ادعاء الدفاع على ريفي والحسن استهدف منع تسريب محتمل للأدلة
14 آذار تسلّم رئيس الجمهورية مذكرة قبل بتّ الموقف من الحوار

على أهمية المعطيات والمعلومات الامنية الاضافية التي تكشفت أمس في ملف الوزير والنائب السابق الموقوف ميشال سماحة، استرعت الانتباه مجموعة مواقف أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال جولته الطويلة والواسعة في قضاء جبيل نظرا الى ما تضمنته من ردود مباشرة على بعض الحملات والمواقف التي استهدفته على خلفية دعمه الجهود الامنية التي أدت الى وضع اليد على هذا الملف.
وفي ما بدا ردا واضحا ومحددا على الحملة التي ساقها ضده رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية أول من أمس، قال الرئيس سليمان من جبيل: "أعطت جبيل رجالا وليفهم القاصي والداني انهم رجال للبنان قبل كل شيء، والذي يصف الرجال بأنهم رجال لغير لبنان فهو ليس برجل". واذ أكد "اننا نستطيع تدارك العاصفة التي حولنا وسنتداركها" وأضاف: "لكن الخطر كل الخطر من العاصفة الصغيرة الدنيئة الموجودة داخل الوطن". وفي ما بدا ردا آخر ضمنيا على ما نقل من انتقادات سورية له، قال سليمان: "عندما تصبح أي علاقة مع خارج لبنان تضر به نتوقف عنها وعندما تعود العلاقة لمصلحة لبنان نعود اليها".
وسط هذه المواقف لرئيس الجمهورية أثيرت تساؤلات عما اذا كان ملف الوزير السابق سماحة سيثار في جلسة مجلس الوزراء غدا وما اذا كان بعض أفرقاء 8 آذار سيفتعلون مشكلة حول هذا الموضوع أو يتجاهلونه كليا، علما ان العماد ميشال عون رسم خطا متحفظا لتكتله عنه معلنا "أننا نترك هذه القضية للقضاء ليقوم بعمله بعيدا من الاستغلال السياسي".
وقالت مصادر مطلعة لـ"النهار" انه سيكون من الصعب على أي فريق المضي بعيدا في اثارة الموضوع في ضوء عاملين: الاول ان القضاء لا يزال في بداية الطريق عبر هذا المسار، والثاني ان قوة الأدلة المتوافرة في الملف تشكل سدا مانعا لأي مزايدة سياسية في هذا المجال. وكشفت ان مرجعا كبيرا اطلع على التحقيق يمتلك صورا عن فصول العملية التي اتهم بها سماحة عرضها أخيرا على بعض زواره في اطار تبديد أي شكوك ودحض الكلام عن فبركة الاتهامات لسماحة. وقللت أهمية ادعاء وكلاء الدفاع عن سماحة على اللواء أشرف ريفي والعميد وسام الحسن بتهمة تسريب المعلومات اذ اعتبرت ان هذا الادعاء يضمر خوفا من تسرب محتمل لمحضر التحقيق مع سماحة والأدلة بالصوت والصورة التي أدت الى توقيفه وما يعنيه ذلك من احراج اضافي كبير لحلفاء دمشق في لبنان.

 

ويمثل سماحة قبل ظهر غد للمرة الثانية أمام قاضي التحقيق العسكري الاول رياض أبو غيدا في حضور احد وكيلي الدفاع يوسف فنيانوس او مالك السيد. وافادت معلومات امنية ان سماحة موقوف في المحكمة العسكرية وسيبقى فيها الى حين انتهاء التحقيق العسكري، علماً انه بدل وجهة افادته الاولى التي كان وقعها بعد انتهاء التحقيق معه في شعبة المعلومات. وفيما طالب وكيلا سماحة باحضار الشاهد ميلاد كفوري، فهم ان القاضي ابو غيدا لم يطلب معرفة مكان وجود كفوري او الاستماع الى شهادته.
وقال مصدر امني بارز انه لا يمكن القاضي ان يطلب احضار الشاهد، خصوصاً ان قوى الامن الداخلي تعهدت له كمخبر حمايته مع عائلته وهي تلتزم هذه الحماية وفقاً لما ينص عليه قانون قوى الامن الداخلي في مادته 226 من "عدم جواز الافصاح عن هوية المخبرين لاي مرجع او اي سلطة الا اذا حلها من هذا القيد المخبر نفسه". واذ اشار الى ان قوى الامن تعهدت ذلك امام النائب العام التمييزي بالانابة سمير حمود، أضاف ان قوى الامن اخرجت عائلة المخبر من البلاد قبل توقيف سماحة، ثم عملت على اخراج المخبر نفسه بعد العملية. ونفى ان تكون شعبة المعلومات قد تكلفت على نقل كفوري وعائلته وتأمين اقامة دائمة لهما اكثر من مئة الف دولار من المخصصات السرية العائدة الى المديرية في اعمال مماثلة، موضحاً ان قوى الامن ملزمة تأمين نفقة شهرية للمخبر وعائلته تراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف دولار. وفيما امتنع المصدر عن كشف الطريقة التي اخرج بها المخبر من البلاد، ترددت معلومات عن طلب رئيس جهاز الامن القومي السوري اللواء علي مملوك من جهات معينة معلومات عن مكان توجه الشاهد.
وتعليقاً على ما نقل عن سماحة لدى مثوله امام قاضي التحقيق العسكري من انه نقل عبوات لوضعها على الحدود الشمالية لمنع تسلل "الجيش السوري الحر"، أبلغت مصادر قانونية "النهار" ان فعل نقل المتفجرات يقع تحت طائلة قانون الارهاب الصادر في 1958/1/11 وقانون العقوبات لجهة محاولة القيام بالفعل الذي لم يحصل.

 

على صعيد آخر، علمت "النهار" ان قوى 14 آذار انجزت وضع مذكرة ستسلمها الى الرئيس سليمان خلال الساعات المقبلة تحدد فيها اسس مشاركتها في اجتماع الحوار غداً، على ان تجري مشاورات بين اطرافها لتحدد موقفها النهائي في ضوء ما ستسمعه من رئيس الجمهورية عن هذه المذكرة.
وتشمل المشاورات جميع اقطاب 14 آذار، مع العلم ان الرئيس سعد الحريري تناول غروب امس في مكة الإفطار الى مائدة ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز غداة مشاركته ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في افطار اقامه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.
وعلم ان فحوى مذكرة 14 آذار يتصل بالثوابت الوطنية التي تعتبر الدولة صاحبة السيادة الحصرية على اراضيها انطلاقاً من الدستور والطائف، وتؤكد ان امرة السلاح منوطة حصراً بالدولة اللبنانية. وتقترح المذكرة، في حال القبول بما ورد فيها، ان تتولى المؤسسة العسكرية اقتراح الآليات التنظيمية لاستيعاب السلاح خارج الشرعية.
وشددت مصادر 14 آذار على ان موقفها من الحوار لا يرتبط بموقف من الرئيس سليمان الذي تقدر تقديراً عالياً كل ما صدر عنه وهي تريد ان تكون المشاركة في الحوار وفق اسس واضحة تحقق الاهداف المرجوة.
يشار الى ان مجلس الوزراء سيعقد جلسته في الثالثة بعد ظهر غد في قصر بيت الدين، في حال التئام هيئة الحوار قبل الظهر. اما اذا لم تنعقد جلسة الحوار فإن جلسة مجلس الوزراء ستعقد في الحادية عشرة قبل الظهر في قصر بعبدا.

