشاكل الخاصة بالشباب واعطاهم اجوبة كثيرة اعلنت اليوم في الصحف، وبخاصة توجه البابا أيضاً الى الشباب المسلمين وكل شباب الشرق لكي يبنوا معاً مجتمعاً متماسكاً كاملاً يحمي الوطن بكل جذوره. كما، توجه بطريقة مباشرة الى الشباب السوريين مشجعا.
وعند انتهاء لقاء الشبيبة أمضى البابا وقتا في بكركي لكنه كان متعباً قليلاً فالنهار كان طويلاً، ونام جيداً وفي اليوم التالي كان حاضراً للقداس.
وبالنسبة الى عدد الموجودين في الساحة لحضور القداس من المؤكد ان عددهم فاق الآلاف وتجاوز الـ350000 شخص وهناك مصادر عن اعداد اكبر، وهذا ما يدعو الى السرور، تقريباً كان هناك 350 كاهنا للمناولة، ولم يتمكن من تناول القربان المقدس سوى 100000 شخص لعدم توافر القربان لهذا العدد الكبير من المشاركين في القداس، وهذه قمة الزيارة البابوية وقمة رسالة الكنيسة".
واشار الى انه تم تسليم رسمي للارشاد الرسولي للبطاركة والاساقفة وأوجز كلام البابا في عظته وأضاف: "من الطبيعي ان رسائل البابا هي الى كل المنطقة وليست فقط الى لبنان، خصوصاً الكنيسة في شموليتها الغنية، وهذا يبشر خيراً بحصد ثمار السلام في الزمن القريب. ووجود البطاركة الكاثوليك على المذبح المقدس هو قمة الشراكة والوحدة للكنيسة الكاثوليكية ولكل الكنائس الاخرى المشاركة".
وعلى صعيد حوار الاديان قال: "هناك محطات مهمة للمسيحيين والمسلمين، وفي كل أحاديث البابا لعيش الغنى في الاختلاف والذهاب الى العمق والجذور التي تذكر بالسلام، وليس بالحروب والنزاعات، والسلام رسالة نسمعها ونعمل بها".
اضاف: "الاصداء كانت ايجابية في شأن الارشاد الذي رحبت به كل الطوائف، وليس فقط  المسيحيون، وهو بمثابة علامة وحدة وترحيب، لقبول مضمون ارشاد كتب بحب لهذا الشرق، وغايته فقط السلام، ومن لبنان ينطلق هذا الارشاد الى كل العالم المشرقي لنحصد بعد فترة وجيزة ثماره".
وكانت كلمة لمطران الكلدان في كركوك لويس ساكو ممثلا بطريرك الكلدان، قال فيها: "عندما سلمني البابا نسخة عن الارشاد الرسولي قلت له: "معكم يا قداسة البابا يبدأ ربيع الكنيسة في الشرق الأوسط".
وعن دور الكنيسة في الحد من هجرة الشباب قال:"هنا الارشاد الرسولي الذي يدعوهم الى التمسك بارضهم والبقاء في اوطانهم، ولكن علينا أيضاً واجب المساعدة مادياً واقتصادياً واجتماعيا وتوفير الدعم الضروري لهم قدر المستطاع".
وقال لومباردي رداً على سؤال عما اذا كان هناك أي لقاء مقرّر مع اللاجئين السوريين في لبنان: "نعلم ان هناك حجاجاً سوريين أتوا بالأمس للمشاركة في لقاء الشبيبة، ولكن لم يلحظ اي لقاء معهم، نظراً الى كثافة برنامج لقاءات البابا وضيق الوقت".