يوم انمائي حافل أمضاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قضاء جبيل وضع خلاله حجر الاساس لقرية جبيل الرياضية، وتفقد مشروع تأهيل طريق عمشيت – ميفوق، كما شارك في القداس الالهي في كنيسة سيدة ايليج.
بداية الجولة كانت بوصول سليمان الى نهر ابرهيم حيث استقبله الوزيران مروان شربل وناظم الخوري ومحافظ جبل لبنان انطوان سليمان والقائمقام نجوى سويدان والنائب السابق فارس سعيد والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، ورئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس، ورئيس البلدية طوني مطر. وبعد كلمة للشاعر ميلاد ضو، تحدث رئيس البلدية عن الدور الانمائي لرئيس الجمهورية وبالاخص لبلدية جبيل. من جهته، اشار مارتيونس الى انه لولا جهود الرئيس سليمان، لما ابصرت هذه المشاريع النور. اما سويدان فشكرت رئيس الجمهورية على انجازاته في الانماء المتوازن ولا سيما جبيل. وشكر سليمان مستقبليه، وقال: "اود ان اقول ان جبيل ليست محرومة، بل غنية جدا برجالها وبشعبها وبمرجعياتها، وهي اعطت ونزعت الحرمان عن كل العالم باختراع الابجدية، والبداية من نهر ابرهيم الذي يروي ساحل جبيل عبر قناة مياه من ايام الرومان، والذي يولد الكهرباء ويوزعها على كل جبيل، وان شاء الله نضع قريبا حجر الاساس لسد جنة لكي يلبي الحاجات المتنامية لقضاء جبيل.
وبعدها، قدم طوني مطر مفتاح البلدة الى سليمان.

 

والمحطة الثانية كانت في جبيل وتحديداً في المقر الذي تقرر فيه انشاء القرية الرياضية. وكان في استقبال سليمان الوزير فيصل كرامي ورئيس بلدية جبيل زياد حواط واعضاء المجلس البلدي، والرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة، وسفير المكسيك في لبنان، ورئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، وفاعليات. بعد كلمة لرئيس القرية الرياضية نبيل حواط تحدث فيها عن المشروع، تحدث زياد حواط قائلا "ان حلم الجبيليين تحقق في عهدكم فخامة الرئيس، وجزء مما ينقصها يتحقق اليوم في هذا المجمع الرياضي".
اما المحافظ سليمان فقال: "جبيل ليست عصية على القانون ولن تتراجع عن ولائها للدولة. لقد خلعتم عن قضائها باب الحرمان، فشكرا لكم تقومون الاعوجاج وتحلون العدل والانصاف تنمويا واقتصادياً، والانماء المتوازن يسير وفق رؤيتكم وينطلق من انمائكم ويتم بسعيكم الحثيث". وكانت كلمة لرجل الاعمال كارلوس سليم القاها زياد حايك.
وختاماً كلمة للاباتي نعمة.
ثم قال سليمان: "نستطيع تدارك العاصفة التي حولنا وسنتداركها ولكن الخطر، كل الخطر، من العاصفة الصغيرة الدنيئة الموجودة داخل الوطن. انا سعيد جدا لوضع حجر الاساس اليوم للقرية الرياضية بعدما وضعت جبيل حجر الاساس للانسانية بكاملها في ما مضى نحن مطمئنون الى مسيرة هذا العيش المشترك في جبيل وفي لبنان ونعمل من اجله، وما المشاريع الانمائية الا سبيل لتأمين التواصل بين المناطق والقرى والبلدات، وبالتالي بين القلوب. اضاف ان جبيل محرومة، لكنها وابناءها اكبر بكثير من الحرمان، ولن يكفي عهد واحد لجبيل ليزول الحرمان، بل يلزمها عهودا، ولدى جبيل ما يكفي من النواب والوزراء والمرجعيات والرجال الاكفياء النزيهون والشفافون، فيتعاونوا جميعا على خدمة جبيل وليتنافسوا رياضيا لخدمة جبيل ولا يعتمدوا منافسة الكيد والحقد ونصب الكمائن لبعضنا البعض.

 

ثم توجه الموكب الرئاسي الى عنايا حيث كان في استقبال سليمان رئيس البلدية ورئيس دير مار مارون الاب طربيه. واحتشد عدد من المواطنين للترحيب بسليمان.
وتحدث سليمان فشكر الجميع على حفاوة الاستقبال وقال: "نعدكم بمتابعة السعي لتأهيل البنى التحتية في المنطقة بالتعاون مع كل الفاعليات الموجودة في جبيل وهي اليوم، اكثر من اي وقت مضى، غنية بالنواب والوزراء والمرجعيات والبطريرك الماروني ورئيس الرهبانية اللبنانية المارونية، وكل الجبيليين في المؤسسات العامة والسياسية، ولا ننسى انه في عنايا اتفق على ما يسمى "اتفاقية عنايا" بين الجبيليين والطوائف، وهذا مثال يجب ان يحتذى، حافظنا عليه زمنا طويلا ولن نتخلى عن العيش المشترك والتعددية التي اصبحت نموذجا في العالم الحديث لكل دول العالم، ونحن نتمسك بها ونسعى الى تعزيز تطبيق اتفاق الطائف واهم ما فيه اللامركزية الادارية والانماء المتوازن. ودعا الجميع في بلدات وقرى جبيل وكل لبنان الى "التوجه لاستقبال قداسة البابا الذي سيزور لبنان في 14 و15 و16 ايلول.

 

المحطة الرابعة كانت في اهمج واستقبله فيها الوزير غازي العريضي والنواب سيمون ابي رميا، عباس هاشم ووليد خوري، ورئيس البلدية نزيه ابي سمعان.
"وبعد ازاحة الستار عن اللوحة التذكارية، تحدث ابي سمعان مرحباً "بالرئيس المنقذ".
وتلاه النائب ابي رميا الذي قال ان هذه الانجازات لم تكن لتحصل لولا التواصل والتكامل بين اصحاب القرار والسلطة التنفيذية، فلعبتم دوركم الطليعي والطبيعي في مواكبة كل هذه المشاريع الاستثنائية".
وكان لسليمان كلمة قال فيها: "انا سعيد جدا لمروري اليوم على الطريق وللمرة الاولى دون الوقوع في الحفر والحاق الاضرار بالسيارة. هذه الطريق التي كان يجب شقها منذ زمن، منذ ظهور القديس شربل، واليوم بفضل جهود الجميع الذين ساهموا وطالبوا والذين اشرفوا على التنفيذ، واخص بالذكر الوزير غازي العريضي الذي لاحق هذا المشروع منذ توليه وزارة الاشغال للمرة الاولى خلال ولايتي الرئاسية. ونطلب ايضا من كل المسؤولين، وأعني النواب ووزراء المنطقة والمسؤولين في الادارات العامة، وهي ليست معدومة في جبيل، ان يتعاونوا لما فيه خير هذه المنطقة وانمائها دون التوقف عند الحساسيات والتجاذبات السياسية.
والى لحفد التي انتقل اليها سليمان والوفد المرافق حيث كان في استقباله رئيس البلدية والمجلس البلدي والمخاتير.
ثم القى رئيس البلدية بطرس غانم كلمة تضرع فيها الى السيدة العذراء "ان تحفظ الرئيس سليمان ولبنان".
ثم القى سليمان كلمة مما قال فيها: "علينا ان نعمل كثيرا من اجل لحفد، وان طريق القديسين ستمر قطعا بلحفد وهو امر قد تقرر، وان شاء الله نضع حجر الاساس قبل انتهاء الولاية. كما ان طريق عمشيت – ميفوق ستمر ايضا في لحفد وسيتم تأهيل الطريق وهو المطلب الاساسي للمنطقة المحرومة منذ زمن والتي تدفع الضرائب اكثر من غيرها".
قرابة السابعة مساء، وصل سليمان الى ساحة عبيدات لتفقد مشروع تأهيل طريق عمشيت – ميفوق والذي يتوقع ان يحد من ظاهرة حوادث السير في المنطقة.
وبعد كلمة ترحيبية للمختار جوزف سمعان، القى الدكتور انيس كرم كلمة باسم البلدة والقرى المجاورة. وانتقل رئيس الجمهورية سيرا متفقدا الاعمال التي لا تزال جارية لتأهيل الطريق، واطلع على سير العمل ومراحله المختلفة.
ثم كانت كلمة لمجلس الانماء والاعمار القاها الامين العام غازي حداد.
وقال سليمان: "للمرة الاولى نقف اليوم لوضع حجر الاساس من دون خجل. الدولة لم تقم بواجبها منذ زمن طويل، وهذه المنطقة التي تدفع الضرائب اهملت لعشرات السنين، فأنتم اكبر من الحرمان فيها، هذه المنطقة انبتت بطاركة وقادة جيش وادباء ومرجعيات دينية كبيرة، ومرجعيات ادبية وتاريخية. هذه المنطقة مباركة ويعتز لبنان بأن يحوي منطقة كجبيل وبلدة كعبيدات.

اذا كانت صدمة الوزير والنائب السابق ميشال سماحة نجمت عن صورة السياسي الذي خالف قواعد اللعبة وتورط في العمل الامني بل "الارهابي"، وفق الادعاء المرفوع ضده بموجب الادلة والاعترافات، فان هذه الصدمة راحت تنحسر تدريجاً مع بداية المسار القضائي ليتقدم او ليتصاعد في مواجهتها مسار آخر لعله اكثر إثارة للحمى التي فجّرها هذا الملف. هذا المسار يتصل ببداية تسليط الضوء على ملف سماحة من زاوية استقرائه كمحطة تحول كبير في واقع لبنان السياسي والامني على مشارف بلوغ الازمة السورية ذروة الانفجار وتدفق تداعياتها على لبنان. وعلى رغم نأي هذا البعد حتى الآن عن الخطاب السياسي المعلن لمعظم القوى السياسية في ما يعكس حذرها من تناوله قبل وصول التحقيق الى مراحل متقدمة، فان بعضاً من الكثير الذي أثير عقب توقيف سماحة استعاد شريط بعض المحطات والاحداث والتطورات التي شهدها لبنان في حقبات سابقة وكانت بمثابة "علامات أزمنة" على مراحل متحولة.
المفارقة في هذا السياق ان سماحة نفسه كان احد اللاعبين الذين اكتسبوا حيثية معينة في بعض تلك المحطات، لكن ملفه المطروح قضائياً الآن، ليس سوى شرارة ادت الى استعادة الربط ببعض ما كان له فيه حضور او دور او ببعض آخر قد لا يكون له فيه أي دور. والمهم في الحالين هو ان هذا الملف شكل عنواناً لاستعادة شريط يرقى بشهوده ولاعبيه، أيا تكن مواقعهم، كما بشهدائه وضحاياه، الى ما قبل اتفاق الطائف، نظراً الى ان الفعل الامني، واحياناً العسكري، كان غالباً ما يؤشر أو يرسم الاساس لمرحلة سياسية تليه وتقوم على نتائجه.
في ذاكرة الشهود على أكثر من ثلاثة عقود طبعت بهذا النمط  الذي حكم لبنان، ان "الاتفاق الثلاثي" الشهير عام 1985 كان شرارة الزلازل الكبرى التي دهمت آنذاك المعسكر المسيحي بفعل الانتفاضات المسلحة على خلفية التحكم بالقرار المسيحي من خلال العلاقة بسوريا. بدأ الصدام المسيحي في تلك الحقبة بانتفاضة ايلي حبيقة داخل "القوات اللبنانية"، وكان سماحة انتقل الى معسكر حبيقة وافضى الامر الى ابرام "الاتفاق الثلاثي" كاتفاق انقلابي على عهد الرئيس امين الجميل و"الجبهة اللبنانية"، لكن الانتفاضة المضادة لسمير جعجع عليه اجهضته واسقطت جناح حبيقة واخرجته من "المناطق الشرقية". كان الفعل العسكري والامني آنذاك نذير مرحلة حربية مدمرة جرجرت ذيولها الى نهاية عهد الرئيس الجميل ونشوء "الفوضى" التي حذر منها الموفد الاميركي ريتشارد مورفي وصولا الى ذروة الزلزال المسيحي في "حرب الاخوة" بين العماد ميشال عون وسمير جعجع.
بعد الطائف شكل تفجير كنيسة سيدة النجاة عام 1994 شرارة حقبة امنية أدت الى تسليط حكم الجهاز الامني السوري – اللبناني المشترك بقوة ساحقة على البلاد بعد اعتقال قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع. ذروة المفارقة التي لا تزال عالقة حتى اليوم هي أن جعجع دين بملفات اخرى بعد سقوط اتهامه بتفجير الكنيسة، وظل المفجر "مجهولا" وقبع المتهم 11 عاما في السجن بملفات لا تزال ظروف محاكمته فيها تحت وطأة الطعن بالمحاكمين والحاكمين.
بين عامي 1994 و2004 عقد كامل استتب الوضع فيه للواقع الناشئ تحت احكام الوصاية السورية. تحول مسار الصراع في تلك الحقبة مع محاصرة معارضي الوصاية وقمعها، ونشأ صراع مختلف داخل السلطة السياسية بدأ يتشكل فيه محور مناهضي الحريرية في مواجهة الرئيس رفيق الحريري. هذا الجانب، الى تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وصولاً الى التحرير عام 2000، نأى بالواقع الداخلي الى حد ملحوظ عن نمط الاحداث الامنية الكبيرة في الداخل فبدا معها في ظل هدنة.
وكان عام 2004 في خريفه نذير العودة الى النمط اياه. بدأ الامر مع التمديد للرئيس اميل لحود ومن ثم محاولة اغتيال مروان حماده، ثم حصل الزلزال مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري. عادت الاغتيالات لتشكل العنوان القائم لإغراق لبنان في احدى اعتى حقباته شراسة مع هجوم منهجي قلما عرفه بلد في تصيّد نخب سياسية واعلامية وحزبية بوتيرة مذهلة لم تحط رحالها نسبيا الا مع تشكيل المحكمة الدولية. ولكن الاغتيالات كفعل ارهابي – أمني رسمت علامة زمن متحول ضخم بدأ مع انسحاب القوات السورية من لبنان ووضع حد لعقدين على الاقل من الوصاية المباشرة السياسية والعسكرية – الامنية على لبنان.
مع اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، اي قبل سنة وخمسة اشهر، لم يكن غريبا ان تنتصب المخاوف بقوة على لبنان من جراء هذا الحدث التاريخي. مرر لبنان شهوراً عدة بحد معقول من التداعيات عليه، لكن مؤشرات الاهتزاز بدأت بالتصاعد مع الوضع الشديد الاضطراب على الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا. وبموازاة الازمة الحدودية المتصاعدة لم تكن توترات الداخل أقل حدة ولو مضبوطة بخيوط حمر لا تزال "محترمة" بشق النفس. زمن متحول يشق طريقه ايضا الى لبنان، كان من علاماته عودة محاولات الاغتيال عبر استهداف جعجع في معراب والنائب بطرس حرب وتهديد آخرين. ثم انفجر ملف توقيف سماحة بكل ما يختزنه من وقائع وادلة واعترافات وعودة عن بعض الاعترافات وما الى ذلك، والطريق في بدايتها. لكن الدلالات الرمزية هذه المرة قد تكون معاكسة لكثير من السوابق ولو ان الحكمة تملي الانتظار وتجنب التسرع.