 


المشنوق: الحريري عائد قبل نهاية السنة

 

قال النائب نهاد المشنوق ان "العنوان الحقيقي لزيارة البابا هو مخاطبة مسيحيي الشرق من لبنان " معتبرا ان "المشكلات لا تأتي من هذه الصيغة بل تبدأ من ايران وتنتهي في دمشق".
ورأى في ندوة نظمها "تيار المستقبل" في القنطاري ان "من ايجابيات التنوع اللبناني دحض الديكتاتورية، على نقيض ما حصل في الدول العربية التي شهدت ثورات وتغييرات في المدة الاخيرة".
ونوه بدور فرع المعلومات في استشراف المرحلة المقبلة (في اشارة الى توقيف النائب والوزير السابق ميشال سماحة) لافتا الى "ان هذه العملية شكلت مرحلة فاصلة لعلاقتنا بالقوى السياسية الداخلية اذا كانت لها علاقة بالامر، وبالعلاقات اللبنانية - السورية (...) وهذه العلاقات ستكون واضحة مع اي نظام ديموقراطي جديد".
ووصف نص التسجيل بين سماحة واللواء جميل السيد بأنه "سوريالي وكشف للمرة الاولى مسؤولية مباشرة للمسؤول الامني الاول في النظام السوري وبعلم رئيس الدولة، عن نقل 120 كيلوغراما من المتفجرات الى لبنان للقيام بعمليات تفجير يذهب ضحاياها عدد من النواب مثل النائب خالد الضاهر".
ورد على قول المستشار العسكري للقائد الاعلى للقوات المسلحة الايرانية ان "لبنان جزء من الاستراتيجية الايرانية" بالقول "لن نسمح في اي ظرف بأن تسري ولاية الفقيه السياسية على قراراتنا، وسنواجه هذا الامر". متحدثا عن "انكفاء سعودي عن الملف اللبناني رغم الممارسة السعودية الديبلوماسية الرصينة". وفي الختام، كشف ان "الرئيس سعد الحريري عائد الى البلد ومستمر في دوره السياسي خلال اسابيع اي قبل نهاية السنة الجارية"،
رافضا "التعاطي وهذه الحكومة على انها حكومة استقرار".

 

دعا إلى مسيرات في المناطق تبدأ اليوم في الضاحية... نصرالله: الفيلم المسيء عدوان أميركي يستحق قمة إسلامية

 

انتظر "حزب الله" نحو ساعة بعد مغادرة البابا بينيديكتوس السادس عشر لبنان ليطل أمينه العام السيد حسن نصرالله عبر "المنار" ويوجه اقسى عبارات الاستنكار للفيلم المسيء الى الاسلام ونبيّه، داعياً الى مسيرات تنطلق عصر اليوم من الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولفت نصرالله الى ان "الدقائق القليلة التي عرضت من فيلم يسيء الى النبي محمد أكدت وجود إساءة لعرض النبي وللقرآن الكريم وللإسلام كدين. ان هذا المستوى من الاساءة كبير جداً ولم يسبق له مثيل. وما نحن فيه الآن كبير وخطر، والأسوأ أيضاً هو إصرار المواقع التي تنشر المشاهد على مواصلة نشرها".
واضاف في كلمة متلفزة تعليقاً على الفيلم: "اعتقد ان ما حصل أخطر من حادثة احراق المسجد الاقصى عام 1969، والسكوت عن حجم الاساءة الى رسول الله هو خطر، والأمة التي تسكت عن الإساءة الى رسولها تعطي رسالة الى اسرائيل بأنها يمكنها إحراق المسجد الاقصى"، مشدداً على "ضرورة ان تترتب مسؤوليات على هذه الاساءة".
ورأى انه "بسبب طريقة تعاطي القادة الروحيين والسياسيين وهذا النوع من الاحداث انصب غضب الشعوب العربية على سياسات الولايات المتحدة وليس على المسيحيين الذين نسب اليهم الفيلم المسيء كما قيل في الاعلام"، لافتاً الى "اتهام اقباط مسيحيين مصريين لتأجيج الصراع الطائفي في مصر، لكن مسارعة قادة مسيحيين وفي مقدمهم البطاركة الكبار الى ادانة الفيلم المسيء كان له الاثر الحاسم في تعطيل هذا الهدف".
ورأى ان "اميركا قدمت شاهداً جديداً على نفاقها وخداعها وعلى ازدواجية المعايير لديها في التعاطي مع القضايا، ولدينا الكثير من الشواهد على محاكمة ومحاسبة لشخصيات فكرية واعلامية وجمعيات ومؤسسات وموظفين رسميين وفي القطاع الخاص ودول ومؤتمرات بسبب الاتجاه الفكري، وذلك لمجرد انهم يتخذون موقفاً من الحركة الصهيونية ويشككون في مسألة المحرقة، والادارة الاميركية تربط الكثير من مساعداتها لدول العالم بمسألة معاداة السامية".
وطالب باصدار قانون يمنع التعرض للاسلام على غرار القانون الذي يحرم انكار المحرقة اليهودية. واكد ان "العمل على خط منع العدوان في المستقبل هو الاهم ولا يكفي ان نتظاهر ونحتج ونعود الى بيوتنا. والمسؤولية التاريخية ملقاة اليوم على الامة الاسلامية جمعاء ومعها كل مسيحي شريف، والآن هو المناسبة لالغاء هذا الباب من خلال العمل على اصدار قرار دولي يجرم الاساءة الى الاديان السماوية، وبالحد الادنى الانبياء وبالخصوص ابرهيم وموسى وعيسى ومحمد. والكونغرس يستطيع ان يصدر قانونا مشابها لقانون معاداة السامية من اجل تجريم الاساءة الى الرسول (...)".
ورأى ان "الامر يستحق دعوة طارئة لمؤتمر الدول الاسلامية"، وقال: "في ما يعني لبنان، الحمد لله في الايام الثلاثة الماضية قدم شاهدا جديداً على تعايش المسلمين والمسيحيين وعلى الاحترام المتبادل من خلال زيارة البابا". ورأى ان "لبنان يستطيع ان يؤدي دور الرسالة على المستوى العالمي".
واضاف: "هناك مسؤولية تاريخية اليوم على المسلمين الموجودين في هذا العصر وإن لم نتحمل المسؤولية فستتكرر الاساءة الى نبينا"، وتابع: "على المستوى اللبناني كان يجب ان نبادر الى التظاهر باكراً ولكن كان هناك وضع خاص، وقررنا ان اليوم هو بداية تحرك ودعوتنا غدا (اليوم) للتظاهر في الضاحية عند الساعة الخامسة هو جزء من تحرك يستكمل في كل المناطق"، وحدد امكنة التظاهر في مدينة صور الاربعاء، وفي بعلبك الجمعة، وفي بنت جبيل السبت، وفي الهرمل الاحد.

 

مسيرات في الضاحية والمناطق

وتوجه السيد نصرالله الى من يدعوهم الى التظاهر، وقال: "ايها الشرفاء كنتم حاضرين دائما في ساحات الدفاع عن الكرامات والشرف، وعندما احتاج الامر الى بذل الدماء بذلتموه والى بذل الاموال لم تبخلوا، وتحملتم الاخطار الجسام وانتم في كل عام تملأون الساحات في العاشر من محرم وتلبون دعوة الامام الحسين "هل من ناصر ينصرني؟". واليوم ايها الشرفاء ان من يناديكم هو جد الحسين الذي اسيء اليه والى كرامته".

 

 

كرامي يؤكد استمرار الحكومة ونجله ينفي شائعات عن صحته

 

أكد الرئيس عمر كرامي "ان الحكومة باقية خصوصاً في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة"، آملا في "أن يعم الامن والاستقرار ربوع طرابلس وكل الاراضي اللبنانية".
واستقبل في دارته في بقاعصفرين (الضنية) فاعليات ووفوداً شعبية، مع نجله وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي الذي استنكر شائعات طاولت صحة والده، سائلاً "ما الغاية من الشائعات خصوصاً أن الموت حق على الجميع ولماذا نخفيه؟".
واستنكر الرئيس كرامي الفيلم المسيء الى الرسول، معتبراً ان "ردود الفعل غير المنضبطة اعطته انتشارا أوسع". واستغرب ما حدث من ردات فعل في طرابلس "لا تعبّر عن وجه طرابلس الحقيقي، سقط نتيجتها قتلى وجرحى وأدت الى حرق محال استثمارية كبرى وتدميرها في المدينة". وأيد "فكرة لمجموعة من الشباب الطرابلسي إنشاء صندوق لجميع التبرعات من أهالي طرابلس والشمال لإعادة بناء مطعم "KFC" وتأهيله، مؤكدا انه سيكون مساهماً أساسياً في هذا الصندوق".
 ومن زوّار بقاعصفرين على التوالي: رؤساء بلديات بقاعصفرين منير كنج، عاصون معتصم عبد القادر، بقرصونا محمد بكور، بيت الفقس مصطفى ديب، نائب رئيس المجلس الوطني للاعلام ابرهيم عوض، رئيس الاتحاد العمالي العام في الشمال شعبان بدره، رئيس "تجمع المستأجرين" نبيل عرجه، وفد من رابطة مختاري طرابلس وقضائها، وفد من نقابة بائعي الفاكهة والخضر في طرابلس يتقدمه النقيب منيب معرباني.