يصل وزير الخارجية االفرنسي لوران فابيوس غدا الى لبنان ضمن جولة في المنطقة يزور خلالها الاردن وتركيا للبحث مع المسؤولين فيها في انعكاسات الازمة السورية على هذه الدول التي تستقبل عددا كبيرا من اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم من جراء العنف.
وسيجدد فابيوس خلال زيارته دعم فرنسا لجهود هذه الدول من اجل استقبال العدد المتزايد من اللاجئين، كما ان باريس التي تترأس هذا الشهر مجلس الامن الدولي تريد ان تضطلع بدور ايجابي من خلال دعوة وزراء خارجية الدول الاعضاء داخل المجلس الى بلورة قرار يعالج الوضع الانساني للاجئين داخل سوريا وفي بلدان الجوار.
وفي هذا السياق تاتي زيارة وزير الخارجية الفرنسي للمنطقة تحت عنوان التضامن مع الشعب السوري ومع اللاجئين السوريين ومع دول المنطقة التي تعاني من ازدياد عددهم للترويج لمرحلة  سياسية انتقالية ذات صدقية في سوريا يمكنها تخطي "الفيتو" الروسي والصيني.
ويصل فابيوس اليوم الى الاردن حيث يجول في مخيم برفقة نظيره الاردني ناصر جودة، وسيجتمع بالطاقم الطبي الفرنسي الذي ارسلته فرنسا والذي بدأ بمعالجة المصابين، كما سيلتقي اعضاء فرنسيين من منظمات انسانية موجودة داخل المخيم قبل ان يجتمع بالعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني.
وبالاضافة الى المسؤولين اللبنانيين الذين سيناقش فابيوس معهم اخر التطورات على الساحة الاقليمية سيقوم بلقاء شخصيات من المعارضة اللبنانية للوقوف على وجهة نظرها في شأن الملف السوري وارتداداته على الوضع الداخلي.
وسيطلع فابيوس خلال لقاءاته مع الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي ونظيره وزير الخارجية عدنان منصور هؤلاء المسؤولين على الاتصالات الدولية التي تقوم بها فرنسا والاتحاد الاوروبي في شأن الازمة السورية.
وتتفهم باريس سياسة الحكومة اللبنانية التي تنأى بنفسها عن الازمة السورية رغم ان فرنسا تلتزم موقفا متشددا من النظام السوري وهي تضغط لتنحي الرئيس بشار الاسد.
وسيعرض المسؤولون اللبنانيون على وزير الخارجية الفرنسي قراءتهم للوضع السوري وتداعياته بما في ذلك على الوضع السياسي الداخلي والتدابير التي يقوم بها لبنان للتعامل مع اللاجئين النازحين الى الاراضي اللبنانية والاحتياجات اللبنانية المتزايدة من جراء تزايد اعداد النازحين.
وسيجدد وزير الخارجية الفرنسي خلال زيارته التزام بلاده سلامة لبنان واستقلاله وسيادته وسلامة اراضيه وسيعرب عن قلقه من جراء الاحداث الاخيرة التي تهدد الاستقرار اللبناني.
كما ان فابيوس سيبحث مع الافرقاء اللبنانيين في كيفية تحصين الموقف الداخلي اللبناني لمنع وصول نيران الحريق السوري الى الداخل اللبناني.
وتبدو باريس في هذا السياق حريصة على مواكبة لبنان للتغيير المحتمل في سوريا، في ظل وضع  في لبنان يتاثر بالامتدادات الاقليمية من جراء اصطفاف اللبنانيين بين مؤيد ومعارض للنظام الحالي في سوريا.
اما في تركيا فسيجتمع فابيوس بنظيره التركي احمد داوود اوغلو في 17 اب  للبحث في آخر التطورات بعد لقاء وزير الخارجية التركي نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون كما وانه سيقوم بزيارة احد مخيمات اللاجئين السوريين للاطلاع على وضعهم الانساني.

اعتبرت كتلة "المستقبل" ان "كشف مؤامرة النظام السوري يميط اللثام امام العالم عن الوسائل الاجرامية التي يعتمدها نظام آل الأسد تجاه لبنان وامنه وقياداته".
عقدت الكتلة اجتماعها امس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واصدرت بيانا تلاه النائب عمار حوري، ما جاء فيه: " عرضت الكتلة الوقائع المذهلة للجريمة المروعة التي كانت تدّبر للبنان ونجح في كشفها رجال قوى الامن الداخلي بقيادة مديرها العام اللواء اشرف ريفي على يد شعبة المعلومات بقيادة رئيسها العميد وسام الحسن والتي كشفت حتى الآن عشرات شبكات التجسس الاسرائيلية، واضافت الى سجلها كشف مؤامرة المُجرمْين اللواء علي مملوك وميشال سماحة، مما احبط تنفيذ اخطر مؤامرة كانت تدّبر للبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر استهداف السلم الأهلي".
ورأت ان "كشف مؤامرة النظام السوري يميط اللثام امام العالم عن الوسائل الاجرامية التي يعتمدها نظام آل الأسد تجاه لبنان وامنه وقياداته ومواطنيه، وهي غير بعيدة عن الوسائل والطرق التي اعتمدت في اغتيال نخبة من قادة لبنان على مرّ الاعوام".
واذ اشادت " بالموقف الشجاع لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي شكر قوى الامن الداخلي على انجازها"، طالبت الحكومة "باتخاذ الموقف المناسب من الجريمة التي اكتشفت، وعدم الاكتفاء بالموقف الخجول لرئيس مجلس الوزراء، لان الحكومة مطالبة تبعاً لمسؤولياتها بأن تبادر إلى اخبار جامعة الدول العربية ومجلس الامن بالمعطيات المتوافرة لديها عن الجريمة المكتشفة، لوضع النظام السوري امام مسؤولياته".    
وضمت الكتلة "صوتها الى صوت عائلات شهداء ثورة الارز بأن تكون الجريمة المكتشفة من اهتمامات عمل المحكمة الخاصة بلبنان للبحث في امكان ان تكون هذه الجريمة على صلة بالجرائم السابقة"، مؤكدة " الاستمرار في التشاور مع رئيس الجمهورية وكل مكوّنات تحالف قوى الرابع عشر من آذار في شأن جلسة الحوار المقبلة، انطلاقا من كونها تعتبره الوسيلة الوحيدة الواجب اتباعها للتواصل بين اللبنانيين، على أن يكون استناداً الى وحدة الوطن والدولة ومرجعية مؤسساتها وانطلاقاً من احترام الدستور والتزام اناطة السلطة العسكرية والأمنية والسياسية حصراً بالدولة وعلى كل الأراضي، وان اي حوار لا ينطلق على اساس هذه المبادئ في ما خص السلاح الخارج عن سلطة الدولة، يبقى شكلياً لا يوصل إلى الهدف المنشود".
 وعن قانون الانتخاب، قالت: " المشروع الذي اقرّته الحكومة اثبتت فيه انها حقا حكومة حزب الله، لانها فصلّته على قياس مصالح حزب السلاح واتباعه من القوى السياسية بهدف السيطرة على لبنان".    
ولاحظت ان " القانون الذي اجريت الانتخابات على اساسه في الـ 2009 اقرّ اكراما للعماد ميشال عون وبتغطية من حزب الله ، وان اعتماد النسبية في قانون الانتخاب هدف وطني يساهم في تأمين عدالة التمثيل، وقد ايدّته حكومة الرئيس السنيورة عبر مشروع لجنة الوزير فؤاد بطرس، لكن على أساس ان يكون التطبيق في ظل ظروف مختلفة تغيب فيها الكيدية وسيطرة السلاح والارهاب على المرشحين وارادة الناخبين، ولا سيما في مناطق سيطرة حزب الله".
وختمت: " الدوائر الانتخابية التي تضمنها مشروع الحكومة اتت نتيجة حياكةٍ ثوب سياسي بهدف السيطرة والاستبداد واستهداف اطراف على حساب آخرين".

أكد رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ان "موضوع الوزير السابق ميشال سماحة في يد القضاء، وعندما يصبح امام القضاء نتركه يقوم بعمله بعيداً عن الاستغلال السياسي، وعندما يمر امام المحكمة يصدر الحكم".
وتناول في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع الاسبوعي للتكتل في الرابية امس قضية تجديد الحصرية لطيران الشرق الاوسط "MEA" لمدة 20 سنة، فقال انه "تبين لنا من مراجعة الدستور ان الموضوع يحتاج الى قانون وسنطلب تأجيله حتى اصدار القانون"، موضحاً ان "الحصرية حصلت سابقاً بموجب مرسوم".
وفي سياق آخر، أشار الى ان "السفارة الاميركية نفت ما نسب الى السفيرة الاميركية مورا كونيللي عن تحذيره من محاولة اغتيال".
ثم تحدث عضو التكتل النائب آلان عون فقال: “منذ ان اقرت الحكومة قانون الانتخاب وحوّلته الى مجلس النواب تعرض التيار الوطني الحر لحملة تفتقد الكثير من اللياقة"، موضحاً ان "موضوع النسبية مع الدوائر المتوسطة ناقشناه منذ ان بدأت اللقاءات في بكركي، وضمن التقرير الذي رفعناه كان هناك اقتراح القانون الارثوذكسي واقتراح قانون النسبية مع دوائر متوسطة، وتوافقنا على الصيغتين وقلنا ان اي واحدة تحصل على اجماع نسير بها".
واضاف: “نشعر بأن هناك تراجعاً من البعض، فالقانون الانتخابي الذي صدر عن الحكومة متقارب جداً مما رفعناه في لجنة بكركي باستثناء الجنوب وعكار، ونحن مستعدون لاعادة البحث في تقسيم الدوائر ضمن التعديلات في مجلس النواب".
ولفت الى انه "قبل الاستمرار بأي شيء في النقاش يجب تحديد موقف الآخرين من النسبية ويجب ان يحصل التزام لما تم التوافق عليه سابقاً، اما التراجع تحت ضغط حلفاء لهم بعد الالتزامات المقدمة فهو يُفقد الامل بالتوصل الى شيء مشترك".
وأكد ان هناك "فرقاً كبيراً بين بيع سمك بالبحر حول الدوائر الصغرى التي لم يحصل نقاش جدي حولها، وقانون النسبية مع دوائر متوسطة"، مشيراً الى "اننا نشعر بأن هناك مناورة حول الدوائر الصغرى للهروب من الالتزامات السابقة، وعندما نصل الى قانون انتخابي شبيه الى حد كبير بما اتفقنا عليه فيجب التعامل معه
بايجابية".
وكان العماد عون رعى افطاراً أقامته هيئة قضاء بيروت في "التيار الوطني الحر" في فندق السان جورج وسط بيروت وحضر ممثل رئيس مجلس النواب النائب غازي زعيتر، وزير التربية حسان دياب، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ حسن الحاج شحادة ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ محمد حجازي، مطران الكاثوليك في بيروت كيريللس بسترس، مطران السريان في جبل لبنان جورج صليبا، الوزير يوسف سعادة ممثلاً رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، الدكتور نبيل العرجة ممثلاً الرئيس عمر كرامي.
وألقى عون كلمة قال فيها ان "النسبية تخسرنا 10 مقاعد في جبل لبنان، لكننا قبلناها لأنها تؤمن التمثيل الصحيح والعادل". واضاف "لا تراهنوا على ما يحصل حولكم، بل راهنوا على أنفسكم لبناء الوطن وإنقاذ حياتنا المشتركة.

في اليوم الثاني لزيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي احتشد الآلاف من أبناء بلدة القبيات والجوار في مهرجان احتفالي كبير، استقبالا للبطريرك الذي ترجل عند مدخل البلدة محاطا بالنواب هادي حبيش ونضال طعمة ورياض رحال والنائب السابق مخايل ضاهر وفاعليات المنطقة، وبرئيس البلدية عبده مخول عبده والقائد السابق للجيش العماد ابرهيم طنوس والرئيس السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم - الإنتشار ايلي حاكمة. وشارك البطريرك في مسيرة يتقدمها الخيالة وحملة الاعلام الكنسية والبطريركية واللبنانية لمسافة تزيد على الكيلومتر، وصولا الى ساحة القبيات، ونثرت الورود ورش الارز على طول هذه الطريق. وفي ساحة البلدة، أقيم احتفال كبير قدمت خلاله هدايا رمزية من الجمعيات والمؤسسات ، ولوحة كبيرة تمثل بوابة القبيات. وألقى رئيس البلدية عبده كلمة قال فيها "إن القبيات كما كل عكار هي في عرس وفرح، جاءت كلها لتقول لصاحب الغبطة أهلا وسهلا بكم، فقدومكم إشراق وأنوار وموجة فرح". وأشار الى "أن الجيش هو سياج الوطن والضامن الوحيد لسيادته واستقراره وسلمه الاهلي ووسام شرف نضعه على صدورنا".
ورد البطريرك بكلمة قال فيها سلام لك وعليك يا قبيات العزيزة، العرين اللبناني الماروني في عكار، عرين كل اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومشاربهم. إنني أنقل اليكم تحيات الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي سلمتموه سابقا مفتاح هذه البلدة، وأنا سأنقل اليه بوابة هذه البلدة اليوم".  
وخص متطوعي الصليب الاحمر في مركز القبيات بالتفاتة خاصة، والتقط معهم صورة تذكارية في باحة كنيسة القديس شربل. ثم زار "مستشفى سيدة السلام" في القبيات حيث استقبلته الراهبات الانطونيات والدكتور انطوان ضاهر الذي القى كلمة عن عمل المستشفى واهميتها "آخر مستشفى في منطقة عكار والابعد عن بيروت"، ثم زار راهبات المحبة وراهبات سيدة العطايا ودير مار جرجس ومرت مورا ومركز مبنى المطرانية المارونية، ووضع  الحجر الاساس للمجمع السكني الماروني الذي يشرف عليه الصندوق الماروني ، ثم زار  رعية القبيات الغربية ليترأس عند الثامنة مساء القداس الاحتفالي في عيد سيدة الغسالة العجائبية.