 


أخبار أمنية وقضائية

 

 

توقيف ضابط أدخل مخدرات إلى سجن رومية


أكد مصدر أمني رفيع لـ"النهار" ان قيادة سرية السجون في قوى الامن الداخلي أوقفت قبل أكثر من اسبوعين ضابطا في قوى الامن الداخلي برتبة ملازم جديد، لم يذكر اسمه، كان يخدم في نطاق سجن رومية، بعدما رصدته وهو يدخل حقيبة مليئة بالمخدرات الى داخل السجن ويبيعها للسجناء.
وأشار المصدر الى انه بعد رصد الضابط وهو يدخل الحقيبة، ومراجعة المعنيين في المديرية والقضاء، تم توقيفه عدلياً، وأحيل على المحاكمة. وفتشت قوة أمنية من سرية السجون داخل السجن وعثرت على 800 غرام من الحشيشة والمواد المخدرة الاخرى كان السجناء خبأوها بغية تداولها وبيعها في وقت لاحق. وقد ارسلت الحقيبة الى مختبرات الفحوص الجنائية المتطورة لتبيان الصورة الكاملة للجريمة على أكثر من صعيد، ومنها حجم الكمية التي كانت تحويها الحقيبة، والأيدي التي تناوبت على حملها، وامور اخرى تخص التحقيقات.
ولم تصل بعد نتيجة فحوص الحمض النووي للارتكاز اليها في عملية محاكمة الضابط، في حين أشارت مصادر عليمة بالمحاكمات العسكرية الى ان الملازم سينال حكماً بعقوبة كبيرة من المحكمة العسكرية اذا ثبت تورطه. اما في شق المحاكمة المسلكية للضباط داخل المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، فان عقوبته ربما تكون اقسى، وفي كل الحالات سيطرد من الخدمة العسكرية في المؤسسة.  

 

رصاص على منازل في طرابلس


نظمت أمس مسيرة داعمة للشعب السوري في طرابلس، تخللها اطلاق نار كثيف وضعته بعض الاوساط في خانة التحدي، فكلما اقتربت من منزل لاحدى الشخصيات الطرابلسية المصنفة بأنها تدعم النظام السوري في لبنان او "ساكتة عن جرائمه"، كانت اصوات الرصاص "تلعلع" وبعضها يوجه الى المنزل نفسه، كحال منزل القيادي في "حركة التوحيد الاسلامية" الشيخ هاشم منقارة الذي استهدف بوابل من الطلقات لدى مرور المتظاهرين امامه، ومن دون ان تؤدي الى اصابات. ولاحقاً نفى المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ان يكون منزله في طرابلس تعرض لاطلاق نار من اي جهة، مشيرا إلى أن المسيرة التي تخلّلها إطلاق أعيرة نارية كانت بعيدة عن منزل رئيس الحكومة.

 

تخريب في أحد مدافن العيشية


جزين – "النهار"
أقدم مجهولون امس على العبث بمدفن في بلدة العيشية – قضاء جزين الواقع على الطريق بين البلدة وبلدة المحمودية. وقد أخرج أحد النعوش وفيه جثة وألقي على الطريق العام. وفتحت القوى الأمنية تحقيقاً في الحادث في جو متوتر في أوساط الأهالي.

 

الجيش: انفجارات مشاريع القاع في مزرعة مهجورة


أفادت مديرية التوجيه في قيادة الجيش "أن دوي عدد من الانفجارات سمع بعد ظهر (أول من أمس) في مزرعة مهجورة على الحدود اللبنانية - السورية في منطقة مشاريع القاع - محلة الجورة". وأشارت الى "أن قوة من الجيش حضرت الى المكان وفرضت طوقاً أمنياً حوله، وقامت بتفتيشه من دون العثور على أي وجود مسلح. وعززت الإجراءات في المنطقة، وبوشر التحقيق لكشف  الملابسات".

 

 

 

قانون الانتخاب: معركة مفتوحة بين عون وجعجع و «حزب الله» يصر على تقليص نفوذ «المستقبل»
الحياة...بيروت - محمد شقير
تعتقد قيادات لبنانية، في الأكثرية والمعارضة، ان الإجابة صعبة عن السؤال المتعلق بإمكان اجراء الانتخابات النيابية في موعدها في الربيع المقبل، لكنها تتجنب الخوض في هذه المسألة لئلا تتهم بأنها وراء تأجيلها، لا سيما انها تشكل محطة سياسية مهمة ومدخلاً لإعادة انتاج السلطة السياسية في لبنان، لأن المجلس النيابي الجديد سينتخب رئيساً جديداً خلفاً للرئيس الحالي ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته بعد عام من انجاز الاستحقاق الانتخابي.
وتؤكد هذه القيادات ان احالة الحكومة مشروع قانون الانتخاب الجديد على البرلمان للبدء في مناقشته في لجنة الإدارة والعدل لا يعني ان طريقه الى الإقرار سالكة طالما انه لا يحظى بتأييد الأكثرية في المجلس النيابي التي تتشكل من نواب قوى 14 آذار و «جبهة النضال الوطني» برئاسة وليد جنبلاط الذين سبق لهم وأعلنوا معارضتهم القانون الذي أقرته الحكومة القائم على اعتماد النظام النسبي.
وترى القيادات في الأكثرية والمعارضة ان اعتراض نواب قوى 14 آذار و «جبهة النضال الوطني» على اعتماد النسبية في قانون الانتخاب لا يعني انهم متفقون على القانون البديل الذي يواجه صعوبة في تأمين غالبية مؤيدة له في البرلمان.
وتضيف هذه القيادات ان إصرار جنبلاط على البقاء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لا يعني بالضرورة ان الأكثرية المؤيدة لها في البرلمان ستناقش مشروع القانون انطلاقاً من انها ملزمة بالتفاهم عليه، لا سيما ان وزراء «جبهة النضال الوطني» اعترضوا على اعتماد النظام النسبي ورأوا ان الظروف السياسية الراهنة غير مواتية لإقراره وأن البديل يكون في التمديد لقانون عام 1960 مع إدخال بعض التعديلات التجميلية عليه.
وتلفت الى صعوبة استقراء المعالم الرئيسة لقانون الانتخاب الجديد بمعزل عن مواكبة الأحداث الجارية في سورية لما لهذه الانتخابات من ارتباط وثيق بها يعززه تصاعد موجة الرهان بين اللبنانيين على مستقبل النظام في سورية بين فريق يرى ان التأزم فيها سيقود حتماً الى إسقاط هذا النظام وآخر يعتقد أنه قادر على تجاوز هذه المحنة مهما طال الانتظار.
وتتابع ان الانقسام بين اللبنانيين حول المستقبل في سورية بلغ ذروته وأن لبنان سيواجه مرحلة سياسية جديدة، خصوصاً إذا ما أجريت الانتخابات وللمرة الأولى منذ عقود من الزمن في ظل تراجع التأثير السوري في مجريات الأحداث فيه وشعور النظام في سورية بأنه غير قادر على التدخل في هذه الانتخابات، ترشيحاً وانتخاباً، على غرار ما كان يحصل في الدورات الانتخابية السابقة.
 مشاريع غير منسجمة مع «الطائف»
وتلاحظ هذه القيادات ان معظم المشاريع الانتخابية المطروحة، أكانت من جانب الأكثرية أم المعارضة، لا تنسجم وروحية اتفاق الطائف فحسب، بل تتناقض مع تحقيق الانصهار الوطني بين اللبنانيين، مؤكدة ان كل طرف يقاتل من أجل أن يأتي القانون الجديد على قياسه بدلاً من ان يكون على قياس الوطن ككل.
وتضيف ان كل الأطراف، من دون استثناء، يضعون كل ثقلهم في المعركة الدائرة حول قانون الانتخاب الجديد لضمان حصولهم على الأكثرية في البرلمان الذي من خلاله يمكن تحديد هوية رئيس الجمهورية الجديد في الانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع عام 2014.