 

وكان الراعي زار بلدة البيرة حيث أقيم له استقبال شعبي حاشد حضره النواب وفاعليات المنطقة. بداية قدم أولاد الشيخ أحمد عبد الواحد باقات الورد الى الراعي، والقى الشيخ علاء عبد الواحد كلمة باسم العائلة قال فيها: "ان إصراركم على الحضور اليوم يا صاحب الغبطة على رغم التآمر والتخطيط الذي يحاك ضد شخصكم، يذكرنا بقول سيدنا المسيح حيث لا يعود للقيم احترام "أجيء بنفسي متقمصا في تجل جديد لأدل على الطريق". وقوفكم اليوم على خاطرنا وسعيكم لبلسمة جروح منطقتنا التي فقدت شيخها وإمامها الشهيد أحمد عبد الواحد يعبر عن وقوفكم الصادق الى جانبنا لأنكم تحملون رسالة الله التي تحرم القتل والظلم".  
كذلك ألقى رئيس حركة "شباب عكار" خالد عبود كلمة.
بدوره رحب رئيس بلدية الكواشرة الدريب وليد قاسم بالراعي والوفد المرافق، وقال: "غبطة البطريرك أنت في البيرة عاصمة الدريب التي اتهمت بالطائفية والمذهبية والإرهاب، ولكننا نؤكد اننا رمز التعايش والأخوة والتعاون، وثقوا يا غبطة البطريرك اننا لا نعادي الأم ولا نعادي الجيش ولا الدولة".
ورد الراعي شاكراً  وقال: "الزيارة كانت مقررة لعكار العزيزة من دون أي قلق على المسيحيين ولا على المسلمين، لقد كنا معكم منذ اليوم الأول لسقوط الشهيدين وكلفنا المطران ابو جودة بنقل التعزية. أردنا أن يكون هذا اللقاء تعزية لكم، ولكن كلماتكم الجميلة عبرت عما أردنا قوله في هذا اللقاء. بتأثر كبير أحيي وأعزي عائلة الشهيد التي انكسر قلبها لأن الموت خسارة كبيرة، وكل تعاليمنا الإسلامية والمسيحية تقول لنا ان الإنسان على صورة الله وحياتنا البشرية لها قيمتها عنده (...). ان العدالة تبقى فوق كل شيء فلتقل كلمتها ولتنصر الحق".
وكان الراعي زار  مع الوفد المرافق مبنى "تيلي لوميار" في بلدة الشيخ محمد حيث كان في استقباله المطران باسيليوس منصور والنائب رياض رحال ورئيس البلدية طلال خوري ورئيسة مكتب "تيلي لوميار" انيسة هلون . وألقى رئيس البلدية خوري والسيدة أنيسة سليمان كلمتين. وحيا البطريرك الحضور وأسرة "تيلي لوميار" مخصصا بالذكر الأخ نور، وأضاف:" لا يمكننا في لبنان الاستغناء عن أحد"، وبصوت عال أقول، عندما وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان دعوة شخصية للجلوس إلى طاولة الحوار فهذا يعني أنه يحترمهم ويقدرهم. أرجو أن يسقط كل المدعوين حساباتهم ويجلسوا إلى طاولة الحوار ، فالمسؤول لا يمكنه أن يقاطع أو أن يتغيب".  
ثم جال الراعي مع رئيس مجلس إدارة مستشفى عكار - رحال، النائب الدكتور رياض رحال في أقسام المستشفى، ووضع إكليلا من الزهر على نصب شهداء الجيش اللبناني في بلدة الشيخ محمد، ليتوجه إلى بلدة النفيسة.  واستوقفه على مفترق منيارة في محطة غير مدرجة على جدول الزيارة، وفد ضم رئيس إقليم عكار الكتائبي شادي معربس ورؤساء مراكز عكار الكتائبية وقدموا اليه درعا تقديرية.
وزارالراعي تباعا رعايا القنطرة وكرم عصفور ومزرعة بيت غطاس ومنها الى بلدة منيارة حيث كان استقبال حاشد القى خلاله رئيس بلدية منيارة رئيس اتحاد بلديات شفت عكار انطون عبود كلمة رحب فيها بالراعي مؤكدا "ان عكار كانت وستبقى نموذجا بعيشها ". واشاد بالجيش "ضامن السيادة وحامي الوطن".
ورد البطريرك بكلمة ثم انتقل الى جامعة البلمند في بينو حيث التقى اعضاء مجلس الادارة ونوه بـ "الاعمال الانمائية التي تقدمها مؤسسة عصام فارس لهذه المنطقة". ومساء بعد القائه التحية على ابناء بلدة الحصينة كانت محطة في بلدة مجدلا حيث القى امام المسجد فواز الحولي كلمة ثم كانت كلمة لرئيس البلدية خلدون كتوب.  ورد الراعي شاكراً.
كذلك استقبل أهالي بلدة الحميرة البطريرك الراعي على وقع الترانيم الدينية. وكانت كلمة لكاهن الرعية الياس بشارة . ثم انتقل الى بلدة سيسوق حيث رفع صلاة داخل كنيسة مار الياس وكان له استقبال حاشد التقى خلاله ابناء الرعية والجوار في صالون الكنيسة والقيت كلمات لكاهن الرعية ورئيس البلدية غسان تامر وعدد من الفاعليات.
وعلى مدخل بلدة بقرزلا اقيم  استقبال شعبي حاشد وازاح الراعي الستار عن لوحة تذكارية لشهداء الجيش في حضور ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن الطيار نخلة عبود. والقى رئيس بلدية بقرزلا جوزف داغر كلمة. ثم توجه الى كنيسة القديسة مورا حيث ترأس الذبيحة الالهية.
وكان خوري الرعية نعمة الله جديد رحب في بداية القداس بالبطريرك، الذي انتقل على الأثر إلى مدرسة القديسة مورا في البلدة وكانت في استقباله الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات الام غابريال بو موسى ورئيسة المدرسة الاخت نادين ابو خليل وحشد من الراهبات والفاعليات.

جدّد وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور موقف لبنان "النأي بنفسه" عما تضمنه مشروع البيان الختامي لمؤتمر القمة الاسلامي الرابع الاستثنائي لجهة تعليق عضوية سوريا، وينأى بنفسه عن القرار المتعلق بسوريا.
وجاء في كلمة لبنان التي ألقاها في مؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي المنعقد في جدة: "(...) إننا وإن كنا نؤيد ما جاء في البيان الختامي المتعلق بفلسطين ومالي ومنطقة الساحل والأقلية المسلمة في ميانمار وقضايا الاصلاح وندعمها، فإننا بالنسبة الى الموضوع الفلسطيني، كنا نتمنى ان يتضمن البيان قرارا حازما من المؤتمر بتعليق كل اشكال التعاون والتواصل السياسي والاقتصادي والتجاري ووقفها مع العدو الاسرائيلي وممارسة الضغوط العملية عليه من خلال تشديد المقاطعة الاقتصادية معه (...)
أما بالنسبة الى الموضوع السوري، فإن لبنان سبق له منذ بداية الأحداث في سوريا الشقيقة، ان اعتمد سياسة النأي بالنفس، وهذه السياسة استندت في جوهرها الى ان الحل في سوريا يجب ان يكون سياسيا داخليا، يعتمد على الحوار بين القيادة والمعارضة وعلى تطبيق الاصلاحات. وان التدخل الخارجي سيعقّد الأزمة ولن يحلّها، وان تدفق الأموال والسلاح على سوريا يشكل تهديداً خطراً لوحدة ارضها وشعبها وسيادتها، ويزيد من دورة العنف والقتل والدمار. كما أن التأجيج الاعلامي المبرمج والموجّه وبث النعرات الدينية والطائفية والمذهبية، واستمرار العنف بشتى اشكاله، ستكون له مضاعفاته الخطيرة ليس على سوريا ارضا وشعبا وأمنا فحسب بل أيضاً على دول المنطقة ككل امنا واستقرارا وسلاما.
لذلك، فإن لبنان يجدد مرة اخرى موقفه حيال الموضوع السوري الذي تضمنه مشروع البيان الختامي لمؤتمر القمة الاسلامي الرابع الاستثنائي بتعليق عضوية سوريا، وينأى بنفسه عن القرار المتعلق بسوريا، وكلنا أمل في أن تكون سوريا قد خرجت من محنتها في أقرب وقت لتستعيد عافيتها ودورها القومي والاسلامي وسط محيطها ووسط امتها".
والتقى منصور على هامش المؤتمر وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، وعرضا التطورات في الشرق الأوسط عموماً وسوريا تحديداً.

اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "ان اعتماد مجلس الوزراء مبدأ النسبية في الانتخابات النيابية، خطوة متقدمة بغض النظر عن النقاش الذي سيحصل حول الدوائر والتقسيمات".
ورأى "ان مبدأ النسبية كلما كان مطبقاً بدوائر اوسع كان تطبيقه اكثر فائدة وموضوعية واكثر تمثيلاً، داعياً الى ان "يكون النقاش لتقليل عدد الدوائر لا لزيادتها حتى لا يفقد نظام النسبية مضمونه".
واكد خلال رعايته الافطار السنوي لـ"التجمع الاسلامي للمهندسين" في نادي الشقيف في النبطية "ضرورة التحاور على اساس وطني بدون اسقاطات واذعانات خارجية".
واضاف: "اذا كنتم تريدون دولة تتولى مهمة الدفاع حصراً عن لبنان دونما حاجة الى مقاومة شعبه واهله، وتتولى حصراً مسؤولية الدفاع عنهم، فعلينا ان نبني معاً هذه الدولة التي لا نجد لها مصداقاً اليوم (...)".

فضل الله
وأفادت مراسلة "النهار" في بنت جبيل ان عضو الكتلة النائب حسن فضل الله ألقى كلمة في إفطار اقامه "التيار الوطني الحر" في قاعة ثانوية مار يوسف لراهبات القلبين الاقدسين في عين ابل، حضره الى راهبات الدير عضو اللجنة المركزية في التيار ماهر باسيلا، راعي ابرشية صور للموارنة المطران نبيل شكرالله الحاج، وممثلون للاجهزة الامنية وفاعليات. وتخللته كلمات للحاج وعضوي اللجنة التنظيمية للافكار من التيار جورج جمعه ومارون صادر، اكدت "اهمية العيد الذي يجمع على التعاضد والتلاقي والتضامن والمحبة".

استقبل وزير الدفاع الوطني فايز غصن في مكتبه امس وزير الدولة بانوس مانجيان وعرض معه سلسلة الرتب والرواتب، وخصوصا ما يتعلق منها بالسلاسل المقترحة للسلك العسكري.
ونوه مانجيان وغصن بالتقدم الذي تم احرازه على طريق اقرار السلسلة وبالجهود المبذولة لاتمامها، وشددا في الوقت عينه على ان كل الاسلاك سوف تأخذ حقها وان المساواة هي المعيار الاساسي بين الجميع.

 

شددت اللجنة الأمنية المركزية من الحزبين التقدمي الاشتراكي والديموقراطي اللبناني و"حزب الله" على "ضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار في منطقة الجبل"، واعتبار الأمن "خطّاً أحمر"، وأن "على الجميع التعاون والإلتزام من أجل صونه والمحافظة عليه مهما كانت الصعوبات".
ونوهت اللجنة التي عقدت لقاءً تنسيقياً في اطار اللقاءات الدورية في مركز الأمانة العامة للديموقراطي في خلدة، شارك فيه لواء جابر عن الحزب المضيف وبلال داغر عن "حزب الله" وصلاح البتديني عن التقدمي، بأهميّة استمرار لقاءاتها الدوريّة "من أجل تعزيز التنسيق والتعاون حفاظاً على الأمن والاستقرار والعيش المشترك في الجبل، بما ينعكس على كل المناطق".

 

تجمع عدد من الشبان والنسوة والاولاد لدى قيام دورية لقوى الامن الداخلي من فصيلة العباسية (قضاء صور) بقمع مخالفة بناء على الاملاك العامة تعود للمواطن اسامة ع. ع (27 سنة) في محلة دير قانون النهر، وعمدوا الى قطع الطريق بعوارض حديد وحاصروا القوة ما دفع الدورية الى الانسحاب.
وتبين ان من بين المعترضين على العمل الذي لم يتم ع. ح. ب. و ع. ع. ا. اللذين نفذا مخالفات مماثلة.
واعلمت النيابة العامة في الجنوب بالوقائع.

 

بعلبك – " النهار"

قتل الشابان علي محمد شهاب مرضى (28 سنة)  وبلال علي مشرف الحاج حسن (25 سنة) من بلدة الشواغير في البقاع الشمالي ظهر امس نتيجة خلافات قديمة بين العائلتين. وكان القتيل مرضى خارجاً من "مستشفى البتول" في الهرمل عندما أطلق بشير الحسن الحاج حسن عيارات نارية في اتجاهه وأرداه وتوارى، فيما نقلت جثة مرضى الى براد المستشفى.
وفور شيوع الخبر أطلق مسلحون من آل مرضى النار من قبيل الثأر على بلال الحاج حسن الذي كان اول من صادفوه من العائلة فأردوه. ونقلت جثته الى "مستشفى العاصي".
وطوّق الجيش البلدة وسيّر دوريات مؤللة فيها لمنع تفاقم الأمور.

 

تدهورت فجر امس دراجة نارية يقودها رشيد كميل سويد (41 عاما) على اوتوستراد عمشيت، مما ادى الى اصابته بجروح خطرة نقل على اثرها الى مستشفى في جبيل، لكنه توفي متأثرا بنزيف صاعق، واعتبر الحادث قضاء وقدرا. كذلك نقلت الى مستشفى في الاشرفية جثة العامل السوري علي احمد الحمادة والدته نحلة (24 عاما) وقد سقط اثناء صعوده من الطبقة التاسعة الى الطبقة السابعة عشرة عبر السلم الآلي لورشة قيد الانشاء في الاشرفية، وقد توفي على الفور واعتبر الحادث قضاء وقدرا.
ووجدت جثة العامل الهندي رجا رام جوراتان (26 عاما) مشنوقا بسلك كهرباء داخل مبنى شركة "سوكلين" في الشويفات. ونقله موظف في الشركة الى مستشفى في الحدث حيث كشف عليه الطبيب الشرعي، وتبين انه انتحر ولا آثار تعذيب عليه.
وفي بلدة اجدعبرين - قضاء الكورة عثر على جثة الثمانيني صبحي شيبان قرب مدافن البلدة بعدما كانت اختفت اثار صاحبها قبل 24 ساعة. والتحقيقات قائمة لمعرفة الملابسات.

 

عقد اجتماع بعد ظهر امس بين وفد من عناصر فوج اطفاء بيروت الذين كانوا معتصمين داخل مبنى المجلس البلدي للعاصمة، ورئيس بلدية بيروت بلال حمد، أفضى الى وعد بتلبية مطلبهم بإقرار زيادة الستين في المئة.
وبعدما شكر الوفد رئيس البلدية، استأنف المعتصمون عملهم.
وذكرت مصادر ان حمد اقترح خلال الاجتماع، الذي حضره قائد الفوج العقيد منير مخللاتي، على وفد الاطفائيين المعتصمين انه بدل زيادة الـ60 في المئة على الرواتب، يمكن إعطائهم 500 الف ليرة مقطوعة شهريا، وهو يعتبر ان الحل بمثابة عيدية، متمنيا على الحاضرين التجاوب مع الاقتراح، الا ان عناصر الاطفاء أصروا على مطلبهم وذكّروا رئيس البلدية بالاتفاق على الـ60 في المئة في الاجتماع الذي كان عقد في مكتب وزير الداخلية والبلديات مروان شربل قبل نحو اسبوعين. وبعد نحو ساعة من انتهاء الاجتماع، تبلغ الاطفائيون قرار المجلس البلدي بالموافقة على مطلبهم، فرفعوا اعتصامهم واستأنفوا أعمالهم.