وفي هذا السياق تسأل القيادات عن مدى انسجام المشاريع الانتخابية الجديدة مع اتفاق الطائف، وتقول انها جميعها، من اعتماد النظام النسبي مروراً بالعودة الى قانون عام 1960 وانتهاء بالمشروع الأرثوذكسي الذي يعطي لكل طائفة حق انتخاب نوابها في البرلمان وبمشروع الدوائر الصغرى، تتعارض مع ميثاق الوفاق الوطني.
وتعتبر ان اعتماد مثل هذه المشاريع يفتح الباب أمام إعادة النظر باتفاق الطائف قبل أن يستكمل تطبيقه وهذا ما يتعارض مع إجماع معظم الأطراف على ان تعديله لا يمكن ان يتم ما لم يطبق أولاً، وفي ضوء ذلك يمكن ان نكتشف بعض الثغرات فيه تستدعي التصحيح.
وتؤكد القيادات ان الصراع على قانون الانتخاب الجديد يكمن في المنافسة الحادة بين «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون وبين حزبي «القوات» اللبنانية والكتائب في محاولة كل طرف من هؤلاء ان يأتي القانون لمصلحته بذريعة انه يؤمّن للمسيحيين انتخاب أكثرية نوابهم من دون أي تأثير مباشر للناخبين المسلمين وأن اعتماد الدوائر الصغرى يضمن تحقيق ما تصبو اليه القيادات المسيحية على اختلاف انتماءاتها السياسية.
وتجزم بعض القيادات في الأكثرية والمعارضة بأن العماد عون يميل الى تبني اعتماد النظام النسبي على رغم انه يتجنب تظهير موقفه الى العلن بذريعة ان مثل هذا القانون يؤمّن له ولحلفائه في قوى 8 آذار الحصول على أكثر من 70 مقعداً نيابياً من مجموع عدد أعضاء البرلمان البالغ 128 نائباً.
وتعزو سبب تجنب عون «القتال» من أجل النظام النسبي الى انه لا يريد الدخول في اختلاف مع الكنيسة المارونية التي تدعم اعتماد الدوائر الصغرى، مع انه يشعر بأنه في حاجة ماسة الى تأييد نواب «جبهة النضال الوطني» لتمريره في البرلمان، لأنه من دونهم سيبقى المشروع حبراً على ورق ولن يرى النور.
وتضيف ان عون يبني حساباته على انه وحلفاءه قادرون على الإمساك بزمام المبادرة في البرلمان الجديد وبالتالي التحكم بمصير الانتخابات الرئاسية التي تجعل منه الناخب الأكبر في حال تعذر عليه تسويق نفسه رئيساً للبنان. وبالتالي تأييد جنبلاط للنظام النسبي لن يجعل من الأخير بيضة القبان في البرلمان.
وبكلام آخر، فإن عون يريد أن يكون جنبلاط ملحـــقاً بالأكثرية من دون أي تأثير، وهذا لن يتحقق لــه لسببين: الأول إصرار زعيم الحزب التقدمي على عدم الدخول في مساومة لإقناعه بتبني النظام النسبي، والثاني مرده الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يوافق بسهولة على قانون لا يرتاح اليه حليفه رئيس «جبهة النضال الوطني».
في المقابل، فإن عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يحبذان التمديد لقانون عام 1960. لكنهما لا يتوافقان على المشروع البديل، لأن لكل منهما حساباته التي تكمن في من سيكون الأقوى مسيحياً في البرلمان الجديد.
وعلمت «الحياة» ان جعجع يعترض على تعويم قانون 1960 بذريعة انه على رغم انه يضمن لقوى 14 آذار أن تحصد العدد الأكبر من النواب، لكنه يعطي الأرجحية على الصعيد المسيحي لخصمه العماد عون. وبالتالي فهو يرى ان اعتماد الدوائر الصغرى يتيح له تحقيق انتصار نيابي على حساب «التيار الوطني الحر».
ووفق المعلومات، فإن جعجع يصر على اعتماد الدوائر الصغرى باعتبارها المدخل لتقليص النفوذ النيابي لعون في البرلمان. وهو يطلب الآن الدعم من حلفائه في قوى 14 آذار لتمرير مثل هذا المشروع، لكنه يصطدم في المقابل برفض قاطع من جنبلاط.