رغم ان وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) عدلت أحكام المادة 95 من الدستور حيث فرضت المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في وظائف الفئة الأولى وفي ما يعادلها وأناطت بمجلس الوزراء تعيينهم، لا يزال الضمان الاجتماعي يعمل وفق قوانينه الخاصة متجاهلا احكام الدستور ومهمات مجلس الوزراء في هذا السياق.
مناسبة الكلام، ان ادارة الضمان طلبت رأي اللجنة الفنية في شأن تعديل الشروط لوظيفة مدير بالتنسيق مع مجلس الخدمة المدنية تمهيداً لاجراء مباراة محصورة لوظيفة مدير في الصندوق، وخصوصا ان ثمة شواغر في الضمان ومنها في مديرية المرض والامومة، والمديرية الفنية، مديرية التفتيش المالي. وكذلك ثمة مديريات ستشغر قريبا مع احالة بعض المديرين بالوكالة على التقاعد. وأهمية تعيين مديرين في الضمان من مجلس الوزراء، هو ان بعض المديريات في الضمان يضع في تصرفها موازنات لا تتوافر في العديد من الوزارات، كمديرية المرض والامومة التي تشرف على صرف تقديمات بنحو 500 مليار ليرة.
وقد خلصت اللجنة الفنية في رأيها القانوني الى ان مجلس الوزراء هو المرجع الصالح لتعيين المديرين في الصندوق أسوة بسائر موظفي الفئة الأولى وما يعادلها. وجاء في رأي اللجنة الفنية الآتي:
- في التوصيف القانوني العام لوظيفة "مدير" في الضمان:
1 - حددت الأنظمة الداخلية في الصندوق – الصادرة سنداً لقانون الضمان - وظيفة "المدير" وصلاحياته ضمن نطاق أمانة سر الصندوق، وقد جرى النص على هذه الصلاحيات في نظام المستخدمين وفي أنظمة المديريات المختلفة.
وأعطت الأنظمة للسلطة صاحبة القرار في التعيين – أي مجلس الإدارة – الصلاحية في العزل والوضع بالتصرف... المادة 17 من نظام المستخدمين الفقرة 5: يمكن للسلطة التي لها حق التعيين وبقرار معلل منها مقترن بمصادقة سلطة الوصاية اعفاء أي مستخدم من مستخدمي الفئة الأولى في ملاك الصندوق من مهمات وظيفته الأصلية ووضعه بتصرف مجلس الإدارة أو المدير العام وعلى أن يحتفظ برتبته وراتبه وتعويضاته المخصصة لوظيفته الأصلية وتعتبر وظيفته في هذه الحالة شاغرة."
2 - اعتبر قانون الضمان في مادته الرابعة الفقرة 4 مستخدمي الفئة الأولى في الصندوق (المديرين) متماثلين في الرتبة والراتب مع عضوي اللجنة الفنية الذين يعينون بمرسوم أسوة بسائر موظفي الفئة الأولى.
"المادة 4 من قانون الضمان الفقرة 4: أما عضوا اللجنة (الفنية) فتطبق عليهما سلسلة رتب ورواتب الفئة الأولى في ملاك الصندوق". ويفاد مما تقدم أن وظيفة "المدير" في ملاك الصندوق "معادلة" لوظيفة عضو اللجنة الفنية (فئة أولى) حتى وإن اختلفت سابقاً مرجعيات التعيين لهذه الوظائف.
3 - ساوت المادة 95 من الدستور المعدلة بتاريخ 21 أيلول 1990 بين وظائف الفئة الأولى وما يعادل الفئة الأولى في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات العسكرية والأمنية والمؤسسات العامة والمختلطة، وذلك لجهة أن تكون هذه الوظائف مناصفة بين المسيحيين والمسلمين... المادة 95 من الدستور: تلغى قاعدة التمثيل الطائفي ويعتمد الاختصاص والكفاية في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات العسكرية والأمنية والمؤسسات العامة والمختلطة وفقاً لمقتضيات الوفاق الوطني باستثناء الفئة الأولى فيها وفي ما يعادل الفئة الأولى فيها وتكون هذه الوظائف مناصفة بين المسيحيين والمسلمين دون تخصيص أية وظيفة لأية طائفة مع التقيد بمبدأي الاختصاص والكفاية." وعطفاً على ما تقدم يفاد بأن تعيين "المدير" في الصندوق يخضع للمبادئ المقررة في المادة 95 من الدستور حيال المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.
- في مدى شرعية اجراء مباراة لوظيفة "مدير" في الصندوق بعد تعديل أحكام المادة 95 من الدستور بتاريخ 21 أيلول 1990.
نص قانون الضمان في مادته السادسة "يعين جميع مستخدمي الصندوق حتى الفئة السادسة بنتيجة مباراة"، إلا أن التعديلات الدستورية الصادرة بالقانون الدستوري رقم 18 بتاريخ 21/9/1990 تنفيذاً لوثيقة الوفاق الوطني عدلت أحكام المادة 95 من الدستور حيث فرضت المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في وظائف الفئة الأولى وفي ما يعادل الفئة الأولى وألغى القانون الدستوري المذكور في مادته الثانية "كل الأحكام الاشتراعية المخالفة لهذا القانون الدستوري". مما يقتضي اعتبار شرط المباراة لوظيفة "مدير" في الصندوق ملغى بقوة الدستور للأسباب الآتية:
- ان الأحكام الدستورية تعلو على القوانين والأنظمة.
- ورود الإلغاء الصريح في القانون الدستوري عدد 18 تاريخ 21/9/1990 للأحكام الإشتراعية المخالفة له.
- ان اشتراط المادة 95 من الدستور للمناصفة بين المسيحيين والمسلمين في وظائف الفئة الأولى وما يعادلها - ومنها وظيفة مدير في الصندوق- يلغي إمكان اجراء مباراة تفرز تراتبية ناجحين وفق العلامات وليس وفق المناصفة الطائفية.
ثالثاً: في مدى صلاحية مجلس الخدمة المدنية لاجراء مباراة لوظيفة "مدير" في الصندوق: إن نص المادة 54 من قانون الموازنة العامة لسنة 2004 أناط بمجلس الخدمة المدنية اجراء المباريات لجميع فئات مستخدمي الصندوق... إلا أنه فيما يتعلق بوظيفة "مدير" في الصندوق فإن صلاحية مجلس الخدمة المدنية تنتفي، وذلك للأسباب الآتية:
- سمو الأحكام الدستورية على سائر الأحكام القانونية، وتاليا سمو مبادئ المادة 95 من الدستور فيما يتعلق بالمناصفة الطائفية بشأن وظائف الفئة الأولى وما يعادلها، حيث يفترض بالتعيين أن يتم من المرجع الصالح للتعيين وفقاً لآليات مختلفة عن آلية المباراة. وهذا الأمر حدا بمجلس الوزراء الى إقرار آلية خاصة لاختيار المرشحين لوظائف الفئة الأولى قبل تعيينهم.
- ان نتائج المباراة التي يجريها مجلس الخدمة المدنية تفرز ناجحين وفق تراتب العلامات التي يحوزها المرشحون. وليس متاحاً قانونياً للمباراة ونتائجها أن تراعي المناصفة الطائفية، لاسيما وأن هذه المناصفة ملزمة دستورياً في وظائف الفئة الأولى.

 

سنداً إلى المادة 65 من الدستور التي أناطت بمجلس الوزراء تعيين "موظفي الفئة الأولى وما يعادلها"، وإعمالاً لمبدأ سمو الأحكام الدستورية على سائر الأحكام القانونية، وسنداً للمادة الثانية من القانون الدستوري رقم 18 تاريخ 21/9/1990 التي نصت: "الغيت كل الأحكام الاشتراعية المخالفة لهذا القانون الدستوري"،
لذلك، فإن مجلس الوزراء هو المرجع الصالح لتعيين "المديرين" في الصندوق أسوة بسائر موظفي الفئة الأولى وما يعادلها.