وعليه، فإن عون وجعجع يتنافسان على حشد الحلفاء من أجل نصرة القانون الذي يعتقد كل منهما انه يضمن تحسين شروطه في المعادلة النيابية.
 بري وقانون الـ60 لمرة واحدة
ويؤيد «حزب الله»، من جهته، النظام النسبي ولا يبدي حماسة للعودة الى قانون 1960 لأنه يوفر الغلبة لتيار «المستقبل» في الشارع السنّي وإن كان يتيح لعون الحفاظ ما أمكن على مواقعه في البرلمان، إضافة الى انه يتردد في تأييد الدوائر الصغرى، فيما لا يبدي بري اعتراضاً على التمديد لقانون 1960 لمرة واحدة وبصورة استثنائية مشترطاً التوافق عليه.
وترى بعض القيادات ان موقف «حزب الله» من «المستقبل» يتعارض ومشروعه القائم على تهيئة الأجواء أمام تحقيق تعددية في التمثيل السنّي في البرلمان، وهو ما زال يراهن على قدرته على تحقيق حركة «تصحيحة» داخل السنّة من شأنها ان تقلل من نفوذ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
من جهة ثانية، علمت «الحياة» أن النقاش حول أي قانون انتخاب للبنان فتح الباب أمام إنهاء القطيعة بين جنبلاط وجعجع التي بدأت منذ خروج الأول من قوى 14 آذار، لمصلحة إعادة التواصل بينهما من خلال وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور.
وتأكد أن أبو فاعور التقى الخميس الماضي جعجع بعيداً عن الأضواء في معراب في حضور المسؤول القواتي إدي ابي اللمع، وأن اللقاء سجل بداية للنقاش حول مشروع قانون الانتخاب من زاوية اصرار جعجع على اعتماد الدوائر الصغرى في مقابل تفضيل «جبهة النضال» العودة الى قانون 1960.
ومع ان النقاش شكل بداية للتواصل، إلا أنه اقتصر على تبادل الأفكار حول قانون الانتخاب الجديد من دون أن يؤدي الى التفاهم على قواسم مشتركة سوى تأكيد أبو فاعور ان «الحزب التقدمي» يدعم تحسين شروط المسيحيين في المعادلة الانتخابية وعدم إضعافهم.
وعلى رغـــــم ان «المستقبل»، وبلسان رئيس كتلته النيابـــية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيــــورة كان أعلن بعد اجتماعه، على رأس وفــــد من نواب الكتلة، مع البطريرك الماروني بشارة الراعي انه يتفهم موقف جعجع ويدعم اعتماد الدوائر الصغرى، فإن لا شيء نهائياً في هـــذا السياق، طالما أن تشريعه يحتاج الى موافقة جنبـــلاط الذي يزين مواقفه من دون أن يبدي حماسة للنظام النسبي الذي يتعامل معه في ظل الظروف الراهنة على أنه محاولة من طرف لإلغاء الطرف الآخر وبالتالي يفتقد روحيته الإصلاحية ما لم يؤخذ بالإصلاحات المطلوبة.
لذلك، فإن مشروع قانون الانتخاب الذي أحالته الحكومة الى البرلمان غير قابل للحياة وقد يكون الحل في العودة الى قانون 1960 بسبب تعذر الاتفاق على البديل، علماً ان رئيس الجمهورية أراد من اقرار المشروع النسبي إدخال تعديلات تتمثل في تكريس «الكوتا» النسائية وفي ضمان حق المغتربين في الانتخاب على رغم ان ما تضمنه في هذا السياق لا يتيح إشراكهم في العملية الانتخابية من الباب الواسع طالما انه حصر حق المغتربين في انتخاب 6 نواب يمثلونهم في البرلمان من دون وجود أي ضامن لتحقيق المناصفة بين المسلمين والمسيحيين أسوة بما هو قائم في البرلمان.
 

المصدر: جريدة النهار

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,931,168

عدد الزوار: 7,048,485

المتواجدون الآن: 84